منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  العرب: غيبوبة أم فقدان للروح

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 العرب: غيبوبة أم فقدان للروح Empty
مُساهمةموضوع: العرب: غيبوبة أم فقدان للروح    العرب: غيبوبة أم فقدان للروح Emptyالأربعاء 05 يونيو 2024, 10:36 am

العرب: غيبوبة أم فقدان للروح
هو سؤال يتردد دائماً عندما يشاهد الناس على الهواء مباشرة مجازر الاحتلال الاسرائيلي وهي تفتك بالمدنيين وخاصة بالأطفال والنساء، يصرخ الناس عندما يشعرون بالإحباط: اين العرب؟ الا يشعرون بما يجري في فلسطين؟ لماذا لا يتحركون؟ هل فقدوا روحهم؟ هل هم موتى؟ تردد سؤال مؤخراً: العرب غير موجودين ولكن أين طلاب الجامعات ألم يشعروا بالغيرة من نظرائهم الأمريكان والأوروبيين؟

أسئلة هدفها الطلب من الشعوب أن تشعر بما يجري حولها فتتحرك لتغيير الوضع القائم.

هذا المقال محاولة للإجابة عن سبب عدم تحرك الشعوب خاصة في وقت الأزمات.

من منا لا يذكر امرأة عمورية التي تعرضت للإهانة والسجن من جند الروم فاستنجدت بالمعتصم ، نادته صارخة وامعتصماه! وصل النداء الى الخليفة العباسي في بغداد، بعث رسالة على إثرها الى أمير عمورية قائلاً: من أمير المؤمنين إلى كلب الروم أخرج المرأة من السجن وإلا أتيتك بجيش بدايته عندك ونهايته عندي. وقد فعل.

دخلت هذه الحادثة التاريخ، واستقرت في الوعي الجمعي للشعوب أنهم يستطيعون الاعتماد على الحاكم في أن يتخذ القرار المناسب وأن يحمي الناس من الأعداء وأن يصون الحمى.

ما يحدث على أرض الواقع في العصر الحديث أنه لا وجود لمعتصم يلبي نداء الملهوفين الذين يتعرضون لمآسي أشد فظاعة من مأساة امراة عمورية. ومع هذا فالناس ما زالت في الانتظار.

هنا يبرز سؤال: ما الذي يحرك الجماهير؟ لاحظنا حركة الجماهير التونسية  كرد فعل لفعل مستهجن من أحد أبنائها، أصاب اليأس محمد بوعزيزي لعدم قدرته على إعالة أسرته فأحرق نفسه. قتل النفس في المجتمعات العربية نادر إذ أنه  مخالف للدين الإسلامي ومن أعظم الذنوب ومن أكبر الكبائر.

ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ( الإسراء 33).

لاحظنا ذلك في رد فعل الجماهير المغربية بعدما لحق محسن فكري بأسماكه المرمية في شاحنة النفايات وقام ممثل السلطة بتشغيل ألة الطحن، فطحنتهما معأ.

في الحالة المصرية كان خبر مقتل الشاب خالد سعيد بعد تعرضه للتعذيب على يد الشرطة سبباً في إشعال ثورة يناير.

ما سبق هي الأسباب المباشرة لمعاناة طويلة أشبهها بالماء المغلي داخل طنجرة الضغط الموضوعة على النار، تنفجر فتخلع الغطاء وينتثر الماء المغلي فيحرق ما حوله.

هل يمكننا الغوص عميقاً ونبحث عن أسباب خفية لا تظهر على السطح؟ كأن نبحث في الشخصية العربية كيف تشكلت وما هي ظروفها الحالية؟

مرحلة الروح: (754 - 1504)

يمثل العطاء الفكري والأدبي والعلمي روحاً لأية أمة، وفي الحالة العربية استمر العطاء الحضاري للعرب فترة 750 عاماً، وهي ضعف فترة الحضارة الإغريقية، نقل العرب فيها الإنسانية درجة على سلم التطور، ولمن يريد زيادة معلوماته عن هذه الفترة يمكنه الاطلاع على كتاب (شمس العرب تشرق على الغرب للكاتبة الألمانية سيغريد هونكة ( 1913- 1999)، ولعل أفضل اقتباس من هونكة قولها (أقبل العرب على اقتناء الكتب إقبالاً منقطع النظير، يشبه إلى حد كبير شغف الناس في عصرنا باقتناء السيارات والثلاجات وأجهزة التلفزيون.).

وعبر عن ذلك المتنبي عندما قال:

أعَزُّ مَكانٍ في الدُنى سَرجُ سابِحٍ

وَخَيرُ جَليسٍ في الزَمانِ كِتابُ

 

كانت المكتبات العامة منتشرة في كل المدن العربية ففي القاهرة مثلاً كانت المكتبة تحتوي على مليون ومائتي ألف كتاب ومجلد أما الحكم الثاني في الأندلس فقد جمع في مكتبته نصف مليون كتاب. وعندما بنى نصر الدين الطوسي مرصده الجوي جمع في المكتبة الملحقة بالمرصد أربعمائة ألف مجلد.

مرحلة الاحتضار الطويل: (1504 - 1299 - 1923) ميلادية

مع الانحطاط السياسي الناتج عن ضعف الخلافة المركزية في بغداد والأندلس وانقسام الدولتين الى إمارات صغيرة متنازعة بدأت مرحلة الاحتضار الطويل بتوقف الإنتاج المعرفي، تلا ذلك مرحلة الحكم العثماني الذي جعل من اللغة العربية لغة طقوس وعبادات فقط ثم حاول تتريك الشعوب العربية في آخر فترة من هذا الحكم.

أصاب الجمود كل مناحي الحياة ودخلت المجتمعات العربية مرحلة الموت السريري أو الغيبوبة. ومثلما يقطع السكين الحاد قالب الزبدة تم تقطيع المنطقة العربية وتقسيمها بين بريطانيا وفرنسا ، وبينما كانت أوروبا في قمة التطور بعد الثورة الصناعية،  كانت المجتمعات العربية في قمة الجمود والانحطاط.

على سبيل المثال عندما تزور أي مدينة عربية في العام 1504 م ثم تزورها في العام 1923 أي بعد خمسمئة عام  لا تجد أية تغيرات جوهرية في هذه المدينة بل إن حالها ازدادت سوءً،  أما في الصحاري فالمدة تزيد عن ألف عام .

يشبه ذلك وضع مجتمعات بأكملها داخل صندوق مغلق، يولد الناس ويكافحون من أجل البقاء ثم يموتون، بتكرار ممل دون روح .

هل حدثت تغييرات جوهرية داخل الصندوق خلال هذه الفترات الطويلة؟

يحضرني هنا مثل الشيخ النجدي محمد عبدالوهاب ( 1703 - 1792 م )الذي حاول إصلاح الدين الإسلامي بعد أن دخلته الشعوذة والسحر. ولكنه لم يهتم بإدخال تغييرات جوهرية على   مجتمع الجزيرة العربية رغم تبني السلطة الحاكمة لنهجه، كيف له أن يعرف وهو لم يغادر الجزيرة العربية وما حولها ( البصرة).

على أي مفكر أن تتاح له فرصة لتوسيع أفقه بمعرفة ما يجري حوله ثم يقارن ما هو موجود أمامه وما هو موجود خارج الصندوق، وبهذه الطريقة يستطيع تقديم أفكار جديدة تفيد مجتمعه.

فيما يلي نبذة مختصرة عن محاولات كسر الصندوق والخروج منه.

1. مرحلة وخز الإبر في الجسم الميت سريرياً:

في بدايات القرنين التاسع عشر والعشرين برزت أسماء مصلحين أمثال رفاعة الطهطاوي وجمال الدين الافغاني ومحمد عبده ، ما جمع هؤلاء سفرهم الى العواصم الأوروبية وبخاصة باريس.  بدأت المطبعة التي تركها نابليون في مصر تعمل بقوة ناشرة أفكار الذين جاءوا من أوروبا تبين لهؤلاء المتعلمين الذين يعيشون في المدن الكبرى حقيقة وضعنا في هذا العالم ومحاولة لاستنهاض الهمم.

يصدق المثل القائل ( كلنا في الهم شرق ) على وضع طوائف المجتمعات كافة ، فالمسيحيون لم يكونوا اسعد حالاً من المسلمين في العالم العربي. جاء الفرج لكافة الطوائف من هؤلاء الذين هاجروا بدوافع اقتصادية من لبنان الى الأمريكتين ، ابدع أدباء المهجر أمثال جبران خليل جبران ومخائيل نعيمة رشيد الخوري وشفيق المعلوف وإيليا أبي ماضي في نشر المعرفة وتوعية الناس.

2. مراحل اليقظة ( 1952- الوقت الحاضر)

أ. المرحلة الناصرية ( 1952 - 1977)

لا يمكن إيقاظ الجسم الميت إلا إذا تخلص هذا الجسم من القيود التي تجره الى مزيد من الغيبوبة، وهي تحكم الأجانب في مقدراته، وكانت المرحلة هي مرحلة التخلص من الاستعمار المباشر، خاضت مصر الناصرية حروباً كثيرة وهي تساعد بعض أعضاء هذا الجسم للخلاص من المستعمر. ورغم أنها رفعت شعار التخلص من الرجعية العربية إلا أن هذه الرجعية كانت أقوى بعد أن جاءها الدعم من بيع النفط المكتشف في دولها.

قال عبدالناصر: ارفع رأسك يا أخي فقد مضى عهد الاستعباد ، فتفتحت زهور كثيرة في الشرق وبدأ الإنتاج المعرفي في أماكن كثيرة من الوطن العربي، انتشرت مقولة  (  القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ) وهي توضح فعلا ما جرى في تلك الفترة، نشرت كتب كثيرة تعادل أضعافاً مضاعفة لما نشر في مرحلة الاحتضار الطويل ، بخاصة وأنه في مرحلة الاحتضار ماتت مهنة هامة وهي مهنة الوراقين الذين كانوا ينسخون عدداً غير محدد من النسخ من كل كتاب.

قدم عبدالناصر الاشتراكية للعالم العربي ولكنه لم يقدم الديمقراطية ، خوفه أن يرجع للحكم أتباع النظام السابق من باشوات وباكاوات خاصة أنهم يمتلكون الثروة والعلم ودعم الغرب، حاول تطبيق ديمقراطية مركزية واشترط وجود 50% من العمال والفلاحين في كل المجالس بما فيها مجلس النواب. نسي عبدالناصر أن نهج الحكم الذي لم يتغير منذ 14 قرناً يتيح للحاكم المطلق إدارة الدولة وتوجيه دفتها كما يشاء. وهكذا انقلب السادات على كل التوجهات الناصرية وقام في العام 1977 بوضع معظم مثقفي مصر في السجون تمهيداً لتوقيع اتفاقية كامب دافيد ، هذه الاتفاقية التي ثبتت الوجود الإسرائيلي في المنطقة ومكنتها من نهش الجسد المريض الذي حاول النهوض من الغيبوبة الطويلة.

في المقابل نجد الهند وماليزيا ( كدولة إسلامية) قد طبقتا الديمقراطية الحقيقية ، أصبحت الهند قوة نووية ترسل صواريخها الى القمر وأصبحت ماليزيا إحدى النمور السبعة في آسيا، بغض النظر عمن حكم في البلدين سواء من اليمين أو اليسار.

تغيرت الظروف السياسية في العالم العربي وسيطرت الرجعية العربية ومفاهيمها وحلفها مع الغرب على الجسد العربي.

من الطريف أن نذكر أنه في إحدى السنوات كان الإنتاج المعرفي في العالم العربي قاطبة 8000 مخطوطة مقابل ثلاثمائة ألف مخطوطة في الولايات المتحدة.

توقف زخم الإنتاج المعرفي في العالم العربي وبدا أن مرحلة الغيبوبة ستستمر الى فترة طويلة.

ب. اليقظة الثانية (2023- الوقت الحاضر)

في مرحلة الغيبوبة الجديدة المتجددة  كاد الجسم العربي أن يموت،  من مظاهر ذلك  تحلل عدة دول الى فتات متصارعة مثل الصومال والسودان وليبيا وسوريا وتم ابتلاع الضفة الغربية وتهديد مصر بهبتها النيل، وانتشر السرطان الإسرائيلي ينهش  الجسم العربي.

انطلق طوفان الأقصى في 7 أكتوبر ليقلب الطاولة على هذا الوضع، كأنه يقول للعالم : نحن هنا ، نحن لا نموت، سننتصر. تلقف حزب الله الدعوة وبدأ في اليوم الثاني معركة الإسناد القوي لفصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حماس. تلا ذلك أنصار الله في اليمن والفصائل العراقية ولا شك في أن الدعم السوري والإيراني كان عاملاً حاسماً في التسليح والتجهيز لبدء الطوفان.

في هذه العجالة مواصفات قوى اليقظة الجديدة:

1. كافة القوى المشاركة على الأرض والتي تتصدى لإسرائيل هي قوى إسلامية وطنية وهي قوى من طوائف مختلفة، وقد أسقطت الى الأبد التقسيم الطائفي الذي عمل الغرب وأعوانه على تغذيته وتعميقه تحت تخويف السنة من الهلال الشيعي وغيره من المسميات.

2. أن القوى المشاركة هي قوى شعبية وليست أنظمة، في الحالة الفلسطينية مثلاً هناك سلطة فلسطينية معترف بها عالمياً، في الحالة اللبنانية ، حزب الله هو مجرد حزب ضمن تشكيلة متعددة من الأحزاب والتيارات، في الحالة اليمنية، رغم سيطرة أنصار الله على شمال اليمن إلا أن الحكومة المعترف بها عالمياً هي الحكومة الموجودة في الرياض.

3. ان القوى المشاركة هي قوى ديمقراطية تقبل بالآخر، في الحالة الفلسطينية نجد تعدداً في الفصائل المقاتلة سواء في غزة أو الضفة ونجد أيضاً سلطة محمود عباس التي تنسق مع الاحتلال. في لبنان يحاول حزب الله أنتخاب رئيس للدولة لا يطعن ظهر المقاومة ولم يستطع حتى هذه اللحظة تحقيق ذلك، في الحالة اليمنية تقوم حكومة الخارج التي تسيطر على البنك المركزي بدفع رواتب الموظفين في الجمهورية. 

4.  القوى المشاركة هي قوى مبدئية لا تتنازل عن أهدافها وتتمتع بالذكاء والقدرة على المناورة ولا ترعبها قوة الخصوم ، فمن المعروف أن الجيش الإسرائيلي هو من الجيوش التي يحسب لها حساب بين جيوش دول العالم. ومع هذا فقد ألحقت به هذه القوى خسائر فادحة ولن يفيق من دوخته لمدة طويلة. بينما نجد أن أنصار الله تصدوا باستهداف أساطيل الولايات المتحدة في المنطقة والتي لم يستهدفها أحد من قبل.

5. حقق أنصار الله ما لم يستطع عبدالناصر القيام به وهو إغلاق البحر الأحمر أمام الملاحة الإسرائيلية، بل إنهم يستهدفون هذه الملاحة بشكل عام ، بينما انتصرت إسرائيل في العام 1967 على ثلاثة جيوش عربية خلال ستة أيام نجدها تستعين بحلفائها في الغرب للتصدي لهذا الموضوع دون جدوى، وهذه هي المرة الاولى التي يوظف فيها العرب الجغرافيا لمصلحتهم.

6. رغم أن القوى المشاركة في حالة هجوم إلا أننا نجد تاييداً من شعوب العالم للقضية التي يحملونها، وهذه أول مرة يتحقق فيها ذلك.

النتائج والتوقعات:

انكشفت الصهيونية على حقيقتها ، كم هو هش هذا البعبع الذي يخيف الأنظمة العربية ، ثبت أنه ليس أكثر من  نمر من ورق يعتمد على التهويل والدعاية لتسويق قوته، صدق حسن نصر الله عندما وصفه قائلاً: ان اسرائيل اوهي من بيت العنكبوت، وهذا ما يقوم بإثباته كل يوم على مدى  ثمانية اشهر.

يتحقق لدى شعوب العالم أن الصهيونية ما هي الا انحراف خطير عن مجرى التطور الانساني وهي أسوأ من النازية إذ تعتمد على تفوق الدين والعرق وتعتبر باقي الأجناس غوييم (غاوين من الغيّ والضلال) أو جنتايل أو بتعبير أدق حيوانات بشرية.

قد تتوقف الحرب في غزة لفترة قصيرة نظراً للضغط العالمي ولأهداف شخصية لرئيس الولايات المتحدة الذي يريد هدوءً لإعادة انتخابه، وستقبل فصائل المقاومة بهذا التوقف، فالمعاناة الشديدة لأهل غزة أكثر من أن توصف بكلمات بسيطة ولكن أشدها استعمال العدو لسلاح التجويع، والنصوص المطروحة الآن تنص على إدخال 600 شاحنة يومياً الأمر الذي سيخفف هذه المعاناة عن هذا الشعب الصابر.

ما سيحدث بعد ذلك أن إسرائيل ستعتقد أنه يمكن التفرغ للجبهة اللبنانية وسحق حزب الله، وهذا الأمر سيشعل كافة الجبهات مرة أخرى. كما أن المكاسب الاستراتيجية مثل إغلاق البحر الأحمر والتي حققتها القوى المشاركة لا يمكن التخلي عنها بسهولة .

أما بالنسبة للعالم العربي فسنشهد تغييرات جذرية في أنظمة الحكم العميلة والمتواطئة مع الصهيونية ولكن قد يحتاج الأمر بعض الوقت فقد  استغرقت الغيبوبة طويلاً .

النصر دائماً للشعوب والفجر قادم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 العرب: غيبوبة أم فقدان للروح Empty
مُساهمةموضوع: رد: العرب: غيبوبة أم فقدان للروح    العرب: غيبوبة أم فقدان للروح Emptyالخميس 06 يونيو 2024, 4:25 am

كيف صار التطبيع قضيّة العرب المركزية؟
محورُ المقترح المعلن من الرئيس الأميركي، جو بايدن، هو وقف الحرب من أجل الذهاب إلى صفقةِ تطبيع بين السعودية وإسرائيل، وهو ما يؤكّد عليه في كلّ تصريح يتعلّق بإنهاء القتل في غزّة، وكذلك يفعل معاونوه في الإدارة الأميركية.

تحلّ مسألة التطبيع مع السعودية واحداً من الإغراءات والمُحفّزات التي تقدّمها الإدارة الأميركية للجانب الإسرائيلي كي يقبلَ بالاكتفاء بهذا القدر من المجازر والمذابح، ليحصل على أسراه في غزّة، ومعهم تذكرة تطبيع مجّانية مع السعودية، الأمر الذي يضعنا أمام واقع مأساوي جديد، يقول إنّ قضيّة فلسطين تتحوّل من قضيةِ العرب المركزية إلى أداةٍ أو وسيلةٍ لتحقيق قضيّة أكبر وأكثر مركزية وأولوية هي قضيّة التطبيع العربي الصهيوني.

وعلى ذلك، يصبح النضال الرسمي العربي من أجل تنفيذ صفقة بايدن، والتي هي مقترح إسرائيلي بالأساس، احتشاداً من أجل التطبيع قبل أن يكونَ اصطفافاً مع حقوق الشعب الفلسطيني التي تنتقل من كونها غاية إلى وسيلةٍ للوصول إلى علاقاتٍ كاملةٍ مع الكيان الصهيوني، وهي حالة تفرضُ على الساعين إلى التطبيع اتخاذ مواقف رمادية محايدة تساوي بين الدم الفلسطيني وحفنةٍ من الأسرى الصهاينة لدى المقاومة، الأمر الذي يجعلهم مضطرّين إلى الحديث عن العدوان الصهيوني باعتباره حرباً تشنّها إسرائيل ثأراً أو دفاعاً عن النفس، من دون أن يجرؤ أحدهم على امتلاكِ الرؤية الصحيحة للموقف، فيعلن بوضوح إنّه ليس من حقّ الاحتلال أن يتكلم بمنطق الدفاع عن النفس، حتى لو أطلق على جيشه اسم "جيش الدفاع".

مؤسفٌ أنّ أحداً من المسؤولين العرب لم يتحّدث كما تحدّث المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وبعد أيّام من بدء العدوان على غزّة، معلناً خلال كلمته أمام الجلسة الاستثنائية الطارئة للجمعية العامة للمنظمّة العالمية بشأن فلسطين أنّ "إسرائيل ليس لها الحق في الدفاع عن النفس في الصراع الحالي لأنّها دولة احتلال".

على العكس، كان العرب يتسابقون على إغراءِ الكيان الصهيوني بجائزة التطبيع لو تعطّف وقرّر إنهاء عدوانه على غزّة، وهو ما ظهر بوضوح في منتدى دافوس الاقتصادي في يناير/ كانون الثاني الماضي، حين سئل وزير الخارجية السعودي في جلسةٍ نقاشيةٍ في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس عمّا إذا كانت بلاده تستكمل المفاوضات في شأنٍ إقامةِ علاقاتٍ دبلوماسية بين الرياض وتل أبيب في إطارِ اتفاقٍ أوسع بعد حلّ الصراع الفلسطيني، قال "بالتأكيد".

الربط بين التطبيع الكامل وإنهاء العدوان على غزّة هو بمثابة رضوخ للابتزاز، وفي الوقت ذاته، هو ابتذال لقضيّةٍ عادلة ومحترمة باستعمالها ورقة تفاوض لتحقيق أهداف أخرى، بدلاً من أن تكون كلّ الأوراق مُسخرة للانتصار لهذه القضيّة، وقبل ذلك فإنّ هذا الربط لا يبدو منطقياً أو أخلاقياً على الإطلاق، كونه يصبح أقرب إلى مغازلة المجرم بحزمةٍ من المزايا لكي يقلّل من حجم جرائمه ومستواها.

الأهم من ذلك كله أنّ الشعب الفلسطيني لم يقدّم أكثر من 36 ألف شهيد وأكثر من مائة ألف جريح لكي يمهد سكةً للسادة المندفعين نحو التطبيع بكلِّ قوّةٍ وإصرار.

كان المتصوّر أنّ كلّ هذا الإجرام الصهيوني الوقح سوف يدفع كلّ الأطراف إلى مراجعة حساباتها والاعتذار لشعوبها عن السير حافية على جسرٍ التطبيع، إلى الحدّ الذي ذهب بعضهم معه إلى قمّة عربية، على مستوى وزراء الخارجية، تستضيفها وترأسها إسرائيل، في النقب الفلسطينية المحتلة، ويصفها رئيس حكومتها بأنّها يومٌ تاريخيٌّ ومؤثرٌ جداً لإسرائيل التي أدرك العرب أخيراً أنّها في خندقٍ واحدٍ معهم. 

كم بقي من الأيّام التاريخية التي يصنعها العرب ويقدمونها هدايا إلى الاحتلال الصهيوني كلما أمعن في إجرامه؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 العرب: غيبوبة أم فقدان للروح Empty
مُساهمةموضوع: رد: العرب: غيبوبة أم فقدان للروح    العرب: غيبوبة أم فقدان للروح Emptyالخميس 06 يونيو 2024, 4:50 am

زيلينسكي في الدوحة: نشكر قطر على لمّ شمل الأطفال الأوكرانيين
استقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأربعاء، في قصر لوسيل بالدوحة، وبحثا آخر تطورات الأوضاع في أوكرانيا، لا سيما مساعي وجهود المجتمع الدولي لوقف القتال وحماية المدنيين، والإبقاء على جميع قنوات الاتصال مفتوحة لحل الأزمة بالحوار والطرق الدبلوماسية، بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين وآفاق تعزيزها.

وبحسب الديوان الأميري القطري، فقد قدّم زيلينسكي الشكر لأمير قطر على جهود دولة قطر من أجل لمّ شمل الأطفال الأوكرانيين مع عائلاتهم في أوكرانيا، ضمن وساطتها المستمرة الهادفة إلى لمّ شمل الأسر المشتتة، بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية. وكان أمير قطر وزيلينسكي قد عقدا لقاء ثنائياً تناولا فيه مجمل علاقات التعاون بين البلدين، بالإضافة لمناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المتبادل.

زيلينسكي: قطر أحد أصوات الشرق الأوسط الداعمة لحق العودة والأمن الغذائي والنووي وأمن الطاقة
من جهته، قال زيلينسكي على منصة إكس: "وصلت إلى قطر لإجراء محادثات مع صديقي سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني". وأوضح أن "قطر تساعد أوكرانيا على استعادة الأطفال الذين اختطفتهم روسيا" بعد تدخلها عسكرياً في بلاده منذ 24 فبراير/ شباط 2022.

وأوضح الرئيس الأوكراني أنه يعتزم بحث عدد من القضايا الاقتصادية والأمنية الثنائية مع أمير قطر. وأشار إلى أنه سيبحث في الدوحة "الجهود الجارية في إطار التحالف الدولي لاستعادة الأطفال الأوكرانيين التي ستكون على جدول أعمال قمة السلام" الأوكرانية المزمع عقدها في سويسرا منتصف يونيو/ حزيران الجاري.

وأكد زيلينسكي أن "قطر أدت دوراً نشطاً في الاستعدادات لقمة السلام"، مشدداً على أن الدوحة "ينبغي أن تصبح أحد أصوات الشرق الأوسط الداعمة لعودة الناس إلى ديارهم والأمن الغذائي والنووي وأمن الطاقة العالمي".

جهود قطرية لتخفيف حدة الحرب في أوكرانيا
ونجحت دولة قطر في الأشهر الماضية في تنظيم أربع عمليات لم شمل أطفال أوكرانيين مع عائلاتهم في أوكرانيا، وذلك في إطار جهود الوساطة المستمرة التي تبذلها للم شمل الأسر التي تفرقت بسبب النزاع الروسي الأوكراني، كما أعلنت دولة قطر في إبريل/ نيسان الماضي عن وصول 20 عائلة روسية وأوكرانية، من بينها 37 طفلاً، إلى الدوحة تحت برنامج متكامل يهدف إلى توفير الرعاية الصحية والدعم الشامل لهذه الأسر وأطفالها. وأشارت وزارة الخارجية القطرية إلى أنّ البرنامج يمثل خطوة مهمة في مساعدة الأسر في عملية التعافي، وهو مصمم لتقديم دعم شامل يلبي الاحتياجات الفورية، ويضع أيضاً الأساس للشفاء والاندماج على المدى الطويل.


وفي إطار مساعي دولة قطر الإنسانية والخيرية لتخفيف تداعيات الحرب على الشعب الأوكراني، أعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال زيارته لأوكرانيا في يوليو/ تموز العام الماضي، أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وجّه بالإعلان عن تعهّد بمبلغ 100 مليون دولار للمساعدة الإنسانية في أوكرانيا، وأن المبلغ سيوجه لإعادة تأهيل البنية التحتية الصحية والتعليمية، وتوفير المياه الصالحة للشرب، وخدمات إنسانية مرافقة، إضافة إلى تخصيص 50 منحة دراسية جامعية خلال عام 2023 - 2024 للطلبة الأوكرانيين للدراسة في قطر.

وفي سياق مواقفها المؤيدة لإقرار السلام والاستقرار في أوكرانيا، شاركت دولة قطر في يونيو/ حزيران من العام الماضي، في مؤتمر تعافي أوكرانيا، الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن، حيث هدف المؤتمر، الذي شارك فيه مسؤولون من نحو 60 دولة، وقادة شركات عالمية كبرى، إلى المساهمة في تعافي أوكرانيا، من خلال تعزيز دور القطاع الخاص، وبناء اقتصاد مرن قادر على التكيّف مع المتغيرات. كما شاركت قطر في ديسمبر/ كانون الأول لعام 2022، في مؤتمر "متضامنون مع الشعب الأوكراني"، الذي نظمته فرنسا بالشراكة مع أوكرانيا، بهدف حشد الدعم مجدداً لأوكرانيا، وتقديم مساعدة فورية للشعب الأوكراني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 العرب: غيبوبة أم فقدان للروح Empty
مُساهمةموضوع: رد: العرب: غيبوبة أم فقدان للروح    العرب: غيبوبة أم فقدان للروح Emptyالجمعة 14 يونيو 2024, 9:47 am

العرب يلتقون الصهاينة وغزة تجوع.. والصمت تواطؤ!
لا يمكن لأي مسلم يقظ الضمير وصادق الإيمان ونيته صافية ونقية إلا وأن يفكر في كل لحظة بوضع أخوته في قطاع غزة الذين يواجهون منذ 251 يوما اكبر إبادة جماعية وأوسع عملية تجويع لشعب على مرأى ومسمع العالم الذي يشاهد كل الفظاعات ولا يفعل شيئا، وفي مقدمة المتخاذلين والمتواطئين بالطبع النظام الرسمي العربي والإسلامي والشعوب العربية التي تكتفي بالبكائيات.
على كل مسلم أن يعي تماما طيلة أيام العيد أن ثمة مجاعة كارثية في قطاع غز، وبأن نسبة كبيرة من سكان غزة يواجهون جوعا كارثيا وظروفا شبيهة بالمجاعة، كما أدى  سوء التغذية في القطاع إلى استشهاد 32 طفلا، بينهم 28 طفلا دون سن الخامسة.
الأطباء شخصوا وعالجوا أكثر من 8 آلاف طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد، بمن في ذلك 1600 طفل يعانون سوء التغذية المزمن.
أن نقص المياه النظيفة والصرف الصحي، يزيدان بشكل كبير من المخاطر التي يتعرض لها أطفال القطاع.
هذا الوضع ينسحب على الضفة الغربية، التي تشهد أيضا أزمة صحية متصاعدة بعد، الهجمات على مرافق الرعاية الصحية، والقيود المفروضة على حركة الأشخاص.
كل ذلك والعالم يقف عاجزا أمام هذه المجاعة، وهو عجز اختياري وإرادي لأنه لا يمكن أن نصدق أن العالم بأسره يخشى هذه الدولة المارقة والمنبوذة ولا يستطيع أن يفعل لها شيئا، بل على العكس لا تزال هذه الدولة المجرمة تستقبل من قبل الكثير من الدول ومن بينها دول عربية.
بل أن رئيس أركان جيش العدو النازي ومجرم الحرب هرتسي هاليفي التقى قادة جيوش دول عربية في البحرين هذا الأسبوع. وأكد موقع "أكسيوس" الأمريكي بأن الاجتماع عقد بعيدا عن الأضواء ودون الإعلان عن اللقاء " بسبب الحساسيات السياسية الإقليمية" المتعلقة بالحرب على غزة.
تخيلوا قادة جيوش دول عربية صافحوا رجل يداه تقطران بدماء أطفال ونساء غزة؟!
كما أن  أكثر من 2000 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية وبضائع تجارية عالقة على الجانب المصري من معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة تنتظر في مصر، وجاهزة لدخول غزة.
الاحتلال النازي يعمد إلى خداع الرأي العام العالمي، عبر الحديث عن إدخال شاحنات لا تحمل سوى الطحين فقط، ويتعمد تقليل حمولتها لزيادة عددها، ورغم ذلك لا يزيد عددها في اليوم الواحد على 35 شاحنة، يفترض بها أن توفر المصدر الوحيد للغذاء والدواء لأكثر من 700 ألف محاصر شمالي القطاع.
أن الصمت العربي الرسمي هو مؤشر على تواطؤ هذا النظام في تجويع قطاع غزة خدمة لأهداف الحرب كما تسعى إليها دولة الاحتلال وراعيتها الكبرى الولايات المتحدة الأمريكية.
لذلك على كل عربي ومسلم أن ينتبه إلى أنه بصمته وعدم فعله أي شيء مهما كان بسيطا من أجل أخوته في غزة فهو شريك بالجريمة وسيسأل يوم الحسرة والندامة عن ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 العرب: غيبوبة أم فقدان للروح Empty
مُساهمةموضوع: رد: العرب: غيبوبة أم فقدان للروح    العرب: غيبوبة أم فقدان للروح Emptyالسبت 15 يونيو 2024, 1:49 am

الهراء العربي
لربما لو كان الكاتب الإنكليزي تشارلز لوتويدج دودسون عربيّاً على قيد الحياة لكان اختار مقاربة مختلفة لروايته الشعبية الشهيرة "أليس في بلاد العجائب" المنشورة عام 1865، وكتبها باسم مستعار هو لويس كارول. تحكي الرواية عن فتاة صغيرة تدعى أليس لحقت بأرنب رأته يُخْرِجُ ساعة من جيبه وعلامات القلق بادية على وجهه، ثمَّ يركض مسرعاً ويقفز في حفرة، فقفزت وراءه لتبدأ مغامراتِها في عالم خيالي تسكنه مخلوقات غريبة. صَنَّفَ النقاد رواية كارول ضمن ما يعرف بـ"الهراء الأدبي"، وهو لو كان عربيّاً حيّاً يرزق بين ظهرانينا اليوم، وكتب عن عجائب العرب وبلادهم وأحوالهم، لربما وفّر على روايته هذا التصنيف، ولكانت تعبيراً صادقاً عن هراء الحال العربي.

لا أضيف جديداً إذا كتبت هنا إن الهراء العربي فاضحٌ ومعيبٌ ومخزٍ، ولكنه، مع كل أسف، قائم موجود. أينما أرجعت البصر، وعلى أي مستوى حَلَّلَت، فإنك لن تجد إلا ما يدعم هذه الفرضية. يبدو واقعنا العربي كعالم عجيب غريب دخلنا إليه رغماً عن أنوفنا عبر جحر الأرنب وأليس. عالم يسود فيه الفساد والقمع والفوضى والتخلف والارتكاس والارتهان للأجنبي الطامع. عالم لا يقل جلُّ الحاكمين والمتنفذين فيه، وكذلك كثير من أبنائه المسحوقين، عن تلك الحيوانات الغريبة التي وجدتها أليس. غالبنا يهيم من غير هدفٍ ولا غاية، وكأننا نحضر أنفسنا لمشهد ذلك اليوم العظيم، يوم القيامة، أين "تَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ"، فحالنا بائسٌ وكئيب. ترى كيف يمكن تفسير تدمير السودان بيد بعض أبنائه، دع عنك جرائم الاغتصاب بحقّ حرائره على أيدي من يفترض فيهم أنهم أصحاب العرض ومحارمه؟ الأمر نفسه يُقال عن سورية واليمن وليبيا، والقائمة تطول عربياً، على مستويات مختلفة، ما بين فساد وقمع وتخلف وارتهان واستلاب، لا تكاد تجد هنا استثناءات.

وإذا أردت مزيداً من العجب العربيّ العُجاب، فإليك هذه القصّة التي نشرها موقع أكسيوس الأميركي أول من أمس الأربعاء (12 يونيو/ حزيران). يقول عنوان الخبر: "الولايات المتحدة تعقد اجتماعاً مع جنرالات إسرائيليين وعرب في خضم حرب غزّة". أما التفاصيل فهي كالتالي. المكان: البحرين. التاريخ: في وقت ما من الأسبوع الجاري. الداعي: القيادة المركزية الأميركية الوسطى. الحضور: رئيس القيادة المركزية الأميركية الوسطى، الجنرال ميشيل "إريك" كوريلا. رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي، الجنرال هرتسي هاليفي. بالإضافة إلى "جنرالات كبار"، حسب وصف التقرير، من البحرين والإمارات والسعودية ومصر والأردن. الهدف من الاجتماع: "مناقشة التعاون الأمني الإقليمي". أما عن سبب عدم الإعلان رسمياً عن الاجتماع ومحاولة إبقائه طيَّ الكتمان، فذلك راجع "إلى الحساسيات السياسية الإقليمية المحيطة بالحرب في غزة". بمعنى، إن شئت أن تفهم الأمر على أنه ما زال هناك بعض "خجل" عربيٍّ فلك ذلك، أما إن كنت تروم الدقّة، فالأصوب أن تقول: "إن لم تستح فأصنع ما شئت".

منذ مطلع القرن العشرين وبلاد العرب ملعب كرة يصول الأجنبي فيه ويجول

لنعد إلى السياق الزماني لانعقاد هذا الاجتماع، الذي لا تتردّد المصادر الأميركية في تحديد هدفه المتمثل بالتنسيق والتصدّي لإيران، وكذلك البحث في مستقبل قطاع غزّة عندما تنتهي إسرائيل من جريمة الإبادة التي ترتكبها فيه. إذا كان هذا الاجتماع، حسب تأكيد "أكسيوس"، قد جرى في بحر الأسبوع الجاري، فإنه حدث ما بين السبت والأربعاء الماضيين. أي أنه جاء في أعقاب المجزرة الوحشية التي ارتكبتها إسرائيل، بدعم أميركي معلن، في مخيّم النصيرات، وسط القطاع، والتي استشهد فيها ما لا يقل عن 274 شخصاً، وأصيب ما لا يقل عن 700، غالبهم من النساء والأطفال والمدنيين. طبعاً مجزرة النصيرات واحدة من مئات مثلها شهدها قطاع غزّة يومياً على مدى الأشهر الثمانية الماضية. وفي حين تتحشرج حناجر ذلك الفريق من العرب المشارك في اجتماع البحرين مع هاليفي وكوريلا، وتبحُّ أصواتهم إدانة وتعبيراً عن الأسى، تراهم يرطبونها في لقاءات وديَّةٍ معهما، حسبوا أنها تكون سرّية، بحيث تعفيهم من الحرج الكاذب، إلا أن إسرائيل وأميركا لا تلقي بالاً لطلاء الحمرة المغشوش الذي يصبغون به وجوههم، ومن ثمَّ تراهما لا تتردّدان في فضحهم على رؤوس الأشهاد.

عودة إلى "أليس في بلاد العجائب". ربما الخلل الوحيد في رواية كارول أنه لم يواف الزمان الصحيح عند نشرها، ببون شاسع يراوح ما بين نصف قرن و160 عاماً. منذ مطلع القرن العشرين وبلاد العرب ملعب كرة يصول الأجنبي فيه ويجول. الأدهى أن الكرة التي تتقاذفها الأرجل الغريبة.. هم العرب كذلك. أعلم أن اختراق العالم العربي، أجنبياً، بدأ قبل ذلك بعقود طويلة. لكن ألـ109 أعوام الأخيرة، أي منذ اتفاقية سايكس – بيكو، تمثل أرذل ما في تاريخنا الذي تحول إلى واقعنا. هذا الواقع المزري هو حصاد أيدينا، أو أيدي بعضنا، لا يهم، فالنتيجة واحدة. "إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ" (يونس: 44).
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 العرب: غيبوبة أم فقدان للروح Empty
مُساهمةموضوع: رد: العرب: غيبوبة أم فقدان للروح    العرب: غيبوبة أم فقدان للروح Emptyالسبت 15 يونيو 2024, 1:50 am

مصر إذ تعاقب الفلسطينيين بدل إسرائيل
لا تكفُّ إسرائيل عن توجيه الإهانات البالغة لمصر، والمسّ بسمعتها، والتعدّي على أمنها، في حين تردُّ الأخيرة بإعلان التمسّك باتفاقية السلام معها، وأكثر من ذلك، للأسف، تفريغ غضبها وتوجيه انتقامها نحو فلسطينيي قطاع غزّة المحاصرين والمنكوبين. إنّها ليست مصر القاطرة التي يرتجيها العرب، بل المقطورة التي شَلَّت فاعليتها طوعاً وساهمت في شلّ الجسد العربي. "اتفاقية السلام مع إسرائيل خيار استراتيجي"، وأيّ مخالفات لها سيتم تناولها عبر آليات، منها لجنة اتصال عسكري. هذا ما صرّح به وزير الخارجية المصري سامح شكري، في 12 مايو/ أيار الحالي، أي بعد خمسة أيام من إعادة إسرائيل احتلال الجانب الفلسطيني من معبر رفح، جنوبي قطاع غزّة، وإحكام سيطرتها على ثلثي محور فيلادلفيا (محور صلاح الدين)، واحتلاله، والذي يُفترض أن يكون منطقة عازلة بين إسرائيل ومصر، حسب اتفاقية كامب ديفيد في عام 1978. غير أنّ اتفاقية السلام هذه، التي تتمسّك بها القاهرة، تبدو كأنّها أحادية الواجبات والالتزامات، في حين تدوسُها إسرائيل بقدميها كلّما رأت مصلحة لها في ذلك، وتجعل منها سيفاً مُسلّطاً على رقبة "المحروسة" في ظلّ سكون وخنوع معيبين.

ليس المثال السابق استثناءً في سيرورة العلاقة المصرية - الإسرائيلية، بل هو المعيار السائد عقوداً، ولكنّ قباحته تجلّت أكثر في الأشهر الثمانية الماضية، أي؛ منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023. في 22 من الشهر الحالي (مايو/ أيار)، اتّهم وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، مصر بمنع عبور ألفيّ شاحنة مساعدات إنسانية إلى غزّة، لأنّ لديها قضية سياسية بخصوص معبر رفح. وفي اليوم التالي، غمز وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، من قناة القاهرة وهو يحثّها على السماح بتدفّق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة، متغافلاً عن جرائم إسرائيل المتوحّشة فيه، وعملها المنهجيّ على تجويع شعبه. وكانت الكارثة في الردّ المصري على هذه الاتهامات والإهانات، إذ اشترط وجود طرف فلسطيني في معبر رفح لتسلّم المساعدات. وبحسب شكري، فإنّ الوجود العسكري لإسرائيل، والعمليات التي ينفّذها جيشها، ظروف تعرّض سائقي الشاحنات للخطر، ما أدّى إلى توقّف عبور المساعدات الحدود.

المشكلة في المنطق المصري، هنا، أنّه يناقض الحجّة السابقة التي كان يتذرّع بها قبل أن تحتلّ إسرائيل معبر رفح وتسيطر عليه عسكرياً قبل ثلاثة أسابيع. ونُذكّر، هنا، بما قاله رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصري ضياء رشوان، مطلع العام الجاري، ردّاً على اتهام محامي الدفاع عن الدولة العبرية أمام محكمة العدل الدولية كريستوفر ستاكر مصر بأنّها تتحمّل مسؤولية دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة لا إسرائيل. كان ردُّ نشوان حينها أنّ "سيادة مصر تمتدّ فقط على الجانب المصري من معبر رفح، بينما يخضع الجانب الآخر منه في غزّة لسلطة إسرائيل الفعلية"، رغم أنّه، حتَّى ذلك الوقت، كان معبر رفح يخضع لسلطة فلسطينية مطلقة (!) الحقيقة المُرّة أنّ السلطة في مصر شريكة في جريمة حصار قطاع غزّة وتجويع أهله، ليس فقط منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بل منذ 2007، أي منذ فرضت إسرائيل حصاراً وحشياً عليه، وعلى أكثر من مليونين من سكّانه. ويعلم الجميع كيف أنّ آلاف شاحنات المساعدات الإنسانية ما زالت متكدّسة منذ أشهر على الجانب المصري من المعبر، دع عنك الابتزاز الذي يتعرّض له المنكوبون الفلسطينيون عبر إرغامهم على دفع آلاف من الدولارات لكلّ شخص يريد الخروج من القطاع. هذا لا يقلّل من جريمة إسرائيل ووحشيّتها، ولكنّه، للأسف، يجعل طرفاً عربياً شريكاً معها، وظلم ذوي القربى، لا شكّ، أشدُّ مضاضةً.

ليست مصر القاطرة التي يرتجيها العرب، بل المقطورة التي شَلَّت فاعليتها طوعاً

يوم الاثنين الماضي، استشهد جندي مصري بنيران إسرائيلية في رفح. كان الردُّ الرسمي المصري الأولي مُخزياً، وهذا تعبير مُلطّف. "القوات المسلحة المصرية تجري تحقيقاً بواسطة الجهات المختصّة حيال حادث إطلاق النيران بمنطقة الشريط الحدودي برفح مما أدّى إلى مقتل أحد العناصر المكلّفة بالتأمين". كان هذا تصريح المُتحدّث الرسمي باسم القوات المسلّحة المصرية. ليس لـ"العنصر" المصري، هذا، ولم يستحقّ، على الأقلّ، الإشادة به شهيدَ واجبٍ عسكري (!) أمّا ثالثة الأثافي فكانت في الاتفاق اللاحق بين القاهرة وتل أبيب على ترك قضية الجندي المصري "لتموت بهدوء"، بعيداً عن الضجّة الإعلامية، وحتَّى لا تتحوّل إلى أزمة استراتيجية بين البلدَين. بعد ذلك بيومين (الأربعاء 29 مايو/ أيار الحالي) فقط، استكملت إسرائيل احتلال محور فيلادلفيا، وأصبحت قوّاتها المسلّحة مقابل مصر، في خرق بيّن لاتفاقية السلام بينهما. مرّة أخرى، أعلنت القاهرة أنّ اتفاقية السلام المصرية - الإسرائيلية ولدت لتبقى، ولكن، سيكون هناك ثمن مترتّب على ذلك الانتهاك الإسرائيلي: مزيد من العقوبات على الفلسطينيين الذين يتعرّضون لجريمة إبادة في قطاع غزّة. "لن يكون الإسرائيليون شركاءنا إلى سكان قطاع (غزّة)، وندرك أنّ إسرائيل تحاول ابتزاز مصر من خلال الزاوية الإنسانية... من أجل نقل المساعدات إلى غزّة". هذا ما قاله مسؤول مصري كبير. بمعنى آخر، لا ترغب مصر الرسمية بخوض معركة ديبلوماسية مع إسرائيل لإرغامها على احترام التزاماتها بموجب اتفاقية السلام بينهما، في وقتٍ لا تبدي فيه أيَّ شعور إنساني نحو أشقاء لها يئنّون تحت وطأة سياستها وظلمها، رغم أنّهم يتعرّضون لحرب إبادة إسرائيلية هزّت ضمير العالم بأسره. أبعد هذا الخزي خزي؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 العرب: غيبوبة أم فقدان للروح Empty
مُساهمةموضوع: رد: العرب: غيبوبة أم فقدان للروح    العرب: غيبوبة أم فقدان للروح Emptyالسبت 15 يونيو 2024, 1:50 am

في استعصاء الوضع العربي

في التحليل السياسي، ثمَّة خمسة أنواع من الأسئلة: التجريبية أو الاستقصائية، التي يمكن الإجابة عنها عبر المعلومات والمعطيات والملاحظة والتجربة والخبرة، مثل؛ هل يُؤدّي ارتفاع الحدّ الأدنى للأجور إلى ارتفاع مُعدّلات بطالة الشباب؟ والأسئلة المعيارية، التي لا يمكن الإجابة عنها إلّا من خلال النقاش الفلسفي والاستدلال المنطقي والاستنتاج الموضوعي، مثل؛ هل المجتمعات الحرّة أكثر تقدّماً؟ والأسئلة المفاهيمية، التي تدور حول المعنى الصحيح/ المفيد/ الفعَّال للكلمات، مثل، ما الحرّية؟ والأسئلة التطبيقية، التي تسعى إلى إيجاد حلولَ لمشكلات اجتماعية أو سياسية أو تجارية مُعيّنة، وتنقسم إلى أسئلة تنبّؤية (ماذا سيحدث إذا...؟)، وأسئلة علاجية (ما الحلّ لـ...؟)، والأسئلة التصميمية (كيف...؟). وأخيراً، الأسئلة غير القابلة للإجابة، التي ببساطة لا توجد لها إجابات، مثل؛ متى بدأ الزمان؟ ما مصير الروح بعد الموت؟ وكيف وجد الكون؟ وأخشى أن يكون واقع البؤس العربي، وكيفية الخروج منه، قد دسَّ نفسه في الأسئلة غير القابلة للإجابة. هذه ليست دعوة لليأس والإحباط، لكنّها توصيف لحال كئيب لا يمكن لنا أن نتجاهل حقيقته بدعاوى أمل زائفة، إذ إنّ الأمل يُطْلَبُ وَيُصْنَعُ صناعةً، ولا يُنجز بالرغبات والتمنّيات، وهنا بيت القصيد.

لا يعني ما سبق أنّه لا توجد مشاريع جادّة، عميقةٌ ورصينةٌ، وجهودٌ مُخلصةٌ وحثيثةٌ لتقديم إجابات وحلول للتحدّيات البنيوية والوجودية التي نواجهها عرباً، غير أنّها مُهمَّشةٌ ومُحاربة. وهكذا، فإنّ واقعنا يشهد على أنّ ثمَّة عجزاً ذاتياً في الإرادة، وغياباً للرؤية والاستراتيجيا، وتوهاناً للبوصلة الضابطة لمسارنا، وانهياراً جَمَعِيّاً لمنظوماتنا الفكرية والسياسية والأمنية والأخلاقية. يكفي أن تلقي نظرةً فاحصةً كاشفةً إلى الواقع العربي، من المحيط إلى الخليج، لتدرك مكامن الخلل والحجم الفادح للأضرار المُترتّبة عليها. إنّنا نبدو كمن يُصرُّ على أن نتذيّل الأمم، وأن تكون دمائنا مسفوكةً مجّاناً من دون ثمن، وعلى أن تكون حُرمَاتُنا حِمَى مستباحاً لكلّ عادٍ ومعتدٍ، وثرواتنا مَشاعاً للإمبرياليين القدامى والجدد، مع ترك بعض الفُتاتِ لوكلائهم بيننا. أمّا نحن؛ الشعوب، فلا يهتمّ أحدٌ للسحق الذي نرزح تحت وطأته، فقد تكالبت علينا أثَافِيُّ الشرِّ كلّها، العدوان الخارجي، والقمع الداخلي، والفساد والجهل والتخلّف، دع عنك الفرقة والتشتّت والدوران حول الرّحَى من دون بوصلة ومن دون هدف ولا غاية.

حتّى نحن الذين نبكي دماً على جُرح غزة النازف، غالبنا الأعظم يكتفي بذلك، كمداً وقهراً

مرَّة أخرى، ليس هدف هذه السطور بثّ صورة سوداوية لواقعنا وترسيخها، بل التنبيه إلى أنّ الخروج منها لن يكون قَدَرِيّاً أو عفويّاً. أمّا إنكار الحال الذي نحن عليه وفيه، أو الإقرار به والرضوخ له، فسيكون كارثيّاً، وما نحن فيه وعليه إلا نزر يسير ممّا قد نصل إليه، إذ إنّنا ما زلنا في حالة سقوط حرّ لم نرتطم بالقاع بعد. انظر إلى الواقع المُخزي في السودان، حيث لا يكتفي العسكر بتدمير بلدهم ونهبه، ولا الأخ بقتل أخيه وقهره، بل ترى بعضهم يعتدون على أعراضهم ويغتصبون حرماتهم. يفعل كثير منهم ذلك وسط "تكبيرات النصر"، وكأنّ التكبير يُسبغ الحِلَّةَ على الجريمة والبذاءة والفواحش؟ انظر إلى سورية، أيضاً، فباسم "الممانعة" والتصدّي لإسرائيل استبيحت البلد ودُمّرت، وها هي إسرائيل تعبث فيها كيف شاءت، تقصف حين تريد، في حين يلجأ النظام "المُمانع" إلى منطق قطيع الغنم، يَثْغو من دون أن يقاوم، عضّاً أو جرحاً، وتضمُّ إسرائيل أراضيه في الجولان المُحتلّ، من دون أن يُحرّك ساكناً. المهمّ، "بقي الأسد"، ولتذهب سورية إلى الجحيم. وإذا ما اخترنا، هنا، أن نمضي في سرد الأمثلة لسُطّرت صفحاتٍ في ذلك وكتب، فكم من سودان وسورية في جسد هذه الأمة! دع عنك واقع التخلّف الذي تحياه دولنا، إلى الارتهان إلى الأجنبي، إلى الفساد والقمع الداخلي... إلى، وإلى...

قد يقول بعض إنّ في هذه الأمّة ومضات أمل مضيئة، وهذا لا شكّ صحيح. نرى ذلك في الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني في قطاع غزّة. لكن، هل لهذا الصمود حاضنة عربية؟ أم أنَّ كثيرين من العرب لا يقلّون تآمراً على غزّة وأهلها من إسرائيل وأميركا؟ ثمَّ، هل الصمود استراتيجية في حد ذاته؟ لنكن صريحين، لقد تُرِكَتْ غزّة لتواجه مصيرها وحدها، حتّى نحن الذين نبكي دماً على جُرحها النازف، فإنّ غالبنا الأعظم يكتفي بذلك، كَمَداً وقهراً. ومن ثمَّ، فإنّه من الظلم الكبير، والغُبن الفاحش، أن نُعلّق نهضة أمّةٍ وأملها على كاهليّ قطاع غزّة وأهله المنكوبين، في حين نعفي أنفسنا من المسؤولية، ونغفل الدور المطلوب منَّا. نحن جميعاً، عرباً، هدفٌ لجرائم الإبادة، إنسانيّاً وتاريخيّاً وحضاريّاً ونفسيّاً وثقافيّاً وحقوقيّاً واقتصاديّاً. تختلف أدوات الإبادة، وتتبادل الأدوار من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان، لكنّها في المحصلة تتمُّ في حقّنا جميعاً، في حين يتظاهر مُعظمنا بأنّ ذلك لا يجري، أو أنّهم فعلاً لا يدركون حقيقة الأمر.

أعود إلى مُعطى سبقت الإشارة إليه، إنّ الأمل ليس مسألة إيمانية يقينية فحسب، ولا هو مُجرّد شعار رنّان وفِكَر جذابة، بل إنّ تحقيقه يتطلّب رؤية واعية، واستراتيجية شاملة، وخططاً مدروسة، وجهداً مُسْتَبْصِراً وحثيثاً، وتضحيات جساما وكبيرة، بمعنى أنّه يُّصْنَعُ صناعةً، ولا يُشترى جاهزاً ومُعلّباً. بغير ذلك، إن لم نستوعب حجم التحدّي الذي نحن بصدده، وطبيعة الاستجابة المطلوبة، حينها، ليس لنا أن نقول إلّا "لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ كَاشِفَةٌ".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 العرب: غيبوبة أم فقدان للروح Empty
مُساهمةموضوع: رد: العرب: غيبوبة أم فقدان للروح    العرب: غيبوبة أم فقدان للروح Emptyالجمعة 28 يونيو 2024, 10:03 pm

انشغال الأمة.. والنخوة المتعثرة
في كل يوم وفي كل لحظة من لحظات الخلاف المحتدم بين مكونات القومية الإسلامية، بدءًا من تقاطعاتها المذهبية وتشظياتها الطائفية، وليس انتهاءً باختلاف مطالع الأهلة لديها، مرورا بثورة الانفتاح على ثقافة التطبيع وتكوين التحالفات المناهضة لأي شيء يحرر الإنسان من ربقة التبعية، ووقوفًا على حالة الانشغال المبنية على صمت مطبق يحير العاقل لما يحدث من سفك للدماء، وتجويع للإنسان، على مرمى حجر من موائد ممتدة بما لذ وطاب، وأسلحة تحمي الديار والصبيان.. بذلك جزئيا أو كليا تنشأ تساؤلات محيِّرة.

إن التساؤلات المليئة بعلامات التعجب لم تبرح مكانها، وإنما متجددة بتجدد السلوك الهمجي والانتهاكات الصارخة لإسرائيل على أراضينا المقدسة، ومتعمقة بتعمق السكون المفتعل من قِبل مَن يُنتظر منهم إغاثة الملهوف، فهي استفهامات تختلط مع واقع المسرح السياسي (المنظم)، الذي لم يسجل حتى اللحظة أي شيء يذكر تجاه الطفلة التي ماتت جوعًا، والشيخ الذي قتل غيلةً، والثكلى التي شُطر قلبها، والجماعات التي هجّرت قسرًا، فالأنظمة وساساتها دسّوا رؤوسهم في رمال الطاعة الغربية، باحثين عن آمال وطموحات خاصة جدًا، فلم تدرج قضية الشرف في أولويات انشغالهم، أو ضمن رُؤاهم وخططهم الاستراتيجيّة.

المخططات تتبلور بقوة خاصة بعد شماعة الإغلاق، التي علّق عليها الجانب العربي بأن الظروف السياسية غير مواتية لفتح معبر رفح، تحت ذريعة وجود قوات الاحتلال، وهذا يسير جنبًا إلى جنب مع سياسة التجويع والوقوف باستماته ضد إدخال المساعدات الإغاثية

هناك، وتحت ستار القوى العظمى، ومع استمرار القصف الإسرائيلي على غزة ورفح، ومداهمات طالت معظم القرى الفلسطينية، وغطرسةٍ سياسيةٍ نادت بالتهجير والإبادة بشتى صنوفها، تتجه الأنظار -وبحسب اتفاق جميع التحليلات السياسة- إلى تنفيذ مخطط إلغاء معبر رفح، واستحداث معبر جديد يشدد الخناق على غزة، إلى جانب التحوّل إلى معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، درءًا للانتقادات الدولية؛ وذلك ضمن منهجية عزل القطاع بأكمله عن العالم، وإحكام السيطرة على المنافذ والمعابر التي تُعتبر المتنفس الأهم لدى سكان القطاع؛ بغية إجبار المقاومة على الاستسلام والرضوخ للاملاءات والشروط الأمريكية والإسرائيلية.

تلك المخططات تتبلور بقوة خاصة بعد شمّاعة الإغلاق، التي علّق عليها الجانب العربي بأن الظروف السياسية غير مواتية لفتح معبر رفح، تحت ذريعة وجود قوات الاحتلال، وهذا يسير جنبًا إلى جنب مع سياسة التجويع والوقوف باستماته ضد إدخال المساعدات الإغاثية، مع ارتفاع نبرة النداءات المستمرة من قبل المنظمات العالمية الإنسانية والحقوقية المنددة بخطورة الأوضاع الإنسانية في غزة، والتي لَمَّا تجد أي أذن صاغية بعد.

في الجانب الآخر الذي ليس ببعيد، تشتد تحركات وضربات الجنوب اللبناني تجاه إسرائيل كردة فعل عسكرية تجاه ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة، وتحتدم المناوشات الحدودية، وليس آخرها عملية هدهد حزب الله وضربات حماس، وبالتأكيد.. تلك التحركات تتماشى مع الجبهات الأخرى في سوريا والعراق، التي تأتي خجولة نظرًا لطبيعة الأوضاع السياسية الصعبة، والتي تستخدمها أميركا كورقة ضغط تجاه تلك الجبهات لتقويض مبدأ الوقوف مع قطاع غزة وما يحدث في فلسطين.

إلى جانب ذلك تبرز جبهة اليمن التي لعبت دورًا محوريًا في إنهاء فكرة السيطرة الأورو-أميركية على المسارات البحرية، ودفعت ببصيص أمل نحو الشعور بالقومية الإسلامية، وفضح المتصهينين العرب الذين يمولون إسرائيل من أموال الفقراء، باعتبارهم العنصر الفاعل في التحالف الجديد، وهم ذاتهم المنشغلون عن واقع القضية الفلسطينية الذي يناصر فكرة المقاومة وإنهاء مسلسل التهجير والإبادة.

إن انشغال النخب السياسية بأموالهم وأهليهم، وطغيان الكِبر المولد للوهن والضعف، والابتعاد عن جوهر الواقع والمصير، أثر بشكل كبير في الانشغال المجتمعي الذي أصبح لا يَعرِف له مكانا أو موقفا واضحا تجاه مبدأ القضية المصيرية لقلب الشرق الأوسط

مع ذلك كله؛ يتوالى مسلسل الانشغال عن فلسطين، منذ القرن التاسع عشر الميلادي إبان الدولة العثمانية ودخولها في مرحلة الضعف -أو مرحلة الرجل المريض كما وصفت- وحتى اللحظة، وفق تقسيمات الدول الحديثة ومساراتها، التي لم تخرج من نخوة متعثرة تدور حول حماها المرقوع بكثير من التنازلات والتحالفات المفضية إلى تقويض فكر المقاومة.

الأطماع الصهيونية التي لم تعد سرية، وهي التمدد من النيل إلى الفرات عبر التوسع في بناء التجمعات الاستيطانية التي بدأها روتشيلد عام 1883م، عبر شركة الاستعمار اليهودي في فلسطين، لتكبر فكرة "تل الربيع" أو تل أبيب فتكون عاصمة الكيان، وتصل إلى أبعد من ذلك، ويقيّض الله لنا أن نعيش فترة الانشغال حتى نرى بأم أعيننا ما يحدث من تجويع وحرب إبادة، يشترك فيها الأقرباء قبل الغرباء فتسقط ورقة التوت، ويحترق غصن الزيتون الذي يمتد تارة وينفصل تارات كثيرة.

إن انشغال النخب السياسية بأموالهم وأهليهم، وطغيان الكِبر المولد للوهن والضعف، والابتعاد عن جوهر الواقع والمصير، واستفحال مرض القلوب المغشية بالران، والعقول المزدوجة في التفكير عن فلسطين، والذي بات أقرب إلى أن يكون انشغالا ممنهجا ومتعمدا، أثر بشكل كبير في الانشغال المجتمعي الذي أصبح لا يَعرِف له مكانا أو موقفا واضحا تجاه مبدأ القضية المصيرية لقلب الشرق الأوسط؛ إلا ما رحم ربي من نداءات نسمع صداها ودويها على خجل.

بل حتى هذه النداءات الخجولة ما تلبث أن تذهب أدراج الرياح عند الإجراءات الأمنية المشددة، أو الدخول في مرحلة الإنهاك المتسلط الذي يوجه نحو المساومة على خبزه وأمنه، ناهيك عن أموال الفقراء التي تلملم ذل السؤال وترتبط في دورانها الديني؛ لتصل إلى وسيلة لشراء آلة عسكرية تهدد حياتهم وحياة الآخرين ضمن منظومة الجباية السياسية أو العيش بالمقابل.

وعلى شاكلة ذلك تخمة التنديد التي تفننت فيها الأنظمة المستحكمة (داخليا)، وجاءت في شكل بيانات واستنكارات وشجب لم تغن شيئا، ولم يصاحبها قرار سحب أو إغلاق دبلوماسي، أو حتى إجراء فض شراكات فوق الطاولة وأسفلها، فهذه التنديدات ما تلبث أن تخفت، خاصة إذا ما تحدثنا بصوت ميزان القوى، أي تلك التي تمتلك الكلمة والحضور بثقلها التاريخي القديم، وضعفها الجديد المتواري خلف أحجبة الحياء السياسي، نظير حفنة من دولارات تثبت مسامير الحكم المتهالك والمتقاطر؛ خنوعًا لمجريات تتقاطع مع المصالح الإنسانية لشعب يريد الحياة كغيره من الشعوب وفق الحقوق الكونية.

فرّط المسلمون بانشغالهم عن أحد المكانين الأقدس، اللذين من الواجب ألا ينفصل أحدهما عن الآخر، من حيث فكرة التعبد وتعظيم الشعائر حول تلك المقدّسات، ولعلّ هذا التفريط والانشغال مرده إلى مرحلة الانغماس، التي تلوث فيها المجتمع الإسلاميّ بثقافة الاختلاف

حتى منظمة التحرير -أو السلطة الفلسطينية- التي طال صمتها وانشغالها، لم تتقن حتى البكاء على اللبن المسكوب، بل إنها أزاحت الستار عن عدائها لحركات المقاومة الأخرى، لا سيما غريمتها (حركة حماس) التي لم تكن يومًا الثور الذي يؤكل كما أُكلت هي.

لقد فرّط المسلمون بانشغالهم عن أحد المكانين الأقدس، اللذين من الواجب ألا ينفصل أحدهما عن الآخر، من حيث فكرة التعبد وتعظيم الشعائر حول تلك المقدّسات، ولعلّ هذا التفريط والانشغال مرده إلى مرحلة الانغماس، التي تلوث فيها المجتمع الإسلاميّ بثقافة الاختلاف، والجنوح إلى فكرة التسليم بقائمة الاملاءات التي شابتها شوائب التكفير والبحث عن الذات بين أحضان الإمبريالية الغربية.

يقول الشيخ متولي الشعراوي: "أرى أن الأمة الإسلامية هي التي جرّأت خصومنا على إهانتنا، ولو أنها عرفت فينا حمية تقف أمام هذا الزور والبهتان لما اجترأت على ذلك، وأحب أن أستتيب أمتنا وأستتيب أمة الإسلام في كلّ الأقطار أن ترجع إلى أحضان ربها، إن أرادت أن ينصرها الله؛ لأنه تعالى قال: {ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنّهم لهم المَنصورون وإنّ جندنا لهم الغالبون}.

إن رأينا جند الإسلام قد انهزم في أي معركة فاعلموا أن شرط الجندية قد اختل، اختل شرط الجندية في أُحد ورسول الله صل الله عليه وسلم بينهم، ومع ذلك نالهم ما نالهم من هزيمة، لم يشفع لهم في تخلف قانون الجنديّة عندهم أن رسول الله بينهم، ولم يُؤذَ رسول الله في معركة مثل ما أوذي في أُحد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
العرب: غيبوبة أم فقدان للروح
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  في غيبوبة التفاهة
» الزهرة المجنونة.. وجودها في حديقة المنزل شفاء للروح
» كم مرة سيلدغ العرب؟
» سبب نكبة العرب : الفيديو اللذي انتظره العرب والمسلمين
» العرب في مئة عام - جربنا «فحول العرب» فخيبوا ظننا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: مواضيع ثقافية عامة :: مقالات-
انتقل الى: