حروب بلا نهاية
ظاهر الأمور أن في الساحة السورية بشار الأسد ومن يعاونه وداعش، ولا أحد في الساحة إلاهما. أما أميركا وروسيا وإسرائيل فقدإقتسموا الأجواء السورية وأقاموا الخطوط المباشرة بينهم ليتفادوا "عجقة طيران" فوق سوريا وإمكان التصادم أو الإستضدام ووقّعوا على ما إتفقوا عليه وحلفوا "الأيمان المغلظة" بأن يلتزموا بها ولا "يَظمُطوا" منها ولا يستغلوا ما يصادفهم من مغريات
بعد كل هذا وما إتفق عليه الكبار والصغار قسرا أو رضاءً لا نرى إلا معسكرين ، معسكر بوتين وعلي خامنئي وباراك حسين والشاطر حسن وفيالق "زينبوب" الأفغانية وبشار الأسد فريق، و معسكر الجيش الحر ، يعاونه "من أبو قريبو" بعض المحسنين. الدولة الخليفة وأبو بكر لم تذكرها المعسكرات لأنها على ما يظهر ليست عدوا لها وإلا لكان من تشَدَّق بمحاربتها من يوم ظهورها أعلن إستمرار محاربته لها أو "أقَلُّه" ذكرها من ضمن العناوين التي أتحفنا وأتحف الشَعب السوري بها
المعركة التي أُعِدَّ لها في موسكو وقُم والقرداحة وتل أبيب والتي يقولون أنها ستبدأ اليوم أو غدا، أو إلى أن تُهيَّأ الجيوش القادمة من الشرق الفارسي وتوابعه المذهبية والمشتراة ، ومن العراق المغلوب على أمره ، الحزينة شعوبه والمملوك من الوالي الفقيه إياه ، وانتظار يوم النفير لمن " لا هو في العير ولا في النفير" ثم تبدأ مواكب الشهداء الذين في أية ساحة كانوا لن يروا النصر "المبين" ولا الهزائم النكراء. هم ليسوا من الذين يخططون ويديرون ويفرحون أو يحزنون أو يهربون خوفا من هزيمة، إنهم آلة من آلات الصراع كالبارودة أو الرصاصة التي تخرج منها ، هم فقط جدران أو حواجز تقف بين القادة وقادة العدو يموتون حفظا لحياة من من يأمرهم. الحرب بشعة وأبشع منها من يوقظها أكان إسمه أوباما أو بوتين أو روحاني
نعود إلى ما نحن فيه، محاولة "جوجلة " المقاتلين وإلى أي جانب يقاتلون، والحقيقة "أن الطاسة ضاعت" وسَيَبان من هو مع من هو ضِدّ عند الإلتحام في ساحات المعارك، ولكن ، وبأي "ناضور" نستعين لا نرى إلا محورا واحدا يعاقب الشعب الذي إرتأى من زمان أن الثورة على النظام الفاسد حق له وباشر ودفع الأثمان ولا يزال ولم يسقط ولا يزال يحارب فاستدعى "تكبير" الحلف لخطف الثورة وإنهائها وتقاسم المصالح بعد أن عجز كل الفرقاء من أن يستفرد فيها ويحصد من المنافع ما كان يحلم به
اليوم يختلف عن الأمس، إختلفت الأخبار التي تردُنا وتغيرت القوى المؤثرة والمنخرطة ، واصطفافاتها تبدَّلت ، وبين ليلة وضحاها وتغيُّر الأحوال فيها، نعود إلى الشاعر الجاهلي ، إبن مُسفر الينبغي، وإن إختلفنا معه في إسم مُغيير الحال، إذ يقول:؟
ما بين طرفة عين وانتباهتها ......يغير الله من حال إلى حال
والغريب أننا ومع معرفتنا بأن الحلف الجديد القديم ، رؤساءه لا يتمتعون بأية صدقية، كتبنا عما سبق وقالوا وأعلنوا وكأن مصادر الخبر موثوقة وأخطأنا في الكثير من تحليلاتنا التي لو عرفنا في حينه ما نعرف اليوم لكانت تحاليلنا إختلفت وعبَّرت عن واقع الحال كما هو لا كما كذبوا علينا وسردوه وعجَّت به وسائل الإعلام ورددوه إلى أن صَدقناه ولا أستبعد أن بعضهم صدقه وعمل وحكى على أساس صحته وهو الآن يدور 180 درجة ليعيد صياغة الكذبة التي رُوِّج لها وصدقها
العدو الآن، في صريح العبارة، المعارضة السورية التي بدأت إنتفاضتها منذ اربعة سنين أو يزيد والمُحَرِّر هو الحلف الذي إستنبطوه منذ عشر أيام أو يزيد. أي أن في الأجواء حلف إستكملت حلقاته يحارب الجيش الحرّ وإخوانه مقابل الحلف الدولي المُنشأ سابقا من ما بين عشرين وستين دولة وعدده الصحيح لم يعلن بعد لمحاربة داعش. حلفان يحاربان كل من هو في سوريا، وهما يضمَّان كل دول العالم الراضية بانتمائها لحلف ما أو المُلزمة بالإنتماء إليه، وهذا نمظ جديد لم نقرأ عن مثيله في كتب التاريخ ولا في كتب السحر على ألوانه
الحقيقة الوحيدة القائمة والمستمدة صحتها من قرن من المقاومة رغم من تناوب على إجهاضها بمن فيهم أهم رؤساء دول هذا العالم وآخرهم أوباما الذي إستنكر الأمس "القوة المفرطة" التي تستعملها إسرائيل واليوم، في أقل من 24 ساعة، تراجع عنها قائلا أن لكل بلد الحق في الدفاع عن نفسه مستثنيا حق اهل البلاد من هذا الحق. أجارنا الله من هفواته وقراراته وسوء تدبيره لقضية هي أكبر منه ومِن مَن سبقه ومن يليه