[rtl]إسرائيل تكشف عن مخطط لتشييد «جدار إسمنتي فاصل» لسدّ «أنفاق المقاومة» وحماس تؤكد: نمتلك الخيارات لمواجهة ذلك[/rtl]
[rtl]أشرف الهور[/rtl]
NOVEMBER 12, 2015
غزة ـ «القدس العربي»: في إطار عمليات استخلاص العبر من الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة صيف عام 2104، خاصة في ظل ما حققته المقاومة من عمليات ناجحة بفعل «الأنفاق الهجومية» كشف وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعلون، أن بلاده ستشرع قريبا في بناء جدار إسمنتي لكن هذه المرة في باطن الأرض، على طول الحدود الفاصلة مع قطاع غزة، وهو ما اعتبرته حركة حماس انتهاكا، وأكدت أنها تملك كل الخيارات لمواجهة ذلك.
وكشف في تصريحات نقلتها عدة وسائل إعلام إسرائيلية أنه ستبدأ العمل في هذا المشروع فرق الهندسة التابعة للجيش قريبا.
وعلى عكس الجدار الفاصل الذي بنته إسرائيل في الضفة الغربية، وقطع هناك أوصال المدن والقرى، وحول الضفة إلى كنتونات منفصلة، وهو سور طويل مقام فوق الأرض، قررت إسرائيل هذه المرة أن يكون سورها الإسمنتي مع القطاع في باطن الأرض، بهدف وقف عمليات حفر الأنفاق التي تقوم المقاومة الفلسطينية، على مقربة من المناطق الحدودية الفاصلة.
وأشار يعلون إلى أن الجدار الفاصل سيكون بمثابة العقبة التي تمنع عمل الأنفاق.
غير أن تقارير أخرى أشارت إلى أن الجيش سيشرع في إقامة «عائق أرضي» محاذ للسياج الحدودي المحيط في قطاع غزة، يكون عبارة عن حفرة عميقة، وفق ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية، وذلك بهدف منع التسلل إلى الأراضي الإسرائيلية من القطاع عبر الأنفاق أو اجتياز السياج الحدودي.
وسواء كان خيار إسرائيل الأول ببناء جدار إسمنتي أسفل الحدود، أو الثاني بحفر عائق أرضي كبير، فإن ذلك جاء بعد فشل الجيش الإسرائيلي في صد هجمات نفذها مقاتلو حركة حماس خلال حرب «الجرف الصامد» التي شنتها إسرائيل صيف عام 2014.
من جهتها اعتبرت حركة حماس على لسان المتحدث باسمها سامي أبو زهري أن إعلان يعلون هذا بإقامة حفريات على طول الحدود مع قطاع غزة يأتي في سياق «تشديد الحصار الإسرائيلي على غزة». ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه هذه الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية. وأكد أن حركة حماس «تمتلك كل الخيارات لمواجهة هذه الانتهاكات الإسرائيلية».
وجاء الإعلان الإسرائيلي عن هذا المشروع للقضاء على «أنفاق المقاومة الهجومية»، بعدما قامت مصر بتنفيذ مخطط آخر اعتمد على حفر خنادق كبيرة على طول الحدود مع غزة، وإغراقها أكثر من مرة بمياه البحر المالحة، ما أدى إلى انهيار «أنفاق تهريب البضائع» التي توقفت بالأصل عن العمل بسبب حملة أمنية مصرية سابقة.
ويشتكي سكان جنوب قطاع غزة خاصة في منطقة الحدود مع مصر من العمليات المتكررة لضخ مياه البحر، التي أدت إلى انهيارات أرضية في الجانب الفلسطيني، ومن شأنها أن تؤثر على الخزان الجوفي.
وجاء المخطط المصري الجديد، بعد فشل مخطط سابق نفذ في عهد الرئيس المعزول حسني مبارك، للقضاء على أنفاق التهريب، وذلك من خلال إقامة «جدار فولاذي» في باطن الأرض، حيث تمكن وقتها المهربون من فتح ثغرات في هذا الجدار حينما كان يعترض طريق الأنفاق.
يذكر أنه خلال تلك الحرب نفذ مقاتلو حماس أكثر من مرة هجمات خلف خطوط القوات الإسرائيلية المتوغلة داخل حدود غزة الشرقية والشمالية، وتمكنوا بفعل هذه الأنفاق الهجومية من الوصول إلى ثكنات عسكرية والاشتباك هناك مع قوات الاحتلال وإيقاع قتلى وجرحى في صفوفها.
وأظهرت لقطات مصورة نشرها الجناح العسكري لحركة حماس كتائب القسام عملية للنشطاء خلال مراقبتهم من فوهة النفق ثكنة عسكرية إسرائيلية داخل الحدود وتقع على مقربة من حدود مدينة غزة الشرقية، قبل خروج هؤلاء المسلحين من النفق والتوجه صوب الثكنة، والاشتباك مع جنود الاحتلال، وقتل وإصابة عدد منهم، وعرض الجناح المسلح وقتها قطعة سلاح استولى عليها نشطاء حماس خلال المعركة.
وبث الجناح المسلح لحماس لقطات مصورة لعملية اقتحام الموقع العسكري المقام شرق المنطقة الوسطى، وشملت اللقطات خروج هؤلاء المسلحين من باطن الأرض، وهم يجتازون السياج الحدودي مشيا على الأقدام بعد تنفيذ مهمة الهجوم.
وأثارت هذه العمليات وغيرها من الهجمات الأخرى، حفيظة الجانب الإسرائيلي، الذي أبدى تخوفا كبيرا من تمكن هؤلاء من خطف جنود خلال أي هجوم مستقبلا في ظل خشية سكان البلدات الإسرائيلية القريبة من غزة من هجمات أخرى للمقاومة من باطن الأرض، في حال اندلعت المواجهة.
وخلال الحرب الأخيرة على غزة التي دامت 51 يوما، وأدت إلى استشهاد نحو 2200 فلسطيني، وإصابة أكثر من 11 ألفا آخرين، وتدمير آلاف المنازل، أعلن جيش الاحتلال أنه تمكن من تدمير غالبية أنفاق المقاومة الهجومية، غير أن قادة عسكريين إسرائيليين أعلنوا بعد الحرب أن الجناح المسلح لحماس قام بترميم هذه الأنفاق من جديد، ونقل عن سكان إسرائيليين قريبين من الحدود سماعهم أعمال حفر في باطن الأرض.
ورسميا أعلن الجناح المسلح لحماس بعد الحرب أنه قام بترميم العديد من المواقع العسكرية الخاصة بتدريب النشطاء والقريبة من الحدود بعد انتهاء الحرب.
أشرف الهور