منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مساجد

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مساجد Empty
مُساهمةموضوع: مساجد   مساجد Emptyالجمعة 20 نوفمبر 2015, 9:25 am

مسجد الأشرف برسباى وضريحه 

يقع هذا المسجد والمدفن وبقايا الخانقاه الملحقة بهما بقرافة المماليك على الطريق الموصل بين خانقاه برقوق ومسجد قايتباى في القاهرة. وكان غرض الأشرف برسباى من اختيار هذا المكان هو إنشاء تربة له يدفن فيها، ألحق بها مسجداً صغيراً وخانقاه. وإذا جال الإنسان ببصره فى تلك البقعة الصحراوية لراعه منظر القباب الجميلة المبعثرة فيها والتى يزيد فى روعتها اختلاف أشكالها وتباين أوضاعها وتنوع زخارفها وهى من أجل ذلك جديرة بأن تسمى مدينة القباب. 

يُصعد إلى المسجد بسلم ذى قلبتين متقابلتين تؤديان إلى المدخل الذى تعلوه منارة بسيطة الشكل حلت محل المنارة الأصلية ، ويؤدى المدخل إلى دركات على يسار الداخل منها باب معقود يؤدي إلى المسجد الذى يتكون من رواقين بينهما مجاز ينتهى بباب ينفذ إلى المدفن. ويغطي المسجد سقف من الخشب محمول على صفين من العقود المرتكزة على أعمدة رخامية. وفي السقف آثار نقوش قديمة وبأزراره كتابة متضمنة اسم المنشئ. ويكسو جدران المسجد والمدفن وزرة من الرخام الملون المطعم بالصدف على أشكال هندسية جميلة بلغت حد الدقة والإتقان. كذلك الأرضية فإنها مفروشة بالرخام الملون ويجاور المحراب منبر خشبى دقيق الصنع. ويرجع تاريخه إلى حوالى سنة 855 هجرية / 1451م. ويعلو الوزرة الرخامية بالمسجد والمدفن شبابيك جصية مفرغة محلاة بالزجاج الملون تعتبر من أدق ما احتوته مساجد القاهرة الأثرية. أما الواجهة فتشتمل على المدخل المكتوب على جانبيه اسم المنشئ وألقابه وتاريخ الإنشاء. وتتكون من صفف قليلة الغور مفتوح بها شبابيك سفلية وأخرى علوية وتنتهى بمقرنصات. وتقوم القبة فى الطرف البحري من الوجهة وهى مبنية من الحجر يحليها من الخارج زخارف هندسية جميلة محفورة فى الحجر. وتقع بقايا وجهة الخانقاه على امتداد واجهة المسجد قبلى المدخل ومثبت عليها طرز رخامية يقرأ من كتابة محفورة بها اسم المنشئ وذكر الأعيان التى أوقفت عليها وخصص ريعها لصيانتها ورعايتها.







مسجد الأمير أزبك اليوسفى

يقع هذا المسجد بحارة أزبك المواجهة للمتنزه الواقع لصق الزيادة البحرية لجامع أحمد بن طولونبالقاهرة. أنشأه فى سنة 900 هجرية / 1495م، الأمير أزبك اليوسفى الذى كان من أكبر أمراء دولة المماليك الجراكسة ومن أعظم قادتها ومن المبرزين فى عصر السلطان قايتباى. وقد تقلب فى عدة وظائف كبيرة حتى أصبح فى عهد الملك الناصر محمد بن السلطان قايتباى مشيرا للمملكة. 

هذا المسجد حافل بالزخارف والكتابة. فقد اجتمعت فيه شتى الصناعات والفنون الدقيقة. فنجارته الممثلة فى المنبر وكرسى السورة وأرضيته ووزراته الرخامية وأسقفه الخشبية، جميعها ناطقة بما بلغته هذه الصناعات من منزلة رفيعة من الدقة والإتقان. وله وجهتان: إحداهما بحرية والثانية شرقية. يقع المدخل بالأولى، وبالطرف الغربى منها حوض لسقى الدواب وبقايا أبنية أخرى. وبالطرف الشرقى سبيل يعلوه كتاب. وتقوم إلى جانب المدخل منارة مكوّنة من دورتين تتكوّن كل منهما من مقرنصات جميلة. وكانت تنتهى من أعلى بمسلة مخروطية وضعت مكان الجزء الأصلى فى العصر العثمانى أزالتها إدارة حفظ الآثار العربية فى سنة 1947م وأعادت بناء هذا الجزء العلوى كأصله. 

بُنى هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، إذ يتألف من صحن مسقوف بوسطه شخشيخة تحيط به أربعة إيوانات اثنان منها كبيران وهما إيوان القبلة والإيوان المقابل له. وأما الآخران وهما الجانبيان فصغيران. وأرضية الصحن تعتبر من النماذج الجميلة للأرضيات الرخامية. ويحيط بإيوان القبلة وزرة من الرخام الملون، يتوسطها محراب رخامى بجواره منبر من الخشب دقيق الصنع، وبأعلاها شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون. وجميع الكتابات سواء منها المحفورة فى الحجر أو الخشب تتضمن آيات قرآنية واسم المنشئ وتاريخ الإنشاء.





مسجد الأمير خاير بك

يقع هذا المسجد بشارع باب الوزير إلى جوار مسجد آق سنقر بالقاهرة. أنشأه فى سنة 908 هجرية / 1503م الأمير خاير بك أحد أمراء المماليك الجراكسة. وكان هذا الأخير قد وصل فى عهد السلطان الغوري إلى مرتبة حاجب الحجاب أي كبير الأمناء. وفى سنة 910 هجرية/ 1504م عينه الغوري نائبا عن حلب وظل فى هذه الوظيفة إلى سنة 922 هجرية / 1516م حين غزا السلطان سليم الشام، وعندئذ ولاه الغوري قيادة ميسرة الجيش المملوكى. وعندما اشتد هجوم الجيش التركى خان خاير بك سيده وانسحب فأدى انسحابه إلى وقوع الاضطراب فى صفوف الجند وهزيمة المماليك فى موقعة مرج دابق التى قتل فيها السلطان الغورى ولم يعثر له على أثر. وبعد ذلك أخذ فى تمهيد السبيل لدخول الجيش العثمانى مصر ببذر بزور الفتنة فى الجيش المملوكى المرتد من الشام مما أدى إلى انهيار الدولة المملوكية والقبض على آخر ملوكهم طومان باى وقتله. وهكذا بدأ حكم العثمانيين لمصر. وكان خاير بك أول حاكم عليها من قبل الدولة العثمانية، فصار يتصرف فى شئونها تصرف الملوك. وكان عهده عهد قسوة وعنف وساءت أحوال البلاد وتوفى سنة 928 هجرية / 1521م. 

يتكوّن المنظر الخارجي للمسجد من القبة الجميلة المحلى سطحها بزخارف نباتية، والمنارة التى فقدت قمتها فى وقت غير معروف، والمدخل المعقود الذى تغطيه طاقية مقرنصة الأركان، ثم السبيل الواقع فى الطرف الشمالى من الوجهة. وكلها تكوّن مجموعة متناسقة امتازت بعدم بنائها على خط واحد مما زاد فى جمال تكوينها. ويؤدي المدخل إلى دركات معقودة على يسار الداخل إليها باب يؤدي إلى ممر يتوصل منه إلى فضاء به مبان ومقابر مبعثرة. وتطل عليه الوجهة الخلفية للمسجد وبقايا واجهة قصر الأمير الناق أحد أمراء المماليك البحرية. 

وتخطيط المسجد عبارة عن حيز مربع أمام المحراب على جانبيه إيوانان يفصلهما عنه عقدان وبنهاية الإيوان القبلى منهما بابان يؤدي أحدهما إلى القبة، والثاني إلى الغرفة الواقعة أسفل المنارة. ويسترعى النظر فى هذا المسجد طريقة تسقيفه. فهو مغطى بقبوات مصلبة من الحجر، وبها صفف عقدها بقبوات حجرية. وفى القبة شبابيك عمودية على كل حوائط المربع من الداخل، ووجهاته مغطاة بقبوات حجرية دقيقة الصنع.





مسجد الرفاعي

يقع هذا المسجد القاهري فى مواجهة مسجد السلطان حسن على يسار الصاعد إلى القلعة، فى مكان كانت تشغل جزءا منه زاوية الرفاعى. وفى سنة 1869م أمرت الأميرة خوشيار والدة الخديوي إسماعيل بهدم هذه الزاوية والأبنية المجاورة لها بعد أن اشترتها لإقامة مسجد كبير مكانها يلحق به مدفن لها ولسلالتها وضريحان للشيخ علي أبي شباك الرفاعي والشيخ عبد الله الأنصاري ممن كانوا مدفونين بالزاوية المذكورة. فقام حسين باشا فهمى المعمار وكيل ديوان الأوقاف فى ذلك الوقت بوضع تصميم المسجد، وأشرف على التنفيذ خليل أغا. واستمر العمل حتى ارتفع البناء نحو مترين عن سطح الأرض ثم أوقف عندما رؤي إدخال بعض تعديلات على التصميم. 

فى سنة 1885م توفيت الأميرة خوشيار ودفنت فى ضريحها الواقع بالجزء البحري للمسجد. وعندما توفي الخديوي إسماعيل دفن مع والدته. وفى سنة 1905 عهد الخديوي عباس الثانى إلى هرتس باشا باش مهندس للجنة حفظ الآثار العربية وقتئذ بتكملة المسجد، فاتبع تصميم حسين باشا المعمار على قدر المستطاع وأبقى على فكرته الأصلية وهى إنشاء بناء ضخم يتناسب مع ضخامة مسجد السلطان حسن. أما أعمال الزخرفة فقام بتصميمها هرتس باشا واستمر العمل فيه إلى أن تم بناء المسجد فى آخر سنة 1911م. 

وجهات المسجد شاهقة مرتفعة تحليها صفف عقودها محمولة على أعمدة وتتوجها شرفات مورقة. وقد روعي فى تصميم الوجهات التماثل التام على عكس المساجد المملوكية التى كان أغلبها يبنى بدون أن يقيم مهندسوها وزنا للتماثل بين أجزاء وجهاتها. ولهذا المسجد ثلاثة مداخل أحدها الواقع فى منتصف الوجهة الغربية - الباب الملكي- وهو مدخل مرتفع تكتنفه أعمدة وتغطيه قبة ذات مقرنصات جميلة ويكسو جوانبه وأعتابه رخام مختلف الألوان. والمدخلان الآخران يقعان فى الوجهة القبلية ويكتنفها برجان أقيم عليهما مئذنتان بنيتا على طراز المآذن المملوكية. 

بني هذا المسجد على رقعة مستطيلة من الأرض خصص الجزء الأوسط منها للصلاة وخصص الجزء الباقي للمداخل والمدافن وملحقاتها. والقسم المخصص للصلاة عبارة عن مربع تغطيه قبة ذات مقرنصات جميلة محمولة على أربعة عقود مرتكزة على أربعة أكتاف بأركان كل منها أربعة أعمدة رخامية تيجانها منقوشة ومذهّبة. ويحيط بهذه القبة ويغطي باقي مسطح المسجد أسقف خشبية حلّيت بنقوش مذهبة جميلة كما حلّيت بواطن العقود بزخارف منوعة. وكسيت الحوائط والأكتاف بالألبستر والرخام المختلف الألوان المحلى بزخارف عربية بديعة. وبوسط الجدار الشرقى محراب كبير كسي بالرخام الملون الدقيق، وإلى جانبه منبر خشبي دقيق الصنع طعّمت حشواته بالسن والأبنوس، ونقشت مقرنصات بابه وخوذته بالنقوش المذهبة.





مسجد العباس 

اُعتَبَر مسجد العبّاس من أهم المُنشآت التّاريخية والأثرية اليمنية بني في قرية أسناف التي هي هي إحدى القرى الكبرى في قبيلة اليمانية السّفلى من بطون قبيلة خولان الطيال المعروفة لدى المؤرّخين اليمنييّن القدماء بخولان العالية.
وتقع أسناف على تلٍ صخريٍ يبعد 25كلم جنوب شرق العاصمة صنعاء، وتُشرف القرية على الطريق الإسفلتي الذي يربط العاصمة صنعاء بمدينة مأرب مرورًا بمدينة جحانة، إحدى محاور الإتّصال الرّئيسة بين سلسلة المرتفعات الجبلية والمناطق الشرقية في البلاد.
بُنِيَ مسجد العباس جنوب الطريق الرئيسة، على تلٍ بُركانيٍ في الجهة الجنوبية المقابلة للقرية. ويعود تاريخ بناءه إلى سنة 1125م. وبناء هذا المسجد يُدهش ويفتن زائره بفخامة سقفه وجماله المُكوّن من مُصندقاتٍ خشبيةٍ غنيةٍ بزخارف هندسيةٍ ونباتيّةٍ منحوتةٍ ومرسومةٍ تزيّنها أوراق ذهبية. كما يتميّز هذا المسجد بجمال وروعة الأشرطة الكتابية التي تؤطّر جدران بيت الصلاة، وبأناقة شكل المحراب وزخارفه الجصية الملوّنة المُنفذة بداخل إطارٍ مستطيلٍ محاط بنقشٍ كتابيّ.
وكان في المسجد تابوت خشبيّ يُغطي قبر العبّاس وأصبح مزارًا للناس يتبرّكون به. ولكنّ التّابوت دُمّر واختفى في عهد الإمام أحمد حميد الدّين وأدّى تدميره إلى ضياع النّقوش الكتابية التّي كانت تُزيّنه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مساجد Empty
مُساهمةموضوع: رد: مساجد   مساجد Emptyالجمعة 20 نوفمبر 2015, 9:31 am

مسجد السلطان إينال وضريحه 

كان الملك الأشرف إينال فى الأصل مملوكا جركسيّاً اشتراه الملك الظاهر برقوق. ولما ولي فرج بن برقوق بعد وفاة أبيه أعتقه. وظل يتقلب فى مناصب الدولة الكبيرة فى عهدي الأشرف برسباي والظاهر أبو سعيد جقمق، إلى أن وصل إلى وظيفة أتابك العساكر أي كبير الأمراء فى عهد الأخير. واستمر كذلك حتى وفاة الظاهر جقمق وتوليه ابنه المنصور عثمان الملك وعندئذ ثار الجند على الملك الجديد، واتفقوا على توليه إينال السلطنة فى سنة 1453م ولقب بالملك الأشرف إينال. وظل فى الحكم ثماني سنوات حيث توفي فى سنة 1461م. 

تعتبر هذه المجموعة القاهرية من المباني من أهم المنشآت الأثرية التى أنشئت بقرافة المماليك. فهى تتكون من قبة ومسجد ومدرسة وخانقاه. وهي وإن اعتدى عليها الزمان فأضاع بعض أجزائها، إلا أنها احتفظت بأغلب معالمها ناطقة بما كانت عليه من روعة وجلال. أما الخانقاه والمسجد فقد أنشئا بعد أن ولى الملك، فأنشئت الخانقاه سنة 1454م وأنشىء المسجد سنة 1456م. وتشرف وجهة هذه المجموعة الأثرية على شارع السلطان أحمد. ويقع على امتدادها إلى الجنوب وجهة مسجد وقبة الأمير قرقماس المنشأتين فى سنة 1507م. ويقع ضريح إينال فى الطرف الشمالي من الوجهة، وهي مربعة من أسفل تعلوها قاعدة هرمية الأركان فتح بكل وجهة بين كل ركنين ثلاثة شبابيك معقودة ومتجاورة يعلوها ثلاثة شبابيك مستديرة. وترتكز على هذه القاعدة قبة فتح بدائر رقبتها شبابيك معقودة وحلي سطحها بخطوط متكسرة على هيئة دالات. ويلي القبة وجهة المسجد وبصرفها الجنوبى المدخل بطاقيه المخوصة وبمقرنصاته الجميلة. ويلى ذلك المنارة وهى قائمة بذاتها وتبتدئ من أسفل مربعة ثم مثمنة ثم مستديرة وتنتهى بالخوذة الحافلة بالزخارف المنوعة وبالمقرنصات البديعة. وتعتبر من أرشق المنارات المملوكية وأجملها. 

أنشئ المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد ، وهو مكون من صحن مكشوف تكتنفه أربعة إيوانات متقابلة كانت تغطيها أسقف خشبية فقدت جميعها. وكان يكسو جدران رواق القبلة ، كما كان يكسو جدران القبة، وزرة رخامية لم يبق منها إلا آثارها. وبوسط جدار القبلة محراب حُلي تجويفه بزخارف محفورة فى الحجر، شأنه شأن المحراب الموجود بالقبة. وبأسفل أرض المسجد خلوات مفتوحة على فضاء يحيط به بقايا مباني الخانقاه التي زال الكثير من أجزائها. وأهم ما بقي منها بابها الواقع بالوجهة الشمالية.





مسجد السلطان قايتباى وضريحه

منشىء هذا المسجد هو الملك الأشرف أبو النصر قايتباى. قدم إلى مصر برفقة تاجره محمود بن رستم سنة 1435/36م فاشتراه الملك الأشرف برسباى واستمر ضمن مماليكه إلى أن اشتراه الملك الظاهر أبو سعيد جقمق وظل فى رقه حتى أعتقه. ومن ثم تقلب فى عدة وظائف إلى أن ولي الملك فى رجب سنة 1468م ، وكانت مدة حكمه تسعا وعشرين سنة وبضعة شهور حيث توفى سنة 1496م، وله من العمر نحو ست وثمانين سنة..

ازدهرت العمارة الإسلامية فى عهده ازدهاراً عظيماً وكثرت منشآته وتنوعت وامتازت بتناسب أجزائها ووفرة زخارفها ونقوشها وبلوغها من الدقة والإتقان شأواً عظيماً. فينما نراه مهتماً بالأبنية الحربية فأنشأ طابية قايتباى بالإسكندرية وطابية رشيد، نراه اهتم بإقامة المنشآت المدنية والخيرية. فأقام المنازل والوكالات والأسبلة وأحواض سقي الدواب وله الكثير منها بالقاهرة. كما اهتم بترميم وتجديد كثير من منشآت أسلافه. ولم يكن اهتمامه بإنشاء المساجد بأقل من اهتمامه بغيرها. فله في القاهرة ثلاثة مساجد شهيرة: مسجده بالروضة ومسجده بقلعة الكبش، وهذا المسجد الملحق به تربته والذى شيده بقرافة المماليك التى يطلق عليها قرافة قايتباى لكثرة منشآته بها. ويعد هذا المسجد علما من أعلام هذه القرافة بل نموذجاً رائعاً للمساجد المملوكية التى أنشئت فى أواخر القرن التاسع الهجرى - الخامس عشر الميلادى. فقد تجمعت فيه دقة الصناعة وجمال التصميم وروعة الزخرف والنقش وتكاد كل قطعة فيه تنطق بأن الفن قد بلغ الذروة فيها. فإذا نظر الإنسان إليه من الخارج فإنه لابد منتزع منه إعجابه. فوجهاته المشتملة على المدخل والسبيل والكتاب على اليسار والمنارة على اليمين ثم القبة فى المؤخرة، كلها وحدة متناسبة متناسقة. وتعتبر منارته اجمل المآذن المملوكية طراً، سواء من حيث تناسب أجزائها أو روعة زخرفها وحسن توزيعها. كذلك القبة تعتبر من أجمل القباب المملوكية بزخارفها البديعة المحفورة فى الحجر. وما يقال عن المنارة والقبة يقال عن باقى أجزاء الوجهة سواء فى ذلك تناسبها ووفرة زخارفها. 

أنشئ هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد. فهو يتكون من صحن مسقوف، بوسط سقفه شخشيخة وتشرف عليه أربعة عقود تفتح إلى أربعة إيوانات متقابلة أكبرها إيوان القبلة. وعلى أوجه هذه العقود طراز مكتوب به اسم المنشئ وألقابه وتاريخ الإنشاء. وتزدان أسقف الإيوانات الأربعة والصحن بنقوش مذهّبة جميلة امتازت بهدوء ألوانها وتجانسها. وبصدر إيوان القبلة محراب حلّيت طاقيته بتلابيس من الحجر الأحمر على شكل شرفات ويقوم بجواره منبر خشبى جمعت ريشتاه وبابه على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات من السن المحفور بزخارف دقيقة تنطق برقة الصناعة ودقتها. وتقوم القبة بجانب إيوان القبلة، وهى كباقى أجزاء المسجد غنية بالزخارف والنقوش. ويكسو الجزء السفلى من حوائطها وزرة من الرخام الملون يعلوه طراز مكتوب به اسم المنشئ وألقابه وأدعية له وبعض آيات قرآنية ثم تاريخ الفراغ من بناء القبة. وبحوائط القبة من أعلى كما بحوائط الإيوانات، شبابيك من الجص المفرغ الدقيق المحلى بالزجاج الملون. 

فرشت أرض القبة والصحن والإيوانات بالرخام الملون. والواقع أن مهندس هذا المسجد قد إجاد فى هندسة بنائه وأبدع فى زخرفته ونقشه ولم يبخل عليه قايتباى بمال فجاء تحفة تجمعت فيها روائع الفن. ولهذا كان محل عناية لجنة حفظ الآثار العربية فى أواخر القرن التاسع عشر فاهتمت بتدعيم مبانيه وقامت بإصلاحه وتجديده وتناولت أعمالها إصلاح نجارته ورخامه وتجديد نقوشه وشبابيكه الجصية.







مسجد السيدة زينب

السيدة زينب هى ابنة بنت رسول الله فاطمة الزهراء من الإمام علي بن أبى طالب. وقد أجمع المؤرخون على موفور فضلها ورجاحة عقلها وغزارة علمها. وقد شهدت مع شقيقها الحسين موقعة كربلاء وشاهدت استشهاده. وهي، كما شهد لها التاريخ، فى الذروة من البلاغة وسمو البيان. ومسجد السيدة زينب الذى تشرف وجهته الرئيسة الآن على الميدان المسمى باسمها في القاهرة بمصر تناولته يد الإصلاح والتعمير فى أوقات مختلفة.  مساجد Mosq51
 
ففي العصر العثمانى قام علي باشا الوزير والي مصر من قبل السلطان سليمان بعمارة فيه فى سنة 956 هجرية / 1549م كما قام عبد الرحمن كتخدا فى سنة 1174 هجرية / 1761م بإعادة بنائه. وفى سنة 1212 هجرية/ 1798م ظهر خلل بالمسجد فقام عثمان بك المرادي بهدمه وشرع فى بنائه وارتفع بجدرانه وأقام أعمدته. ولم يتم البناء نظرا لدخول الفرنسيين مصر. وبعد خروجهم منها استؤنف العمل، إلا أنه لم يتم فأكمله محمد علي الكبير رأس الأسرة الملكية. ومنذ ذلك التاريخ أصبح مسجد السيدة زينب محل عناية أعضاء هذه الأسرة وموضع رعايتها. فقد شرع عباس باشا الأول فى إصلاحه ولكن الموت عاجله فقام محمد سعيد باشا فى سنة 1276 هجرية / 1859/ 60م بإتمام ما بدأه سلفه وأنشأ مقامى العتريس والعيدروس. والمسجد القائم الآن أمر بإنشائه الخديوي توفيق وتم بناؤه سنة 1302 هجرية. وفى عهد الملك فاروق تم توسيع المسجد من الجهة القبلية. والوجهة الرئيسة للمسجد تشرف على ميدان السيدة زينب وبها ثلاثة مداخل تؤدي إلى داخل المسجد مباشرة. وترتد الوجهة عند طرفها الغربي. وفى هذا الارتداد باب آخر مخصص للسيدات يؤدي إلى الضريح وتقوم المئذنة على يسار هذا الباب. ويحيط بالركن الغربى البحرى سور من الحديد ويقع به قبتان صغيرتان ملتصقتان محمولتان على ستة أعمدة رخامية بواسطة سبعة عقود، أقيمتا على قبري العتريس والعيدروس. وتقع الوجهة الغربية على شارع السد. وللمسجد وجهتان أخريان إحداهما على شارع العتريس والأخرى على شارع باب الميضة. وأنشئت وجهات المسجد ومنارته وقبة الضريح على الطراز المملوكي، وهي حافلة بالزخارف العربية والمقرنصات والكتابات. 

المسجد من الداخل مسقوف جميعه، حُمل سقفه المنقوش بزخارف عربية على عقود مرتكزة على أعمدة من الرخام الأبيض. ويعلو الجزء الواقع أمام المحراب شخشيخة كما يعلو الجزء الأوسط من المسجد قبل التوسيع شخشيخة بها شبابيك زجاجية بوسطها قبة صغيرة فتح بدائرها شبابيك من الجص المفرّغ المحلى بالزجاج الملون. ويقع الضريح بالجهة الغربية من المسجد وبه قبر السيدة زينب تحيط به مقصورة من النحاس تعلوها قبة صغيرة من الخشب. ويعلو الضريح قبة مرتفعة ترتكز فى منطقة الانتقال من المربع إلى الاستدارة على أربعة أركان من المقرنص المتعدد الحطات ويحيط برقبتها شبابيك جصية مفرغة محلاة بالزجاج الملون. وقد عُملت التوسعة من الداخل على نظام باقى المسجد وهى تشتمل على صفين من العقود المحمولة على أعمدة رخامية تحمل سقفا من الخشب المنقوش بزخارف عربية وبوسطه شخشيخة مرتفعة عنه فيه شبابيك للإضاءة. وقد بنيت وجهات هذه التوسعة بالحجر على طراز وجهات المسجد الأخرى.



مسجد الفتح

يقع هذا المسجد فى الشارع الخلفي لقصر عابدين بالقاهرة متداخلاً فى حدود حديقة القصر.مساجد Mosq43a كان يعرف بمسجد عابدين نسبة إلى منشئه أمير اللواء السلطان عابدين بك الذي أنشأه سنة 1141 هـ/ 1728/ 29م.   

لم يبق من هذا المسجد غير منارته ومدخله المشرف على شارع جامع عابدين. أما باقى المسجد فقد أمر الملك فؤاد فى أوائل سنة 1918م بتجديده تجديدا شاملا مع الاحتفاظ بمنارته القديمة ومدخله الأصيل، فقامت لجنة حفظ الآثار العربية بإعداد مشروع التجديد وتنفيذه.

للمسجد مدخلان: أحدهما المدخل الرئيس المطل على الشارع، والآخر المدخل الملوكي الذي يتصل به من حديقة القصر، ويقوم أمامه رواق ترتكز عقوده على عمد رخامية يؤدي إلى طريق مسقوفة تعلوها قباب صغيرة. ويشغل المسجد من الداخل حيزا مربعا طول ضلعه 17 متراً تقريبا تغطيه وتتوسطه قبةمساجد Mosq43 كبيرة. وهى محمولة على أربعة عقود ترتكز على أربعة عمد من الغرانيت الأحمر وقد حليت تيجانها بالنقوش المذهبة. وتغطي أركان المربع أربع قباب صغيرة أخرى. وقد تجلت العناية بزخرفة القباب والأسقف وبدا أثرها الرائع فى نقوشها المموهة بالذهب. 

يحيط برقبة القبة الكبيرة طراز مكتوب بالخط الجميل وفيه آية من آيات القرآن الكريم يليها اسم الملك فؤاد وتاريخ الفراغ من البناء سنة 1338 هجرية. وتكسو جدار المسجد من الداخل وزرة من الرخام الملون، ويتوسط جدار القبلة محراب مكسو بالرخام الملون أيضا، ويقوم إلى جواره منبر رخامى جميل. وقد فرشت أرض المسجد بالرخام الملون بأشكال هندسية بديعة. أما إضاءة المسجد فقد نسّقت تنسيقا رائعا إذ تنبعث من خلال ثريا كبيرة من النحاس المفرغ ذات أشكال زخرفية غاية فى الأناقة، وهى معلقة بسلاسل نحاسية مدلاة من القبة الكبيرة وثريات أخرى صغيرة بديعة الشكل مدلاة من أسفل العقود.



مسجد الفولى

يقع المسجد بالمنيا بمصر فى مكان ممتاز على شاطئ  وتجاوره حديقة عامة كبيرة. وهو بوضعه الجديد، يتجه من الشمال إلى الجنوب. ويبلغ ارتفاع جدرانه من الخارج 12 مترا ومن الداخل 9.20 أمتار، ومنارته بالهلال ارتفاعها 38 مترا.مساجد Mosq44 كما ترتفع أرضه عن الشوارع المحيطة به متراً ونصف المتر. وحوائط المسجد جميعها مبنية بالطوب الأحمر ومكسوة من الخارج بالحجر الصناعي، وأسقفه من الخرسانة المسلحة، وسلالم المدخل وأرضيته من الموزاييك، والقبلة والجزء الأسفل من الحوائط الداخلية بارتفاع 1.20 متر مغطاة بالموزاييك المزخرف بحليات عربية. ونقشت الأسقف بزخارف عربية دقيقة بألوان متعددة. وأعمدته من الخرسانة المسلحة المغلفة بالموزاييك. والأبواب الرئيسة للمسجد والضريح صنعت من الخشب على الطراز العربي بحشوات بسيطة من وجهٍ ومكسوة بزخارف عربية دقيقة من النحاس من الوجه الآخر. والشبابيك من الخشب المخروط المعروف بالخرط الصهريجى. وبالضريح شبابيك من الجص المفرّغ المحلى بالزجاج الملون. أما المنبر وكرسي السورة فمصنوعان من خشب نقي معشق بحشوات من خشب الزان ومجمعة بحليات وأشكال هندسية.  

تبدأ المنارة من سطح الأرض مربعة الشكل إلى دورة المؤذن، ثم تتشكل بمربع آخر بارتفاع ينتهى بمظلة خشبية مغطاة بالقرميد الأحمر، ثم بشطف ينتهى إلى أعمدة حاملة للخوذة المركب بوسطها الهلال. والمدخل الرئيس عبارة عن بهو مستطيل تتكون وجهته من ثلاثة عقود محمولة على عمودين وتنتهى بمظلة مغطاة بالقرميد الأحمر. ويقع باب المسجد أمام منتصف العقد الأوسط. أما العقدان الجانبيان فيتوسطهما شباكان من الخرط الصهريجي. ولهذا المدخل درج من الموزاييك عرضه بكامل فتحات العقود. 

المسجد من الداخل مربع الشكل بوسطه أربعة أكتاف مشعّبة بينها أربعة عقود، يرتكز كل منها على زوجين من الأعمدة لكل منها قاعدة وتاج على الطراز العربى. ويربط هذه الأكتاف بحوائط المسجد كمرات تنتهى بكوابيل على شكل مروحة. ويبرز عن الضلع الشرقى القبلى للمسجد إيوان خاص بالقبلة على جانبيه بابان يؤديان إلى مكان الوضوء ودورة المياه. وبالحائط المواجه للقبلة ثلاثة أبواب، الأوسط منها يفتح إلى صحن مكشوف على جانبيه رواقان عقودهما محمولة على أعمدة، وفى نهاية الصحن من الجهة الأخرى يقع ضريح الشيخ الفولى.



مسجد الكتيبية

هو أبرز نموذجٍ لعمارة الموحّدين ومن أبرز النّماذج في فن العمارة الإسلاميّة في المغربالعربي. تمّ بناء هذا المسجد عام 1158م. ويُعتقد أنّ إسم "الكتيبية" جاء من خلال الكتاب والنّساخين والورّاقين الذين كانوا يحتلّون جوانب المسجد.
بناء المسجد عظيم، حيث يبلغ 45 ألف مترمربّع، وينهض على 180 دعامة. ويحفل هذا المسجد بنماذج الزخرفة والتزيين الشائعين في المغرب والذي بات طرازًا سائدًا ومعروفًا منذ عهد الأندلسييّن الأموييّن ثم الأغالبة والأدارسة والمرابطين.
يمتاز المسجد بفنائه الدّاخلي الذي يربط المكان من خلال ما فيه من أشجار وخضرة. وهو فناء مبلّط، يلتفّ حوله بناء المسجد الذي يغطيه قرميد ورديّ. والممرّات تحفل بأقواس أندلسيّة الطراز. أمّا الصّومعة الشهيرة فهي مشيّدة من الحجر المراكشي الأحمر. وهي صومعة ضخمة، يبلغ ارتفاعها 67.5م، مربّعة الشكل كما في عموم الصّوامع المغربية ويبلغ ضلعها 12.5م، وتبدو عليها الزّخارف من أقواسٍ حجريةٍ بارزةٍ، وتحفل بأنماط أشكالها الهندسية والنباتية والخطية التي تجعل من صومعة الكتيبية نموذجًا فاخرًا من نماذج العمارة الإسلامية، حتى أضحت الكتيبية، كما يقولون، كبرياء مراكش وقامتها المُنتصبة عبر التّاريخ ونحو عمق سماء المدينة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مساجد Empty
مُساهمةموضوع: رد: مساجد   مساجد Emptyالجمعة 20 نوفمبر 2015, 9:34 am

مسـجد النّـاقة

يُعرَفُ بأعتق مساجد مدينة طرابلس في ليبيا. وفي وصف هذا المسجد نجد أنّه يقع في حي الفنيدقة، ويُقال إنّه بُنِيَ في أيّام المعز لدين الله الفاطمي، عند منتصف القرن العاشر الميلادي.
هو جامع متّسع على أعمدةٍ مرتفعةٍ، وسقفه حديث التّجديد وبه منار متّسع مرتفع قائم على الأرض على أعمدةٍ مستديرةٍ، وابتداءً من منتصفها تُعتبر سداسيّة. وكان بناؤه في العام المُكمل للمائة الثالثة على يد خليل بن إسحق. ويقال إنّ هذا المسجد قد تمّت إعادة بنائه سنة 1610م على يد واليطرابلس صفر داي، حسبما تُشير لوحة رخامية وُجِدَت به، تشير إلى ذلك، وتربط بين هذا الجامع والجامع الأعظم.
مئذنة المسجد مغربية الطّراز، إذ هي مقتبسة من مئذنة القيروان. أمّا بيت الصلاة فيشغل الجزء الشّمالي من مبنى الجامع وهو عبارة عن قاعة شبه مستطيلة، وطول جدار القبلة نحو 39.25م، والجدار مقابل له 39.40م. أمّا الجدار الشمالي، فهو على نحو 19.25م. والجدار الجنوبي الغربي نحو 20.30م. وسِمكُ الجدران 40سم، وقاعة الصّلاة بها العديد من الأبواب والنوافذ المُوَزّعة على جدرانها، على ارتفاعاتٍ مختلفةٍ. وهناك سبعة أروقة موازية لحائط القبلة ترتكز على 26 عمودًا مختلفة الأشكال، بعضها يعود إلى العهد الرّوماني وقليل منها يعود إلى العهد العثماني؛ وهي مصنوعة من الرخام والغرانيت وبعضها من الحجر. وهذه الأعمدة تحمل عقودًا تستندُ عليها القباب التي تغطي القاعة، ويبلغ عددها 42 قبة، كلّ قبة منها ترتكز على أربعة أعمدة. والرّواق الشمالي الغربي غُطّيَ بقبوةٍ. ويقع المحراب في منتصف جدار القبلة، وهو عبارة عن تجويفٍ بسيطٍ. وعلى جانبٍ من جوانبه عمود صغير وفوق المحراب لوحة رخامية مزخرفة بزخارف نباتية، كُتِبَ عليها في الأعلى عبارة "لا إله إلا الله"، وفي الأسفل "محمد رسول الله". والمنبر يقع على يسار المحراب وهو مصنوع من الخشب ومكوّن من أربع درجات.
أمّا المئذنة، فهي عبارة عن برجٍ مربّع الشكل وارتفاعها حوالى عشرة أمتار. ويمكن الدّخول إليها من طريق بابٍ ضيّقٍ في الجدار الشمالي. ومن المعروف أنّ هذ االنمط من المآذن هو من سمات الطّراز المغربي الأندلسيّ الشّهير في فنّ العمارة الإسلامية. وفي الجنوب الغربي من المبنى أضيف صحن الجامع، وهو عبارة عن ساحةٍ مكشوفةٍ محاطةٍ برواقٍ ذي أعمدة مختلفة الأشكال، ومساحته نحو 282م2. وكان الجزء الشّرقي من الصّحن يتكوّن من رواقين، وقد أعيد ترميمه أكثر من مرّةٍ.
يوجد في الصّحن هاجن لتخزين مياه الأمطار. أمّا الميضأة فهي في الزاوية الجنوبية الغربية ومكانها مُغطّى بسقفٍ على شكل قبوتين مستطيلتين متوازيتين، يدعمهما الجدار الخارجي للمبنى، ويتمّ الوصول إليها من طُرُق ممرٍّ طويلٍ بجوار الباب الرّئيسي للمسجد.



مسجد أحمد باشا الجزار

هو أكبر جامعٍ في عكّا  بفلسطين ومن أهمّ معالمها وأروع وأبدع مظاهر الفنّ الإسلامي في العهد العثماني. بناه أحمد باشا الجزّار، والي عكا، عام 1781م على طريقة المساجد الفخمة في استنبول (القسطنطينية)، وبالتّحديد على نسق المسجد الأزرق، على مساحةٍ واسعةٍ من الأرض وفي مكانٍ مرتفعٍ. ووقف عليه الأوقاف الكثيرة.
يتميّزُ هذا الجامع، بالإضافة إلى فخامته، بمئذّنته المرتفعة الشامخة ذات القطر الصّغير، وهي منتصبة ومشرئبّة ويمكن رؤيتها من على بعد عشرين كلم.مساجد Mosq4
للمسجد بابان: أحدهما الباب الرّئيسي ويقع إلى شمال المسجد، وهو مزخرف مربّع الشكل ومسقوف؛ والآخر يقع إلى الجهة الشّرقية من المسجد. ويتّصل هذان البابان بالشّارع بأدراجٍ عريضةٍ ومتعددّةٍ نظرًا لإرتفاع المسجد عن الطّريق العام ولإتّساع مدخله.
بُنيت حول المسجد وفي صحنه المُستطيل أروقةٌ مقبّبة وغرف عديدة يستعملها موظّفو الجامع، وقد خُصّصت إحداها لتكون مركزًا لمُفتي عكا ولإجتماعاته، وخُصّصت غُرف أخرى لتكون مكتبة تحوي نفائس الكتب الدّينية والتّاريخية والفقهية والمخطوطات، وقد كُتِبَ على بابها ثلاث كلمات، وهي: "فيها كتب قيّمة".
بُني أيضًا حول المسجد مدرسة لتعليم القرآن الكريم والفقه الإسلامي وعلوم أخرى. وأُلحِقَت بالمدرسة حوالي خمس عشرة غرفة تتّسع كلّ منها لطالبين أيّ لثلاثين طالبًا يستعملونها طيلة أيّام الدّراسة بلا مقابلٍ. إضافةً إلى ذلك، فقد أوقف لكلّ طالب راتب شهريّ بدل مأكله وملبسه. وقد سُميّت هذه المدرسة بالمدرسة الأحمدية نسبةً إلى منشئها وبانيها أحمد باشا الجزار.
أُقيمت في صحن المسجد بركةٌ مستديرةٌ يسيل منها الماء باستمرارٍ من أكثر من خمس عشرة فتحةٍ. وأمام كل فتحةٍ منها مكان لشخصٍ يطلب الوضوء قبل الصّلاة. كما كان في صحن المسجد مَزولة، وهي ساعة شمسية لضبط أوقات الصّلاة. وبالقرب من الزاوية الشمالية الغربية لفناء الجامع، بُنِيَ مدفنٌ كبيرٌ يضمّ رفات أحمد باشا الجزار وخليفته سليمان باشا العادل.
من مميّزات هذا الجامع النّادرة بالنسبة لغيره من الجوامع الفلسطينية، وجود صندوق خاص في داخل المسجد يضمّ زجاج، في داخله شعرةٌ مباركةٌ من شعر الرّسول كانت تُعرض على المُصلّين لتقبيلها والتبرّك منها مرةً واحدةً في السّنة، وذلك أثناء الإحتفال الكبير الذي كان يُقام داخل الجامع بمناسبة عيد المولد النّبوي الشّريف.



مسجد عمر في القدس

يعتبر مسجد عمر بن الخطاب أول مسجد أقيم في فلسطين، إذ أوعز عمر بن الخطاب خلال زيارته للقدس لإعطاء أهلها الأمان عام 637م والعهدة العمرية ببناء هذا المسجد الملاصقللمسجد الأقصى.

لم يذكر المؤرخون المسلمون المشهورون كالطبري والبلاذري، أي حديث حول وصف بناء هذا المسجد.. ولكن أحد الرحالين الأجانب زار القدس عام 670 م ووصف هذا البناء بقوله: "تردد المسلمون على مسجد رباعي مخطط أقاموه بصورة بسيطة، وذلك بوضع عوارض كبيرة على بعض الآثار، ويقال إن هذا المكان يتسع لثلاثة آلاف رجل دفعة واحدة".

ويروي آخر أن "المكان يتألف من رواق ثلاثي الأجنحة تمتد أجنحتها الجانبية بعرض 30 قدماً وارتفاع 50 قدما"، أي إن الروايتين تتفقان على البساطة في بناء هذا المسجد الذي بني في فترة مبكرة جداً من عمر الفن الإسلامي في الشأن المعماري.. وما أهمية هذا المسجد على المستوى الفني سوى أهمية كونه المسجد الأول الذي بني في فلسطين.



مسجد عمرو بن العاص

بنى عمرو بن العاص هذا المسجد في مدينة طرابلس بليبيا عند فتحه للمدينة واختار موقعه على مشارف البلدة على نحو يواجه القلعة من ربوة.. وربما يكون هذا الموقع قد استخدم كمعسكر وكمسجد من قبل عمرو. وامتاز هذا المسجد كباقي المساجد الإسلامية الأولى بالبساطة المستقاة من نظام بيت النبي ومسجده. كان كما هي العادة حينذاك من مساحة ممهدة محاطة بأسوار متواضعة تُسقف من جهة القبلة، ويُترك له فناء في صحنه وتضاف ظلة خلفية لهذا الصحن. مساجد Mosq40

وبتحديد أكثر، يقال إن الموقع الذي اختاره عمرو لهذا المسجد يقع على مشارف المدينة، وفي طريق مدخلها الرئيس من الجهة الجنوبية الشرقية، ويشرف على القلعة التي تتحكم في هذا المدخل، وبالتالي فإن هذا الموقع هو المكان الذي عسكر فيه جيش عمرو بن العاص عند فتح المدينة، وبعد الفتح تم تشييد هذا المسجد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مساجد Empty
مُساهمةموضوع: رد: مساجد   مساجد Emptyالجمعة 20 نوفمبر 2015, 9:39 am

مسجد قانباى أميرا خور

يقع هذا المسجد القاهري على ربوة عالية تشرف على ميدان صلاح الدين على يسار الصاعد إلى القلعة. أنشأه قانباى الرماح، أحد أمراء السلطان قايتباى وأميرا خور ابنه السلطان الناصر محمد، أي الأمير المشرف على اصطبلاته. 

أنشئ هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، إذ يشتمل على صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات معقودة. وقد اختلف عما سبقه من مساجد المماليك الجراكسة فى طريقة تسقيف إيواناته. فبينما نرى أسقف المساجد التى أنشئت فى هذا العصر اتخذت من الخشب وحليت بنقوش مذهبة جميلة، نرى أسقف هذا المسجد اتخذت جميعها من الحجر على هيئة قبوات مختلفة الأشكال. فإيوان القبلة تغطيه قبة منبسطة من مداميك من الحجر الأبيض والأحمر على التعاقب، ويدور عند مبدئها طراز مكتوب به آيات قرآنية وألقاب المنشئ واسمه. وقد حلّيت أركانها بزخارف محفورة فى الحجر لازال عليها آثار تذهيب. والإيوان الغربي يغطيه قبو مصلب من الحجر الأبيض والأحمر على التوالي. أما الإيوانان الجانبيان فصغيران ويغطى كلا منهما قبو حجري أيضا. وإلى يمين إيوان القبلة تقع حجرة الضريح تغطيها قبة حجرية مرتفعة محمولة على أربعة أركان من المقرنص المتعدد الحطات. ويحيط بمربعها أسفل المقرنصات طراز مكتوب به آيات قرآنية تنتهى باسم المنشئ وألقابه وتاريخ الإنشاء سنة 908 هجرية. ويكسو جدران القبة وزرة من الرخام الملون يتوسط الجدار الشرقى منها محراب حجرى مماثل لمحراب المسجد. والوجهة الرئيسة للمسجد تشتمل على صفف قليلة الغور تنتهي بمقرنصات. وبها صفان من الشبابيك السفلية معتبة بمزررات والعلوية معقودة، ويتوج الوجهة شرفات مورقة. ويقع المدخل فى الطرف الغربى منها وإلى يساره تقوم منارة مربعة القطاع، لها دورتان وتنتهى بخوذة ذات رأسين. وتقوم القبة فى الطرف الشرقي لهذه الوجهة وهي قبة حجرية يحيط برقبتها طراز مكتوب به آية قرآنية واسم المنشئ وألقابه، كما يحلى سطحها الخارجى بزخارف نباتية جميلة على مثال كثير من القباب التى أنشئت فى أواخر العصر المملوكى.







مسجد وخانقاه السلطان برقوق

تقع هذه الخانقاه العظيمة بقرافة المماليك في مصر. أنشأها السّلطان الملك الناصر أبو السّعادات فرج بن برقوق.
شرع فى بنائها سنة 801 هـ/ 1398م، في المكان الذي أوصى والده السّلطان برقوق بدفنه فيه، وأتمّها سنة 813 هـ/1411م. وساهم في بعض الأعمال التّكميلية بها أخوه الملك المنصور عبد العزيز عندما ولّى الملك لفترةٍ قصيرةٍ، سنة 808 هـ/ 1405م. وقد توفّر في هذا المبنى من أغراضٍ دينيّةٍ وخيريّةٍ ما لم يتوفّر في أيّ مبنى أثريٍّ آخر. فقد اشتمل، فضلاً عن كونه خانقاه للصّوفية، على مسجدٍ فسيحٍ وتربتين لأسرة برقوق، وسبيلين وكتابين لتعليم القرآن الكريم. كما حوى من المميّزات العمارية ما لم يحوه أيّ أثرٍ آخر.
في المسجد منارتان متماثلتان وسبيلان يعلوهما كتابان وقبّتان كبيرتان تتوسطهما قبّة ثالثة صغيرة في أعلى المحراب. وتخطيطه عبارة عن صحنٍ مكشوفٍ تحيط به أربعة إيواناتٍ، أكبرها إيوان القبلة يقابله إيوان آخر مماثل له وأقلّ منه اتّساعًا؛ ويتكوّن سقفاهما من قباب نصف كرويّة محمولة على عقود ترتكز على أعمدة حجريةٍ مثمّنة القطاع. أمّا الإيوانان الجانبيان فمتماثلان ومتساويان، وتقوم خلفهما أبنية الخانقاه من خلاو وغرف علوية أُعدّت لإيواء الصّوفية وطُلاّب العلم. وبإيوان القبلة منبر حجري جميل محفور به زخارف منوّعة، أمر بإنشائه السّلطان قايتباي سنة 888 هـ/1483م، وتقوم أعلى المحراب قبّة صغيرة. ويكتنف هذا الإيوان القبّتان الكبيرتان المتماثلتان ويتوصل إليهما من بابين، فتحا على الإيوان المذكور، عليهما حجابان من الخشب على هيئة أشكالٍ هندسيّةٍ.
يرقد بالقبة البحرية السّلطان برقوق فى المكان الذي أوصى بدفنه فيه عند أقدام بعض الفقراء، كما دُفنَ بها وبالقبة القبلية بعض أولاده وحفدته. وللخانقاه مدخلان: أوّلهما بنهاية الوجهة البحرية، والثاني بنهاية الوجهة الغربية. وتشير النقوش الكتابية التي بهما إلى إسم المُنشئ وألقابه وتاريخ الإنشاء. وقد عنى المهندس بالتّماثل عنايةً عظيمةً. كما توفّر هذا التّماثل في الوجهة الشرقية أيضًا. فبوَسَطها القبة الصغيرة التي تعلو المحراب وبطرفيها القبتان الكبيرتان.



مسجد ومدرسة الأشرف برسباى

كان الملك الأشرف أبو النصر برسباى أحد مماليك الظاهر برقوق قدم إليه صغيراً فأعتقه واستمر يتدرج من وظيفة إلى أخرى إلى أن صار دواداراً كبيراً فى أيام الملك الظاهر ططر. وظل كذلك إلى أن توفي ططر وخلفه ابنه الصالح محمد، فما لبث أن خلفه برسباي وولي الملك بعده سنة 825 هـ/ 1422م. وكانت مدة حكمه ست عشرة سنة وبضعة شهور حيث توفي سنة 841 هـ/ 1438م. 

يقع هذا المسجد بشارع القاهرة المعز لدين الله عند تلاقيه بشارع جوهر القائد. أنشأه الملك الأشرف برسباى فبدأ فى عمارته سنة 826 هـ/ 1424م وهو أحد مساجد ثلاثة ما زالت باقية إلى الآن أنشأها الأشرف برسباي، وثانيهما مسجده الملحق به مدفنه وخانقاه، والواقع بقرافة الممالك، وثالثهما جامعه الكبير الذى أنشأه ببلدة الخانكة سنة 841 هـ/ 1437م. وكلها تنطق بجمال الهندسة وحسن الزخرف. فقد بلغت فيها صناعة الرخام وخصوصاً بالمدفن شأوا عظيما فى الدقة والإتقان ، كذلك الشبابيك الجصية المفرغة المحلاة بالزجاج الملون فإنها جمعت بين براعة التصميم ودقة الصناعة. 

أنشىء هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد، أي صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات متقابلة وتقع القبة ملاصقة لإيوان القبلة. وهذا الإيوان كمثيله فى المدارس الأخرى أهم الإيوانات وأكثرها زخرفة. ويسترعي النظر فيه أرضيته الرخامية الجميلة وشبابيكه الجصية الدقيقة المصنوعة حديثا على نمط نظيراتها القديمة بمدفن الأشرف برسباى بقرافة المماليك. أما منبره الخشبى فحافل بالتطعيم بالسن والزرنشان شأنه فى ذلك شأن منابر المساجد التى أنشئت فى القرن التاسع الهجرى - الخامس عشر الميلادي. 

لم يبق من أسقف المسجد القديمة سوى سقف الإيوان الغربي المقابل لإيوان القبلة الذي فقد سقفه الأصلى وحل محله سقف آخر. وهذا السقف - سقف الإيوان الغربي - يماثل سقف إيوان القبلة بمسجد برقوق، غني بنقوشة المذهبة الجميلة. ووجهة المسجد الرئيسة تشرف على شارع المعز لدين الله ويقع المدخل فى طرفها القبلى بجواره سبيل وكتاب. ويحلي صدر المدخل رخام ملون وتغطيه مقرنصات. ويكسو الباب الخشبي نحاس مفرغ تفريغا زخرفيا بديعا على شكل سرة فى الوسط وأربعة أركان وطراز علوي وآخر سفلي مكتوب بهما اسم المنشئ وتاريخ التجدي(1332 هـ). وكسوة الأبواب بالنحاس على هذا التصميم تجدها فى مسجد برقوق ومساجد الأشرف برسباى وغيرها من المساجد التى أنشئت فى هذه الحقبة من الزمن، بينما كانت الأبواب السابقة تكسى أوجهها كلها بالنحاس المزخرف كما شاهدنا فى باب مسجد السلطان حسن المركب على باب مسجد المؤيد وغيره. 

تقوم إلى يمين المدخل المنارة. الطبقة الأولى منها مربعة والثانية أسطوانية تحليها جفوت متقاطعة، والثالثة تتكون من أعمدة رخامية تعلوها الخوذة. وقد جددت هذه الطبقة سنة 1945م. وبالنهاية البحرية للوجهه تقوم قبة حجرية حليت بخطوط متكسرة على شكل دالات محفورة فى الحجر. أما الوجهة الممتدة بين المدخل والقبة ففيها صفان من الشبابيك تغطيها مقرنصات جميلة وتتوجها شرفات مورقة.



مسجد ومدرسة الأمير صرغتمش

يقع هذا المسجد بشارع الخضيري بالقاهرة، ملاصقًا للزّيادة الغربية لجامع أحمد بن طولون. أنشأه فى سنة 757هـ/ 1356م الأمير سيف الدّين صرغتمش الذى اشتراه الناصر محمد بن قلاون سنة 737هـ/ 1337م، ولم يهتمّ بأمره، فظلّ طول حكمه خامل الذّكر. وفى ولاية الملك المظفر حاجى ابن الناصر محمد، ثم في ولاية أخيه الصّالح محمد كَبُرَ شأنه وصار يرجع إليه فى كل أمرٍ؛ وتعاظم نفوذه فى أيّام السّلطان حسن. وتوفي سنة 759هـ /1358م.
بُنيَ هذا المسجد على نظام المدارس ذات التّخطيط المتعامَد. فهو يتكوّن من صحنٍ مكشوفٍ، تُشرف عليه أربعة إيواناتٍ، أكبرها إيوان القبلة الذي يشمل ثلاثة أقسامٍ: القسم الأوسط منها تُغطّيه قبة مرتفعة بأركانها مقرنصات خشبية، أُنشِئَت سنة 1940م بدل القبة القديمة التي هُدمَت أواخر القرن التّاسع عشر. ووجود القبة في أعلى المحراب ظاهرة عمارية شاهدناها في كثير من الجوامع السّابقة، وإن لم نشاهدها في المساجد المشيّدة على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد. وهي في هذا المسجد تُعتبَر منيّرة، انفرد بها دون غيره من المساجد السابقة واللاّحقة. ويقوم بصدر هذا الإيوان محرابٌ من الرخام الملوّن وسط وزرةٍ رخاميّةٍ. أمّا المنبر، فيرجع تاريخه إلى سنة 1118 هـ/ 1706م. ويحيط بالصّحن بين فتحات الإيوانات الأربعة خلاء، وحُلّت عقود أبوابها بصنجٍ من الرّخام الأبيض والأسود، كما فُرِشَت أرضه بالرّخام الملوّن يتوسّطها مكان الوضوء، تغطّيه قبّة لم يبق منها سوى الأعمدة الرّخامية التي كانت تحملها. وإذا ما تَرَك الزّائر الصّحن واتجه إلى الإيوان الغربي، وجد على يساره بابًا يؤدّي إلى الضّريح تتوسطه تركيبة رخامية دقيقة الصّنع. ويُغطّي الضّريح قبةً ترتكزُ على أركان المُقرنَص المتعدّد الحطّات، بشكلٍ يختلف عن مقرنصات القبّة التى تعلو المحراب؛ ويُحلّي رقبة القبة كما يُحلّي حائط الضّريح، من أعلى، شبابيك من الجص المفرّغ المُحلّى بالزّجاج الملوّن برسوماتٍ دقيقةٍ. أما الواجهة فمقسمة إلى صفف، فُتِحَ بها نوافذ سفلية وأخرى علوية من الجص المفرّغ. ويقع المدخل فى الطرف البحري للواجهة، وهو على النّظام المألوف فى مداخل المساجد، تُغطّيه من أعلى طاقية مجوّفة، بأسفلها مقرنصات جميلة، ومكتوبٌ فوق أحد جانبيه إسم المُنشئ وتاريخ الإنشاء. وتقوم المنارة على يسار المدخل، وهى مبنيّة من الحجر الأبيض والأحمر، ومؤلّفة من ثلاث طبقات: السُّفلية منها مثمّنة وتنتهى بمقرنصاتٍ تكوّن الدّورة الأولى للمنارة، والطبقة الثّانية مُثمّنةً أيضًا وتنتهى بمقرنصاتٍ تكوّن الدّورة الثّانية؛ أما الطّبقة الثالثة فتشتمل على ثمانية أعمدةٍ رخاميّةٍ تحمل الخوذه. وقد قامت إدارة حفظ الآثار العربية بفكّ هذه المنارة لخللها، وأعادت بناءها سنة 1935م؛ كما قامت بتجديد أرض الصّحن الرّخامية سنة 1945م.



مسجد ومدرسة ألجاي اليوسفي

يقع هذا المسجد بشارع سوق السّلاح، قرب نهايته من جهة القلعة في القاهرة. أنشأه سنة 774 هـ/1373م الأمير سيف الدّين الجاي أتابك العساكر، كبير الأمراء، في أيّام الملك الأشرف شعبان، على نظام المدارس ذات التّخطيط المُتعامد.
يتكوّن المسجد من صحنٍ مكشوفٍ كبيرٍ تحيط به أربعة إيواناتٍ معقودة الفتحات، يدلّ ما بقى من النّقوش المذهّبة بسقفيّ الإيوانين، البحري والقبلي، على ما كان عليه سقفا الإيوانين الآخرين من غنى وجمال. وإيوان القبلة، على خلاف نظائره فى المساجد الأخرى، ترك محرابه وجدرانه بغير وزرةٍ رخاميةٍ. أما منبره، ولو أنّه فقد الجزء العلوي منه، إلاّ أنه يُعتبر من المنابر الخشبية الدّقيقة الصنع، اجتمعت فيه دقّة الحفر فى الخشب وجمال التّطعيم. كُتِبَ بأعلى بابه تاريخ عمله، سنة 774 هجرية. وتقع غرفة الضّريح فى الركن الغربي القبلي من المسجد وتغطيها قبّة حجرية مرتفعة. أمّا الوجهة الرئيسة للمسجد فجميلة، سواء من حيث تَناسُب أجزائها أو براعة تقاسيمها؛ فهي تشتمل على صفتين كبيرتين تنتهيان من أعلى بمقرنصاتٍ، وصفتين صغيرتين تنتهي كلّ منهما من أعلى بعقدٍ مثلّث على هيئة مروحةٍ وفتح بهذه الصفف ثلاثة صفوف من الشبابيك : الصّف الأوّل منها معتّب يعلوه عقد عاتق، والصّف الثانى شبابيك معقودة، والصّف الثّالث مكوّن من شبابيك قندليّة. وتقوم المنارة على يمين المدخل، وهي مكوّنة من ثلاث طبقات: الطّبقة الأولى مثمّنة، حُلّيت بفتحاتٍ وصفف معقودةٍ، وتنتهي بمقرنصاتٍ تكوّن الدورة الأولى للمنارة؛ والطبقة الثانية أسطوانيّة تنتهي بمقرنصاتٍ أيضًا، تكوّن الدّورة الثّانية؛ والطبقة الثالثة مكوّنة من ثمانية أعمدةٍ رخاميّةٍ تحمل الخوذة الجميلة. أما القبة الواقعة فى الطّرف القبلي من الوجهة، فهي من نوع القباب ذات التّضليع المَحنيّ.



مسجد ومدرسة السّلطان الغوري وقبّته

يقع هذا المسجد عند تلاقي شارع المعز لدين الله، بشارع الأزهر في القاهرة. وإلى جانب مدخل القبة، يقوم سبيل يعلوه كتاب، ويقع خلفها خانقاه ومقعد؛ وإلى جوارها ثلاثة منازل تجتمع كلّها في وجهةٍ واحدةٍ متّصلةٍ، تشرف على شارع الأزهر. أنشأ هذه المجموعة من المباني الملك الأشرف قانصوه الغورى، فى سنة 909/ 910 هـ 1503/ 1504م. وكان الغوري فى الأصل أحد مماليك الأشرف قايتباي. وقد استمر فى خدمته إلى أن أعتقه وصار يتقلّب فى عدّة وظائف إلى أن بلغ أسماها فى أيّام الملك الأشرف، جان بلاط. وفى سنة 906 هـ/ 1501م وُلّي ملك مصر واستمرّ حكمه لها إلى سنة 922 هـ/ 1516م، حيث قُتِل فى شهر رجب من العام ذاته، فى معركة مرج دابق، مع السّلطان سليم العُثماني.مساجد Mosq11
كان الغوري شغوفًا بالعمارة، فأنشأ الكثير من المباني الدّينية والخيريّة. ولم يكن اهتمامه بالعمارة قاصرًا على المُنشآت التي أقامها، بل تعدّاها إلى ترميم وإصلاح وتجديد كثير من الآثار التّي شيّدها أسلافه؛ واقتدى به الأمراء، فشيّدوا الكثير من المباني التي مازالت باقية إلى الآن، تنطق جميعها بازدهار العمارة والفنون فى عصره ازدهارًا عظيمًا. وأعظم ما تركه الغوري من منشآتٍ، هي تلك المجموعة الأثرية التي نصفها الآن والتي تُعتبر بحقّ من أبدع ما خلّفه لنا سلاطين دولةالمماليك الجراكسة. فقد عني بها الغوري عنايةً فائقةً وبالغ فى تجميلها وزخرفتها لكي تزهو على مثيلاتها المنشأة فى عصر قايتباي.
لهذا المسجد ثلاث وجهات أهمّها الوجهة الشرقية التي تشرف على شارع المعز لدين الله؛ وبوسطها المدخل الرّئيس وبأسفلها دكاكين، وفتح بها ثلاثة صفوف من الشّبابيك، يعلوها طراز مكتوب به بالخطّ المملوكي آية قرآنية ثم إسم الغوري وألقابه وأدعية له. وتتوّجها شرفات مورقة حلّيت أوجهها بزخارف محفورة فى الحجر. وصَدرُ المدخل مُحلّى بتلابيس من الرّخام الأبيض والأسود، وتُغطّيه طاقية من المقرنص الجميل، وكُسيَ مصراعَا بابه بالنُّحاس المُزخرف. وبطرف هذه الوجهة من الجهة القبلية، تقوم منارةٌ ضخمةٌ مربّعة القطاع، لها دورتان تتكوّن من مقرنصاتٍ منوّعةٍ وتنتهي من أعلى بحطة مربّعة، تعلوها خمسة رؤوس. ويؤدّي الباب الرّئيس الذي يتوصّل إليه ببضع درجات إلى دركاتٍ مربّعةٍ، أرضيتها من الرّخام المُلوّن الدّقيق، وسقفها من الخشب المنقوش بزخارف مذهّبة.
شُيِّد هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد. فهو يتكوّن من صحنٍ يُحيط به أربعة إيواناتٍ. اثنان منها كبيران، وهما إيوان القبلة والإيوان المقابل له؛ وأمّا الآخران، وهما الجانبيان، فصغيران. ويحيط بجدرانها وزرةٌ من الرّخام الملوّن، تنتهي من أعلى بطرازٍ رُخاميٍّ مكتوب به بالخط الكوفيّ المزهر آيات قرآنية وتاريخ الفراغ من أعمال البناء سنة 909هـ . وفوق عقود الإيوانات الأربعة، طراز مكتوب بالخطّ المملوكيّ آيات قرآنية يعلوه إزار من المقرنصات الجميلة. ويتوسّط صدر إيوان القبلة محراب من الرّخام المُلوّن وبجواره منبر خشبيّ دقيق الصّنع. وأرض المسجد مفروشة بالرّخام الملوّن بتقاسيم بديعة. وتقوم دكّة المبلغ على كابولين خشبيين في مؤخّرة الإيوان الغربي، وفي مواجهة المحراب مكتوب عليها إسم الغوري وألقابه وأدعية له.
تقع وجهة قُبّة المسجد فى مواجهة وُجهة البناء وبها المدخل بزخارفه ومقرنصاته وتلابيسه الرّخامية المماثلة لمدخل المسجد؛ كما وأن بها صفّين من الشّبابيك داخل صففٍ، السّفلية منها معتّبة بمزرّرات من الرّخام الأبيض والأسود، والعلوية على هيئة شبابيك قندلية. وتنتهي الوجهة بشرفاتٍ مورّقةٍ مُحلاّة الأوجه بزخارف محفورة في الحجر. ويبرز من هذه الوجهة، بنهايتها البحرية، سبيل له ثلاث فتحات كبيرة وأرضية من أجمل الأرضيّات الرّخامية، يعلوها كتاب مفتوح من كلّ جانبٍ من جوانبه الثّلاثة بعقدين محمولين على عمودٍ فى الوسط ويغطّيها رفراف من الخشب، محمول على كوابيل خشبيّة ويتوصل إلى المدخل ببضع درجات؛ وهو يؤدّي إلى ردهةٍ مربّعةٍ، سقفها منقوش وأرضيتها من الرّخام المُلّون كنظيرتها بالمسجد. وعلى يمينها، باب يؤدي إلى القبة التي لم يبق منها سوى حوائط مربعها الحافلة بالزخارف والكتابات المحفورة فى الحجر، وأركانها ذات المقرنصات المتعدّدة الحطّات.
أمّا القبة نفسها فغير موجودة، إذ هُدِمَت في أيّام الغوري مرّتين لخللها، وأعيد بناؤها ثمّ هُدمَت مرّةً أخرى وأقيمت من الخشب حوالي سنة 1881م، إلى أن هُدِمَت وحلّ محلّها السّقف الخشبيّ الموجود الآن.



مسجد ومدرسة السُّلطان برقوق

يقعُ هذا المسجد المصري بشارع المعز لدين الله، بين المدرسة الكاملية ومسجد النّاصر محمد؛ أنشأه سنة 786-788 هـ/ 1384-1386م السّلطان الظّاهر أبو سعيد برقوق، أوّل من تولّى حكممصر من المماليك الجراكسة. وكان فى الأصل مملوكًا للأمير يلبغا، فأعتقه. وظلّ يتقلّب فى مناصب الدولة إلى أن أسعده الحظ، فوُلِّيَ الملك فى سنة 784 هـ /1382م.مساجد Mosq3
بُنِيَ هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد. فهو مكوّن من صحنٍ مكشوفٍ، تحيط به أربعة إيوانات. وقد عني مهندسه، ابن الطّولوني، بتخطيطه وتنسيقه، وتأنق فى زخرفته وتزيينه. فقسّم إيوان القبلة إلى ثلاثة أقسام وغطّى القسم الأوسط منها بسقفٍ مُستوٍ حُلّيَ بنقوشٍ مذهّبةٍ جميلةٍ وفصَلَه عن القسمين الجانبيين بِصَفّين من الأعمدة الضّخمة؛ وكسا جدران هذا الإيوان بوزرةٍ من الرّخام الملوّن، يتوسّطها محرابٌ من الرّخام الدقيق المطعّم بفصوصٍ من الصّدف. كما فرش أرضيته بالرّخام الملون برسوماتٍ متناسبةٍ.
فُقِدَ المنبر الأصليّ للمسجد وحلّ محلّه المنبر الحالي الذي أمر ببناءه السّلطان أبو سعيد جقمق فى منتصف القرن التّاسع الهجري/ مُنتصف القرن الخامس عشر الميلادي. أمّا الإيوانات الثّلاثة الأخرى، فتُغطّيها قبوات معقودة أكبرها الغربي المقابل لإيوان القبلة الذي بُنيَ قبّوه من الحجر الأحمر والأبيض على شكلٍ زخرفيٍّ جميلٍ. وتكتنفُ هذه الإيوانات أبوابًا متقابلةً، يؤدّي الشّرقي الأوّل منها إلى طريق تُوصل إلى ردهة المدخل العمومي للمسجد. ويؤدي الشّرقى الثاني المقابل له إلى القبّة. أمّا وجهات الإيوانات المشرفة على الصّحن، فقد تنتهى من أعلى، بطرازٍ مكتوبٍ به آيات قرآنية. ويتوسّط الصّحن فُسقيّة تعلوها قبّة محمولة على أعمدةٍ رخاميّةٍ، وأرضه مفروشة برخامٍ أبيض تتخلّله دوائر وأشرطة من الرّخام الأسود. وكما تفنّن المهندس فى تجميل إيوان القبلة، فقد أبدع أيضًا فى زخرفة الضّريح وتزيينه. ولم تقتصر عنايته قط على ذلك، بل بالغ فى تجميل القبّة التي تغطي الضّريح؛ فحلّى مقرنصات أركانها بنقوشٍ رائعةٍ وفتح برقبتها شبابيك من الجص المُفرّغ المُحلّى بالزُّجاج الملوّن، أحاطها بنقوشٍ مُذهّبةٍ. أمّا أبواب المسجد، فقد كسا مصراعيّ الباب الخارجى منها بصفائح من النُّحاس ذات التقاسيم الهندسية المزخرفة على مثال أبواب مسجد السّلطان حسن وقلاون وغيرهما. وفى الأبواب الدّاخلية، نراه قد استنبط تصميمًا آخر شاع استعماله فيما جاء بعده من المساجد. أمّا الواجهة، فهي كغيرها مقسّمة إلى صُفُفٍ، تنتهى بمقرنصاتٍ بداخلها صفّان من النّوافذ. ويتوّج الواجهة شرفات مورّقة، ويسير بكامل طولها طراز مكتوب، به حفر فى الحجر إسم الملك برقوق وتاريخ الإنتهاء من أعمال البناء سنة 788هجرية. وتنتهى الوجهة من النّاحية القبلية بالمدخل الشّاهق بمقرنصاته الجميلة، وبتلابيس الرّخام التى تحلّي صدره. وتقوم المنارة فى الطّرف البحري من الواجهة، وهى منارةٌ ضخمةٌ مكوّنةٌ من ثلاث طبقاتٍ مثمنة.



مسجد ومدرسة القاضى عبد الباسط

يقع هذا المسجد بالخرنفش بالقاهرة. أنشأه فى سنة 823 هجرية /1420م القاضى عبد الباسط الذى كان ناظر الخزانة والكسوة الشريفة فى أيام الملك المؤيد شيخ المحمودي ومن المقربين إليه. وفى أيام الأشرف برسباي أسندت إليه الوزارة والاستادارية ( نظارة الخاصة الملكية). 

للمسجد وجهتان يقوم عند تلاقيهما سبيل يعلوه كتاب وله مدخلان يقع أحدهما بالوجهة الشرقية والثاني بالوجهة البحرية. ويتكون كل منهما من صفة معقودة بمقرنصات وله باب خشبي حلّي بالنحاس المزخرف على شكل سرة مستديرة فى الوسط وأربعة أركان يحصرها من أعلى وأسفل طراز مكتوب. وتقوم المنارة بالوجهة البحرية وهى تكاد تكون صورة طبق الأصل من منارة جامع المؤيد المنشأة في التاريخ نفسه. وقد بني هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد إذ يتكون من صحن مكشوف تحيط به أربعة إيوانات يتوسط صدر إيوان القبلة محراب حجرى بسيط يجاوره منبر خشبى دقيق الصنع طعّمت حشواته بالسن والزرنشان. وهو يعتبر من المنابر التى بلغت فيها دقة الصناعة شأوا عظيما. وأرض إيوان القبلة والصحن مفروشتان بالرخام الملون بتقاسيم هندسية جميلة. ويدل سقفا السبيل والطرقة الموصلة من الباب الشرقى للصحن وما بهما من نقوش جميلة مذهبة على ما كانت عليه أسقف المسجد من أبهة وجمال. وقد شملت إدارة حفظ الآثار العربية هذا المسجد بعنايتها فقامت فى السنين الأخيرة بترميم منبره وإصلاحه كما قامت بتكملة قمة منارته.



مسجد ومدرسة أبو بكر مزهر

يقع هذا المسجد بحارة برجوان بحي الجمالية بمصر. أنشأه فى سنة 884 هـ 1479/ 80م أبو بكر مزهر الذي تلقى علومه بمصر حتى نبغ فيها وحصل على إجازة التدريس والإفتاء، وصار من أفاضل العلماء، وقد ولي عدة وظائف سامية، كان آخرها ولايته لديوان الإنشاء فى أيام الملك الأشرف قايتباى. 

يعتبر هذا المسجد من النماذج الرائعة للمساجد التى أنشئت فى عصر الملك الأشرف قايتباى، إذ تتمثل فيه وفى نظرائه من المساجد التى أنشئت فى هذه الحقبة من الزمن، مثل مسجد قجماس الأسحاقى ومسجد أزبك اليوسفى، براعة التخطيط وجمال التناسب، ودقة الصناعات المختلفة ووفرتها وبلوغها شأواً عظيما من الإتقان. كل هذه ناطقة وواضحة فى منبره وشبابيكه وأبوابه، كما فى وزرته الرخامية الجميلة وأرضياته البديعة. ولهذا المسجد وجهتان، يقع المدخل الرئيس بالواجهة الشرقية منهما، ويمتاز بزخارفه الجميلة المحفورة فى الرخام والحجر، وببابه المغشى بالنحاس المزخرف بأشكال هندسية. ويعلو هذا المدخل المنارة وهي مكوّنة من ثلاث دورات. وهى كمثيلاتها المعاصرة حافلة بالزخارف والمقرنصات. وبالواجهة القبلية باب يوصل إلى دورة المياه وإلى السبيل والكُتّاب الملحقين بالمسجد. ويؤدي المدخل الرئيس إلى ردهة صغيرة على يسارها شباك مفتوح على إيوان القبلة وعلى يمينها طرقة إلى الصحن. وقد بُني هذا المسجد على نظام المدارس ذات التخطيط المتعامد. فهو يتكون من صحن مسقوف يحيط به أربعة إيوانات: إيوان القبلة والإيوان المقابل له ينفتح كل منهما على الصحن بثلاثة عقود محمولة على عمودين من الرخام، والإيوانان الجانبيان ينفتح كل منهما بعقد واحد. 

فرشت أرض الصحن وأرضية الإيوانات بالرخام الملون بتقاسيم هندسية جميلة. ويحيط بجدار إيوان القبلة وزرة مرتفعة من الرخام الملون يتوسطها محراب رخامي جميل يقوم إلى يمينه منبر خشبى دقيق الصنع، تعلوها شبابيك من الجص المفرغ المحلى بالزجاج الملون. وقد سجل الصانع الذي قام بأعمال الزخرفة والنقوش فى المسجد اسمه فى وسط عقد الشباك المجاور للمحراب بأن كتب : عمل عبد القادر النقاش. وهذه ظاهرة نادرة الوجود، إذ أننا نشاهد عادة ضمن الكتابات الموجودة بالمساجد الأثرية اسم المنشئ سواء أكان ملكاً أو أميراً، وفي الغالب الأعم نجهل اسم المهندس الذي قام بوضع تصميم المسجد أو الصانع الذى ساهم فى نقشه وزخرفته. ولا تقل أسقف المسجد عن غيرها من أجزائه المختلفة روعة وجمالا، فهى مصنوعة من الخشب على شكل مربعات وطبال منقوشة بزخارف دقيقة مموهة بالذهب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

مساجد Empty
مُساهمةموضوع: رد: مساجد   مساجد Emptyالثلاثاء 28 يوليو 2020, 10:12 am

ثاني "اكبر مسجد" في العالم مسجد قرطبة في اسبانيا



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
مساجد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هكذا دمر الإحتلال مساجد غزة 
» مساجد الأقصى التاريخية.
» لماذا دمر الصهاينة مساجد غزة؟!
» مساجد فلسطين الأسيرة -
» أشهر 10 مساجد في ألمانيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ-
انتقل الى: