منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تاريخ بيروت

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

تاريخ بيروت Empty
مُساهمةموضوع: تاريخ بيروت   تاريخ بيروت Emptyالإثنين 23 نوفمبر 2015, 8:56 am

[rtl][size=32]المنعطفات الرئيسيّة في تاريخ بيروت[/rtl][/size]
[rtl][size=32]الفصل[size=32] الأول[/size][/rtl][/size]
 
[rtl]Ø   بيروت كلمة فينيقيّة تعني شجرة الصنوبر. وأرجح الظن أن مدينة بيروت أخذت إسمها من هذه الكلمة بسبب وجودها بجوار غابة الصنوبر (الحرج) التي ما تزال حيث كانت عند تأسيس المدينة منذ حوالي أربعة آلاف سنة وأكثر.[/rtl]
[rtl]Ø   تقع المدينة على الشاطئ الشرقي للبحر الأبيض المتوسط عند الدرجة 33،54 من خط العرض والدرجة 35،28 من خط الطول. وهي تقوم على أرض تبدأ مرتفعة من جهة الشرق وتنتهي منخفضة من جهة الغرب، على شكل لسان بري يمتد نحو 9 كيلومترات في البحر، وتتصل حدودها الشرقيّة بسفح جبل لبنان الذي يشرف عليها، ويفصل بينها وبين هذا الجبل نهر يحمل أسمها ينبع من لحف الجبل ويصب في البحر عند الحد الشمالي الشرقي من المدينة.[/rtl]
[rtl]Ø   بناها أهل جبيل (بيبلوس) منذ أربعة آلاف سنة، وما لبثت أن كبرت وعمرت بالسكان وأصبحت مملكة مستقلة على الساحل الذي كان يُعرف باسم (فينيقيا) وعبد أهلها ربًّا خاصاً بها أسمه (بعل بيريت) أي إله بيروت. وضربت باسمها عملة نقديّة تحمل رسماً يمثل هذا الإله.[/rtl]
[rtl]Ø   مرت عليها نفس الظروف السياسيّة والإجتماعية التي عاشها الساحل الفنينيقي كله. وتعاقبت على ترابها جيوش الدول التي أكتسحت هذا الساحل. وفي الصخور المحاذية لنهر الكلب الذي يصب على بُعد 9 كيلومترات من شماليها آثار تلك الدول إبتداء من المصريين القدماء حتى الحلفاء الأوروبيين الذين إنتزعوها من العُثمانيين سنة 1918م ثم الفرنسيين الذين غادروها في 31 كانون الأول سنة 1946م.[/rtl]
[rtl]Ø   تعرضت للدمار والخراب أكثر من مرة، سواء بسبب النكبات الطبيعيّة أو بسبب الوقائع الحربيّة التي دارت على أرضها. ففي سنة 140 ق.م أحرقها تريفّون السلوقي (البيزنطي) عندما حاول إنتزاعها من خصمه ديمتريوس وتسليمها لأنطيوخوس السادس الذي أشتهر بإسم ديونيسيوس، وبقيت على خرابها مدة مائة سنة.[/rtl]
[rtl]Ø   في هذه الفترة، هجرها سكانها وابتنوا لأنفسهم مدينة أخرى في الجهة الجنوبيّة منها عند الساحل المقابل لبلدة خلدة الحالية، وأطلقوا على هذه المدينة أسم (لاوذيسة كنعان) وهي التي أكتشفت أطلالها في السبعينيات من القرن الماضي قرب مطار بيروت الدولي. وأندثرت تلك الآثار بسبب بناء مدرج لهبوط الطائرات.[/rtl]
[rtl]Ø   عرفت أزهى أيامها في أيام الرومان الذين منحوها لقب (المستمعرة الممتازة) لتشجيع مواطنيهم على الإقامة فيها. وبنوا فيها العديد من الهياكل والمسارح والحمامات، والمؤسسات الحكوميّة الفخمة. وفي عهدهم إشتهرت مدرسة الحقوق التي أقمها الرومان، وكانت في ذلك العهد مرجعاً لطلاب العلم من الوطنيين والأجانب. وهي المدرسة التي أكسبت المدينة في ذلك الحين للقب (أم الشرائع ومرضعة العلوم).[/rtl]
[rtl]Ø   في أواسط القرن السادس للميلاد ضربتها سلسلة من الزلازل فأحرقتها، ودمرت مساكنها، وقضت على سكانها إلا القليل منهم الذين عادوا إليها بعد أن تحولت إلى قرية عديمة القيمة.[/rtl]
[rtl]Ø   بعد حوالي مائة سنة أي عام 635م دخلها العرب بقيادة معاوية بن أبي سفيان في أيام عمر بن الخطّاب ثاني الخلفاء الراشدين الذي أمر بترميمها وتحصينها بالقلاع لحمايتها من هجمات الروم الذين حاولوا عبثاً إستعادتها من العرب.[/rtl]
[rtl]Ø   عندما ارتقى معاوية سدة الخلافة الإسلاميّة جلب إليها قوماً من الفرس وأسكنهم فيها مثلما فعل بغيرها من مدن الساحل السوري وبعلبك.[/rtl]
[rtl]Ø   في أيام العرب، على عهد الخلفاء الراشدين والأمويين ثم العباسيين، كانت تابعة لدمشق، وأتخذها المسلمون في العهود المذكورة رباطاً، أي قاعدة عسكريّة، ومنها إنطلقت الجيوش العربيّة التي حملها معاوية بن أبي سفيان على الأسطول الذي فتح به جزيرة قبرص أيام عثمان بن عفّان ثالث الخلفاء الراشدين.[/rtl]
[rtl]Ø   في أيام أبي جعفر المنصور، ثاني الخلفاء العباسيين ظهر فيها عدد من العلماء البارزين أهمهم عبد الرحمن الأَوزاعي المتوفى سنة 773م، وقبره ما يزال موجوداً بالقرب منها عند الجهة الجنوبيّة على ساحل البحر حيث كانت تقع القرية المندرسة (حنتوس) وهذا القبر كان وما يزال مقصداً للناس الذين يزورونه ويتبركون به.[/rtl]
[rtl]Ø   في سنة 974م وثب عليها ملك الروم يوحنا زيميسياس المعروف عند العرب باسم (الشمشقيق) ولبث فيها نحو سنة، ثم أخرجته منها القوات المصريّة التي أرسبها جوهر الصقيلي في أيام العبيديين حكّام مصر في ذلك الحين، في زمنهم كانت هذه المدينة تابعة لدمشق المرتبطة رأساً بالقاهرة حاضرة الخلافة العبيديّة يومذاك.[/rtl]
[rtl]Ø   في سنة 1102م، هاجمتها جيوش الصليبيين لكنها أمتنعت عليهم وصدتهم، فلما كانت سنة 1110م أعادت هذه الجيوش الكرّة عليها بقيادة بغدوين الأول وتمكنت من إحتلالها بعد أن ذُبح أهلها ودُمّرت مساكنها وهُدمت مساكنها وهُدمت قلاعها. وقد ولي عليها بغدوين حاكماً من قبله يدعى فولك ده غين ومنحه لقب بارون. وفي هذه الفترة أُلحقت المدينة بمملكة القدس اللاتينيّة.[/rtl]
[rtl]Ø   في سنة 1187م هاجمها السلطان صلاح الدين الأيوبي وأستخلصها من الصليبيين وولى عليها من قبله حاكماً أسمه سيف الدين الهكاري المعروف بإبن المشطوب، وجعلها تابعة لدمشق كما كانت في العهود الإسلاميّة السابقة.[/rtl]
[rtl]Ø   بعد حوالي عشر سنوات عاد إليها الصليبيون من جديد وإنتزعوها من يد حاكمها أسامة الجبلي وهو غير أسامة بن منقذ الكناني الكاتب الشاعر الذي كان أميراً على بلدة سلميّة القريبة من مدينتي حمص وحماة في داخل سوريا. والقائد الصليبي الذي إحتلها يومئذ هو الملك آموري الذي نصّب عليها والياً من قبله أحد أفراد عائلة أبلين الإقطاعيّة الفرنسيّة.[/rtl]
[rtl]Ø   في خلال الفترة الثانية من الإحتلال الصليبي جُعلت بيروت إمارة مستقلة باسم (إمارة باروت) وأُطلق على حكامها الفرنج لقب (سادة باروت) وكان مرجعها  مملكة بيت المقدس اللاتينيّة.[/rtl]
[rtl]Ø   في سنة 1291م حاصرها الأمير علم الدين سنجر الشجاعي على رأس الجيش الذي أرسله الملك الأشرف خليل إبن الملك قلاوون الصالحي من سلاطين المماليك الذين خلفوا الدولة الأيوبيّة في الشرق العربي. وقد تمكن الأمير علم الدين سنجر المذكور من إحتلالها بعد أن هزم الصليبيين وأسر روبان آخر حكامها فيها.[/rtl]
[rtl]Ø   في أيام المماليك كانت بيروت تابعة، في الغالب لنيابة طرابلس الشام التي كانت مرتبطة رأساً بالقاهرة مفر السلطة المملوكيّة آنذاك.[/rtl]
[rtl]Ø   وفي أيام المماليك هاجم بنو الحمراء البقاعيون آل تلحوق الدروز وأجلوهم هن منازلهم في رأس بيروت بالمنطقة التي كانت معروفة باسم (جرن الدب) قم إشتهرت باسم (محلة الحمرا) بعد أن سكنها بنو الحمراء وشادوا فيها جامعهم (زاوية الحمراء) وقد أُزيل هذا الجامع وأعيد بنائه على الطراز الحديث.[/rtl]
[rtl]Ø   في أيام المماليك الأمراء البحرتيين، سكان عبيه في ذلك الحين، دركاً لحماية بيروت من قرصان الصليبيين الذين كانوا يغيرون عليها بين الحين والآخر. فقام هؤلاء الأمراء بتحصين المدينة وشادوا فيها عدداً من المساجد والقيساريات (البيوت التجاريّة الكبيرة). وفي أيامهم نشطت سوق الأدب والشعر، وإنتهى عهد هؤلاء البحتريين بأفول عهد المماليك على يد السلطان سليم الأول العُثماني الذي أكتسح بجيوشه جميع بلاد الشرق العربي يومذاك.[/rtl]
[rtl]Ø   في سنة 1516م تغلب السلطان سليم الأول العُثماني على قانصوه الغوري سلطان المماليك وقضى عليه في معركة مرج دابق شمالي حلب، وتابع زحفه حتى أحتل جميع البلاد السوريّة ثم المصريّة، ومن ذلك الحين دخلت بيروت في حوزة الدولة العُثمانيّة وكان أول حاكم عُثماني فيها محمد بن قرقماز (قرقماز أوغلو) وهو جركسي.[/rtl]
[rtl]Ø   أقر العُثمانيون أمراء العشائر التركمانيّة التي كانت في البلاد من أيام صلاح الدين الأيوبي للحيلولة دون إتصال الصليبيين ببعض سكان جبل لبنان الذين كانت تجمعهم بهم رابطة الدين وغيره. وكان الأمراء المذكورون تارة من بني عسّاف وتارة من بني سيفا وأمتد حكمهم من حماة في الداخل حتى بيروت في الساحل، وكان مركزهم في غزير بكسروان. وما يزال في بيروت من آثار بني عسّاف جامع الأمير منصور عسّاف المعروف باسم (جامع السرايا) الذي بني حوالي سنة 1572م وهو ما يزال موجوداً وموقعه بمقابل شارع فوش من الجهة الجنوبيّة بالقرب من سوق سرسق.[/rtl]
[rtl]Ø   في السنوات العشر الأخيرة من القرن السادس عشر للميلاد، تغلب الأمير فخر الدين بن معن على الأمير يُوسُف بن سيفا الذي كان حاكماً على طرابلس الشام وبلاد كسروان ومدينة بيروت وأنتزع منه المقاطعة الكسروانيّة وبيروت وطرد من هذه المدينة الآغا الذي كان متسلماً عليها من طرف إبن سيفا. إلا أن إبن معن إكراماً لأصهاره آل سيفا أعاد إبن سيفا إلى المناطق التي أنتزعها منه.[/rtl]
[rtl]Ø   بعد سنوات قليلة، عاد فخر الدين إلى الإستيلاء على لواء بيروت ومدينتي صيدا وغزير ونصّب ولده عليًّا حاكماً على هذه المناطق.[/rtl]
[rtl]Ø   في أيام فخر الدين المذكور أنفتحت بيروت على الأقطار الأوروبيّة لا سيما إيطاليا التي كانت ملجأ لهذا الحاكم عندما هرب من غضب الدولة العُثمانيّة عليه. ولقد أعتنى إبن معن بعمران هذه المدينة وأنشأ فيها البرج الذي عُرف فيما بعد باسم (برج الكشّاف) لأنه أستُعمل مرقباً لإستكشاف المراكب العدوة التي تحاول الإغارة على البلد. وكان هذا البرج يقوم في مكان سينما متروبول الحالية في الجهة الشرقيّة من الساحة المعروفة اليوم باسم (ساحة البرج) نسبة إلى البرج المذكور. وأستقدم فخر الدين من إيطاليا أثنين من المهندسين وهما تشيولي وفاني وكلفهما بتنسيق أشجار غابة الصنوبر (الحرج) وتزيين الساحة المقابلة للبرج بالأشجار المثمرة وزخرفتها بالتماثيل الرخاميّة الجميلة. كما أنشأ حديقة للحيوانات بالأرض التي تقوم فيها سوق سرسق، وكان البيروتيون يسمون هذه الحديقة (جنينة الوحوش). وفي أيامه أزدهرت التجارة في بيروت وكانت السفن الفرنسيّة والإيطاليّة والهولنديّة تنقل إليها محصولات البلاد الأوروبيّة وتُستبدل بها منتوجات البلاد الشرقيّة لا سيما الحرير والمنسوجات الوطنيّة وأنواعاً من الغلات الزراعيّة الأخرى، على أن فخر الدين أمر بردم مينائها وفعل مثل ذلك في ميناءي صيدا وعكا ليمنع خصومه من دخول هذه المدن. وقد أدى عمله هذا إلى تقهقر هذه البلاد وإنحطاط التجارة في جميع السواحل السوريّة إلى القرن التاسع عشر. وبسبب علاقته الشخصيّة الوديّة مع الأوروبيين تمكن هؤلاء من أيفاد البعثات الدينيّة إلى هذه المدينة وبنوا فيها كثير من الأديرة والكنائس.  [/rtl]
[rtl]Ø   في سنة 1633م لحظت الدولة العُثمانيّة على إبن معن بأنه يتصل ببعض الدول الأوروبيّة لإعطائها فلسطين مقابل دعمه في حركته الإنفصاليّة عن الإمبراطوريّة العُثمانيّة، فقبضت عليه وحكمت عليه بالإعدام شنقاً حتى الموت.[/rtl]
[rtl]Ø   بعد موت فخر الدين آلت بيروت إلى الأمير منذر بن سليم التنوخي من عبيه. وفي عهد هذا الأمير بني الجامع المعروف باسمه في سوق البازركان الذي أشتهر باسم (جامع النوفرة) لوجود بركة ذات نافورة في صحنه. وما يزال هذا الجامع موجد حتى اليوم بالقرب من محلة باب إدريس.[/rtl]
[rtl]Ø   في سنة 1697م إنقرضت سلالة بني معن بموت الأمير أحمد آخر أمرائها مسموماً عندما كان بضيافة أخواله الأمراء الشهابيين الذين كانوا يطمعون بالولاية على هذه البلاد. وفي ذلك التاريخ أُعيد إلحاق بيروت بإيالة طرابلس الشام. وفي عهد والي هذه الإيالة قبلان باشا المطرجي نصّب عليها حاكم شهابي من أنسباء المعنيين يدعى الأمير بشير بن حسين وهو أول من تولى عليها من الأسرة الشهابيّة، ثم تعاقب أفراد هذه الأسرة على هذه المدينة وما يليها من جبل لبنان وأشتهر منهم الأميران ملحم وأخوه منصور اللذان دفنا في جامع الأمير منذر (النوفرة) تحت القبة، وقد درس القبران اللذان دفن فيهما هذان الأميران فيما بعد وأتخذت الغرفة التي كانا فيها للمدرسة التي أنشأها الشيخان عبد الله خالد ومحمد الحوت (الكبير) في أواسط القرن التاسع عشر لتعليم أبناء المسلمين.[/rtl]
[rtl]Ø   في السنوات الأخيرة من القرن الثامن عشر شهدت بيروت صراعاً شديداً بين حاكمها الشهابي الأمير يُوسُف وبين أحد أتباعه أحمد باشا الجزار، عندما كان كل منهما يحاول الإستئثار بها وتعرضت خلال هذه الصراع لإحتلالها من قبل أميرال البحر سبنسكوف الروسي الذي كان يقوم بأعمال القرصنة في المياه العُثمانيّة لحساب إمبراطورة روسيا كاترين، فلقد نصّب هذا القرصان مدافع في سهلات البرج ليتمكن من ضرب سور المدينة من قرب، ولهذا السبب أطلق الإفرنج على هذه السهلات إسم (ساحة المدفع)، ولكن إحتلال الروس إنتهى بعد شهور قليلة بعد أن دفعت لهم المدينة غرامة (خُوّة) قدرها 25 ألف ريال بعملة ذلك الزمان. فعاد إليها الجزار وقبض على سيده السابق الأمير يُوسُف الشهابي بواسطة إبن أخيه الأمير بشير الثاني المشهور بالمالطي، وأعدمه سنة 1790م في مدينة عكا.[/rtl]
[rtl]Ø   في أيام الجزار مُنع الشهابيون من الإقامة في بيروت، وهُدمت بيوتهم التي كانت فيها، كما مُنع أهل جبل لبنان من السكن في هذه المدينة التي ألحقها الوالي المذكور بمدينة عكا التي أتخذها مركزاً له باسم إيالة عكا. والجزار هو الذي بنى السور الذي كان يحيط بيروت من كافة أطرافها ومنع الناس من السكن خارجه وبقي هذا المنع سارياً حتى سنة 1832م، ففي هذه السنة أقتحمها إبراهيم باشا المصري وهدم السور وأباح بناء المساكن خارجه.[/rtl]
[rtl]Ø   على الرغم من أن الجزار كان مشهوراً بالشدة والقسوة على معارضيه، فإنه كان يوسع في مجالسه لأهل الفكر من العلماء والشعراء والأدباء فاشتهر منهم في ذلك الحين الشيخ عبد اللطيف فتح الله (المفتي) والشيخ أحمد الغر (القاضي) والمعلم اللغوي الشاعر إلياس إدّه وغيرهم.[/rtl]
[rtl]Ø   في سنة 1804م توفي أحمد باشا الجزار فخلفه على إيالة عكا سليمان باشا الذي أشتهر بلقب العادل لعدله وتساهله مع المواطنين والأجانب على حد سواء، وبعده وجّهت الإيالة على عبد الله باشا الذي عزله وأسره إبراهيم باشا عندما قام بحركته الإنفصاليّة ضد الدولة العُثمانيّة.[/rtl]
[rtl]Ø   وفي سنة 1832م أستولى المصريون على جميع البلاد السوريّة بعد القضاء على مقاومة عبد الله باشا والي إيالة عكا من قبل العُثمانيين. ولما تردد الأمير بشير الثاني في التعاون مع إبراهيم باشا تلقى منه إنذاراً بهدم بيوته ومعاقله وزرع أشجارالتين والزيتون مكانها، فما كان من الأمير الشهابي إلا أن خضع لهذا الإنذار ووضع نفسه تحت تصرف ذلك القائد المنتصر وسار في ركابه دون أي تحفظ. فكافأه إبراهيم باشا بأن خوله سلطة تعيين من أراد من أفراد عائلته حكاماً محليين على مدن بيروت وطرابلس وصيدا وصور، على أن القائد المصري، ما لبث أن أنتزع منه هذه السلطة ونصّب على المدن المذكورة حكاماً من جماعته، وكانت بيروت من نصيب سليمان باشا (الفرنساوي) للأمور العسكريّة ومحمود نامي بك (الجركسي) للإدارة المدنيّة، وأٌلحقت هذه المدينة بإيالة طرابلس الشام على أن تتولى شؤونها المحليّة لجنة من أعيانها دعيت باسم (ديوان المشورة) وكانت هذا اللجنة مؤلفة من أثني عشر عضواً: ستة مسلمون وهم عبد الفتاح حمادة (الإسكندراني الأصل) الذي أشتهر باسم (السيد فتيحة)، وعمر بيه (بيهم)، وأحمد العريس، وحسن البربير، وأمين رمضان، وأحمد جلول، وستة نصارى وهم: جبرائيل حمصي، وبشارة نصر الله، وإلياس منسّى، وناصيف مطر، ويُوسُف عيروت، وموسى بسترس، وأٌسندت نظارتها إلى عبد الفتاح حمادة.[/rtl]
[rtl]Ø   بقيت بيروت تحت الحكم المصري من سنة 1832م حتى 1841م وهي المدة التي بقيت فيها البلاد السوريّة في حوزة إبراهيم باشا. وفي هذه الفترة عرفت هذه المدينة تطوراً أساسيًّا شمل سائر مرافقها العُمرانيّة والإداريّة، ونما عدد سكانها يومئذٍ من 8 آلاف نسمة إلى 15 ألفاً، وذلك بسبب إمتداد رقعتها إلى خارج السور الذي أمر إبراهيم باشا بهدمه وسمح للناس ببناء مساكنهم في الضواحي التي أصبحت فيما بعد جزءاً من المدينة نفسها، كما أزدهرت أحوالها التجاريّة بسبب إختيارها مركزاً للحجر الصحي (الكرنتينا( الذي أجبر جميع القادمين إلى سوريا على الخضوع له للتأكد من سلامتهم الصحيّة وخلوهم من الأمراض المعديّة.[/rtl]
[rtl]Ø   في سنة 1841م تمكنت الدولة العُثمانيّة من إستعادة سيطرتها على التراب السوري ودخلت جيوشها إلى بيروت بعد أن مهّد لها الأسطول الإنكليزي بقيادة الكومودر نابييه الذي ضربها بمدافع أُسطوله وأجبر قائد الحامية المصريّة سليمان باشا والمتسلّم المدني محمود نامي بك على الإنسحاب منها.[/rtl]
[rtl]Ø   بعد عودة العُثمانيين إلى المدينة نقلوا كرسي الإيالة إليها وعيّنوا عليها والياً من قبلهم أسمه سليم باشا. وفي عهد هذا الوالي ابتدأ السعد يخدم بيروت كما يقول داوود خليل كنعان وازدادت عماراً وسكاناً، وإنتقلت إليها تجارة الإفرنج، وعظم شأنها، وكثر مجيء المراكب الأوروبيّة إليها.       [/rtl]
  




عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 23 نوفمبر 2015, 8:59 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

تاريخ بيروت Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ بيروت   تاريخ بيروت Emptyالإثنين 23 نوفمبر 2015, 8:59 am


[rtl]  [size=32]المنعطفات الرئيسيّة في تاريخ بيروت [/size][/rtl]


[rtl][size=32]الفصل[/size][size=32] الثاني  [/size][/rtl]

  

[rtl]Ø   في سنة 1860م ثارت فتنة طائفيّة بين الدروز وبين مواطنيهم النصارى في جبل لبنان، فأوفدت الدولة العُثمانيّة فؤاد باشا أحد ساستها الدهاة الذي تمكّن من القضاء على هذه الفتنة بالحكمة والمرونة المقرونتين بالقوة والحزم، ثم قام بإجراء مباحثات سياسيّة مع مندوبي بعض الدول الأوروبيّة تناولت أسباب النزاع بين الطائفتين المذكورتين، وأدت هذه المباحثات إلى الإتفاق بين الدولة العُثمانيّة وبين أولئك المندوبين على إعطاء جبل لبنان وضعاً إداريًّا خاصاً عن طريق إعلانه متصرفيّة ممتازة تدار محليًّا بموجب ما سُمي يومئذٍ بالبرتوكول الذي وضع موضع التنفيذ الفعلي سنة 1864م. وقد جاء في المادة الأولى من هذا البرتوكول: (يتولى إدارة جبل لبنان متصرف نصراني تنصّبه الدولة العليّة (العُثمانيّة) ويكون مرجعه الباب العالي رأساً، وهو محتمل العزل، بمعنى أنه لا يستمر في منصبه ما دام حيًّا، ويكون على عهده القيام بجميع خطط الإدارة الإجرائيّة، متوفراً على حفظ الراحة والنظام في أنحاء الجبل كلها، وأن يحصّل منها التكاليف (الرسوم والضرائب) وبحسب الرخصة التي ينالها من لدن الحضرة الشاهانيّة (أي السلطان العُثماني) ينصّب تحت عهده مأموري الإدارة المحليّة ويقلّد الحكّام القضاء ويعقد المجلس الكبير (أي مجلس الإدارة) ويتولى رئاسته وينفذ الإعلامات القانونيّة الصادرة عن المحاكم عن القيود التي ستذكر في المادة الثامنة (أسثنت هذه المادة المعاملات والمراسيم الجارية بها العادة في سائر المملكة العُثمانيّة). وقد اشترط في هذا البروتوكول أن يكون المتصرف من رعايا الدولة العُثمانيّة النصارى غير اللبنانيين. وكان أول من تولى هذا المنصب داوود قرابيت أرتين من عائلة أرمنيّة كاثوليكيّة. وكان هذا المتصرف يطمع بأن يحكم جبل لبنان بصورة دائمة، فعمل على إسترضاء اللبنانيين بأن طلب من إسطمبول ضمّ مدينة بيروت إلى جبل لبنان لتكون منفذاً له على البحر، وعلق بقاءه في منصبه على تحقيق هذا الطلب، بيد أن إسطمبول رفضت ضمّ بيروت إلى جبل لبنان وبادرت إلى إقالة داوود باشا من منصبه.[/rtl]



[rtl]Ø   في نفس السنة التي أُعلن فيها جبل لبنان متصرفيّة ممتازة، فإن الدولة العُثمانيّة ألغت جميع التقسيمات الإداريّة في البلاد السوريّة مع الإبقاء على الإمتيازات اللبنانيّة، وجعلت سوريا الطبيعيّة كلها ولاية واحدة مركزها مدينة دمشق، وبذلك أُلغيت ولاية بيروت وأُلحقت مدينة بيروت نفسها بلواء صيدا الذي كان يتألف من هاتين المدينتين ومعهما صور وبلاد بشارة (جبل عامل).[/rtl]



[rtl]Ø   في سنة 1888م ألتمس أهالي بيروت من السلطان عبد الحميد الثاني الإنفصال عن ولاية سوريا وإنشاء ولاية مستقلة تكون مدينتهم مركزاً لها. فاستجاب السلطان لهذه الرغبة (نظراً لإزدياد أهمية بيروت وحساسيتها) كما جاء في الإرادة السلطانيّة، وأُعلنت ولاية بيروت التي إشتملت يومئذٍ على ألوية بيروت وعكا والبلقاء وطرابلس الشام واللاذقيّة. وأُسند الحكم فيها إلى علي باشا الذي كان من قبل والياً على ولاية آيْدن في تركيا.[/rtl]



[rtl]Ø   في 29 تشرين الأول 1914م نشبت معركة بحريّة بين العمارة العُثمانيّة وبين بعض قطع الأسطول الروسي في البحر الأسود فأعلنت الدولة العُثمانيّة الحرب على روسيا التي كانت إلى جانب الحلفاء في حربهم ضد ألمانيا، وفي 11 تشرين الثاني من نفس السنة أعلن السلطان محمد رشاد الجهاد المقدّس ضد الحلفاء بوصفه أمير المؤمنين في العالم، وعيّن أحمد جمال باشا وزير البحريّة والحربيّة، قائداً أعلى للجيش الهمايوني الرابع لإدارة العمليات العسكريّة في جميع البلاد العربيّة التي كانت تعرف يومذاك باسم (عربستان).[/rtl]



[rtl]Ø   في 28 تشرين الثاني أذاع أحمد جمال باشا على أهل جبل لبنان بلاغاً دعاهم فيه إلى الإخلاص لدولتهم العليّة وأعلمهم أن الإدارة العرفيّة التي أقتضتها ظروف الحرب وشملت جميع أنحاء المملكة العُثمانيّة ستطبق أيضاً على جبل لبنان. وفي وقت لاحق من هذا التاريخ حضر جمال باشا إلى بلدة عاليه بلبنان وألقى على الحشود التي جاءت لإستقباله والترحيب به، كلمة ختمها بقوله: (إن الدولة العليّة هي أمكم التي ترأف بكم وتنقذكم من الأجانب الذين يأتونكم بحجة حمايتكم والدفاع عن حقوقكم وإستقلالكم، ولكنهم في الحقيقة كالعلق يمتصون دماءكم ويقضون على كرامة نفوسكم فلا تصدقون ولا تلتفتوا إليهم وأطيعوا أمكم وقوانينها فتعيشوا بسلام وتنعموا بالسعادة والطمأنينة). وبعد هذا الخطاب بأيام قليلة أعتقلت السلطات العُثمانيّة الحكومة اللبنانيّة المحليّة وجميع أعضاء مجلس الإدارة ونقلتهم إلى المنفى في الأناضول ثم أستدعى جمال باشا أوهان قيومجيان وأبلغه إعفاءه من منصبه كمتصرف لجبل لبنان وعيّن مكانه حليم بك رئيس الماليّى التركي متصرفاً بالوكالة. وكانت هذه الإجراءات إيذاناً بإلغاء الإمتيازات اللبنانيّة وإعادة وضع جبل لبنان من جديد تحت الإشراف المباشر لوالي ولاية بيروت الذي كان يومئذٍ بكر سامي بك. وهكذا بدأت متصرفيّة جبل لبنان بحاكم أرمني وإنتهت بحاكم أرمني أيضاً.[/rtl]



[rtl]Ø   في سنة 1915م تقدمت فرقة من الجيش العُثماني لأخذ مواقعها الأستراتيجيّة في جبل لبنان وعند ما وصلت إلى محلة الحازميّة قرب بيروت أعترضها قائد الجندرمة اللبنانيّة (الدرك)، بحجة أن البروتوكول لا يجيز للقوات النظاميّة التركيّة المتمركزة في لبنان، إلا أن قائد الفرقة العُثمانيّة لم يكترث بهذا الإعتراض وأمر جنوده بمتابعة تقدمهم وفقاً للخطة المرسومة. فتابع هؤلاء الجنود مسيرتهم العسكريّة إلى المواقع المحددة لهم في جميع المناطق اللبنانيّة بكل هدوء. وكان الأهالي اللبنانيون يقابلونهم بالهتاف والترحيب ويقدمون لهم الزهور والرياحين.[/rtl]



[rtl]Ø   في 20 أيلول 1915م وصل إلى بيروت علي منيف بك وباشر عمله كمتصرف أصيل على جبل لبنان تحت إمرة والي بيروت، وأقام بمحلة زقاق البلاط في هذه المدينة.[/rtl]



[rtl]Ø   من المفارقات الطريفة أن داوود باشا المتصرف الأول لجبل لبنان كانت أمنيته العزيزة أن يضّم مدينة بيروت إلى الجبل بيد أنه عُزل من منصبه لأنه جهر بهذه الأمنية، فلما أُسندت ولاية بيروت إلى بكر سامي بك حاول هذا الوالي بكل جهده أن يضّم لبنان إلى بيروت، فلما تمّ هذا الضّم بسبب ظروف الحرب نقل من منصبه قبل أن يقطف ثمار جهوده. وكان أحمد جمال باشا وراء هذا النقل لإعتقاده بأن الوالي المذكور كان على علاقة مشبوهة بعملاء الحلفاء في البلاد.[/rtl]



[rtl]Ø   بعد بكر سامي بك وجهت ولاية بيروت على عزمي بك الذي إلى هذه المدينة يوم 8 تموز 1915م. ولم يكن هذا الوالي مجهولاً من أبناء هذه البلاد، فلقد عرفوه عن كثب عندما كان متصرفاً في طرابلس الشام حيث ما يزال أجمل الشوارع هذه المدينة وأكبرها يحمل أسمه حتى اليوم.[/rtl]



[rtl]Ø   بقي عزمي بك في ولاية بيروت من حين تعيينه سنة 1915م حتى أواخر سنة 1917م وقد وصف بأنه عمراني نزيه، وإليه يعود الفضل في تنظيم أهم أقسام المدينة من ساحة البرج وباب إدريس إلى ساحل البحر دون أن يهتضم حقوق السكان. ومن آثاره الإنشائيّة الباقية الكورنيش الذي يحيط اليوم بأكثر أطراف بيروت في موازاة البحر إلى مجرى النهر، فإن تخطيط هذا الكورنيش الجميل بدأ في عهد الوالي المذكور. وفي أيام عزمي بك وقعت الأحداث السياسيّة التي أفضت إلى إعتقال بعض السياسين العرب وإعدامهم بعد إدانتهم بتهمة التواطؤ مع فرنسا والتمهيد لنزولها في سوريا وإحتلالها.[/rtl]



[rtl]Ø   في أوائل سنة 1918م أُعفي أحمد جمال باشا من قيادة الجيش الهمايوني الرابع لأن إسطمبول أعتبرته مسؤولاً عن الفشل الذي مُني به الجيش العُثماني في سيناء والحجاز وقسم من فلسطين، وخلفه في مركزه سميّه جمال باش المرسيني (العربي) الذي أشتهر يومئذٍ بإسم جمال الصغير للتفريق بينه وبين سلفه.[/rtl]



[rtl]Ø   أدت التعييرات في المراكز العسكريّة إلى تغييرات مماثلة في المراكز الإداريّة، فنقل عزمي بك من ولاية بيروت، وحل مكانه إسماعيل حقي بك مع متصرفيّة جبل لبنان في ذلك الحين ثم عيّن في لبنان مكانه تركي آخر أسمه ممتاز بك وهو آخر ولاة الأتراك في الجبل ما كان إسماعيل حقي آخرهم في بيروت.[/rtl]



[rtl]Ø   في شهر تشرين الثاني 1918م وضعت الحرب العالميّة الأولى أوزارها، وكانت قد ابتدأت في أوائل شهر آب 1914م. كان النصر في هذه الحرب الضروس إلى جانب الحلفاء الذين أستطاعوا التغلب على ألمانيا وحليفتها الدولة العُثمانيّة بعد صراع مميت دام أربع سنوات وأربعة شهور تقريباً شهد العالم خلالها أفظع أنواع الهول والجوع والموت والدمار.[/rtl]



[rtl]Ø   وقبيل فجر يوم الثلاثاء، فاتح تشرين الأول 1918م، تحرك الأمير محمد سعيد الجزائري حفيد البطل الجزائري الأمير عبد القادر الحسيني، منتهزاً فرصة إنسحاب الأتراك من دمشق وأعلن نفسه رئيساً للحكومة العربيّة باسم الشريف حسين بن علي أمير مكة المكرمة الذي أستصنعته الدولة الأنكليزيّة للثورة على الحكم العُثماني في بلاد العرب، وأرسل الأمير محمد سعيد الجزائري المذكور إلى رؤساء البلديات في داخل سوريا وساحلها برقيات متماثلة تتضمن النص التالي (بناء على إنسحاب الحكومة التركيّة فقد تأسست الحكومة العربيّة الهاشميّة على دعائم الشرف. طمنوا العموم وأعلنوا الحكومة باسم الحكومة العربيّة. أسفكوا الدم ولكن بعدل). وعندما تسلم عمر بك الداعوق رئيس بلدية بيروت آنذاك هذه البرقيّة، وكان الليل قد أنتصف، أتصل فوراً بوالي بيروت إسماعيل حقي بك وأطلعه على ما جاء في البرقيّة وأتفق الطرفان على أن يغادر الوالي ومعاونوه الأتراك مدينة بيروت بعد بيان موجز أعلن فيه إسماعيل حقي بك إنتهاء الحكم العُثماني في هذه البلاد وإعفاء الموظفين المحليين من مسؤولياتهم تجاه الدولة العُثمانيّة. وبعد ساعات قليلة أستقل المسؤولون الأترك العربات التي حملتهم إلى بلادهم تاركين البلد في عهدة رئيس بلديتها عمر بك الداعوق. وبخروج المسؤولين الأتراك من بيروت في ذلك اليوم أسدل الستار على الحكم العُثماني في هذه البلاد، وغابت راية الهلال من سمائنا بعد أن ظلت تخفق فيها أربعمائة سنة وسنتين بالتمام والكمال. فقد دخل العثمانيون لإلى بيروت سنة 1516م في عهد السلطان سليم الأول وغادروها سنة 1918م في عهد السلطان محمد رشاد. وكان أول ولاتهم في هذه المدينة محمد بن قرقماز أوغلو (الجركسي)، وآخرهم إسماعيل حقي بك إن إسماعيل حقي بك غادر الدنيا بعد أن عولج في مستشفى الفقراء المجاني في إسطمبول وكانت وفاته سنة 1936م. هذا وقد ترك إسماعيل حقي بك سيفه في بيروت فجعلته الحكومة اللبنانية مع الآثار التي احتفظت بها في دار الكتب الوطنيّة ثم نقل إلى مبنى المتحف الوطني تلبية لرغبة الأمير موريس شهاب الذي كان يشغل منصب مدير الآثار اللبنانيّة آنذاك.[/rtl]



[rtl]Ø   عندما تمّ جلاء الأتراك عن آخرهم من بيروت تسلّم عمر بك الداعوق السلطة الفعليّة في المدينة، وألّف حكومة محليّة من أعضاء المجلس البلدي ومديري المصالح الحكوميّة وأسند مديرية الأمن العام إلى أحمد مختار بك بيهم وكلّف سليم بك الطيّارة والخواجا جان فريج بمعاونة أحمد مختار بك بيهم في حفظ الأمن بالمدينة.[/rtl]



[rtl]Ø   في نفس الوقت أذاع عمر بك الداعوق على الموظفين في بيروت بلاغاً موجزاً طلب فيه إليهم الإمتناع عن الإخلال بالأمن أو القيام بالتظاهرات، كما حذرهم من التعرض للأتراك الذين بقوا مع عائلاتهم في المدينة. وفيما يلي نص البلاغ المذكور:[/rtl]



[rtl]على الأهلين والموظفين ورجال الدرك والشرطة متابعة أشغالهم ووظائفهم بتمام السكينة والهدوء بكل نشاط وإستقامة ويحتم على الأهلين أن لا يتداخلوا فيما لا يعنيهم وأن لا يتعدى بعضهم على بعض.[/rtl]



[rtl]ممنوع قطعياً حمل السلاح والخروج إلى الطرقات ليلاً بعد الثانية بعد الغروب (حسب التوقيت العربي الزوالي).[/rtl]



[rtl]إذا حدث تعدٍّ على أحد، فعليه حالاً أن يخبر أقرب مخفر للبوليس.[/rtl]



[rtl]إذا وقعت أقل مغدورية (ظلم) أو مخالفة أو تماهل بالوظيفة على الأهالي من قِبل أيّ كان، فعليه إعلامي حالاً.[/rtl]



[rtl]كل من يتجراء على مخالفة هذه الأوامر، يجازى بأشد الجزاء بلا شفقة ولا رحمة وكل من يتجاسر على سلب الأمن العام يحاكم على الفور ويُعدم شنقاً أو رمياً بالرصاص.[/rtl]



[rtl]المظاهرات والتجمع وإلقاء الخطب ممنوع.[/rtl]



[rtl]بما أن الأترك وعيالهم وسائر الغرباء هم بمثابة وديعة عندنا، فيجب على كل فرد تمام الإعتناء برفاهيتهم وراحتهم كما تقتضيه الشهامة العربيّة.[/rtl]



[rtl]بعد جلاء العُثمانيين عن البلاد شعر أهل بيروت بهزة أرضيّة أثارت الخوف والرعب، وقد فسّر الناس هذه الظاهرة الطبيعيّة بأنها تعبير عن غضب العناية الألهيّة لزوال دولة الخلافة الإسلاميّة وإنهزام جيوشها أمام الحلفاء النصارى. ومما زاد في الوساوس والقلق ظهور طيارتين إنكليزيتين في سماء بيروت ضربتا المرفأ بالقنابل فذعر الناس وألتمسوا النجاة بالهرب إلى خارج البلد.[/rtl]



[rtl]في 4 تشرين الأول عند الساعة الرابعة بعد الظهر أحتشد البيروتيون في ساحة القشلة العسكريّة (السراي الكبير) التي تحولت فيما بعد إلى مقر لرئاسة الحكومة اللبنانيّة للإحتفال برفع العلم العربي على سارية القشلة مكان العلم العُثماني، وقد تولت رفعه يومئذٍ الآنسة فاطمة المحمصاني شقيقة محمد ومحمود المحمصاني اللذين أُعدما سنة 1916م بتهم التآمر على الدولة العُثمانيّة لصالح الحلفاء. وكان هذا العلم يتألف من زاوية حمراء على شكل مثلث تلتصق به ثلاث خطوط متوازية، الأسود فالأخضر فالأبيض وهذه الألوان الأربعة أختارها أعضاء المنتدى العربي الذي أنشأه الشبان العرب في إسطمبول ودام من سنة 1919م حتى سنة 1911م وقد أستوحى الشبان المذكورون هذه الألوان لتكون رمزاً للحركة العربيّة القوميّة من بيت قاله صفي الدين الحلي أحد الشعراء العرب في أواخر العهد العباسي وهذا البيت هو :[/rtl]


خضر مرابعنا حمر مواضينا
بيض صنائعنا سود وقائعنا
 

[rtl]Ø   وكان شريف مكة السلطان حسين بن علي قد أقرّ هذا العلم رمزاً للثورة التي أعلنها بالإتفاق مع الحلفاء على الدولة العُثمانيّة سنة 1916م، ونشرت جريدة (القبلة) التي كانت تنطق بلسان الشريف حسين أن اللون الأسود يرمز إلى راية العقاب التي كان النبي صل الله عليه وسلّم يرفعها في غزواته ضد كفّار قريش، وأتخذها العباسيون شعاراً لهم في حركتهم ضد الأمويين، وأن اللونين الأبيض والأخضر من شعارات العرب في العهود القديمة، وأن اللون الأحمر هو شعار أشراف مكة المكرمة من أيام أبي نُميّ بركات الزيني الذي كان أميراً على الأراضي المقدّسة في الحجاز عندما أنتزع العُثمانيون الشرق العربي من المماليك في أيام السلطان سليم الأول العُثماني خلال العقد الثاني من القرن السادس عشر للميلاد. والذي جرى في بيروت حصل مثله في جميع أنحاء البلاد السوريّة، داخلاً وساحلاً، بما في ذلك جبل لبنان الذي كان يتولى إدارته يومئذٍ حبيب باشا السعد الذي عيّنه الكونت دي مارتل المفوض السامي الفرنسي في سوريا ولبنان رئيساً للجمهوريّة اللبنانيّة في 30 كانون الثاني 1934م بعد إقالة الرئيس السابق شارل دبّاس. فإن حبيب باشا السعد عندما تلقى برقية دمشق بإعلان الحكم العربي في البلاد، بادر إلى إعلان ولاء جبل لبنان للحكم الجديد في إجتماع عقده مع أعيان اللبنانيين في بعبدا حيث أقسم يمين الطاعة للشريف حسين بن علي ورفع العلم العربي فوق سراي الحكومة هناك.[/rtl]



[rtl]Ø   لم يبق الأمير محمد سعيد الجزائري في رأس حكومة دمشق غير أيام معدودة إنتهت بدخول الشريف فيصل بن الحسين إلى دمشق على رأس الفرقة العربيّة التي شكلها البريطانيون بإشراف أحد جواسيسهم الكولونيل لورانس. فلقد قام لورنس المذكور بإقالة الأمير الجزائري وعيّن مكانه رضا باشا الركابي الذي أرسل إلى بيروت شكري باشا الأيوبي على رأس مائة جندي ليكون حاكماً عاماً على بيروت ولبنان ومعه جميل بك الألشي رئيس أركان حرب له، وكان ذلك يعني أن الحكومة العربيّة الجديدة أعتبرت البلاد السوريّة كلها وحدة سياسيّة كاملة ولبنان جزء منها دون أي أمتياز أو أستثناء.[/rtl]



[rtl]Ø   أثار تصرف دمشق سلطات الحلفاء فأرسل هؤلاء أربع بوارج إنكليزيّة وفرنسيّة رابطت في مرفأ بيروت يوم 6 تشرين الأول. وفي 8 منه نزل بحارة هذه البوارج إلى قلب المدينة وكان معهم الكولونيل دي بياباب الفرنسي الذي عيّنه الجنرال اللنبي حاكماً على (أراضي العدو المحتلّة) في بيروت ولبنان وذلك تنفيذاً للإتفاق بين الإنكليز والفرنسيين على إقتسام سورية بموجب المعاهدة التي أبرموها فيما بينهم خلال الحرب بمعزل عن الشريف حسين بن علي وهي المعاهدة التي إشتهرت بإتفاق سايكس ـ بيكو الذي قضى بجعل هذه البلاد منطقتين : شماليّة لفرنسا وجنوبيّة لأنكلترا.[/rtl]



[rtl]Ø   أول قرار أتخذه الكولونيل دي بياباب فور نزوله إلى بيروت ومباشرة سلطاته هو الأمر بإنزال العلم العربي عن هذه المدينة وكذلك عن سراي بعبدا وسائر المدن الساحليّة التي أصبحت اليوم جزء من الجمهوريّة اللبنانيّة. والذي حدث في بيروت في ذلك الحين، أن دي بياباب أرسل من قبله ضابطين، أحدهما إنكليزي والآخر فرنسي قابلا شكري باشا الأيوبي في مكتبه بالسراي الكبير وطلبا إليه إنزال العلم العربي ورفع العلم الفرنسي، فما كان من الحاكم العربي إلا أن وضع مسدسه على الطاولة أما هذين الضابطين وخاطبهما قائلاً: (المسدس أمامكم وفي مقدور أحدكما قتلي إذا أراد ولكني لا أنزل العلم العربي) فلما علم الجنرال اللنبي بما حصل، خابر الشريف فيصل كي يتدبر الأمر مع عامله شكري باشا ويسحبه من بيروت لإنهاء هذه الأزمة. بيد أن فيصل لم يستجيب لهذا الطلب، فكلّف اللنبي عندئذٍ بعض الجنود الإنكليز بإنزال العلم والناس نيام، وتمّ ذلك في ليل 10-11 تشرين الأول (دون حوادث وبكل إحترام) كما يقول الجنرال كلايتون في مذكراته. وعندما بلغ فيصل ما فعله الجنود الإنكليز، أستاء جدًّا وأرسل إلى الجنرال اللنبي برقية إحتجاج شديدة اللهجة قال له فيها: (الراية التي كنتم بالأمس أخبرتموني أنها حليفة راية الحكومة البريطانيّة العظمى ... إن هذه الراية رفعت من طرف أمة اختارتها لنفسها، والتحقت بأبناء جلدتها وجنسها، وطلبت منا إرسال حاكم إليها دوم أي مجبر، كما كان يفعل أهل اللاذقيّة وطرابلس. إن أهالي ساحل سوريا أرادوا وفعلاً انضموا إلى أخوانهم العرب، فهل من العدل والإنصاف حرمانهن من أمانيهم ؟ ولكوني عربيًّا، ولأني نائب هنا عن والدي صاحب الراية المهانة من جانب حلفائه، أطلب إعادة شرف تلك الراية بإرجاعها كما وأطلب تحقيق أماني بيروت). غير أن اللنبي أهمل هذه البرقية ولم يعر التفاتاً لإحتجاج فيصل. وهكذا طويت الراية العربيّة وغابت عن سماء بيروت، وهي ما تزال غائبة حتى الآن، وتلاشى الحلم القومي الجميل الذي راود خواطر البيروتيين أجيالاً طويلة وكلفهم أضاحي عزيزة، وخلال أيام معدودة لم تبلغ الأسبوع وئد إستقلال البلاد في المهد، وأصبحت بيروت وجبل ولبنان وسائر المدن السوريّة تحت نير الحكم الفرنسي المباشر الذي أتّخذ بع قليل صفة الإنتداب، وهي الصفة التي إستعملها الإستعمار الغربي لتبرير أغتصابه للأوطان العربيّة المسلوخة عن الإمبراطوريّة العُثمانيّة بحجة أن هذه الأوطان (لا تزال غير قادرة على الوقوف منفردة في معترك الحياة !) كما نصّت المادة 22 من القرار الذي أصدرته عصبة الأمم في مؤتمر السلام الذي عقدته الدول المنتصرة في باريس يوم 8 كانون الثاني 1919م.[/rtl]



[rtl]Ø   لاقى العلم العربي الذي رفعه حبيب باشا السعد في بعبدا نفس المصير الذي لاقاه العلم العربي في بيروت، وإنفرد العلم الفرنسي لوحده في سماء الأراضي التي أُعلن فيها الكيان اللبناني فيما بعد.[/rtl]



[rtl]Ø   في اليوم التالي لإنزال العلم العربي أصدر الجنرال اللنبي، بوصفه القائد الأعلى للجيوش الحليفة في (أراضي العدو المحتلة) قراراً بتسمية جورج بيكو حاكماً على سوريا ولبنان تحت أسم (المفوض السامي لحكومة الجمهوريّة الفرنسيّة في الشرق) وكان بيكو قنصلاً لفرنسا في بيروت قبيل الحرب العالميّة الأولى وهو الطرف النرنسي في الإتفاقيّة التي كان طرفها الإنكليزي مارك سايكس وأشتهرت باسم (إتفاقيّة سايكس ـ بيكو) التي قضت بتجزئة سوريا الطبيعيّة إلى دويلات إقليميّة وطائفيّة بعد تقسيمها إلى منطقتين حمراء وزرقاء، جُعلت الأولى من نصيب إنكلترة لأجل تمكينها من تحقيق الوعد الذي قطعه اللورد بلفور أحد وزرائها للزعيم الصهيوني وايزمن بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وجُعلت المنطقة الثانية من نصيب فرنسا لأجل تمكينها من توسيع متصرفيّة جبل لبنان على حساب ولاية بيروت وتحويل هذه المتصرفيّة إلى كيان لبناني ذي طابع خاص، وذلك تنفيذاً للوعد الذي أعطاه كليمنصو رئيس وزراء فرنسا للزعيم الماروني البطريرك إلياس الحويك عندما قابله في شهر آب 1919م في باخرة حربيّة فرنسيّة على رأس وفد من الأساقفة والعلمانيين اللبنانيين.[/rtl]



[rtl]Ø   في 9 نيسان 1919م وصل جورج بيكو إلى بيروت حيث باشر منصبه كمفوض سام للجمهوريّة الفرنسيّة في الشرق، فوجد البلاد تتحفز للثورة ضد الأوضاع التي فرضها الحلفاء خلافاً لإرادة السكان، حتى إنه شخصيًّا تعرض لمحاولة إغتيال عندما قام في شهر آب 1919م بزيارة شيخ عقل الدروز في بلدة بعقلين بالشوف الأعلى من جبل لبنان، إلا أن الرصاص أخطأه وأصاب الأميرال مورنه الذي كان يرافقه في هذه الزيارة كما أصاب أحد الحرس من الجنود الفرنسيين الذين كانوا معهما.[/rtl]



[rtl]Ø   في 8 تشرين الأول من نفس السنة، وصل إلى بيروت الجنرال غورو الذي عُيّن خلفاً لبيكو، لأن هذا الأخير عجز عن ضبط الأمن في البلاد المضطربة. وكان تعيين غورو نذير شؤم وبلاء على الوطن السوري وأهله. فإن هذا القائد العسكري الشرس كان قد فقد إحدى ذراعيه في معركة غاليبولي عندما حاول الحلفاء إختراق بوغاز الدردنيل في تركيا لإحتلال إسطمبول عاصمة الخلافة العُثمانيّة ورُودّوا خائبين. فلما إنتهت الحرب بإنتصار الحلفاء، وجد هذا القائد في تعيينه حاكماً على هذه البلاد أن الفرصة سانحة أمامه لينفس عن أحقاده الخبيثة وتحقيق مطامع فرنسا العدوانيّة ضد الأمة العربيّة. على أن مهمة غورو الإستعماريّة لم تكن سهلة لأن الأهالي بمختلف طوائفهم ومذاهبهم الدينيّة قاوموا الإحتلال الأجنبي ووقفوا صفًّا واحداً للدفاع عن حريتهم ووحدة وطنهم. فلجأت السلطة الفرنسيّة إلى إرهاب الناس عن طريق إعتقال زعمائهم الوطنيين، ولمّا أصرّ خطباء المساجد في بيروت على الدعاء للشريف حسين بن علي في صلاة الجمعة بإعتباره أمير المؤمنين قبض على عدد منهم وسجنوا في جزيرة أرواد المواجهة لبلدة طرطوس على الساحل السوري. ولم يكن حظ مجلس إدارة جبل لبنان في ذلك الحين خيراً من حظ مواطنيهم في المدن الساحليّة، ففي 10 تموز 1920م وُضع أعضاء هذا المجلس، وغالبهم نصارى، مضبطة طالبوا فيها برفع المظالم التي كان يفرضها عليهم القومندان لابرو الذي عيّنه غورو على الجبل، وإحترام إستقلالهم ضمن إطار التفاهم وحسن الصلات الأخويّة بين شطري الوطن الواحد سوريا ولبنان، وقد أتفق أصحاب هذه المضبطة على إبلاغ مضمونها إلى الشريف فيصل في دمشق وقرروا السفر إلى فرنسا لتسليمها للمسؤولين الفرنسيين دون أن يطلعوا غورو على عملهم ونياتهم، ولكن غورو كان يتنطس أخبارهم بواسطة أحد جواسيسه الذي دسه بينهم، فلما عزموا على السفر إلى فرنسا بادر إلى إعتقالهم وأمر بمصادرة أموالهم وحجز ممتلكاتهمم ونفاهم إلى جزيرة كورسيكا القريبة من الساحل الفرنسي.   
[/rtl]



عدل سابقا من قبل ابراهيم الشنطي في الإثنين 23 نوفمبر 2015, 9:02 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

تاريخ بيروت Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ بيروت   تاريخ بيروت Emptyالإثنين 23 نوفمبر 2015, 9:00 am

[rtl][size=32]المنعطفات الرئيسيّة في تاريخ بيروت[/rtl][/size]
[rtl][size=32]الفصل الثالث[/rtl][/size]
 
[rtl]Ø   بعد أن كبت غورو Goro أصوات الأحرار في بيروت وألغى مجلس الإدارة في جبل لبنان، إنصرف إلى إختلاق المبررات الوهميّة للإنقضاض على سوريا الداخليّة من أجل تقويض ما تبقى من معالم الحرية ومظاهر الإستقلال بالقضاء على حكم الشريف فيصل بن الحسين الذي نودي به ملكاً دستوريًّا من قبل جميع مدن سوريا بأجزائها الطبيعيّة، ساحلاً وداخلاً، في الإجتماع الذي حضره ممثلون عنها في مدينة دمشق وأصدروا بيناناً قالوا فيه: (إن الأمة العربيّة، في الوطن ولمهاجر، يا سمو الأمير المعظّم، لم تقم جمعياتها وأحزابها السياسيّة في زمن الترك بمواصلة الجهاد السياسي، ولم تُرِقْ دم شهدائهم الأحرار وتثر على الحكومة التركيّة إلا طلباً للإستقلال التام والحياة الحرة بصفتها أمة ذات كيان مستقل ومدنية خالدة وقوميّة خاصة، لها الحق في أن تحكم نفسها بنفسها... في هذا السبيل وإستناداً إلى العهود والوعود والمبادئ السامية التي صرح بها الحلفاء الكرام، قد إجتمعنا بصفتنا ممثلي الأمة السوريّة في جميع إتحاد القطر السوري وقررنا بإجماع الرأي إستقلال بلادنا السوريّة، التي منها فلسطين، بحدودها الطبيعيّة، إستقلالاً تاماً لا شائبة فيه، مبنيًّا على الأساس المدني النيابي، ووحفظ حق الأقلية، ورفض المزاعم الصهيونيّة في جعل فلسطين وطناً قوميًّا لليهود أو محل هجرة لهمم. وقد أخترنا بإجماع الرأي سموكم ملكاً دستورياً على البلاد السوريّة...). وكان من بين الذين وقعوا هذا البيان التاريخي ممثلون عن أقضية بيروت وصيدا وصور ومتصرفيّة جبل لبنان وهم :رضا الصلح وإبنه رياض وعفيف إبن عم رياض الصلح وجورج حرفوش وعبد المحسن صادق وفريد كسّاب ومراد غلمية (عن أقضية بيروت). الشيخ عبد المجيد المغربي والشيخ محمد رشيد رضا وتوفيق البيسار وعثمان سلطان ويُوسُف الحكيم (عن طرابلس). الأمير أمين أرسلان وإبراهيم الخطيب وتوفيق مفرج والأمير أسعد الأيوبي والدكتور سعيد طليع وتامر حمادة ورشيد نفّاع (عن جبل لبنان).[/rtl]
[rtl]Ø   إعتبر الجنرال غورو Goroأن مبايعة الشريف ملكاً على جميع البلاد السوريّة بحدودها الطبيعيّة (إعتداءٌ على الحقوق الدوليّة وأن هذا العمل لم يأخذ بعين الإعتبار الإمتيازات الأجنبيّة والإتفاقات السياسيّة) وأرسل إلى الملك فيصل إنذاراً بقبول الإنتداب الفرنسي وإلغاء الجيش العربي، وحدد للملك ممهلة بضعة أيام لتنفيذ مضمون هذا الإنذار.[/rtl]
[rtl]Ø   في 24 تموز سنة 1920م إنتهت مهلة الإنذار دون أن يستجيب الملك فيصل لمطالب الفرنسيين التي إعتبرها السوريون عدواناً صارخاً على كرامتهم وإستقلالهم. فأصدر الجنرال غورو Goroأمره إلى الجيش الفرنسي بالزحف على دمشق وإحتلاها بالقوة. ولما وصلت القوات الفرنسيّة إلى قرية خان ميسلون تصدى لها الجيش العربي السوري والمتطوعون الذين نفروا للجهاد إلى جانبه، إلا أن الفرنسيين تغلبوا على المقاومة العربيّة في معركة غير متكافئة، أستشهد فيها البطل يُوسُف العظمة وزير حربيّة الملك فيصل الذي دُفن في نفس المكان الذي أستشهد فيه. وعلى جثث الشهداء دخل غورو Goro إلى دمشق حيث ذهب من توِّه إلى ضريح السلطان صلاح الدين الأيوبي بالقرب من مسجد بني أميه، وقرع الضريح بعصاه قائلاً (صلاح الدين، إننا عدنا ونحن هنا !).[/rtl]
[rtl]Ø   في أول أيلول 1920م حشدت السلطة الفرنسيّة أعيان البلاد في قصر الصنوبر الذي شادته بلدية بيروت في الحرج أيام الوالي عزمي بك سنة 1917م وكان في مقدمة أولئك الأعيان البطريرك إلياس الحويك رئيس الأساقفة المارونيين والشيخ مصطفى نجا مفتي بيروت الذي أُجبر على الحضور بعد تهديده بالنفي إذا إمتنع عن الحضور. وقد نصب غورو Goroعند مدخل القصر المذكور مدفعين غنمتهما القوات الفرنسيّة من السوريين في معركة ميسلون، لإشعار المواطنين بقوة فرنسا ثم ألقى الجنرال غورو Goroخطاباً طويلاً قال فيه: (بأسم حكومة الجمهوريّة الفرنسيّة أُعلن (لبنان الكبير) في قوته وعظمته من النهر الكبير إلى أبواب فلسطين وقمم لبنان الشرقي ... بالأمس من خمسة أسابيع، كان جنود فرنسا الفتيان، أولئك الذين أدهشتكم فِعالهم مدة أربه سنوات، يعززون أمانيكم في صباح، وبمعركة واحدة، ضدّ تلك القوة المشؤومة (يعني الجيش العربي السوري) التي كانت تطمع باستعبادكم... إن جنود فرنسا هم كفلاء إستقلالكم، فلا تنسوا أن دم فرنسا الكريم قد سال لأجل هذا الإستقلال، كما سال لأجل إستقلال شعوب كثيرة... ليحيا لبنان الكبير، لتحيا فرنسا !).[/rtl]
[rtl]Ø   في 31 آب 1920م أصدر غورو Goro قراراً تحت رقم 320 جاء في مادته الأولى (إن مقاطعة ولاية بيروت الإداريّة مع ما يتعلق بها في الدوائر الإداريّة المحليّة أصبحت ملغاة). وإبتداءً من التاريخ المذكور غدت بيروت تابعة لجبل لبنان بعد أن كان هذا الجبل تابعاً لها. وبذلك حقق الجنرال غورو Goroما عجز عن تحقيقه داوود باشا أول متصرف على جبل لبنان، وبعد أن كان داوود عمون أحد أعيان دير القمر لا يطمع بأن يضّم أكثر من محلة المزرعة في بيروت إلى الجبل فإنه عاش ورأي بيروت كلها ومعها صيدا وصور وطرابلس والأقضية الأربعة وقد أصبحت جميعها جزءاً من هذا الجبل بفضل فرنسا وممثلها الجنرال غورو Goro قاهر دمشق... .[/rtl]
[rtl]Ø   وعندما أكمل الجنرال غورو Goroمهمته في القضاء على إستقلال الدولة العربيّة في سوريا وإنشاء الكيان اللبناني، أقام البطريرك إلياس الحويك قداساً دينيٍّا في كاتدرائيّة مار جرجس في بيروت، وبعد تلاوة الإنجيل ألقى المطران بطرس الفغالي كلمة إستهلها بقولهSadهذا هو اليوم الذي صنعه الرب، تعالوا نسرّ ونفرح به). وبعد المطران الفغالي، قام المطران أغناطيوس مبارك رئيس أساقفة بيروت وقال موجهاً كلامه إلى الجنرال غورو Goroالذي أُقيم القداس على شرفه: (... بعد إستيلائك على الشام، يا مولاي. جلوْت عن الشعب غيوم الأوهام فأصبح في حالة من الفرح والشكر والحماس لا توصف، لأن هذا الإنتصار أنقذه من كابوس التشوش والقلق الذي كان يضغطه ويثقل عليه، فأصبح الآن يشتغل ويعمل في راحة وهناء... فاسمح لي يا حضرة القائد أن أشكرك باسم الشعب الساذج الذي أنقذته من أغلال الجور والإستبداد وأشكرك أيضاً لإستيائك على الشام التي كانت حكومتها السابقة منشأ تلك الإضطرابات، أشكرك على (لبنان الكبير)الذي فتح لك السبيل فصرت سيداً على سوريا كلها). وقد شاركت بعض الصحف الأساقفة المذكورين في الإعراب عن الفرح بإلحاق بيروت بالكيان اللبناني الجديد فكتبت جريدة (الأحوال) بهذه المناسبة تحت عنوان: زفاف بيروت إلى لبنان: (اليوم يعقد للجبل الأشم على بيروت، عروس سوريا، على يد كفيلها الأفخم الجنرال غورو Goro ممثل فرنسا العليَّة، فما أجمله يوماً مجيداً. وعند العصر تُزفّ إليه بمهرجان بديع، فمكا أبهجه زفافاً سعيداً ... منذ ستين سنة(أي سنة1864م) تقدم داوود باشا إلى السلطان مصطفى الثالث ليخطب منه مدينة بيروت إلى جبل لبنان، فرده خائباً، ثم خانته السياسة ففرقت بين الحبيبين جسماً لكنّ القلبين بقيا على عهد الغرام.... إعتاد القوم في الأعراس أن يدعوا للعروسين بالرفاه والبنين، والأحوال في هذا المقام تدعو للوطن العزيز بالسعادة والترقي ودوام السلام... في ظل العلم المثلث الألوان ـ أي العلم الفرنسي ـ  المؤلف من الألوان الثلاثة: الأزرق فالأبيض فالأحمر). كما إنطلقت قرائح بعض الشعراء اللبنانيين بالتعبير عن شكر غورو Goro لإعلانه الكيان اللبناني، فنشر بشارة عبد الله الخوري (الأخطل الصغير) في جريدة (البرق) قصيدة طويلة بهذا المعني جاء فيها قوله:[/rtl]
 
وثمار الفوز للمستبسـلإيه غورو، والأماني جمَّة
ليس بالجاحد كفّ المفضلإن لبنان، الذي أوجدتـه
قبل غورو، رجل عن رجلتلك إنسانية لم يروهــا
 
[rtl]Ø   كان هذا الكلام معبراً عن رأي فريق محدود من المواطنين الذين ينتمون بغالبيتهم إلى جبل لبنان بالذات، أما الفريق الآخر، أي سكان بيروت وطرابلس وصيدا وصور وبقية المناطق التي أُلحقت بلبنان بعد إعلان كيانه يوم الأول من شهر أيلول سنة 1920م، إن هذا الفريق كان له يومئذٍ موقف سلبي من الإجراء السياسي الذي قام به غورو Goro، لأنه وحد فيه عملاً تعسفيًّا من قبل دولة الإنتداب التي ضربت عرض الحائط بوعود الحلفاء للعرب خلال الحرب، فعمّت الإضرابات جميع المدن المذكورة. ولما جرى إحصاء النفوس في سنة 1922م أمتنع البيروتيون عن الإشتراك بهذا الإحصاء وأبوا قبول الهويات التي أُعطيت لهم ولم يأخذوها إلا بعد أن وافق الجنرال غورو Goroعلى أن يُقص منها الجزء الذي ينص على الجنسية اللبنانيّة لحاملها.[/rtl]
[rtl]Ø   في أول كانون الأول سنة 1925م وصل إلى بيروت هنري دي جوفنيل Henry de jeuvinelleخامس مفوض سامٍ فرنسي في هذه البلاد، بعد بيكو  Pico وغورو  Goro وويغان  Wiganوساراي Saray، فوجد نفسه بين يدي ثورة عامة قام بها الأهالي، في الداخل والساحل ضد الإنتداب الفرنسي، فقال كلمته المشهورة (السلم لمن أراد السلم والحرب لمن أراد الحرب) وبادر إلى معالجة الموقف المضطرب عن طريق بعض الإجراءات التي تحمل الشكل الديمقراطي بالنسبة إلى الحكم المحلي في لبنان، وطلب من الأهالي إنتخاب جمعيّة تأسيسيّة تقوم بوضع دستور ينظّم الحكم في البلاد التي أُبقيت على كل حال تحت إشراف الموظفين الفرنسيين الذين أخذوا يومئذٍ صفة المستشارين في جميع الدوائر الرسميّة. بيد أن الإجراءات التي أتخذها دي جوفنيل Henry de jeuvinelleلم تجد الإهتمام إلا من قبل بعض أعيان جبل لبنان (المتصرفيّة السابقة) الذين وجدوا في التنافس على عضوية الجمعيّة التأسيسيّة فرصة ملائمة لإرضاء نزعتهم التقليديّة إلى إثبات وجاهتهم في مناطقهم، أما سكان بيروت وسائر المدن والمناطق التي أُلحقت بالكيان اللبناني فإنهم أعرضوا عن التجاوب مع دعوة هنري دي جوفنيل Henry de jeuvinelle ورفضوا الإشتراك بأي إنتخابات تؤدي إلى إعترافهم بالإنتداب الفرنسي وما نتج عنه من تجزئة للبلاد السوريّة إلى دويلات يغلب عليها الطابع الطائفي.[/rtl]
[rtl]Ø   في 5 كانون الثاني 1925م إجتمع البيروتيون في مدرسة جمعيّة المقاصد الخيريّة الإسلاميّة بدعوة من المفتي الشيخ مصطفى نجا وأصدروا بياناً أعلنوا فيه رفضهم للإنتداب الفرنسي وطالبوا بالإتحاد مع سوريا على قاعدة اللامركزيّة وأرسلوا نسخة من هذا البيان إلى حكومة الجمهوريّة الفرنسيّة وإلى عصبة الأمم في جنيف. وقد جاء في البيان المذكور: (قررت الطائفة الإسلاميّة في بيروت، بالإجماع، إحتجاجتها السابقة على إلحاقها بلبنان ... وتؤيد وتكرر طلب الرجوع إلى ما كانت تحفظه لنفسها بشأن الإلتحاق بالوحدة السوريّة على قاعدة اللامركزيّة في كل وقت وزمان). وفي نفس الوقت أرسل عمر بك الداعوفق باسم نواب بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع، برقية إلى عصبة الأمم في جنيف والمفوض السامي الفرنسي جاء فيها: ( إن فريقاً من نواب بيروت وطرابلس وصيدا والبقاع كونهم أقلية عدديّة، إلا أنهم يمثلون أكثرية السكان الذين منهم الجمهوريّة اللبنانيّة، قد قدموا أثناء المناقشة في الدستور اللبناني إقتراحاُ إحتجوا فيه على ضمّ الأراضي التي يمثلونها إلى لبنان دون أن يؤخذ رأي أهاليها قب ذلك الضّم، فهم يطلبون أن تؤلف هذه الأراضي دولة مستقلة إداريّة مرتبطة بإتحاد لا مركزي مع لبنان القديم وسوريا).[/rtl]
[rtl]Ø   ما حصل في بيروت، حصل مثله في جميع المدن والمناطق التي ألحقها غورو Goro بالكيان اللبناني، فلقد قرر السكان رفض الإنضمام إلى لبنان وأصروا على الوحدة السوريّة.[/rtl]
[rtl]Ø   لم تجد إعتراضات السكان إُذناً صاغية لدى الفرنسيين في بيروت وباريس، ولقيت نفس الإهمال من قبل عصبة الأمم في جنيف. وأصّر Henry de jeuvinelle على إعتبار الجمعيّة التأسيسيّة ناطقة باسم شعب قاطعتها أغلبيه وأوعز إلى هذه الجمعيّة بالموافقة على دستور للبنان وضعته لجنة من وزارة خارجيّة فرنسا برئاسة بول بونكور. وفي أيار 1926م أنتخب شارل دبّاس أول رئيس للدولة اللبنانيّة التي أصبحت منذ ذلك التاريخ جمهوريّة تحت الإنتداب الفرنسي وسُميّت مدينة بيروت عاصمة لهذه الجمهوريّة التي تألفت من المناطق التالية:[/rtl]
[rtl]Ø   لواء بيروت المكون من بيروت نفسها ومن أقضية صيدا وصور ومرجعيون.[/rtl]
[rtl]Ø   لواء طرابلس المكون من طرابلس وقضاء عكار.[/rtl]
[rtl]Ø   جبل لبنان بحدوده عندما كان متصرفيّة ممتازة.[/rtl]
[rtl]Ø   الأقضية الأربعة هي : البقاع وبعلبك وحاصبيا وراشيا.[/rtl]
[rtl]Ø   في 9 أيلول 1936م عرضت الحكومة الفرنسيّة على لبنان معاهدة، ظاهرها الإعتراف بإستقلاله وباطنها إستمرار الإنتداب تحت أسم الإستقلال الوهمي، إذ أن هذه المعاهدة قيدت اللبنانيين لمدة 25 سنة قابلة للتجديد بإحتلال عسكري دائم. وفي 3 تشرين الثاني جرى التوقيع عليها في بيروت من قبل الكونت دي مارتيل المفوض السامي الفرنسي وأميل إدّه رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة في ذلك الحين. وبالرغم من أن المعاهدة المذكورة خولت فرنسا البقاء الأبدي لمصالحها ونفوذها في لبنان وقررت إنفصاله نهائيًّا عن بقية أجزاء الوطن السوري بحدوده الطبيعيّة، فإن مجلس النواب الفرنسي خذل حكومته ورفض التصديق على هذه المعاهدة.[/rtl]
[rtl]Ø   مرة أخرى رفض البيروتيون الموافقة على بقاء مدينتهم في الكيان اللبناني وأيدهم في هذا الموقف السلبي أبناء المناطق الأخرى التي ألحقها غورو Goro بهذا الكيان في الأول من أيلول 1920م. وعمَّت الإضطرابات في البلاد لا سيما في مدينة طرابلس التي أقفلت حوانيتها لمدة 36 يوماً، ورفع الطرابلسيون العلم السوري في الأحياء الداخليّة من المدينة. ولم يستأنف الطرابلسيون حياتهم العادية إلا نزولاً عند رغبة الزعماء الوطنيين وعلى رأسهم رياض بك الصلح وإخوانه رجال الكتلة الوطنيّة في سوريا الذين تتعهدوا بتحقيقي الوحدة السوريّة بمختلف الوسائل والطرق الشرعيّة.[/rtl]
[rtl]Ø   في 10 آذار 1936م عقد الزعماء الوطنيون المطالبون بالوحدة السوريّة إجتماعاً شعبياً كبيراً في قصر الوجيه البيروتي عمر بك بيهم، وعُرف هذا الإجتماع يومئذٍ باسم (مؤتمر الساحل) وأصدر المجتمعون بياناً أكدوا فيه مطالبتهم بالإستقلال والإنضمام إلى سوريا. وقد وقّع هذا البيان التاريخي ممثلون عن بيروت وطرابلس وصيدا وصور وجبل عامل والأقضية الأربعة، بعلبك وراشيا وحاصبيا والبقاع وأمتنع عن توقيعه السيّد كاظم الصلح الذي كان حاضراً في هذا الإجتماع. وإن السيّد الصلح أذاع بياناً مستقلاً برر فيه إمتناعه عن مشاركة الزعماء الآخرين في التوقيع على بيانهم وقالSadلست أرى من الكوارث الكبرى أن يظل لبنان على شكله الحالي إلى الأجل الذي يريد (على فرض أنه متحرر من السيطرة الأجنبيّة) شريطة أن يعتنق منذ اليوم الفكرة والقوميّة العربيتين، فإن إنفصاله عن سوريا الكبرى العربيّة هو عندي كإنفصال سوريا العربيّة عن العراق العربي، أي أنني لا أجد في هذا الإنفصال يأساً ما دامت تلك القوميّة تترعرع وتصان في كل قطر إلى أن تثبت لهذه الأقطار مصلحتها في الإتحاد فتتحد!).[/rtl]
[rtl]Ø   في فاتح أيلول 1939م إندلعت الحرب بين ألمانيا وبين إتكلترة وفرنسا بسبب هجوم ألمانيا على بولونيا، بعد ممؤتمر ميونيخ الذي عقد بين هتلر مستشار ألمانيا وبين تشمبرلن رئيس وزراء بريطانيا وسرعان ما أصطلت بنار الحرب جميع الدول الأوروبيّة تقريباً. في ذلك الحين كان المفوض السامي في سوريا ولبنان غبريال بيو.[/rtl]
[rtl]Ø   بحجة الحرب أصدر بيو قراراً بوقف الدستور فيلبنان وأسترد الفرنسيون ما كان في لبنان من شكليات الحكم الوطني.[/rtl]
[rtl]Ø   في أوائل أيار 1940م إجتاح الجيش الألماني فرنسا وإحتل باريس في الشهر التالي، فتسلم الماريشال بيتان الحكم في فرنسا وجعل بلدة فيشي مقراً لحكومته.[/rtl]
[rtl]Ø   في حزيران1941م تقدمت القوات الإنكليزية المرابطة في فلسطين لإحتلال سوريا ولبنان. ولما قاومها الجنرال دانتز المفوض السامي الفرنسي في لبنان، ضربت طائراتها بيروت بالقنابل محدثة بعض الخسائر في الأرواح والممتلكات.[/rtl]
[rtl]Ø   إتصل رياض بك الصلح وهنري فرعون بألفرد نقّاش الذي كان رئيساً للجمهوريّة اللبنانيّة وطلبا إليه مراجعة الجنرال دانتز لحماية بيروت من العمليات الحربيّة التي وصلت إلى الدامور وإعتبارها بلدة مفتوحة فقام ألفرد نقّاش بنقل هذه الرغبة إلى الجنرال اننتز، ولكن هذا أصّر على متابعة الحرب في كل مكان لمنع تقدّم الإنكليز.بيد أن الموقف الحربي تطور بسرعة لصالح الإنكليز وأضطر الفرنسيون الموالون لحكومة فيشي أن يعقدوا الهدنة مقابل السماح لهم بمغادرة البلاد مع أسلحتهم الخفيفة.[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

تاريخ بيروت Empty
مُساهمةموضوع: رد: تاريخ بيروت   تاريخ بيروت Emptyالإثنين 23 نوفمبر 2015, 9:01 am

[rtl][size=32]المنعطفات الرئيسيّة في تاريخ بيروت[/rtl][/size]
[rtl][size=32]الفصل الرابع والأخير[/rtl][/size]
 
 
[rtl]v في 28 تموز دخلت القوات الإنكليزيّة إلى بيروت وكان معها بعض الجنود الفرنسيين الذين إنضموا إلى الجنرال ديغول عندما أعلن إنشقاقه عن حكومة فيشي وترأس ما كان يُسمى (حكومة فرنسا الحرة) التي كان مقرها في مدينة الجزائر.[/rtl]

[rtl]v في نفس اليوم غادر الجنرال دانتز بيروت حاملاً معه جميع إحتياطي سوريا ولبنان من الذهب الذي كان موجوداً في مصرف سوريا ولبنان خلافاً للمادة 17 من إتفاقية الهدنة التي وقعها باسم الجيش الإتكليزي هنري ميتلاند ولسن ودي فريديلهاك باسم قوات فيشي وتقول هذه المادة: (إن النقود ووسائل الدفع الأخرى المتداولة أو المحفوظة في المصارف أو في الصناجيق العموميّة لا يلحق بها أي ضرر أو تحويل).[/rtl]

[rtl]v بعد أن أستتب الأمر للإنكليز في البلاد جاء الجنرال ديغول إلى بيروت، وقام بجولة في سوريا ولبنان إجتمع خلالها بزعماء البلاد للوقوف على رأيهم في مصير بلادهم. وأصدر قراراً بتسميته الجنرال كاترو مفوضاً ساميًّا لحكومة فرنسا الحرة في سوريا ولبنان.[/rtl]

[rtl]v بادر كاترو فور تسلمه منصبه الرسمي إلى إذاعة بيان أكد فيه رغبة حكومته بإعطاء البلاد الإستقلال بموجب معاهدة تعقد بين فرنسا ولبنان في وقت لاحق. والجدير بالذكر أن هذا الإستقلال كان الرابع من نوعه من قبل فرنسا. فلقد سبق أن أعلن الجنرال غورو الإستقلال في الأول من شهر أيلول سنة 1920م عندما أعلن الكيان اللبناني. وفي شهر أيار سنة 1926م أعلن مسيو دي جوفنيل الإستقلال عندما أعلن الدستور والنظام الجمهوري في لبنان. وفي شهر تشرين الثاني سنة 1936م أعلن دب مارتيل الإستقلال بمناسبة توقيع المعاهدة اللبنانيّة الفرنسيّة التي لم يوافق عليها مجلس النواب الفرنسي في ذلك الحين.وكان إعلان إستقلال لبنان في كل مرة كلاماً في كلام.[/rtl]

[rtl]v أقر الجنرال كاترو ألفرد نقّاش في رئاسة الجمهوريّة اللبنانيّة مما أثر غضب الشيخ بشارة الخوري الذي كان يتزاحم مع أميل إدّه على هذا المنصب. ولكن الجنرال كاترو لم يعبأ بهذا الغضب وأعلن (أن مسايرة الشيخ بشارة الخوري تعني مسايرة السياسة الإنكليزيّة وتهدد مستقبل لبنان الذي أنشأته فرنسا وقدمته للموارنة) وفي 26 تشرين الثاني سنة 1941م أُعلن إستقلال لبنان.[/rtl]
[rtl]v أستقبل الوطنيون بيان الجنرال كاترو بالمعارضة. وفي 20 كانون الأول سنة 1941م قدّم إليه رياض الصلح مذكرة قال فيها: (إن حدث السادس والعشرين من تشرين الثاني 1941 لم يحقق مطامح بلادنا الوطنيّة وهو لم يكتف بأن لا يحقق أمانينا الأكثر شرعيّة والمعبّر عنها مراراً، بل إنه يمس مصالحنا القوميّة والسياسيّة والإقتصاديّة. وإنه يسوءنا أن تجيء تفسيراتكم للإستقلال نقضاً للوعود العلنيّة وللتصريحات الرسميّة التي كان تفضل بها السادة تشرشل وإيدن والجنرال ديغول وليتلتون وسعادتكم... إن النظام الذي وضعتموه للبنان والقيود السياسيّة التي فرضتموها تمنعه من أن يساهم في تحقيق الوحدة العربيّة التي تكلم عنها السيد إيدن وأن ينضم إليها بمطلق إرادته وبدون موافقتكم.... فمن أجل ذلك لي الشرف أن أقدّم لسعادتكم هذه المذكرة وأن أقدم نسخاً منها لكل من الحكومات التالية:[/rtl]

[rtl]Ø الحكومة البريطانيّة التي ضمنت حقيقة إستقلالنا وقدرتنا على أن نجتمع في دولة واحدة.[/rtl]

[rtl]Ø حكومة الولايات المتحدة الأميركيّة التي ما برح رئيسها يؤكد إحترامه لحرية الشعوب وتقرير مصيرها.[/rtl]

[rtl]Ø حكومة جارتنا الكبرى الجمهوريّة التركيّة التي عبّرت مراراً بلسان رئيسها فخامة عصمت إينونو رئيس حكومتها آنذاك عن أملها في أن ترى سوريا متّحدة ترتع بمطلق إستقلالها تقوم على حدودها.[/rtl]

[rtl]Ø حكومات الدول العربيّة، أي مصر والعراق والمملكة العربيّة السعوديّة التي تربطنا بها روابط عديدة، قوميّة وسياسيّة، والتي أهم أهدافها السياسيّة وحدة وإستقلال (الدول العربيّة).[/rtl]

[rtl]v علق بعض المؤرخين على هذه المبادرة التي ذكرنا هنا خلاصتها بقوله: (إن رياض الصلح كان في ذلك الحين يطلب الإستقلال التام المطلق للبنان ولكنه كان يسعى لضمّه إلى إتحاد عربي شامل).[/rtl]

[rtl]v في 31 كانون الأول 1941م أقيمت حفلة في السراي الكبير على شرف المستر هاميلتون رئيس بعثة سبيرز الذي جاء رسميًّا من قبل الحكومة البريطانيّة ليهنى الرئيس ألفرد نقّاش بإستقلال لبنان وألقى خطاباً مكتوباً جاء فيه قوله: (يشرفني ويسرني معاً أن أحمل لفخامتكم تهاني حكومة جلالة الملك بمناسبة إعلان كاترو إستقلال لبنان يوم 26 تشرين الثاني الذي اعترفت به رسميًّا برقية جلالة الملك جورج السادس لفخامتكم يوم 27 كانون الأول واسمحوا لي أنن أُقدم تهنئتي الشخصيّة بمناسبة إستلامكم مهام منصبكم الخطير).[/rtl]

[rtl]v في يوم الخميس 19 تشرين الثاني 1942م حضر لسراي الحكومة المستير ودْزُورْس الذي تعيّن وزيراً مفاوضاً للولايات المتحدة الأميركيّة، وقدّم لألفرد نقّاش رئيس الجمهوريّة بحضور وزير خارجيته لأوراق إعتماده وألقى خطاباً أيّد فيه إستقلال لبنان وأعلن تأييد بلاده للدولة اللبنانيّة المستقلة ... وبالرغم من إعتراف كل من الولايات المتحدة الأميركيّة وبريطانيا بإستقلال لبنان وفقاً لتصريح الجنرال كاترو يوم 26 تشرين الثاني 1941م، فإن مصر التي كان على رأس حكومتها مصطفى النحاس باشا لم تسارع إلى الإعتراف بهذا الإستقلال، وفي تفسير هذا الموقف المصري يقول الجنرال كاترو في مذكراته: (لما ألتقيت بالنحاس باشا بمصر في 25 آذار 1942 سألته عن سبب تأخيره بالإعتراف بإستقلال لبنان مع أنه أعترف بإستقلال سوريا فأجابني: إن الإستقلال لا يكون صحيحاً إلا إذا كان منبثقاً عن إرادة الشعب بواسطة الإنتخابات، ثم أشار من طرف خفي وبلباقة كلية: إن أفضل من يمثل الشعب اللبناني هم الشيخ بشارة الخوري وأصحابه).[/rtl]

[rtl]v في 31 آب 1943م جرت الإنتخابات في لبنان وكان الصراع فيها شديداً ين الكتلة الوطنيّة التي يرأسها أميل إدّه وهي موالية للفرنسيين ومؤيدة لإنعزال لبنان عن البلاد العربيّة، وبين الكتلة الدستوريّة التي يرأسها الشيخ بشارة الخوري وهي موالية للإنكليز ومؤيدة لتعاون لبنن مع الدول العربيّة. وكان النجاح يومئذٍ للكتلة الددستوريّة. وفي تبرير الكتلة الوطنيّة لفشلها ونجاح خصومها راحت تقول: (إن البريطانيين وعلى رأسهم سبيرز لم يدخروا وسيلة إلا وأستخدموها لإنجاح مرشحي الدستوريين وإن رئيسهم الشيخ بشارة الخوري تناول أموالاً طائلة من مصطفى النحاس باشا أثناء وجوده بمصر للإنفاق على الإنتخابات وأنه وعد مقابل ذلك بتوجيه سياسة لبنان توجيهاً عربيًّا). ولكن الكتلة الدستوريّة ردت على هذا التهام ببيان أذاعته في حينه جاء فيه: (إنهم ينتهزون هذه الفرصة ليعلنوا مجدداً مبادئ الكتلة الدستوريّة المعروفة وهي المحافظة على إستقلال لبنان التام وسيادته الكاملة بحدوده الحاضرة وكيانه الحالي وعلى دستوره ولحياة النيابيّة الحقة المنبثقة من ذلك الدستور).[/rtl]

[rtl]v في 21 أيلول سنة 1943م أنتخب النواب الشيخ بشارة الخوري رئيساً للجمهوريّة اللبنانيّة بعد إستعمال المال في التغلب على معارضة رجال الإكليروس الماروني لهذا الإنتخاب إذ أن هؤلاء كانوا يميلون إلى أميل إدّه. وفي هذا الصدد كتب سعيد فريحة في مجلته (الصيّاد) تحت عنوان (أسرار العهد السابق): (منت وقتئذٍ في قصر الرئيس بعاليه فاندفعت مع عشرات الأصدقاء والأشقاء والأقرباء لمعانقته مهنئين. وكان الشيخ بشارة يبادلنا العناق والتهاني وهو شارد الذهن يفكر في الخطوة التالية، أو قل في الأمنية التي طالما ناضل وكافح من أجل تحقيقها، وأعني الرئاسة الأولى في لبنان، وإنحنى جانباً ليقول: سأعرّج عليك صباحاً لنمضي معاً إلى بيروت فالمعركة الكبرى بدأت الآن، ولما إجتمعت به في الغد بسيارته حانت مني إلتفاتة فرأيت زهاء عشرين ظرفاً إلى جانبي فقلت: ما هذا ؟ منشور، فابتسم الشيخ وقال: كلا بنكنوت. وقرأت على الظرف الأول أسم غبطة البطريرك، وعلى الثاني أسم أحد المطارنة، فقلت للشيخ بشارة: ألم تنته من الدفع بعد ؟ قال: جرت العادة أن ندفع لرجال الدين شيئاً من االمال مقابل إقامة قدّاس أو عدة قداديس، وقد رأيت بمناسبة إبتداء معركة رئاسة الجمهوريّة أن أتبع هذه العادة التقليديّة....[/rtl]

[rtl]v بادر الشيخ بشارة الخوري بعد إنتخابه رئيساً للجمهوريّة إلى تكليف رياض بك الصلح رحمه الله بتأليف أول حكومة إستقلاليّة في لبنان. ولقد تألفت هذه الوزارة على النحو التالي:[/rtl]

[rtl]1.   رياض الصلح ـ رئيساً للحكومة ووزيراً للماليّة.[/rtl]

[rtl]2.   كميل شمعون ـ وزيراً للداخليّة والبريد والبرق.[/rtl]

[rtl]3.   سليم تقلا ـ وزيراً للخارجيّة والأشغال العامة.[/rtl]

[rtl]4.   عادل عسيران ـ وزيراً للتموين والتجارة والصناعة والإقتصاد الوطني.[/rtl]

[rtl]5.   الأمير مجيد أرسلان ـ وزيراً للدفاع الوطني والزراعة والصحة.[/rtl]

[rtl]v   وفي الجلسة التي عقدها مجلس النواب للإستماع إلى بيان الحكومة ومن ثم إعطائها الثقة على أساسه، أعلن رياض بك الصلح بوصفه رئيساً للحكومة اللبنانيّة: (إن لبنان وطن ذو وجه عربي يستسيغ الخير النافع من حضارة الغرب... إن إخواننا في الأقطار العربيّة لا يريدون للبنان إلا ما يريده أبناؤه الأباة الوطنيون، نحن لا نريده للإستعمار إليهم ممراً فنحن وهم إذن نريده وطناً عزيزاً مستقلاً سيداً حراً).[/rtl]

[rtl]v    في يوم 20 و25 تشرين الأول 1943م تسلّم هيللو المندوب السامي الفرنسي، بالتتابع من الحكومة اللبنانيّة ومن الحكومة السوريّة إنذاراً مماثلاً في معناه تطلبان فيه، إستناداً إلى مبدأ الإستقلال ونص الدستور (تحويل المندوبيّة الفرنسيّة إلى تمثيل دبلوماسي، وأن تعيد المندوبيّة لهذه الحكومات جميع مظاهر السيادة والصلاحيات التي ما زالت محتفظة بها).[/rtl]

[rtl]v  يوم الإثنين 8 تشرين الثاني إنعقد مجلس النواب في الساعة الثالثة والنصف بعد الظهر، وتغيب عن هذه الجلسة الدكتور أيوب ثابت والسيّد أحمد الحسيني والنائب الأرمني ديركالوسيان، تهرباً من الموافقة على تعديل الدستور. وعند التصويتعلى التعديل طالب النواب: أميل إدّه وجورج عقل وأسعد البستاني وأمين السعد، وجميعهم من الكتلويين بإحالة التعديل المطلوب على لجنة لدرسه وتأجيل التصويت عليه ريثما تقرره اللجنة، ولكن الأكثريّة الساحقة من النواب رفضت الإقتراح وصدّق التعديل 48 نائباً بينما أنسحب أميل إدّه من الجلسة إحتجاجاً على هذا التعديل وكذلك فعل زملاؤه الكتلويون الذين ذكرناهم من قبل.[/rtl]

[rtl]v   والجدير بالذكر أن محضر تعديل الدستور أخفاه النائب جوزيف ضو تحت أحد شمعدانات كنيسة الكبوشيّة حتى لا تطاله يد الفرنسيين وتمزقه. وبقي في مكانه إلى ما بعد الإفراج عن الزعماء المعتقلين في راشيا.[/rtl]

[rtl]v   في الساعة الثالثة بعد منتصف ليلة الخميس في 11 تشرين الثاني أقدمت العساكر الفرنسيّة على إعتقال الشيخ بشارة الخوري ورياض الصلح وعادل عسيران وسليم تقلا والشيخ عبد الحميد كرامي، حيث وضع الجميع في قلعة راشيا وأُبقوا فيها طيلة 11 يوماً ثم أفرج عنهم بعد أن عمّت البلاد اللبنانيّة الإضطرابات وكانت مطالب الشعب اللبناني منصّبة على الإفراج عن الزعماء المعتقلين وتسليمهم حكم البلاد دون أي تدخل من جانب الفرنسيين.[/rtl]

[rtl]v  في أثناء وجود الزعماء في قلعة راشيا تألفت حكومة وطنيّة مؤقتة من الوزراء في الوزارة الصلحيّة وكان تأليف هذه الحكومة بإتفاق رأي أهل الحل واالعقد من السياسين اللبنانيين الذين إجتمعوا في بيت آل سلام في محلة المصيطبة ببيروت، والجدير بالذكر أن هذا البيت البيروتي العريق كان قطب الرحى للحركة الوطنيّة خلال الأيام الصعبة التي عاشتها بيروت تحت وطأة العنجهيّة العسكريّة الفرنسيّة آنذاك.[/rtl]

[rtl]v بعد فشل إستخدم الفرنسيين لأميل إدّه في التغلب على تمسك الشعب اللبناني بحكومته الشرعيّة برئاسة الشيخ بشارة الخوري. وعلى أثر تدخل الدبلوماسيّة العربيّة والأجنبيّة في سبيل العودة بالبلاد إلى حياتها الطبيعيّة تحت ظل الإستقلال وفق البيان الذي ألقاه الرئيس رياض بك الصلح في جلسة الثقة، أُفرج عن كل الزعماء المعتقلين في راشيا، واستأنف الوزراء جميعهم أعمالهم الرسميّة كما كانوا في المناصب الموكولة إليهم، وكان الإفراج عن أولئك المعتقلين يوم 22 تشرين الثاني الذي أعتبر من حينها عيداً وطنيًّا تعطّل فيه الدوائر الرسميّة وتحتفل به الحكومة وكذلك الشعب اللبناني.[/rtl]

[rtl]v   في 6/7/1949م جرت مواجهات بين الحزب القومي السوري الإجتماعي وقوى الأمن اللبنانية في مختلف مناطق من لبنان ، بعد توزيع منشورات تحمل توقيع مؤسس الحزب أنطوان سعادة، وتدعو الى تعميم الثورة القوميّة، والعصيان المدني، سعادة ينتقل إلى سوريا حيث سلّمه حسني الزعيم إلى السلطات اللبنانية التي حاكمته وأعدمته رميا بالرصاص في الثامن من نفس الشهر والسنة، من هو أنطوان سعادة، هو مؤسس الحزب السوري القومي الإجتماعي ولد في بلدة الشوير في لبنان عام 1904، في الأول من آذار عام 1949م، إستغلت الحكومة اللبنانية آنذاك ، حوادث وقعت في حي الجميزة في بيروت، فحلّت الحزب السوري القومي الإجتماعي وطاردت أركانه، فلجأ سعادة إلى دمشق، لكن خلال فترة قصيرة طالبت الحكومة اللبنانية السلطات السورية إبان حكم الرئيس حسني الزعيم بتسليمها إياه، فسلمته سوريا إلى قوات الأمن اللبنانية على الحدود في منطقة  المصنع، على الفور شُكّلت محكمة عسكرية لمحاكمته، حكمت في غضون ساعتين فقط بإعدامه رميا بالرصاص، ونفّذ فيه الحكم.[/rtl]

[rtl]v   في العام 1958م قام الثورة الشعبيّة في بيروت منددة بحكم رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة آنذاك كميل نمر شمعون الذي كان يميل للغرب وينوي ضمّ لبنان إلى حلف بغداد، إنتهت هذه الثورة بعد نزول قوات المارينز الأميركيّة على شواطئ بيروت.[/rtl]

[rtl]v   في 13/4/1975م إنطلقت شرارة الحرب الأهليّة اللبنانية في منطقة عين الرمانة إنطلقت بحادثة الباص الذي كان يقل فلسطينيين عائدين إلى مخيم صبرا قادمين من مخيم تل الزعتر.[/rtl]

[rtl]v  في 21/6/1982م فرضت قوات الإحتلال الإسرائيليّة حصاراً تاماً على مدينة بيروت، وذلك بعد أسبوع من تطويقها. وقطع المياه والكهرباء ومنع وصول المواد الغذائيّة بمساعدة من ميليشيا القوات اللبنانيّة. وذلك تمهيداً لدخولها، لكن بيروت التي هجرها أغلب سكانها تحولت إلى قلعة حصينة للمدافعين عنها من قوات المقاومة اللبنانيّة. وبعد دخولها شهدت بيروت أعمال بطوليّة متواصلة ضد القوات الغازية التي أرغمتها على الخروج لاحقاً من المستنقع اللبناني، كانت بيروت أول عاصمة عربيّة تدخلها القوات الإسرائيليّة الغازية. [/rtl]
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
تاريخ بيروت
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» نكبات بيروت في ماضيها وحاضرها
» كم بيروت في بيروت؟؟
»  اجتياح بيروت 1982؟
» القمة الاقتصادية في بيروت
»  قصف الباشورة في قلب بيروت ومواجهات قرب عيترون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ-
انتقل الى: