القمة الاقتصادية في بيروت تدعو لدعم الدول المستضيفة للنازحين ولعدم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل
وسط غياب معظم الرؤساء العرب عنها، وفي تكرار لمواقف ومقررات «إنشائية» معروفة ومتكررة، اختتمت في بيروت أعمال القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية. وأعلن الرئيس اللبناني ميشال عون «أن المقرّرات التي صدرت سوف تساهم في تعزيز العمل المشترك العربي، وتعتبر خطوة متقدّمة على طريق تأمين اقتصاد عربي متكامل، نسعى جميعاً إليه، نظراً لما يشكّله من فائدة أكيدة لدولنا وشعوبنا». وأكد أن «لبنان سيتابع خلال فترة رئاسته للقمّة، وبالتعاون مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، والمضي قدماً في مسيرة النهوض والازدهار، فالازدهار هو أحد عوامل السلام».
أمير قطر: حضوري قمة بيروت طبيعي حرصا على العمل العربي المشترك
ودعا البيان الختامي للقمة العربية، الذي تلاه وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل «المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته للحد من مأساة النزوح واللجوء ووضع كل الإمكانيات لإيحاد الحلول ومضاعفة الجهود الجماعية لتعزيز الظروف المؤاتية لعودة النازحين بما ينسجم مع الشرعية الدولية ويحترم سيادة الدول المضيفة». وناشد «الدول المانحة الاضطلاع بدورها في تحمل أعباء الأزمات والتحديات الإنمائية من خلال تنفيذ تعهداتها، وتقديم المساعدات للنازحين واللاجئين في أوطانهم تحفيزاً لهم على العودة». كما دعا «المجتمع الدولي إلى دعم الدول العربية المستضيفة للنازحين، وإقامة المشاريع التنموية لديها للمساهمة في الحد من الآثار الاقتصادية والاجتماعية».
وأكد البيان «على التفويض الأممي الممنوح للأونروا، وفق قرار إنشائها الصادر عن الأمم المتحدة 302 لعام 1949 وعدم المساس بولايتها ومسؤولياتها، والعمل على أن تبقى الوكالة ومرجعيتها الأمم المتحدة، وعلى ضرورة تأمين الموارد المالية لموازنتها وكافة أنشطتها على نحو كاف ومستدام، إلى أن يتم الوصول إلى حل عادل وشامل وفق القرار 194 لعام 1948 ومبادرة السلام العربية 2002 «.
وقال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إن مشاركته في القمة الاقتصادية العربية في بيروت، أمر طبيعي، من باب حرصه على العمل العربي المشترك.
وغرد أمير قطر عبر حسابه الرسمي في «تويتر»، قائلا: «سعدت بمشاركتي في القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية. كان قراري بالمشاركة طبيعيا من منطلق الحرص على العمل العربي المشترك الذي بيّنت القمة الحاجة الماسة لتعزيزه في وجه الأزمات والتحديات التي تواجهنا. شكرا للبنان قيادة وشعبا على استضافتها».
وكان أمير قطر حضر الجلسة الافتتاحية للقمة الاقتصادية العربية في العاصمة اللبنانية الأحد، إلى جانب الرئيس الموريتاني، فيما غاب باقي القادة العرب.
وتأتي مشاركة الشيخ تميم في الوقت الذي يرجح أيضا أن يكون حاضرا في القمة العربية التي ستحتضنها العاصمة تونس شهر آذار/ مارس المقبل، بعدما تلقى دعوة رسمية من الرئيس الباجي قائد السبسي، سلمها وزير الخارجية التونسي في زيارته للدوحة أخيرا.
ودأب أمير قطر على حضور القمم العربية والدولية، ويلقي خطبا في منابر دولية عديدة، متحدثا عن مواقف بلاده من الأحداث الدولية، ومسلطا الضوء على آثار الحصار المفروض على قطر منذ الخامس من حزيران/ يونيو الماضي.
بالمقابل، غاب الشيخ تميم عن القمة العربية الماضية في الدمام السعودية، والقمة الخليجية الأخيرة في الرياض، في ظل مشاركة المملكة في حصار قطر.
وكان الأمين العام المساعد للجماعة العربية السفير حسام زكي أشار الى «الاتفاق على أهمية تكاتف جميع الجهات المانحة والصناديق العربية من أجل التخفيف من معاناة النازحين وتمويل مشاريع تنموية في الدول المضيفة من شأنها دعم الخطط التنموية والتخفيف من الآثار الاقتصادية والاجتماعية في البلدان المضيفة».
وشدد زكي على «دعم صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة التعديات الاسرائيلية وعلى ضرورة تكاتف جميع الجهات المعنية لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ المشاريع الواردة في الخطة التنموية الإقتصادية الاجتماعية»، مؤكداً «دعم التفويض الممنوح لوكالة الأونروا ورفض أي قرار لإنهاء دورها، والقرارات الدولية ذات الصلة بمكانة القدس وعدم الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل أو نقل السفارات إليها»، كما أكد «العزم على اتخاذ قرارات اقتصادية وسياسية لمواجهة الإخلال بالمكانة القانونية للقدس الشريف «.
وأشار إلى أن «المجتمعين في القمة العربية التنموية الإقتصادية الاجتماعية في بيروت أكدوا ضرورة تبني سياسة إستباقية لبناء القدرات اللازمة للإستفادة من الإقتصاد الرقمي وتقديم الدعم للمبادرات الخاصة، وثمّنوا عالياً مبادرة أمير الكويت صباح الاحمد الصباح لانشاء صندوق للإستثمار التكنولوجي والاقتصاد الرقمي بمشاركة القطاع الخاص، كما شددوا على أهمية دعم مسيرة العمل التنموي والاقتصادي العربي المشترك، مؤكدين على ضرورة متابعة التقدم في إطار منطقة التجارة الحرة العربية، آملين الوصول إلى سوق عربية مشتركة وبذل كافة الجهود للتفوق على المعوقات، كما دعو القطاع الخاص إلى الاستثمار في المشروعات التي توفّرها السودان للاستثمار الزراعي العربي في السودان على مستوى الأمن الغذائي العربي».
وكانت مداخلة لمندوب السودان أوضح فيها أنه «لدينا ملاحظة على الاعلان حول الفقرة رقم 3 في الصفحة الخامسة والتي تقدم بها وفد السودان حول الأمن الغذائي العربي ودعوة القطاع الخاص للإستثمار بالأمن الغذائي العربي وتمت مراجعتها أمس مع وزارة الخارجية اللبنانية وواقفنا عليها لكننا فوجئنا بإضافة فقرة حول التأكيد على الالتزامات الدولية للسودان حول المياه وقد تمت إضافة هذه الجملة «.
ولفت إلى أن «الوفد المصري كانت لديه إضافات لكننا تحفظنا عليها»، مشيراً إلى أن «هذه الفقرة تقدمت بها حكومة السودان لكن الجزء المضاف لم نتقدم به لذلك نرجو سحب هذا الجزء من الفقرة». وردّ وزير الخارجية المصري سامح شكري على الموفد السوداني الذي اعترض على بند التأكيد على الالتزامات الدولية القانونية بالنسبة الى المياه قائلاً: «لا يمكن ان يؤخذ بعضه وترك بعضه والبيان الختامي هو انعكاس حقيقي وصحيح لمجمل القرارات الصادرة عن القمة».
وفي مؤتمر صحافي لاحق، أعلن الامين العام للجماعة العربية أحمد ابو الغيط «أن القمة التنموية هي قمة المواطن وتضع الجميع في خدمته مباشرة وليس فيها نقاط خلافية سياسية «، وأكد « أننا سنعمل على تنفيذ مقررات هذه القمة بالتعاون مع الدول التي شاركت وناقشت ووافقت على هذه القرارات الايجابية للغاية».
اما الوزير جبران باسيل فأكد «أن أمير قطر كسر الحصار على قطر في بادرة لكسر الحصار عن القمة»، ولفت الى أنه «لمس تجاوباً مع فكرة عودة سوريا إلى الحضن العربي»، موضحاً أنه «لم يحصل تواصل مع الجانب السوري في ما يخص عودة سوريا الى الجامعة العربية بل عبّرنا عن رأي لبناني واعتبرنا ان عودة سوريا الى الحضن العربي فيها مصلحة للبنان وللجامعة العربية».
لقطات: « شكراً قطر» بُعثت حيّة… وأبو الغيط استصعب الإجابة على سؤال عودة سوريا
رصدت «القدس العربي» على هامش القمة العربية التنموية والاقتصادية والاجتماعية اللقطات الآتية:
– استخدم العديد من الصحافيين اللبنانيين العبارة الشهيرة التي أطلقها الرئيس نبيه بري عقب مؤتمر الدوحة سنة 2008 «شكراً قطر» للتعبير عن ارتياحهم لقرار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالمشاركة في القمة وكسر الحصار المفروض عليها ورفض قرار عزل لبنان.
– تولّت معظم القنوات التلفزيونية في لبنان بما فيها قناة «المنار» التابعة لحزب الله النقل المباشر لوقائع القمة العربية الاقتصادية والكلمات التي ألقيت باستثناء محطة NBN التي قاطعت تغطية القمة بالتزامن مع غياب رئيس مجلس النواب نبيه بري عن القمة.
– توقّف النقل التلفزيوني المباشر بعد تحفّظ موفد السودان على العبارة المتعلقة بالالتزامات الدولية حول المياه، وردّ وزير الخارجية المصري سامح شكري عليه.
– لدى طرح سؤال على الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط من جزأين أحدهما يتعلق بكيفية تنفيذ مقررات القمة، والثاني يتعلق بعودة سوريا الى الجامعة العربية، أحال الجزء الثاني من السؤال الى وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل للإجابة عليه، واصفاً إياه بالصعب. كما نفى ابو الغيط علمه بضغوط أمريكية على بعض القادة العرب لعدم المشاركة في القمة في بيروت.
– التقطت عدسات الكاميرا صورة لأحد المشاركين الخليجيين في القمة وهو يلعب بأصابع قدمه.