سر إربد وجوارها .. مشهد (التل) الحضاري

سر إربد وجوارها .. مشهد (التل) الحضاري

.. غالبا ما تصيبنا الدهشة ’ عندما نتبادل طرح السؤال .
هل لا يزال» تل اربد» . شاهدنا الحضاري على تاريخ الاردن واربد المدينة والانسان؟.
التل يحتضن في جوفه عصورها التاريخية المتلاحقة و هومطل بشموخ على العديد من معالمها التاريخية التي تسرد تاريخ المدينة المجيد.
ويقع هذا التل قريبا من وسط مدينة إربد وهو مركز مدينة إربد الحديثة ويشغل مساحة 10 هكتارات ويعتبر من أكبر التلال الواقعة شمال غرب الأردن و يرتفع 577م عن مستوى سطح البحر .
أشار إلى أهمية موقع التل كل من جلوك وهاردنج وبدأت فيه الحفريات لأول مرة في الستينيات، وأجريت الحفريات الإنقاذية في الموقع عام 1984م من قبل دائرة الآثار العامة وعدد من أشهر المنقبين على إثر الأعمال التوسعية التي قامت بها بلدية إربد والتي تطلبت إزالة أجزاء مهمة من التل وشكلت هذه الحفريات القاعدة الأساسية لحفريات عام 1985 و 1986م حيث تم تقسيم التل إلى مناطق ثم أجريت الحفريات الأثرية قي الموقع في ربيع عام 1985م وذلك في الجزء الشمالي والشمالي الغربي من التل من قبل دائرة الآثار العامة ومعهد الآثار والأنثروبولوجيا وبلدية إربد وفريق أجنبي وكان الهدف من الحفريات الحصول على أكبر قدر من المعلومات بأقصر وقت ممكن .

مراحل الاستيطان
تم تحديد ثلاث سويات أثرية في التل السوية الأولى 1150 – 800 ق.م.
والسوية الثانية 1300 – 1150 ق.م.
والسوية الثالثة 3200 ق.م.

السوية الأولى
تم تحديد الاستيطان فيها على الجوانب الشمالية والجنوبية و عثر فيها على فخار لا يشير إلى انقطاع في الاستيطان بل على العكس يشير إلى استمرارية في الاستيطان.

السوية الثانية
تعتبرهذه السوية مرحلة الاستيطان الرئيسية وقد وجدت بقايا هذه السوية فقط في الجزء الجنوبي من التل وقسمت إلى مراحل فرعية .

السوية الثالثة
تتمثل بمنطقة قياساتها 2×2م في الجزء الجنوبي أرخ الفخار في هذه السوية إلى 3200 ق.م وعثر على هذا الفخار مع بقايا جدار محطم .

البقايا الأثرية
كشفت حفريات عام 1984م عن جدار يحيط بالمدينة القديمة والجانب الغربي للتل ربما بني في العصر البرونزي المتوسط وأعيد بناؤه في المرحلة الأولى من العصر الحديدي كان بناؤه من حجارة بازلتية كبيرة.
وفي موسم حفريات عام 1985م عثر على مجموعة من القطع التي استعملت لأغراض دينية وثنية عثر عليها ضمن طبقات أثرية أرخت للمرحلة الانتقالية بين العصر البرونزي المتأخر والعصر الحديدي عرفت هذه الطبقات بالسوية الثانية وهي الآن معروضة في متحف كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك وتمثلت هذه الأدوات بقاعدة مبخرة على شكل شجرة نخيل وكأس وصحن صغير استعمل كمصباح ومصباح فخاري وقارورتين جميع هذه القطع كانت في حجرة واحدة.
وتغطي المنطقة المكتشفة تراكماً من الدمار مساحته 2.5 م2 ويمتد لحوالي 100م باتجاه الشرق والجنوب الشرقي وجاءت هذه التراكمات كنتيجة لانهيار بناء مكون من عدة طبقات وعثر ضمن الحطام على آنية فخارية تحمل ميزات العصر البرونزي المتأخر والعصر الحديدي كانت بجانب الوجه الداخلي من الجدار المقوس.
أما الحامل البازلتي الذي عثر عليه فإنه يشكل الجزء السفلي لتمثال آدمي مكسور يعلوه هذا الحامل أما حامل المبخرة الفخاري فيمكن مقارنته مع مثيلات له عثر عليها ضمن طبقات العصر الحديدي الأول .
ويمكن تتبع مظاهر السوية الثانية من الجنوب إلى الشمال ابتداءً من بناء مربع كبرج ثم ثلاثة أعمدة من الحجر والطين يبدو أنها استعملت لحمل سقف الفناء الخارجي وجدار بني بشكل جيد يظهر على شكل عقد ثم حجرتين داخل هذا الجدار.
وقد أزيل جدار المدينة العائد إلى العصر البرونزي المتأخر قبل موسم عام 1985م وبقي منه القسم الداخلي المقوس المبني من الحجارة الجيرية والبازلت والصوان ويعتقد أن هذه المنطقة كانت جزءاً من الساحة العامة لمدينة العصر البرونزي المتأخر .
لقد وصف الكثير من الرحالة الاجانب الذين عبروا من مدينة اربد أثناء ترحالهم المدينة وتلها كما رأوها فهذا الرحالة السويسري بيركهارت يمر في اربد سنة 1821 م ويقول اربد هي المكان الرئيسي في المنطقة التي تدعى بني جهمة وتقوم قلعة اربد على تل تقع القرية على سفحه ومعظم بيوتها من حجر حوران البازلتي الأسود والأثر الوحيد فيها هو بركة ماء كبيرة وقديمة حسنة البناء طرحت حولها توابيت حجرية من الحجر الأسود أيضا ً .
وهذا الرحالة الأمريكي إدوارد روبنسون يمر في اربد عام 1852 م فيقول أمامنا أكوام من خرائب البيوت العادية حجارتها مربعة الزوايا غير منحوتة و أطلال صرح واحد مدخله من الشرق وبابه مزين بالنقوش وفي الداخل عمود قائم وآخر مزدوج وعدة أعمدة على الأرض وتاج كورنثي .
ولعل أفضل وأدق وصف لمدينة اربد تركه لنا شوماخر سنة 1885 م فقد أحصى فيها مجموعة من البيوت وعددا متواضعا من السكان ووصفها بالقرية والبلدة والمدينة وذكر بيت الحكومة (السرايا) القريب من تلها ووصفه وصفا دقيقا ً وحدد شكله فهو مبني من جناحين وتحيط به مساحة كبيرة و له شكل معماري مميز وكان حديثاً عندما زاره وقد أنشئ ليؤمن الحاجات العسكرية وحدد أن اربد مبنية من الجهة الجنوبية من التل الصناعي وعلى التل قلعة كبيرة ويقع السوق جنوبي اربد وعلى الطريق الموصل إلى الغور تقع مصادر المياه .
وفي عام 1882 – 1883 تم بناء الجامع الشريف والمكتب أو المدرسة الابتدائية وأشار أن المنحوتات البازلتية وهي على شكل توابيت منحوت عليها رأس أسد وملقاة في ساحة الجامع هي بقايا من حجارة المنطقة ووجودها متسق مع مباني اربد القديمة المبنية من حجر البازلت .
أما بكنجهام فقد اهتم ببركة اربد وشبهها ببرك سليمان في القدس ويتم النزول إليها بواسطة درج حجري وحدد شوماخر ارتفاع المياه فيها ب 55 قدماً وكانت مياهها تصلح للشرب .
وتل اربد ما يزال شامخاً حتى اليوم ويطل باقتدار على العديد من المعالم الهامة في مدينة اربد وأهمها دار السرايا الضاربة جذورها في اعماق الذاكرة ،التي تحولت من سجن الى متحف يحتضن آثار اربد ومدرسة ثانوية اربد للبنين التي تلامس بجدارها هذا التل والتي تعد من أهم مدارس المدينة التي خَرَجتْ معظم قيادات المدينة والمحافظة وصولاً للوطن ومدرسة حسن كامل الصباح أعرق مدارس اربد وأقدمها ومدرسة وصفي التل الصناعية الوحيدة المتخصصة بالتعليم الصناعي وبيت عرار شاعر الأردن .

...............

» حمى «الاستثمار» في مدينة العقبة وجوارها والأهداف «القدس واللاجئون والضفة الغربية»
» "سوق الحرامية" في إربد ملاذ الفقراء من لهيب الأسعار
» ربيع إربد يسبق موعده معانقا سهولها وجبالها
» بلال حسن التل
» وصفي التل