تعريف حقوق الملكية الفكرية

تعريف حقوق الملكية الفكرية

الإنسان كائن مبدع وموهوب، فلا وجود لإنسان بغير موهبة أو مجال يتميز فيه، فالموهبة والإبداع من فطرة الإنسان التي لا يستغني عنها ولا بأي حال من الأحوال، لهذا فالإنسان دائم السعي لإنتاج وتطوير الأعمال الإبداعية على اختلاف أشكالها وأصنافها، فهناك الإبداعات الفنسة كالمقطوعات الموسيقية والأغاني واللوحات الفنية والأفلام السينمائية وغير ذلك من أمور وهناك الإبداعات العلمية كالمخترعات والمكتشفات الجديد أو الإبداعات التقنية مثل برمجة تطبيقات جديدة، وغير ذلك من ميادين ومن أشكال الإبداع المختلفة، ولما كانت قوانين الأخلاق تمص على أنه لا يجوز أن يسنب العمل إلا لصاحبه، فإن ذلك كان دافعاً هاماً لتقنين عملية حفظ الحقوق الخاصة بالأعمال الإبداعية المختلفة.


حقوق الملكية الفكرية تعني الحقوق التي يمتلكها صاحب العمل الإبداعي والتي تتيح له وحده التصرف بهذا العلمل وجني الفوائد والمكاسب المتأتية من هذا العمل، وتتضمن الأعمال الإبداعية العديد من الأعمال منها المخترعات أو المنتجات الأدبية أو الصور أو الأسماء أو الرسومات سواء الفنية أم الهندسية الصناعية وغيرها العديد من الاعمال المختلفة.


من أهم الأمور المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية العلامات التجارية و هي الإشارة المستخدمة للدلالة على منتج معين، و من أبرز شروط العلامة التجارية أن لا يكون فيها تضليل و خداع و أن لا يكون فيها تشابه مع علامات أخرى و أخيراً يتوجب أن تكون متفقة مع الآداب العامة المتبعة. أيضاً هناك ما يعرف بالمؤشرات الجغرافية و التي يتم وضعها على المنتاجات التي لها ارتباطات بأماكن جغرافية محددة و معينة و من ضمن المؤشرات الجغرافية هناك ما يعرف بتسمية المنشأ و هي إحدى الأنواع الخاصة للمؤشرات الجغرافية، حيث أنه بها يتم إعادة و نسب كل منتج من المنتجات إلى منشأه و أصله. و هناك ما يعرف بالرسم أو النموذج الصناعي و هو مظهر المنتج و الزخرفة التي يحتوي عليها أو أية معلومة متعلقة بهذا المنتج. أما نموذج المنفعة و هو أحد أنواع الحقوق التي يستطيع القانون بها أن يحمي أية تقنية لا ترقى إلى مستوى الاختراع و الحصول عليها هو أبسط بكثير من الحصول على براءة الاختراع. في حين أن حقوق المؤلف فهي الحقوق التي تحمي حق المؤلف في الاستفادة من العمل الذي أنتجه و الذي تتنوع أشكاله و أصنافه. و هناك ما يعرف بالحقوق المجاورة و التي تمنح لمن قاموا مثلاُ بتأدية عمل ما كفنانو الأداء والمنتجين وغيرهم.

ما المقصود ببراءة الاختراع

إن براءة الاختراع، أو بالإنجليزية (Patent): هي عبارة عن وثيقة أو شهادة أو مستند حماية يمنح رسمياً لأحد المبتكرين، أو المخترعين، ولفترة زمنية محددة. ويتم في هذه الوثيقة تحديد أوصاف الاختراع وخصائصه. وتعطي هذه الوثيقة لذلك المخترع حقاً أو امتيازاً في الاستئثار والتفرد بالاختراع الذي اخترعه، واستغلاله على الشكل الذي يراه مناسباً. كما توفر الحماية لصاحب الاختراع من كل أشكال الاعتداءات التي يمكن أن يتعرض لها اختراعه المبتكر، كما تعطيه أيضاً الحق في نسبة الاختراع إليه.


وبراءة الاختراع - أو كما تسمى أيضاً بـ (حق المخترع) - : هي نوع من الحقوق المعنوية، أو حقوق الابتكار، والحقوق المعنوية: هي امتياز أو سلطة لشخص ما على شيء معنوي، وليس بمادي.


والحقوق المعنوية تقسم إلى العديد من الحقوق، ومنها:


حق المؤلف.
براءة الاختراع، أو حق المخترع.

وحق المؤلف: هو الحق الذي يحفظ الإنتاج الذهني الفكري للمؤلف في المصنفات والمؤلفات العلمية والأدبية التي أنتجها. أما براءة الاختراع: فهي الحق الذي يحفظ الإنتاج الذهني الصناعي المبتكر من قبل شخص ما. فالذي يجمع بين حق المؤلف وبراءة الاختراع هو أنهما حقوق ذهنية، وفي بعض الأحيان يتم إعطاء براءة الاختراع الواحدة لأكثر من شخص، ويكون ذلك في حالة إذا كان الاختراع قد تم تصنيعه وابتكاره بالتعاون والاشترك بين أكثر من شخص، وبراءة الاختراع تمنح لفترة زمنية معينة، وتختلف مدة صلاحية براءة الاختراع حسب المدة المحددة في قانون الدولة المانحة لها، ففي بعض الدول تصل مدة هذه الوثيقة إلى 15 سنة، وهناك بعض الشروط التي يتم اشتراطها في الشيء المخترع حتى يستحق صاحبه أن يمنح براءة اختراعٍ عليه، ومن تلك الشروط: أن يكون الشيء المخترع جديداً وأصيلاً ومبتكراً، وقابلاً للتطبيق الصناعي.


لقد حظي موضوع حماية حقوق المخترعين باهتمام الكثير من الدول في العالم، وعقدت في هذا الصدد العديد من الاتفاقيات الدولية التي نصت على حماية حقوق المخترعين، ومن أهم هذه الاتفاقيات: اتفاقية باريس التي جرت في عام 1883م، لم تغفل الدول العربية والإسلامية عن حماية الحقوق المعنوية بما فيها براءات الاختراع، حيث أصدرت الكثير من الجهات الرسمية في تلك الدول قوانيناً تتكفل بحماية هذه الحقوق، وقامت بإصدار براءات الاختراع، ومنحها لمن يستحقها. فالجهة التي تمنح براءات الاختراع في المملكة الأردنية الهاشمية: هي مديرية حماية الملكية الصناعية التابعة لوزارة الصناعة والتجارة. والجهة التي تمنح براءات الاختراع في المملكة العربية السعودية: مكتب البراءات السعودي التابع لمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.




كيف أحصل على براءة اختراع

براءة الاختراع
يمنح أي شخص مخترع لأي فكرة جديدة مستوحاة من ذكائه وليس نقلاً عن اختراع أو موجود آخر، حقاً رسمياً بالامتياز الخاص حيث يمنع هذا الحق الرسمي ويحجب عن الآخرين حق اختراع أو صناعة أو بيع أو استخدام هذا الاختراع دون موافقة المخترع نفسه، ويكون حق الامتياز هذا في فترة زمنية محددة ويكون في هذه الفترة مانحاً للغير (العامة) بالاطلاع على اختراعه.


شروط براءة الاختراع
ترتبط بالحصول على براءة الاختراع عدة شروط إذا تحققت جميعها وجب على الدولة منح حق الشخص المخترع حقه ببراءة الاختراع، وهي:

يمنح المخترع حق براءة الاختراع إذا أتى بفكرة أو ابتكار جديد لم يسبق إيجاده.
يمنح المخترع حق براءة الاختراع إذا أتى بفكرة أو ابتكاراً غير بدهي، أي أن يكون من الصعب على العقل البشري العادي إيجاده أو الوصول إليه بكل سهولة.
يمنح المخترع حق براءة الاختراع إذا أتى بفكرة تطبّق عملياً وتدخل حيز الاستخدام البشري.

الحصول على براءة اختراع
بإمكانك كمخترع أن تحصل على حقك من براءة الاختراع بعد أن تعرف المتطلبات المفروضة عليك والتدّرج بإجراءات الحصول عليها كالتالي:

يتوّجب عليك كمخترع اللجوء إلى قانون الدولة التابع لها إذ تختلف إجراءات الحصول على براءة الاختراع والشروط المفروضة عليك ومدى حقوقك الخاصة من دولة لأخرى.
حتى تتمتع بحقك ببراءة الاختراع تأكد من الإتيان وخلق فكرة جديدة ومفيدة ومن المؤكد تطبيقها صناعياً.
تأكّد قبل أن تباشر عملية الاختراع للحصول على براءة الاختراع فيما إذا كان اختراعك معترفاً به ومحمياً بموجب قانون براءات الاختراع.
تحجب براءات الاختراع بشكل عام الحماية عن كل من الاستنتاجات والنظريات وطرق العلاج والنباتات والحيوانات.
تتّم عملية تسجيل براءات الاختراع في كل الأماكن من ضمنها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومكتب براءات الاختراع الأوروبي، والمنظمة العالمية للملكية الفكرية، وغيرها.
قد يتطلّب أحياناً من المخترع اللجوء إلى وكيل معتمد مرخص قانونياً لتوكيله بإجراءات تسجيل براءة الاختراع.

قانون براءة الاختراع
يلعب القانون الوطني دوراً فعالاً ورئيسياً في التصديق والتأكيد على براءة الاختراع إلى جانب المعاهدات الدولية، إذ تنبثق بموجب القانون الوطني مكاتب لبراءات الاختراعات يتحمّل بدوره مسؤولية تفعيل دور القانون الوطني في الدولة التابع لها وتنال الاختراعات صفة إقليمية في الوطن المسجّل لبراءة الاختراع أو المخترع فيها، ويعمل هذا المكتب على تجسيد القانون الوطني بمنح المخترع حقه لبراءة الاختراع، وتعمل المنظمة العالمية للملكية الفكرية (Word Intellceual properity organization) والتي يرمز لها اختصاراً بـ (WIPO) والتي تعمل على خلق التجانس في العالم بين براءات الاختراع على المستوى الدولي.