لغة الإشارة ودورها في عملية الدمج التربوي والاجتماعي والاقتصادي
وظائف اللغة للاصم وأشكال الاتصال :
للغة مجموعة من الوظائف تخدم من خلالها الفرد كما تخدم الجماعة ، ونذكر منها :
1- التواصل بين الناس وتبادل المعرفة والمشاعر وارساء دعائم التفاهم والحياة المشتركة .
2- التعبير عن حاجات الفرد المختلفة .
3- النمو الذهني المرتبط بالنمو اللغوي وتعلم اللغة الشفوية أو الاشارية يولد لدى الفرد المفاهيم والصور الذهنية .
4- ارتباط اللغة باطر حضارية مرجعية حضارية تضرب عمقاً في التاريخ والمجتمع
5- الوظيفة النفسية فاللغة تنفث عن الأنسان وتخفف من حدة المضغوطات الداخلية التي تكبله ، ويبدو ذلك في مواقف الانفعال والتاثر .
لذلك كله فان تطوير وسائل التعبير لدى الأصم وتذليل الصعوبات ليصل الى التعبير عن ذاته كله وحاجاته ومولية ، يساعده على
الخروج من عالم العزله والخوف والاحباط الى عالو متفتح على الناس ، وعلى المحيط مما يؤدي به الى التوازن والتكيف وتنمية
قدراته للمساهمة في الحياة الاجتماعية وعلى البذل والعطاء في مجالات المعرفية والمهنية والثقافية لذلك يجب مراعاة الاستعداد الطبيعي للأصم وتلقائيته وعدم فرض وسيلة للتواصل وإلغاء الوسائل الأخرى التي فيها ارتياحاً ومنتفثاً لعزلته النفسية والاجتماعية .
وتعتمد أنظمة الاتصال لدى الاصم الاتصال الشفوي او الاتصال الاشاري ويمكن هنا ان نشير الى طرق الاتصال المنبثقة عن هذين النظامين :
1-الاسلوب الشفوي : وهو تعليم الصم وتدريبهم دون استخدام لغة الاشاره او التهجئة بالاصابع فلا يستخدم الاتصال الشفوي سوى القراءة والكتابة .
2 –الاشارات اليدوية المساعدة لتعليم النطق : وهي أشكال عفوية من تحريك اليدين وتهدف إلى المساعدة في تلقين الأصم اللغة المنطوقة وتمثل بوضع اليدين على الفم أو الأنف أو الحنجرة أو الصدر ، للتعبير عن طريقة مخرج حرف معين من الجهاز الكلامي .
3 – قراءة الشفاة : وتعتمد الانتباه وفهم ما يقوله شخص بمراقبة حركة الشفاة ومخارج الحروف من الفم واللسان والحلق ، اثناء نطق الكلام .
4 – لغة التلميح : وهي وسيلة يدوية لدعم اللغة المنطوقة ، يستخدم المتحدث فيها مجموعة من حركات اليد تنفذ قرب الفم مع كل اصوات النطق وهذه التلميحات تقدم للقارئ لغة الشافة والمعلومات التي توضح ما يلتبس علية في هذه القراءة وجعل وحدات الصوتية غير الواضحة ، مرئية .
5 – أبجدية الاصابع الاشارية او التهجئة بالاصابع : وهي تقنية الاتصال والتخاطب تعتمد تمثيل الحروف الابجديه وتستخدم غالباً في أسماء الأعلام .أو الكلمات التي ليس لها إشارة متفق عليها .
6 – طريقة اللفظ المنغم : أسسها غوبرينا اليوغسلافي تعتمد في جملة من المبادئ أهمها ان الكلام لا ينحصر في خروج الاصوات بطريقة مجردة بل إن الكلام تعبير شامل تتدخل فيه حركات الجسم كالايماء وملامح الوجة والايقاع والنبرة والاشارة فالمتكلم يستخدم كل امكانيات التعبير وتعتمد هذه الطريقة استعمال البقايا السمعية واستغلالها عن طريق أجهزة خاصة
7 – لغة الاشارة : وسنخصها بالبحث فيما بعد
8 –الاتصال الشامل (الكلي) ويعني ذلك استعمال كافة الوسائل الممكنة والمتاحة ودمج كافة أنظمة الاتصال والتخاطب السمعية واليدوية والشفوية والايماءات والاشارات وحركات اليدين والاصابع والشفاه والقراءة والكتابة لتسهيل الاتصال وتيسيره .
من تاريخ لغة الاشاره
ترجع أقدم المحاولات المعروفة المتصلة بتنمية قدرات الاتصال لدى الصم الى رجلى دين في الكنيسة الكاثلوكية: الاول اسباني (بدروبانس دوليون) والثاني فرنسي (دولابي) وقد عاشا في القرن السابع عشر اهتم دوليون بتنمية التواصل الشفوي لدى الصم وقد نجح في تعليم قراءة اللغة اللاتنية لشقيقين أصمين وطريقة لاتبعد كثيراً عن الطريقة الشفوية الحالية المعتمدة على قراءة الشفاه.
وظهرت في الفترة ذاتها تقريباً طريقة أبجدية الاصابع التي ترمز الى الحروف في الابجديات المختلفة عن طريق أوضاع معينة لليد والاصابع وذلك بطريقة اصطلاحية تماماً.
أما لغة الاشارة فقد وجدت بشكل تلقائي لدى الصم ،ـ وكانت تتسم دائماً بالمحلية فتختلف من بلد إلى آخر ومن جهة آخرى وأول من بادر الى تنظيمها وتقنينها هو الأب (دولابي) الذي نظم الاشارات التي يستعملها الصم ودونها في قاموس صغير وأصبحت هذه اللغة اللغة الاساسية في المدارس التي كان يشرف عليها .
ومن بين من ساهم في نشر هذه اللغة (غالوديه) الذي سافر سنة 1817الى امريكا وأسس مدرسة لتعليم الصم تحمل الى اليوم اسمه بعد ماتطورا الى ان اصبحت اليوم اول جامعة في العالم تعتني بالتعليم العالي للصم والبحوث والدراسات ويرأسها عميد أصم ويشكل الصم نسبة عالية من الاساتذة وتعتمد فيها لغة الاشارة في الدرجة الاولى .
وقد تعرضت الطريقة الاشارية في القرن الماضي الى هجوم شديد من أنصار الطريقة الشفوية وتم منع هذه الطريقة في المؤتمر الدولي الذي انعقد عام 1880 في مدينة "ميلانو" وفرض الطريقة الشفوية التي بقيت الوحيدة المعترف بها خلال قرن تقريباً في أوربا الغربية وبعض الجهات في الولايات المتحدة فكان يمنع على الصم
منعاً باتاُ استعمال لغة الإشارة في المدارس المختصة لكن هذا المنع لم يحل دون استعمال الصم اللغة الاشارية فيما بينهم .
وعاد الاهتمام بلغة الاشاره بدءاً من ستينات هذا القرن انما وعي لدى الصم الامريكييم ان فرض الاسوياء عليهم اللغة الشفوية نوع من التسلط والتدخل في أمورهم فناضلوا ضد من يحاول دمجهم عنوة في لغة الاسوياء وبدؤوا ينظرون الى انفسهم كأقلية مثل العديد من الجاليات الاجنبية غير الناطقة بالانجليزية والموجود في الولايات المتحدة وقامت ابحاث حول لغة الاشارة في جامعة غالودية أعادت شيئاً من الاعتبار الى هذه اللغة ثم ظهر اهتمام في الدول الاسكندنافية بها أما أوربا الغربية ولا سيما فرنسا وايطاليا وبلجيكا وأسبانيا فلم تهتم بهذه اللغة الا فى منتصف السبعينيات .
أهمية لغة الاشارة وخصائصها
يشتد الاهتمام – فى السنوات الاخيرة – بلغة الاشارة للصم بعد أن أصبحت لغة معترفاً بها في كثير من دول العالم في المدارس والمعاهد ونظر اليها على انها اللغة الطبيعية الام للاصم لاتصالها بأبعاد نفسية قوية لدية ولما تميزت به من قدرتها على التعبير بسهولة – عن حاجات الاصم وتكوين المفاهيم لدية بل لقد –اصبح لدى المبدعين من الصم القدرة على ابداع قصائد شعرية ومقطوعات أدبية وترجمة الشعر الشفوي الى هذه اللغة التي تعتمد – اساساً – على الايقاع الحركي للجسد ولاسيما اليدين، فاليد وسيلة رائعة للتعبير بالاصابع وتكويناتها يمكن أن نضحك ونبكي أن نفرح ونغضب ، ونبدي رغبة ما ، ونطلق انفعالاً ونفرج عن انفسنا كما يمكن الغناء والتمثيل باليد بدلا من الغناء والتمثيل الكلامي وقد اطلق احدهم شعار (( عينان للسماع )) وهناك تصور خاطئ بأن لغة الاشارة ليست لغة قد تكون مجموعة من الحركات او الرموز او الايماءات ولكنها ليست لغة لها بنيتها وقواعدها .
وربما كان التصور الخاطئ الاكثر انتشارا هو أن لغات الاشارة جميعاً متشابهه أو دولية وهذا ليس صحيحاً فالاتحاد العالمي للصم أصدر بياناً يؤكد فيه : (( أنه لاتوجد لغة اشارة دولية )) ولغات الاشارة متمايزة كل منها عن الاخرى مثلها مثل لغات الكلام المختلفة .
والتوصر الخاطئ الآخر هو أنه من الواجب ابتكار لغة اشارات دولية كشأن الاسبرانتو لجميع الشعوب إن الصم مثلهم مثل أي مجتمع أثني أو وطني ، يرون أن التخلي عن لغتهم الاصلية أمر لايمكن قبوله .
وأخيراً يتصور بعضهم أن لغات الاشارة هي نسخ بصرية من لغات الكلام : بمعنى ان لغة الاشارة الامريكية لابد أن تكون هي الانجليزية وهذا أيضاً بعيد عن الحقيقة فلغة الاشارة البريطانية و الامريكية مختلفان تماما كل منهما عن الاخرى .
تدرك لغة الاشارة وتنتج من خلال قنوات بصرية وحركية لا من خلال وسيلة سمعية وشفهية كاللغة العادية ، لذلك كان لكل لغة خصائص عن الآخرى .
تدرك لغة الاشارة وتنتج من خلال قنوات بصرية وحركية لا من خلال وسيلة سمعية وشفهية كاللغة العادية لذلك كان لكل لغة خصائص عن الآخرى .
وتؤدى لغة الاشارة بيدواحدة او بيدين تؤديان تعبيراً في أماكن مختلفة من الجسم أو أمام المتحدث بالاشارة وتشمل هذه التعبيرات الحركة والتحديد المكاني وشكل اليد وتحديد الاتجاه ومجموعة واسعة يطلق عليها الاشارات غير اليدوية وهذه المظاهر الخمسة للغة الاشارة تحدث في وقت واحد وليس في تتابع مثل خروج الاصوات في اللغة المحكية . فلغة الاشارة ليست مجرد اليدين بل يساهم في انتاجها اتجاة نظره العين وحركة الجسم والكتفين والفم والوجه وكثيراً ما تكون هذه الاشارات غير اليدوية هي السمه الاكثر حسماً في تحديد المعنى وتركيب الجملة ووظيفة الكلمة .
وتشير أمثلة التركيب التحوي هذه الى الابعاد الزمنية للغة أى وقت حدوث الافعال وهناك نطاق مكاني أيضاً للغة الاشارة اذ تستخدم الحركة في اتجاهات مختلفة في نطاق الابعاد للتعبير عن دلالات نحوية معينة.
[size=16]نتائج بعض الابحاث حول لغة الاشارة [/size]
لغة الاشارة لغة طبيعية ، قواعدها النحوية مستقلة عن اللغات المحكية لانها تتطور تطوراً طبيعياً مع الزمن لدى طائفة مستخدميها ولأن الاطفال الذين يكتسبوها يفعلون ذلك بالطريقة ذاتها بالنسبة للغة أخرى ولأن مبادئ بنيتها النحوية هي ذات المبادئ لكل اللغات الانسانية ، ولكنها تمتلك خصوصية مستقلة في نظامها تجعل كل لغة اشارة وحيدة .
هناك اراء مختلفة أولية اللغة التي يستعلمها الطفل الاصم هل هي اللغة الاشارية او اللغة الشفوية المحكية ؟ وقدراجت فكرة تقول : ان تعلم لغة الاشارة المبكر يطبق تعلم اللغة الشفوية المحكية .
لقد اثبت بعض الباحثين ان الاطفال الصم من أبوين أصمين أفضل في تحصيلهم الدراسي من الاطفال لأبوين سامعين ، ويرجع ذلك الى عنصر حاسم ، وهو اكتساب هؤلاء لغة في وقت مبكر واتصالهم المستمر بمن هم متمكنون من هذه اللغة في موضوعات الحياة اليومية وفضلاً عن ذلك فهم يعيشون مع أمثالهم حيث يستطعون ان يكونوا هويتهم الاجتماعية الخاصة دون ان يعقهم هذا من تعليم لغة مجتمعهم الام قراءة وكتابة كما اثبت البحث ان ثنائية اللغة (الاشارة والحكية) تقوي بعض الجوانب المعرفية.
ولقد اثبت الدراسات النتعاقبة في الولايات المتحدة اخفاق تعليم الصم وأظهرت تدني مستواهم التحصيلي عن أقرانهم في كل المستويات والاعمال على الرغم من الامال والجهود المبذولة والاموال المنفقة على ادوات الاستماع والاساتذة المتخصصين وآخر صيحة في غالم الحسابات في محاولة لاكساب الطفل الاصم اللغة الانكليزية والفهم عن طريق الصوت ويرى الباحثون سبب الاخفاق الى اللغة الشفوية المحكية التي يحاول السامعون فرضها على الصم لذلك يخفق الاطفال لابوين سامعين في اكتساب لغة طبيعية بين 4 – 5 سنوات ويصلون الى المدرسة متأخرين لغوياً واجتماعياً
عن اقرانهم الذين نشؤوا في وسط أصم وتعلموا بطريقة طبيعية لغة الاشارة فحصلوا على معلومات أكبر عن واقعهم وتمتعوا بامكانية لغوية افضل للغة الانجليزية وللغة الاشارة .
ومن الواضح ان الظروف المساعدة على تعلم لغة طبيعية اكثر ملائمة للتطبيع الاجتماعي للغوي والتطور الانفعالي وقد اثبتت الدراسات ان القدرة على تعلم اللغة الاولى اكبر في السنوات الاولى من حياة الطفل والذي يرغب في تعلم لغة ثانية هو في حاجة الى اساس في لغة طبيعية قبل ان يحاول تعلم هذه اللغة الثانية ولغة الام تسهل لغة ثانية ودونها لايتوصل الى اتقان هذه اللغة تماما ة ومن هنا كانت الضرورة لتعلم لغة الاشارة كلغة طبيعية ولغة أولى في سن مبكرة وقد دلت بعض التجارب – تجربة الاردن مثلاً – أن تعلم لغة الاشارة كأسلوب تخاطبي في سن مبكرة غير قادر على اعطاء النتائج المتوقعة ، وان الاهل الذين يرسمون لاطفالهم ضعاف السمع سياسة تأهيلية تعتمد لغة الاشارة يدخلون في مرحلة احباط شديده وبالتالي لايجوز رسم سياسة تخاطبية تعتمد لغة الاشارة بشكل أساسي لمن دون الخمس سنوات لانها تكرس الاعاقة وتغذي مضاعفاتها وتقفز على الاولويات والتأهيل النطقي فرصة لابد منه قبل اللجوء الى استخدام اسلوب اخر ولغة الاشارة هى الخيار الاخير ، أما بعد الخمس سنوات فيؤخذ الامر على اساس فردي لاجماعى حسب درجة الاعاقة وحسب الحالة.
ومع اهمية لغة الاشارة للاصم الا انه في حاجة الى التعبير الشفوي والقراءة والكتابة لمحاولة دمجة في المجتمع الكلي وأظهرت الدراسات والابحاث والتجارب ضرورة استخدام الطريقتين الاشارية والشفوية في تعليم الصم للوصول الى تواصل افضل وقد اظهرت جمعية في فرنسا تحمل اسم : لغتان لتربية واحدة وأثبتت أحد الابحاث ان ثنائية اللغة تقوي بعض الجوانب المعرفية وتوصل الى ان اكتساب الطفل الاصم للغة الاشارة مع لغة المجتمع الام بشكل متواقت هو ميزة كبيرة وليس عقبة .
وهناك كثير من الباحثين الصم وغير الصم اقترحوا برنامج تعليم ثنائي اللغة وجعلوا لغة الاشارة هي اللغة للطفل الاصم ولغة المجتمع الام هي اللغة الثانية .وهناك مؤتمر دولي عقد في السويد لمناقشة هذا الموضوع .
ولقد قوى الاهتمام عالمياً بلغة الاشارة فقامت معاهد ومؤسسات لدراستها ودعمها وتعليمها وتأهيل أطر متخصصة للترجمة منها واليها وأصبحت اللغة الرئيسية في المؤتمرات الدولية التي تعقد حول الصم وناضل الصم ومازالوا في سبيل الاعتراف بلغتهم وبثقافتهم المتميزة ويرون في هذا الاعتراف والتميز سبيلاً الى دمجهم الاجتماعى والتربوي والاقتصادي .
وقد راى الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم ضرورة بذل الجهود لجمع لغة الاشارة وتوثيقها وتطويها في ارجاء الوطن العربي ووضع قاموس لها وهو يقوم حالياً بمشروعه هذا بالتعاون مع المكتب الأنمائي للامم المتحدة .كما جعل لغة الاشارة احد محاور مؤتمر السادس الذي عقد في الشارقة والمحور الرئيسي لندوته العملية الخامسة التي عقدت في دمشق للوصول الى حلول ملائمة لتعليم الصم .
[size=16]لغة الاشارة بين الواقع والتطبيقتقديــم [/size]
لغة الاشارة لها الاهمية بمكان في العالم الصم واحدى طرق الاتصال بين الاصم وبين لإراد المجتمع وليس الحديث عنها قاصراً على عملية وضع قاموس لهذه الاشارات فقط ننسى فيه الاصم واشاراته الخاصة به دون الرجوع اليه لان هذه الاشارات التي يتعامل بها الاصم مع اقرانه او مع المحيطين به ممن يسمعون او حتى لقائمين على تعليمه ورعايته ختلف من مكان لاخر – من صف دراسي الى لآخر – من معلم الى معلم – من بيئة الى آخرى – من دولة الى دولة من أصم صغير الى أصم بالغ من أصم لم تقدم اليه خدمات تعليمية الى آخر وصل الى درجة عالية من التعليم .
كما يجب ألا ننسى ان هناك اشارات خاصة يتعامل معها الصم فيما بينهم وهى قاصرة عليهم فقط حتى يشعرونا دواماً بالحاجة اليهم في الاستفسار والسؤال عن مدلول هذه الاشارات لذا يجب علينا عندما نتحدث عن تقنين لغة الاشارة أو تعميمها في شكل معجم اشاري للصم الا نغفل ان يكون الصم هم اصحاب المشاركة الفعلية في وضه هذا القاموس وان تكون المجموعة المختارة ممن وصلوا الى مراحل تعليمية عالية يمكن من خلالها الاستفسار منهم لكي تصل الى المدلول السليم لكلاشارة خاصة وان هناك بعض التشابهوالازدواجية في مدلول ومعنى بعض الاشارات .
كذلك يجب الا ننسى ان تكون لغة الاشارة مادة مقررة توضع لها الاهمية التي نضعها لمادة الصوتيات الخاصة بمخارج اصوات الحروف التي نعلمها للصم وان تكون مادة لغة الاشارة وقاموسها ضمن البرامج والمناهج التي تحويها مناهج اعداد معلم التربية الخاصة للم واضعين في الاعتبار ان تزود كتب القراءة وتدريبات النطق الخاصة بالصم بأسلوب متميز عبارة عن تدريبات للمتعلم الاصم عن الاشارة خاصة في مادة التعبير اللغوي والتعبير الانشائي وان تعميم لغة الاشارة في تلفزيونات البلاد العربية خلال النشرات الاخبارية او الاعلامية كنوع من تعميم هذه الاشارات وخلق نوع من التواصل والتفاهم بين جمهور المشاهدين من الصم وغيرهم من الاسوياء
[size=16]لغة الاشارة عند الصم الصغار[/size]
ان لغة الاشارة ليست قاصرة على الصم فقط فجميعنا نستعملها ونستخدمها خاصة اذا كنا في اماكن تحتاج الىى الهدوء والصمت وترجمها أهل فرق الكشافة الى رموز للتفاهم بها فيما بينهم فى معسكراتهم ومخيماتهم .
وأيضاً لغة الاشارة يستخدمها الطف الرضيع الذي لم يصل الى مرحلة الكلام بأن يعطي اشارة الكوب في حالة طلبة للماء أو اشارة الى الفم في حالة طلبه للطعام مع اضافة مقاطع صغيرة من الكلمات التي توضح المطلوب فهو يلفظ (ماء) ناقصة المقطع الاخير (ما) مع الاشارة لرمز الكوب او لفظ(فم) عند طلب الطعام ..
وينتهى الامر بهذا الطفل الى ان يبدأ باستخدام كلمات مثل ((طعام)) في الوقت الذي يمد يده نحو الطعام ويجد صعوبة في البداية في ان يخرج الاصوات بطريقة الام أو الاب لان بعضى الاصوات يصعب عليه نطقها – ولكن الابوين يساعدانه في تقديم ما يطلبة اليه ويجب عليهما في تلك اللحظة ان يدربانه على النطق الصحيح ورويداً رويداً يتعلم الطفل الكلمات ثم الجمل .
وقد يسأل هذا الطفل عن اشياء لايمكنه ان يراها يسأل عن ((بابا)) عندما يغادر البيت ويطمئن عندما نجيبه بأنه سوف يعود بعد قليل لانه مع التكرار والتعود فيما يلاحظة من حياة وأنظمة داخل البيت يستطيع ان يفهم معنى ان يغيب المرء فترة ثم يعود بعدها .
أما الطفل الاصم الذي يولد في اسرة كل افرادها صم يستخدمون لغة الاشارة للتخاطب والاتصال فيما بينهم فعندما يمد الطفل يده الى (تفاحة) مثلاً فنجد أن الوالد والوالدة يستجيبان فوراً باشارة التفاحة هذه التفاحة أتريد ام هذه التفاحة ؟ وقد أثبتت الدراسات ان الطفل الاصم الذي يعيش في اسرة كل افرادها صم فتحصيلة الدراسي واتقانه للاشارات وتفهمها أفضل بكثير من الطفل الاصم الذي يوجد في اسرة كل افرادها يتكلمون لان لغة الاشارة هي لغة طبيعية في البيت بالرغم من ذلك فان بعض الاشارات التي يأتي بها الطفل لاتطابق تماما اشارات والدية فقد يصادف صعوبة في التحكم في بعض اصابعة ولكن لغته تقترب قليلاً من لغتهما وبالتدريج .
أما الطفل الاصم الذي يولد لاسرة أفرادها يسمعون وليست لديهم خبرة في لغة الاشارة أو كيفية التعامل مع الصم فهو يجد صعوبة في التعامل معهم وهم ايضاً يبادلونه تلك الصعوبة في التفاهم معه وربما ينتهى معه وربما ينتهى الامر بهما الى ان يكفا عن التحدث اليه اذ يريان انه لايفهم حديثهما وقد تلجا الى بعض الاشارات او الحركات مثل وضع اليد تحت الخد للدلالة على ان علية الذهاب الى الفراش ويقتصر بينهم وبينه على بضعة اوامر تتعلق بامور بالغة البساطة وقد يتركانه وشأنه ويبدأ في التردد على اقرانه الصغار ممن يسمعون فلا يفهم شيئاً مما يدور حوله.لذلك نجد ان الطفل الذي يسمع ويوجد في اسرة كل افرادها يسمعون يستخدم لغة صوتية أما الطفل الاصم في اسرة افرادها صم فأنه يستخدم لغة الاشارة وكل منهما يحصل لغة وينمو بنفس الطريقة عقلياً واجتماعياً ووجدانياً ويشعر أي منهما بأنه معوق وسط أسرته والفرق بينهما هو ان احدهما يتكلم ويتحدث بينها الاخر فلغة الحديث لدية هي الاشارة .
والطفل الاصم لايحس باعاقته الا عندما يواجه المجتمع الساموع ويتمثل عائقة عندئذ في عجزة عن الاتصال لانه لا يستطيع ان يخاطب أناساً يسمعون بالاسلوب الذي يناسبهم .
أما الطفل الاصم الذي يعيش في وسط أسرة كل أفرادها يسمعون ولايستخدون شكلاً من أشكال التخاطب المرئي فإنه لايتعلم كيف يتحدث ولا كيف يتحدث ولاكيف يستخدم الاشارة وبحس بعزلته اللغوية التي ينتج عنها مشكلات حادة سواء اجتماعية وفكرية ووجدانية لذلك فعائق هذا الطفل ليس عائق اتصال فقط لان الام والاب لم يعرفا كيف يزيلان حاجز الاتصال فيتضاعف عائق الطفل ويتفاقم .
وعلى ذلك فإن الاطفال الصم بحاجة الى تنمية شخصية مزدوجة كأعضاء في مجتمع من الصم وكأعضاء في المجتمع ككل ولكي يتسنى لهم ذلك ينبغي ان تتاح لهم فرص اللقاء والمقابلة مع اطفال صم وراشدين صم يستخدمون لغة الاشارة وكذلك فرص اللقاء مع اناس يسمعون وعلى المخططين التربويين أن يمنعوا النظر فيما يعنيه عجز المرء عن تحصيل لغة يستخدمها تلقائياً أناس يسمعون غير ان عليهم ايضاً أن ينظروا الى الاطفال الصم على انهم افراد لديهم ما لدى سائر الاطفال من امكانيات النمو العقلي والبدني والاجتماعى والثقافي والوجداني .
[size=16]أهمية الدمج في إثراء لغة الاشارة عند الصمالهدف الرئيسي من الدمج [/size]
يتمثل الهدف الرئيسي من الدمج لتعليم الاطفال الصم بأن تتاح لهم فرص المشاركة في حياة مجتمع البالغين لسائر الناس لذا كان من المفاهيم الرئيسية للعمل مع الاشخاص الصم بل ومع جميع المعاقين مفهوم الدمج ولكن يجب ان نضع في الاعتبار ما يترتب على دمج الصم من عواقب في مجال الاتصال فقد يتعرضوا لحظر عزلة حقيقية ان هم ادمجوا مع اناس يسمعون دون ان تتاح لهم فرص الاتصال بغيرهم من الصم ولايمكن للاشخاص الصم ان يمارسوا المشاركة الفعالة والمنتجة الا اذا توافرت الشروط التي تناسبهم هم لذلك يجب ان تتاح لهم امكانية الالتقاء بغيرهم من الصم وفرص اتخاذ القرارات التي تنظم حياتهم مما يكسبهم الثقة بالنفس بذلك يتمكنون من المشاركة في حياة مجتمع أفراده يسمعون .
[size=16]كيف نبلغ هذا الهدف [/size]
حتى يمكننا بلوغ هذا الهدف فلا بد من وضع برامج فبل سن المدرسة وهو مايطلق عليها سنوات ما قبل سن الدراسة وانشاء مدارس أو أقسام مدرسية تخصص لرياض الاطفال الصم فاذا كان المجتمع ينفق الكثير في تزويد عدد من المدرسين بتدريب خاص في تربية الصم فغن خبرة هؤلاء المدرسين وتجاربهم يمكن ان تكون اكثر جدوى اذا جمع الاطفال الصم في مدارس خاصة بدلا من دمجهم كأفراد في برامج تعليم عادية وأن يمتد ذلك الى النظر في انشاء برامج للتدريب قبل المهنى والتدريب المهني التي تلبي للاشخاص الصم من حاجات في مجال الاتصال .
[size=16]دور اندية الصم ومنظماتهم في تطوير لغة الاشارة[/size]
فئات الصم من أهم الفئات التي ترغب دائماً في وجود أماكن خاصة بهم يجتمعون فيها لدراسة ومناقشة قضايهم العامة والخاصة ويحسون باستقلالية تامة سواء في اندية الصم او جماعات حرة محدوده او منظمات خاصة بالصم وذلك راجع الى احساسهم بأنه هناك لغة واحدة مشتركة في الاتصال فيما بينهم لغة الاشارات ويؤدي ذلك الى خلق نوع من التزاوج والتعارف فيما بينهم مهما اختلفت الثقافات التي ينتمون إليها وينجب معظم الازواج الصم اطفالا يسمعون وهم يعيشون حياة اسرية شبيهه بحياة سائر الناس اذا استثنينا وضع الازواج اللغوي الذي ينشأ فيه أطفالهم ويكبرون .
[size=16]تطوير الصم لثقافتهم الخاصة [/size]
نلاحظ أنه في كثير من بلدان العالم يحاول الصم تطوير ثقافتهم الخاصة بهم وذلك من خلال ثقافة الاكثرية التي يعيشون في وسطهم وهناك اسباب كثيرة واضحة لنشوء ثقافة خاصة بالصم منها الان الاشخاص الصم يستمتعون بوجودهم على شكل جماعات لأنهم يستطعون الاتصال والتخاطب فيما بينهم بيسر وايضاُ تبادل الخبرات والتجارب ومن ذلك قامت بعض البلدان التي تضم منظمات الصم والاندية المحلية للصم بأن تتولى بانتظام اقامة الحفلات والمباريات الرياضية والعروض المسرحية من خلال لغة الاشارة والايماءات والدليل على استمراها ومزاولة نشاطها ذلك النجاح والازدهار والنمو لتلك المنظمات لانها تلبي حاجة حقيقية في حياة الصم وتعتبر صورة من صور الدمج وصلة من التواصل بينهم وبين سائر المجتمع ، من خلال ذلك يجب تشجيع اقامة أندية للصم وتنظيم انشطة خاصة بهم صغاراً كانوا ام كباراً وتشجيعهم على المشاركة في اندية ادارة تلك المنظمات وأدراتها وعلى تدريب المعلمين والاباء على التخاطب بلغة الاشارة حتى يكتسب الصم من خلال هذه الخبرات والتجارب ما هم بحاجة اليه من قوة وشجاعة للمشاركة في ثقافة الاغلبية ثقافة مجتمع أفراده يسمعون ويقدمون على تعلمها ومزاولتها على الصم الذين يعيشون وسطهم .
- القاموس الاشاري العربي للصم بين المحلية ..الإقليمية ..العالمية
ان لغة الاشارة بين قد تحولت من نظم التخاطب فيما بينهم وقد يكتسبها الاطفال الصم كوسيلتهم الرئيسية أو الوحيدة للتخاطب ، لذا ..سنجد حتماً لغات اشارة محلية أو اقليمية اذا اتحدث مصادر هذه الاشارات .
ونحن نعلم ان جميع اللغات تتأثر بالبيئة المادية والاجتماعية التي تستخدم فيها اللغةفاذا كان الانسان يعيش في بيئة ساحلية فسوف نجد في لغتهم الفاظاً للعبير عن الصيد والسفن والملح وقد تخلو من اللفظ عبارات الاسد او الثلج وذلك يصدق على لغة الاشارة لذلك كانت انسب الالفاظ للغة الاشارة هي لغة الاشارة المستخدمة في ذلك المجتمع لذلك يجب ان نبحث عن هذه اللغة ولا نستورد اشارة من المجتمع آخر هذه اللغة ستعتبر لغة اجنبية بالنسبة لجميع افراد المجتمع سواء من الصم او من السامعين .
وخير دليل على ايجاد قاموس اشاري عربي للصم هو ان نبدأ اولاً بتنظيم دروس في لغة اشارة لمعلمي وأباء الصم والبحث عن اماكن يتجمع اشخاص صم سواء في المدن او القري او عن اسر افرادها صم واستخدامها لمصادر الاشارة او كمساعدين للمعلمين وهذا هو الافضل مع العمل على توحيد هذه الاشارات وتقنيتها ولغة الاشارة قد تتباين وتختلف من مجموعة صم الى مجموعة اخرى ومن مدينة الى مدينة اخري ومن معلم الى معلم وحتى من صف دراسي الى صف اخر فما بالك من اختلافها من بلد الى بلد فأي لغة من لغات الاشارة او لهجتها ينبغي عليه الاختيار للتعليم في مدارس الصم من هذه الاشارات توحيدها لوضعها في قاموس ان هذا السؤال ليس من السهل الاجابة علية ولكن يمكن ان نضع امامنا مايأتي :-
1 – لغة الاشارة وطابعها يحدده حجم وصفة الجماعة التي تستخدمها لذلك يفضل لغة الاشارة التي استقر بها المقام وتستخدمها جمعاة كبيرة من الناس وليست لغة اخرى لم يمض عليها وقت طويل ويستخدمها اشخاص يجمع بينهم تنظيم مؤقت لن يكتب له الدوام .
2 – لغة الاشارة بلغة الكلام التي يستخدمها أناس يسمعون ويقيمون في نفس المنطقة فقد يستخدم الصم حركات شفاة يحاكون بها كلمات معينة أثناء الاتيان بالاشارةفعندما ياتي بالاشارة الدالة على العطش ربما يحاكى الشفاة المقترنه بنطق كلمة ((عطشان)) وعادة لايقترن ذلك بأي صوت بل يكتفي بتحريك الشفاة في صمت
3 – لكي نختار بين لغات الاشارة المحلية والاقليمية فقد تواجهنا بعض الصعوبات خاصة باللهجات لذا يجب علينا الوقوف على أي لغات الكلام تستخدم في نفس المنطقة التي تستخدم فيها لغات الاشارة (( خاصة في بلاد شمال افريقيا)) ومن الافضل ان تختار لغة الاشارة من لغة الكلام المستخدم في تعليم القراءة والكتابة للاطفال الصم .
4 – أما لغة الاشارة العالمية للصم والتي يجب ان تتوحد في أمور معينه يتفق عليها الجميع من خلال دراسة المعاجم والقواميس الاجنبية للغة الصم .ونعلم جميعاً أن لغة الاشارة يوجد تشابه كبير فيما بينها من بعض النواحي فيما يسمى بالسمات المشتركة بين جميع لغات الاشارة نذكر منها
أ- الايماء والحركات
لغة الاشارة تعتمد على انها تدارك بالعينين وأن عدداً من الاشارات الت تحاكي التلويح باليد وداعاً او بالتهديد أو الوعيد وبعض الاشارات تحاكي و تدلعلى الاشياء التي تقوم بها مثال ذلك عندما نرفع الكأس الى الفم للدلالة على الشرب او على استعمال فرشاة المعجون أو نظافة الاسنان وهكذا وهنا تكون حركة الايدي في الاشارة اسرع وأقصر منها في اتيان الفعل نفسه
وفي بعض الاشارات يحاكي شكل الشئ المراد الدلاله عليه وهنا تتحرك الايدي مقلدة حركة نفس الشئ وياتي ذلك في الاشارة الدالة عل الطائر او التي تدل عىل الفراشة عندما تحاكي الاشارة حركة الناحين .
وقد تكون الاشارات في كثير من الحالات لاتعدو ان تكون اشارة نموذج أو الى شئ المراد التحدث عنه أومثلة ذلك نحن نشير الى اعلى للدلاله على السماء او الى الشفتين للدلالة عليها وقد نشير الى السماء للدلالة على اللون الازرق وعندما نلجأ للاشارة لمخاطبة الناس أو التحدث عن نفسك وعن الاخرين فحين تشير الى بدنك تعنى ((أنا)) وعندما الى محدثك تعني ((أنت))
وعندما تقتنع باتقانك الايماء ةالحركات تجد من السهل عليك التفكير في طرق للتخاطب مع اشخاص مع اشخاص مع اشخاص صم ..مثال ذلك يمكنك مثلا أن تدل على أسد بتشكيل يديك على هيئة مخلبين وأضفاء الشراسة على وجهك أو بتحريك يدك فوق ظهر رأسك كما لو كنت تلمس عفرة أسد فقد تصلح أي من الاشارتين للدلالة على ((أسد)) وهذه السمة من سمات للغة الاشارة من حيث حتوائها على الايماء والحركات تيسر التخاطب مع الاشخاص الصم حتى عندما لاتعرف بضع اشارات غير انه ينبغى لك ان تذكر ان الاشخاص الصم قد تكون لديهم اشارة موحدة لاي من الاشاياء التي تريد التحدث عنها فربما هم لايستخدمون مثلاً سوى اشارة تشكيل يديك على هيئة مخلبين وأخفاء الشراسة على وجهك دون الاشارة التي تدل على عفرة الاسد وفي تلك الحالة ينبغي ان تستخدم الاشارة الموحدة ولكن في بعض الاحيان قد تشعر ان الاشارة الموحدة التي يستخدمها أناس صم لايرتفع في وصفها الشئ المقصود الى مستوى الجودة الذي تبلغه اشارة ابتكرها ولكن يجب ان تخدم الاشارة التي يؤثرها الصم أنفسهم .
ب- عندما ترى أشخاصاً صماً يأتون فاننا سنهتم بما تفعله ايديهم لكننا سوف نلاحظ أن الصم لايقتصرون على استخدام أيديهم في الاشارة بل يستخدمون أجسامهم ووجوهم فعندما يريدون اضفاء نوع من الايقاع على اشارتهم فانهم يستخدمون حركات اجسامهم كما نفعل نحن عند الحيث فنحن نغير السرعة ونغمة الصوت للدلالة على الحدود من الجمل أما الصم فهم يأتون بوسائل بصرية للدلالة على تلك الحدود من خلال حركات طفيفة بأجسامهم وإحداث تغيرات على تعابير وجوههم والرأس تستخدم حركاتها للتعبير عن النفي والاثبات و تعابير الوجه للدلالة عن مشاعر الفرح والحزن والخوف ، ويجب أن تعير تعابير وجهك قدراً من الاهتمام عندما تتحدث مع الصم وقد يستخدم الفم وحركات الشفاة مصحوبة بأشارات اليد بحيث تصف شيئاً معيناً مثال ذلك بانك تحرك يدك كأنك تمسك قلماً للتشبية بحركة الكتابة ويلازمها حركات معينة بشفتيك للدلالة على ان شخصاً تسرع في الكتابة أو لم يلق عناء أو تشد عضلات وجهك أو تغمض عينيك نصف اغماضة للدلالة على ان شخصاً كتب بصعوبة من ذلك نجد ان أجزاء الجسم خاصة العينين والوجه واليدين لهما دوراً أساسياً وبارزاً في توضيح الاشارات ويحدث أحياناً ان يستخدم الشخص الأصم كلتا اليدين ليأتي اشارتين في وقت واحد .
جـ - لغة الاشارة والمحاكاه
بعض الاشارات التي يستخدمها الصم تعتمد في اساسها على المحاكاه فكثيراً ما يأتي اشارة ((يمشي)) بأن تبرز سبابتك وأصبعك الوسطى منفرجتين ومشيرتين ال اسفل محاكاه للساقين ثم تحرك الأصبعين محاكاه الكيفية التي يمشي بها الناس وأين يسيرون وكيف وقد تتشكل كل أصابع اليد لمحاكاه حركة الوقوف – الجلوس وأيضا الادوات التي نستخدمها مثل ((السرير)) ونحن لانستطيع ان نستخدم شكل اليد والاصبعان السبابة والوسطى منفرجتان الا عندما نتحدث عن انسان أو حيوان من ذوات الساقين كالدجاجة مثلاً وسوف نجد أن الاشخاص الصم قد تختلف اشارة اليد لديهم من بلد الى آخر عندما يتحدثون عن السيارات او الدراجات او القوارب او الفيلة او ما الى ذلك .