ما هو فرط الحركة
عادةً ما يعتقد الكثيرون بأن الطفل الكثير الحركة هو طِفل نشيط ، سواء أكان ذلك مِنَ المحيطين به عائلته ، أو في الوسط التعليمي المدرسة . وعلمياً هنالك فرق ما بين الطفل النشيط والطفل كثير الحركة ، فالطفل النشيط كُثرة حركته لا تُؤثر على تحصيله الدراسي ومستواه العلمي وتقدُّمه ومن السهل جداً أن تَلفِت انتباهه كما يُحب دائماً اكتساب مهارات ومعلومات جديدة .
في حين أن الطفل الذي تؤثر حركتهُ المُفرطة على تحصيله الدراسي والعلمي وتقدُّمه العقلي فتُصبح عائِقاً يحول بينه وبين ذلك ممّا يجعله دائِماً مُشتّت الإنتباه ، وبصعوبة جداً تَستطيع لفت إنتباهه ، ممّا يؤثر على تركيزه وتأخره في تقدُّمه الدراسي ، هُنا يُصبح الطفل مصُاباً بما يُسمّى ب مرَض " فَرط الحركة " الذي غالباً ما يُرافقه أيضاً "اضطراب قصور الانتباه" .
ويُعد هذا المرض مرّضاً سُلوكيّاً كونُه يُغيّر سلوكه بشكل غير طبيعي . وفي أغلب الأحيان لا يتم اكتشاف إلا بعد دخول الطفل المدرسة .
ويُشكِّل انتشاراً في العالم حيث وصلت نسبة إنتشاره في العالم إلى 5% . ويجب الاشارة أن هذا المرض السلوكي والحالة النفسيّة لا تُصنَّف بأنها من صعوبات التعلُّم ، بل تبقى مُشكلة ترتبط بسلوك الطفل . بل ربما أيضاً قد يشعُر الطفل بمشكلته هذه وليس فقط المُحيطين بَه الّا أنّه يفقد قدرته على السيطرة على أفعاله .
أعراض فرط الحركة :
الحركة الزائدة عن المعقول والمُتعارف عليها، حيث أن الطفل المُصاب يصعُب عليه البقاء في نفس المكان أو على مقعده ولو لِفترة بسيطة .
مندفعين لا يتحمّلوا الانتظار ، كما لا يُعطوا من أمامهم فرصة لإكمال سؤاله أو حديثه ليُقاطعوه فوراً .
أطفاله قليلين الانتباه ، لا يستمر انتباههم سوى لفترات زمنيّة قصيرة جداً ، كما أنّهم لا يملكون الصبر للإنتهاء من نشاط او عمل أو لعبة معيّنة .
حينما تتحدّث إليهم يَظهرون لك وكانّهم لا يسمعون لك .
ينسوا أين وضعوا أغراضهم من كُتب أو ألعاب أو أقلام كما أنّهم عادةً ما يُعانوا من فقدان أغراضهم .
أسباب حدوثه :
يبقى السبب الرئيسي وراء الاصابة بهذا المرض غير معروف تحديداً ، إلّا أن عامل الوراثة مهم جداً .
إصابة وظائف الدّماغ الكيميائيّة بخلل .
تعرُّض الجهاز العصبي لإصابة سواء أكان ذلك قبل أو أثناء الولادة .
الولادة المُبكّرة ، نقص الأوكسجين ، تناوُل الحامل لأدويّة معينّة أثناء فترة الحمل .
العلاج ينقسم إلى جزئين :
الأول : السيكولوجي : العلاج النفسي الذي يُساعد الطفل على تعُّوده التركيز ، الإنصات ، وتحكُّمه بنشاطه الزائد .
الثاني : العلاج بالأدوية وهذا الجزء لا يتم الّا بإشراف الطبيب .
ويجب التنويه على أنّهُ يبقى هناك حالات يكون فيها الطفل الذي يُعاني من فرط الحركة ، طفلاً لا يؤثر فرط الحركة على تحصيله وتقدُّمه العلمي ، حينها تكون هذه الحالة هي الحالة التي تُصيب الأطفال الذي يكون ذكائهم شديد جداً ، إلى درجة عدم تأثير فرط الحركة عليهم بشكل سلبي . حينها يخضع هؤلاء الأطفال للعلاج النفسي "السيكولوجي" فقط ، بهدف منح تصرفاتهم الهدوء .
كيفية علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه
غالباً ما يرافق الحركة الكثيرة لهذا الطفل مشكلة عدم التركيز في أمرٍ ما سوى لدقائق معدودة، وهذا يؤثّر على تحصيله الدراسي فهو يعجز عن متابعة الحصص الدراسيّة؛ لأنّه يملّ من الدقائق الأولى ويبحث عن شيء آخر ليشغله عنها وينصرف إلى المشاغبة، ولا يكون للذكاء علاقة بهذه المشكلة، لكنه يعتبر مرضاً وراثياً بالدرجة الاولى يواجه ما يقارب 5 % من سكان العالم، وتزيد نسبة حدوثه لدى الذكور أكثر منها عند الإناث، والغريب أن شعوب الدول المتقدمة يشكلون النسبة الأعلى على عكس الدول النامية التي تقل لديهم هذه المشكلة السلوكيّة المزعجة.
أسباب فرط الحركة وتشتت الانتباه
العامل الوراثيّ كوجود تاريخ عائليّ لدى أحد الأبوين أو كلاهما يزيد احتمالية إصابة الأبناء بهذه المشكلة.
وفاة أحد الأبوين بشكلٍ مفاجيء أو حدوث طلاق وتشتت بين أفراد العائلة.
الإصابة بأمراض نفسيّة في عمر مبكر كالإكتئاب أو الرهاب الخ.
إساءة معاملة الطفل بالضرب أو التعذيب أو الإيذاء اللفظي خصوصاً أمام إخوانه أو أصدقائه وزملائه في المدرسة.
سوء التغذية وعدم الاهتمام بالمأكولات المفيدة والانصراف إلى السكاكر والشيبس والحلويّات وغيرها.
الأرق أو عدم كفاية النوم لفترة طويلة بسبب مشاكل نفسيّة أو صحية أو اجتماعية.
طرق علاج فرط الحركة وتشتت الانتباه
العلاج السلوكيّ: وهو استخدام طرق مبتكرة لتعزيز التصرّفات الجيدة لدى الطفل في سنّ مبكّرة ونبذ الخاطئة، ويشترك في تعليمه كل من الأهل والمدرسة والطبيب، كإيجاد أساليب لتحسين الأداء الدراسي أو التدريب على التفاعل من البيئة الإجتماعية وتعلم آدابها وقوانينها.
العلاج بالتغذية: وهنا يتركّز العلاج على تغيير نمط الغذاء الذي يتناوله الطفل بإبعاده عن كلّ الحلويّات والسكاكر المشبعة بالألوان الصناعيّة والمنكهات " المحليات " الكيماوية والمواد الحافظة، خاصة في الفئة العمرية دون سن السادسة، وتوجيه الطفل للطعام المفيد من الخضار والفواكه واللحوم البيضاء، والأسماك، إضافة إلى ضرورة إدخال عسل النحل في غذائه اليوميّ لأثره المباشر على تخفيف هذا الاضطراب السلوكيّ.
العلاج بالأعشاب الطبية: يمكن استخدام عشبة " شقائق النعمان " أو ما يعرف بالدحنون في علاج هذه المشكلة لأثرها على تخفيف الاضطرابات العصبيّة، والقلق، والأرق، والنشاط الزائد في الدماغ لمفعوله المهدّيء والسريع على الجسم.
العلاج بالقرآن: إذ يمكن استخدام الرقية الشرعية الإسلامية المأثورة بقراءة القرآن على الطفل خلال جلسات متكرّرة حتى تخفّ هذه الأعراض وتتلاشى نهائياً.
العلاج الدوائيّ: هو آخر الحلول التي ينصح بها الطبيب لعلاج هذه المشكلة وفيها يعطى الطفل عقاقير مهدّئة للجسم وتزيد مستوى التركيز لديه، ويلجأ الطبيب إليها عند انعدام استجابة الطفل لجميع ما ذكر سابقاً، ولا ينصح باتباع هذه الطريقة لآثارها المستقبليّة على سلوك وصحّة الطفل، ويشترط استخدامه بعد إتمام سنّ السابعة من العمر بإشراف طبيب مختصّ.