أفضل المشروبات الساخنة في الشتاء

أفضل المشروبات الساخنة في الشتاء

مع الانخفاض الشديد في حرارة الجو في فصل الشتاء، وانتشار الفيروسات وأمراض الرشح والانفلونزا، يحتار الكثيرون في اختيار المشروبات المناسبة، فالبعض يحاول تعزيز مناعة جسمه، والبعض يحاول الشعور بالدفء من خلال مشروب دافئ، والبعض يتخوف من زيادة الوزن، لذا هذه بعض النصائح التغذوية التي ستساعدكم: 
صباحاً:
مشروبات الأعشاب الساخنة وبالتحديد مشروب الزعتر بالعسل؛ اذ أنه يخفف الاحتقان في الشتاء، ويمكن إضافة نصف ملعقة صغيرة من حبة البركة إليه، إذ أنها تعطي النشاط للجسم خلال ساعات النهار الطويله، إذ أثبتت العديد من الدراسات العلمية الحديثة فاعليتها في تنشيط الجهاز المناعي، مقاومة الالتهابات وتخفيف الالام المفاصل وأعراض الحساسية. وذلك نظرا لتركيبتها الفريدة من الزيوت الطيارة والأحماض الدهنية الأساسية والمواد المضاده للتأكسد وللالتهابات.
خلال اليوم يمكنك تناول:
- مشروب  الزنجبيل: قال تعالى:" يُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً"، الإنسان/1. 
وهو ذو تأثير مضاد للفيروسات، ويخفض الكوليسترول ودهنيات الدم، وينظم سكر الدم، وينصح بشرب كوب فقط يومياً، ولكن لا ينصح مرضى الضغط بشربه. 
- الشاي الأخضر: وقد أثبتت الدراسات منذ عقود ما يحويه من فوائد عديدة؛ فهو غني بالمواد المضادة للتأكسد، لذا فيساعد على مقاومة العديد من أنواع السرطانات، وتقوية مناعة الجسم، ويحارب الشيخوخة فيحافظ على البشرة.
كما أثبتت الدراسات أن للشاي الأخضر تأثيرا على خفض نسب الزيادة في الكوليسترول السيئ في الدم LDL، وكما يخفض ضغط الدم المرتفع ويخفض سكر الدم أيضا، والشاي الأخضر يعالج تسوس الأسنان.
واكتشف العلماء أن الشاي الأخضر يدمر البكتيريا المسببة للتسوس، ويحتوي بصورة طبيعية على مادة الفلورين التي تساعد في منع تكون التسوس في الأسنان. ويمكنك شرب لغاية 4 أكواب منه يومياً
على وجبة الغذاء أو العشاء.
كما ويمكن للفرد اختيار الشوربات مثل:
- شوربة العدس: تعتبر شوربة العدس وجبة متكاملة فهي توفر البروتين النباتي والحديد والزنك وفيتامين أ والعديد من فيتامينات ب مما يعزز من مناعة الجسم، إضافةً إلى الألياف الغذائية والقليل من النشويات، وتناولها يساعد على الشعور بالشبع لفترة طويلة، و ينصح عند تحضيرها إضافة السبانخ أو القرع الأصفر أو السلق لزيادة قيمتها الغذائية.
- شوربة الخضار مع  الشوفان: يتميز الشوفان بكونه البديل الأفضل من النشويات لمرضى السكري والقلب والجهاز الهضمي، وذلك لاحتوائه على الألياف النباتية الذائبة، إضافة إلى العديد من الفيتامينات (ب ، أ و د) والمعادن الهامة، وكما ننصح بإدخاله لغذاء أطفالنا، وللرياضين والعاملين لساعات طويلة لما له من تأثير مضاد للإجهاد والأرق ومقوٍ للأعصاب.
أما في المساء فيمكنك اختيار ما يلي:
- مشروب القرفة الساخنة مع ملعقة كبيرة من الجوز: فالقرفة واقية من مرض السرطان، وتعمل على تنظيم معدل السكر في الدّم، وتزود الجسم بكميّات جيدة من الحديد، وتساعد القرفة على تنشيط الدَورة الدّمويّة وزيادة تدفق الدّم في الأوعيّة الدّمويّة وتقلل من تجلط الدّم. وهي بذلك تساعد الأشخاص الذين يعانون من مشكلة ضعف الدّورة الدّمويّة إلى الأطراف أي إلى اليدين والقدمين، ومفيدة لمن يعاني من مشكلة تثليج الأصابع في فصل الشتاء، وكما أنّها تساعد القرفة على تقليل مستويات الكوليسترول في الدّم، وتساعد على علاج ألم الرأس والصداع وخاصة الناتج عن التعرض لتيارات الهواء الباردة، وكما تعمل كمنبه للدماغ وقد تساعد على تقويّة الذاكرة. وتساعد القرفة على الوقاية من أمراض الجهاز التنفسيّ فهي مفيدة لتخفيف من السعال ومن احتقان الحلق وغيرها.
ولكن ينبغي عدم الإكثار من شربها والاقتصار على كوب واحد فقط. 
- مشروب السحلب: وهو يعتبر مصدرا جيد للعديد من الفيتامينات المهمة (ب ، ك ، أ و د) والبروتين وله أهمية في تنشيط الجهاز المناعي ضد الانفلونزا أو الالتهابات المعوية. كما يساعد على الشعور بالشبع مساء.
إعداد اختصاصية التغذية العلاجية :
ربى العباسي
ماجستير التغذية السريرية

تتغير الأمزجة من فصل إلى آخر وتتغير معها احتياجات الإنسان المختلفة، من أكل وشرب وطريقة قضاء الأوقات. وفي الشتاء تظهر في الاسواق المحلية "مشروبات خاصة بالبرد"، كما يحلو للبعض أن يسميها، مثل السحلب وشوربة عدس.
   وتختص محلات البوظة والأكشاك الصغيرة في بيع مثل هذه المشروبات الساخنة، التي تحاول إيجاد التوازن في فصل الشتاء للتخفيف من حدة برودة الطقس.
   ولا يقتصر بيع مثل هذه المشروبات على فئة من محلات بيع البوظة، فما أن يطل فصل الشتاء حتى يبدأ عرض مثل المشروبات في كثير من محلات وأكشاك بيع المشروبات الساخنة ومن أهمها شوربة العدس والسحلب والقرفة واليانسون والكاكاو و"هوت شوكلت".
   وفي الوقت الذي تعتبر فيه هذه بيع هذه المشروبات الشتوية "مهنة مؤقته" بالنسبة لبعض المحلات لأنها تقوم بعرضها وبيعها فقط في فصل الشتاء، فإنها تعد "مهنة دائمة" على مدار العام للمحلات المتخصصة ببيع هذه المشروبات.
   "المحل يبيع المشروبات الساخنة خلال موسم الشتاء فقط لأنها تلاقي اقبالاً لافتاً من الناس عليها"، يقول الموظف في أحد محلات ببيع البوظة أيمن مراد.
   ويبين أن فصل الشتاء موسم جيد لبيع مثل هذه المشروبات لأن اقبال الناس بشكل عام يزداد على المشروبات التي تجلب الدفء والحرارة.
   ويعمل مراد (36 عاماً) في هذا المجال منذ ثمانية أعوام، وهو يرى أن هناك مشروبات أخرى يزداد الطلب عليها في فصل الشتاء ومنها "الهوت شوكلت" والشاي بنكهاته المتعددة بالإضافة إلى " الكابتشينو". ويوضح مراد بأنهم يقومون بتحضير تلك المشروبات بأنفسهم داخل المحل حرصاً منهم على تقديمها طازجة للزبائن يومياً.
   ويصف صاحب محل صغير لبيع المشروبات الساخنة جمال قعوار السحلب وشوربة العدس بـ"المشروبات الموسمية" التي تصبح مرغوبة في فصل الشتاء، مع أنه يبيعها على مدار العام.
   ويتراوح سعر "كأس السحلب" أو "شوربة العدس" بشكل عام بين 60 قرشا لتصل لغاية 90 قرشا. ويوضح قعوار أن "منطقة المحل تتحكم في تحديد سعر البيع"، ففي عبدون يباع كأس السحلب بـ 90 قرشا، وفي وسط البلد يباع بـ 25 قرشا. 
   أحد الزبائن المترددين بكثرة على شراء "السحلب" عصام عصفور (36 عاماً) الذي يواظب على شربه منذ حوالي ثمانية أعوام مفضلاً إياه على المشروبات الأخرى لأنه "يلائم فصل الشتاء". ويشعر عصام (موظف) بالدفء بعد شربه. ويشير إلى أنه يسمع كثيراً من العائلة والأصدقاء بأن له فوائد صحية ولكنه لا يعرف ما هي بالتحديد.
   ولكن يبدو أن المشروبات الشتوية الساخنة المحببة لدى الكبار والصغار لا عد لها أو حصر، فهناك أيضا مشروب الكاكاو، ومشروب اليانسون الساخن الذي يعد من أهم المشروبات التي يقبل عليها الجميع في فصل الشتاء لما يتميز به من طعم مستساغ ورائحة عطرية مميزة.
   واليانسون نبات مصري قديم احتل مكانة علاجية مهمة عند الفراعنة وما يزال يزرع بكثرة حتى اليوم في محافظات صعيد مصر، والجزء المستخدم منه هو البذور بعد نضجها.
   وتفضل علياء اليوسف تناول اليانسون والقرفة والنعناع على المشروبات الغازية، خصوصاً في فصل الشتاء لأنها "تهضم الطعام أكثر".
وتعزو اليوسف (28 عاماً) ارتباط مثل هذه المشروبات بفصل الشتاء كونها "جزءا من العادات التي اعتاد عليها الناس وأخذوها عن أجدادهم"، فضلا عن جانب فوائدها العديدة التي تمد الإنسان بالدفء والحرارة وتخفف من آلام البرد.
   وفي الوقت الذي تشكل فيه هذه المشروبات تقليداً محبباً لدى فريق من الناس في فصل الشتاء، لا تستغني فئة أخرى عن المشروبات الغازية طوال فصل الشتاء ولا تقبل باستبدالها بمشروب "السحلب".
   وتعتبر المشروبات الغازية لدى عماد العمري (موظف) "المشروب التقليدي" لديه عند تناول أية وجبة. ويرفض العمري شراء مثل هذه المشروبات التي تعبأ في أكواب بلاستيكية، مبرراً وجهة نظره بأنه لا يثق بشرائها من خارج البيت وخصوصاً التي تدخل في تصنيعها مواد مثل الحليب، ويشكك بها من "باب النظافة".
   وعن مدى التزام هذه المحلات بالنظافة ومراعاة شروطها يؤكد مراد على أن وزارة الصحة وأمانة عمان تكشفان باستمرار على المحل، وتتفقدان شروط النظافة، كما أنهما تأخذان أحياناً عينات بسيطة من هذه المشروبات للفحص والتأكد من ملاءمتها للمواصفات الصحية.
   كما أنهم يحرصون كموظفين على إرتداء الكفوف البلاستيكية طوال فترة تواجدهم وعملهم في المحل.
   ويعتبر السحلب نباتا عشبيا معمرا ذا درنات مستطيلة، والجزء المستخدم منه هو الدرنات بعد تجفيفها، وتقف إيران على هرم الدول كمركز تصدير لأجود أنواع السحلب في العالم، ويباع السحلب في الأسواق إما على هيئة جذور جافة أو على هيئة مسحوق أبيض اللون مضاف إليه المكسرات والسكر واللبن الجاف وجوز الهند، وهي المواد التي ترفع من قيمته الغذائية وسعراته الحرارية.
   وتحتوي جذور السحلب على 50% مواد غروية ومواد هلامية وبروتينات، و30% نشا و13% دكسترين وسكريات خماسية وسكروز، وقليل من أكسالات الكالسيوم وبعض الأملاح المعدنية وبعض الزيوت الطيارة، لذلك يعتبر السحلب ذا قيمة غذائية عالية.
   ويجمع اختصاصيو تغذية على أن شراب السحلب الساخن مفيد في علاج حالات النزيف الداخلي وقرحة المعدة بالإضافة إلى أنه يعالج حالات المغص المعوي والنزلات المعوية، إضافة إلى أنه مضاد للإسهال المزمن ويفيد في علاج حالات الدوسنتاريا والبواسير والسل الرئوي والبول الدموي والتيفود والإسهال.
   وأثبتت الأبحاث الحديثة أنه يفيد في علاج ضعف الدورة الدموية ومفيد للناقهين من الأمراض، ولعلاج بعض حالات التسمم حيث إنه ملطف ومنشط للدورة الدموية. ويعتبر مشروب القرفة مشروبا شتويا مدفئا للجسم وفاتحا للشهية. جاء اسمه ضمن العديد من الوصفات العلاجية في البرديات الطبية الفرعونية.
   ويتم الحصول على القرفة من قشور اللحاء الداخلي للأشجار وغالبا ما تكون سمراء اللون أو مائلة للاحمرار وهي سهلة التكسير حريفة الطعم حلوة المذاق ورائحتها عطرية نفاذة.