الأمم المتحدة ترد على احتجاج المغرب وتشكّك في وجود تحركات عسكرية للبوليساريو في الصحراء
محمود معروف
Apr 04, 2018
الرباط – «القدس العربي» : قد يكون من تداعيات تشكيك الأمم المتحدة في الاتهامات التي وجهّها المغرب الى البوليساريو أزمة بين الرباط ونيويورك، تسبق بأيام الدورة السنوية لمجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالنزاع الصحراوي.
وقال ستيفان دو جاريك، الناطق الرسمي باسم الأمين العام الأمم المتحدة مساء الاثنين في الندوة الصحافية الدورية في مقر المنظمة في نيويورك، رداً على احتجاج المغرب من استمرار عمليات التوغل العسكري لجبهة البوليساريو في المنطقة العازلة حيث تتولى المنظمة الدولية مسؤولية مراقبة وقف اطلاق النار بين الطرفين «نعم لديّ معلومات.. زملاؤنا في بعثة المينورسو لم يلاحظوا أي حركة لأي عناصر مسلحة شمال هذا الإقليم، المينورسو تُواصل مراقبة الوضعية عن كثب».
وقالت الأوساط المغربية ان جواب منظمة الأمم المتحدة، يثير غضب الدبلوماسية المغربية، بعد أن أكد المغرب في شكواه الرسمية إقامة الجبهة منشآت جديدة في منطقة المحبس خلف الجدار الذي تزنر به 80 في المائة من المناطق الصحراوية المتنازع عليها فيما تقول جبهة البوليساريو ان المناطق الباقية 20 في المائة مناطق محررة ولها حق التحرك بها.
وقال المغرب أن «نحو 14 عنصراً مسلحاً تابعين لجبهة البوليساريو دخلوا المنطقة على متن أربع سيارات من نوع جيب، فقاموا بنصب خيام وتمركزوا فيها لما يناهز ساعة كاملة قبل أن يغادروا المكان ويسحبوا آلياتهم بعدما نصبوا خيامهم».
كما أظهرت صور مجموعة شبابية من جبهة البوليساريو تدعى «صرخة ضد الجدار» تنظم وقفة احتجاجية برفقة أجانب، نددوا فيها باستمرار هذا الجدار الأمني.
وأفادت تقارير إعلامية مغربية، أن جبهة البوليساريو اخطرت عددا من سكان مخيم «الداخلة» المتواجد في منطقة تيندوف الجزائرية حيث التجمع الرئيسي للاجئين الصحراويين وجبهة البوليساريو، بالاستعداد للرحيل من المخيمات باتجاه مكان قريب من المنطقة العازلة، قرب الجدار الأمني الذي شيده المغرب سنوات الثمانينات، والتي تعتبر منطقة منزوعة السلاح بمقتضى قرار أممي لوقف إطلاق النار في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2011.
وقالت ان قوات الجبهة اقتربت يوم الخميس الماضي من منطقة أسا الزاك، تحت مرمى النيران المغربية، وحفروا خندقا واستعملوا ساترا رمليا، كإعلان منهم عن استعدادهم للحرب، كما أعلنت الجبهة عن عزمها تغيير مقر إدارتها إلى منطقة تفاريتي وبئر الحلو في المنطقة العازلة.
المغرب يحذر
وحذر المغرب الأمم المتحدة من أن تحريك أي بنية مدنية أو عسكرية أو إدارية أو أياً كانت طبيعتها للبوليساريو من مخيمات تندوف في الجزائر إلى شرق الجدار الأمني الدفاعي للصحراء المغربية تشكل «عملا مؤديا إلى الحرب».
وقالت رسالة بعثها عمر هلال، السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، لرئيس مجلس الأمن الدولي لدورة نيسان/ ابريل غوستافو ميازا كوادرا أن «هذا العمل غير القانوني للأطراف الأخرى يهدد بشكل خطير المسلسل السياسي الأممي، الذي يعمل الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص، من دون كلل، من أجل إعادة إطلاقه. وانهم بانتهاكاتهم المتكررة التي تمتد الآن إلى عدة مناطق شرق الجدار الأمني الدفاعي في الصحراء المغربية، تهدد الأطراف الأخرى بشكل جدي أي فرصة لإعادة إطلاق العملية السياسية».
وقالت رسالة بعث بها ممثل جبهة البوليساريو في نيويورك احمد البخاري أن جبهته تدحض بشكل قاطع جميع الادعاءات التي لا أساس لها من الصحة والتي أدلى بها المغرب فيما له علاقة بشروط وقف إطلاق النار الذي تشرف عليه الأمم المتحدة والاتفاق العسكري رقم 1 ذي الصلة في الصحراء الغربية فضلا عن الوضع الحالي على الأرض.
وأضافت الرسالة إن شروط وقف إطلاق النار لعام 1991 والاتفاق العسكري رقم 1 لعام 1997 ، التي قبلت بها كل من جبهة البوليساريو والمغرب، لا لبس فيها ولا تترك مجالا للتفسيرات المغرضة. علاوة على ذلك، فإن بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) موجودة على الأرض في الصحراء الغربية، وتشمل ولايتها التي حددها مجلس الأمن، من جملة أمور، مراقبة الحالة المتعلقة بوقف إطلاق النار والاتفاق العسكري رقم 1 ذي الصلة والتقرير عنهما. إلا أنها لم تبلغ عن أي انتهاكات من جانب جبهة البوليساريو ذات الطبيعة التي يدعيها المغرب، وهي حقيقة تشكك بالفعل في مزاعم هذا الأخير وتكشف دوافعه الخفية.
وفي إطار التعبئة التي يقوم بها المغرب لمعركته القادمة وبعد جلسات برلمانية وترأسه اجتماعا لزعماء الاحزاب الممثلة بالبرلمان ترأس سعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية مساء الاثنين اجتماعا مع أمناء عامين وكتاب أولين للمركزيات النقابية، وكذا مع الأمناء العامين للأحزاب غير الممثلة في البرلمان، خصص لاستعراض آخر تطورات هذه الازمة.
وقال بلاغ أُرسل لـ«القدس العربي» ان العثماني شدد على أن المغرب لم ولن يسمح بتغيير المعطيات على أرض الواقع بالمنطقة العازلة، لا سيما تشييد بعض البنايات فيها، وأن أي عمل من هذا القبيل يعتبره المغرب اعتداء عليه وأن الملك أبلغ الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة رفضه لما تقوم به الجبهة من استفزازات، كما أن الملك سيبلغ كافة رؤساء الدول الصديقة بآخر التطورات التي تعرفها المنطقة.
وتوجه ناصر بوريطة وزير الخارجية المغربي، بعد توقف في باريس، الى واشنطن حيث يلتقي الثلاثاء مسؤولين أمريكيين، كما سيعقد في نيويورك لقاءات مع مسؤولين في الأمم المتحدة وذلك في وقت تواصل فيه الاحزاب المغرب اصدار بيانات وزعماؤها يصرحون بضرورة الرد الحاسم على تحركات جبهة البوليساريو في المنطقة العازلة.
وعقدت جبهة البوليساريو امس الثلاثاء اجتماعا طارئا لهيئة أركانها مباشرة بعد التعبئة المغربية، وقال موقع الأيام 24 المغربي ان اجتماع هيئة اركان الجبهة الدي ترأسه ابراهيم غالي حضره لأول مرة ممثلون عن سكان المخيمات ، الدين تحاول البوليساريو تعبئتهم بعد التطورات الأخيرة وان أول قرار اتخدته هيئة أركان الجبهة/ دعوة جميع المجندين الذين كانوا في عطلة او لديهم رخصة غياب.
وكشفت المصادر أن التطورات الأخيرة قسمت آراء قيادات الجبهة، ففي الوقت الدي يدعو البعض إلى التصعيد فإن بعض قياديي البوليساريو لا يحبذون الحرب، معتبرين أنها ليست في صالح جميع الأطراف.
ودخلت إسبانيا على خط الأزمة التي تشهدها الصحراء واتصل الاثنين وزير خارجيتها ألفونسو داستيس بمحمد خداد، منسق جبهة البوليساريو مع مينورسو ورئيس لجنة خارجية الجبهة وطلب منه تهدئة الوضع قدر الإمكان.