ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين .. الأكذوبة الكبرى، بقلم د. هاني السباعي الأحد 28 أبريل 2013, 9:23 am | |
|
إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين .. الأكذوبة الكبرى، بقلم د. هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم وبعد. هذا مقال للرد على زعم إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين على النحو التالي:
أولاً: تقدمة. ثانياً: محاور أساسية لفهم الصراع. ثالثا: ولاء الأرمن للروس وتمردهم على العثمانيين أمثلة ونماذج. رابعاً: شهادة مدفونة في أضابير قسم الوثائق الأمريكية. خامساً: صفوة القول.
أولاً: تقدمة: لقد تبنى هذه الأكذوبة (إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين) من استخدم الأرمن في تحقيق مطامعه السياسية فهم أنفسهم أعني روسيا القيصرية هي التي صنعت الأرمن ومنحتهم بغير حق معظم الأراضي التي طردت المسلمين منها في خلال حروبها المستمرة لعدة قرون مع الدولة العثمانية! فقد كانت روسيا القيصرية تمارس إرهاباً منظماً ضد رعايا الدولة العثمانية حيث كانت تبيد مدائن وقرى كاملة كانت عامرة بالمسلمين، ومن تبقى على قيد الحياة منهم كانت تجبره على النزوح القسري مستولين على كل ممتلكات هؤلاء المسلمين المظلومين الذين تعرضوا لأبشع عملية استئصال جماعي في تاريخ البشر! وفي نفس الوقت كانت القوات الروسية بزعم الدفاع عن المسيحية! تقوم بعملية إحلال وتجديد من خلال توطين الأرمن الموالين لها في حروبها مع الدولة العثمانية أراضي المسلمين الذي هجروها قسراً أو قتلوا إبادة! وقد كانت روسيا القيصرية تمد المتمردين الأرمن بالمال والسلاح والعتاد بمجرد حدوث أدنى نزاع بين مسلم من رعايا الدولة العثمانية وأرمني موال لروسيا القيصرية فلم يكن مسموحاً للمسلم أن يرد عدوان عصابات الأرمن التي تغير على القرى وتنتهك الأعراض فإذا حاول المسلم أن يدافع عن عرضه وأرضه تقوم هذه العصابات المدعومة روسيا بإبادة القرية وحرق من فيها! لقد استخدمت روسيا المتمردين الأرمن لتوسيع مناطق نفوذها واحتلال البلاد الخاضعة للدولة العثمانية وهذا ما ساعد فيما بعد على تكوين الاتحاد السوفيتي منذ الثورة البلشفية عام 1917م!
وأكد على ذلك لورانت شابري وآني شابري في كتابهما (سياسة وأقليات في الشرق الأدنى ترجمة د.ذوقان قرقوط ص311) رغم أنهما لم يكونا محايدين على الإطلاق في كتابهما المذكور! لكن على أية حال فقد ذكرا رغم تعصبهما للأرمن: "وقد أبصر الأرمن الباقون في أرمينيا، الخاضعون من جهة للأتراك ومن الجهة الأخرى للفرس، أملاً كبيراً في نهاية القرن الثامن عشر وهم يرون إلى القوة الروسية، القوة المسيحية تظهر على مسرح الشرق الأدنى. وتظهر الرغبة في الامتداد إلى ما وراء القوقاز، نحو الجنوب والجنوب الشرقي. قبل ذلك في القرنين السادس عشر والسابع عشر، حاولا الأرمن -عبثاً بلا جدوى-العثور على عون في الغرب المسيحي، متوقعين تدخلاً عسكرياً من الدول الغربية ينقذهم من النير التركي. ولم تثبط روسيا هذه الآمال الجديدة، واجدة في جيوش المتطوعين الأرمن التي شنت على الفرس، احتلال الأراضي التي تشكل اليوم صورة تقريبية أرمينيا السوفيتية" أهـ. لعل متسائلاً يقول متى ظهرت المسألة الأرمنية دولياً؟ ولماذا يصر الأرمن على أنهم قد تعرضوا للإبادة على أيدي العثمانيين؟ للإجابة على هذا نحاول أن نسلط الضوء على المحاور التالية:
ثانياً: محاور أساسية لفهم الصراع:
المحور الأول:
لقد تم تدويل المسألة الأرمينية لأول مرة بموجب معاهدة (سان ستيفانو):فعقب انتهاء الحرب الروسية التركية لعام 1877م – 1878م عقد الطرفان معاهدة سان ستيفانو وبرلين عام 1878م حيث مهد البند رقم 16 والبند رقم 61 بتدويل المسألة الأرمنية التي لا تزال تستخدم فزاعة لابتزاز الأتراك حتى وقتنا الحاضر.
المحور الثاني: لا بد من دراسة الحقبة التاريخية التي يزعم الأرمن أنهم قد تعرضوا فيها للإبادة وهي تقريباً الفترة من (1821م إلى 1922م).. مع دراسة منطقة جغرافية كبرى كانت خاضعة للدولة العثمانية من قفقاسيا إلى الأناضول والبلقان بما في ذلك بلغاريا واليونان حيث كان معظم سكان هذه الأراضي الشاسعة يدينون بالإسلام! وهناك بالفعل دراسات جادة حول هذا الموضوع رغم ندرتها مثل الدراسة التي أعدها جستن مكارثي في كتابه (نفي وموت) حيث قامت بدعمه وتمويله (هيئة وقف الولايات المتحدة الأمريكية القومي للدراسات الثقافية للبحث في الحرب العالمية الأولى وآثارها، ومؤسسة الدراسات التركية للبحث في وفيات وهجرات الأتراك بالاشتراك مع بعض الجامعات الأمريكية والبريطانية.. ويعتبر هذا البحث من أفضل ما كتب في هذا الشأن رغم تحفظنا على بعض الملاحظات التي لا تقلل من قيمة البحث وجديته والجهد المبذول فيه وقد ترجم إلى اللغة العربية في الكتاب الموسوم (الطرد والإبادة) نشرته قدمس للنشر والتوزيع بدمشق وهو كتاب جيد في مجاله. وبالطبع فإن دراسة هذه المنقطة جغرافيا وتاريخيا وطبيعة الصراع القائم في تلكم الحقبة يحتاج إلى العديد من الأبحاث والدراسات الوثائقية ليستبين للمنصفين من ذوي العقول عظم الفرية التي يرددها الغرب حول ما يسمى (بإبادة الأرمن)! في الوقت الذي يتجاهل فيه الكتاب الغربيون مصير ملايين المسلمين الذي شردوا من أوطانهم وقتلوا على أيدي الروس والأرمن والبلغار واليونان والصرب في نفس الحقبة المذكورة حتى عام 1922م ! وعلى حد تعبير مكارثي: "كانت هناك مجتمعات مسلمة في منطقة بحجم أوربا الغربية كاملة قُلصت أو أبيدت. تقلصت مجتمعات البلقان التركية العظيمة إلى جزء من أعدادها السابقة. في القفقاس طرد الجركس واللاز والأبخاز والأتراك وآخرون من جماعات مسلمة صغيرة. تغيرت الأناضول، وغربي الأناضول وشرقيها أقرب إلى الخرائب. أنجزت إحدى أكبر مآسي التاريخ" أهـ (مكارثي: ص327 بتصرف).
المحور الثالث: دور جماعة الاتحاد والترقي في إسقاط الخلافة العثمانية وذلك عام 1908م وإجبار السلطان عبد الحميد الثاني على الاعتزال! وإدخال فقرة في الدستور الجديد تسمح لكل المواطنين العثمانيين بالتسلح مما وفر غطاءً قانونياً للأقليات بالتسلح! واستغل الأرمن هذا التشريع الجديد بجمع وتخزين الأسلحة التي حابوا بها المسلمين وقتلوهم! حيث بدأ العدوان الأرمني على المسلمين في مدينة أطنة Adana قبل منتصف عام 1909م بقيادة أسقف مدينة (أسفين) المدعو موستش!
المحور الرابع: دور السفراء والقناصل الغربيين والمبشرين البروتستانت الأمريكيين في تضليل الرأي العام ونشر تقارير مبالغ فيها عن قتلى الأرمن وغض الطرف عن قتلى المسلمين بل وتعمد الكذب في أحايين كثيرة وقد كان للقنصل الأمريكي المتهم بالتعصب للأرمن دور في نشر هذه الأضاليل! ولم يكن القنصل الفرنسي أقل افتراءً من القنصل الأمريكي والروسي وغيرهم! وللأسف الشديد فإن السلطان عبد الحميد كان يثق في أن الحكومة البريطانية تريد الحفاظ على وحدة الممالك العثمانية! لكنه كان قد استفاق بعد فوات الأوان! يقول روبير مانتران في كتابه تاريخ الدولة العثمانية وهو كتاب فيه كثير من الآراء غير السديدة! يقول في الجزء الثاني من الكتاب المذكور: "ومنذ 1878 إلى 1879م يبدأ عبد الحميد في الاشتباه في أن إنجلترا تريد التخلي عن سياستها التقليدية الخاصة بالحفاظ على وحدة الأراضي العثمانية. وهذه الشكوك تغذيها الضغوط التي تمارسها الحكومة البريطانية على السلطان عبد الحميد حتى يضطلع بالإصلاحات الموعودة في الولايات الأرمنية؛ ويزيد من احتدادها تولي(جلادستون) زعيم حزب الأحرار لرئاسة الحكومة البريطانية في مايو عام 1880م، وهو عدو سافر للأتراك منذ مذابح بلغاريا. وتؤكدها بشكل ما هيمنة لندن على مصر عام 1882م. فمنذ ذلك الحين شهدت الديبلوماسية الإنجليزية، على نحو ما ينظر إليها في استنبول، انقلاباً كاملاً"أهـ (روبير مانتران: تاريخ الدولة العثمانية/ترجمة بشير السباعي/دار الفكر للدراسات والتوزيع/القاهرة/ج2 ص165).
المحور الخامس: الدعاية الغربية المضللة التي كانت تنشرها وسائل الإعلام من قلب للحقائق وتصوير المسلمين على أنهم همج وبرابرة متوحشون! وفي المقابل تصوير الأرمن على أنهم أتقياء بررة وعباقرة أذكياء متسامحون! المحور السادس: لقد ظهرت هذه المشاكل والقلاقل التي أثارتها القوى المعادية للدولة العثمانية في مناطق نفوذها في القفقاس والقرم والبلقان والأناضول وأثرت على مصير المسلمين في هذه المساحات الشاسعة بسبب عدة عوامل أساسية:
(أ) ضعف الدولة العثمانية وشيخوختها حتى وصفت بعد ذلك بالرجل المريض.
(ب) التحريض على الوعي القومي المسيحي بين الطوائف التي تعيش في كنف الدولة العثمانية فقد حرصت الدول الكبرى الطامعة في تقسيم أملاك الدولة العثمانية على تحريض الطوائف غير المسلمة على التمرد وإحياء النعرات القومية كما حدث مع الأرمن والبلغار واليونان والصرب!. وهذا ما أشار إليه روبير ما نتران:"والواقع أن الحركة القومية الأرمنية بعد عام 1878 يرتبط إلى حد بعيد بالتحليل الذي أجره المثقفون الأرمن للاستقلال البلغاري: فقد تم الحصول على هذا الاستقلال بفضل أوروبا، فعلاً، لكنه تم أساساً بفضل الأساليب العنيفة التي لجأت إليها (اللجان الثورية البلغارية). وهكذا فإن النموذج البلغاري يهيمن على تفكير المناضلين الأرمن، خاصة أولئك الذين سوف يتجهون إلى إنشاء المنظمات الأولى. والواقع أن الأحزاب الثورية الأولى تبدأ في الظهور في أواسط ثمانينيات القرن التاسع عشر: حزب (أرمينكان) الذي تأسس في (فان) عام 1885م على أيدي عدد من المربين، ثم الحزبان الكبيران اللذان، خلافاً للحزب الأول، سوف يجري تأسيسهما على أيدي أرمن من القوقاز ليس لهم مع أرمينيا التركية غير القليل من الروابط: الهينتشاق(الجرس) الذي تأسس في جنيف عام 1887م، والداشناق (الاتحاد الثوري الأرمني) الذي تأسس في عام 1890م في تفليس" أهـ (روبير مانتران: ج2 ص217). (ج) التوسع الاستعماري الروسي الذي ظل يبتلع أملاك الدولة العثمانية قطعة قطعة. هكذا نستطيع من خلال هذه المحاور فهم الملف الأرمني الذي يستخدمه الغرب ضد الدولة التركية الحديثة رغم ابتعادها عن الإسلام ومحاربتها له عن طريق علمنة كافة المناحي الحياتية في تركيا بغية إرضاء الغرب والدخول في جنة الاتحاد الأوروبي الموعودة! ذلك الاتحاد الذي لا ولن يرضي عن دخول تركيا حتى تلج تركيا (سم الخياط)! فقادة الغرب يعلمون جيداً أن كمال أتاتورك قد فعل ما لم يكن الأوروبيون أنفسهم يحلمون به! وفي نفس الوقت يعلمون أن الشعب التركي رغم ابتعاده كثيراً عن الإسلام الحقيقي غير أن روح الإسلام لا تزال تسري في جسده وأن هناك حنيناً لعودة عظمة الإسلام التليد أضحت تنتشر في الآونة الأخيرة رغم محاولات العسكر حصار هذه الروح وخنقها في مهدها! لذلك يتخوف القادة الأوروبيون بدخول تركيا الاتحاد الأوربي لأنهم يعتقدون أن هذا الاتحاد الأوروبي ناد مسيحي! لا يسمح للمسلمين بعضويته!
ورغم تحالف تركيا مع أميركا إلا أن قادة الولايات المتحدة غير مطمئنين على مصالح بلادهم في المستقبل البعيد لذلك فإنهم سيتبنون في نهاية المطاف قراراً بإدانة تركيا في إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين! بغية ابتزاز تركيا واتخاذ هذا القرار تكأة لحصار تركيا اقتصادياً والتدخل عسكرياً إن خرجت تركيا عن علمنتها المتطرفة وغيرت بوصلتها إلى الحكم بالإسلام في المستقبل القريب أو البعيد! لأنه في هذه الحالة ستتحالف أوروبا وأمريكا في حرب ضروس أشبه بحرب عالمية ثالثة أو رابعة أو خامسة ضد تركيا لاستعادة القسطنطينية وضمها إلى الغرب!
ثالثا: ولاء الأرمن للروس وتمردهم على العثمانيين: لقد كان للولاء الديني الدور الأبرز في الصراع بين روسيا القيصرية والدولة العثمانية حيث لم يكن مفهوم الجنسية قد ظهر في تلك الحقبة وقد أكد على هذا مبدأ الولاء الديني مكارثي في كتابه المذكور آنفاً: "من الواضح أن الأرمن في ظل الحكم الروسي والعثماني كانوا يرون بعضهم إخوة، مهما كانت جنسياتهم والأمر نفسه صحيح عند المسلمين. من غير المؤكد إذا كان مفهوم الجنسية، بالمقارنة بالانتماء الديني، توطد على نحو كبير في أي من القفقاس أو شرقي الأناضول قبل عشرينيات القرن العشرين. في الشرق شعر المسلم القفقاسي بأنه أقرب إلى مسلم أناضولي منه إلى أرمني قفقاسي تماماً كما نسب الأرمني الأناضولي الشرقي نفسه إلى أرمن القفقاس، وليس إلى المسلمين الأناضوليين. إن انتماءهم الرئيس لجماعاتهم الدينية برهنت عليه حروب القفقاس وشرقي الأناضول المرة تلو الأخرى" (جستن مكارثي: الطرد والإبادة ص49 بتصرف). أقول إن مبدأ الولاء الديني ليس مستغرباً في تاريخ الأمم، لكن المستغرب أن يتم إقصاء هذا المبدأ في تقويم طبيعة الصراع عبر التاريخ. وللتدليل على أهمية الولاء الديني أن روسيا القيصرية كانت تضطهد الكنيسة الأرمينية ثم غيرت معاملتها لهم في عهد بطرس الأكبر! للاستعانة بهم في حروبهم التوسعية ضد الدولة العثمانية وقد تفهم ذلك الأرمن على أساس أنهم والروس ينتمون في النهاية إلى الديانة النصرانية وأن عدوهم واحد (الدولة الإسلامية العثمانية)! والحقيقة أن الأرمن تعاملوا بنفس المنطق مع الفرنسيين وشكلوا فيلقاً يتبع الجيش الفرنسي في قليقلية عاث في الأرض فساداً على أساس أن الفرنسيين أيضاً إخوانهم في العقيدة وعدوهم مشترك! وكان للمبشرين البروتستانت الأمريكيان دور بارز في تأجيج الصراع وكانت الأخوة الدينية هي التي تربطهم مع الأرمن بل وتحجب حقيقة المجازر التي كانت يرتكبها الأرمن في حق المسلمين! وليس هذا تعصباً مني ومغالاة في فهم طبيعة الصراع فجميع الشواهد التاريخية تؤيد ذلك والواقع المعاصر يعضد هذا الرأي! راجع مناطق الصراع في العالم: فلسطين/العراق/ كشمير/أفغانستان/بورما/تايلاند/البوسنة والهرسك/الجبل الأسود/الصومال/دار فور/التضييق على المسلمين في الغرب)!! هل كل ذلك مصادفة وبدون قصد ولا دخل للولاء الديني في هذا الصراع وشن هذه الحروب الظالمة؟!
|
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين .. الأكذوبة الكبرى، بقلم د. هاني السباعي الأحد 28 أبريل 2013, 9:24 am | |
| [color=darkblue]
أمثلة على ولاء الأرمن للروس وتمردهم على الدولة العثمانية: لقد ذكر مكارثي في دراسته العديد من الشواهد التاريخية على ولاء الأرمن لروسيا ونحن بدورنا نلخص أهم هذه الشواهد عبر النقاط التالية: الأول: في عهد القيصر بطرس الأكبر بدأ يقوى اتكال الأرمن على روسيا وأملهم في مساعدات من هذا الجانب منذ غارات الروس الأولى على القفقاس منذ حكم بطرس المذكور حين أسسوا قوة عسكرية ليساعدوا غزو القياصرة المنطقة، تعهد الأرمن القفقاس بالولاء والدعم للقياصرة الروس. الثاني: في خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر دعم الأرمن (رؤساء كنائس/علمانيون/وبقية طوائف الشعب) الغزو الروسي لولايات المسلمين في القفقاس والإطاحة بحكامها المسلمين. الثالث: علم الأرمن جواسيس للروس ضد حكامهم المسلمين سواء العثمانيين أو الأرمن الذين كانوا رعايا الدولة الفارسية. الرابع: حين كانت مدينة دربند Derbendتحت الحصار الروسي عام 1796م أرسل سكانها الأرمن إلى الغزاة معلومات عن مصادر الإمداد المائي للمدينة، ما أتاح للروس أن يهزموا أهل (خان دربند). الخامس: صرح رئيس أساقفة أرمني (أرغوتنسكي - دولغوروكوف) علانية في تسعينات القرن الثامن عشر، بأمله وإيمانه أن الروس سيحررون الأرمن من حكم المسلمين. السادس: الرعايا الأرمن للإمبراطوريتين الفارسية والعثمانية، وكذلك الأرمن الذين يعيشون في الإمبراطورية الروسية قاتلوا إلى جانب الروس ضد بلاد فارس والإمبراطورية العثمانية في حروب أعوام (1827م إلى 1829م) وحرب القرم. السابع: أبدى الأرمن في الأناضول العثمانية ولاءهم للقضية الروسية بعملهم جواسيس بعملهم للروس. الثامن: كان الأرمن يعبرون من الأناضول الحدود ويقدمون تقارير عن تحركات القوات العثمانية في جميع حروب شرق الأناضول. التاسع: لقد ساعد الأرمن الأناضوليون الجيوش الروسية الغازية في عام 1827م وعندما غادر الجيش الروسي اتبع آلاف الأرمن هذا الجيش خارج الأناضول. العاشر: خلال حرب القرم، قدم الأرمن معلومات استخباراتية من مدينة قارص Kars المحاصرة للروس. الحادي عشر: مهد المرشدون الأرمن من الأناضول العثمانية الطريق للغزاة الروس في عام 1877م. الثاني عشر: رحب أرمن وادي الشكرد Elsekirt بالجيوش الروسية الغازية في عام 1877م، وعندما انسحب الروس غادر الجميع معهم. الثالث عشر: كان الأرمن في الأناضول والقفقاس حلفاء للروس في الحرب العالمية الأولى. لقد بدأ اتكال المتمردين الأرمن في الأناضول على الروس واضحاً بحلول منتصف القرن بالثورة في زيتون Zeyton عندما كانت هناك حاجة إلى موارد مالية لتقوية دفاعات زيتون ضد العثمانيين في عام 1854م بينما كان العثمانيون يقاتلون الروس في حرب القرم، حاول الثوار الأرمن الحصول على مساعدات مالية من الروس. الرابع عشر: في عام 1872م كتب سكان أرمن وان Van كونهم جالية إلى نائب الإمبراطور الروسي للقفقاس يطلبون المساعدة ضد حكومتهم؛ فقد طالبوا أن يصبحوا من الرعايا الروس وعلى نحو محدد بدأوا يجمعون أسلحة!. الخامس عشر: توالت الاتصالات بين الأرمن العثمانيين والإمبراطورية الروسية ضمن نشاطات الجماعات الثورية الأرمنية الرئيس، خصوصاً الطاشناق. وكانت أرمينية الروسية مركزاً لتجميع الأسلحة والتنظيم الثوري الموجهين ضد العثمانيين. السادس عشر:حول رئيس دير للراهبات (باغرات فاردابيت تافاكليان أو آكي) دير ديرك Derik على الجانب الفارسي للحدود العثمانية الفارسية، إلى مستودع أسلحة ونقطة تسلل المتمردين الأرمن في الإمبراطورية العثمانية. السابع عشر: استمر أرمن وجورجيون خصوصاً أولئك الذين كان لهم أقارب في إيران أو كانوا متورطين في أعمال هناك، في أن يكونوا مصادر مهمة للمعلومات عند المسؤولين الروس لذلك، كان لهم تأثير في القرارات السياسية والتكتيكية الروسية. أمر القيصر ألكسندر تسيتسيانوف أن يقصد البطريك دانييال وأتباعه الثامن عشر: قدم دانييال Daniel المرشح المدعوم من الروس لمنصب بطريرك الكنيسة الأرمنية (بعد وفاة أرغوتنسكي-دولغوروكوف) المعلومات للروس. التاسع عشر:في عام 1808م كافأ ألكسندر دانييل برهبنة (سان آن) من الدرجة الأولى، لخدماته في تقديم معلومات للروس. على مدى السنوات التالية، بينما كان الروس يقاتلون لتوسيع جبهتهم إلى الكور Kur والآراس Aras استمر الأرمن في إرسال رسائل إلى المسؤولين الروس يشجعونهم فيها على الاستيلاء على المناطق التي يحكمها المسلمون وإنقاذ الأرمن من اضطهاد المسلمين. العشرون:لقد سهلت علاقة المتمردين بالكنيسة الأرمينية نشاطاتهم إلى حد بعيد، كونها هيئة استطاعت أن تجتاز الحدود بسهولة وفي استنبول نفسها كان لرجال الكنيسة من أساقفة وكهنة حرية التنقل ولم يكن يتعرض لهم الأرمن العثماني رغم أنه قد ثبت أن هؤلاء الأساقفة والكهنة كان يتنقلون الرسائل والتقارير والأموال إلى المتمردين وكانت بعض الأديرة والكنائس مستودعاً للأسلحة التي تسرب وتهرب إلى المتمردين الأرمن نظراً لعدم خضوع هذه الكنائس والأديرة للتفتيش الأمني!! هكذا قد استعرضنا نماذج وأمثلة لولاء الأرمن للروس في زمن الحرب والسلم مما ينسف مرثيتهم الملفقة (إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين)! ولمزيد من التأكيد على صحة ما ذكرناه نورد هذه الشهادة.
رابعاً: شهادة مدفونة في أضابير قسم الوثائق الأمريكية: هذه الشهادة عبارة عن تقرير لرجلين لم يكونا متعاطفين مع العثمانيين المسلمين بل كانا متعصبين للأرمن وجاءا إلى المنطقة على خلفية جاهزة سلفاً أن الأرمن شعب مستضعف ارتكب المسلمون مجازر جماعية بحقه حسب المعلومات المستقاة من وسائل الإعلام الغربية المضللة!، ومن المبشرين البروتستانت الأمريكيين الذين لم يكونوا جديرين بالثقة كلياً كشهود على معاناة المسلمين حيث كانوا بارعين في تدوين أعمال ضد الأرمن بتفصيل كبير، ولم يكونوا كذلك في تدوين أعمال عنف ضد المسلمين كما ذكر ذلك بعض المؤرخين! فمن هما هذان الشاهدان اللذان رجع إلى أميركا بغير الوجه الذي ذهبا به إلى شرقي الأناضول؟ إنهما النقيب إموري نيلز Emory Noles، وآرثر سذرلاند Arthur Sutherland حيث أمرتهما حكومة الولايات المتحدة الأمريكية باستقصاء الوضع في شرقي الأناضول. ونزل منطقة الأناضول وتجولا في جميع أنحاء المنطقة وسمعا شهادة الطرفين وفوجئا بحجم التزوير والتلفيق الذي اقترفه الأرمن وصعقا من هول معاناة المسلمين ومن الجرائم الفظيعة التي ارتكبها الأرمن بحق المسلمين! ولما لم يرق التقرير الحكومة الأمريكية تم استبعاده، ولهذا السبب لم يضمن تقريرهما وثائق لجنة التحقيق الأمريكية ومن فضل الله تعالى أنها لم تتلف بل كانت مخبأة ومدفونة في مواضيع لها صلة بملف الحرب العالمية الأولى في شرقي الأناضول! وقد قام كارثي بنشر هذا التقرير عام 1994م ثم نشره في كتابه (المسلمون والأقليات)! وأعاد نشره في كتابه (الطرد والإبادة) ولله الحمد والمنة! أما عن تقرير (نايلز وسذرلاند): جاء في تقريرهما: "المنطقة الممتدة من (بتليس) عبر (وان) إلى (بايزيد) أُخبرنا بأن الضرر والتدمير في كل هذه المنطقة كانا من فعل الأرمن الذين استمروا في احتلال البلد بعد أن انسحب الروس، والذين دمروا كل شئ يخص المسلمين مع تقدم الجيش التركي. علاوة على ذلك، اتُهم الأرمن بارتكاب أعمال قتل واغتصاب وإحراق عمد للممتلكات وأعمال وحشية رهيبة من كل وصف ضد السكان الأصليين. كنا في البداية في ريب كبير بشأن تلك الروايات، لكننا توصلنا في النهاية إلى تصديقها، لأن الشهادات كانت بالإجماع بكل ما في الكلمة من معنى وجرى تأييدها بالأدلة المادية. على سبيل المثال كانت الأحياء الوحيدة التي ظلت سليمة في مدينتي بتليس ووان أحياءً أرمينية، كما كان جلياً من الكنائس والكتابات على البيوت، بينما كانت الأحياء المسلمة مدمرة على نحو كامل. لا تزال القرى التي قيل إنها كانت أرمينية قائمة، بينما كانت القرى المسلمة مدمرة كاملة" أهـ (مكارثي: الطرد والإبادة ص250). وجاء في تقريرهما أيضاً: "إن الوضع العرقي في هذه المنطقة [بايزيد-أرضروم] متفاقم بشدة بسبب قرب جبهة أرمينية التي يأتي اللاجئون منها بروايات عن مجازر ووحشية وفظاعات ترتكبها الحكومة الأرمينية والجيش والشعب ضد السكان المسلمين. ومع أن بضع مئات من الأرمن يعيشون فعلاً في إقليم (وان)، إلا أنه من المستحيل أن يستطيع الأرمن العيش في المناطق الريفية لإقليم أرضروم، حيث يبدي الجميع ذروة الكراهية لهم. وهنا أيضاً خرب الأرمن القرى قبل أن ينسحبوا وارتكبوا المجازر وكل أنواع الأعمال الوحشية ضد المسلمين، وأعمال الأرمن هذه على الجانب الآخر من الجبهة تُبقي الكراهية للأرمن حية ومؤثرة، كراهية تبدو أنها على الأقل تُرغي وتُزبد في منطقة (وان). أكّد على وجود فوضى وجرائم في أرمينية لاجئون من جميع مناطق أرمينية وضباط بريطانيون في أرضروم" أهـ (مكارثي: ص251).
[/color] |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين .. الأكذوبة الكبرى، بقلم د. هاني السباعي الأحد 28 أبريل 2013, 9:27 am | |
|
وقدم نايلز وسذرلاند في تقريرهما إحصائية؛ تعداد القرى والبيوتالمسلمة الناجية من جحيم الحرب حول مدينتي (وان) و (بتليس) فقط وعلى سبيل المثالحيث أثبت أن الأرمن دمروا أكثر بيوت المسلمين ولم يبق أي أثر لجميع المبانيوالمنشآت الدينية الإسلامية! كما هو موضح في الجدول التالي: الدمار في مدينتيوان وبتليس مدينة وان قبل الحرب بعد الحرب 1919 منازلالمسلمين 3400 3 منازل الأرمن 3100 1170 مدينة بتليس قبلالحرب بعد الحرب 1919 منازل المسلمين 6500 لا شئ منازلالأرمن 1500 1000 أما عن القرى في إقليم وان وسنجق وبايزيد قبل الحربوالاحتلال الأرمني وبعدهما فجاء في إحصائية نايلز وسذرلاند: أن تعداد منازلالمسلمين قبل الحرب في قرى إقليم وان كان (1373) منزلاً وانخفض بعد الحرب في 1919مإلى 350 منزلاً!! بينما كانت منازل الأرمن 112 منزلاً قبل الحرب فزادت بعد الحربإلى 200 منزلاً! وفي قرى إقليم بايزيد كان عدد منازل المسلمين قبل الحرب 448 منزلاًصارت بعد الحرب في عام 1919م 243 منزلاً! بينما منازل الأرمن كانت قبل الحرب 33منزلاً ظلت كما هي بعد الحرب 33 منزلاً! وقد لخص نايلز وسذرلاند تاريخ مسلمي شرقالأناضول بدقة في ختام تقريرهما: "ومع أنها لا تقع ضمن مجال تحقيقنا تماماً، إلاأن إحدى أبرز الحقائق التي أثرت فينا في كل بقعة من بتليس إلى طربزون هي أن الأرمنارتكبوا ضد الأتراك في المنطقة التي اجتزناها كل أنواع الجرائم والانتهاكات التيارتكبها الأتراك في مناطق أخرى ضد الأرمن. كنا نشك في البداية إلى حد بعيدبالروايات التي أخبرنا بها، لكن إجماع الشهود جميعهم، واللهفة الجلية التي تحدثوابها عن الأعمال الشريرة التي ارتكبها الأتراك في مناطق أخرى ضد الأرمن. كنا نشك فيالبداية إلى حد بعيد بالروايات التي أخبرنا بها، لكن إجماع الشهود جميعهم، واللهفةالجلية التي تحدثوا بها عن الأعمال الشريرة التي ارتكبت بحقهم، وكراهيتهم الواضحةللأرمن، والأقوى من ذلك كله الأدلة المادية على الأرض نفسها، جعلنا نقتنع بصحةالحقائق على نحو عام، أولاً إن الأرمن قتلوا مسلمين على نطاق واسع وبتفنن كثير فيأسلوب الوحشية، وثانياً إن الأرمن مسؤولون عن أكثر التدمير للمدن والقرى. احتلالروس والأرمن البلاد فترة طويلة في عام 1915م وعام 1916م ويبدو أنه خلال تلكالفترة كانت الفوضى محدودة، مع أن الروس من غير ريب تسببوا بأضرار. في عام 1917مانحل الجيش الروسي تاركاً السلطة في أيدي الأرمن وحدهم. في تلك الفترة طافت علىالبلاد عصابات من الجيش الأرمني فنهبت وقتلت السكان المدنيين المسلمين. حين زحفالجيش التركي إلى أرزجان وأرضروم ووان، تفكك الجيش الأرمني وارتكب جميع الجنودالنظاميين وغير النظاميين على تدمير ممتلكات المسلمين وارتكاب الأعمال الوحشية ضدالسكان المسلمين. كانت النتيجة بلداً مدمراً كاملاً يحتوي على ربع عدد سكانهالسابقين وثُمن مبانيه السابقة، وكراهية مريرة إلى حد بعيد من المسلمين للأرمن، مايجعل عيش هذين العنصرين معاً مستحيلاً في الوقت الحاضر. أعلن المسلمون أنهم إذاأجبروا على العيش في ظل حكومة أرمينية فإنهم سيقاتلون، ويبدو لنا أنهم ربما ينفذونهذا التهديد. يشاركنا في هذا الرأي الضباط الأتراك والبريطانيون والأمريكيون الذينقابلناهم" أهـ (مكارثي: ص253، ص254). هذه مجرد شهادة عن المجازر التي ارتكبهاالأرمن ضد المسلمين خلال الحرب العالمية الأولى من 1914م إلى 1918م في إقليمي (وان) و(بتليس) شرق الأناضول فما بالنا لو تكلمنا عن نقصان عدد السكان المسلمين فيالأقاليم العثمانية الشرقية مجتمعة مثل أرضروم وبتليس وديار بكر ومعمورة العزيزوسيواس وحلب وأطنة طرابزون من عام 1912م إلى عام 1922م سنجد أن أكثر 62% من مسلميإقليم (وان) قد فقدوا! وفقد 42% من مسلمي بتليس، وفقد 31% من مسلمي أرضروم!! وأكثرمن 60% قد فقدوا من مسلمي القفقاس!! أما في أقاليم غربي الأناضول مثل آيدين،وخداوندكار، وبيغا، وإذميد.. حيث قام الحلفاء بطرد اللاجئين الأتراك من البلقانالتي كانوا يقيمون فيها وأعطوا ممتلكاتهم إلى اليونانيين! وتركوهم من دون مأوى! فيأكبر سرقة جماعية علانية في التاريخ!! لقد كانت جريمة قتل عمد جماعي مع سبق الإصراروالترصد ضد المسلمين في القفقاس والأناضول والبلقان بمباركة قوى الاستكبار العالميفي تلك الحقبة الكئيبة والنهاية المأساوية للخلافة العثمانية التي ظلت شمسها تشرقفي سماء العالم على مدار ستة قرون!! خامساً: صفوت القول هكذا استبان لنابجلاء هشاشة هذه الفرية (إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين)! التي يرددها الأرمنومن يؤيدهم ويحرضهم !! لقد قتل ملايين المسلمين على أيدي الأرمن والروس واليونانوالبلغار والصرب وغيرهم من القوى المعادية للدولة العثمانية المسلمة التي عاش فيكنفها مختلف الطوائف في أمن وأمان!! ولم يطالب أحد بمعاقبة الجناة المجرمين الذينارتكبوا هذه المجازر الجماعية! المسلمون الذين كانوا ولا يزالون ضحايا هذه المجازرالبشرية البشعة يقدمون على أنهم جناة متوحشون! المشكلة الحقيقة في هذه الأنظمةالمنتسبة إلى العالم الإسلامي في عدم مطالبتها ولو على استحياء بمعاقبة مرتكبيالجرائم المتكررة في حق المسلمين في القفقاس والشيشان التي انقرض سكانها! والشعوبالتي أبيدت في البلقان والمقابر الجماعية في البوسنة والهرسك! وأكثر من ملوني مسلمفي العراق لوحدها! واختفاء قرى ومدائن كاملة في أفغانستان خلال العدوان البربري منالبريطانيين والروس والأمريكان والحبل على الجرار! هذه الأنظمة الجاثمة على أنفاسأمتنا لم تتخذ قراراً صائباً في حياتها لإنصاف شعوبها والمطالبة الجدية من الفرنسيسوالإنجليز والأسبان والطليان والهولنديين والروس والأمريكان بتعويض ملايين الضحايافي الجزائر والمغرب وليبيا وتونس ومصر وإندونيسيا وماليزيا وكشمير وتايلاندوالصومال والسودان!! لقد نكأ الأرمن جراحاً لم تلتئم بعد! وجددوا أحزاناً لمتهدأ بعد! وأثاروا شجوناً لن تهدأ حتى تُعوض أجنة المسلمين في رحم المستقبل! إنالعالم الغربي مدين بالاعتذار الصريح للمسلمين والتعويض اللائق جراء الجرائم التيارتكبها في الحروب الصليبيبة قديماً وحديثاً ! نعم مطالب بالاعتذار والتعويض عنالإبادات الجماعية للمسلمين خلال عدة قرون! أما أن نستجديهم ونسترحمهم في كلقضية ملفقة يثيرونها ونظل هكذا ندافع ونقدم قرابين الذل والهوان على عتبات مجلسالأمن والاتحاد الأوربي.. فهذا الهلاك بعينه! وخير لهذه الأمة أن تبتلعها الأرض منأن تعيش في ذل وانكسار!! العيب في فينا كأمة رضيت بالدنية فصفقت لجلاديها ولمتطالب بمعاقبة قاتليها!
في الحقيقة لابد أن هناك أحداث وقعت راح ضحيتها بعضالأرمن وهذا تاريخ لايمكن إنكاره..ولكن المشكلة في أن يتم تضخيم الموضوع وجعله يبدوكحملة إبادة وقتل مدنيين عزل لالشيء إلا لأنهم أرمن فهذا هو الافتراءبعينه...والذين يتحدثون عن الإبادة فماذا يمكن أن يقولوا عن حملات الإبادة الممتدةمنذ مئات السنين ضد المسلمين منذ الحملات الصليبية إلى محاكم التفتيش مروراً بمجازرهولاكو وحتى مجازر فلسطين والعراق في الوقت الحالي؟؟؟لاحول ولاقوة إلا بالله
|
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين .. الأكذوبة الكبرى، بقلم د. هاني السباعي الثلاثاء 31 يوليو 2018, 8:32 pm | |
| كذبة إبادة الأرمن: يأكل مع الذئب ويبكي مع الراعيد. حمود الحطاب - السياسةإنها أكذوبة كبرى لعمر الله يثيرونها, دوليا ومحليا, هذه الأيام في الوقت الذي تحتفل فيه تركيا بانتصارها التاريخي في جناق قلعة, وفي الوقت الذي حققت فيه أهدافاً عظيمة في تقدمها نحو تحقيق الأهداف الأساس لعام 2023حيث تسعى تركيا إلى أن تكون أقوى دولة في العالم, عسكريا واقتصاديا وعلميا وسياسيا, فمن الذين يثيرون حولها هذه الأكذوبة وهي واحدة من أساليب حرب تركيا ومحاولة التأثير السلبي عليها? إنهم الصهاينة في الأساس يستغلون الدول الكبرى وغفلتها التاريخية عن هذا الموضوع ,أو غفلة الشعوب العالمية عنه, وكذلك ليبراليو العالم الإسلامي المرتزقة يتزلفون بدعايتهم المضادة هذه لأميركا والغرب, وما الغرب بمحترم لهم ولا غيرهم, فهم كأطرش في زفة. فما هذه الحكاية, والحق العيار لباب الدار:عندما كانت تركيا تخوض حربا متعددة الأطراف في الحرب العالمية الأولى, وكانت دخلت الحرب وهي كارهة فالذي دفعها لدخولها ذلك :الحزب الماسوني; حزب الاتحاد والترقي, وهو حزب تركي مدعوم من اليهود, وفيه أعضاء يهود.وفي أثناء اشتداد المعارك قامت روسيا بتسليح عدد كبير من الأرمن في قلب تركيا ليطعنوا الجيش العثماني من الخلف, ويفتوا في عضده, وفعلا قام الأرمن من الداخل التركي بثورات, وقاموا عمليا بضرب الجيش العثماني من الخلف هادفين إلى اسقاط الدولة العثمانية التي كانت تمر في فترة ضعف في ذلك الوقت,لكن الذي حدث أن أوامر صدرت للجيش العثماني بالتصدي لكل من يضر بالأمن الداخلي, ومع هذا لم تصدر أوامر بقتل الأرمن وإبادتهم كما زعموا, وإنما تم تهجيرهم من المناطق التي يؤثرون فيها على الدولة العثمانية في حربها مع روسيا والجبهات القتالية الأخرى والتي جعلت احتلال تركيا جزءاً من المعركة.وفي أثناء هجرتهم التي أمر بها حزب الترقي, وهو ماسوني, ويهودي كما قلنا , مات عدد منهم في طريق الهجرة, مع ملاحظة أن اعدادا كبيرة من الأرمن بقوا في تركيا ولم يتعرض لهم أحد بالإيذاء, وأما الذين تهجروا داخل تركيا فقد أوصى السلطان العثماني, وأصدر قرارات في غاية الإنسانية تجاههم, ومنها التوصية برعايتهم, صحيا وماليا واجتماعيا, وأمر السلطات أن يسمح لهم بنقل أموالهم المنقولة معهم, وأن تعاد اليهم مساكنهم عندما يعودون لبيوتهم, وأن لا تهدم كنائسهم, وأن يتم بناء وإصلاح الكنائس التابعة لهم التي تعرضت للضرر ,كما شمل القرار إيقاع أشد العقوبات بكل من يتعرض للأرمن بالإيذاء من قبل المواطنين الأتراك الآخرين …وما هو أعجب هو أن يسمح لكل من اعتنق الإسلام منهم خوفا ,يسمح له بالعودة لديانته إن رغب.الذين يبكون اليوم على كذبة إبادة الأرمن هم من تسبب في موت من مات منهم, مع ملاحظة أن الذين قتلوا من الأتراك ومن المسلمين في جناق قلعة بلغ عددهم نحو مئتين وخمسين ألفا مقابل ستين ألفا من الأرمن ماتوا ومن غير قتل, الا الذين حاربوا الجيش العثماني من الداخل! فلم لا يبكون على المئتين والخمسين ألفا من العثمانيين الذين أبادوهم. بشهادة بريطانيا: أكبر كذبة هي إبادة الأرمنحين احتلت بريطانيا اسطنبول بدأت بالبحث في ملفات القرارات الحكومية التركية من أجل اثبات أن الحكومة العثمانية قد أصدرت قرارات بإبادة الأرمن, فوجدت ما أذهلها من قرارات الحكومة العثمانية, والتي من بينها قرارات المحافظة على الأرمن وعدم التعرض لهم بالإيذاء, وعقوبة كل من يعتدي عليهم كما بينا بالأمس, وكان من بين تلك التعليمات تعليمات في غاية الإنسانية لصالح الأرمن ذكرت بعضا منها بالأمس أيضا, وأذكر اليوم أن الحكومة العثمانية دعت إلى تعويض كل أرمني يفقد آلة صناعية كان يشتغل بها ويسترزق بها ليعوض بآلة جديدة أخرى وحفظت الحكومة لهم كنائسهم وبيوتهم. لكن هل كان الأرمن في تركيا حملاناً وادعة أو كانوا مواطنين صالحين؟لقد عمل الأرمن في تركيا في التجسس على تحركات القوات العثمانية التي كانت تقاتل الروس, ونقل قساوستهم الاخبار إلى قيادات الجيش الروسي, وتسببوا بمثل هذه الخيانات بمقتل مئات الآلاف من العثمانيين, كما أنهم استخدموا كنائسهم وأديرتهم وحتى التي كانت مخصصة للراهبات استعملوها مخازن أسلحة ضد الدولة العثمانية التي يعيشون فيها, وكانوا يتلقون الأموال من روسيا, وعندما حكموا بالتعاون مع روسيا في الدولة العثمانية, حينها ارتكب الأرمن مجازر ضد المسلمين, فقتلوالمسلمين, وهدموا عليهم منازلهم وهجروهم من قراهم, ولما انسحب الروس من الدولة العثمانية تبعوهم.وقد كتب الكثير من الباحثين الغربيين عن الخدعة الكبرى, والكلام المعكوس الذي ادعاه الأرمن بإبادة العثمانيين لهم, وساعدتهم على نشره الدعايات الصهيونية في هذه الكذبة,وقد تحققوا من أنها كذبة كبرى, وأن المسلمين الأتراك هم الذين تعرضوا للعدوان الأرمني, ويشهد التاريخ على ولاء الأرمن للروس ضد بلادهم ومنذ قرون من الزمان.ورغم أن مسألة ابادة الأرمن كذبة وخدعة تهدف الى ضرب إنسانية تركيا الحالية عن طريق تجريح تاريخها فرغم هذا فإن رئيس الجمهورية التركية السيد الطيب رجب اردوغان قد تواضع وقدم للأرمن اعتذاراً لم يكونوا في حقيقة الأمر أهلاً له,بل جروا على عادتهم الانتهازية لاستغلال ذلك ضد تركيا.وتمضي تركيا في نهضتها غير عابئة بما يقولون, ولا بما يتآمرون هم وأسيادهم, فلا دليل واحدا من قانون ولا تعليمات تدين تركيا بهذا, بشهادات عالمية في هذا الشأن, الروس والصهاينة تبنوا كذبة إبادة الأرمن “إذا عرف السبب بطل العجب” هذا مثل أبدي لا يتغير, وهو يضرب اليوم ويمثل بضربه للحالة التي خلقتها روسيا القيصرية والصهاينة بزعمهم الكذبة الكبرى ضد تركيا, وهي إبادة تركيا لهم ! فيا لها من خدعة كبرى, وكلام مقلوب, وتعمية ودجل, واستغفال للشعوب والرأي العام وقلب للتاريخ ,وإذا أردنا أن نعرف الحقيقة الناصعة كالشمس في رابعة النهار في هذا فلنتبع الكذاب لعند الباب:يقول مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية بلندن الدكتور هاني السباعي وأنقله بتصرف: إن هذه الأكذوبة قد تبناها الذين استخدموا الأرمن في تحقيق مصالحهم وهم روسيا القيصرية, فمن صنع للأرمن كيانا ووجههم للعداوة ضد البلاد التي يعيشون فيها ومنها تركيا؟ سؤال يجيب عليه هذا الباحث بقوله:إن روسيا القيصرية هي التي صنعت الأرمن ومنحتهم الأراضي التي احتلتها والتي طردت منها المسلمين أهلها وبغير حق ,وكان ذلك في حروبها المتعددة ضد الدولة العثمانية ولقرون عدة, ومارست روسيا في ذلك إرهاب دولة, مارست روسيا ضد الدولة العثمانية إرهابا منظما مدروسا وحرب إبادة عظيمة, فقد كانت تبيد مدائن وقرى بأكملها عامرة بالمسلمين, ومن تبقى من المسلمين على قيد الحياة كانت تهجره من سكنه وبيته ومدينته وقريته قسرا وتستولى على ممتلكاته الثابتة والمنقولة ,فروسيا قامت باستئصال جماعي ضد المسلمين هو من أبشع أنواع الاجتثاث العنصري في التاريخ البشري, وبعد توطين الأرمن في تلك الأراضي الإسلامية المغتصبة كانت روسيا تقوم بعملية إدامة للوجود الأرمني في ذلك المكان وذلك بتقوية وجودهم عسكريا فتمدهم بكل أنواع السلاح.وكانت روسيا تتدخل مع الأرمن ضد مسلمي تركيا في حال دفاع اولئك المسلمين عن أنفسهم, وكانت تبيد القرى المسلمة التي دافعت عن نفسها, تبيدها عن بكرة أبيها. فمن الذي كان يرتكب الإبادة ضد الآخر والحالة هذه كما تقرأون؟وأقول: إن عملية تهجير المسلمين العثمانيين من أراضيهم وإبادتهم وإحلال الأرمن مكانهم كانت أشبه بما حدث في فلسطين من قتل أهلها وإبادتهم وتهجيرهم وإحلال آخرين صهاينة مكانهم مما لا حق لهم ولا شرعية في ذلك.إن إثارة هذه الكذبة اليوم ضد تركيا ليس في صالح الذين يثيرونها, وهي ليست في صالح الأرمن أيضا, فلقد جزى الله خيراً الأيام أن كشفت تاريخ روسيا الأسود وتاريخ أولئك الأرمن الذين خانوا أوطانهم وتآمروا عليها مع الأعداء, وكشفت حقائق عظيمة لتعرفها الأجيال الحالية… وإنني لأطالب بتدريس هذا الجزء المهم من التاريخ الإسلامي في مناهج البلاد الإسلامية كلها ,وبيان كذب وادعاء كل اولئك المدعين. ومن ذَمَّك بما ليس فيك, فقد مدحك وكشف للناس محاسنك وانتقم لك من نفسه كما يقول ابن القيم.إن تركيا اليوم لا تريد عداوة الأرمن فلاذنب للأجيال الحالية من الأرمن بما فعله اولئك الخائنون, وقد طوى التاريخ صفحاته وولى, وتسعى حكومة الرئيس التركي الطيب اردوغان وحزبه إلى إيجاد أجواء التعاون والتفاهم والمصالحة التاريخية معهم, وفتح صفحات بيضاء للتعاون والتنمية وتبادل المصالح بين الأرمن ومن يمثلهم من حكوماتهم وبين الجمهورية التركية. في مسألة زعم الإبادة للأرمنكلمة عدالة قالها كبير حزب التنمية والعدالة, رئيس الجمهورية التركية الشقيقة السيد الطيب اردوغان حين وجه خطابه للزعماء الروس, وعلى رأسهم السيد فلاديمير بوتين الزعيم الروسي, والذي كان يثير لحظتها ضد تركيا ويتزعم كذبة أن تركيا أبادة الأرمن إبان الحرب العالمية الأولى.الطيب رجب اردوغان قبل أيام قلائل ألقى خطابا مهما آخر يفند فيه وبعقلانية وعلمية وأدلة لا تقبل النقاش كذب من زعم ابادة تركيا للأرمن عام 1914 وما تبعها, ووجه كلامه الى بوتن مباشرة وقال له : “هذا تاريخنا فضعوا أنتم تاريخكم على الطاولة”!يالها من كلمة قادرة وواثقة الخطوة التي قالها اردوغان وتحدى بها مزاعم وكذب روسيا ومعها 22 دولة في الأمم المتحدة تتبنى هذه الكذبة, ومن غير استحياء على الحضارة الإنسانية التي بنتها العديد من دولهم, مع ملاحظة أن 193 دولة أخرى في الأمم المتحدة لم توافق على تبني هذه الكذبة واحترمت نفسها ;والغريب أن الشقيقة لبنان تتبنى هذه المزاعم ظنا منها لربما أنها ترضي الأرمن في بلدها! وما هكذا تورد الإبل.ياروسيا ضعي تاريخك على الطاولة: ولتفتح روسيا صفحات تاريخها فماذا سنجد…؟ سنجد العنصرية البغيضة ضد الشعوب التي تُكَوِّنُ روسيا والاتحاد السوفياتي سابقا وحروب الإبادة العنصرية التي يعرفها القاصي والداني, واسألوا الشيشان من الذي هجرهم من أوطانهم بعدما قتل من قتل منهم وأركبهم القطارات المعدة للبهائم ورحلهم فيها نحو عشرين يوما لا يجدون فيها الطعام والشراب غير ما يلقونه على قارعة الطريق حين يقف القطار, واسألوا تاريخ روسيا كيف كانت تلقى جثث المسلمين من الشيشانيين من القطار من الذين توفوا فيه بسبب الظروف غير الإنسانية في داخل هذه الزرائب التي تمشي على القضبان, وما كان يسمح لذويهم بدفنهم. واسألوا روسيا عن الحكم البوليسي لبلادها, واسألوها عن المخدرات الروسية وتجارة الحرام الروسية المنتشرة في العالم, وتصدير هذه التجارات لجلب العملات الصعبة, ويعف اللسان عن التصريح.اسألوا تاريخ روسيا عن إجرام روسيا وعن وحشية روسيا التاريخية ونزعاتها الانتقامية .واسألوا فرنسا التي تتبنى الكذبة نفسها ولا تستحي من كتب القوانين في مكتباتها, اسألوا تاريخها وافتحوا صفحاته التي على تلك الطاولة, افتحوا فقط صفحة الجزائر فماذا فعلت فرنسا في الجزائر, وكم من المشانق نصبت لبشر الجزائر,وكم أحرقت من البشر بنيران عنصريتها, وهي تدعي حمل القانون الإنساني والحقوقي اسألوها وهي تقتل مليون جزايري يريدون التحرر من احتلالها لبلادهم واسألوها: هل من حقها فرنسة البلدان وتغييب حضاراتها ولغتها ودينها, اسألوا فرنسا: هل من حقها إجبار الشباب الجزائري على حمل السلاح ليقاتل لصالح فرنسا في البلدان الأخرى؟ وهذا قليل من كثير.اسألوهم جميعا ! اسألوا تاريخهم ; فأي تاريخ يقدرون أن يعرضوه؟ ولتعرض تركيا تاريخها فهل يوجد فيه غير الإنسانية والحضارة والتمدن واحترام الحقوق البشرية حتى مع الأرمن وهم يطعنونها من الداخل.ضعوا تاريخكم على الطاولات أيها الناس. ومن كان تاريخه من القش والحقد والعنصرية وحروب الإبادة ضد البشر ونصب المشانق في الشوارع والميادين العامة ;ومن كان تاريخه من من كل هذا ومن الزبالات فلايرم تاريخ الناس المتحضرة بالنار.عن الكاتب كاتب كويتي |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين .. الأكذوبة الكبرى، بقلم د. هاني السباعي الثلاثاء 31 يوليو 2018, 8:34 pm | |
| النقطة التي وصلت إليها إدعاءات "الإبادة الجماعية الأرمنية" عام 2015تدعي الدولة الأرمنية بأن "القوات العثمانية" قامت عام 1915 بارتكاب إبادة جماعية ضد الطائفة الأرمنية، وتحاول الدولة الأرمنية بجميع مؤساستها ولوبياتها المنتشرة حول العالم دعم القضية وجعل العالم يتقبل القضية وأنها فعلًا إبادة جماعية قامت بها الدول العثمانية. وعلى الصعيد الآخر تدعي الجمهورية التركية "أن جميع هذه الإدعاءات لا أصل لها من الصحة ولا تستند لأي معلومات أو وثائق تاريخية أرشيفية أكيدة". تناول العديد من الباحثين والمختصين الأتراك النقطة الدبلوماسية والسياسية الأخيرة التي وصلت إليها ادعاءات الإبادة الجماعية الأرمنية في الفترة الأخيرة، وبعد قبول ادعاءات الإبادة الجماعية الأرمنية في عدة برلمانات للدول الكبرى تأتي على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية التي قبلت الإبادة الجماعية الأرمنية بنسبة جزئية بتاريخ 10 نيسان/ أبريل 2014، تحاول الدولة واللوبية الأرمنية إلى جعل الأمم المتحدة إلى قبول ذلك الملف. وفي دراسة متعلقة بنفس الشأل للباحث التركي كمار قاسم تحت عنوان "تقييم التطر الأخيرة للإدعاءات الأرمنية" قدّم الباحث تقييمًا موضوعيًا للنشاطات الأرمنية الدبلوماسية التي كانت تخطط لجعل ادعاءاتها حول الإبادة الأرمنية تُقبل في ستين دولة، في حين قُبلت فقط في 15 دولة، وهذا يعني عدم كفايتها الدبلوماسية في جعل الأمم المتحدة تقبل هذه الادعاءات الركيكة وغير المعتمدة على أي أساس تاريخي أو أرشيفي. وعلى صعيد متصل يوضح قاسم أنه "في الحقيقة هناك نشاطات مكثفة للدولة والجماعات الأرمينية في الدول التي قُبلت بها وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي تهدف الدول الأرمنية إلى جعل علاقتها تتدهور بشكل سيء مع تركيا التي تسعى أرمينيا إلى جعلها دولة وحيدة في العالم". ويشير قاسم إلى أن "القرار الأمريكي على الرغم من أنه قُبل من قبل الكونغرس الأمريكي بنسبة جزئية إلا أن الرئيس أوباما استعمل مصطلح "النكبة الكبرى" بدلًا من "الإبادة الجماعية" لتجنب تدهور العلاقات الأمريكية التركية في ظل حاجة تركيا المُلحة والمستمرة للولايات المتحدة الأمريكي لتركيا الشريك الأكبر والأساسي لها في الشرق الأوسط، وهذا الأمر يؤكد بأنه لا يمكن للقرار البرلماني الأمريكي أن يتحول إلى نسبة مطلقة في ظل الحاجة إلى التعاون المستمر بين الطرفين، كما أن الضغوط الدبلوماسية التركية المستمرة على الإدارة الأمريكية جعلت الإدارة الأمريكية تأخذ الحذر في قضية قبول أمر الإبادة الجماعية الأرمنية". ويفيد المختص بشأن الاتحاد الأوروبي باريش أوزدال، في دراسة له بعنوان "مدى تأثير القضية الأرمنية على العلاقات التركية الأوروبية" بأن "الأرمن ولوباتهم في أوروبا استطاعوا بالفعل جعل البرلمان الأوروبي يقبل بموضوع "الإبادة الجماعية" عام 1987 لكن قرارات الاتحاد الأوروبي تُعد قرارات توصية وغير مُلزمة للدول الأعضاء، وإلى يومنا هذا لم يتمكن اللوبي الأرمني من جعل الاتحاد الأوروبي يقبل موضوع "الإبادة الجماعية" بشكل مُلزم". ولكن يوضح أوزدال أنه "على شكل فردي قامت بعض الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا بقبول "الإبادة الجماعية" بشكل رسمي ونهائي بتاريخ 15 كانون الثاني/ يناير 2001، وكما قام البرلمان الفرنسي المُتعرض لضغط كبير من قبل اللوبي الأرمني بقبول القانون الذي يحث على سجن ومعاقبة كل من ينكر "الإبادة الجماعية" الأرمنية، هذا القرار شجع اللوبي الأرمني في دول أوروبية أخرى مثل "هولاندا وسلوفاكيا وبولندا وليتوانيا" العمل على جعل برلمانات هذه الدول قبول "الإبادة الجماعية" على فترات متفاوتة مابين عامي 2001 وعام 2015". ويبين الباحث المختص بالعلاقات الأرمنية الأمريكية حاتم جبرائيل أن "القرارات التي تقبل "الإبادة الجماعية" الأرمنية عادةً ما يتم قبولها بعد تدهور العلاقات بين تركيا وأحد الدول الغربية وتُستخدم هذه القضية في الغالب كوسيلة ضغط على تركيا وليس كقضية مبدئية، وأما بالنسبة للاتحاد الأوروبي فإن قضية "الإبادة الجماعية الأرمنية" ماهي إلا سلاح في يد الدول الأوروبية التي تقف ضد الانضمام الكامل لتركيا للاتحاد الأوروبي، وفي حين تراجعت تركيا عن الانضمام الكامل للاتحاد الأوروبي ولو قامت بإنشاء علاقات جيدة مساندة للسياسات الأوروبية في المنطقة فإنه من الممكن جدًا أن تسعى الدول الأوروبية، الغير مقتنعة أصلًا بالإبادة، إلى التخلي عن قوانين الإبادة". ويردف جبرائيل بالقول "قيام تركيا بطرح رأيها حول إنشاء لجنة أبحاث تاريخية أرشفية علمية مستقلة تبحث موضع الإبادة ويتم تمويلها وتخصيص كادرها دوليًا حتى تتمتع بموضوعية وشفافية ترضي الطرفين وعدم تلقي تركيا أي رد رسمي من أرمينيا أو الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد الأوروبي أثبت مدى ركاكة الادعاءات الأرمنية وألجمت نشاطها بشكل كبير خلال عام 2015، حيث خلال هذا العام تجمدت أنشطة الأرمن وتوقفت بسبب قيام الكثير من المجالس البرلمانية، التي طلب الأرمن منها قبول الإبادة، بمطالبة الأرمن بقبول الطرح التركي ليتم قبول القرار اعتمادًا على الأسلوب البحثي والعلمي مما جعل الأرمن تتجه لاصطناع الوثائق التاريخية وعرضها كدليل ولكن لم تفلح الأرمن في إقناع المجالس البرلماني بصحة ادعاءاتها مما جعل نشاطاتها بخصوص هذا الأمر تتجمد".
مرحلة الانفراج التركية الأرمنيةذكر الكثير من الصحف والتقارير أن تركيا أصبحت أقوى وأهم دولة بين دول القوقاز ووسط آسيا والبلقان، ولكن تبين الكثير من التقارير أيضًا أنه لا يمكن لتركيا أن تصبح قوية خاصة في منطقة القوقاز إلا من خلال إرساء سياسية توافقية بينها وبين الأرمن تجعل من علاقتهما المتدهورة تاريخيًا وسياسيًا تصبح علاقات تعاون واسعة واستراتيجية. وعلى الرغم من سعي تركيا إلى تحقيق علاقات تعاون بينها وبين الأرمن بكافة الوسائل والسُبل إلا أن أرمينيا وساستها ما زالوا مصرين على قبول أحداث 1915 على أنها "إبادة جماعية" ارتكبتها الدولة العثمانية ضد المواطنين الأرمن الذين كانوا يقطنون في ظلها وفي ظل إدارتها، كما أن الأرمن ما زالوا يحتلون "كارا باغ" المنطقة الحدودية الموجودة بين أرمينيا وأذربيجان، الدولة الشقيقة لتركيا، التي قام الأرمن باحتلالها عام 1993 وارتكبت خلال احتلالها مجزرة "هوجالي". ويُرجع الكثير من الباحثين التعنت الشديد للأرمن تجاه قضية أحداث 1915 إلى الحس النفسي للشعب الأرمني الذي تربى وترعرع على أن تركيا هي دولة مجرمة ارتكبت مجازر شرسة ضد أجداده عام 1915، ولتغيير هذا الحس أو الفكر يقترح الباحث السياسي ورئيس معهد القادة الشباب الاستراتيجي التابع لجماعة سلجوق في مدينة قونيا أتامان كوركماز، في دراسة أكاديمية له بعنوان "كيف ستدخل العلاقات التركية الأرمنية مرحلة الانفراج؟" نُشرت بتاريخ 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014 على الصفحة الرسمية لموقع المعهد، بأنه "يجب على تركيا من العمل الدبلوماسي والسياسي متعدد الجوانب وليس فقط الجانب الاقتصادي والسياسي بل يجب استعمال القوة الناعمة المعتمدة على السياحة والمؤتمرات الثقافية المتبادلة والدعايات التوافقية الإعلامية وغيرها الكثير من الأساليب الناعمة التي تلعب دورًا تأثيريًا في ترسيخ مرحلة الانفراج بين تركيا والأرمن أكبر من الدور التي تلعبه العلاقات السياسية والاقتصادية فقط". ويُعدد كوركماز ثلاث جوانب أساسية يرى أنها جوانب مؤثرة جدًا ستمهد الطريق الانفراجية بين تركيا والأرمن؛ الجانب النفسي يعتقد الشعب الأرمني بأن الأتراك أو العثمانيين في الماضي أرادوا محوهم عن الوجود من خلال ارتكاب أبشع الجرائم والمجازر في حقهم ويعتقد أيضًا أن تركيا إلى اليوم تهدف إلى محوهم واحتلال بلادهم وتشريدهم، وكما أن الكثير من السياسيين الأرمن المتطرفين يقومون بتوظيف هذا الحس النفسي لتحقيق مصالحهم السياسي في الداخل والخارج، بالإضافة إلى أتامان كوركماز يؤكد الصحافي في جريدة ميلييت التركية أوندار يلماز، في تقرير صحفي له بعنوان "تطور العلاقات التركية الأرمنية خلال 2014" نُشر بتاريخ 14 أيار/ مايو 2015، بأنه "وعلى الرغم من أن هذه الحس أو الجانب له آثاره السلبية على المواطنين الأرمن إلا أن له أثر إيجابي أيضًا إذ يعتقد الأرمن أنه من أجل إبقاء الأرمن دولة حرة مستقلة سالمة من التهديد والاحتلال التركي فلا بد من علاقات إيجابية وجيدة معها" ويؤكد كوركماز ويلماز بأن "هذا الأثر يولد فرصة ذهبية لتركيا للعمل بكل جهد وصبر وعناية على إعداد حملات دعائية إعلامية ضخمة تستهدف المواطن الأرمني بشكل مباشر وتؤكد له بأن تركيا تقبل به كمواطن شقيق لها في دولة مجاورة على علاقات جيدة مع تركيا، وكما يمكن استهداف الطلاب الأرمن بالمنح التعليمية وإحضارهم لتركيا وتخصيص لهم معاملة وتوجيه خاص وبهذا تكون تركيا قد استطاعت دعم التواصل بين الأجيال القادمة وأحدثت تغيير إيجابي على المدى البعيد في العامل النفسي لدى أجيال الشعبين القادمين". ويكمل كوركماز اقتراحاته بهذا الشأن مضيفا ً بأنه "يمكن أيضا ً فتح قناة تابعة للتلفزيون التركي الرسمي باللغة الأرمنية تستهدف الأرمن وشعبها، تنظيم الرحلات الترفيهية الثقافية المتبادلة بين الطرفين وغيرها الكثير من الأنشطة الناعمة التي تحدث تغير جذري فعال على المدى البعيد". عامل اقتصادي العلاقات الاقتصادية هي العلاقات الوحيدة التي يمكن أن تستمر بين حتى الأعداء في إطار النظام السياسي الدولي الجديد، ويشير يلماز بأنه "يمكن لتركيا اتباع نظرية "التفوق المقارن" الاقتصادية في علاقاتها مع الأرمن وتعتمد هذه النظرية على تبادل التجارة والورادت والصاردات بناءًا على حاجة الدولة أو بناءًا على النقص الذي يوجد في البضائع التي تحتاج إليها الدول المتبادلة للتجارة ويحذر ديفيد ريكاردو من تبادل البضائع المتوفرة في كلا البلدين حتى لا يحدث نتائج سلبية عكسية على التعاون التجاري الاقتصادي بين الطرفين ويؤد ريكاردو بأن تباد البضائع الناقصة سيعود بالمردود الإيجابي الملحوظ للدول المتعاونة"، ويبين ييلماز بأنه "على الرغم من قيام تركيا بإغلاق الباب الحدودي التجاري "تيكنيس" بينها وبين الأرمن عام 1993 إثر مجازر هوجالاي إلا أن التجارة الغير رسمية "التهريبية" بين تركيا والأرمن وصلت إلى مستوى عالي وأصبح متنوع الأمر الذي لفت انتباه الجهتين السياسيتين في تركيا والأرمن إلى إعادة نشاط علاقتهم الاقتصادية بشكل رسمي ونشط كما كان في السابق لتجنب عمليات التهريب الغير مراقبة إداريًا وجمركيًا". العامل السياسي يشير كوركماز في هذا الإطار بأن "العلاقات السياسية بين الطرفين يمكن تطويرها من خلال مبادرة تركيا بدعوة الأرمن إلى اتحاد البحر الأسود الاقتصادي الذي تلعب تركيا الدور القيادي به، إعطاء تركيا الفرصة الواسعة والمفتوحة لمنظات المجتمع المدني لتطوير العلاقات الثقافية والتاريخية والاجتماعية الحوارية والتجارية وبالتالي التمهيد للتأثير على السياسيين لدفعهم للاستجابة للضغط الشعبي الذي يمكن أن يصبح إيجابي بعد نشاطات منظمات المؤتمر الاجتماعي بشكل جاد ونشط". ويؤكد كوركماز "أن إمكانية تسوية العلاقات بين تركيا والأرمن ليس بالأمر المعقد الصعب ولكن أمر يحتاج إلى الدقة والأسلوب الناجح وأكبر مثال على نجاح دول أعداء دمرت نفسها خلال الحرب العالمية الاولى والثانية هي فرنسا وألمانيا اللتان تصالاحتا بعد استخدام الأسلوب الاقتصادي المُعتمد على ربط الموارد الاقتصادية تحت إدارة سياسية موحدة وهي الاتحاد الأوروبي". |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين .. الأكذوبة الكبرى، بقلم د. هاني السباعي الأربعاء 24 أبريل 2019, 8:27 pm | |
| تركيا ترفض بيان ترامب حول أحداث عام 1915 عن "الإبادة الجماعية للأرمن"واشنطن / أنقرة – وكالات: أثارت واشنطن غضب تركيا بانتقادها لمجازر العام 1915 ضد الأرمن ووصف ترامب لها بأنها "الكارثة الكبرى". وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان يوم الأربعاء، إنها ترفض بيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول أحداث عام 1915 المتعلقة بمزاعم إبادة الأرمن. وأكدت الخارجية أن بيان ترامب بشأن أحداث 1915 لا قيمة له. وشددت على أنه من غير المقبول أبدا تشويه التاريخ لاعتبارات سياسية داخلية. وأضاف البيان "وفي نفس الفترة نذكر ترامب أن أكثر من 500 ألف مسلم قتلوا على أيدي متمردين من الأرمن، وندعوه لأن يكون عادلا". وتابع بيان الخارجية التركية، "إننا وبهذه المناسبة نستذكر بحزن الضحايا الذين فقدوا أرواحهم من المسلمين والمسيحيين واليهود خلال فترة انهيار الإمبراطورية العثمانية". - اقتباس :
ANADOLU AGENCY (AR)
:heavy_check_mark:@aa_arabic
[rtl]#عاجل | الخارجية التركية: نرفض بيان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول أحداث عام 1915 (المتعلقة بمزاعم إبادة الارمن)[/rtl]
71 17:28 - 24 Apr 2019 Twitter Ads information and privacy [ltr] 26 people are talking about this[/ltr] وكان البيت الأبيض قد قال في بيان الأربعاء "اليوم نحتفل بـ"ميدس ييغرن" (الكارثة الكبرى بالأرمنية) ونكرم ذكرى أولئك الذين عانوا في واحدة من أسوأ الفظائع الجماعية في القرن العشرين.. ابتداء من عام 1915 تم ترحيل مليون ونصف المليون أرمني أو ذبحهم أو تشتيتهم حتى وفاتهم في السنوات الأخيرة من الدولة العثمانية". وأضاف" في يوم الاحتفال هذا ننضم مرة أخرى إلى المجتمع الأرمني في الولايات المتحدة وحول العالم حدادا على الأرواح الكثيرة التي أزهقت". وتابع قائلا "في هذا اليوم نكرم أيضا ونعترف بعمل أولئك الذين حاولوا إنهاء العنف، وكذلك أولئك الذين سعوا إلى ضمان عدم تكرار مثل تلك الفظائع". وذكّر البيت الأبيض بمساهمات الأمريكيين التي وصفها بالسخية والذين ساعدوا في إنقاذ الأرواح وإعادة بناء المجتمعات الأرمنية. وفي ختام البيان قال البيت الأبيض "نتعهد بأن نأخذ العبرة من دروس الماضي حتى لا تتكرر تلك الأحداث مرة أخرى، ونرحب بجهود الأرمن والأتراك في التعامل مع تلك الأحداث وتقبلها". جدير بالذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استخدم للمرة الثانية عبارة "الكارثة الكبرى" "Meds Yeghern" لأحداث عام 1915 منذ توليه منصب الرئاسة، كما استخدمها سابقا الرئيس باراك أوباما. هذا وتطالب أرمينيا واللوبيات الأرمنية في أنحاء العالم بشكل عام، تركيا بالاعتراف بما جرى خلال عملية التهجير في 1915 على أنه "إبادة عرقية"، وبالتالي دفع تعويضات. وفي المقابل تؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق صفة "الإبادة العرقية" على أحداث 1915، بل تصفها بـ"المأساة" لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيدا عن الصراعات السياسية، وحل القضية عبر منظور "الذاكرة العادلة"، الذي يعني باختصار التخلي عن النظرة الأحادية الجانب إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لدى الآخر. كما تقترح تركيا القيام بأبحاث حول أحداث 1915 في أرشيفات الدول الأخرى، إضافة إلى الأرشيفات التركية والأرمنية، وإنشاء لجنة تاريخية مشتركة تضم مؤرخين من الأتراك والأرمن، وخبراء دوليين. |
|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: إبادة الأرمن على أيدي العثمانيين .. الأكذوبة الكبرى، بقلم د. هاني السباعي الثلاثاء 31 ديسمبر 2019, 1:23 pm | |
| امبريالية اللامبالاة: بيسمارك والأرمن و«المسألة الشرقية» وسام سعادة
لم يتردّد باني الوحدة الألمانية أوتو فون بيسمارك، المستشار المهيمن على العقدين الأوّلين من حياة «الرايخ الثاني»، في الجهر عام
1876 بأنّ «مجمل تركيا، بما تحويه من قبائل مختلفة، لا تستأهل كمؤسسة سياسية، أن تهلك شعوب أوروبا المتحضّرة نفسها في حروب
واسعة من أجل الصراع عليها». كما يبيّن شتيفان ايهريغ في كتابه «التسويغ للإبادة. الألمان والأرمن من بيسمارك إلى هتلر» (2016) كانت هذه اللامبالاة تفيد كل
شيء إلا قلّة الإهتمام. انبنى عليها تصوّر كامل للتوازنات الأوروبية في نهاية القرن التاسع عشر، ولمآل الإمبراطورية العثمانية ووضع
الأرمن تحديداً فيها. فبما أنّ المملكة البروسية حققت الوحدة الألمانية بالحرب، من خلال النصر على «الإمبراطورية الثانية» الفرنسية،
واجتياحها حتى باريس (1870)، أدرك بيسمارك حاجة بلاده لدوام تطويق فرنسا، ومنعها من عقد تحالفات «إنتقامية» خطرة على
ألمانيا. لكن بيسمارك شدّد أيضاً على وجوب إخراج الإمبراطورية العثمانية نفسها من لعبة التحالفات الأوروبية، وظلّ يمانع أمام التحالف
العثماني ـ الألماني نفسه الذي لم تفتح الطريق أمامه إلا بعد وصول فيلهلم الثاني إلى العرش وتنحي بيسمارك من المستشارية (1890).
بالنسبة لـ«المستشار الحديدي»، ينبغي العمل في وقت واحد من أجل درء خطر التحارب بين الدول الأوروبية المتزاحمة على التركة
العثمانية، ومن أجل المحافظة على الإمبراطورية العثمانية كونها كفيلة بإشباع تطلّعات وأطماع مختلف هذه الدول الأوروبية. هذا إذا أمكن
ضبط اللعبة، بالحفاظ على ثابتة عزل فرنسا عن لعبة التحالفات. لم يكن راغباً في الاستفراد الألماني باستتباع السلطنة اقتصادياً وعسكرياً، على ما سيفضي إليه الأمر بعد ذلك، وبخاصة مع اندلاع الحرب
العالمية الأولى. كانت الأولوية عنده لتوطيد هيمنة ألمانيا على مركز القارة الأوروبية، وبالمقدور أن يسهّل «الإشباع العثماني» لمصالح
الدول الأوروبية الأخرى ذلك. لذا، لم يعرقل الاستعمار البريطاني لمصر 1882، وشدّد على أنّ الصداقة الألمانية البريطانية أكثر أهمية
بكثير من «مصير مصر». لكنه، وقف في المقابل، ومنذ مؤتمر برلين 1878 بوجه المطالب الأرمنية، ولم يتردّد في إظهار تعاطف مع
السلطان عبد الحميد الثاني عند حلّ الأخير لمجلس «المبعوثان» وتعطيله العمل بالدستور، وبرّر ذلك بأنّ البرلمان ليس بفكرة مناسبة
لإمبراطورية متعدّدة الأجناس. لم يرغب بيسمارك في إبرام تحالف مع السلطنة، تحاشياً لأي توتر على هذا الصعيد مع النمسا، وتردّد في
إرسال الخبراء والتجهيزات العسكرية التي طلبتها منه، لكنه واظب على توجيه النصائح للعثمانيين بأنّ لا يقدّموا إلا «إصلاحات ما قلّ
ودلّ»، وبالمماطلة والتسويف، وعندما يكون لا مناص منها، ذلك أن الإصلاحات السريعة والحادّة تهدّد وجود السلطنة. يظهر شتيفان ايهريغ أنّ الأمور تطوّرت سريعاً مع بيسمارك، بحيث يمكن الحديث عن بروز نوع من «بارانويا» من الأرمن. فبعكس
تساهله مع الاستعمار البريطاني لمصر، كان يرى خطر اجتماع الروس والإنكليز والفرنسيين حول «المسألة الأرمنية»، وينظر إلى ذلك
على أنّه بمثابة انفكاك الطوق المفترض إدامته حول فرنسا، وقيام تقاطع، فتحالف، يقوم بتطويق ألمانيا بدلاً منها. لأجل هذا شدّد بيسمارك على أن مصلحة ألمانيا في دعم السلطان العثماني في «سياسته تجاه الأرمن»، رغم أنّه لم يكن مقتنعاً بالتحالف
الألماني العثماني نفسه، ويتفهّم الحاجة لإشباع النهم الإمبريالي الأوروبي في الفضاء العثماني بشكل عام. بعد سنوات على مغادرته
المستشارية، سيراسل بيسمارك عبد الحميد الثاني مباشرة وينصحه بأن لا يضعف أبداً أمام الضغوط البريطانية لتليين سياسته تجاه الأرمن.
هذا سنة 1896، في عزّ مجازر «الخيالة الحميدية». سيفتح تنحي المستشار الحديدي الطريق أمام التحالف الألماني العثماني، مع أنّه لن يبرم رسمياً إلا عشية الحرب الكبرى. جرى الانتقال من
«البارانويا» البيسماركية التي يحرّكها القصدُ المحموم بأنّ لا تتحوّل القضية الأرمنية إلى محور تقارب روسي بريطاني فرنسي يؤسس
لقلب الموازين رأساً على عقب لغير صالح ألمانيا، إلى مشاعر ألمانية معادية للأرمن أنفسهم، وتؤصّل نفسها عرقياً، بأنّهم شبه اليهود خبثاء
وغشاشون، بعيدون كل البعد عن المثل البروسية الفروسية.
المشاعر المعادية للأرمن كانت متفشية بين العسكريين الألمان المتواجدين في السلطنة، خلال أعمال الإبادة، وأنّ المشاعر المعادية للأرمن
تداخلت مع ارتفاع معدل معاداة السامية بعيد الحرب
يستدرك ايهريغ في الوقت نفسه، أن فيلهلم الثاني كثيراً ما كان يستشيط غضباً كلّما علم بالفظائع المرتكبة ضدّ الأرمن، لكن الإمبراطور كان
يعود سريعاً ويحمّل الإنكليز، الذي ينتمي اليهم من جهة الأم، مسؤولية الإيقاع بالأرمن وتحريضهم ودفعهم إلى المقتلة. وبشكل عام، ظلّت
ألمانيا في عهد فيلهلم تشجب «المنطق الأرمني»، باعتباره يقوم على القيام بأعمال استفزازية بغية استجلاب التدخل الأجنبي، وكانت آية
ذلك في أسلوب تعاطي الجهات الرسمية والصحافة في ألمانيا مع عملية اقتحام «المصرف العثماني» (مؤسسة ادارة المديونية العامة) في
26 آب 1896. كان هدف المقتحمين توجيه مطالب للدول الأوروبية، وليس للدولة العثمانية، مطالب تتعلق بحماية الأرمن في ولايات
الأناضول الشرقية، ولأجل ذلك كان استهداف «المصرف العثماني» الذي كان في ذلك الوقت مبنى تحكم المساهمين الفرنسيين والإنكليز
بمالية الدولة العثمانية. وفي وقت قوبلت فيه هذه العملية بالمجازر، سواء في الأستانة أو في الأناضول، كثرت التعليلات الألمانية التي تعيد
اقتحام المصرف إلى طبيعة الأرمن كمرابين وإرهابيين في وقت واحد. مثلما هناك إمبريالية التدخلين المباشر وغير المباشر، يمكن تطوير سلوك إمبريالي كامل انطلاقاً من مسلك اللامبالاة هذا، على الطريقة
البيسماركية. اللامبالاة تجاه عذابات ومطالب الأرمن داخل السلطنة، مع عدم المبالاة تجاه خسارة السلطنة لمصر باستعمار البريطانيين لها،
وعدم المبالاة بالعروض المقدّمة للتحالف معها. هذه كانت سياسة بيسمارك في «المسألة الشرقية». تبدّل الأمر في مرحلة ما بعد
بيسمارك، إذ صارت المانيا معنية أكثر بتحويل السلطنة العثمانية إلى ملحق لها. أما «المنطق الإباديّ» نفسه، فتدشّنه المانيا مطلع القرن
العشرين، بأعمال الإبادة ضد أقوام الهيريرو والناما بين عامي 1904-1908 في مستعمراتها الأفريقية، قبل أن تمضي اليه سياسة «
الإتحاد والترقي» تجاه الأرمن، بعيد اندلاع الحرب الكبرى، مع أن «الإتحاد والترقي» نفسه كان طالب «الطاشناق» في مؤتمر
الأخير بأرضروم 1914، بالايعاز لمناصريه لشن عمليات ضد روسيا، قبل أن تنقلب الحال من «التحالف» بين الحزبين القوميين،
التركي والأرمني، إلى مشروع إبادة يحملها الأول لشعب الثاني. يقرّ ايهريغ بأنّ دور الضباط والعسكريين الألمان المتواجدين على الأرض العثمانية، في الإبادة الأرمنية، ما زال غير واضح إلى اليوم،
ويخشى أنّه لن يكون بالمستطاع إجلاء ذلك بشكل حاسم حتى في المستقبل. الواضح في المقابل، أن المشاعر المعادية للأرمن كانت متفشية
بين العسكريين الألمان المتواجدين في السلطنة، خلال أعمال الإبادة، وأنّ المشاعر المعادية للأرمن تداخلت مع ارتفاع معدل معاداة السامية
بعيد الحرب، وهو ما رصد بعيد نجاح سوغومون تهليريان في اغتيال الصدر الأعظم السابق طلعت باشا، في برلين، آذار 1921، وحالة
النقمة الواسعة على تهليريان في الوسط القومي الألماني آنذاك. شيئاً فشيئاً ستنظر النازية إلى نموذج الإتحاد والترقي في الحل النهائي
للمسألة الأرمنية على أنّه حلّ مثالي للمسألة اليهودية أيضاً، وإن كان ايهريغ يتعسّف في كتابه السابق «أتاتورك في الخيال النازي»
بالمبالغة في تقدير أثر حرب الاستقلال التركية التي قادها مصطفى كمال على الخيال النازي، بوصفها حرب أراحتها الإبادة في العهد
السابق. تساهم مقاربة ايهريغ في إظهار كيفية بناء موقف إمبريالي على قاعدة «اللامبالاة» لا التدخل، ثم التدخل وربط السلطنة بالمانيا انطلاقاً من
منطلق «اللامبالاة» الأولي هذا. كما يساهم في تجاوز أدبيات «التفاضل» بين الإبادات وربطها ببعضها البعض، ويتميز برصد العلاقة
بين اللاسامية وبين مناهضة الأرمن بوصفهم صنو «المسألة اليهودية في الشرق»، وكل هذا يمكن أن يقدّم مقدّمات للنظر في الأشكال
المختلفة، التدخلية واللامبالية على حد سواء، لسياسات الدول الإمبريالية تجاه الشعوب المضطهدة والأقليات القومية والدينية في الشرق الأوسط. في المقابل، تبقى نزعة
«تركوفوبيا» تشوب مجهود ايهريغ، اذ تظهر عنده تركيا سواء العثمانية أو الأتاتوركية أو الحالية، كحلقة وصل بين أقصى شكل للاستبداد
الشرقي، وبين أقصى شكل للاستعمار الداخلي، الذي تمارسه منظومة على قسم من السكان داخلها، ومن دون عبور البحار إلى سواها. |
|