ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75523 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: الآثار المستقبلية للطلاق على الأطفال السبت 09 فبراير 2013, 12:11 pm | |
| الآثار المستقبلية للطلاق على الأطفال
الدكتور محمد عبد الكريم الشوبكي - ( لولا الطلاق لكانت حياتي سعيدة او اكثر سعادة ) ... ( ان الطلاق كان لهم جيد وكان لي مرارة إنني فقدت عائلتي ) .... ( لقد فقدت الفرص للتنشئة كالآخرين فانا اشعر بالإحباط ) ... ( إنني اشعر إني اختلف عن البقية وخارج عن المجتمع )... ( إنني قد أوذيت كثيرا و ان أسرتي تتفكك وتنهار ) .... (ولا زالت الذكريات تؤلمني وتحبطني و تشعرني بالغربة ) ... هذا هو حديث النفس الذي ينتاب أبناء ضحايا الطلاق او الذي يتردد على مسامع الطبيب النفسي . فمعظم هذه المشاعر تختزن وتكبت في العقل الباطن للطفل ثم تظهر في المستقبل , انها النتيجة لتصدع وتفكك نظام الوحدة الواحدة ( البنية الزوجية ) كأي نظام في العالم لا بد وان تنتج عنه مآسي واضطرابات , لان الطفل و المراهق بحاجة أساسية الى هذا الكيان البنائي لحياتهم النفسية والاجتماعية والجسدية بشكل عميق . و بغض النظر عن القيم والمبادئ الإنسانية و الأعراف والتقاليد الاجتماعية , والعقائد الدينية يبقى الطلاق ( واقعاً ) وحقيقة حياتية سلبية التأثير على الأطفال ومن هم في سن المراهقة مستقبلاً , وتشير الإحصائيات العالمية الى تصاعد الطلاق طرديا مع الزمن مع عدم وجود إحصائيات دقيقة في الدول العربية . وهو اعقد بكثير كما يبدوا سطحياً , وغالباً لا يحصل وليداً لأحداث آنية بل نتيجة لمجموعة من تراكم النزاعات والخلافات الزوجية , وعدم التوافق مع الزمن , او حينما يرى الزوجان بعد سنوات ويعتقدان ان استمرارية الحياة الزوجية غير محتملة , وان هذه الرابطة أصبحت معطلة , فمن الجانب النفسي الاجتماعي يصنف الطلاق من أهم واخطر العوامل الضاغطة نفسيا و اكثر الأحداث إيلاماً للأطفال و للزوجين. وللطلاق أطياف كالطلاق العاطفي - (Emotional divorce ) هو الطلاق من الناحية العاطفية بفقدان المحبة والمودة والعواطف المتبادلة و العيش بهذه الوضعية لفترة طويلة الأمد , واستبدالها بالكراهية والبغضاء , والنزاع , او برودة العواطف لكلا الزوجين . والطلاق النفسي - ( Psychic divorce ) حينما ينفصل الترابط والاتجاهات النفسية لكلا الزوجين , فكلٌ يعمل , ويفكر , ويخطط لوحده , بل يفقد دوره في المشاركة معاً , فالقرارات والنشاطات اليومية تأخذ طابع الفردية دون اعتبار الطرف الأخر . و الطلاق القانوني او الشرعي بالانفصال التام , وإلغاء العلاقة الزوجية . ان الخطورة على الأطفال تعتمد على عوامل متعددة منها ( عمر الطفل ) فالأطفال الصغار لا يستطيعون إدراك ما هية وكنه الطلاق فقد تخف وطأة العبئ النفسي عليهم , أما من هم في سن ما قبل المراهقة او المراهقة فهم عرضة للخطورة أكثر . وكذلك الجنس ( ذكر أم أنثى ) , ان الطفل الذكر بحاجة الى الأب في الأسرة اكثر من الإناث فغياب الأب يؤثر على الذكور بشكل اكبر من الإناث . و للعلاقة مع الأبوين السابقة أهمية , فإذا كانت علاقة الطفل بوالديه جيدة قبل الطلاق تكون النتائج اقل خطورة بعد الطلاق , أما إذا كانت علاقته بهما سيئة قبل ذلك او لدرجة توريط الطفل في النزاع الزوجي , او تعول عليه أسباب الطلاق كلما كانت النتائج عكسية وخطيرة عليه من اضطراب العاطفة , والانتماء , والرابطة الأبوية . ( و لحياة الطفل السابقة ) أهمية في تأثير هذا الحدث عليه مثل الإعاقات الدراسية , والأمراض , او مستوى الذكاء , و الاضطرابات السلوكية , و تاريخ الطفل في القدرة على التكيف مع ضغوطات الحياة , فحينما تطغى هذه الضغوطات على الطفل و لا يستطيع تحملها تظهر الاضطرابات النفسية . أما الآثار المباشرة بعد الطلاق فتحدث بسبب هذا الانفصال و غياب الرقابة خاصة ( الغضب , والحزن , والكآبة , و العناد , و العصبية , والاندفاعية , والعنف , والإهمال بالواجبات , و عدم التعاون , واضطراب العلاقات مع الأقران , والتسيب من المدرسة والمنزل , و تدني التهذيب الخلقي , وقلة الثقة بالنفس , والشعور بالنقص , وتدني الدافعية , والإهمال الدراسي , واضطراب الإحساس والشعور بالهوية الذاتية , وصعوبة التكيف الاجتماعي , وزيادة في النمط التواكلي على الأخرين , والشعور بالإحباط وان الحياة أصبحت ضاغطة نفسياً وعبئاً عليهم ) . أما الآثار المستقبلية فدراسات العالم (Waller stein - والير ستين ) على مدى عشر سنوات أوضحت ان معظم الأطفال عرضة لهذه الاضطرابات , و ان كثيرا منهم بعد زمن يعانون من اضطرابات نفسية واجتماعية كثيرة ومستديمة ( أي انها تبقى مترسخة طوال حياتهم ) وأهمها : اضطراب العلاقة العاطفية مع الأب و الأم محدثة خطورة على تكوين المزاج والسلوك , والعلاقات الاجتماعية , وعدم الرضى عن الذات , والمجتمع , والحياة , والتوافق مع النفس . وهم عرضة أكثر للأمراض الجسدية والنفسية , والجنوح في سن مبكر , و تدني التغذية السليمة , والرعاية الصحية . و هناك علو في الاضطرابات المزاجية مستقبلا خاصة الكابة في سن مبكرة وتدني المعنويات , و الثقة بالنفس , و الخوف من الوحدة والمستقبل والفقدان , والنبذ وعدم القبول من الأخرين , وارتفاع نسبة حدوث القلق النفسي في سن مبكر , واجترار الذاكرة لمجريات الطلاق , و العصبية والعدوانية و العنف . و اضطراب العلاقات الاجتماعية , وعدم القدرة على إنشاء علاقات مستديمة , و العزوف عن الزواج وإن تزوجوا فهم عرضة لان يطلقوا زوجاتهم نتيجة لتدني مثبطات الطلاق في حال حصول خلافات زوجية عادية , و الخوف من إعادة تكرار نفس التجربة لوالديهما , و الخوف من العواطف ( الحب , والمودة , والتعاطف ) وتدني الثقة بالمستقبل و الزواج والمستقبل الزواجي . و إما الإناث فقد وجد بأنهن يتزوجن في سن مبكر و يلدن اكثر , و عرضة للطلاق اكثر , وكذلك للبقاء في حالة من تدني الدخل الاقتصادي , والوضع الاجتماعي . ولتخفيف الوطأة يجب توفير جميع وسائل الاتصال مع الأطفال من قبل الزوجين , و العناية الصحية والتعليمية لهم و تفهيمهم أنهم يحبونهم وإشعارهم بذلك و متابعتهم المستمرة , وتشجيعهم على التعبير عن قلقهم وعواطفهم والسماع لهم , وإعطائهم الدعم المعنوي الكافي لتخفيف الإحساس بالنقص مع تدخل أطراف أخرى مساندة عاطفياً وسلوكياً لهم من الأقرباء كالخال او العم .. .
مستشار الأمراض النفسية والعصبية |
|