اعترافات!
حلمي الأسمر
-1- متى يتغير مسار الحكاية؟
كم عدد الأشخاص الذين بوسعهم أن يعترفوا أنهم كانوا أوغادا، في أكثر من مفصل من حياتهم؟ وأنه كان بوسعهم أن ينجزوا أكثر مما أنجزوا؟ وأنهم خذلوا من يحيط بهم، بل خذلوا أنفسهم أيضا، ولم يحققوا ما يكفي للشعور بالفخر؟ وأنهم تخاذلوا عن نصرة من كان بحاجة ماسة لهم؟ حين نصل هذه المرحلة، أعتقد أن بوسعنا أن نغير مسار الحكاية!
-2- عن الانهماك بالخشوع!
المؤمنون منهمكون بالخشوه والتبتل، وانتظار الصلاة بفارغ اللهفة، ويرفعون الأكف يسألون الله أن ينتقم من الظلمة والمجرمين، والقتلة، وسارقي البسمة من شفاه أطفالهم.. وهؤلاء، الذين يغرقهم المؤمنون بالدعاء عليهم، يحظون بحياة فارهة، باذخة، يتغذون من دماء البسطاء والفقراء، يشربون أفخم الأشربة، ويأكلون أشهى الأطعمة، مما لا يعرفه المؤمنون الطيبون، ويكادون لا يسمعون به، دائرة مستمرة منذ عشرات السنين، شقاء مقيم ودعوات وابتهالات، واستسلام للخشوع، ونهب للثروات والبسمات والحيوات، وفي بعض الأحيان، تتطور «الدراما» فيمعن فريق المدعوّ عليهم فيحيلون حياة المؤمنين والبسطاء إلى جحيم: اعتقالا وحرقا وتشريدا، وتقتيلا، فيما يحظون بحياة هانئة، باذخة، يواجهون «الدعاء» عليهم بمزيد من الظلم والقهر والتشريد!
متى ايها المؤمنون والبسطاء والفقراء تكفون عن الدعاء والانهماك بالخشوع؟
-3- لماذا لا يُستجاب لهم؟
مر إبراهيم بن إسحاق بسوق البصرة فاجتمع إليه الناس وقالوا له: يا أبا إسحاق مالنا ندعو فلا يستجاب لنا !!
قال: لأن قلـوبـكم ماتت بعشـرة أشيـاء..
الأول: عرفتم الله تعالى فلم تؤدوا حقه، الثاني: زعمتم أنكم تحبون رسوله صل الله عليه وسلم وتركتم سنته، الثالث: قرأتم القرآن ولم تعملوا به، الرابع: أكلتم نعمة الله تعالى ولم تؤدوا شكرها، الخامس: قلتــم أن الشيطان عدوكم ووافقتمـــوه، السادس: قلتــم أن الجنـة حـق ولم تعملـوا لها، السابع: قلتـم أن النـار حـق ولم تهربوا منهــا، الثامن: قلتــم أن المـوت حـق ولم تستعــدوا له، التاسع: إذا انتبهتم من النوم اشتغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم، العاشر: دفنتــم موتاكم ولم تعتبـروا بهم!