[rtl]اعترافات صهيونية: هكذا أبدنا حارات كاملة بغزة[/rtl][rtl]التاريخ:4/5/2015 - الوقت: 7:17م[/rtl]في شهاداتهم -التي بلغت السبعين- كشف ضباط وجنود إسرائيليون، لم تكشف هوياتهم، وبرتب مختلفة في الجيشين النظامي والاحتياطي، عن سياسة "الضغط السريع على الزناد"، واعترفوا بالتدمير الشامل الذي سببوه داخل غزة خلال العدوان الأخير على القطاع.
أصدرت منظمة "يكسرون الصمت" اليوم الاثنين شهادات واعترافات عن جرائم إسرائيل في عدوان الصيف الماضي على غزة، تؤكد صحة الرواية الفلسطينية حول العدوان، وتنسف الرواية الرسمية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي تجاهل التقرير.
وفي شهاداتهم -التي بلغت السبعين- كشف ضباط وجنود إسرائيليون -لم تكشف هوياتهم- وهم برتب مختلفة في الجيشين النظامي والاحتياطي، عن سياسة "الضغط السريع على الزناد"، واعترفوا بالتدمير الشامل الذي سببوه داخل القطاع.
وأطلق جنود وضباط إسرائيليون بالاحتياط عام 2002 منظمة "يكسرون الصمت"، لاطلاع الإسرائيليين على انتهاكات جيش الاحتلال في الأرض المحتلة بهدف إنهائه، لاعتباره خطرا على إسرائيل.
حالة جنون
وبدأت الشهادات بقول أحد الجنود "كنا بحالة جنون فهدمنا أحياء كاملة في غزة، وقصفنا المنازل الفلسطينية بشكل أعمى، ودون منح سكانها فرصة للهرب".
بينما يكشف الضابط الأعلى رتبة من بين أصحاب الشهادات، أن جيش الاحتلال قام باستخدام المدفعية لاستهداف المنطقة تمهيدا لدخولها، ودون منح سكانها فرصة كافية للهرب.
وأشار إلى أن قوة القذائف كانت تصيب البيوت المجاورة للعمارة المستهدفة أيضا مرة تلو المرة حتى تنهار، "وبسبب الازدحام فقد كانت النتيجة تدمير أحياء كاملة".
ويكشف ضابط آخر أن المسؤولين الميدانيين التفوا على القيود المفروضة عليهم كي لا يتم المساس بالمدنيين، من خلال تحديد الهدف على الخريطة وتصويب النار لمنطقة مجاورة له.
26 ثانية
ويستذكر أحد الضباط في شهادته، أن معلومات بلغت الجيش بشأن وجود قيادي في المقاومة داخل بيت في عمارة مكونة من ستة طوابق في حي خزاعة، وتم منح سكانها 26 ثانية فقط للهرب قبل تفجيرها من الجو.
وتكشف شهادة أخرى عن تغيير جيش الاحتلال توجهاته وأنظمته القتالية، بالإشارة إلى التعليمات بقتل كل مواطن يفتح نافذة.
ويروي صاحب الشهادة وهو ضابط تواجد في دير البلح، أن قيادة الجيش أبلغته بأن كل من يتواجد في المنطقة فهو "مخرب" وينبغي قتله، إلا إذا كان رافعا راية بيضاء.
ويضيف أنه في كل يوم كنا نتلقى تصويرا جويا مختلفا للمنطقة بسبب قوة القصف والتدمير الهائل، وقد تم تدمير عشرات المنازل لمجرد أن موقعها إستراتيجي، ومنها يمكن الاطلاع على عمارات دخلها جنود إسرائيليون.
نار عشوائية
ويفسر ضابط في سلاح المدرعات تغير ملامح المنطقة يوميا، فيقول إن الجنود تحاشوا أي مخاطرة، فكانوا يطلقون النار بشكل عشوائي على البيوت في كافة مناطق القتال.
وعن مجزرة رفح في اليوم الأول من أغسطس/آب بعد أسر الضابط أورون شاؤول، يروي ضابط من وحدة مشاة، أن الجيش أعلن تشغيل نظام "هانيباعل" وأمطر سماء المنطقة كلها بالنار، مما أدى إلى قتل نحو 150 فلسطينيا معظمهم مدنيون.
ويضيف أنه بسبب الرغبة في الانتقام أو إثبات الوجود، فإن أوامر فتح النار كانت أكثر سهولة، ويتابع "كان يكفي أن تقول إن العمارة السكنية هذه أو تلك تبدو تهديدا فيتم تفجيرها".
وتابع أنه إذا كانت الطائرة تلقي قنبلة بزنة طن داخل حي أو مستشفى، فإن إطلاق قذيفة دبابة نحو عمارة "تبدو عملية بسيطة".
وردا على سؤال الجزيرة نت، يوضح آفنر جفارياهو أحد قادة "يكسرون الصمت" أنه وزملاءه فوجئوا بتوجه ضباط وجنود لهم بعد انتهاء العدوان، وكشفوا عن قيام الجيش بتغيير أنظمة "الفتح بالنار".
ويشدد جفارياهو على أن المشكلة تكمن في قيادة الجيش وواضعي سياساته، زاعما أن المجتمع الإسرائيلي الذي ساند العدوان على غزة لم يكن يعلم بهذه التغييرات.
كما قال إن قيادة الجيش غررت بالضباط والجنود في الميدان، بإبلاغهم بأن المنطقة التي سيدخلونها خالية من المدنيين.
خلل قيمي
ويتابع جفارياهو أن الشهادات تدلل على صورة قاسية سببها سياسة فتح النار بعشوائية قادت لقتل أبرياء كثر، "وهذا خلل أخلاقي قيمي وليست حوادث شاذة، ونتمنى على الإسرائيليين المساهمة بتغيير هذا الواقع".
من جهته، اكتفى الناطق بلسان الجيش بالرد على سؤال الجزيرة نت بالقول إن الجيش أتاح لكل جندي أن يقدم شكواه، وأنه شرع في تحقيقات داخلية تمهيدا لمحاسبة كل من يخرج عن التعليمات.
وهاجم الجيش منظمة "يكسرون الصمت" لرفضها تسليمه التقرير قبل نشره، "مما يحول دون فحص ما جاء فيه فورا وبجدية".
كما حمّل رئيس مجلس الأمن القومي السابق الجنرال احتياط غيورا آيلاند على "يكسرون الصمت"، وقال إن التقرير يقدم صورة جزئية، زاعما أن الجيوش الغربية مست عددا أكبر من المدنيين في حروبها بالعراق وأفغانستان.
(الجزيرة)