منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  جرائم صهيونية مكتملة الاركان!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 جرائم صهيونية مكتملة الاركان! Empty
مُساهمةموضوع: جرائم صهيونية مكتملة الاركان!    جرائم صهيونية مكتملة الاركان! Emptyالسبت 27 نوفمبر 2021, 7:10 am

جرائم صهيونية مكتملة الاركان!
من قتل الطفل الدرة الى حرق الطفل دوابشة الى قتل الطفل ابو عصب:

نواف الزرو
من قتل الطفل المقدسي الشهيد عمر إبراهيم أبو عصب (16 عامًا)الاربعاء/2021-11-17، الى قتل الطفل محمد دعدس (13 عاماً) من مخيم عسكر الجديد بنابلس-السبت 06 نوفمبر 2021، وقبلها كانت اطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي الذخيرة الحية صوب الطفل سعيد يوسف محمد عودة (16 عاما) من قرية “أودلا” جنوب نابلس ليلة الاربعاء 5/مايو/2021 رغم أنه لم يكن يشارك في المواجهات التي كانت تدور على مدخل القرية. وأشارت إلى أن قوات الاحتلال أطلقت النار على شاب آخر حاول الاقتراب من الطفل عودة لمساعدته، ما أدى لإصابته بعيار حي في ظهره. وفي السادس والعشرين من شهر كانون الثاني/2021، قتلت قوات الاحتلال بالذخيرة الحية الفتى عطا الله محمد حرب ريان (17 عاما) على مفترق قرية حارس بمحافظة سلفيت، بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن.
وكل هذه حالات قنص وقتل لاطفال فلسطين غلى يد قوات ومستعربي الاحتلاللا تشكل إلا حالات معدودة ،ولكن قصص وحكايات وكمائن الموت الصهيوني لاطفال فلسطين فحدث بلا حرج…وكلها جرائم صهيونية مكتملة الاركان بانتظار صحوة ضمير أممية …!
فقد شكلت عمليات استهداف الأطفال وقتلهم سياسة ثابتة اتبعتها القيادات السياسية والعسكرية الصهيونية واعتمدت على أعلى المستويات بهدف النيل من الأطفال الفلسطينيين وزرع الرعب والخوف في الأجيال الفلسطينية الناشئة وقتل الأمل في المستقبل في نفوسهم، وتحطيم حياتهم ومستقبلهم، كي لا يتمكنوا من حمل قضيتهم والدفاع عن حقوقهم.
فمع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الكبرى الاولى 1987-1993، وكذلك مع اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000، ثم مع انفجار انتفاضة الغضب الشبابية عام/2015 ، وقع الأطفال الفلسطينيون في دائرة الاستهداف والموت الصهيونية،  فكانت عمليات الإعدام الميدانية للأطفال أمام بصر ونظر العالم على مدى سنوات الانتفاضة الاولى، ولكنها ابتدأت عمليا واعلاميا بالطفل الشهيد محمد الدرة خلال انتفاضة الاقصى، وهو في حضن والده أمام عدسات التلفزة، مرورا باغتيال الطفل فارس عودة وبتمزيق جسد الطفلة إيمان حجو بقذائف المدفعية، إلى حرق الطفل علي دوابشة، الى قتل الطفل علي ابو عليا(13 عاما) على ايدي جنود الاحتلال وبدم بارد على رؤوس الاشهاد، وليس انتهاء بآلاف الأطفال والأجنة والرضع الذين استشهدوا على مدى سنوات الانتفاضات والهبات والمواجهات الفلسطينية مع جيش الاحتلال ومستعمريه…!
وفقا للقوانين والمواثيق والنصوص القانونية الدولية على تنوعها فان عملية قتل كل هؤلاء الاطفال وهناك غيرها المئات بل والآلاف تستدعي فتح ملف جرائم الاحتلال وإحالة قتلة اطفال فلسطيني الى الجنايات الدولية …!
فما الذي حصل وما مستوى ردود الفعل الأممية على هذه الجريمة….؟!
التعليقات الأممية توجه دائما الدعوة لسلطات الاحتلال تطالبها فيها بان تقوم بالتحقيق بعملية قتل الطفل محمد دعدي او الطفل ابوعليا او الطفل ابو عصب، ويفترض ان تفتح هذه الدعوة -لأممية- ملف جرائم الاحتلال ضد اطفال فلسطيني، ومع ان عنوان هذه الدعوه-الكيان- خاطىء فالاحتلال هو الذي يمارس اعمال القتل والاغتيالات والاعدامات الميدانية وهو الذي يقترف جرائم الحرب، فكيف إذن يمكن ان يحقق بجريمته هو….؟!.
كما يفترض ان تتحرك المنظات والهيئات الأممية لمساءلة ومحاكمة قادة وجنرالات الاحتلال على جرائمهم ضد الأطفال والنساء والشيوخ، بل ضد كل شيء فلسطيني….؟!
والأسئلة المزعجة المستفزة دائما في هذا السياق: كيف تطارد الولايات المتحدة ومعها حليفتها في الاجرام”اسرائيل” قادة وزعماء وعلماء وتنفذ ضدهم مهمات اعتقال او اغتيال ، او تتخذ قرارات بفرض عقوبات ضدهم او تضعهم على لائحة الارهاب، بينما تتجاهل كل المؤسسات الامريكية ومعها الأممية مجرمي الحرب الصهاينة الذين يقترفون الجرائم والمذابح  بالبث الحي على مدار الساعة، ضد اطفال ونساء وشيوخ فلسطين، دون ان يرف جفن لأي جهة از مؤسسة او هيئة أممية….؟!
ففي المشهد الصراعي على الارض والوجود على امتداد مساحة الاراضي المحتلة، تشن دولة الاحتلال حروبا مفتوحة على الشعب الفلسطيني بشيبه وشبانه ونسائه واطفاله وشجره وحجره وتراثه، وحرصت تلك الدولة كل الحرص منذ بدايات الاحتلال على استهداف اطفال فلسطين، قتلا واعتقالا وتشريدا، كما حرصت على تحويل حياة الطفل الفلسطيني إلى جحيم دائم …والأخطر من ذلك حرصت على قتل أحلامه وطموحاته في الحياة والحرية والاستقلال، فأخذت قواتها المدججة بكل أنواع الأسلحة تطارد أطفال فلسطين حتى قبل أن يذوقوا طعم حليب أمهاتهم، وأخذت المطاردة المستمرة تمتد من الطفل الرضيع إلى أطفال التأسيسية والإعدادية والثانوية لتطال الجميع بلا استثناء وبلا رحمة ..ولتتحول حياة الطفل الفلسطيني إلى موت يومي، وإلى يوميات مليئة بشتى أشكال الألم والعذاب والمعاناة المستمرة، ولتغدو قصة الطفل الفلسطيني”قصة موت يومي ومعاناة مفتوحة بلا سقف وبلا حدود “.
فحصاد جرائم الحرب الصهيونية مفتوح لا حصر له على الاطلاق…!
فقد شكلت عمليات استهداف الأطفال وقتلهم سياسة ثابتة اتبعتها القيادات السياسية والعسكرية الصهيونية واعتمدت على أعلى المستويات بهدف النيل من الأطفال الفلسطينيين وزرع الرعب والخوف في الأجيال الفلسطينية الناشئة وقتل الأمل في المستقبل في نفوسهم…!
ومع اندلاع انتفاضة الأقصى في الثامن والعشرين من سبتمبر عام 2000 وقع الأطفال الفلسطينيون في دائرة الاستهداف والموت الصهيونية،  فكانت عمليات الإعدام الميدانية للأطفال أمام بصر ونظر العالم قد ابتدأت بالطفل الشهيد محمد الدرة وهو في حضن والده أمام عدسات التلفزة، مرورا باغتيال الطفل فارس عودة وبتمزيق جسد الطفلة إيمان حجو بقذائف المدفعية، وليس انتهاء بمئات الأطفال والأجنة والرضع الذين استشهدوا على مدى سنوات انتفاضة الاقصى وصولا الى حملة “الشتاء الحار” ف”المحرقة” التي اعلنها الجنرال فيلنأي..!…!
وحسب شهادات فلسطينية لم تشهد الاراضي المحتلة منذ احتلالها عام 1967 مجزرة أفظع من تلك التي يتعرض لها أبناؤها بالجملة، حيث يباد الأب مع ابنه، والأخت مع أختها أو أخيها، والأم مع أبنائها”.
وتأبى ذاكرة اهل غزة-مثلا- إلا أن تدون بالدم ألوانا مروعة من القتل، فالفتاة جاكلين محمد أبو شباك (16 عاما)، شاهدت أخاها إياد (14 عاما) يسقط بقذيفة مدفعية إسرائيلية فهرعت لإنقاذه فكان القناص الإسرائيلي لقلبها بالمرصاد وأطلق عياراً ناريا ففارقت الحياة برفقة شقيقها على مدخل منزلهما.
أما بسام عبيد (45 عاما) فكان يهم بمغادرة المنزل برفقة نجله محمود (15 عاماً)، فتلقفتهما قذيفة مدفعية، فهرع نجله الثالث نحوهما، فكان نصيبه إصابة بالغة رقد على أثرها بغرفة العناية المركزة في أحد مستشفيات شمال القطاع.
اما الطفلة عبير العرامين ابنة العاشرة، فلم تكد تخط عدة خطوات خارج بوابة مدرستها في قرية عناتا شمالي القدس برفقة شقيقتها وصديقتها خلال الاستراحة، وفجأة سقطت مضرجة بدمائها، فرصاصة من بندقية أحد قوات حرس الحدود الذين كانوا يعملون على تفريق مظاهرة في مكان قريب من المدرسة استقرت في رأسها، وصارعت عبير الموت ثلاثة أيام وأعلن عن استشهادها في 19-1-2007.
ووفق الشهادات الحية الفلسطينية كان الطفلان يحيى رمضان أبو غزالة ومحمود سليمان أبو غزالة، وابنة عمهما سارة يلعبون مع مجموعة من الاطفال شرق بيت حانون حينما اطلقت دبابة احتلالية قذيفة قاتلة باتجاههم ، فتحول الثلاثة الى جثث وصلت الى المشفى اشلاء مقطعة”.
وقبل ذلك استشهد الطفلان احمد ابو زبيدة وزاهر المجدلاوي برصاص قوة وحدة اسرائيلية خاصة كانت تتواجد فى محررة دوغيت سابقا فى بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وقال شهود عيان إن الطفلين اللذين يبلغان من العمر 12 عاما كانا يقومان بصيد الطيور في هذه المنطقة، وقالت مصادر طبية” إن الشهيدين أصيبا بعدة طلقات اخترقت الصدر وخرجت من الظهر في القلب مباشرة ما أدى إلى استشهادهما”.
وماذا نقول ايضا عن الطفلة أميرة أبو عصر التي استشهدت في الجريمة التي نفذتها قوات الاحتلال في بلدة القرارة شرق مدينة خانيونس في عملية نفذتها قوات الاحتلال استهدفت اغتيال القائد في سرايا القدس المجاهد يوسف السميري “.
وقد دفع أطفال غزة كذلك ضريبة ال”محرقة”الصهيونية المفتوحة التي اعلنها الجنرال فيلنأي-في عهده-..!. فمنذ بدء حملة “المحرقة” على أهالي قطاع غزة، وآلة الحرب الصهيونية لا تميز بين كبير وصغيركما جاء في التقارير الفلسطينية، فالقصف البري والجوي والبحري أوقع منذ ذلك الصباح وحتى صباح الاثنين 2008/3/3 فقط  نحو 120 شهيدا واكثر من 350 جريحا نحو نصفهم من الاطفال والنساء ….!
ويبدو “أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قررت فتح مخيمات صيفية للأطفال الفلسطينيين على طريقتها الخاصة ولكن تحت الأرض وليس فوق الأرض من أجل الاستمتاع بالإجازة الصيفية، حيث قتلت طفلتين خلال أقل من أسبوع شرق خان يونس، جنوب قطاع غزة، فهاهي الطفلة الفلسطينية هديل عبد الكريم السميري تلحق بقرينتها آية النجار، فلم تكن الطفلة هديل عبد الكريم السميري ابنة الثمانية أعوام التي مزقت يوم الأربعاء قذائف الاحتلال التي سقطت على بيت عائلتها في القرارة شرق خان يونس، جسدها، الطفلة الأولى التي تسقط بهذه الطريقة ولن تكون الأخيرة، فقد سبقتها قرينتها آية حمدان النجار وهي من نفس عمرها، وسقطت بالطريقة ذاتها في بلدة خزاعة المجاورة للقرارة”.
وكان الأطفال الفلسطينيون الذين يحلمون بقضاء إجازة صيفية سعيدة ضحايا مجازر الاحتلال التي حصدتهم بشكل كبير منذ مطلع العام/2008 ، حيث سقط ستة منهم في كانون ثاني فيما سقط ثمانية أطفال في شباط، وسجل شهر آذار سقوط 17 طفلا، وكان نيسان الأكثر سقوطا للشهداء حيث سجل سقوط 21 طفلا، فيما سقط في أيار  ستة أطفال، إضافة إلى الطفلتين النجار والسميري اللاتي سقطتا منذ مطلع حزيران.
وعن حصاد الشهادء من الاطفال ذكرت المصادر الفلسطينية انه”منذ سبتمبر/أيلول 2000 -وحتى منتصف تشرين اول/2007- استشهد ما يقارب من 1000 طفل فلسطيني وجرح أكثر من 3500 على أيدي قوات الاحتلال من خلال اعتداءاتهم على المناطق المدنية وعلى المدارس والمستشفيات إلى جانب تعرض حياة الأطفال الفلسطينيين للخطر من جراء استخدام قوات الاحتلال الإسرائيلي لهم كدروع بشرية”.
ولكن لم تكن تلك الجرائم الصهيونية ضد اطفال فلسطين هكذا عفوية، بل تقف وراءها ايديولوجيا وسياسة ابادية خطيرة، كان توجها بلدوزرهم شارون حينما صرح في لقاء مع الجنرال أوزي مرحام، عام 1965م، قائلا:”لا أعرف شيئاً اسمه مبادئ دولية، أتعهد بأن أحرق كل طفل فلسطيني يولد في المنطقة، المرأة الفلسطينية والطفل أخطر من الرجل، لأن وجود الطفل الفلسطيني يعني أن أجيالاً منهم ستستمر”.
وهكذا- وفي ضوء هذا الحصاد الاجرامي الصهيوني ضد الاطفال، فوحدهم فقط اطفال فلسطين الذين انتبهوا وتجرأوا وبادروا الى عقد محاكمة علنية لقتلة الاطفال / جنرالات الاغتيالات الارهابية الصهاينة الذين اقترفوا مجازر دموية بالجملة ضد نساء واطفال فلسطين سقط فيها حسب المعطيات الفلسطينية، فقد ادانت “المحكمة العليا للبرلمان الفلسطيني الصغير” التي عقدت في غزة قتلة الاطفال بالمسؤولية الكاملة عن قتل الاطفال وهدم المنازل وتشريد العائلات ..وقررت المحكمة الصورية المعنوية الاخلاقية اعتبارهم مجرمي حرب واحالة اوراقهم الى محكمة مجرمي الحرب في لاهاي…؟!!
فلماذا لا يسارع احد من العرب مثلا الى المطالبة بتقديم جنرالات الاحتلال الى المحكمة الدولية في لاهاي…؟!
ولماذا لا تتحرك الامم المتحدة مثلا للمطالبة بجلب قتلة الاطفال في فلسطين الى المحكمة الدولية بدل ان يذهبوا هناك الى العراق او سوريا او ليبيا او غيرها…؟!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 جرائم صهيونية مكتملة الاركان! Empty
مُساهمةموضوع: رد: جرائم صهيونية مكتملة الاركان!    جرائم صهيونية مكتملة الاركان! Emptyالسبت 27 نوفمبر 2021, 7:23 am

مأساة أطفال فلسطين تحت حراب الاحتلال.. اتفاقية حقوق الطفل وقعت عليها 191 دولة في العشرين من نوفمبر1989 لكنها حسب الاحتلال لا تخص الأطفال الفلسطينيين لأن كل طفل فلسطيني هو مخرب محتمل في المستقبل!

نبيل عودة
يدعي الجيش الإسرائيلي، حسب ما نشر في وقت سابق في صحيفة هآرتس العبرية، أنه يجرى اعتقالات عديدة واستدعاء قاصرين فلسطينيين للاستجواب، وان المئات اعتقلوا ليلاً بشكل غير متوقع. لكنه لا يقدم تفسيرا لنتائج هذه الحملة المناقضة للوثائق الدولية التي تتعلق بحقوق الطفل.
والمستهجن ما جرى قبل أيام في الخليل حيث قام جنود الحيش بإيقاظ أطفال فلسطينيين من نومهم وجلبهم لساحة امام البيت لتصويرهم، بتصرف لا منطق امني فيه اطلاقا، وكان الرعب والبكاء خوفا من نصيب أولئك الأطفال امام هذا التصرف الاحتلالي المناقض لكل منطق انساني.
  جيش الاحتلال الإسرائيلي لا ينشر تفاصيل او بيانات منظمة عن الاعتقالات والتحقيقات مع الاطفال الفلسطينيين، التي بدأت في عام 2014، ولم يحدد حتى أهدافًا له منها. في السنوات الماضية، هآرتس، تم استدعاء مئات القاصرًين الفلسطينيًين للاستجواب مسبقًا – والاستدعاء للأطفال من التحقيق معهم بتزايد متواصل.
جاء في تقرير نشلاته صحيفة “هآرتس” في (02-12-2020) عن الاعتقالات الواسعة لشبان فلسطينيين (أطفال قاصرين) انه “بعد ست سنوات من إعلان الجيش الإسرائيلي أنه بدأ يسرع استدعاء قاصرين فلسطينيين مشتبه بارتكابهم جرائم (!!) للاستجواب، يتبين انه يواصل اعتقال المئات من الشبان الفلسطينيين دون سابق إنذار، عادة يعتقلهم في منتصف الليل. وبشكل بالغ السرعة، ولم يتم نشر معايير نجاحه أو فشله من هذه الاعتقالات، جنبًا إلى جنب مع أهدافه من حيث عدد المعتقلين.
هذا الخبر اعادني الى تقرير سابق لصحيفة هآرتس، نشرته الصحفية اليهودية الشجاعة عميرة هيس، نشر قبل بضع سنوات عن موضوع اعتقال ومحاكمة الأطفال الفلسطينيين وعلاقة ذلك بالقانون الدولي، وهذه اهم تفاصيل ما ورد بذلك التقرير الهام. الذي يفضح أسلوب التعامل المنافي لأبسط قوانين تتعلق بحقوق الأطفال. ويبدو ان الأمر يزداد سوءا وتجاهلا لبنود القانون الدولي لحماية الأطفال.
في البداية تعالوا نتخيل حالة عبثية: مسؤول في السلطة الفلسطينية يعلن ان كل طفل يهودي في إسرائيل يجب التعامل معه كجندي محتل.
أضع هذا التخيل العبثي في مواجهة ما قاله مدّعٍ عسكريٍّ إسرائيليٍّ عام لوفد قضائي بريطاني موَّلتْه وزارة الخارجية البريطانية، جاء يحقق في اعتقال وإصدار أحكام ضد أطفال فلسطينيين يُشتمُّ منها ان إسرائيل تخرق وثيقة حقوق الطفل للأمم المتحدة.
تنكر النيابة العسكرية الإسرائيلية شكوى الأطفال الفلسطينيين عن سوء معاملتهم، وقالوا للوفد البريطاني “أضحكتمونا” وأضاف ضابط كبير من النيابة العسكرية بصراحة للوفد البريطاني المشكّل من تسعة رجال قانون “ان كل طفل فلسطيني هو مخرب محتمل”.
حسب صحيفة هآرتس، في تقرير لها عن الموضوع، نشرته الصحفية الشجاعة عميرة هيس، قرات هذه التفاصيل.
الوفد فحص وحقق بالقانون والتصرفات الإسرائيلية بكل ما يتعلّق باعتقال وصدور أحكام ضد أولاد فلسطينيين.
زيارة الوفد المذكور جاءت بعد ان طرح الموضوع أمام بيتي البرلمان البريطاني للبحث، وتعتبر الزيارة خطوة الى الأمام في التحقيق مما يجري مع الأولاد الفلسطينيين في محاكم الاحتلال الإسرائيلية. والجدير بالذكر ان اتفاقية حقوق الطفل هي اتفاقية وقعت عليها 191 دولة في العشرين من نوفمبر 1989.
الوفد أصدر تقريرا من 36 صفحة، بصياغة دبلوماسية لطيفة جدا (يبدو ان ذلك من خصائص الغرب بكل ما يتعلق بإسرائيل). من ضمن ما جاء بلطافة دبلوماسية: “من المحتمل ان بعض التردد بمعاملة الأولاد الفلسطينيين، حسب النهج الدولي سببه من القناعات التي طرحت امامنا من مدعي عسكري بان كل طفل فلسطيني هو مخرب محتمل. هذا الموقف يبدو لنا انه نقطة الانطلاق الحلزونية لغياب العدل، الذي لا يستطع أحد ان يغيره الا إسرائيل نفسها بصفتها قوة الاحتلال في الضفة الغربية”.
المدعيان العسكريان الإسرائيليان اللذان تحدث الوفد البريطاني معهما هما المدعي العسكري الرئيسي الكولونيل روبرت نويفيلد ونائبه الميجر رونين شور. الوفد لا يذكر من قال الجملة التي تشكل منطلق النيابة العسكرية الإسرائيلية (ربما الأصح الفكر الاحتلالي الإسرائيلي) بان كل طفل فلسطيني هو مخرب محتمل. وهو الأمر الذي يشكل العلاقة بين الأولاد الفلسطينيين والجهاز العسكري الإسرائيلي، او دولة الاحتلال للدقة بدون لطافة دبلوماسية.
حاولت ان أتخيل مسؤولاً فلسطينياً يقول ما يشبه هذا التقييم عن الأولاد اليهود. تخيل ميتافيزيقي لا أستطيع ربطه بواقع إنساني. ولم أكن لأتردد باعتبار كل تصريح مشابه نفياً لإنسانية كل من يطلقه، ورفضي لاعتباره ممثلا حتى لخطوط المجاري الفلسطينية.
الوفد كشف في تقريره وجود روايات إسرائيلية عسكرية متناقضة حول منهج اعتقال ومحاكمة الأولاد الفلسطينيين حسب القانون العسكري. الجهاز الإسرائيلي الرسمي له روايته. منظماتٌ ونشطاءُ فلسطينيون وإسرائيليون ممّن يتابعون مسألة اعتقال ومحاكمة الأولاد الفلسطينيين وحتى الأولاد أنفسهم لهم رواية مختلفة. الوفد لم ير ضرورة لقبول رواية ما، حسب لسان التقرير. بل سجل الروايات المتناقضة دون تأكيد صحة قبول رواية طرف من الأطراف، ولكن، وهنا الشيء الأساس، سجّل الوفد في تقريره تبريراً لموقفه بعدم الفصل بين الروايات، بأن “الفروقات المثبتة في القانون بين الأطفال الفلسطينيين والإسرائيليين التي أشغلتهم في فحصهم، هي فوارق موثقة بالفعل، وانه حسب الوقائع الموثقة، التي لم يستطع المتحدثون الإسرائيليون نقضها او إنكارها، وجد الوفد ان إسرائيل تنقض ستة بنود من وثيقة حقوق الطفل للأمم المتحدة. وهذه البنود هي:
البند2 – التمييز بين الأولاد الفلسطينيين والإسرائيليين.
البند 3- مصلحة الولد مقابل مصلحة الاحتلال.
البند 37 ب – ايجاد حجّة مسبقة لاعتقال الأولاد.
البند 37 ج- عدم فصل الأولاد عن المعتقلين الكبار.
البند 37 د- عدم الوصول فوراً لمحام (الاحتلال لا ينفذ هذا الأمر).
البند 40 – التقييد بسلاسل حديدية في المحكمة (الظاهرة الشائعة).
والتزاماً منه بعدم اعتماد أيٍّ من الروايات، يسجل الوفد انه إذا كانت التقارير والشهادات التي وصلتهم من منظمات إسرائيلية وفلسطينية حول اساليب الاعتقال صحيحة، فان هذا يعني ان إسرائيل تخالف بند يمنع التصرف بعنف مع الأطفال، وبأساليب غير إنسانية او مهينة حسب البند 37 أ في الميثاق.
وتسجل الصحفية هيس رأيها بوضوح، متخلية عن اللطافة الدبلوماسية، انه بالاعتماد على ما نشرته “هآرتس” من مراسليها، والتي تشمل عشرات الشهادات حول اعتقال أطفال فلسطينيين، نسمح لأنفسنا، كما تكتب عميرة هيس، “ان نكون أقل مجاملة وتردداً، ونقرُّ ان المعاملة القاسية، وغير الإنسانية، او المهينة، هي المعيار. الجيش يتصرف بشكل دارج (روتيني) في اعتقال الأولاد الفلسطينيين في منتصف الليل. وبشكل دارج يُضربون، صفعاً او رفساً أثناء الاعتقال. وفي ثلث الحالات، حسب فحص المنظمة العالمية للدفاع عن الأولاد، يطرح الأولاد على أرضية السيارة العسكرية، أثناء قيادتهم للاعتقال. وبشكل دارج رجال الشرطة يحققون معهم قبل التحقيق الرسمي. وتقريبا بشكل دارج أيضا التحقيق يجري قبل ان يسمح للولد ان ينام، وبشكل دارج لا يحضر والداه في وقت التحقيق معه”.
حجّة ممثلي وزارة الدفاع ومنسّق العمليات في المناطق المحتلة، الإنكار أولاً، وهو تقليد إسرائيلي دارج، ثم قولهم ان “الجنود هم جنود”. هذه الملاحظة أقلقت الوفد البريطاني، كما جاء في تقريرهم. وطبعاً قال ممثلو الاحتلال إن الأولاد بإمكانهم تقديم شكوى حول المعاملة المسيئة لقسم التحقيق مع الشرطة.
اقتراح عبقري!!
نحن مواطني إسرائيل يضحكنا هذا القسم الذي يحقّق مع نفسه، من معرفتنا لنزاهته الكبيرة، الذي يقرر عادة، بشكل دائم ومتوقع، انه تبين بعد الفحص ان الشكوى غير صحيحة!!
تبرئة جاهزة. أليس الأطفال الفلسطينيون مخربين محتملين في المستقبل؟ هل يمكن تصديق المخرب الفلسطيني المقبل وتكذيب الجندي او الشرطي “محرري” الأرض من “مغتصبيها” الفلسطينيين؟!
لمن تقدم شكوى على قسم التحقيقات الذي يبرئ بشكل مطلق تقريباً تصرفات الاحتلال؟
هل يعي الأولاد مضمون اعترافاتهم؟
تقرير الوفد يذكر باستهجان منضبط جدا، فقط لدى البريطانيين يمكن ان يكون الاستهجان منضبطاً جدا او بكل ما يتعلق بالتعامل مع تجاوز إسرائيلي. يذكر حقيقة ان الجهاز العسكري القضائي، لا يسمح لمحامي ان يلتقي مع الأولاد قبل بدء المحاكمة ليمثلهم بشكل معقول وكامل. يذكر التقرير بمرارة منضبطة (هذه ايضا مرارة بريطانية او غربية جاهزة تخصّ إسرائيل فقط) ان لوائح الاتهام المقدمة للمحاكم العسكرية تعتمد على اعترافات الأولاد، واعترافات أولاد على رفاقهم. يشير التقرير ان الجهاز العسكري يدفع الأولاد لاعترافات بالتُّهَم والوصول الى “صفقة ادّعاء” طبعاً بدون وجود محامٍ يمثل الأولاد، أي لا تجري محاكمة حقيقية للأولاد. ومن المؤكد أن الأولاد المرعوبين لا يفقهون ما تخبّئ لهم الصفقة، وربما لا يفهمون هذا التعبير ومحتواه القانوني، وكل ما يهمُّهم هو التخلُّص من الوضع الغريب والمخيف الذي وجدوا أنفسهم بلا وعي داخله بصفتهم مخربين محتملين مستقبلاً. هذه الظاهرة ليست جديدة، بل وردت في عشرات التقارير للجان حقوق الإنسان والطفل إسرائيلية وفلسطينية ودولية ويردّدها دائماً نشطاء فلسطينيون وإسرائيليون، وأوردها المحامون الذين يدافعون عن المعتقلين الفلسطينيين وخاصة عن الأولاد، وقدّموا صورة مذهلة عن المحاكمات التي تصدر أحكاما بالجملة بدون استماع لـ”المخربين الصغار” وبناء على ما تقدمه النيابة العسكرية من “صفقات” جاهزة “توصلت” اليها مع الأولاد، وكأن الأولاد على فهم لمضمون ما يدور حولهم، بغياب أي دور للمحامين لتقديم دفاعهم، اذ يسمح لهم بالظهور في معظم الحالات اثناء المحاكمة فقط، دون ان يتمكنوا من فهم ما يجري مع موكليهم من “المخربين” الصغار. وهناك سيف الاعتقال حتى انتهاء الإجراءات القانونية (وهي صيغة هلامية، تعني بقاء الأولاد في الاعتقال حتى المحاكمة). الحديث يبدو وكأنه عن أشخاص بوعي كامل يتصرفون بناء على فهم وتخطيط، وليس عن أولاد لا يفقهون ما يجري حولهم، ولا يعون معنى لتصرفاتهم حتى في حال قيامهم بالمشاركة بمخالفات مثل قذف الجنود بالحجارة، وهي المخالفات الدارجة مع الأولاد عادة، نتيجة استفزاز يومي يرتكب بحقهم او بحق مجتمعهم وأقاربهم وأبناء وطنهم، يرى فيها الاحتلال “تهديداً لأمنه واحتلاله وجريمة أمنية بالغة الخطورة” والوفد البريطاني التقى مع القضاة العسكريين ومنهم ضباط كبار بدرجات مرتفعة وحملة ألقاب أكاديمية رفيعة جداً ومنها لقب بروفسور مثلاً.
تقرير الوفد القضائي البريطاني يلاحظ أمراً مقلقاً يتوسّع به تقريرهم، حول شكل “محاكمة” الأولاد حيث “يشجع” (ربما الأنسب والأصحّ كلمة “يفرض”) الجهاز القضائي العسكري على الأولاد المعتقلين (هل هم بقدرة مواجهة المحققين الإسرائيليين؟) الوصول الى صفقة مع النيابة العسكرية، الأمر الذي يعني عدم إجراء محاكمة حقيقية، في مثل هذه حالة عدم الوصول الى صفقة، يعني انه على النيابة العسكرية ان تُحضِر شهوداً وإثباتاتٍ للتهم التي توجه للأولاد، أيَّ عمل مرهق وشبه مستحيل. وعلى الأغلب لا شهود ولا إثباتات، أي محاكمات “لفلفة” وليس من الصعب إيجاد وصف لهذه المحاكمات في مقالات كتبها المحامين أنفسهم الذين تلخّص كل دورهم بأن يكونوا حضوراً في مسرحية قراقوشية. والأمر المرعب أكثر ان النيابة العسكرية قد تطلّب ايضاً اعتقال الأولاد حتى انتهاء الإجراءات القانونية، وهو أمرٌ تترتّب عليه أضرارٌ نفسية وجسدية هائلة للأولاد، اذ قد يكون الاعتقال حتى انتهاء “الاجراءات القانونية” أكثر امتداداً من العقاب نفسه. هذا الجانب طرح بمئات التقارير المنشورة في الانترنت أيضا.
الوفد البريطاني قدّم 40 توصية للجهاز العسكري الاحتلالي، من أبرزها ان القانون المدني الإسرائيلي يمنع اعتقال أولاد (القصد أولاد من إسرائيل) تحت سن الـ 14 سنة وانه يجب تطبيق هذا القانون على الأولاد الفلسطينيين ايضا.
الفلسطيني مدان حتى يثبت العكس
في تصريحات ل”CNN” قالت عضو وفد المحامين البريطانيين باتريشا سكوتلند، التي شغلت في السابق رئاسة الادعاء العام في بريطانيا، وساهمت في وضع التقرير: “ما فعلناه هو أقرب إلى تقديم تقييم تحليلي قانوني للوضع هناك، لدينا روايات متضاربة حول ما يحصل فعلياً، ولم نقم باستنتاجات حول تلك الروايات، بل لجأنا إلى تحليل نصوص القانون الإسرائيلي، ولذلك نعتبر أن الأدلة التي أشرنا إليها لا تقبل الشك”. وأضافت: “استخدمنا القانون الإسرائيلي كنموذج لمعرفة حقوق الطفل الإسرائيلي، وتساءلنا حول السبب الذي يمنع تطبيقها على الطفل الفلسطيني، ونظرنا بالقوانين التي تطبق على الطفل الإسرائيلي، وتلك التي تطبق على الطفل الفلسطيني، ووجدنا أنها مختلفة (مختلفة كلمة في منتهى اللطافة) وقد سألنا عمّا إذا كان هناك سبباً شرعياً لهذا التباين، فلم تكن هناك إجابة”
الوفد لم يعتمد على تقارير المنظمات الحقوقية الإسرائيلية مثلا، وعلى رأسها منظمة “بتسيلم – مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة” التي نشرت وفضحت آلاف الممارسات غير القانونية حتى في المفهوم القضائي العسكري الإسرائيلي الممارس ضد الأطفال الفلسطينيين، ووثّقت الكثير من التجاوزات بأفلام مصورة بوقت وقوع الاعتداء على الأطفال او الكبار في الكثير من الحالات.
ولنفحص تقارير منظمات إسرائيلية أخرى.
جاء في تقرير اعدته ونشرته منظمة “يش دين” الحقوقية الإسرائيلية ان المحاكم العسكرية التي يمْثلُ أمامها المعتقلون الفلسطينيون تصدر قرارات بإدانة ما نسبته 99.7% منهم فيما لا تستمر جلسات تمديد الاعتقال حتى نهاية الإجراءات أكثر من دقيقتين فقط، ووصفت الأمر بانه “شيك مفتوح”!!.
وأضاف تقرير “يش دين” ان المحاكم العسكرية والنيابة الإسرائيلية تمتنعان عن ترجمة لوائح الاتهام المقدمة ضدّ الفلسطينيين للغة العربية، فيما مثل أمامها العديد من الأطفال والقُصَّر الفلسطينيين الذين جرت محاكمتهم كبالغين. وقدَّر محققو المنظمة متوسط الوقت الذي تستغرقه محكمة تمديد اعتقال فلسطيني حتى نهاية الإجراءات القانونية بدقيقة و54 ثانية فقط.
وفسّر المحامي جواد بولس، المتفرّغ تماماً لمهمة الدفاع عن المعتقلين والأسرى الفلسطينيين، ظاهرة نسبة الإدانة المرتفعة بالقول: “إنني أعتقد بان كل فلسطيني يمثل أمام المحاكم الإسرائيلية مدان حتى يثبت عكس ذلك”.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 جرائم صهيونية مكتملة الاركان! Empty
مُساهمةموضوع: رد: جرائم صهيونية مكتملة الاركان!    جرائم صهيونية مكتملة الاركان! Emptyالإثنين 13 ديسمبر 2021, 6:15 pm

بالقانون.. نهدم بيوتهم ونبني لأجيالنا: “القدس الكبرى” لليهود.. من رام الله إلى بيت لحم

هكذا هو الأمر:

“صادقت بلدية القدس مؤخراً على إقامة حي جديد في عطروت، الذي يخطط لإقامته في منطقة مطار عطروت المهمل، على مساحة 1243 دونماً. وحسب المخطط، سيشمل الحي السكني الجديد آلاف الوحدات السكنية ومساحة للفنادق وأخرى للمباني العامة ومساحات عامة مفتوحة ومساحات للتجارة والتشغيل” (يوري الون واريئيل كهانا، “إسرائيل اليوم”، 24/11).

“أكثر من 100 عائلة من شرقي القدس تواجه تنفيذ أوامر هدم فورية لبيوتها”. هذا عنوان الخبر الذي يمكن من خلاله أن نعرف بأن الأمر يتعلق بسلوان، حيث اثنان من الأحياء: حي بيوته مبنية بما هو مخصص ليكون منطقة عامة مفتوحة، والحي الآخر بيوته معدة للهدم في إطار خطة لإقامة متنزه أثري سياحي باسم “حديقة الملك” (نير حسون، “هآرتس”، 30/11).

“تدفع إسرائيل قدماً ببناء حي جديد خلف الخط الأخضر في القدس… الحي مخصص لسكان يهود، ويتوقع أن يبنى قرب الحي الفلسطيني بيت صفافا، الذي يعاني من نقص شديد في مساحات البناء”، (نير حسون، “هآرتس”، 6/12).

“نحو ألف شخص من سكان الولجة يتعرضون لخطر الطرد من القدس. في السنوات الخمس الأخيرة هدمت السلطات 30 بيتاً في القرية تقريباً بدون مخطط هيكلي وإزاء إنفاذ صارم للقانون، والعائلات أمام خيارين في هذه الأثناء؛ إما أن تتكدس أو تغادر. في هذا الشهر، سيتم عقد جلسة في المحكمة العليا، التي يتوقع أن تبت إذا كانت ستسمح للدولة بهدم عشرات البيوت الأخرى في المكان”، (أفيف تترسكي، “محادثة محلية”، 5/12).

نعم، هذا ما يحدث الآن. لهؤلاء يبنون، ولأولئك يهدمون. هذه الأقوال لم تقل في عمليات بمناسبة انتهاء السنة الميلادية. لا، هذه صورة لما يجري من بناء وهدم في القدس، من اليوم الذي تم فيه احتلال شطرها الشرقي في 1967، عندما هدم حي المغاربة القديم في ليلة واحدة، وحتى الآن بعد مرور 54 سنة.منذ ذلك الحين، بني 12 حياً يهودياً ضخماً على الأراضي الفلسطينية، التي صودرت في أعقاب الاحتلال والضم، وأصبح تفسير “القدس الكبرى” من مدخل رام الله وحتى مدخل بيت لحم، على أراض محتلة ليس لها أي علاقة أصلية بمدينة القدس والأماكن المقدسة فيها. في المقابل، لم يقم أي حي للفلسطينيين الذين يشكلون الآن 40 في المئة من سكان القدس. ومعظمهم، حتى في الأحياء الأكثر ثراء، يعانون من سكن مكتظ ومن غياب بنى تحتية مناسبة. سفر مريح في “رمات شلومو” الفاخر، الذي بني وأخذ يتوسع منذ عشرين سنة، ويدل على ذلك الألم أن تعلق في اختناقات المرور في حي شعفاط المكتظ.

ما هي أفضلية الذين يبنون لهم؟ هذا واضح. ولكن ما هي جريمة الذين يهدمون بيوتهم، بل الآلاف الذين سبق أن هدمت بيوتهم بل وعشرات الآلاف الذين تهددهم أوامر الهدم بأن تقدم بيوتهم طعاماً لأسنان الجرافات؟ ها هي جريمتهم: جميعهم، بما في ذلك الأطفال والشيوخ، يعيشون في مبان دون تراخيص بناء، التي يبلغ عددها الآن 20 ألفاً تقريباً. لماذا لا يملكون تراخيص بناء؟ لأن هذا مصير كل الفلسطينيين سكان المدينة منذ أجيال طويلة، الذين مفروض عليهم الحصول بأنفسهم على رخصة بناء لبيوتهم القديمة التي يعيشون فيها ولبيوتهم الجديدة التي يبنونها لعائلاتهم التي تتسع.

هذا خلافاً للأغلبية الساحقة لليهود في القدس، الذين شققهم وبيوتهم في الأحياء القديمة والجديدة مزودة مسبقاً بتراخيص بناء حصلوا عليها من المقاولين قبل دخول المستأجرين إلى بيوتهم. ولماذا يحصل القليل جداً من الفلسطينيين على رخصة بناء في القدس؟ لأن رخصة البناء مشروطة بوجود مخطط هيكلي. لا يوجد لمعظم الأحياء الفلسطينية مخطط هيكلي، ولبعضها الآخر مخططات هيكلية قديمة لم تعد تناسب عدد السكان في الحي ووضعهم العائلي. وبدون مخطط هيكلي مناسب، لا حاجة للقول بأنه لا يمكن الحصول على رخصة بناء بدون مخطط. لماذا إذاً لا توجد لأحيائهم مخططات هيكلية؟

إذا كانت تعنيكم معرفة ذلك، فاذهبوا وشقوا طريقكم في متاهة الإجراءات المهنية والبيروقراطية التي يجب إجراؤها أمام السلطات والسلطات الفرعية والسلطات المتفرعة عنها أيضاً حتى يكون لديكم مخطط هيكلي يخصص مكاناً أيضاً للسكن وللمؤسسات العامة والمدارس والحدائق العامة، وحتى لوقوف منظم للسيارات يناسب التخطيط الحضري الحديث. واسألوا أنفسكم كيف لشخص عادي أو تجمع صغير أو حي أو شارع أن يجتازوا هذه المتاهة، الأمر الذي يكلف أموالاً طائلة، والخروج منها مع رخص بناء التي هي أيضاً لا تعطى بالمجان.

ولكن ما شأنكم بهذا الكابوس؟ لأنه لا أحد منا، نحن مواطني “إسرائيل الكبرى” اليهود، من القطمون وحتى “غيلو” وجبل أبو غنيم، من “جفعات رم” وحتى “جفعات زئيف”، من “رمات بيت هكيرم” وحتى “رمات شلومو”، لا يطلب منا الاهتمام شخصياً بأمر كهذا. كل الأحياء اليهودية بنيت حسب خطط هيكلية للسلطات المخولة بذلك. أنا مثلاً، انتقلت للسكن في حي جديد في القدس الذي أقيم على مساحة مفتوحة، وانظروا، يا للدهشة! كل شيء حصلت عليه كاملاً: موقف للسيارة، ومواصلات عامة، وبقالات، ومطاعم، وحتى متنزه أخضر مليء بمرافق التسلية المختلفة للأطفال، وحتى حديقة للكلاب توجد فيه، مع مرافق ملونة للحيوانات.

لا شيء من كل هذه الأمور المدهشة للتخطيط الحضري السليم تجدونه في الأحياء الفلسطينية. وبعضها، الأكثر اكتظاظاً، تحد مناطق مفتوحة وواسعة يمكن التوسع فيها وبناء بيوت للعائلات الممتدة، وزراعة حدائق ووضع مرافق تسلية. ولكن لا، المناطق المفتوحة هذه خصصت لـ “حدائق عامة وطنية” ومواقع أثرية ومشاريع سياحية، لأنه يجب أن تعرف بأن شرقي القدس المهمل والفقير، توجد حدائق كبيرة حوله تم التفكير فيها وإعلان عنها في سبعينيات القرن الماضي. وهذه هي طبيعة “الحدائق الوطنية” التي يمنع على الأشخاص العاديين السكن فيها.

“أحد المشاريع التخطيطية التي كنا نتفاخر بها” -كتب ميرون بنفنستي، نائب رئيس البلدية لشؤون التخطيط في حينه- “إعلان وتخطيط المتنزه الوطني حول البلدة القديمة… مقاربة من خططوا المتنزه كانت مهنية وغير متحيزة سياسياً. وقد تم استخدام صلاحيات سلطة الحدائق للتطوير والحفاظ على مناطق خضراء. لم يخطر ببالنا أن هذه الصلاحيات ستستخدم بهدف السيطرة على ممتلكات عربية، وهدم بيوت أو تحقيق مصالح دينية قومية متطرفة يهودية” (من كتابه “حلم الفتى الأبيض من مواليد البلاد: سيرة ذاتية لخيبة الأمل”، 2012). ولكن هذا ما حدث: الصلاحيات التي أعطيت لسلطة الطبيعة والحدائق، وبعد ذلك لجمعيات مثل “إلعاد” و”عطيرت كوهنيم”، التي هدفها “النبيل” هو تهويد القدس القديمة، استخدمته وما تزال تستخدمه لهذا الغرض.

في منتصف الثمانينيات، وفي التسعينيات فصاعداً، بدأت سياسة تشجيع الاستيطان اليهودي في الأحياء العربية في شرقي القدس، واستمر هذا حتى الآن في ظل جميع الحكومات، بدءاً بغرس جيوب يهودية متعصبة في الحي الإسلامي في البلدة القديمة وسلوان ورأس العامود والشيخ جراح، وانتهاء بإقامة أحياء حقيقية في مناطق مأهولة بالفلسطينيين، مثل جبل الزيتون وأبوديس وجبل المكبر. في معظم هذه المناطق المعززة والمحمية بقوات شرطة خاصة وعامة، تنغص هذه الأحياء اليهودية المعادية حياة السكان الفلسطينيين بدرجة لا تحتمل. اذهبوا وشاهدوا ذلك بعيونكم.

ومن لم يذهب لرؤية الوجه الحقيقي للقدس بأم عينه، المدينة التي توجد في قلبها أسوار كثيرة، يمكنه التعرف على قبح هذا الوجه من البيانات والتقارير المتطورة التي تصدرها جمعيات ومنظمات مجتهدة بصورة دائمة، مثل جمعية “عير عاميم” و”بمكوم” و”بتسيلم” و”السلام الآن”. في أحيان كثيرة، أتساءل من أين لأعضاء هذه الجمعيات، الذين ينكبون منذ سنوات كثيرة على تحقيقاتهم وأبحاثهم الدقيقة، هذه الثقة بأنه سيكون لعملهم الضخم هذا ذات يوم ثمار سياسية.

في هذه الأثناء، لم أشاهد الكثير من النعمة في عشرات السنين من مشاركتي في السياسة، أستخدم قدرة الحكم التي تعطيني إياها مشاهدة الأمور واللقاءات الشخصية مع أبناء مدينتي الفلسطينيين، ومتابعة بيانات هذه المنظمات، لكي أعطي تعريفاً سياسياً وأخلاقياً صحيحاً للنظام الذي يسيطر في القدس مدينتي، نظام أبرتهايد يهودي عنيف، الذي لا يعد العنف الفلسطيني عنفاً مقارنة معه. هؤلاء، الفلسطينيون، يأتون بشكل فردي بالحجارة والسكاكين وأحياناً مع سلاح ناري، أبناء الجيل الثالث والرابع من أناس فاقدي الأمل، يريدون أن يقتلوا، ومعظمهم يقتلون أو يعدمون. وأولئك، اليهود، يأتون بقوانين وأنظمة تستهدف تضييق أفق عيش الآلاف، وبعد ذلك يأتون، باسم هذه القوانين والنظم، بالجرافات التي ترافقها قوات مسلحة ويخلفون دماراً كبيراً وحياة مهدمة، ويخرجون دون أي ضرر، وهم مستعدون وجاهزون للذهاب لعملية قادمة لإنفاذ القانون للسيد الحصري اليهودي.

بقلم: إيلانا همرمان

 هآرتس 10/12/2021
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

 جرائم صهيونية مكتملة الاركان! Empty
مُساهمةموضوع: رد: جرائم صهيونية مكتملة الاركان!    جرائم صهيونية مكتملة الاركان! Emptyالإثنين 13 ديسمبر 2021, 6:45 pm

 جرائم صهيونية مكتملة الاركان! %D9%8A%D8%A7%D9%81%D8%A7-%D9%86%D9%83%D8%A8%D8%A9-%D9%85%D9%87%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%86




بروتوكولات سرية: هذا ما فعله الجيش الإسرائيلي “الأخلاقي” عام 1948

ارتكب جنود الجيش الإسرائيلي جرائم حرب في حرب استقلال إسرائيل، وعلى رأسها مذابح في القرى الفلسطينية التي احتلت في معارك الحسم في الساحل، والجليل والنقب. وروى أبناء ذاك العهد عن قتل جماعي لمواطنين فلسطينيين على أيدي المقاتلين الذين احتلوا قراهم، وعن صفوف الإعدام، وعن تجميع عشرات بني البشر في مبنى جرى تفجيره، وعن تحطيم رؤوس الأطفال بالعصي، واغتصاب عنيف، وعن أمر للسكان بحفر قتلوا فيها بإطلاق النار عليهم فيها.

تلك المذابح، التي تعد مذبحة دير ياسين أشهرها، قرب القدس، ثم الدوايمة، في الحولة، والرينة، وصالحة، وميرون، والبرج، ومجد الكروم، وصفصاف… هي جزء من تراث قتالي مارسه الجيش الإسرائيلي وهي جزء من تاريخ إسرائيل. ليس أقل من معارك البطولة في المطل، وتلة الذخيرة والمزرعة الصينية التي تقاتلت فيها جيوش نظامية. ولكن جهاز التعليم الرسمي لا يعلم عن الدوايمة شيئاً، ولا يتجول خريجو قاعدة “بهت 1” في أنقاض القرية التي أقيمت عليها القرية الزراعية “اماتسيا”، ولا يقرأون شهادات الناجين من المذبحة، ولا يبحثون في المعاضل الأخلاقية للقتال في محيط مدني رغم أن قسماً كبيراً من النشاط العملياتي للجيش موجه ضد فلسطينيين غير مسلحين اليوم أيضاً، مثلما في الـ 1948.

هذا الصمت ليس صدفة، ويملى من فوق. لقد كانت المذابح معروفة في حينه، بحثتها القيادة السياسية. حقق فيها بقدر معين، وقدم ضابط واحد على الأقل إلى المحاكمة بتهم قتل مدنيين، وحكم بعقوبة سخيفة، ثم عين لاحقاً في منصب عام مهم. ولكن إسرائيل الرسمية تهرب منذئذ من القصة وتبذل كل جهد لمنع كشف الجرائم وإخفاء الشهادات المتبقية عن الأرشيفات. لقد كشف المؤرخ آدم راز، الأحاديث التي دارت في جلسات الحكومة لأول مرة، وعنيت بـ “سلوك الجيش في الجليل والنقب” في الحملات الكبرى من تشرين الأول 1948. وأعرب بعض من الوزراء عن صدمة حقيقية وطالبوا بمعاقبة المسؤولين: رئيس الوزراء، ووزير الدفاع دافيد بن غوريون، وإن كان تحدث عن “أفعال صادمة” لكنه عملياً غطى على الجيش ومنع تحقيقاً حقيقياً. وهكذا يكون قد وضع الأساسات لثقافة الإسناد والطمس المتبعة حتى اليوم في الجيش الإسرائيلي (وفي شرطة إسرائيل) بالنسبة للمس بالمدنيين الفلسطينيين واللبنانيين.

دولة ابنة 73 لا يجب أن تهرب من ماضيها وتغطيه بالبطانية الكاذبة لـ “طهارة السلاح” و”الجيش الأكثر أخلاقية في العالم”. لقد حان الوقت للاعتراف بالحقيقة، وقبل كل ذلك كشف تقارير المستشار القانوني الأول للحكومة، يعقوب شمشون شبيرا عن المذابح في الخريف المظلم للعام 1948. ينبغي الكشف عن السطور المشطوبة في بروتوكول جلسة الحكومة التي عرض فيها شبيرا نتائج بحثه، لإجراء نقاش جماهيري حاد عن معناها الراهن.




وثائق تاريخية إسرائيلية: تفاصيل مروعة عن مذابح صهيونية في قرى فلسطينية- 

 رغم مرور سبعة عقود ونيف على النكبة الفلسطينية يتواصل الكشف عن مجازر نازية ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق مدنيين فلسطينيين خلال 1948 بعضها كان معروفا مع تفاصيل جديدة ومجازر أخرى تكشف عنها أرشيفات إسرائيلية للمرة الأولى.

وكشف معهد “عكافوت” المختص بالكشف عن مواد تاريخية خاصة بالصراع بالتعاون مع ملحق صحيفة “هآرتس” عن معطيات تعكس بشاعة الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل في سبيل اقتلاع الفلسطينيين من وطنهم وبناء دولة يهودية على أنقاضهم.

وتتضمن هذه الأرشيفات تفاصيل مروعة شهدتها مذابح قتل فيها جنود إسرائيليون شيوخا ونساء وأطفالا وجرائم اغتصاب علاوة على جرائم شهدتها القرية اللبنانية حولا وتنكيل استفزت حتى بعض وزراء حكومة الاحتلال الأولى في نهاية 1948.

ويستذكر ملحق “هآرتس” عملية “حيرام” لاستكمال احتلال الجليل في اكتوبر/ تشرين أول 1948 وبالتزامن عملية “يوآب” لاحتلال النقب منوها إلى أن الجيش الإسرائيلي احتل الجليل مع عشرات القرى فيه خلال يومين وبلغت بعض وحداته لجنوب لبنان مبينا أن جل القتال ما كان بين الجنود الإسرائيليين وبين جيش الإنقاذ المكون من متطوعين عرب.

وحسب التقرير بقي في الجليل قبيل عملية “حيرام” 120 ألف فلسطيني أي نصف سكانه عشية قرار التقسيم في 1947 وهذا نتيجة تهجير الكثير من أهله في عمليات سابقة خلال 1948. واستنادا لتشكيلة وثائق إسرائيلية تاريخية متنوعة ارتكب الجنود الإسرائيليون خلال عملية “حيرام” فظائع مروعة، وهي رسائل جنود، يوميات ومذكرات كتبها بعض المشاركين ولم تنشر بعد إضافة لأرشيفات اجتماعات أحزاب وجهات إسرائيلية أخرى.

ويوضح المؤرخ الإسرائيلي آدم راز معد التحقيق أن التقارير والتحقيقات العسكرية والحكومية وتوجهات الرقابة العسكرية المتشددة وكذلك المؤسسات الأرشيفية تثقل حتى اليوم على المؤرخين في وضع دراسات أكاديمية وتحقيقات صحافية. ويضيف راز “تزوّد المصادر المكشوفة صورة تنجلي رويدا رويدا وعلى سبيل المثال شهادات حول مذبحة في قرية الرينة قضاء الناصرة وفي منطقة جبل الجرمق وفي قرية البرج وهي شهادات تكشف للمرة الأولى”


مذبحة في الرينة.. بهدف السلب والنهب
بالإضافة لعشرات المذابح التي تضمنتها الرواية التاريخية الفلسطينية وكشف عن تفاصيلها أيضا بعض المؤرخين الإسرائيليين الجدد يكشف راز  مذابح ارتكبت في قرى فلسطينية لم تبرز في الذاكرة الوطنية الفلسطينية منها على سبيل المثال قرية الرينة التي احتلت في يوليو/ تموز 1948. عن ذلك يشير راز أن أحد قادة القسم العربي في منظمة العمال “الهستدروت” أهرون حاييم كوهن قد توجه لمندوب القسم العربي في حزب “مبام” الصهيوني اليساري طالبا منه استيضاح الأمور التالية: لماذا تم قتل 14 شخصا في قرية الرينة في مطلع أيلول/ سبتمبر 1948 من بينها سيدة بدوية ورجل عضو في تحالف “عمال أرض إسرائيل” يوسف التركي؟.

ويوضح راز بناء على مصادره الأرشيفية أن جنودا إسرائيليين قد أمسكوا بالضحايا بجوار القرية بتهمة التهريب فاقتادوهم إلى الرينة وقاموا بقتلهم. ويقول إن الشيح طاهر الطبري أحد قادة المجتمع الفلسطيني في الشمال أكد أن مذبحة الرينة لم تكن يتيمة مؤكدا أن مذابح أخرى ارتكبت من أجل السلب والنهب حيث كان الضحايا يحملون مئات الليرات.

قرية البرج
وهكذا في قرية البرج حيث قامت لاحقا عليها مستوطنة موديعين قد احتلت هي الأخرى في يوليو/ تموز 1948 ضمن عملية “داني” ويقول راز هنا استنادا لوثيقة وجدها في أرشيف “ياد يعاري” مجهولة التوقيع وهي تروي أنه بعد احتلال القرية بقي فيها أربعة مسنين منهم الحاج إبراهيم الذي عمل  مساعدا في المطبخ العسكري وسيدة مريضة ومسن ومسنة.

وبعد ثمانية أيام من احتلال البرج طلب الجنود الإسرائيليون من إبراهيم جمع كمية ثمار بهدف إبعاده من المكان وتتابع الوثيقة “تم تجميع ثلاثة من المسنين المتبقين داخل بيت فارغ ثم قصفوه بقذيفة مضادة للدبابات من طراز “فيات” لكن القذيفة أخطأت الهدف فبادر الجنود بإلقاء ست قنابل يدوية داخل البيت فقتل إثنان منهم فسارع الجنود لقتل السيدة برصاصة. ثم أشعلوا البيت وأحرقوا الجثث وعندما عاد الحاج إبراهيم مع حارسه المرافق قالوا له إنه تم إرسال المسنين الثلاثة لمستشفى في رام الله. يبدو أن الحاج إبراهيم لم يثق بهذه القصة وبعد ساعات قتله الجنود بأربع رصاصات”.

منطقة الجرمق
وحسب شهادة مندوب الحزب الشيوعي في المجلس التأسيسي المؤقت لإسرائيل شموئيل ميكونيس فقد ارتكبت فظائع في منطقة جبل الجرمق لم يكشف عنها بعد. وحسب وثيقة عثر عليها راز في أرشيف الكنيست تحايل ميكونيس على الرقابة العسكرية وقتذاك من خلال تقديم التماس لرئيس الحكومة دافيد بن غوريون طالبا استيضاح أفعال تمت على يد عناصر منظمة “الايتسل” ومن جملتها قيامهم بإطلاق الرصاص على 35 فلسطينيا سلموا أنفسهم مع راية بيضاء ثم أخذوا مدنيين أبرياء أسرى بينهم نساء وأطفال ودفعوهم عنوة بحراب فرنسية نحو داخل حفرة ثم حصدوهم بالرصاص وقتلوهم ومعهم سيدة حملت طفلها بين ذراعيها.

وفي حادثة أخرى فتحوا النار على مجموعة أطفال كانوا يلهون بثمار الرمان وبعدها قام عدد من جنود رية “التالينا” التابعة لـ”الايتسيل” باغتصاب فتاة فلسطينية عمرها 19-20 عاما ثم طعنت بالحربة وأدخلوا عصا خشبية في جسمها”.


قرية حولا اللبنانية
ويؤكد المؤرخ الإسرائيلي آدم راز الذي كشف في مطلع العام تفاصيل مروعة أيضا عن مجزرة كفرقاسم عام 1956 أنه لا توجد شهادات أخرى تعزز هذه الأوصاف القاسية لما شهدته الرينة والبرج وبلدة ميرون. ويتابع “لكن بما يتعلق بشهادة ميكونيس فهناك إمكانية لتعليق الشكوك. في التماسه لبن غوريون عرف ميكونسس أن يقدم تفاصيل مذبحة ارتكبها جنود إسرائيليون في قرية حولا في جنوب لبنان ولاحقا تبين خلال مداولات قضائية أن مصادره مصدقة”.

ويقول راز إن مذبحة حولا قد أفزعت وزراء الحكومة الإسرائيلية الأولى في تلك الأيام منوها لاحتلالها على يد وحدة 2 بقيادة ضابط يدعى شموئيل لهيس. ويتابع “هرب معظم سكان حولا لكن 60 شخصا بقوا واستسلموا للمحتلين وشهدت القرية مذبحتين بفارق يوم ذهب ضحية المذبحة الأولى 18 شخصا، فيما بلغ تعداد ضحايا الثانية 15 شخصا”.

وكان لاهيس المقاتل الوحيد الذي حوكم على جرائم قتل من بين كل المشاركين في عمليات القتل خلال عملية “حيرام”. وقد تمت تبرئته من المذبحة الأولى “بسبب الشك” وأدين بارتكاب المذبحة الثانية كما يظهر في الأرشيف القضائي في جامعة تل أبيب وننشر هنا مقاطع منه: أصدر لاهيس تعليماته بإخراج 15 شخصا من البيت الذي وجدوا فيه واقتادوهم لبيت معزول بعيدا من البيت الذي تواجدوا فيه قريبا من المقبرة الإسلامية في قرية حولا.

داخل هذا البيت أمر لاهيس بتجميعهم داخل غرفة وأمرهم بالاصطفاف وهم يولون وجوههم نحو الحائط وسارع لحصدهم ببندقيته من طراز ستين وقد أفرغ بأجسادهم خزاني رصاص. بعدما سقطوا غارقين بدمائهم بادر للتثبت من موت كل واحد منهم وعندما استشعر أن بعضهم ما زال يتحرك أو يبدي إشارات بأنه ما زال على قيد الحياة أطلق عليه رصاصات إضافية.

أمرهم الضابط بالاصطفاف صفا واحدا ووجوههم نحو الحائط وحصدهم بالرصاص

وزعم لاهيس في المحكمة ضمن دفاعه عن نفسه أنه تصرف وفقا لروح القائد الذي قال له “لا تثقل على المخابرات بالأسرى وقال أيضا إنه كان مسكونا بمشاعر الانتقام لموت صديقه رغم أن الضحايا لم يشاركوا بالقتال”.

ويكشف راز في تحقيقه أن المحكمة فرضت على لاهيس السجن الفعلي لسبع سنوات استبدلت لاحقا بسنة سجن واحدة وقد أمضاها في ظروف مريحة جدا داخل قاعدة عسكرية. وينوه راز أن القضاة حاولوا لاحقا تبرير حكمهم المخفف ومنهم القاضي غدعون إيلات الذي علل موقفه بالقول إن لاهيس كان الجندي الوحيد الذي حوكم على أفعاله خلال عملية “حيرام” رغم أن هذه شملت مذابح خطيرة أكثر. أما القاضي حاييم دوفرين فقال إنه كقاض كان صعبا عليه التسليم مع وضع يجلس فيه قضاة حول مائدة للتداول في تصرف جندي خلال قتال فهل كان بوسعه أن يعرف فيه من هو بريء ومن هو عدو؟.

 ترقية المجرم بعد عفو من الرئيس
ويكشف راز أيضا أن الضابط المجرم لاهيس قد حظي بعد الإفراج عنه بعفو من رئيس إسرائيل الأول اسحق بن تسفي وبعد ثلاثة عقود تم تعيينه مديرا عاما لـ الوكالة اليهودية وخلال عمله بادر لتنظيم “يوم القدس” الذي يتم الاحتفاء به حتى اليوم. ويؤكد راز أن ملايين من الوثائق التاريخية ما زالت طي الكتمان داخل الأرشيفات الحكومية ويضاف لها رقابة عسكرية صارمة:في السنوات الأخيرة يقوم موظفو المكتب المسؤول عن الأمن في وزارة الأمن في السنوات الأخيرة بمسح الأرشيفات الإسرائيلية وطمس قرائن ودلائل على جرائم حرب كما جاء في تحقيق سابق لـ صحيفة “هآرتس”. ويتابع “ورغم عمليات الطمس والتستر تتراكم الشهادات على ارتكاب المذابح”.

صلحة والصفصاف والدوايمة
ويستذكر راز أن المؤرخ بروفيسور بيني موريس أحد أبرز المؤرخين الإسرائيليين الجدد قد قاد في ثمانينيات القرن الماضي عملية الكشف عن فظائع اقترفتها الصهيونية وشملت 24 مذبحة ارتكبت خلال حرب 1948.

ويضيف راز “اليوم يمكن القول إن العدد أكبر بكثير لحد عشرات المذابح وفي بعضها قتل أفراد وفي بعضها الآخر قتل عشرات في كل مجزرة وأحيانا 100 قتل في المذبحة الواحدة وعدا دير ياسين يبدو أن هذه القطعة البائسة من التاريخ قد تم طمسها وإبعادها عن وعي وخطاب الإسرائيليين ومن ضمنها مذبحة صلحة، الصفصاف والدوايمة”.

ويشير راز إلى أن قرية صلحة حيث أقيمت مستوطنة “يارؤون” تعرضت لمذبحة قتل فيها 60 إلى 80 شخصا على يد الوحدة 7 اعتمادا على الطريقة التقليدية: تركيز الضحايا داخل مبنى واحد وتفجيره وهم داخله. أما في قرية الصفصاف غربي مدينة صفد حيث أقيمت على أنقاضها مستوطة “تسفتسوفا” فقد قام ضباط إسرائيليون خلال عملية “حيرام” 52 بريط 52 رجلا في حبل واحد وحفروا حفرة أودعوهم فيها وفتحوا بالنار عليهم وعندما كان عشرة منهم مازالوا يلفظون أنفاسهم الأخيرة حضرت بعض نساء القرية وطالبن بالشفقة والرحمة. وجدوا لاحقا داخل الحفرة 61 جثة وقد وقعت ثلاث عمليات اغتصاب”.

يشار إلى أن شهادات شفوية نشرت “القدس العربي” واحدة منها قد تحدثت عن قتل عشرات من رجال الصفصاف بعدما تم ربطهم وإنزالهم لداخل عين ماء البلدة.

وفي قرية الدوايمة في قضاء الخليل فقد قتل الجنود الإسرائيليون (الوحدة Cool نحو 100 شخص وينقل راز عن أحد الجنود المشاركين في شهادته لرجل حزب “مبام” قوله “لم تقع أي معركة ولم تكن مقاومة وقد قتل المحتلون الأوائل 80-100 شخصا منهم نساء وأولاد بل قتلوا الرضع بتحطيم رؤوسهم بالعصي ولم يكن بيتا واحدا قد نجا من المذبحة وحسب شهادة ضابط استخبارات بقي في القرية بلغ تعداد الضحايا 120 شخصا”

عدد المذابح الصهيونية أكبر مما نعرفه
ويؤكد راز أن التفاصيل التي نشرت في هذا المضمار في مجلة “نير” (شمعة) بعد حرب 1948 على لسان جندي محجوب الهوية تدلل على انتشار ظاهرة قتل الأبرياء داخل الجيش الإسرائيلي.

ويصف الجندي المذكور كيف قتل زميله الجندي سيدة مسنة بقيت داخل بيتها في قرية لوبية قضاء طبرية بعد الاحتلال: “باتت الظاهرة تقليعة منتشرة وعندما احتججت على ذلك أمام الضابط المسؤول وطلبت الكف عن القتل غير المبرر قال إنه لا توجد تعليمات من أعلى تمنع القتل. ومن وقتها تدهورت الكتيبة وانزلقت أكثر فأكثر في الوادي السحيق. تواصلت المكاسب العسكرية ومعها الفظائع المروعة”.

ويقول راز إن الجندي على ما يبدو لم يبالغ في روايته لافتا إلى أن “معاينة الوثائق التاريخية تعكس سياسة الضغط السريع جدا على الزناد”. ويقول راز إنه مع نهاية 1948 تراجع الضغط والجهود الحربية انخفضت وعندها تفرغت الحكومة للتداول بالتقارير الواردة بطرق مختلفة عن ارتكاب مذابح ويقتبس بعض الوزراء ممن قالوا إن هذه الفظائع تخرجنا من دائرة اليهودية فيما قال آخرون إنها تخرجنا من دائرة البشرية”. مشددا على أن رئيس دولة الاحتلال الأول دافيد بن غوريون قد حرص بنهاية المطاف على التغطية على هذه الجرائم بطرق مباشرة وغير مباشرة ويضيف “المذابح التي ارتكبت في 1948 وبعدها أكبر مما نعرفه حتى الآن”
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
جرائم صهيونية مكتملة الاركان!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  سعد صايل ..قائد الاركان في زمن الكرامة العربية
»  رئيس هيئة الاركان فريحات: الأردن مستهدف وعلينا اليقظة والحذر
» أكاذيب صهيونية
» رئيس الاركان غانتس يترك الجيش في لحظة يمكن فيها لكل الامور ان تشتعل من جديد..
» هشومير أول منظمة عسكرية صهيونية في فلسطين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اعرف عدوك - أصول اليهود العرقية-
انتقل الى: