أكاذيب صهيونية
هكذا نجح اليهود بإقامة دولتهم في فلسطين .. باغتنام الفرص بحبل من الناس وتحويل الأكاذيب لحقائق
منذ بدأت أقدام اليهود تطأ الأرض الفلسطينية ، وضعت استراتيجية قادها يهود الدونمة بداية وتبنتها بعد ذلك الحركة الصهيونية العالمية وساندتها في ذلك دول أوروبا الطامعة في وطننا العربي الإسلامي لما يزخر به من خيرات ولموقعه الاستراتيجي واستكمالاً لمطامع حضارية وعقائدية وتحكمية في أرجائه .
يهود الدونمة وهم الفارون من إسبانيا بعد اجتياحها من الفرنجة وطرد العرب المسلمين منها ، سعوا منذ أن منحتهم سلطات الخلافة العثمانية حرية الإقامة في أرجائها في العام 1520م ، أي قبل خمسمائة عام ، سعوا منذ ذلك الحين لسرقة الأرض وعبرنة أسماء وتغيير معالم فلسطين الحضارية تدريجياً بالاستيطان وبالتدليس والتزييف والأكاذيب ومن خلال رشاوٍ للولاة العثمانيين في الفضاءات الفلسطينية الذين وهبوا إقطاعيين عرب من خارج فلسطين ، أراض شاسعة باعوها للحركة الصهيونية لاحقاً ، وحكم مصر لبلاد الشام الذي امتد لعشر سنوات ، والادعاء بامتلاكها شراءً وبسرقة تراثها الذي يشمل المأكل والمشرب والملبس ، رغم أن مجموع ما اشتروه من هؤلاء الإقطاعيين وما استولوا عليه من فلاحين قسراً بواسطة بريطانيا منذ فرض الانتداب عليها مقابل ديون عجزوا عن دفعها لم يتجاوز الـ 5 % من الأرض الفلسطينية عند قيام دولتهم في العام 1948 م ، وازدادت شراسة بعد قيام دولتهم العبرية في فلسطين بمد غربي " أنجلو أمريكي " ، حيث تمكنوا خلال الفترة الممتدة من القرن السادس عشر وحتى التاسع عشر الميلادي ، من تحويل اسم حائط البراق إلى حائط المبكى ولم تدرك أو تتنبه أو تولي دولة الخلافة العثمانية اهتمامها حول المغزى من وراء ذلك ، فأول من سمح لهم بإقامة شعائرهم والبكاء أمامه السلطات العثمانية التي احتضنت المطرودين منهم أي اليهود من الأندلس بفضل روكسيلانا اليهودية ، الزوجة المحببة للخليفة العثماني سليمان القانوني ، مثبت أركان دولة الخلافة العثمانية وممدد مساحات الأراضي التابعة لها في أوروبا وآسيا وأفريقيا ، والتي تسببت أي روكسيلانا بعد وفاته في سبيل تنصيب ابنها سليم الثاني سلطاناًعلى دولة الخلافة بفتن قادت لاغتيالات طالت ولي العهد وطامحين في العرش ، نالت بالضعف من عضد تلك الدولة ، فصار اليهود يصلّون ويبكون عند الحائط الشّرقيّ للمسجد الأقصى بداية ، بزعم أنه ملكهم الذّاهب ثم انتقلوا للحائط الغربي " البراق " ، حيث أقاموا أول صلاة لهم أمامه في العام 1625م ، فكانت تصدر فرمانات بعد ذلك التاريخ من السلاطين تسمح لليهود تارة بالصلاة عند الحائط وتارة أخرى بالصلاة والاقتراب منه ، لكن بشرط أن يكون ذلك كمعلَمٍ أثريٌّ وليس مكانًا للعبادة ، وحصل تطور آخر أثناء الحكم المصريّ لبلاد الشّام بالسماح لليهود من قبل السلطات المصرية بأداء صلاتهم التي تتمثّل بالبكاء وطقوس أخرى عند الحائط الغربيّ مقابل ثلاثمئة جنيه إنكليزيّ كانت تُسدّد سنويّاً للحكومة المصرية آنذاك ، وكان ذلك بين الأعوام من 1831 وحتى 1840م ، وهكذا جاءت تسمية حائط البراق بالمبكى أثناء الحكمين العثمانيّ والمصريّ لبلاد الشّام.
بعد أن نجح يهود الدونمة في ترويج كذبتهم الأولى بإطلاق مسمى حائط المبكى على حائط البراق في المسجد الأقصى المبارك الذي يعني الكثير بالنسبة للمسلمين ، كونه المكان الذي ربط فيه رسولنا الكريم سيدنا محمد عليه أفضل السلام والتسليم البراق فيه ليلة الإسراء والمعراج ، وكان ذلك في العهد العثماني وحتى إبان الحكم المصري لبلاد الشام الذي امتد لعشر سنوات، سمح لهم بالبكاء خلالها أمامه وبالملامسة مقابل كما ذكرت في الحلقة الأولى بضع مئات من الجنيهات الانجليزية سنوياً تدفع للسلطات المصرية آنذاك ، جاءت كذبتهم الكبرى الثانية التي روجوها والتي كانت دول التحالف الغربي تخطط لإقامتها كدولة عازلة بين آسيا العربية وأفريقيا العربية ، تكون تحت حمايتهم ومزعزعة لأمن العرب واستقرارهم ، فاحتضنتها القوى الطامعة الغربية وروجت لها ليصدقها العالم، وهي أن فلسطين " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض " وجرت محاولات صهيونية وتوسطات من دول غربية مع السلطان عبدالحميد العثماني ليوافق على منح فلسطين لليهود لكنه أمام رفضه جرى عزله ماسونياً بقيادة حزب الماسونية التركي " الاتحاد والترقي " الذي حاول فرض التتريك على العرب فأسهم في فك الترابط العربي التركي ما أدى لانهيار دولة الخلافة بانسلاخ العرب عنها .
وللحقيقة أقول أن اليهود قبل غيرهم يدركون منذ أنْ سيقوا كالنعاج سوقاً بالترغيب تارة وبالترهيب تارة أخرى إلى فلسطين خدمة لأهداف استعمارية " يورو أمريكية " في المنطقة العربية، ويدرِكون أنّهم حصيلة كذبةً اخترعتها الحركة الصهيونيّة واستغلها أحسن استغلال قادة أوروبا خاصة في بريطانيا وفرنسا وفي أمريكا ومنشئوها من مفكري اليهود ورجال مالهم الذين يجيِّرون المال في الهيمنة على الاقتصاد العالمي لصالح نهجهم القائم قي سبيل تجيير القرار السياسي والاقتصادي في العالم أجمع لصالح إقامة الدولة اليهودية على الأرض الفلسطينية بكذبة ابتدعتها مستغلة المكر والخديعة في الشخصيّة اليهوديّة التي ما طفق العالم ينبذها..
فرفعوا شعار أن فلسطين هي أرض الميعاد ، متخذين من المحرقة التي بالتأكيد هم من خططوا كقادة للصهيونية ورسموا لحدوثها ، مضخمين إياها لكسب تعاطف الأغيار من غير اليهود في أوروبا وأمريكا وإقناعهم بأن فلسطين أرض الميعاد كونها وفق ادعاءاتهم أنها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض ، يتعرض للاضطهاد والقتل في العالم أجمع ، زاعمين أن هيكل الظلم موجود تحت المسجد الأقصى .. ولما كان هذا يتماهى مع رغبة المستعمر الغربي في الهيمنة على المنطقة فكانت الرغبة الصهيونية هذه هي الهدف المبتغى ، لكنهم بعد أن تمكنوا من تحقيق رغبتهم هذه أصبحوا كابوساً على العالم الغربي وحملاً ثقيلاً على دافع الضرائب الغربي فسعوا منذ نهاية القرن الماضي لفرض هذا الجسم الغريب الذي زرع في الوطن العربي ليكون من ضمن مكونات المنطقة فبدأوا بالضغط والعبث بأمن واستقرار الدول العربية قاطبة لاستيعابه على حساب سكان فلسطين الأصليين بصفقات ما أنزل الله بها من سلطان والتي آخرها صفقة مهووس الصهيونية ترامب.
في الجزء الثاني من الحلقة القادم سأدحض ادعاءات الصهيونية والعالم الغربي أن فلسطين أرض بلا شعب