أكاذيب تحيط بالقدس
هآرتس
أسرة التحرير
26/5/2017
مثلما في كل يوم للقدس هذه السنة، أيضا يقسم الزعماء الإسرائيليون بإسم القدس، يتعهدون ألا تقسّم مرة اخرى أبدا. ويعدون بمستقبل وردي ينتظرها وينتظر كل سكانها. في افتتاح احتفالات اليوبيل لتوحيد المدينة قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: "نحن نقف هنا بعزة وافتخار، في القدس، التي هي لب حياتنا، زينة شعبنا، عاصمتنا الخالدة والموحدة إلى الابد". وتحدث رئيس البلدية نير بركات كعادته عن "الزخم الكبير" - "انت ترى هذا في الاستثمار الهائل في البنى التحتية، خطوط قطار جديدة وشبكة الكوابل التي ستدفع القدس إلى الامام". وحتى رئيس الدولة رؤوفين رفلين الذي بخلاف نتنياهو وبركات كان يريد القدس موحدة ومتساوية كجزء من رؤياه للدولة الواحدة، اعترف بان "بين غرب المدينة وشرقها لا تزال هوة من فوارق لا تطاق في معدلات الفقر، هوة من الفوارق الكبرى في البنى التحتية، هوة من الاهمال المستمر".
إن زمن الاقوال المتبجحة عن القدس الموحدة، او، كبديل، عن الندم، انقضى. لقد كان لحكومات إسرائيل ولبلدية القدس على اجيالها زمنا كافيا كي تصلح الجور، توقف الاهمال، تقضي على الفقر وتقود مشاريع كبرى توحد المدينة حقا. زمن طويل كان لإسرائيل وللقدس كي تعمل من أجل بنى تحتية ومقدرات متساوية لكل احياء المدينة ولكل سكانها، دون فرق في الدين او القومية.
خمسون سنة هي زمن كافٍ للحكم على إسرائيل من حيث نجاحها في القدس، والصورة هي فشل ذريع. العاصمة الوحيدة في العالم الغربي، التي 40 في المئة من سكانها ليسوا مواطني الدولة. في شرقي القدس 80 في المئة من السكان يعيشون تحت خط الفقر، و 80 في المئة من المنازل مبنية بشكل غير قانوني. اكثر من 60 في المئة من التلاميذ في شرقي المدينة يتقدمون لامتحانات التوجيهي الفلسطيني. في القدس منظومتا مواصلات عامة، شركتا كهرباء، نوعان من المكانة المدنية ومنظومتا قوانين منفصلة. كما أن هذه هي العاصمة الوحيدة في العالم التي تكاد لا تعترف اي دولة أو منظمة دولية بها وليس فيها ولا سفارة واحدة. وحتى الرئيس دونالد ترامب لم ينقذ القدس من عدم الاعتراف بها.
أمس، مثلما في كل يوم القدس، سارت في الحي الاسلامي مسيرة الاعلام القومية المتطرفة والمفعمة بالعنصرية والعنف للشبيبة من الصهيونية الدينية. بل ان هذه السنة اقروا للمشاركين في المسيرة ان يدوروا حول البلدة القديمة، حتى باب الاسباط، في مسار يمر في الشوارع الرئيسة لشرقي القدس. كل هذا من أجل الإيضاح للجميع من يسيطر في المدينة. ولكن مظاهر السيطرة والقوة لم تنجح في طمس حقيقة أن القدس هي مدينة منقسمة. ولا حتى الحقيقة بانه حان الوقت لوضع حل سياسي يعكس الواقع في القدس، ولا الكليشيهات والشعارات التي تحيط بها.