بدأ تاريخ اليمن الحديث عندما نال شمال اليمن استقلاله منالاحتلال العثماني عام 1918 وكذلك بعد قيام الثورة على الإمامأحمد يحيى حميد الدين عام 1962. بالمقابل نال جنوب اليمن استقلاله عام 1967 برحيل اخر جندي بريطاني.
كان الجزء الشمالي من اليمن يدعى الجمهورية العربية اليمنيةبعد استقلاله وكان الجزء الجنوبي يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية. وفي عام 1990 تمت الوحدة اليمنية بين الشطرين ثم حصلت بعدها منازعات كانت على إثرها حرب 1994 الأهلية في اليمن. كما يخوض اليمن حاليا حربا داخلية معالحوثيين منذ 2004.
الشهيد عبد الرقيب عبد الوهاب احمد قاسم(مسيرته في النظال)
الجمهورية المحاصرة
في تاريخ 27نوفمبر 1967م وبقياده الجنرال بوب دينار والجنرال كوندي والقوات الملكية فرض حصار على العاصمة صنعاء عرف باسم " حصار السبعين يوماً " لغرض إجهاض الثورة والنظام الجمهوري.
كانت أغلبية البوادي والأرياف التي حول صنعاء لا تؤيد الثورة والرتب الكبيرة من القيادات والضباط فرت من صنعاء هؤلاء الجنرالات وفلول من الملكيين وعملائهم من اخترق مشارف صنعاء بل تمكنت جبهة قاسم منصر من احتلال قرية الدجاج غرب مصنع الغزل والنسيج مما اضطر الرتب الصغيرة من الضباط التي كانت تتمتع بعمق ثوري من تشكيل قيادة لمواجهة الحصار وطلب الغوث والمدد من رجال المدن التي كانت تتمتع بطابع ثوري.
(تعز وإب والحديدة وغيرها من المحافظات) وتم تعبئه شباب هذه المدن عن طريق ما عرفت بالمقاومة الشعبية والقوات الشعبية ونقابات العمال ليشقوا طريقهم إلى صنعاء وكانت لمدينة الحديدة دوراً بارزاً في استقبال الشباب المناصرين للثورة واستبسالهم من أجل تحرير خط صنعاء الحديدة شريان التغذيةللعاصمة صنعاء في ذلك الزمن العصيب وكان لأبناء بني مطر دور بارز لا يستهان به وأيضاً أبناء صنعاء القديمة الذين كانوا يخشون
أن يعيد التاريخ نفسه ويصبحون عرضة للفيد والنهب الذي تعرضوا له عام 1948م فأبرزوا الثوار الأبطال المدافعين عن صنعاء وشهدت منطقة شعوب قتالاً مستميتاً بين قوات الصاعقة وقوات قاسم منصر وتمكنت قوات الصاعقة من دحر منصر وأسلحته المتطورة على حسابات ذلك الزمن ودوماً نسمع الكثير من الإشادة بدور قوات الصاعقة دون أن يذكر اسم قائدها الشاب عبدا لرقيب عبدا لوهاب نعمان رئيس هيئة الأركان قائد قوات الصاعقة.
صنعاء مدينة مفتوحة في 5 فبراير عام 1968 تم فك الحصار الذي طوق العاصمة صنعاء وعاد الرئيس القاضي عبدا لرحمن الأرياني إلى صنعاء من الحديدة الذي كان يقيم فيها أثناء حصار السبعين وبدأت تعود بعض القيادات من الرتب الكبيرة التي كانت قد لاذت بالفرار وقد سبق وأن رشحت لمناصب عليا ولكنها فضلت عدم تواجدها في صنعاء تخوفاً من مخاطر السقوط التي تحبط بها منهم ((علي سيف الخولاني)) الذي كان مرشحاً لمنصب رئيس هيئة الأركان الذي شغله النقيب ((عبدا لرقيب عبدا لوهاب احمد قاسم)) بكفاءة وشجاعة.
ولم تكن مخاطرة سقوط الثورة قد انتهت بعد فالخطر كان ما زال يحدق بصنعاء وكان الوضع مضطرباً في صنعاء وخاصة وضع الجيش الركيزة الأساسية لحماية الجمهورية كان القائد العام للجيش اللواء ((حسن العمري)) يشغل منصب رئيس الوزراء ((وعبدا لرقيب عبدا لوهاب نعمان)) رئيس هيئة الأركان قائد قوات الصاعقة حاول العمري أن يزيح القيادات التي تولت الدفاع عن صنعاء وهو ما أدى إلى إشعال فتيل ما سمى بالصراع الجمهوري – الجمهوري.
الجمهورية زلجت (انتهت) كان علي سيف الخولاني لصيقاً برئيس الوزراء ((حسن العمري)) يتوسل دوماً بحق القبيلة تدبير منصب له يليق به وكان يرى أن منصب رئاسة الأركان حق أغتصب منه وبحكم قربة من ((حسن العمري)) كان يشكل عائقاً على حماس الشاب ((عبد الرقيب عبد الوهاب نعمان)) في بناء جيش وطني قوي ولهذا كان ((سيف الخولاني)) كثير الوشاية به كما قيل.
وفي 8 مارس 1968م وصلت باخرة محملة بالسلاح من روسيا للجيش اليمني وكان النقيب ((عبدا لرقيب عبدا لوهاب نعمان)) من تاريخ 6 مارس في انتظار الباخرة في الحديدة وكان يري توزيعها لصالح قوات المدفعية.
بحكم أن فيها مدافع وللمشاة وقوات المظلات ولكنة فوجئ بدولة رئيس الوزراء ومعه (علي سيف الخولاني) قد وصلا إلى مدينة الحديدة لغرض إيقاف توزيع السلاح مرافقه (الخولاني) المتطلع للمنصب مع رئيس الوزراء وأوامر إيقاف توزيع الأسلحة تعني الشئ الكثير.
وقوبل أمر الإيقاف بالرفض فالعدو يتربص بالجيش دون سلاح والضرورات تبيح المحظورات.
كان (عبدا لرقيب عبدا لوهاب احمد قاسم) يشرف على توزيع الأسلحة في رصيف الميناء وبجانبه (مثنى جبران) قائد المدفعية وحين وصل الفريق (حسن العمري) يتبعه (علي سيف الخولاني) حصلت بينهم مهاترات كلامية فجرها (علي سيف الخولاني) حين قال (لمثنى جبران) قائد المدفعية ((يا حبشي)) بحكم أنه من مواليد الحبشة وكان للمولدين فثي مدينة الحديدة الكثير دور بارز في التحاقهم بصفوف المقاومة الشعبية من أجل الدفاع عن صنعاء.
عنصرية (علي سيف الخولاني) أيضاً فتحت شهية (حسن العمري) لينعت الرقيب (عبد الرقيب عبد الوهاب نعمان) " بالببغه والبرغلة " ثم يغادر الميناء أمراً بعض القوات العسكرية بضرب مقر المقاومة الشعبية ونقابة العمال التي قاتلت ورسخت دعائم الجمهورية وخرجت مظاهرة غاضبة تستنكر فيها ما يقوم به مسئولو " مطلع ".
كان للوطنيين والمخلصين دور في تهدئة الأوضاع والسعي للصلح بينما هناك خلف الكواليس مؤامرة مدبرة لاغتيال (عبد الرقيب عبد الوهاب نعمان) والمطالبة بعودته إلى صنعاء ولكنه لزم مدينة الحديدة.
وفي تاريخ 24مارس من نفس العام بعث الفريق (العمري) رسالة (لعبدا لرقيب عبدا لوهاب نعمان) يطلبه بسرعة عودته إلى صنعاء وكان مستاء في الرسالة من (عبدا لرقيب الحربي) ووصفة بأنه أساس المشاكل لأنه تقطع لأسلحة وصلت من القاهرة إلى مطار صنعاء والمطلوب عودته لحل مشاكل قواته المسلحة ثم عقب (العمري) رسالة أخرى بعد ستة أيام في أوائل شهر أبريل يشدد فيها على ضرورة العودة إلى صنعاء.