منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 أوراق داود الحسيني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أوراق داود الحسيني Empty
مُساهمةموضوع: أوراق داود الحسيني   أوراق داود الحسيني Emptyالأربعاء 06 أبريل 2016, 10:45 pm

أوراق داود الحسيني

جوانب مستترة من النضال الفلسطيني في فترة الإنتداب 

سميح حمودة 

تلعب الأوراق الشخصية لأي سياسي دورا هاماً في إضاءة جوانب معتمة من مساحة التاريخ الذي تحَرك به ومارس دوره خلاله. 

فعادة لا نجد في الأوراق الخاصة وصفاً للأحداث كما عايشها كاتبها فقط، وإنما نجد انطباعات شخصية وخواطر ذاتية حول الأحداث الهامة والأشخاص الذين شاركوا في صنعها، ونجد تفاصيل دقيقة تشكّل مع الانطباعات والخواطر ركيزة أساسية للباحث في فهم وتحليل التاريخ واستيعاب حركته، وعلاقات أشخاصه المتشابكة. 

ثمة قضايا عديدة من التاريخ الفلسطيني، تضيئها أوراق السياسي الفلسطيني الدكتور داود صالح الحسيني )أبو المنذر( 1فهو من الناحية الشخصية ابن العائلة التي لعبت الدور الأول في قيادة لحركة الوطنية الفلسطينية في عهد الانتداب البريطاني، وتساهم وراقه في الاطلاع على تفاصيل مهمة حول بعض ما كان يجري اخلها من قضايا. وهو أيضاً من فئة النخبة الفلسطينية التي لقت تعليماً عاليًا وقتذاك ومثلت الصفوة من المجتمع. كما أنه عضو ناشط وفاعل في القتال ضد الانتداب البريطاني والحركة الصهيونية منذ نشوب الثورة العربية الكبرى سنة 1936 م، وحتى النكبة وقيام إسرائيل عام 1948 . وهو أخيرا سياسي مقدسي لعب دورا في الحياة السياسية في العهد الأردني. إذ كان نائباً في البرلمان ثم عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وكان بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس، من مؤسسي الهيئة الإسلامية العليا وبقي عضوا فيها إلى أن أبعدته إسرائيل إلى الأردن. 

وأمّا مجموعة أوراقه الشخصية، ففي غناها بالتفاصيل لبعض الإحداث وشمولها لرؤية نقدية لممارسات وسلوكيات عدد من قياديي الحركة الوطنية، مما يجعلها مصدرا هاماً لكشف جوانب لم تكشف ودرس علاقات لم تدرس فهو تتضمن نظرات في الوضع الداخلي للحركة الوطنية الفلسطينية تحت زعامة المفتي الحاج أمين الحسيني، كما أنها تعطي الفرصة لتقويم وتصحيح1939 والتي نشرت في كتب عدة. إلى - بعض الروايات المتعلقة بالثورة العربية الكبرى1936 جانب ذلك ففي الأوراق ما ينفذنا إلى عقل الحاج أمين الحسيني وكيف كان ينظر لبعض القضايا الهامة. وتمكننا الأوراق من فهم علاقته بموسى العلمي وبالمكاتب العربية. كما تمثل حياة داود السياسية التطور في الحركة الفلسطينية من العمل ضمن هيمنة الإطار العائلي، بقيوده وعلاقاته المتشابكة، إلى الإطار القومي العربي العام. 

تضم مجموعة الأوراق في قسمها الأول والعائدة لفترة الانتداب البريطاني حتى قيام إسرائيل 1939 ، ومجموعة من الرسائل القيمة بينه - مذكراته عن نشاطه خلال الثورة العربية الكبرى 1936 وبين رأس الحركة الوطنية الحاج أمين الحسيني في الأربعينيات من القرن الماضي. وملف حول نشاطه في بيروت خلال عمله مديرا للمكتب العربي فيها. وأوراق أخرى حول زيارته لطهران عام1948 والمتعلقة – 1947 . ثم مراسلاته مع المفتي خلال الحرب العربية – الصهيونية1947 بنشاطات وأحوال الجهاد المقدس خلال الحرب. 

أماّ القسم الثاني من الأوراق فيعود لفترة الحكم الأردني للضفة الغربية والقدس، وفيه مجموعة أوراق تتعلق بدعايته لانتخابات مجلس النواب الأردني وخطب ألقاها في المجلس بعد انتخابه. 

ومذكرات وخواطر كتبها أثناء اعتقاله في الجفر عام 1963 ، وتبدأ المذكرات في الأول من حزيران. 1963 وتنتهي في الثامن والعشرين من أيّار 1964تقدم هذه الدراسة قراءة جديدة لبعض الجوانب من التاريخ الفلسطيني في عهد الانتداب، ومن خلال عرض لأهم محتويات الأوراق سنحاول أيضاً إغناء معرفتنا بما كان يدور داخل صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية من حوار نقدي بين الأطراف المتقاربة أو صراع وخلاف بين الأطراف المتباعدة. 

داود الحسيني: سيرة الحياة 

ولد داود الحسيني في مدينة القدس عام 1903 م، ودرس في مدارس القدس والقاهرة، ثم التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت وتخرج منها طبيباً للأسنان. عاد بعدها إلى فلسطين وافتتح عيادة خاصة في مدينة يافا. وخلال عمله في المدنية اشترك في النشاطات الشبابية إذ أسّس مع مجموعة من الشبان النادي الرياضي الإسلامي سنة 1928 ، ولعب في صفوف أول فريق لكرة القدم للنادي، وانتخب لاحقاً سكرتيرا للنادي، وهو منصب بمنزلة الرئيس و لكن اصطلح في القانون الأساسي للنادي بجعله تحت مسمّى السكرتير، 2 كما اشترك أيضاً في تأسيس الاتحاد الرياضي الفلسطيني وكان أمين السر فيه. اشترك أثناء وجوده في يافا في الحياة السياسية حيث انضم إلى مؤتمر الشباب العربي الفلسطيني .لأول المنعقد في 4 كانون الثاني )يناير( 1932 ، وانتخب عضوا في لجنة القانون الأساسية. 3 انضم للعمل الوطني المسلّح ضد الانتداب والصهيونية في شهر أيار )مايو( 1936 ، حيث ساهم مع صديقٍ له يرمز إليه في مذكراته عن الثورة بالحرف م )والأرجح أنّ المقصود هو محمد العفيفي، مأمور أوقاف يافا آنذاك( في تسليح عبد الرحيم الحاج محمد، بعد أن تم الاتفاق معه على العمل المسلح ضد قوات الانجليز في الجبال، كما قام داود الحسيني بعدها مباشرة بتزويد عارف عبد الرازق بالأسلحة والمتفجرات لنفس الغرض. وبقي يقوم بمهمة تزويد الثوار بالأسلحة بواسطة الأموال التي جمعها خصيصاً لهذا الغرض من متبرعين في يافا وغيرها، وكان ينقل الأسلحة بنفسه، مستخدماً سيارته الخاصة، من المخازن إلى معاقل الثوار في الجبال، 4 وممن عملوا معه في هذا المجال الشهيد الشاب خليل بدوية الذي كان مديرا للنقليات بين المخازن والقادة في1936 ، في اشتباك مع القوات الانجليزية في معركة /9/ الجبال، إلى أن استشهد يوم الخميس 3 بلعا الشهيرة، والتي خططها وقاد المجاهدين العراقيين والسوريين والأردنيين والفلسطينيين فيها القائد المعروف فوزي القاوقجي. وقد بقيت جثة الشهيد بدوية في أرض المعركة ليوم الجمعة لتالي، وحين وصل خبر استشهاده لداود والذي كان في منزل عارف عبد الرازق في قرية الطيبة، وجّه فورا للموقع ووجد الشهيد، كما يصف ذالك في المذكرات، ملقاً على ظهره والابتسامة تعلوشفتيه، وقد اخترقت رصاصة جبينه، فقام داود ومن معه بنقل الجثمان إلى معقل الشهيد بدوية في قرية فرعون، قضاء طولكرم، حيث ووري التراب. 

اضطر لمغادرة البلاد لاحقاً إلى لبنان بعد مقتل أندروز، حاكم لواء الجليل على يد الثوار القساميين. وقد قامت الحكومة الأنجليزية بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف الوطنيين، الأمر الذي أدّى لهروب عددٍ منهم، وتبع ذالك خروج المفتي نفسه إلى لبنان في أكتوبر 1937 وحسب العديد من المصادر 5 فقد كان يدخل البلاد لإيصال تعليمات وأموال للثوّار، وقد ترك لعمل بالطب ليشتغل رسولاً خاصاً بين المفتي وقادة الثورة في الجبال. وكان منزله في بيروت فتوحاّ للمجاهدين الذين يذهبون لبيروت لمقابلة المفتي أو للعلاج. 6 إلاّ أنه اضطر في أوائل ربيع عام 1938 إلى ترك لبنان بناءا على أوامر صدرت إليه من القيادة العليا )المفتي(، وذالك بسبب غوطات وإلحاحات مدير الأمن العام في لبنان الفرنسي المسيو كولومباني. وتركت له حرية لاستقرار في لواء الإسكندرونة، فسافر إليها وبقي فيها مدة، وكان قد سبقه مضطرا إلى هناك معين لماضي وعائلته لنفس السبب. 

أصيب خلال وجوده في الإسكندرونة بمرض اضطره للعودة إلى دمشق فبيروت، بعد توسطات1939 ، بعد أن /9/ عديدة لدى كولومباني. ثم ترك لبنان وسوريا إلى العراق فوصلها في27 أصبحت مستقرا للثوار الفلسطينيين عقب انتهاء الثورة الفلسطينية 7. وفي العراق رحّب به مدير المعارف العراقية الدكتور سامي شوكت، وعينه في قسم الصحة بوزارة المعارف طبيباً للأسنان. 

عاد للعمل الوطني مشاركاً في ثورة رشيد عالي الكيلاني ضد الانجليز عام 1941 ، واضطر1941 قبل انهيار جبهتها بيومين، واستطاع بعد /5/ لترك بغداد مع المفتي وأعوانه في ليلة29تعبٍ مضنٍ وعذاب طويل الوصول إلى طهران. وكان قد وصلها كل من المفتي أمين الحسيني وجمال الحسيني وعثمان كمال حداد )السكرتير الخاص للمفتي وحلقة الوصل مع الألمان(. واضطر جميعهم لاحقاً لمغادرة طهران خوفاً من الوقوع في أسر البريطانيين الذين غزوا إيران مع القوات الروسية، فتقدموا لطلب المساعدة من السفارات الايطالية والألمانية واليابانية، التي رفضت مساعدة الجميع قائلة أنها لن تتمكن إلا من تهريب واحد فقط، وكان ذلك الواحد هو المفتي الحاج أمين الحسيني والذي استطاع في 23 أيلول )سبتمبر( الهرب إلى تركيا ومنها إلى ايطاليا. 

قبضت قوات الشرطة الإيرانية على أعوان المفتي ومنهم.اود الحسيني، وسلمتهم للإنجليز الذين نقلوهم إلى معتقل الأهواز وأبقوهم شهرا واحدا قبل نفيهم إلى روديسيا. وهناك وضعوا في معسكرات اعتقال جماعية، مع الضباط العراقيين الذي شاركوا في ثورة الكيلاني، وكانت الأوضاع في هذه المعسكرات سيئة للغاية، فمرض أغلب السجناء، وتوفي البعض نتيجة لذلك ومنهم أمين التميمي، وعارف الجاعوني، وناجي الوادي. 8 في نيسان )إبريل( 1946 ، وبعد أن وضعت الحرب العالمية أوزارها، أفرج عن المعتقلين وسمح لهم بالعودة. فعاد داود الحسيني إلى مدينة القدس، وفضل البقاء في البيت معللاً ذلك لأني وجدت أن من برع في فرك اليدين لا من عمل، ومن أحسن الادعاء لا من سعى، هو : بالقول المبرز. 

في أواخر أيار )مايو( 1946 فكر بالسفر إلى أمريكا للعمل مع المكاتب العربية التي أنشأها وأدارها السياسي الفلسطيني موسى العلمي إلا انه انتدب للعمل مديرا للمكتب العربي في بيروت. 

فسافر إلى هناك، وهذه الخطوة تدل على ميله للاستقلال الفكري عن المفتي وأنصاره الذين كانوا يتهمون العلمي بالخيانة. وقد انضمت عائلته إليه في بيروت بعد أن منحتها مديرية الأمن العام اللبنانية إذن إقامة لمدة ستة شهور )رغم تقدمه بطلب الإقامة لمدة سنة). وقد ساهم من خلال المكتب في حل مشاكل عدد من اللاجئين السياسيين الفلسطينيين في لبنان مع الحكومة اللبنانية، كما عمل على مراقبة أعمال الصهيونيين في بيروت، والتي كانت تتم تحت ستار التجارة والشركات. 

وكتب تقارير حول النشاطات الصهيونية في لبنان للحكومة اللبنانية وللمفتي أمين الحسيني. 

عرض عليه موسى العلمي في نيسان )إبريل( 1947 العمل في المكتب العربي بنيويورك، فبعث يستشير المفتي بالأمر، فأشار عليه الأخير برفض العرض وطلب منه العمل معه في صفوف الهيئة العربية العليا. فسافر إلى القاهرة في حزيران )يونيو( بعد سلسلة من الاتصالات والمشاورات مع المفتي حول موقعه وعمله في صفوف الحركة الوطنية، وعاد من القاهرة بانطباعات سيئة عن حاشية المفتي والعاملين تحت أمرته، ثم اتفق الإثنان على أن يسافر إلى القاهرة في تشرين أول)أكتوبر( 1947 للعمل، ويبدو أن إقامته في القاهرة لم تطل، إذ استدعت الأحداث التطورات1947 عودته إلى /11/ التي طرأت على القضية الفلسطينية بعد صدور قرار التقسيم في25 وبعد استشهاد عبد القادر الحسيني في القسطل ». الجهاد المقدّس « القدس للعمل في صفوف1948 ، عين المفتي ابن عمه خالد شريف الحسيني قائدا للجهاد المقدّس، وعيّن كامل /4/ في 6 بد الرحمن عريقات نائباًَ له، وقاسم الريماوي أميناً للسِّر. وعين منير أبو فاضل مفتشاً للشؤون العسكرية، وداود الحسيني مفتشاً للشؤون الإدارية. 9 وفي 12 أيار )مايو( هبط عمان وفد من قابل الوفد « . رجال القدس، مؤلف من داود الحسيني والدكتور عزة طنوس ومنير أبي فاضل الملك عبد الله وطلب منه دفع الخطر المحيق بالمدينة، وتزويد الحامية بالذخائر والسلاح والرجال. 

فأجابهم الملك أنّه لا يريد حصر جيشه في القدس، وأنه ينوي أن يزحف به رأساً إلى تل أبيب، يهشم رأس الحية في وكرها قي داود الحسيني مديرا للجهاد المقدس إلى أن تم حلّ قواته وتصفية أعماله بعد النكبة. 

فعاد للعمل في الطب. ثمّ اعتقل في تمّوز 1950 بتهمة الاشتراك في اغتيال الملك عبد الله، وقد كان له علاقات بالمتهم الأساسي قريبه الدكتور موسى عبد الله الحسيني، كما كان له علاقة بعبد الله التل الذي لعب الدور الأبرز في تخطيط وتمويل الإغتيال. 11 أطلق سراحه بعد أن برّأته المحكمة من لتهمة الموجة إليه. ثمّ عاد بعد ذلك وانخرط ثانية بالعمل السياسي، فرشّح نفسه وانتخب كمستقل نائباً عن القدس وأريحا في مجلس النواب الأردني الخامس )دورة 1956 (. وقد انعقد هذا المجلس12.1961 وقد وقّع /10/ في 21 أكتوبر من العام نفسه واستمر إلى نهاية مدته الدستورية في 201957 مع ثلاثة وعشرين نائباً آخرين على بيان صدر عن المؤتمر الوطني المنعقد في /4/ في 22 نابلس يدين السياسة الأمريكية الاستعمارية ويهاجم عملاء أمريكا في الوطن العربي، وفي الأردن خصوصاً، ويدين مبدأ آيزنهاور، ويطالب بوحدة الأردن مع سوريا ومصر. وكان هذا المؤتمر ممثلاً لجميع القوى والهيئات والأحزاب والشخصيات الوطنية الفلسطينية، ومجموع الموقعين على البيان سبعة وسبعون شخصية. 13 ترشح داود ثانية وفاز في انتخابات إعادة تشكيل المجلس النيابي الأردني السادس، والذي أعيد تشكيله في 27 تشرين الثاني من سنة 14.1962 وركّز في دعايته الانتخابية على الوحدة لعربية والتخلص من نفوذ الاستعمار الآتي من خلال المساعدات المالية، وعلى تحرير ما احتل من فلسطين، وعلى دعم اللاجئين والعمال والمزارعين والمعلمين. 15 وأثناء عضويته في المجلسى اعتقل في 21 نيسان )إبريل( 1963 مع عشرة آخرين من الأعضاء. كان الاعتقال في نفس اليوم الذي أعلن فيه عن تشكيل وزارة حسين بن ناصر بعد استقالة حكومة سمير الرفاعي لحجب المجلس الثقة عنها. وقد تألفت الحكومة الجديدة في ظروف اضطراب ومظاهرات عمّت بعض المدن الأردنية، وبالأخص عمّان، وسقوط بضع عشرات من القتلى، في أعقاب إعلان الوحدة1963 ، وكانت المظاهرات /4/ المصرية السورية العراقية، والتي عرفت بالوحدة الثلاثية، في 17 تطالب بالانضمام للوحدة. وقد عقد الملك حسين مؤتمرا صحفياً في 23 نيسان حول المظاهرات والوضع الداخلي وأعلن عن اعتقال أعضاء المجلس. وقد أطلق لاحقاً سراح الجميع )خلال أيام للبعض وأسابيع لآخرين( باستثناء داود، حيث بقي حوالي سنةً في سجن الجفر. 

في حزيران )يونيو( 1965 ، اختاره أحمد الشقيري، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضوا في اللجنة، مع خمسة آخرين هم: الدكتور أحمد سروري، سعيد العزة، عبد الحميد ياسين، الدكتور فايز صايغ ونجيب ارشيدات. 18 وتدلّ هذه الخطوة على انفصاله الكامل عن المفتي واندماجه في الإطار الوطني-القومي الجديد، والذي تجاوز إلى حدٍ كبير الإطار العائلي التقليدي. والملفت للنظر هنا أيضاً أنّ المفتي كان يتهم الشقيري بالخيانة، كما اتهم العلمي قبله، وقد عمل داود مع كلا الرجلين مما يدل على نزوعه للاستقلال الفكري. وفي الاجتماع الأول للّجنة الذي عقد في القدس في تموز )يوليو( 1965 ، تولّى داود الحسيني مسؤولية الدائرة لسياسية للشؤون الخارجية. 19 فعمل على الاتصال مع المسؤولين الأردنيين طالباً منهم تقديم جميع التسهيلات الممكنة للمنظمة. 20 ثم سافر في تشرين الثاني )نوفمبر( 1965 على رأس وفد المنظمة إلى أمريكا اللاتينية، لتنظيم الجالية الفلسطينية في المهجر وشرح u1575 .لتطورات الأخيرة للقضية الفلسطينية، وضم الوفد في عضويته فكتوريا قنواتي، إبراهيم عياد وزهدي الترزي. 21 مكث الوفد في رحلته ثلاثة شهور وزار فيها 14 بلداًَ، وافتتح بحضوره في مدينة سانتياجو بالتشيلي في كانون الثاني )يناير( 1966 ، المؤتمر الأول للمغتربين الفلسطينيين في أمريكا الجنوبية، بحضور ممثلين عن الجاليات الفلسطينية في أقطار أمريكا الجنوبية، وألقى داود الحسيني كلمة الوفد في المؤتمر، وقد أدان فيها الاستعمار الغربي بوصفه مسؤولاً عن جريمة إقامة إسرائيل. وتقرر في نهاية المؤتمر إنشاء لجنة مركزية تمثل كافة العرب الفلسطينيين في أمريكا اللاتينية مقرها سانتياجو. 22 وفي شباط )فبراير( 1966 زار الجزائر لكسب دعمها للقضية الفلسطينية، وفيها أعلن رفض المنظمة لعقد مؤتمر قمة إسلامي، لأنّ وراءه دولاً تحاول، بعد فشل حلف بغداد، الإعداد لأساس جديد لعملياتها الهدّامة. 23 اشترك داود الحسني بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس والضفة والقطاع، عقب حرب حزيران(يونيو) 1967 ، في تأسيس الهيئة الإسلامية العليا، للحفاظ على الأوقاف والمقدسات لإسلامية في القدس والضفة الغربية. وإيجاد هيئة وطنية بعد غياب السلطة الأردنية. 24 ونتيجة لتحريض الهيئة على عدم التعاون مع إسرائيل، فقد قامت الأخيرة في 31 تموز )يوليو( 1967 بنفي ثلاثة من أعضاء الهيئة u1573 .لى داخل الأراضي المحتلة عام 1948 ، فنفي أنور الخطيب، محافظ القدس، إلى مدينة صفد، ونفي عبد المحسن أبو ميزر إلى طبرية، ونفي داود الحسيني إلى الخضيرة. كما نفي سياسي رابع هو إبراهيم باهر من رام الله. 25 وفي الثاني من أيلول )سبتمبر( اتخذت السلطات الإسرائيلية إجراءات أشد بحق المنفيين، إذ منعتهم من مغادرة الأماكن التي حددت إقامتهم فيها إلا لإثبات وجودهم لدى البوليس المحلي ثلاث مرات يومياً، وادعت بان هذه الإجراءات اتخذت وأتبعت السلطات هذا ». كان يجب أن لا يقابلوهم « بحقهم لأنهم أجروا اتصالات مع شخصيات الإجراء بإبعاد رئيس الهيئة الإسلامية الشيخ عبد الحميد السائح في أيلول )سبتمبر( 1967 إلى الأردن، وتبعت ذلك في أيار سنة 1969 بإبعاد أعضاء الهيئة داود الحسيني وعبد المحسن أبو ميزر وأنور الخطيب لإضعاف الهيئة وتحجيم دورها الديني والسياسي. فعاش في عمّان بقية حياته. 

وما نعرفه عن حياته في عمّان بعد الإبعاد أنّه اشترك في وزارة عبد المنعم الرفاعي الثانية التي9 من السنة نفسها. وقد شغل داود فيها منصب / 1970 واستقالت في 15 /6/ تشكلت في 27 وزير الاقتصاد. وجاءت هذه الوزارة في أجواء توتر وصراع بين السلطة الأردنية والفدائيين. وكان الملك حسين قد أطلق عليها وزارة الفدائيين، لأنّها تشكلت وفيها أربعة وزراء فلسطينيين مقربين من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، تمّ ضمّهم للحكومة لتخفيف التوتر وللعمل على تنظيم العلاقة بين الطرفين، ويروي المؤرخ الأردني المعروف سليمان موسى أن المرشحين الفلسطينيين الأربعة للوزارة )وهم داود الحسيني والشيخ عبد الحميد السائح وأنطون عطا الله وسليمان الحديدي( اشترطوا موافقة المنظمة ورئيسها ياسر عرفات على انضمامهم للوزارة، 27 وهو ما حصل فعلاً. ونعرف أيضاً أنّه أثناء حياته في عمّان وقّع مع عدد من رؤساء وأعضاء النقابات المهنية وشخصيات وطنية وسياسيّة على بيان يدين التدخل العسكري السوري في لبنان، والذي بدأ في نيسان 1976 ، واعتبر الموقعون هذا التدخل موجهاّ ضد القوات الفلسطينية وطالبوا الرئيس u1575 .لأسد بوقف عمليات الجيش. وقد اعتبرت الحكومة الأردنية البيان مسيئاّ للعلاقات مع سوريا فقامت باعتقال ستة عشر من الموقعين ومنهم داود الحسيني والشيخ عبد الحميد السائح وأدعتهم سجن الجفر ثلاثة أسابيع. 28 توفي داود في عمّان في الثمانينيات من القرن المنصرم. 

1939مذكراته عن ثورة 1936 

تحمل هذه الصفحات من المذكرات عنوان بريطانيا وفلسطين وواجبي، يبدأها بالحديث عن بريطانيا وخلقها للصهيونية في فلسطين ويرى أن الصهيونية مبنية على مبدأ مؤازرة شعب لإحلاله في دار شعب آمن » ضربت عليه الذلة والمسكنة إلى يوم الدين « مشتت في أنحاء المعمورة ينشد الحياة عن طريق العمل والشرف. 

ثم يسرد أول لقاء له مع عبد الرحيم الحاج محمد الذي جاء به أحد الأصدقاء إلى مقهى يتباحثون في ما وصلت إليه » إخوانه « المغربي بيافا حيث كان يجلس داود الحسيني ومجموعة من البلاد من تدهور سياسي ومالي وأخلاقي بفعل السياسة التي تتبعها بريطانيا لإنشاء الوطن القومي، رحبنا به وجلس « . ويصف عبد الرحيم بأنه مديد القامة مهيبها يلبس الكوفيه والعقال والقنباز يستعرض معنا الحالة مظهرا استعداده للعمل الجدي في الجبال وذلك عن طريق تأليف فرق من الشباب النشيط لمهاجمة كل ما هو بريطاني بالسلاح، وبعد انسحاب اثنين من الحاضرين لعدم موافقتهما على الفكرة، استمر النقاش ساعة واحدة اتفق بعده على ما يلي: 

إلى منطقته لإشعال النار بين » أبو كمال « يعود عبد الرحيم الحاج محمد والذي عرف بعدئذ الشباب وتأليف الفرق للعمل. وأنا وأخوين آخرين لجمع المال من الإخوان الذين يمكننا مجاهرتهم بمشروعنا ونعتقد مؤازرتهم. ن نشتري ما تيسر من السلاح والعتاد وإرساله إلى الإخوان بناءاً على تعليمات منهم وترتيباتهم الخاصة وتثبت هذه الرواية للاجتماع بين داود الحسيني ورفاقه وبين عبد الرحيم، ان اشتراك الأخير في الثورة العربية المسلحة ضد الانجليز كان عفوياً، ولم يكن اشتراكه فيها مخططاً له قبل أول شهر أيار لبدايات الثورة. ففي »ً فلسطين عبر ستين عاما « )مايو( 1936 ، وهذا يناقض رواية إميل الغوري في هذه الرواية اختلق الغوري قصة تنظيم الجهاد المقدس ونسب إليه قرار بداية الثورة ضد الإنجليز، وجعل رئاسته لعبد القادر الحسيني، ووضع عبد الرحيم عضوا بين أعضائه. والثابت تاريخياً أن منظمة الجهاد. 1948 وليس خلال ثورة عام 1936 - المقدس أنشئت خلال حرب 1947 جمع الموكلان بمهمة جمع المال مبلغاً تجاوز المائتين وخمسين جنيهاً، دفعها متبرعوها عن طيبة خاطر على ان يكرروا الدفع في حالة نجاح الثوار. بدأت إثر ذلك عملية البحث عن وبعد خمسة أيام، تمكناّ أن نشحن بواسطة ما، حوالي العشرين « : السلاح. تقول المذكرات بندقية مع عتاد واف جيد وعدد من المسدسات وصندوق من أصابع الديناميت وعلى أثر استلام أبو». كمال هذه الكميات الضئيلة بدأ بأعماله يستمر داود الحسيني في سرد الأحداث، فيذكر انه بعد شهر اتصل وصديق له، يرمز له برمز )م( والذي عمل معه يدا واحدة مدة طويلة أثناء الحوادث التي جرت بين أيار )مايو( 1936 واتفقا معه على أن يمداه بما يقدران ،» أبو فيصل « وأيلول )سبتمبر( 1937 ، بعارف عبد الرازق عليه من السلاح. وهذا دليل آخر على عدم صحة رواية إميل الغوري لأنه أدرج اسم عارف عبد الرازق ضمن أعضاء تنظيم الجهاد المقدس، ونسب للتنظيم القيام بتسليحه وإعطائه أوامر التحرك والعمل العسكري في بداية الثورة. فرواية داود الحسيني تبين أن الأمور سارت بشكل عفوي، دون. وجود تنظيم مسؤول عن بداية نشاطات عارف عبد الرازق وعبد الرحيم الحاج محمد 30 الراجح أنه ممدوح السخن الذي كان ( » أبو محمود « ويقول الحسيني بأن شخصاً يدعى سكرتيرا للقائد عبد الرحيم الحاج محمد( كان الرسول المعتمد بينه وبين عبد الرحيم الحاج محمد وعارف عبد الرازق. ويروي أنه وصديقه )م( كان في أحد المرات على موعد مع أبي محمود وكان مكان اللقاء بقّالة قرب اللّد في أحد أيام تموز )يوليو( 1937 . ولما وصلا إلى مكان الموعد لم يجداه، ولكنهما شاهدا على مسافة قريبة من المكان حشد من الناس فتوجهوا باتجاهه وفي طريقنا شاهدنا بغلة أبو محمود وحيدة فسألنا عن صاحبها وعن سبب التجمهر، فقيل لنا « انه ألقي القبض من طرف الأهلية على فلاّح مرسل من دائرة التحري للتجسس. فأخذ هذا الفلاح وضرب وأهين وهو الآن معتقل في مكان ما، فخفنا أن يكون هذا المتهم بالجاسوسية هو صاحبنا 

وقد صدق ظنّنا لما وصفوه لنا، وبما أننا غير معروفين لدى المتجمهرين وجدنا أنه من المستحسن أن نستنجد بأحد الوجهاء لإطلاق سراح أبو محمود وكان ذلك. وقد أخبرني أحد المتجمهرين)حين ذهب صديقي للاتصال بوجيه( أن هذا الجاسوس اللعين كان يضحك مع كل عصاة أكلها، وكلما أهين لم ينطق ببنت شفة، فقلت في نفسي بورك فيك أبو محمود وكان الله معك كلما نزلت العصاة عليك. فسألت أحدهم كيف اشتبهتم به وكيف ألقيتم القبض عليه؟ فقال حضر في الصباح المبكر وجلس قرب البيادر وبدأ يتكلم عن الثورة مخاطباً الشباب دافعاً إياهم للعمل ضد الانجليز واليهود. فلما سألناه من هو ومن أين؟ رفض الإجابة فاشتبهنا به وضربناه وهو لا يفتر». يضحك مع كل عصا يسرد داود الحسيني بعدها ثلاثة حوادث جرت له أثناء نقل السلاح من المخزن وتسليمه لرسل الثوار. ثم ينتقل للحديث عن رحلة ورفيقه )م(، اذ سافرا يوم الجمعة بالقطار من يافا إلى طولكرم واستبدلا ملابسهما بملابس الفلاحين، وتوجها إلى قرية الطيبة لمقابلة ابو فيصل عارف عبد الرازق وكان هذا هو اللقاء الشخصيّ الأول اذ لم يكونا قد رأوه من قبل رغم وجود الاتصال والتعاون، وتناولا معه في الطبية طعام الغداء، وبلغهم قبل العصر نبأ استشهاد خليل بدوية 31 وحيد فاشتغل معنا « . أمّه الشاب ابن العشرين عاماً، والذي ترك دراسته في القاهرة لينضم إلى الثورة كمدير النقليات بين المخازن والقادة في الجبال وكان صخري الإرادة يعتمد عليه مؤمناً بواجبه لا تركنا حالاً الطيبة وعن طريق فرعون « ويتابع داود الحسيني ». يؤخر عمل يومه وكان عنيدا جسوراً اتجهنا حيث وجدنا خليلاً ملقاً على ظهره وقد اخترقت الرصاصة جمجمته. وكان جلده طرياً». ووجهه باسماً. فحملناه إلى فرعون )مركزه قبل استشهاده( حيث كان مقره الأخير بعد ذلك تابع داود الحسيني ومرافقه سيرهم إلى كفر اللبد، واجتمعوا بشيوخها وتباحثوا في لبينما تنتهي الترتيبات « أمر تعزيز حامية القرية لتعمل كاحتياط تساند المجاهدين حين الضرورة وتدل هذه الجملة الأخيرة ان الترتيب ». التي يقام بها من اجل إيجاد قيادة عامة وتقسيم الحركات النهائي لقيادة الثورة لم يكن قد انتهى بعد، رغم وصول القاوقجي وإعلانه عن نفسه قائدا عاماً للثورة. 

وفي اليوم التالي )السبت( توجهوا إلى عنبتا فبلعا، فشاهدوا عمليات نسف البيوت التي بدأ وجدنا نساءها ورجالها مملوءين حميه وحماسة وقد زادهم « . بها الانجليز قبل ست وثلاثين ساعة ويصادفون بعد مغادرتهم بلعا قبل ». نسف بيوتهم إيماناً بحقهم والعمل على أخذه بالدم والحديد كل شيء في سبيل البلاد، سنقدم دمنا » الظهر امرأة مسنّة عائدة من قرية علاّر وهي تزغرد وتقول وقد تأثرنا جدا من شكلها وقالت ان الرجال في علاّر يستعدون فاذهبوا وآزروهم ». فداك يا وطن». والله يا بني لا يخلصنا من الجور والظلم الا دمنا وسلاحنا كان فوزي القاوقجي يتمركز في علاّر، ويذكر داود الحسيني أن الطريق إلى علاّر كان بها حرس القاوقجي الذين انتشروا في كل مكان ولا يدع أياً يمر إلا بعد التحري والتدقيق وأخذ الإذن ممن هم أعلى منه، وصادفهم في بداية صعودهم جبال علاّر كشّاف عرف هويتم فأعطاهم كلمة المرور. دخلوا علاّر قبيل العصر، ووجدوا الثوار على الأسمطة يتناولون طعامهم بشهية، وبعدئذ تعرف ورفيقه )م( على البطل فوزي القاوقجي ومن معه من المجاهدين الأشاوس من البلاد العربية. 

ويفد على علاّر وهم فيها عبد الرحيم الحاج محمد، فيجتمعون طويلاً، ويرتبون وإياهم الخطط لجمع كلمة القرى وتجنيد أكبر عدد ممكن من الرجال، وكان ملخص الترتيبات كما يلي: أن تفرض البنادق على القرية بنسبة عدد رجالها. 

يقسم الرجال في كل قرية إلى قسمين، الأول يخرج للجهاد، والثاني للاحتياط على أن يأخذ محله بعد أسبوع. وأن يعمل الاحتياط كحرس ليلي لحركات المجاهدين الذين يمرون في قريتهم أو المستريحين فيها. 

تجمع القرية ما تقدر عليه من المال لمساعدة رجالها المستشهدين وعائلات المضطرين للتغيب أكثر من شهر. 

يقوم داود الحسيني ورفاقه بمد الثوار بما يمكنهم من العتاد والمتفجرات والفتيل، والكبسول الخ، عدا البنادق، وبالمعلومات عن حركات الجيوش البريطانية الغاشمة والبوليس وعيونه من الخونة. 

تتعدى أهمية هذه التفاصيل التي يذكرها داود الحسيني في مذكراته كونها المرة الأولى التي تذكر فيها، فقد بينت جوانب هامة من أحداث الميدان )القرى والجبال(، ومنها على سبيل المثال أنّ الثوار هم الذين عملوا بين الفلاحين لدمجهم في الثورة ولتنظيم العمل العسكري ضد البريطانيين ولم يكن للقيادة السياسية الفلسطينية المتمركزة في القدس آنذاك دور واضح في هذا الأمر. 

كما تضيء الرواية مشكلة هامة واجهت الثورة منذ بدايتها وهي التمويل والتسليح، ويتبين لنا من النص ان المشكلة حلت بواسطة التبرع والتطوع الذاتي من قبل الشعب بكافة فئاته، ولم يكن هناك جهات عليا أخذت على عاتقها مسؤولية تمويل وتسليح الثوار. وهناك مسألة أخيرة من الواجب الالتفات إليها وهي أنّ الثورة من بدايتها قد اهتمت بالاستخبارات العسكرية وبدأت القيادة الميدانية بالعمل على جمع المعلومات بهذا الخصوص منذ شهر أيار )مايو( 1936 في منتصف الليل والمجتمعون مازالوا في أبحاثهم، وردت إخبارية أن الجيوش البريطانية تتجمع في طولكرم لتطويق علاّر ودير الغصون. فأوقفوا البحث وكتب القاوقجي الكتب العديدة لرؤساء الفصائل يعلمهم بما يجري. وترك داود الحسيني ورفيقه علاّر وتوجها إلى دير الغصون، وهناك وقع في حصار الجيش الانجليزي الذي شمل كل نساء ورجال القرية، وبدأت عملية تفتيش الرجال، وأخذ المشبوهين للاستجواب، ولكن العملية لم تتم إذ في الثامنة صباحاً بدأ الجيش بالانسحاب بصورة مفاجئة، فعاد داود الحسيني ورفيقه إلى طولكرم وهناك عرف أن السبب في الانسحاب كان تطويق الثوار لدير الغصون مما أدى إلى انسحاب الجيش من دير الغصون. 

يعود داود الحسيني بعد ذلك لسرد روايتين أخرتين حول إرسال السلاح للثوار، وكيف تجاوز التفتيش الشديد في يافا ونظام منع التجول الليلي، ويسرد تفاصيل حول استجواب البوليس الانجليزي له في مركز بوليس يافا. 

وفي القسم قبل الأخير يتحدث عن حوادث صادفته أثناء وجوده خارج فلسطين في ربيع سنة 1938 ، إذ طلب منه مغادرة لبنان إلى الاسكندرونة، فيسرد رحلته إلى أنطاكية واسكندرونة حيث نفي هناك شهرا واحداً، أصيب خلاله بمرض اضطره للعودة إلى بيروت بعد السعي لدى المسؤولين الفرنسيين. 

أما في القسم الأخير فيسرد فيه رحلته من بيروت إلى الشام لإحضار الدكتور صبحي أبو غنيمة لمسائل هامة ومستعجلة، واضطر فيها لسلوك طريق صيدا مرج عيون بانياس القنيطرة فالشام، بسبب تراكم الثلوج في طريق بيروت الشام، وكانت طريق صيدا خاضعة لتفتيش الدوريات الانجليزية على حدود الحولة، وكان يرافقه في رحلته عارف الجاعوني أحد مساعدي المفتي المعروفين، وتمت المهمة بسلام رغم الصعوبات التي واجهتها. 

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أوراق داود الحسيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوراق داود الحسيني   أوراق داود الحسيني Emptyالأربعاء 06 أبريل 2016, 10:45 pm


نقده للعمل الوطني 

في هذا القسم من أوراقه، يتحدث داود الحسيني بقلب مفتوح في رسالة خاصة أرسلت للمفتي عام 1947 ، ويبدو أنه طلب منه العودة للعمل في الصف الوطني، فكتب هذه الرسالة المطولة للمفتي، وبث فيها الكثير من آهاته وبيّن مواطن الضعف في الحركة الوطنية بناءً على خبرته وتجربته. يبدأ رسالته بالحديث عن انخراطه بالعمل الوطني 1936 ، وتضحيته بكل ما يملك في آزرت إخواني في المدن وفي الجبال وزرتهم وتعرفت عليهم ومددت لهم « ، سبيل الوطن والواجب». من المخلصين ومنكم » الطلب « ما أمكنني عن طريق ويبين انه حاول إصلاح الوضع، ،» النظام « أول انتقاد يوجهه داود الحسيني للحركة هو فقدان وانتقد بصراحة، فكانت النتيجة أنه تلقى لطمات متتالية في بيروت وفي بغداد. يصف الوضع في لما بدأت عملي في لبنان وجدت أن أيدي مختلفة تقوم بنفس العمل. لم يكن « : لبنان فيقول هناك أي مسؤولية حتى ولا مشتركة بل أشخاص كلهم يمارسون نفس العمل. وهؤلاء الأشخاص، للكسب المادي أو للقيام بواجب، كانوا يعملون منفردين مما كان يؤدي في كل الحالات إلى رفع ثم ينتقل ». في الأسعار وتلبك في العمل، وكم من فضائح نتجت، قسماً سُتِر وقسماً فُضِحَ فَفَضَح لذكر حوادث شخصية حصلت معه أثناء عمله في الحقل الوطني ومنها: 

أثناء وجوده في بغداد بعد أن اضطر لترك لبنان وسوريا عومل كشخص أجنبي ولم يخصص له  مع أنه لم يترك وسيلة إلا واستعملها »؟ والله وحده يعلم كيف ومن أين كنت أعيش « أي راتب». ولكن هيهات. بينما غيري وقريباً مني كان ينثر الدنانير « ، لإسماع صوته بينما غيره فضّل أن « ، يذكر أنه عمل في قسم الصحّة بمعارف العراق كي يأكل من عرق جبينه ». يقبع في بيته ويأكل من مال المجموع على العمل عندما دخلت السيارات الفلسطينية العراق، دخلت كلها بمعاملة خاصة، إلا سيارته دفع عنها  الجمرك من ماله الخاص. 

وقبل انهيار جبهة بغداد في أحداث ثورة الكيلاني سنة 1941 ، لم يدفع فلساً زيادة عن وترك تحت رحمة ،» مع أن ذهباً حمُِّل في الصناديق « العتاد لينفقه على نفسه فيما لو انقطع السماء. 

لم يرسل لعائلته شيء، مع أن المعاشات كانت ترسل للمحظوظين أو « أثناء وجوده في المنفى  في المستعمرة البرتغالية رواتب شهرية » بيرة « لعائلاتهم من ألمانيا. وأرسلت من برلين إلى إلى الثلاثة الذين هربوا من المعتقل في روديسيا. ولم يفكر فيمن في روديسيا، مع أنه كان ويرى داود الحسيني أن فترة السنوات التي عاشها ». من الممكن والسهل إيصال أي مبلغ لهم حوادث الحرب « المسؤولون في ألمانيا، وهو بلد عرف أهله النظام فعشقوه، لم تؤثر فيهم، وأن العالمية الثانية المؤلمة ونتائجها الرافضة لمتابعة العمل وما هو عليه الخصم من سعة في المال وبراعة في الدعاية وقوة في التنظيم، وعُند في متابعة العمل، لم تخرج المسؤولين من إطار الوقت في البحث هل موسى العلمي خائن، بعد أن كان أقرب المقربين وكيفية هدمه وهدم».؟ مشاريعه الرجال المخلصين الذين ما زالوا يشتغلون عن إيمان من أجل « وفي رأي داود الحسيني فإن فلسطين بمالهم ودمهم قلائل، وهؤلاء كلهم بلا استثناء متبلبلين متذمرين من الوضع ومن الطريق التي يمشى عليها. وكلهم في ادعاءاتهم وآمالهم متضاربين، والواحد من أخيه نافر لأن كُلاٍّ منهم.»طلب إليه أن يقوم بما طلب من الآخر بعد أن أفهم أنه الوحيد المسؤول في البلدة وحين ذهب إلى القاهرة في حزيران )يونيو( 1947 لأول مرة متأملاً ومتفائلاً وجد أن الإخوان فيها بلا استثناء على اختلاف آرائهم متذمرين وجلين من النتيجة إن تابع الركب سيره على ذلك ووجدت أن هناك مماطلة فأنانية في التفكير وطبعاً في العمل، « : الطريق، ويصف الوضع بكلماته وجدت أن هناك محاولة للتنظيم غير صادقة وأن هناك مقربين ومعتكفين وحردانين ومتذمرين على حق أو باطل. وجدت أن الانسجام مفقودا والتناحر على أشدّه ظاهرا ومن >تحت لتحت،< فلان حردان لا يقدر على متابعة العمل من الأنانية، فلان فضّل الاعتكاف لأنه ألطف الشرور، فلان بعد أن سعى وجد أنه أُبعد عن هدفه أكثر مما كان لأنّ التفضيل...وفلان يقول كان المثل فتش ع تأملت وتأملت ولكني ». فتش عن موسى...الخ « المرأة فانتقلت عدواه إلى رجالنا وأبحاثنا...الخ». وجدت أن آمالي كالسراب للعطشان كل ذلك ذهب مع الأيام ودعس تحت الأقدام خدمة للمصلحة. « : ويختم انطباعاته بالقول ولكن يظهر لي كما ذكرت أننا لا نزال على عهدنا الأول من حبنا للبعد عن النظام، لأنّ في النظام إعطاء مسؤوليات لأشخاص، مسؤوليات غير مرغوب في إعطائها. وأعمال مثل أعمال التنظيم الوطني، لا يمكن لفرد مهما كان جلودا ومهما كان نشيطاً ومهما كان مرناً وموهوباً، أن يقوم بها». لوحده، وقد جربنا اللاّنظام في السابق ونتائجه ويطرح بعد نقده السابق مقترحات لتنظيم العمل في الحقل الوطني ضمن برنامج، راجياً أن يقبل بروح التساهل والعطف، ويطلب من المفتي درس هذه المقترحات، فإن وجد أنها كأساس قابلة للبحث وللتنفيذ، أن يُنتدب للقيام بمهام السكرتير فيها، ويكون ممنوناً ومستعدا للعمل. أمّا المقترحات للتنظيم فتكون على الأساس التالي: رئيس سكرتير وأمين صندوق. 

لجنة مؤلفة من خمسة مدراء: الأول لشراء السلاح، والثاني للنقليات، الثالث للتدريب العسكري  والتدريب على استعمال الأسلحة وفكها وتركيبها وعلى الأعمال الفنية، الرابع للمراسلات، والخامس للإسعاف الصحّي ومساعدة المشردين. ويكون السكرتير همزة الوصل بين المديرين والرئيس. ويبدو أن الأحداث التي تسارعت وتيرتها في الأشهر التي تلت لم تتح المجال لتطبيق هذه المقترحات. 

جوانب من العلاقة بين المفتي وموسى العلمي من خلال مراسلات داود الحسيني مع المفتي 1946/6/ بعد سنوات من التنقل في بلدان عديدة خلال الحرب العالمية الثانية، وفي 19 وصل المفتي إلى القاهرة من باريس، ونزل ضيفاً على الملك فاروق. وفي الثالث عشر من آب)أغسطس( 1946 أرسل داود الحسيني رسالة للمفتي من بيروت، إذ كان رئيساً للمكتب العربي بقوة من عنده لمتابعة « ليهنئه فيها بالسلامة وتمتعه بالحرية في ظلال الفاروق، وراجياً أن يمده الله النضال بشدة أقسى من السابق وفي نظام يمكنِّنا من التعاون الكلي بقلوب غمرها الإيمان والتضحية ويطلب ». بحب العمل لنيل ما تصبوا إليه نفوسنا من الحرية والاستقلال تحت رعايتكم ولوائكم مواجهة الخصم بالنظام لأنه خصم منظّم، ويطلب أيضا الثقة المتبادلة ونسيان الماضي، وفي هذه العبارة إشارة إلى وجود خلافات ماضية. و يسجِّل داود استعداده لمتابعة العمل على أساس النظام». كأني خلقت من جديد « والثقة والتضحية1946 برسالة مجاملة /8/ ردّ المفتي من الاسكندرونة في 22 رمضان 1365 ه الموافق 19 الذي تحملتم مشاقة « يشكره على التهنئة، ويهنئه بسلامة العودة إلى الوطن بعد البعاد الطويل سافر داود الحسيني بعدها إلى القاهرة للاجتماع بالمفتي ». ومتاعبه في سبيل مصلحة البلاد العامة ولا تفاصيل لدينا عما دار في الاجتماع سوى أن داود الحسيني قد شرح للمفتي آراءه في مبدأه الوطني )الفكري والعملي(، وأنّ المفتي قد حدثه عن رأيه بموسى العلمي ومشاريعه. 

في نيسان )إبريل( 1947 تسلَّم داود الحسيني رسالة من موسى العلمي يطلب إليه فيها متابعة عمله في المكتب العربي ويعرض عليه السفر إلى الولايات المتحدة للعمل في المكاتب هناك، وكان داود الحسيني في هذه المدّة يفكر بترك العمل في بيروت والعمل في الأشغال الحرّة، وكان ميالاً لقبول العرض من العلمي، فكتب للمفتي يستشيره، مبيناً له أن وجوده في أمريكا له فائدتين، الأولى أنه يمكنه أن يساعد على إزالة مخاوف المفتي من المكاتب العربية، والثانية الاستفادة العلمية التي سيكتسبها، عدا عن فوائد أخرى ثانوية. ويؤكد بقاءه على مبدئه الوطني على مدى حياته u1575 .لفكرية والعملية. وكان داود الحسيني قد شرح هذا المبدأ للمفتي أثناء اجتماعه به في القاهرة، وطلب من المفتي الإذن له بالسفر وإرسال جواب ايجابي بأقرب فرصة ليتمكن من ذلك. 

1947 في رسالة بالغة الأهمية، وقد كتب المفتي على رأسها /4/ ردّ المفتي عليه في 24 أن لا تقبل هذا العرض « وبعد المقدمة يشير المفتي عليه بإخلاص ». خصوصي ومكتوم « عبارة لأني أؤكد لك أن هذه الحركة التي سبق لي أن حدثتك بشأنها عند زيارتك الأخيرة، إنما هي حركة قائم أساسها على خطة تعاون مع الاستعمار لهدم الكيان الوطني الصامد، والقائمين بأمره، لإنشاء ويقصد ». كيان هزيل متآمر مع الاستعمار بقصد إيجاد حل ضار بمصلحة العرب في فلسطين إني « المفتي بالحركة موسى العلمي والعاملين معه في المكاتب العربية، ويضيف مؤكدا رأيه لواثق كل الثقة من حقيقة هذا الأمر، ولديّ براهين كثيرة على صحته، وستثبت الأيام أقوالي بصورة ثم يستكمل أهداف هذه الحركة، فبالإضافة إلى هدم الكيان الوطني فإنّ ». جلية للناس أجمعين هدم جامعة الدول العربية وإيقاع الشقاق بين دول الجامعة، والانحياز إلى دولة دون « من مقاصدها».ً الأخرى 32 مع أن حاجة العرب عامة وحاجتنا نحن الفلسطينيين خاصة للجامعة عظيمة جدا له في خدمة القضية أيادي وجهودا مشكورة، فحذار « ويوجه تحذيره لداود الحسيني الذي يضيف المفتي ضررا ثالثاً للحركة ». يا ابن العم أن تشوهها بالاشتراك في هذه المؤامرة عن حسن نية أنهم يريدون إيقاع الشقاق في عائلتنا التي كان لها شرف الكفاح والثبات في ميدان الوطنية، « وهو ومن رأي المفتي أن هذا يسرُّ المستعمرين ». متحدة متراصة، لتفريق كلمتها وتمزيق وحدتها مع فريق « ويطلب منه رفض العرض بدون تردد، ويعرض عليه العمل ». والصهيونيين على السواء الأمة المخلص الذي يجدر بك أنك معه قلباً وأن تعمل وإياه يدا واحدة على خدمة المصلحة وترك المفتي لداود الحسيني خيار العمل إماّ في بيروت حيث هو، وإماّ في القاهرة، أو في ». العامة وفود الهيئة العربية العليا الخارجية. 

إنّ هذه الرسالة تبين أولاً مدى التباعد بين المفتي والهيئة العربية العليا من جهة وبين موسى العلمي والمكاتب العربية من جهة أخرى، ويجب أن لا ننسى أن شخصيات مثل أحمد الشقيري كانت من أركان المكاتب العربية. وهذا يبين جانباً من خلفيات الخلاف والنزاع بين المفتي وجماعته وبين أحمد الشقيري ومنظمة التحرير الفلسطينية في الستينيات من القرن المنصرم. u1603 .ما تبين ثانياً إيمان المفتي بجامعة الدول العربية ودورها، مع أنه في فترات لاحقة لم تعجبه قرارات الجامعة ومواقفها بالنسبة للقضية وبالذات أثناء حرب 33.1948 وأخيرا فهي تكشف إيمان المفتي العميق بالعائلة الحسينية، واعتبارها ركناً من أركان السياسة في الحركة الوطنية. وهذا يعكس سيطرة الولاء للعائلة على المفتي وعلى قيادات سياسية عديدة أثناء فترة الانتداب البريطاني على فلسطين. 

وتجدر الإشارة إلى أن تقويم المفتي لموسى العلمي والمكاتب العربية، وهي قوى عملت خارج إطار زعامته، هو تقويم غير موضوعي. ومن خلال مراجعة وقراءة عشرات الملفات ومئات الوثائق التي تعود للمكاتب العربية ونشاطاتها الدعائية والسياسية 34 ، يتبين أن هذه المكاتب لعبت دورا جيدا في هذا المجال، وأن إخلاص رجالها أمر غير مشكوك فيه. أما العلاقة المتميزة مع العراق فكانت بسبب التمويل العراقي لنشاطات العلمي، في حين أن رجال المكاتب لم يتوانوا عن انتقاد السياسة العراقية في حالة تعارضها مع المصالح الفلسطينية. 1947 ردّ داود الحسيني على عرض المفتي بأنّه يفضل أن يعمل سكرتيرا للجنة /6/ في 3 التنظيم الوطني التي يسعى المفتي لتأليفها في القاهرة، ويدل ما وجدناه في أوراق داود الحسيني أن هذه اللجنة كانت أساساً من اقتراحاته. وقد سبق وعرضنا آراءه في هذه المسألة، وطالب داود الحسيني براتب شهري يبلغ مئة جنيه فلسطيني مع مصاريف سفره وأسرته إلى القاهرة والعيش ببيت، أو أن يبقى في بيروت مديرا لإحدى فروع التنظيم الوطني والتي لها علاقة في هذه الجهة من العالم العربي براتب لا يقل عن مئة وعشرين جنيهاً شهرياً، ويطلب منه في حالة إبقاءه في لبنان مراعاة الأمور التالية: 

أن يكون هو المسؤول عن الحركات في بيروت، لا أن يرسل أحداً بأيِّ مهمة لها أيُّ أساس بعمله  دون إطلاعه ومباحثته. 

أن لا تُهمل طلباته ويضطر إلى إرسالها عدة مرات.  ». مع العلم أن إرشاداتكم وتعليماتكم لها المقام الأول « ، أن تترك إدارة الأمر وتنظيمها له أن يدفع مبلغاً يغطي ما تتطلبه المصاريف لمدة لا تقل عن الثلاثة أشهر. 

ويطرح داود الحسيني في النهاية خيارا أخيرا في حالة عدم الموافقة على إبقائه في بيروت وهو إرساله مع وفد إلى أي بلد عدا الولايات المتحدة، مع مراعاة تأمين مصاريف عائلته لمدة سنةبالإضافة إلى مصاريفه في الوفد،1947/10/ وبعد مداولات مع المفتي اتفق على سفر داود الحسيني إلى القاهرة للعمل في 8على أن يتقاضى راتباً شهرياً قدره 70 جنيهاً وعلى ما يبدو انه لم يذهب إلى القاهرة، أو أن إقامته». الجهاد المقدس « فيها كانت قصيرة، لأنه في شهر آذار )مارس( كان يعمل في القدس 

عودة إلى انتقاد الوضع في الحركة الوطنية 

1947 ، والتي سبق الحديث عنها، يرفق داود الحسيني ملحقا شًخصياً /6/ في رسالة 3 وخاصاً، يتحدث فيه عن انطباعاته وينقل آراء وأقوال الناس من زيارات قام بها في شهر أيار )مايو(لعدة مدن وقرى، وتعكس هذه الآراء العديد من مواطن الضعف في الحركة الوطنية الفلسطينية التي قادها وتزعمها المفتي. تتضمن هذه الآراء: 

انتقاد لطريقة عمل الهيئة العربية العليا، فهي بطيئة في حل القضايا الهامة الأمر الذي يؤذي المخلصين والقضية، ويوجد البلبلة ويساعد على الانقسامات في البلاد. 

عدم وجود نظام في الحركة الوطنية الأمر الذي يولد التلبك في العمل. عدم الرغبة في التعاون إلا مع كتلة خاصة من العاملين وإقصاء الآخرين لأنهم لا يمشون على  طريقة خاصة، ومعينة ولأنهم دون سن خاص. ويورد سنّ المفتي لمّا خاض الحركة الوطنية دليلاً على خطأ اعتماد السن. 

هناك أقل الاهتمام بمؤهلات بباقي أفراد الشعب، وإكثاراً ملموساً من أفراد العائلة الحسينية في  مختلف الدوائر في القاهرة، ويرى داود الحسيني أن الوضع أصبح شبيهاً بعهد سيدنا عثمان رضي الله عنه من حيث الاعتماد على الأقارب فقط. 

التفرقة في معاملة العاملين في حقل الوطنية، لا على ما يأتيه العامل، بل بالنسبة لقربه من الزعامة وفركه اليدين. 

إعطاء أكثر من شخص واحد مسؤولية القيام بمهمة أو عمل واحد. 

الاعتقاد بأن موسى العلمي خلق كل المشاكل، بحيث أصبح المثل في الدوائر العليا الوطنية». فتّش عن المرأة « عوضاً عن » فتش عن موسى « الفلسطينية جلب مختلف الأشخاص للقاهرة من فلسطين لمباحثتهم في أمر ما وإبقائهم في القاهرة مدة طويلة، مما يسبب تحميل صندوق الأمة مصاريف باهظة. 

أن الرجال العاملين في القاهرة يكرس الواحد منهم بعضاً من وقته للمصلحة العامة ويقتل القسم الأكبر. 

أن المفتي يستهلك من وقته أكثر من اللاّزم في المسايرات والاستقبالات، لذلك يتعطل أصحاب المصالح في الانتظار وينهك المفتي نفسه. 

مناوءة جريدة الوحدة لسان حال الهيئة العربية العليا أثناء انتخابات بلدية يافا للكتلة التي دعمها رجالات يافا كمحمد عبد الرحيم. 

ويختتم داود الحسيني رسالته الانتقادية بالقول أنه سمع هذه الانتقادات وغيرها تتردد على الألسنة، ويرجو أن يكون قد أحسن في نقلها لتلافي الصحيح منها، من اجل وحدة الصفوف وقتل البلبلة السائدة واليأس الذي بدأ يتفشى في نفوس بعض من المخلصين. 

لا ريب في « 1947 يشكر داود الحسيني على ملاحظاته قائلاً /6/ جاء رد المفتي في 11 ويعد ». أنّ الاطلاع على وجهات نظر الناس مفيد جدا مهما تكن، فاّن بعضها جدير بالاهتمام ببذل الجهد في القيام بما فيه المصلحة حسب الاستطاعة. ويطلب من داود الحسيني أن يكتب إليه باستمرار بمثل ذلك. ويعلمه بأنه شديد الرغبة بالاستفادة منه للمصلحة، أمّا مقدار الراتب في الدوائر فلم يبت فيه حتى الآن انتظارا لجلسة مقبلة للهيئة، ويطلب منه الاتصال هاتفيًا أو السفر إلى القاهرة في وقت قريب للتفاهم. 

آراء لداود الحسيني حول قضية إنقاذ الأراضي 

تضيء مراسلات داود الحسيني مع المفتي جوانب من المساعي لإنقاذ الأراضي الفلسطينية 1947 يطرح داود /7/ في وجه محاولات الشراء الصهيونية لها. ففي رسالة موجهة للمفتي في 17 الحسيني المشاكل في مجال إنقاذ الأراضي، وجاء الحديث بمناسبة وجود سليم عبد الرحمن مدير لإنقاذ أراضي فلسطين، وينقل داود » الدنم « 7 لتنفيذ مشروع / صندوق الأمة في بيروت منذ 10 الحسيني عن عيسى العيسى الذي رفض عرض سليم عبد الرحمن بتولي مسؤولية المشروع في لبنان، يجب على الهيئة العربية العليا أن تعلن بمنشور أو غيره من الطرق صلاحيات ومسؤولية وأعمال « أنه كل من بيت المال وصندوق الأمة وبنك إنقاذ الأراضي الخ. لأنهم يرون أن هذه المشاريع متضاربة ومتداخلة في بعضها البعض مما يسبب بعض العرقلة في تنفيذ أغراضها ويساعد المتلسنين والمتفرجين أنهّ من السهل « ويرى المعترضون ». والمارقين على الادعاء والتخلص من الدفع وأداء واجباتهم الوطنية على الفرد الغني والفقير أن يقرر عليه مبلغاً وأخذه بالسنة )مهما كان المبلغ( لبيت المال قرضاً على ويقترح ». أن يوزع بيت المال الأموال حسب أبوابها على صندوق الأمة وغيرها من المشاريع الوطنية داود الحسيني إنشاء لجنة لتنسيق مالية u1605 .شاريع صندوق الأمة وبنك إنقاذ الأراضي ومستشفى الخالدي حتى لا يشعر المتبرع بان هذه المشاريع المتعددة متضاربة وحتى يكون الدفع أسهل وأرحب.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75477
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

أوراق داود الحسيني Empty
مُساهمةموضوع: رد: أوراق داود الحسيني   أوراق داود الحسيني Emptyالأربعاء 06 أبريل 2016, 10:49 pm

خــــــــــــــــــلاصـــــــــــة 

إنّ مجموعة أوراق د. داود الحسيني الشخصية غنية بتفاصيل لبعض الأحداث الهامة في تاريخ فلسطين في عهد الانتداب البريطاني، من ذلك ما تتضمنه حول ثورة 1936-1939 وكيفية انضمام عبد الرحيم الحاج محمد وعارف عبد الرازق لها، وكذلك ما تكشفه من حقائق حول غياب أي دور مركزي للقيادة السياسية الفلسطينية المتمركزة في القدس في اندلاع هذه الثورة وانضمام الفلاحين الفلسطينيين لها. كما أنها تكشف كيف حاول المشتغلون بتسليح وتمويل هذه الثورة تأمين الأموال اللازمة لذلك وأنهم اعتمدوا على مصادر فلسطينية محلية. والأوراق مهمة لشمولها على رؤية نقدية لممارسات وسلوكيات سادت داخل الحركة الوطنية، من ذلك حديث داود الحسيني عن فقدان النظام في صفوف العاملين مع المفتي، وانشغال المفتي في كثير من الأحيان في قضايا ثانوية اعتبرها الحسيني مضيعة للوقت. كما أنها تعطي الفرصة لتقويم وتصحيح بعض الروايات المتعلقة بالثورة العربية الكبرى 1936-1939 والتي نشرت في كتب عدة. إلى جانب ذلك ففي الأوراق ما ينفذنا إلى عقل الحاج أمين الحسيني وكيف كان ينظر لبعض القضايا الهامة. وتمكننا الأوراق من فهم علاقته بموسى العلمي وبالمكاتب العربية واعتقاده بأن العلمي ومكاتبه مرتبطة بالمشاريع الاستعمارية. 



--------------------------------------------------------------------------------

[1] تحفظ أوراق داود الحسيني في أرشيف جمعية الدراسات العربية بالقدس. وكان المرحوم فيصل الحسيني قد حصل عليها من الورثة وأودعها ارشيف الجمعية. وقد عملت على مراجعة وقراءة هذه الأوراق خلال عملي في قسم الوثائق بالجمعية من العام 1991 إلى نهاية العام 1992. 
[2] بيان نويهض الحوت: القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 1917 -1948، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 1981، ص 875. 
[3] مذكرات خاصة لداود الحسيني ضمن مجموعة أوراقه المحفوظة في جمعية الدراسات العربية بالقدس. سيشار لهذا المصدر لاحقاً بمذكرات داود الحسيني. 
[4] أنظر مثلاّ البرغوثي، عمر الصالح، المراحل، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2001، ص 388. وانظر أيضاً عبد الرازق، فيصل عارف، أمجاد ثورية فلسطينية وحياة بطل من أبطالها، الطيبة، د.د.ن، 1995، ص 91-93. 
[5] راجع مثلاً عرار، عبد العزيز، سيرة الثائر الشهيد فارس العزوني 1913-1940، كفر ثلث، جمعية كفر ثلث الخيرية، 2005. والنص موجود على الموقع: w.watan.com ww 
[6] أكرم زعيتر: الحركة الوطنية الفلسطينية 1935 – 1939 يوميات أكرم زعيتر، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، 1980، ص 607. 
[7] مذكرات داود الحسيني. 
[8] عارف العارف: نكبة فلسطين والفردوس المفقود، المكتبة العصرية، صيدا 1956، الجزء الأول، ص 74. وبيان الحوت، ص 908. 
[9] المصدر السابق نفسه، الجزء الأول، ص 323-324. 
[10] اليوميات الفلسطينية 1965 – المجلد الأول. إصدار مركز الأبحاث في منظمة التحرير الفلسطينية، بيروت، ص 296. 
[11] المصدر السابق، المجلد الثاني، ص 14. 
[12] المصدر نفسه، ص 192. 
[13] المصدر نفسه، ص 213 
[14] المصدر السابق، المجلد الثالث، ص 29-30. 
[15] المصدر نفسه، ص 52. 
[16] الشيخ سعد الدين العلمي، وثائق الهيئة الإسلامية العليا 1967 -1984م، دار الطباعة العربية، القدس، د.ت، ص 14. 
[17] اليوميات الفلسطينية، مصدر سبق ذكره، المجلد السادس، ص 88. 
[18] المصدر نفسه، ص 165. 
[19] إميل الغوري، فلسطين عبر ستين عاماً، دار النهار، بيروت، 1972، الجزء الثاني، ص 52 -53. 
[20] يمكن القول أن كتاب إميل الغوري يتسم بالمبالغات الشديدة وبادعاء حصول حوادث تناقض التاريخ الموثّق. ويبدو أن ولاء الغوري للمفتي الحاج أمين الحسيني دفعه لاختلاق القصص ليدافع عن المفتي في وجه منتقديه. ونشير هنا إلى أنّه لا مصلحة لداود الحسيني في تدوين تفاصيل اشتراكه في ثورة 1936 وعلاقته بعبد الرحيم الحاج محمد و عارف عبد الرازق بمذكرات خاصة ليست مكتوبة بقصد النشر. 
[21] مذكرات داود الحسني. عن خليل بدوية أنظر أكرم زعيتر، مصدر سابق، ص 167. 
[22] يغمز المفتي من طرف العلاقة المميزة بين العراق والمكاتب العربية. 
[23] يضم أرشيف جمعية الدراسات العربية في القدس أوراق موسى العلمي والمكاتب العربية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
أوراق داود الحسيني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  فقه التمكين من قصة داود
»  داود عليه السﻻم
» فلسطين تحت حكم داود من سنة 1013 ق. م الى سنة 973 ق. م
» د.أحمد داود شحروري
» داود الأنطاكي.. العبقري الضرير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: شخصيات من فلسطين-
انتقل الى: