صورقطار الحجاز.. معلم تاريخي عثماني بفلسطين
[rtl]جنين - المركز الفلسطيني للإعلام
[/rtl]
[rtl]
يقف الحاج محمد صلاح في ساحة مخيم جنين وهو يستذكر تاريخ محطة قطار خط الحجاز والتي ما زالت إحدى محطاتها ماثلة إلى اليوم لتشهد على عمق التواصل بين فلسطين وعمقها الإسلامي.
ويروي صلاح عن والده ذكريات إقامة خط الحجاز، مشيرًا إلى أن الناس كانت تنطلق من هذه المحطة لترتبط مع خط الحجاز وصولاً للمدينة المنورة؛ حيث كانت فلسطين حاضرة ومتطورة مطلع القرن العشرين.
ويضيف أن والده أخبره عن أول رحلة لخط الحجاز في جنين قبل أكثر من 110 أعوام؛ حيث تجمع الفتية والناس لمشاهدة أول قاطرة تعبر جنين وكان ذلك مشهدًا مريبًا للناس.
وأشار إلى أن تلة الجابريات في المدينة كانت المكان الذي كان يتجمع فيه الفتية لمراقبة القطاع عند سماع صوت صفيره، مشيرًا إلى أن قطار الحجاز مثل نقلة نوعية في البنى التحتية للمنطقة في تلك الفترة، وكان صيته قد سبقه؛ حيث احتشدت طاقات العالم الإسلامي لإقامته لتسهيل موسم الحج بالأساس.
وما زالت حجارة محطة سكة الحديد في منطقة الساحة في مخيم جنين شاهدة على تلك الحقبة التي أنهاها احتلال فلسطين وتداعيات سقوط الدولة العثمانية.
ويستذكر أن أجرة النقل كانت عشرة قروش، وكانت كابينات القطار متعددة وتضم أجنحة مختلفة وبها أماكن للنوم.
ويشير الحاج محمد السعدي وهو يحدق بناظريه إلى موقع المحطة في جنين إلى أن الحج كان قبل أكثر من مائة عام أسهل مما هو اليوم؛ حيث كان استخدام قطار الحجاز سلسًا وجاء عوضًا عن طريق المشقة الذي كان يستغرق شهرين، أما اليوم فيموت الناس في حوادث السير في الحافلات وهم في طريقهم للحج والعمرة.
عمل خط جنين حتى 1932
ويؤكد المؤرخ ابن جنين مخلص محجوب الحاج حسن في كتابه أن "الحكومة العثمانية أجرت دراسة لتنفيذ السكة الحديدية، مستعينة بخبير ألماني، وبمساعدة المهندس المقدسي نظيف الخالدي، وعسكروا في عمان. وجعلوا عرض السكة 105 سم، فيما بلغ طولها من جنين إلى المدينة المنورة 1205 كيلومترات. افتتح أولاً خط يافا - القدس سنة 1893، ويصل من حيفا إلى يافا ثم يتابع إلى غزة وخان يونس ورفح وصولاً إلى قنطرة شرق السويس المصرية".
وأردف: "لقد زار موقع محطة القطار في جنين المهندس الألماني غوتليب شوماخر عام 1908، فيما يبلغ طول السكة من دمشق إلى المدينة المنورة 1304 كيلو مترات مرورًا بدرعا، عبر أول محطة لها في جابر الأردنية، فمعان، وصولاً إلى سمخ قرب طبريا، فبيسان، وجسر المجامع، ثم العفولة، فجنين التي تبعد 1500 متر عن مركز المدينة من جهة الغرب، ومحطة عرابة، فترسلة والعطارة جنوب جنين بنفق أرضي بطول 247 مترًا، ثم إلى سيلة الظهر، بعدها محطة المسعودية قرب نابلس، ليتفرع الخط إلى نابلس وطولكرم مارًّا برامين وعنبتا".
وكان أطول الخطوط المارة من فلسطين الجزء من الناقورة إلى رفح بطول 262 كيلومترا، أما خط جنين فكان بطول 60 كيلو، واستمر عمل القطار القادم من حيفا وطبريا وإليهما مارا بجنين حتى أول آذار 1932.
سرقة الحجارة يدمر التاريخ
ويشير الناشط في حماية الآثار أحمد ربايعة لمراسلنا إلى أن التدمير طال كثيرًا من آثار ومعالم سكة حديد الحجاز في فلسطين؛ حيث بدأ ذلك الاحتلال الصهيوني بسرقته لكثير من معالم السكة خلال حرب تشرين أول (أكتوبر) 1973 واستخدمها في تحصيناته في خط بارليف.
وأردف: "ولكن تجار الآثار وغيرهم وعبر سماسرة صهاينة سرقوا وفككوا غالبية الحجارة التي كانت تشكل محطات سكة خط الحجاز، بهدف طمس المعالم من جهة، واستفادة من تلك الأحجار التي تباع بأسعار مختلفة في أماكن أخرى، وفي ظل صعوبة حماية الآثار نتيجة سيطرة الاحتلال على الضفة وحماية المهربين".
[/rtl]