ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: جاء دور فرنسا في المحاولة… الأربعاء 18 مايو 2016, 6:50 am | |
| [size=30]جاء دور فرنسا في المحاولة…
محمد كريشان[/size] ها هي فرنسا تحاول تحريك مياه التسوية الراكدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين ولكن الأمر ليس سهلا. رغم أن وزير خارجيتها يعتبر أن «الوضع الحالي خطير ولا يمكن أن يستمر» إلا أن الجهود التي تبذلها بلاده لعقد مؤتمر دولي نهاية هذا الشهر في باريس لإعادة إطلاق المفاوضات المجمدة منذ 2014 ما زالت تواجه تحديات عديدة من أهمها حاليا، إلى جانب الاعتراض الإسرائيلي، عدم الحسم الأمريكي في الحضور وعدم معرفة مواقف أطراف أخرى مثل بريطانيا وروسيا. «حث المجتمع الدولي على التدخل لكسر الجمود المسيطر على عملية السلام بين الجانبين» هو هدف هذا المؤتمر كما قال جاك أيرلوت خاصة أنه يجمع كلا من أعضاء «الرباعية» (الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا) ودولا عربية بارزة، تعكف باريس حاليا على تحديدها، إلى جانب «دول معنية» أخرى لم يعلن عنها بعد. ويمهد هذا الاجتماع على المستوى الوزاري، وفي غياب كل من الفلسطينيين والاسرائيليين، إلى اجتماع آخر في الخريف المقبل على مستوى رؤساء الدول والحكومات. وما سيكسب مثل هذا اللقاء الوزاري التشاوري أهمية خاصة، حتى وإن تأخر أياما معدودات لن تتجاوز بداية شهر رمضان المبارك في السادس من يونيو/ حزيران، أنه سيعقد بعد نشر تقرير «الرباعية» في 25 مايو/أيار الحالي والذي تنتظر أوساط دبلوماسية عديدة أنه سيحمل، بصيغة ما ودرجة ليست بالبسيطة، حكومة نتنياهو المسؤولية عن حالة الجمود الحالية المنذرة بتلاشي وسقوط حل الدولتين بالكامل. ما يشغل بال الفرنسيين حاليا ليس المعارضة الإسرائيلية للمسعى الفرنسي بدعوى أن باريس ليست محايدة في هذا النزاع، خاصة في أعقاب تصويتها الأخير في «اليونيسكو» حول القدس الذي أغضب كثيرا حكومة نتنياهو، أو بدعوى أن لا حل يمكن أن يأتي إلا عبر «المفاوضات المباشرة ودون شروط مسبقة»… كما لا يشغل بالهم أيضا ارتياح الفلسطينيين لجهودهم حتى لو لم تصل بعد إلى مستوى مبادرة واضحة المعالم بجداول زمنية ومرجعيات وآليات محددة. ما يشغلهم الآن حقيقة هو الموقف الأمريكي من هذا الاجتماع وربما بدرجة أقل الروسي. صحيح أن الفرنسيين نقلوا عن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري موقفا إيجابيا من واشنطن لمسعاهم الحثيث الذي استدعى زيارة وزير الخارجية جاك أرلوت إلى إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية ولقاءه بكل من نتنياهو وعباس، إلا أنه لا يوجد إلى حد الآن تأكيد رسمي منها للحضور، وكذلك موسكو. مع ذلك هناك إدراك من الآن، أن الولايات المتحدة لن تعارض المؤتمر، على الأرجح، أو تقاطعه رغم أن لديها بعض التحفظات عن التاريخ المفترض للقاء القمة في الخريف المقبل والذي يفترض أن يعقب اللقاء الوزاري في باريس. وتشير دوائر أمريكية من الآن إلى أن الأسابيع التي تسبق تاريخ الانتخابات في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل ليست مناسبة ولكن الفترة بين الاقتراع وتسلم الرئيس الجديد منصبه في 20 يناير/كانون الثاني 2017 ستسمح للرئيس أوباما بالتحرك بلا هواجس أو قيود وهذا ما بدأ نتنياهو واليمين المتطرف يتوجس منه في ظل تاريخ سيئ في العلاقة بين الرجلين. اللافت أن الأوساط الإسرائيلية شرعت بعد في بث أجواء من الإحباط من أي امكانية أن يثمر اجتماع باريس أي شيء، ويـُـــفترض ألا يعم مزاج مماثل بين الفلسطينيين والعرب، رغم كل المرارات، حتى لا يكونوا في النهاية في نفس الخندق الإسرائيلي المتطرف. الأوساط الصهيونية تريد الاستغلال الأقصى للجمود الحالي وتخلي إدارة أوباما عن دورها لتكريس الحقائق الجديدة على الأرض غير القابلة، في حين أن من مصلحة الفلسطينيين تحريك قضيتهم دوليا بأي شكل من الأشكال. كثيرة هي المقالات الإسرائيلية هذه الأيام التي تكرر أن «المبادرة الفرنسية ستفشل»، كما أن نتنياهو لم يتردد في محاولة قلب الأولويات بالكامل حين أشار إلى أن إسرائيل لم تعد تعتبر عدوا في العديد من الدول العربية معتبرا أن العدو المشترك الآن بات «التطرف والإرهاب». هنا تحديدا يمكن ذكر أن أحد أهداف التحرك الفرنسي هو ضرورة خلق توازن ضروري بين مكافحة الإرهاب ووضع حد للتعنت الإسرائيلي ذلك أن هذا الإرهاب بتقديرها بات ينتعش أيضا من حالة الاختناق والفشل في الملف الفلسطيني. وعلى رأي الباحث الفلسطيني الدكتور مهدي عبد الهادي فإن المسعى الفرنسي لا يخرج في نهاية التحليل عن أحد أمرين «إما أن الفرنسيين سيعوضون الأمريكيين كوسطاء أو أن المبادرة الفرنسية هي جزء من برنامج غربي تـُــتقاسم فيه الأدوار بين الأوروبيين والأمريكيين». كلاهما جيد على كل حال، أو على الأقل يستحق التجربة بعد أن جـُــــرّب كل شيء تقريبا. ٭ كاتب وإعلامي تونسي |
|