معركة فردان الدامية الحرب العالمية الأولى المانيا وفرنسا

معركة فردان الدامية
المراحل العشر الأساسية في الحرب العالمية الأولى
باريس: من معركة لا مارن في ايلول/سبتمبر 1914 الى الهجوم المضاد الشامل الذي شنه الحلفاء في صيف 1918، الحرب العالمية الثانية في عشر لحظات اساسية:
-- 1914 --
- 5/12 ايلول/سبتمبر: بعد شهر من الهجمات الخاطفة في بلجيكا وشمال شرق فرنسا، وبينما كانوا يقتربون من باريس، توقف الالمان فجأة في معركة لا مارن الاولى، ثم اندحروا في هجوم مضاد فرنسي بريطاني، قاده الجنرال جوفر، وكانت الخسائر جسيمة في المعسكرين (حوالى 250 الف قتيل وجريح في الجانبين).
- 17 تشرين الثاني/نوفمبر: استقرار جبهة الغرب من بحر الشمال الى سويسرا ودخول النزاع، الذي كان الطرفان يتوقعان ان يكون قصيرا، في مستنقع. وهي بداية حرب الخنادق التي استمرت حتى اذار/مارس 1918، وعلى جانبي خط المواجهة، اختبأ مقاتلو المعسكرين في خنادق دافعوا عنها بشراسة للاحتماء من القصف، ودفع هذا الوضع الجديد الى الدفاع وجعل اي هجوم فتاكا للغاية.
-- 1915 --
- 22 نيسان/ابريل: المانيا تستعمل للمرة الأولى الاسلحة الكيميائية في ايبرس (بلجيكا). وبعد سنتين وفي ايبرس ايضا، سيستخدم الالمان للمرة الاولى غاز الخردل، الذي اطلق عليه اسم "ايبيريت". واختبر الحلفاء بدورهم بعد ذلك غازات القتال، وكان من الصعب استعمال تلك الغازات، التي قليلا ما استخدمت في النهاية، ولم تخلف سوى القليل من الضحايا. لكن الرعب الذي بثته هذه الغازات في المقاتلين، وادينت المانيا لانها ادخلتها في ميدان المعركة.
- 25 نيسان/ابريل: بداية مذبحة الارمن في الامبراطورية العثمانية مع اعتقال واعدام 2300 مثقف ومن الاعيان الارمن في القسطنطينية (اسطنبول) وخلال 16 شهرا اسفرت عملية ابادة الارمن الذين اتهمهم العثمانيون بدعم الروس، عن سقوط ما بين نصف مليون الى مليون ونصف قتيل حسب المصادر.
وفي 25 نيسان/ابريل 1915 ايضا انزلت القوات البريطانية والفرنسية في غاليبولي في مضيق الدردنيل التركي في محاولة الهجوم على امبراطوريات الوسط والتواصل مع روسيا، وآلت هذه العملية التي شنها ونستون تشرشل الى هزيمة نكراء وسقوط 180 الف قتيل في صفوف الحلفاء، الذين سحبوا قواتهم في كانون الثاني/يناير 1916.
- 1916 -
- شباط/فبراير - حزيران/يونيو: انتهت معركة فردان التي بدأها الالمان بحمام دم وسقوط 770 الف ضحية في الاجمال من الجانبين بينهم 300 الف قتيل. لكن الجنود الفرنسيين "صمدوا" في وجه الزحف الالماني الحاسم. واعتبر الفرنسيون هذه المعركة الدفاعية انتصارا اصبح يرمز الى الحرب العالمية الاولى وما واكبها من فظاعات ومعاناة وبطولات.
- 1 تموز/يوليو - 18 تشرين الثاني/نوفمبر: معركة لاسوم التي شنها البريطانيون وكانت اكثر معارك الحرب دموية: سقط فيها مليون و200 الف ضحية منهم 400 الف قتيل ومفقود. ولم يحرز الحلفاء سوى اراض قليلة. وخلافا لفردان كان الالمان هم من "صمدوا" هذه المرة امام الاختراق. وبالنسبة إلى المعسكرين تظل هذه المعركة ترمز الى الحرب الكبرى.
-- 1917 --
- 9 كانون الثاني/يناير: من اجل فك الحصار البحري البريطاني الذي يخنقها، اعلنت المانيا حرب الغواصات المكثفة، لا سيما انها تملك اكثر من 150 غواصة من طراز يو-بوت، وتامل بدورها في انهاء النزاع بخنق بريطانيا اقتصاديا.
- 6 نيسان/ابريل: تبين ان هذه الاستراتيجية سيئة، اذ ان الولايات المتحدة التي كانت حتى حينها متمسكة بالحياد في النزاع، رغم ضرب العديد من سفنها بالطوربيدات، - منها سفينة "لوزيتانيا" في 1915- التي كانت تقل مدنيين اميركيين- اشهرت الحرب على المانيا.
- 6/7 تشرين الثاني/نوفمبر: بعد ان اطاحت ثورة شباط/فبراير بالقيصر نقولا الثاني، استحوذ البولشيفيك الروس على الحكم في ثورة اكتوبر (حسب التقويم الروسي)، وابرم لينين في 15 كانون الاول/ديسمبر في برست-ليتوفسك هدنة مع الالمان الذين تمكنوا منذ ذلك الوقت من اعادة نشر قواتهم نحو الجبهة الغربية.
-- 1918 --
- 18 تموز/يوليو: الحلفاء يحققون نصرا حاسما في فيلييه كوتيريت (اين)، واتسمت المعركة باول مشاركة فعالة للقوات الاميركية والدبابات، ووضع الهجوم الذي اعده الجنرال فوش حدا لثلاثة اشهر من الهجمات الالمانية المنتصرة، بعد اختراقهم الجبهة في اذار/مارس، واقترابهم من باريس مجددا. وتلاه هجوم مضاد شامل من الحلفاء قلب نهائيا مجرى الحرب، وتقهقرت القوات الالمانية نحو الحدود حتى التوقيع على الهدنة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر.
اكبر القادة العسكريين في الحرب العالمية الاولى
من الجنرال الفرنسي فوش الى الالماني هندنبورغ مرورًا بونستون تشرشل، في ما يلي بعض القادة العسكريين الذين برزوا خلال الحرب العالمية الاولى:
- جوزف جوفر (1852-1931): كثيرا ما كان ينظر اليه على انه كفؤ رغم افتقاره الى العبقرية، وقاد الجيوش على الجبهة الغربية في اب/اغسطس 1914 وساهم تمسكه بنظرية "الهجوم ثم الهجوم" في دخول فرنسا الحرب بشكل كارثي. لكن بفضل هدوئه الكبير، الذي لا يهتز، تمكن احيانا من استعادة السيطرة على الوضع عبر هجوم مضاد، حقق فيه النصر في ايلول/سبتمبر في معركة لا مارن. وفي حين قاد الجيوش الفرنسية حتى نهاية 1916، اتهم بانهاكها بهجمات متواصلة كانت دامية وغير مفيدة واضطر الى الاستقالة، لكنه حظي بجنازة وطنية.
- روبرت نيفيل (1856-1924): نجح هذا المتخصص في المدفعية في 1916 في معركة فردان في استعادة ما احتله الالمان. وبيمنا كان يحظى بشعبية كبيرة اختارت الحكومة هذا الضابط اللامع، وانما العنيد ليحل محل جوفر على الجبهة الغربية. وتسبب تعنته في ايار/مايو 1917 في مواصلة هجوم شومان دي دام، في سقوط عشرات الاف القتلى وحركة عصيان في الجيش الفرنسي. وبعد اقالته، لصقت به صورة الجنرال "الجزار" الذي لا يعبأ بحياة جنوده، وتوفي في 1924 وسط لا مبالاة كاملة.
- فيليب بيتان (1856-1951): كان كولونيلًا في 1914 على وشك التقاعد. لكنه وجد نفسه في 1915 يشارك في الهجوم على شامبانيي، وخصوصا في 1916 في فردان، حيث نجح في احتواء الهجوم الالماني. وبعدما اشتهر بانه ضابط حذر يحافظ على حياة رجاله، خلف نيفيل في 1917 على الجبهة الغربية، ووضع حدا للهجمات الكبيرة الدامية في انتظار وصول التعزيزات الاميركية والدبابات الى ميدان المعركة. وكان يتمتع بشعبية كبيرة بين المحاربين القدامى، ودعي إلى تشكيل الحكومة بعد الهزيمة العسكرية الفرنسية في حزيران/يونيو 1940. وقاد نظام فيشي العميل مع المانيا النازية حتى 1944، لكن بعد التحرير اعفي عنه بعد ادانته بالاعدام، وتوفي عن عمر يناهز 95 سنة.
- فرديناند فوش (1851-1929): مدير المدرسة الحربية من 1907 الى 1911، شارك في معركتي لورين ثم لا مارن، وبعد ازمة 1917 عيّن قائدا اعلى للجيش الفرنسي ثم كل القوات الحليفة، التي قادها الى النصر اعتبارا من صيف 1918. وعلى غرار جوفر لم يشتهر بانه صاحب استراتيجية متميز، لكن كفاءته سمحت له بان يكون الرجل المناسب، وكان هو من انجز اتفاق ريتوند لوقف اطلاق النار، وسار في مقدمة الجيوش الحليفة خلال الاحتفال بالنصر في 14 تموز/يوليو 1919.
- ونستون تشرشل (1874-1965): كان نائبا في 1900 وتولى مناصب وزارية عدة في الحكومة البريطانية، واصبح اول لورد في وزارة البحرية في 1911. ومنذ نهاية 1914، كان يشك على غرار بوانكاري في فرنسا في امكانية اختراق جبهة الغرب. وبحث عن ميادين عمليات اخرى: وكانت كارثة هجوم الدردنيل (شباط/فبراير 1915- كانون الثاني/يناير 1916) الذي انتهى بهزيمة، و180 الف قتيل في صفوف الحلفاء. وتعيّن على تشرشل الاستقالة وطلب الالتحاق بالجبهة الغربية في فرنسا، وهناك قاد كتيبة قبل العودة الى لندن، حيث عين وزير الحرب (1917-1922)، وبصفته رئيس وزراء من 1940 الى 1945، قاد بريطانيا الى النصر في الحرب العالمية الثانية.
- هوراسيو اتش كيتشنر (1850-1916): كان وزير الحرب في بريطانيا في 1914. تمكن الضابط الذي اشتهر بقدرته على التنظيم، في وقت قصير، من تاسيس جيش، وزاد في عديد القوات البريطانية من 170 الف جندي في 1914 الى 1,3 مليون رجل في 1915. ولقي حتفه في البحر سنة 1916 عندما اصطدمت سفينته بلغم قبالة سواحل سكوتلندا.
- دوغلاس هيغ (1861-1928): القائد الاعلى للقوات البريطانية على الجبهة الفرنسية من 1915 الى 1918، واكبر مسؤول عن هزيمة 1916 في معركة لاسوم، الاكثر دموية في الحرب. واطلق عليه جنوده الغاضبون لقب "الجزار"، غير ان هذا الضابط الغيور على صلاحياته، والذي لم يكن يحظى برضى قيادة الاركان الفرنسية، وافق على مضض على منح الجنرال فوش القيادة الموحدة للقوات الحليفة في 1918.
- توماس ادوارد لورانس (الملقب بلورانس العرب) (1888-1935): لعب ضابط الاتصال البريطاني الناطق بالعربية الذي درس علم الآثار والمغامر بطبعه، دورا مهما - رغم انه مثير للجدل- في اندلاع "ثورة العرب" في 1916 ضد الامبراطورية العثمانية. وخلد فيلم لورانس العرب، الذي اخرجه ديفيد لين في 1962، وحاز سبعة جوائز اوسكار، نشاطه الى جانب المقاتلين العرب.
- بول فون هندنبورغ (1847-1934): احد اكبر الجنرالين الالمانيين الاكثر شهرة في الحرب العالمية الاولى مع مساعده لودندورف. كان في اب/اغسطس 1914 قائد القوات الالمانية في بروسيا الشرقية، حيث فاز، بعد النكسات الاولى، في معركة تاننبورغ الحاسة ضد الروس في ايلول/سبتمبر. عين قائدا اعلى للجيش بعد سنتين حتى نهاية الحرب فارضا نفوذ الجيش بلا اي منازع على قمة هرم السلطة في البلاد. ورغم انه من اشد انصار النظام الملكي، نصح غيوم الثاني بالتنازل عن العرش والخروج الى المنفى في 9 تشرين الثاني/نوفمبر 1918 عشية التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار. وتولى رئاسة البلاد بعد الحرب ودعا ادولف هتلر الى تشكيل حكومة في كانون الثاني/يناير 1933 اثر الانتخابات التشريعية التي جرت خريف تلك السنة.
- اريك لودندورف (1865-1937): كان في البداية قائد اركان هندنبورغ الذي تعامل معه حتى نهاية الحرب، ورغم انه كان يصغر لوندندورف ب17 عاما، كان يعتبر العقل المدبر للثنائي الذي مارس ضغطا متزايدا على الحكم المدني للمستشار بيثمن-هولويغ، الذي اضطر الى الاستقالة في تموز/يوليو 1917، ولم يتوقع الضابط الذي كان من دعاة الحرب الشاملة، دخول الاميركيين في الحرب، وبعد ان تجاوزته الاحداث خلال الانهيار العسكري في صيف 1918 دفع الى التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار واستقال ليترك للمدنيين مسؤولية الاستسلام.
- اريك فون فالكنهاين (1861-1922): كان جنرالا المانيا ووزير الحرب في 1913. خلف في 1914، بعد الهزيمة الالمانية في معركة لا مارن في مولتكي، القائد الاعلى للاركان. وادت هزيمته في فردان في 1916 الى استقالته وحل محله هندنبورغ. تولى بعد ذلك مناصب قيادة في رومانيا (1916) ثم في فلسطين (1917-1918).
- جون برشينغ (1860-1948): قائد القوات الاميركية التي انزلت في فرنسا في حزيران/يونيو 1917. لم تتدخل القوات الاميركية التي كانت في حاجة الى التدريب الا اعتبارا من ربيع 1918 في المعركة. وبقيادة الجنرال برشينغ، خاض الجيش الاميركي الاول معركة سان ميهيل وشن هجوما على لا موز وفي ارغون في ايلول/سبتمبر وتشرين الاول/اكتوبر. كان برشينغ حين جرت المفاوضات حول اتفاق وقف اطلاق النار، يدعو الى مواصلة الحرب حتى استسلام المانيا.
- الكسي اليكسييفتش بروسيلوف (1853-1926): كان يعتبر عموما من افضل الجنرالات الروس واشتهر خلال الهجوم المظفر الذي قاده في 1916 على الامبراطورية النمساوية المجرية في غاليسيا. كان قائدا اعلى للجيوش الروسية في 1917 وانضم الى البولشيفيك بعد ثورة تشرين الاول/اكتوبر.
- See more at: http://elaph.com/Web/news/2014/2/876756.html#sthash.JM9vjvm9.dpuf