منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 عمر الخيام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عمر الخيام Empty
مُساهمةموضوع: عمر الخيام   عمر الخيام Emptyالجمعة 03 يونيو 2016, 11:10 pm

كف الملام عن عمر الخيام
أحمد حسين بكر
عمر الخيام Shapekaf

الصورة الذهنية حول عمر الخيام
لا يُذكر عمر الخيام (517هـ) إلا وتتبادر إلى الذهن صورة ذلك الشاعر الماجن السِّكِّير الذي لا يُفارق الكأس كفَّه، ولا تفتر شفتاه عن التغني بالحبيبة التي لا تفارق خياله، وإذا أفاق مِن سُكره ارتمى في أحضان الشكوك، فإذا به: "روحٌ قلقة تُحيط بها الهواجس والخطرات، ونفسٌ متألمة تكتنفها الوساوس والخيالات" [1].
تلك هي الصورة الذهنية المرتبطة باسم عمر بن إبراهيم الخيام أو الخيامي النيسابوري، والتي نشأت مِن الرباعيات الشعرية التي تُنسب إليه.
رباعيات الخيام
إنَّ المتأمل في سيرة عمر الخيام يجده مدينًا بشهرته العالمية إلى رباعياته ذائعة الصيت، والتي تُرجمت إلى كثير مِن لغات العالم، وجعلته أشهر شعراء الفارسية قاطبة، حتى إنَّها تُرجمت إلى اللغة العربية وحدها أكثر مِن ثلاثين مرَّة.
ويدعو صاحب هذه الرباعيات إلى اغتنام اللحظة الراهنة والاستمتاع بمباهج الحياة الدنيا، مِن خمور ونساء، ويُعبر فيها عن حزنه وأسفه وحسرته ولهفته واضطرابه وجزعه وحيرته لِقِصر العُمر وعجز الإنسان وضعفه ووهنه أمام فهم لغز الحياة والموت والفناء، ولا يكف عن الاستفهام والاستفسار وإعلان التمرد والعصيان والتردد والشك والريبة.
وهو ما دفع البعض إلى اتهام الخيام بالمجون والزندقة والإلحاد والاستهتار بالأحكام الإسلامية، والقول بأنَّه جبري وباطني ولا أدري وتشاؤمي وتناسخي.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو:
هل يُمكن الحُكم على الخيام مِن خلال الرباعيات المنسوبة إليه؟
إنَّ العمل الأدبي المقطوع بنسبته إلى الأديب هو أهم وثيقة يُمكن الرجوع إليها في الاطلاع على أفكار ذلك الأديب والحُكم عليه، يليه في ذلك أقدم ما كُتب عنه. ولهذا فإنَّ الباحثين يستندون إلى الرباعيات في رسم ملامح شخصية الخيام واستخلاص أفكاره وآرائه في الحياة وكيفية قضائها ونظرته للدين والأنبياء والكون والحياة.
ولكنَّنا أمام عمل أدبي لا يوجد إجماع على نسبته إلى صاحبه، حتى إنَّ البعض يرى أنَّ الرباعيات الموثوق في نسبتها إلى الخيام بين 11 و17 رباعية فقط مِن بين ما يزيد على ألف رباعية [2].
كما أنَّ الرباعيات حافلة بالتناقض والتعارض الذي دفع البعض إلى القول بوجود خيَّامَين لا خيام واحد، إذ كيف يُمكن التوفيق بين المُجاهرة بالذنب ورفض التوبة في قوله:
لا عِشتُ إلا بالغواني مُغـرمًا
وعلى يدي تبر المُدام الذائبُ
قالوا سيقبل منك ربُّك توبــةً
لا الله قابلهــا ولا أنـــا تائبُ
وبين جميل الأمل في عفو الله تعالى في قوله:
لــو ارتكبـــت خطايـــا النَّاس كلهمُ
لكنــتُ أرجــو لذنبي مِنكَ غُفـرانَــا
قــد قلــتَ إنَّك يوم العجز تنصرُني
لا عجز أعظمُ لي مِن عجزي الآنَا
بل إنَّ الخيام لم يُعرف في عصره بكونه شاعرًا أصلاً، فقد وَرَد أقدم ما في حوزتنا مِن أخبار عن الخيام في كتاب "جهار مقاله" أو "المقالات الأربع" لتلميذه نظامي السمرقندي (550هـ)، واللافت للنظر أنَّ الأخبار التي وَرَدَت عنه في هذا الكتاب لم تَرد في المقال المتعلق بالشعر والشعراء، وإنَّما وَرَدَت في المقال المتعلق بعلم النجوم والمنجمين [3].
كما لم يذكر عوفي (ق 7هـ) شيئًا بالمَرَّة عن الخيام في أقدم كُتب تراجم الشعراء المكتوبة بالفارسية وهو "لباب الألباب"، ولم يُخصص دولتشاه (900هـ) مقالة مستقلة للخيَّام في كتابه "تذكرة الشعراء"، وإنَّما تحدث عنه عَرَضًا في ترجمته لأحد أحفاده [4].
لماذا إذن كل تلك الشهرة لرباعيات لم تثبت نسبتها إلى صاحبها؟
يعود الفضل في شهرة الخيام إلى الغرب الذي احتفى بالرباعيات وصاحبها، ويرجع الفضل في ذلك إلى الشاعر الإنجليزي "فيتزجيرالد" الذي ترجم الرباعيات سنة 1856م، وهي ترجمة منظومة أبدع المترجم في التوفيق بينها وبين العقلية الغربية في ذلك الوقت، ولهذا فقد اتفقت معاني هذه الترجمة وأمثالها مِن الترجمات مع أهواء الغربيين وميولهم.
ومِن هنا ظهرت جُملة كبيرة مِن الكُتب والرسائل حول الخيام ورباعياته، وأخذت تنتشر في أوروبا وأمريكا، حتى قال المستشرق "ناثان هكسل دول": إنَّ "مجرد جمع ما كُتب عن عمر الخيام في سائر اللغات يقتضي مِن المرء أن يتفرغ لذلك طول حياته الكاملة، وإنَّ مجموع المؤلفات التي كُتبت عنه تكفي -بلا شك- لإنشاء مكتبة عامرة حافلة" [5].
إنَّ الحُكم على عمر الخيام وتقديم صورة أقرب ما تكون إلى شخصيته الحقيقية يتطلب منَّا أن نغضَّ الطرف عن الرباعيات المنسوبة إليه بما فيها مِن تناقضات وما يحيط بها مِن شكوك، وأن يكون أساس اعتمادنا على الروايات المؤكدة والحقائق الثابتة والاستدلالات المنطقية المقبولة.
فإمَّا أن تؤكد الصورة التي رسمتها الرباعيات للخيَّام أو تُغير في تفاصيلها أو تمحوها بالكليَّة وتُقدم صورة جديدة لهذا الرجل.
حقيقة عمر الخيام
لقد وَرَدت في بعض كُتب التراجم العربية والفارسية روايات تَصف شخصية الخيام وتُنصفه وتشهد بفضله وتبحره في علوم عصره، فقد قال عنه نظامي السمرقندي: "كنت أعلم أنَّ الخيام لا يتكلم إلا عن رويَّة ..، ولم أجد في هذا العالم نظيره" [6].
ووصفه أبو بكر الرازي (654هـ) في "مرصاد العباد" بأنَّه أحد فضلاء عصره، وأنَّه "المشهور بحكمته وكياسته" [7].
وقال عنه البيهقي (565هـ) في "تتمة صوان الحكمة": إنَّه كان "تلو علي بن سينا في أجزاء علوم الحكمة ..، وكان عالمًا بالفقه واللغة والتواريخ" [8].
ووصفه القفطي (646هـ) في "إخبار العلماء" بأنَّه "إمام خراسان وعلامة الزمان، يعلم علم اليونان ..، وكان عديم القرين في علم النجوم والحكمة، وبه يُضرب المثل في هذه الأنواع" [9].
وقال عنه القزويني (682هـ) في "آثار البلاد وأخبار العباد" إنَّه "كان حكيمًا عارفًا بجميع أنواع الحكمة سيما نوع الرياضيات" [10].
ويذكر البيهقي أنَّ الخيام قد دخل يومًا على الوزير عبد الرزاق بن عبد الله وكان يتكلم مع إمام القُرَّاء أبي الحسن ابن الغزال (516هـ) في اختلاف القُرَّاء في آية، فقال الوزير: على الخبير سقطنا، فسُئل الإمام عمر عن ذلك فذكر وجوه اختلاف القُرَّاء وعلل كلام كلِّ واحدٍ منهم وذكر الشواذ وعللها وفَضَّل وجهًا واحدًا. فقال ابن الغزال: "كثَّر الله في العلماء مثلك، اجعلني مِن بعض أهلك وارض عني، فإنِّي ما ظننت أحدًا مِن القرَّاء في الدنيا يحفظ ذلك ويعرفه فضلاً عن واحدٍ مِن الحكماء" [11].
الإسهامات العلمية للإمام عمر الخيام
وإذا انتقلنا إلى الحقائق الثابتة فسنجد أن الخيام قد أسهم بمجهوداته العلمية في مجالات عديدة، منها: الفلك والرياضيات والفلسفة والطب، الأمر الذي جعلهم يلقبونه في عصره بالإمام وحجَّة الحق والعلامة والحكيم والدستور والفيلسوف.
لقد ذكر ابن الأثير في أحداث عام 467هـ أن السلطان السلجوقي ملكشاه (485هـ) جمع جماعة مِن أعيان المُنجمين "وجعلوا النيروز أول نقطة مِن الحَمَل ..، وصار ما فعله السلطان مبدأ التقاويم ..، وفيها أيضًا عمل الرصد للسلطان ملكشاه واجتمع جماعة مِن أعيان المُنجمين في عمله منهم عمر بن إبراهيم الخيامي ..، وبقي الرصد دائرًا إلى أن مات السلطان سنة 485هـ" [12].
وقال القزويني: إنَّ السلطان سَلَّم الخيام أموالاً كثيرة ليشتري بها آلات المرصد المذكور [13].
ويُعدُّ التقويم الجلالي المنسوب إلى جلال الدين ملكشاه مِن أهم الإنجازات العلمية التي أشرف الخيام على إنجازها، وهو أكثر دقة مِن التقويم الميلادي [14].
ولعمر الخيام تراثٌ علمي مكتوب يتمثل في الرسائل التي ألفها في الرياضيات والفلسفة والطبيعيات والكيمياء، وهي باللغتين العربية والفارسية، ومنها المنشور والمخطوط. فقد ترك في مجال الرياضيات عدة رسائل، منها: رسالة في الجبر والمقابلة، ورسالة في قسمة ربع الدائرة، ورسالة في شرح ما أشكل مِن مصادرات إقليدس.
وترك خمس رسائل في الفلسفة، منها رسالة بالفارسية تُسمى كليات الوجود، وبقية الرسائل بالعربية، وهي رسالة الكون والتكليف، ورسالة في الجواب على مسائل ثلاث، هي ضرورة التضاد في العالم والجبر والبقاء، ورسالة في موضوع العلم الكلي، ورسالة في الوجود.
ومِن المؤلفات التي تركها الخيام في مجال العلوم الطبيعية رسالة في الاحتيال لمعرفة مقداري الذهب والفضة في جسم مركب منهما.
هذا بالإضافة إلى أعمال أخرى، منها رسالة لوازم الأمكنة في الفصول وعلة اختلاف الهواء في المدن والأقاليم، ورسالة "نورزنامه" التي ذكر فيها أعياد الفرس ومواسمهم وتواريخهم وآدابهم.
أمَّا الاستدلالات المنطقية فيُمكن استنباطها مِن سيرة الخيام، وذلك بالاطلاع على مكانته في عصره ومعرفة دائرة علاقاته والاحترام الذي كان يحظى به مِن أكابر العصر وفضلائه، فقد ذكر حمد الله المستوفي القزويني أنَّ الخيام كان مِن ندماء السلطان ملكشاه السلجوقي[15].
وذكر الشهرزوري أنَّ الخاقان شمس الملوك في بخارى كان يُعظمه غاية التعظيم ويُجلسه معه على سريره [16].
وكانت بين الخيام وأكابر علماء عصره مناظرات ومراسلات، ومنهم القاضي أبو نصر النسوي (ق5هـ) والفيلسوف أبو حاتم الأسفزاري (480هـ) والإمام الزمخشري (538هـ). وكان الخيام يدخل عليهم مجالسهم ويدخلون عليه، فقد وَرَد أنَّ الإمام أبا حامد الغزالي (505هـ) قد دخل على الخيام ليسأله في تعيين جزء مِن أجزاء الفلك القطبية [17]، وأنَّ الإمام ظهير الدين البيهقي قد دخل عليه ودار بينهما حوار عن بيت مِن أشعار الحماسة العربية.
وهكذا يتضح لنا أنَّه "مَا كان الخيام ناقص التهذيب فقد عرفنا سيرته ومكانته العلمية، ومَا كان مُختل التفكير فإنَّ علمه وأدبه ومؤلفاته دلَّتنا على تفكيره الراقي، ومَا كان مضطرب العقل والمزاج فقد عَرَّفنا المؤرخون برجاحة عقله ورزانته وأنَّه كان آية في العقل والذكاء والفطنة، ومَا كان خليعًا سافل الطبع؛ إذ لا يكون الخليع السافل جليس الملوك ونديم الأمراء، ولم يذكر أحدٌ أنَّه كان مُدمنًا للخمرة سكيرًا" [18].
إنَّ الصورة التي ترسمها الروايات والحقائق والاستدلالات المنطقية لعُمَر الخيام هي صورة عالم مسلم بَرَع في الرياضيات والفلك والفلسفة وكان على علم بالفقه واللغة والتواريخ والقراءات السبع.
فإذا وضعت هذه الصورة في كفة، ووضعت صورة الخيام التي رسمتها الرباعيات المنسوبة إليه في الكفة الأخرى رجحت الأولى، وهو ما يجعلنا نُنادي بإعادة تقديم عمر الخيام إلى النَّاس وتسليط الضوء عليه كَعَالم مسلم أسهم في إثراء الحياة العلمية في عصره.


[1] أحمد حامد الصراف: عمر الخيام، بغداد، مطبعة دار السلام، 1931م، ص120.
[2] أبو النصر مبشر الطرازي: كشف اللثام عن رباعيات الخيام، القاهرة، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1987م، ص143.
[3] انظر: عروضي نظامي سمرقندي: جهار مقاله، طهران، انتشارات ارمغان، 1327هـ.ش، ص98-99.
[4] Browne, Edward G. A Literary History of Persia, V.4, London, Adelphi Terrace, 1906, P. 246.
[5] Ibid, P. 256.
[6] سمرقندي: جهار مقاله، ص99.
[7] أبو بكر عبد الله بن محمد الرازي: مرصاد العباد، طهران، مطبعة المجلس، 1352هـ.ش، ص18.
[8] ظهير الدين علي البيهقي: تتمة صوان الحكمة، بيروت، دار الفكر، 1994م، ص203.
[9] جمال الدين أبو الحسن علي القفطي: إخبار العلماء بأخبار الحكماء، القاهرة، مطبعة السعادة، 1366هـ، ص162-163.
[10] زكريا بن محمد القزويني: آثار البلاد وأخبار العباد، بيروت، دار صادر، ص474.
[11] البيهقي: تتمة صوان الحكمة، ص203.
[12] أبو الحسن علي بن محمد ابن الأثير: الكامل في التاريخ، ج8، بيروت، دار الكتب العلمية، 1987م، ص408.
[13] القزويني: آثار البلاد، ص474.
[14] عبدالمنعم الحفني: عمر الخيام والرباعيات، القاهرة، دار الرشيد، 1992م، ص22.
[15] حمد الله مستوفي قزويني: تاريخ كزيده، تهران، انتشارات امير كبير، 1393هـ.ش، ص728.
[16] شمس الدين محمد الشهرزوري: نزهة الأرواح وروضة الأفراح، حيدر آباد، 1976م، ص13.
[17] المصدر السابق، نفس الصفحة.
[18] الصراف: عمر الخيام، ص95.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عمر الخيام Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمر الخيام   عمر الخيام Emptyالجمعة 03 يونيو 2016, 11:19 pm

عمر الخيام _D8_B9_D9_85_D8_B1_20_D8_A7_D9_84_D8_AE_D9_8A_D8_A7_D9_85_20_D9_88_D8_A7_D9_84_D8_B3_D8_A7_D9_82_D9_8A

رباعيات عمر الخيام كاملة بصوت مطر الغاوي من إنتاج صبا الصوت.
يمكن وضع القيمة صفر في خانة السعر لتحميل الكتاب مجاناً، أو دفع أي مبلغ لدعم المشروع، لنتمكن من مواصلة الإنتاج.
هي ساعة واحدة. تأخذنا الرباعياتُ إليها ولا نحبُ أن نرجع. هي ساعة مع الشعر والفلسفة، مع الطرب والسُكر والهيام، مع العشق الإلهي، نقضي هذه الساعة، ونكررها وتراً وتراً، كأساً كأساً، هي لغة يفيضُ بها الكأس، وحكمةٌ تؤنس العقل في تجلياته



رباعيات عمر الخيام كاملة
اجمل القصائد المترجمة في التاريخ لعمر الخيام
ترجمة: احمد رامي



سمعتُ صوتاً هاتفاً في السّحَر

نادى مِن الحانِ : غُفاة البشَر

هبُّوا املأوا كأس الطلى قبَل أن

تَفعم كأس العمرْ كفّ القدَر

---

أحسُّ في نفسي دبيب الفناء

ولم أصَب في العيشِ إلاّ الشقاء

يا حسرتا إن حانَ حيني ولم

يُتحْ لفكري حلّ لُغز القضاء

---

أفق وهات الكأس أنعمُ بها

واكشف خفايا النفس مِن حُجبها

وروّ أوصالي بها قَبلَما

يُصاغ دنّ الخمَر مِن تُربها

---

تروحُ أيامي ولا تغتدي

كما تهبُّ الريح في الفدفدِ

وما طويتَ النفس هماً عَلى

يومين : أمسْ المنقضى والغدِ

---

غدٌ بِظَهْرِ الغيب واليوم لي

وكم يخيبُ الظنُّ في المقبلِ

ولَستُ بالغافلِ حتى أرى

جمالَ دنيايَ ولا أجتلي

---

سمعتُ في حلمي صوتاً أهابَ

ما فتَّق النّوم كمام الشبابَ

أفق فإنَّ النّوم صنو الردى

واشرب فمثواكَ فراش الترابَ

---

قَد مزَّق البدرُ سنَار الظلام

فأغنم صفَا الوقت وهات المدام

واطرب فإنَّ البدر مِن بعدنا

يسري علينا في طباقِ الرغام

---

سأنتحي الموتَ حثيث الورود

ويَنمحي اسمي مِن سجِل الوجود

هات أسقنيها يا مُنى خاطري

فغايةُ الأيام طولْ الهجود

---

هات أسقنيها أيهذا النديم

أخضَب مِن الوجهِ اصِفرار الهموم

وإن أمُتْ فاجعَل غسولي الطلى

وقدَّ نعشيَ مِن فروعِ الكروم

---

إن تُقتلَع مِن أصلِها سُرحتي

وتصبحُ الأغصان قَد جفَّت

فصغْ وعاء الخمَر مِن طينتي

واملأهُ تسرِ الروح في جثتي

---

لَبستُ ثوبَ العيش لم أُستشَر

وحرتُ فيه بين شتّى الفِكَر

وسوفَ أنضو الثوب عنّي ولم

أُدرك لماذا جئتُ ، أينَ المقر

---

نمضي وتبقى العيشةُ الراضية

وتنمحي آثارُنا الماضية

فقَبل أن نَحيا ومِن بعدِنا

وهذه الدُنيا علَى ما هيه

---

طَوت يدُ الأقدار سفرَ الشباب

وصوَّحت تلكَ الغصون الرطاب

وقَد شدا طيرُ الصبى واختفى

متى أتى . يا لهفا . أينَ غاب

---

الدهرُ لا يعطي الَّذي نأمل

وفي سبيلِ اليأس ما نَعمَل

ونحنُ في الدُنيا علَى همّها

يسُوقنا حادي الردى المُعجّل

---

أفق خفيفَ الظَّل هذا السّحَر

وهاتها صرفاً ونَاغِ الوتر

فما أطاَل النّوم عمراً ولا

قصَّر في الأعمارِ طول السهَر

---

اشرب فمثواكََ التراب المهيلِ

بلا حبيب مؤنسٍ أو خليل

وانشق عبير العيش في فجرهِ

فليسَ يزهو الورد بعدَ الذبولِ

---

كم آلم الدهر فؤاداً طعين

وأسلم الروح ظعين حزين

وليسَ ممَن فاتَنا عائدٌ

أسألهُ عن حالةِ الراحلين

---

يا دهرُ أكثرت البلى والخراب

وَسُمْتَ كُلّ الناس سوء العذاب

ويا ثرى كم فيكَ مِن جوهرٍ

يبينْ لو يُنبَش هذا التراب

---

وكم توالى الليل بعدَ النهار

وطالَ بالأنجمِ هذا المدار

فامشِ الهوينا إنَّ هذا الثرى

مِن أعينٌ ساحرةِ الأحورار

---

أينَ النديم السمح أينَ الصبوح

فقد أمضَّ الهمّ قلبي الجريح

ثلاثةٌ هنّ أحبُّ المُنى

كأسٌ وأنغامٌ ووجهٌ صبيح

---

نفُوسنا ترضى احتِكام الشراب

أرواحنا تفدى الثنايا العِذاب

وروح هذا الدنَّ نستّلهُ

ونستقيهِ سائِغاً مُستطَاب

---

يا نفسَ ماهذا الأسى والكدر

قَد وقعَ الإثم وضاع الحذر

هَل ذاقَ حلو العفوَ إلاّ الَّذي

أذنبَ والله عفَا واغتفر

---

نلبسُ بينَ الناس ثوب الرياء

ونحنُ في قبضةِ كفّ القضاء

وكم سعينا نرتجي مهرباً

فكانَ مسعَانَا جميعاً هباء

---

لم تَفتَحَ الأنفسَ باب الغيوب

حتى تَرى كيفَ تسأم القلوب

ما أتعس القلبَ الَّذي لم يَكد

يلتأم حتى أنكأتهُ الخطوب

---

عامل كاهليك الغريب الوفي

واقطع مِن الأهلِ الَّذي لا يفي

وعِف زلالاً ليسَ فيه الشفا

واشرب زعافَ السمّ لو تشتفي

---

أحسن إلى الأعداء والأصدقاء

فإنَّما أُنس القلوب الصفَاء

واغفر لأصحابكَ زلاّتهم

وسامح الأعداء تَمْحُ العِداء

---

عاشر مِن الناسِ كبار العقول

وجانب الجهّال أهل الفضول

واشرب نقيعَ السمّ مِن عاقلٍ

واسكب علَى الأرضِ دواء الجهول

---

يا تارك الخمرَ لماذا تلوم

دعني إلى ربي الغفور الرحيم

ولا تُفاخرني بهجرِ الطلى

فأنتَ جانِ في سوِاها أثيم

---

أطفىء لظَى القلب ببرد الشراب

فإنَّما الأيام مثلَ السحَاب

وعيشُنا طيف خيالٍ ، فَنل

حظّكَ منهُ قبلَ فوَت الشباب

---

بستانُ أيامك نامي الشجَر

فكيفَ لا تقطفُ غضّ الثمَر

اشرب فهذا اليوم إن أدبرت

به اللَّيالي لم يعدهُ القدر

---

جادت بساط الروض كفُّ السحَاب

فنزّه الطرفَ وهات الشراب

فهذه الخضرةَ مِن بِعدنا

تنمو علَى أجسادِنا في التراب

---

وإن توافِ العشب عندَ الغدير

وقَد كسَا الأرض بساطاً نضير

فامشِ الهوينا فوقهُ . إنه

غذّتهُ أوصالُ حبيبٌ طرير

---

يا نَفس قَد آدكِ حملُ الحزن

يا روح مقدور فُراق البدن

إقطف أزاهير المُنى قبلَ أن

يجفَّ مِن عيشك غضّ الفنن

---

يحلو ارتشاف الخمَر عندَ الربيع

ونشرُ أزهار الروابي يضوع

وتعذّب الشكوى إلى فاتنٍ

علَى شفا الوادي الخصيب الينيع

---

فلا تَتب عن حسوِ هذا الشراب

فإنَّما تَندمُ بعدَ المتَاب

وكيفَ تصحو وطيور الربى

صدّاحةٌ والروض غضّ الجناب

---

زخارفُ الدُنيا أساس الألم

وطالبُ الدُنيا نديم الندم

فكن خليَّ البال مِن أمرها

فكلُّ ما فيها شقاءٌ وهم

---

وأسعدْ الخلقْ قليل الفضول

مَن يهجر الناس ويرضى القليل

كأنهُ عنقاءَ عندَ السّهى

لا بومةٌ تنعبُ بينَ الطلول

---

مَن يحسبَ المال أحبَّ المُنى

ويزرع الأرضَ يريد الغِنى

يفارق الدُنيا ولم يُختَبر

في كدَّهِ أحوال هذى الدُنى

---

سرى بجسمي الغضَّ ماء الفناء

وسار في روحي لهيب الشقاء

وهمتُ مثلَ الريحَ حتى ذرَت

تُرابَ جسمي عاصفات القضاء

---

يامَن يَحارُ الفَهمُ في قدرتك

وتطلبُ النَفسُ حمى طاعتك

أسكرَني الإثمُ ولكنّني

صحوَت بالآمال في رحمتك

---

لم أشرب الخمَر ابتغاء الطرَب

ولا دعتني قلّةٌ في الأدب

لكنَّ إحساسي نزّاعاً إلى

إطلاق نفسي كانَ كلّ السبب

---

أفنيتُ عمري في اكتناهِ القضاء

وكشفُ ما يحجبهُ في الخفاء

فلم أجد أسرارهُ وانقضى

عمري وأحسستُ دبيب الفناء

---

أطاَل أهل الأنَفس الباصره

تفكيرهم في ذاتِك القادره

ولم تزلْ يا ربْ أفهامهم

حيرى كهذى الأنجمُ الحائره

---

لم يجنِ شيئاً مِن حياتي الوجود

ولن يضير الكون أنَّي أُبيد

وا حيرتي ما قالَ لي قائلٌ

ماذا اشتعالُ الروح ! كيفَ الخمود

---

إذا انطوى عيشي وحانَ الأجل

وسدَّ في وجهي باب الأمل

قَرَّ حبَاب العمر في كأسهِ

فَصَّبها للموتِ ساقي الأزل

---

إن لم أكنْ أخلصتُ في طاعتك

فإنّني أطمعُ في رحمتك

وإنَّما يشفعُ لي أنّني

قَد عشتُ لا أُشرك في وحدتك

---

يا ربْ هيىء سببَ الرزق لي

ولا تذقني منّةَ المُفضلِ

وابقني نشوانَ كيما أرى

روحي نَجتْ مِن دائِها المعضلِ

---

أفنيت عمري في ارتقابِ المُنى

ولم أذق في العيشِ طعم الهنا

وإنَّني أُشفقَ أن يَنقَضي

عمري وما فارقت هذا العَنا

---

لم يبرحَ الداء فؤادِي العليل

ولم أنل قصدي وحانَ الرحيل

وفات عمري وأنا جاهلٌ

كتابَ هذا الدهر جمّ الفصول

---

صفَا لكَ اليوم ورقَّ النسيم

وجالَ في الأزهارِ دمع الغيوم

ورجّعَ البلبل ألحانهُ

يقول هيّا اطرب وخلّ الهموم

---

الدرع لا تمنعُ سهم الأجل

والمال لا يدفعهُ إن نزل

وكلُّ ما في عيشنا زائلٌ

لا شىءَ يبقى غيرَ طيب العمل

---

اللهُ يدري كلُّ ما تُضمر

يعلمُ ما تُخفي وما تُظهر

وإن خدعتَ الناس لم تستطع

خدِاع مَن يطوي ومَن يَنشر

---

وإنَّما بالموت كلٌ رهين

فاطرب فما أنتَ مِن الخالدين

واشرب ولا تَحمل أسىً فادحاً

وخلّ حمل الهم للاحقين

---

رأيت خزّافاً رحاهُ تَدور

يجدُّ في صوغِ دنانِ الخمور

كأنهُ يخلطُ في طينها

جمجمة الشاهِ بساق الفقير

---

تمتلكُ الناس الهوى والغرور

وفتنةُ الغيدِ وسُكنى القصور

ولو تُزال الحجبُ بانت لهم

زخارف الدُنيا وعُقبى الأمور

---

إن الَّذي تأنس فيه الوفاء

لا يحفظ الودَّ وعهدَ الأخاء

فعاشر الناس علَى ريبةٍ

منهم ولا تُكثر مِن الأصدقاء

---

زاد الندى في الزهرِ حتى غدا

مُنحنياً مِن حملِ قطر الندى

والكُم قَد جمعَ أوراقهُ

فظلَّ في زهرِ الربى سيّدا

---

وأسعد الخلق الَّذي يُرزق

وبابهُ دونَ الورى مُغلق

لا سيَّد فيهم ولا خادم

لهم ولكن وادعٌ مُطلق

---

قلبي في صدري أسيرٌ سجين

تُخجلهُ عشرةُ ماءٍ وطين

وكم جرى عزمي بتحطيمه

فكانَ يَنهاني نداءُ اليقين

---

مصباحُ قلبي يستمدُ الضياء

مِن طلعةِ الغيدِ ذوات البهاء

لكنّني مثلَ الفراش الَّذي

يسعى إلى النّورِ وفيهِ الفناء

---

طبعي ائتناسي بالوجوه الحِسان

وديدني شرِبَ عِتاق الدِنان

فاجمع شتات الحظَّ وانعم بها

مِن قبلِ أن تطويكَ كفّ الزمان

---

تَعاقبُ الأيام يُدني الأجل

ومرّها يطويكَ طيّ السجِل

وسوف تَفنى وهي في كرّهِا

فقَضّ ما تغنمهُ في جذل

---

لا تَشغل البَال بماضي الزمان

ولا بَآتي العيش قبلَ الأوان

واغنم مِن الحاضرِ لذّاتهِ

فليسَ في طبعِ اللَّيالي الأمان

---

قيلَ لدى الحشر يكون الحساب

فيغضب الله الشديدَ العقاب

وما انطوى الرحمن إلاّ علَى

إنالةِ الخير ومنح الثواب

---

كانَ الَّذي صوّرني يعلمُ

في الغيبِ ما أجني وما آثمُ

فكيفَ يجزيني علَى أنّني

أجرمتُ والجرمُ قضاً مبرمُ

---

هات اسقني كأس الطلى السلسلِ

وغنّني لحناً مع البلبلِ

فإنَّما الإبريق في صبهِ

يَحكي خرير الماء في الجدولِ

---

الخمَرُ في الكأسِ خيالٌ ظريف

وهي بجوفِ الدنّ روحٌ لطيف

أبعد ثقيل الظَّل عن مجلسي

فإنَّما للخمَر ظلٌ خفيف

---

بابُ نديمي ذو الثنايا الوضاح

وبيننا زهرٌ أنيقٌ وراح

وافتضَّ مِن لؤلؤِ أصدافها

فافترَّ في الآفاقِ ثغرُ الصباح

---

نارُ الهوى تمنعُ طيب المنام

وراحةُ النفس ولذُّ الطعام

وفاتر الحبُّ ضعيف اللّظى

منطفىء الشعلةَ خابي الضرام

---

القلبُ قَد أضناهُ عِشق الجمال

والصدرُ قَد ضاقَ بما لا يُقال

يا ربْ هل يُرضيك هذا الظما

والماءُ ينساب أمامي زُلال

---

خلقتني يا ربْ ماءً وطين

وصغتني ما شئتَ عزاً وهون

فما احتيالي والَّذي قَد جرى

كتبتهُ يا ربْ فوقَ الجبين

---

ويا فؤادي تلكَ دُنيا الخيال

فلا تنؤ تحتَ الهموم الثقال

وسلّم الأمر فمَحوَ الَّذي

خطّت يدُ المقدار أمرٌ مُحال

---

وإنَّما نحنُ رخاخ القضاء

ينقلنا في اللوحِ أنّى يشاء

وكلُّ مَن يفرغ مِن دورهِ

يُلقَى به في مستقّرِ الفناء

---

رأيتُ صفّاً مِن دنانٍ سرى

ما بينها همسُ حديثٍ جرى

كأنّها تسألُ : أينَ الَّذي

قَد صاغَنا أوباعَنا أو شرى

---

سطا البلى فاغتالَ أهلَ القبور

حتى غدوا فيها رُفاتاً نَثير

أينَ الطلى تتركني غائباً

أجهلُ أمر العيشَ حتى النشور

---

إذا سقاني الموت كأس الحمام

وضمَّكم بعدي مجال المدام

فأفردوا لي موضعي واشربوا

في ذكرِ مَن أضحى رهين الرجام

---

عن وجنة الأزهار شفَّ النقاب

وفي فؤادي راحةٌ للشراب

فلا تَنمْ فالشمس لما يزل

ضياؤها فوقَ الربى والهضاب

---

فكم علَى ظهرِ الثرى مِن نيام

وكم مِن الثاوينِ تحت الرغام

وأينما أرمي بعيني أرى

مشيّعاً أو لهزةً للحمام

---

يا ربْ في فهمك حَار البشرْ

وقصَّر العاجز والمقتدرْ

تَبعثُ نجواكَ وتبدو لهم

وهم بلا سمعٍ يعي أو بصَرْ

---

بيني وبينَ النفس حربٌ سجَال

وأنتَ يا ربي شديدَ المحُال

أنتظر العفو ولكنّني

خَجلان مِن علمك سوء الفعال

---

شقَّت يدُ الفجر سِتار الظلام

فانهض وناولني صبوح المدام

فكم تُحيّينا لهُ طلعةٌ

ونحنُ لا نملكُ ردَّ السلام

---

مُعاقروا الكأس وهم سادرون

وقائموا اللَّيل وهم ساجدون

غرقى حيارى في بحارِ الُنّهى

والله صاحٍ والورى غافلون

---

كُنّا فَصرنا قطرةٌ في عباب

عشنا وعُدنا ذرّةٌ في التراب

جئنا إلى الأرضِ ورحنا كما

دبَّ عليها النمل حيناً وغاب

---

لا أفضح السرّ لعالٍ ودون

ولا أطيل القول حتى يبَين

حالي لا أقوى علَى شرحها

وفي حنايا الصدر سرّي دفين

---

أولى بهذى الأعين الهاجده

أن تغتدي في أُنسها ساهده

تَنَّفَس الصبحُ فقم قبلَ أن

تحرمهُ أنَفَاسنا الهامده

---

هل في مجالِ السكون شىءٌ بديع

أحلى مِن الكأسِ وزهرُ الربيع

عجبتُ للخمّار هل يشترى

بمالهِ أحسنَ مما يبيع !0

---

هوى فؤادي في الطلى والحباب

وشجو أذني في سماعِ الرباب

إن يَصغْ الخزّاف مِن طينتي

كوباً فأترعُها ببرد الشراب

---

يا مدَّعي الزهدَ أنا أكرمُ

مِنكَ ، وعقلي ثملاً أحكمُ

تَستنزفُ الخلقَ وما أستقي

إلاّ دمُ الكرم فمَن آثمُ

---

الخمَرُ كالورد وكأس الشراب

شفّت فكانت مثل وردٍ مُذاب

كأنَّما البدر نَثا ضوءهِ

فكان حوَل الشّمس منهُ نقاب

---

لا تَحسبوا أنّي أخاف الزمان

أو أرهب الموت إذا الموت حان

الموت حقٌ . لَستُ أخشى الردى

وإنَّما أخشى فوات الأوان

---

لا طيبَ في الدُنيا بغيرِ الشراب

ولا شجيَّ فيها بغيرِ الرباب

فكّرت في أحوالهِا لم أجد

أمتعُ فيها مِن لقاءِ الصحاب

---

عش راضياً واهجر دواعي الألم

واعدل مع الظَالم مهما ظلَم

نهايةُ الدُنيا فناءٌ فَعش

فيها طليقاً واعتبرها عدم

---

لا تأمل الخلَّ المقيم الوفاء

فإنَّما أنتَ بدنيا الرياء

تحمَّل الداء ولا تلتمس

لهُ دواءً وانفرد بالشقاء

---

اليوم قَد طابَ زمان الشباب

وطابت النفس ولذَّ الشراب

فلا تَقُل كأس الطلى مُرّةٌ

فإنَّما فيها مِن العيشِ صاب

---

وليسَ هذا العيش خلداً مقيم

فما اهتمامي مُحدثٌ أم قديم

سنَترك الدُنيا فما بالنا

نضيّعُ منها لحظَات النعيم

---

حتَّامٌ يُغري النفس برقّ الرجاء

ويُفزع الخاطَر طيف الشقاء

هات اسقنيها لَستُ أدري إذا

صعَّدتُ أنفاسي رددتُ الهواء

---

دنياكَ ساعات سُراع الزوال

وإنَّما العُقبى خلود المآل

فهل تَبيع الخُلد يا غافلاً

وتشتري دنيا المُنى والضّلال

---

يامَن نسيتَ النار يوم الحساب

وعفَت أن تشربَ ماء المتَاب

أخافُ إن هبَّت رياح الردى

عليكَ أن يأنفَ مِنكَ التراب

---

يا قلب كم تشقى بهذا الوجود

وكلّ يوم لك همٌ جديد

وأنتِ يا روحي ماذا جنَتْ

نفسي وأُخراكِ رحيلٌ بَعيد

---

تناثرتْ أيام هذا العمرْ

تنَاثرُ الأوراق حوَل الشجرْ

فانعم مِن الدُنيا بلذّاتها

مِن قبلِ أن تسفيكَ كفّ القدر

---

لا توحشَ النفس بخوف الظّنون

واغنم مِن الحاضرِ أمَنْ اليقين

فقد تساوى في الثرى راحلٌ

غداً وماضٍ مِن ألوف السنين

---

مررتُ بالخزّاف في ضحوةٍ

يصوغُ كوب الخمَر مِن طينةٍ

أوسعَها دعّاً فقاَلت لهُ

هل أقفرَتْ نَفسُكَ مِن رحمةٍ

---

لو أنّني خُيَّرت أو كانَ لي

مفتاحُ باب القدر المقفلِ

لاخترتَ عن دنيا الأسى أنّني

لم أهبطَ الدُنيا ولم أرحلِ

---

هبطتُ هذا العيش في الآخرين

وعشتُ فيه عيشةَ الخاملين

ولا يوافيني بما ابتغي

فأينَ منّي عاصفات المنون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عمر الخيام Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمر الخيام   عمر الخيام Emptyالجمعة 03 يونيو 2016, 11:22 pm

أغنية رباعيات الخيام/ أم كلثوم

كلمات:احمد رامي

ألحان:رياض السنباطي


سمــعت صـوتا هاتــفا فى السحـــر
نادى من الغــــيب غفاة البشر

هبوا املأوا كــأس المــــنى قبل أن
تملأ كأس العـــمر كف القدر


لا تشـــغل الـــــبال بماضى الزمان
ولا بـــــآت العيش قبل الأوان

واغنم من الحـــــاضـــر لــــــــذاته
فلـــيس فى طبع الليالى الأمان


غد بظـــهر الغـــيب والــــيوم لــى
وكم يخيب الظـن فى المقــــبل


ولســــــت بالغافـــل حـــــتى أرى
جمال دنـــــــياى ولا أجتـــــلى


القـــلب قـــد أضناه عشق الجــمال
والصدر قد ضاق بما لا يقــال

يـــــارب هل يرضـــيك هذا الظما
والماء يــــــنساب أمامى زلال


أولى بهذا القـــلب أن يخفــــــــــق
وفى ضـــرام الحب أن يحرق

ما أضيع الـــيوم الذى مـــر بــــى
من غير أن أهوى وأن أعـشق


أفـــق خفـــيف الــظل هذا السـحر
نادى دع الـــــــنوم وناغ الوتر

فــــما أطـــال الـنوم عـــــمرا ولا
قصر فى الأعمار طول السهر


فـــــكم تــوالى اللــــيل بعد النهـار
وطال بالأنــــــــجم هذا المدار

فامش الهـــوينا ان هـــــــذا الثرى
من أعين ساحـــــرة الإحورار


لا توحش النــــفس بخوف الظنون
واغنم من الحاضر أمن اليقين

فقد تســـاوى فى الثرى راحل غدا
وماض من الوف الســـــــنين


أطفىء لظى القلب بشهد الرضاب
فإنما الايـــــــام مثل السحاب

وعــــيشنا طيف خيال فنل حظك
مــــــنه قبل فوت الشــــــباب

لبست ثوب العيش لم استشـــــــر
وحــــــرت فيه بين شتى الفكر

وسوف انــــضو الثوب عنى ولم
ادرك لمــــــاذا جئت اين المفر


يا من يحـــــــار الفهم فى قدرتك
وتطلب النفس حمى طاعـــتك

اســــكرنى الإثـــــــــــــم ولكننى
صـــحوت بالآمال فى رحمتك


إن لم أكن اخلصـــت فى طاعتك
فإننى أطمع فى رحمــــــــــتك

وانمــــــــــا يشـــــفع لى اننى قد
عـــــشت لا أشرك فى وحدتك

تخفى عن الـــــناس سنى طلعتك
وكل ما فى الـكون من صنعتك

فأنت محـــلاه وأنت الــــــــــذى
تـــرى بديــع الصنع فى آيــتك


إن تفصل القطــــــرة من بحرها
ففى مــــــــــــداه منتهى أمرها

تقاربت يارب ما بيننــــــــــــــــا
مسافة البعد على قــــــــــدرها


ياعالم الأســـــــرار علم الـــيقين
ياكاشف الضر عن البائسيــــن

ياقابل الأعـــــذار عدنا الى ظلك
فاقـــــــبل توبـــــة التائبيــــــن



https://www.youtube.com/watch?v=URpJBt2kGYg
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عمر الخيام Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمر الخيام   عمر الخيام Emptyالسبت 04 يونيو 2016, 2:12 am

"الخيام" صاحب "الرباعيات" اختلف عليه النقاد والمحبون

عمر الخيام 122medium-242358

عمّان ــــــ كوثر حمزة
في الحديث عن عالم كبير مثل عمر الخيام فإننا قد نفتح باباً للنقاش لمَّا يغلق بعد منذ أخرج الخيام للعالم ما يعرف بــــ"رباعايات الخيام" التي أخرجت اتجاهين في نقدها ووصفها، الاتجاه الأول يراها قصائد روحانية عريقة وقريبة من النفس، فيما يراها الآخر الجانب قصائد إلحادية وانقلابا واضحا في حياة الخيام الذي كان معروفا بتقواه وعلمه وفقهه.
والرباعيات هي مقطوعة من الشعر باللغة الفارسية تتكون من أربعة أبيات يكون الشطر الثالث فيها مطلقا بينما الثلاثة الباقية تكون مقيدة، والخيام هو عالم وفيلسوف وشاعر فارسي مسلم، ولد في مدينة نيسابور في إيران ما بين عام 1038 وعام 1048.
أبدع الخيام في الرياضيات؛ فهو أول من اخترع طريقة حساب المثلثات ومعادلات جبرية من الدرجة الثالثة بواسطة قطع المخروط ووضع طرقا لإيجاد الكثافة النوعية، كما برع في الفلك أيضا، وهو أول من استخدم كلمة الشيء الكلمة العربية التي رسمت في كتب برتغالية ثم بدأت تختصر في الحرف "إكس" إلى أن أصبح الرمز العالمي للعدد المجهول.
ورغم تفوق علم عمر الخيام إلا أن علمه لم يشفع له أما النقاد حين ظهرت رباعياته وكأن العالم يطلب الكمال من الشخص المبدع، وقد كان الخيام بين أصدقائه يتغنى بالرباعيات في بعض الأحيان وهؤلاء الأصدقاء جمعوا ما قد سمعوه من الخيام في كتاب الرباعيات المعروف، وحين عرض على العالم اتهم الخيام بالإلحاد لما ظهر في رباعياته من جانب متمرد، ولكن يوجد في الرباعيات ذاتها جانبا إيمانيا روحانيا لا يخفى على أحد.
ففي رباعياته النسخة التي ترجمها للعربية الشاعر مصطفى وهبي التل يقول الخيام:
للأزل أسرار لا أنا أعلمها ولا أنت **** وهذه الأحجية لا أنا أفهمها ولا أنت

ما قالنا وقيلنا خلف الحجاب إلا حدس **** ينتهي متى أزيحت الستائر حين لا أبقى أنا ولا أنت

فهذه الأبيات تظهر خضوغ الخيام للقدر وإيمانه بالغيب وبأن الإنسان عاجز أمام المجهول، فهو كثيرا ما يلتقي في أسلوبه الكوني مع الشاعر الهندي طاغور ومع دانتي في الكوميديا الإلهية، وهؤلاء اختلف عليهم النقاد.
وفي جانبه الآخر الذي تمرد فيه يتحدث في أبيات عن الخمر والعدم :
إهنأ يا خيام بنشوة الخمر المالئة رأسك **** وبالمليح الفاتن الذي يزيدك تنادمه جذلا

ما ضرك وغاية الحياة العدم **** أن تفترض أنك ما كنت أبدا

وهذه أبيات أخرى يتغنى بها بجمال الطبيعة:
ما أجمل النهار، لا حر  ولا قر **** السحب آخذة بغسل طلعة الروض

والبلبل يحدث الوردة ويقول **** هذا يوم خليق برشف كؤوس الصهباء

من المؤكد أن عمر الخيام حين كان يتغنى بأبياته كان كمن يحدث نفسه في الخلاء عن لوعة القلب وأفكاره الوجودية فلم يفكر أبدا في أن يشاركها العالم في كتاب فهل نستطيع محاسبة الإنسان على أفكاره، فهي عبارات من الروح للروح، بالإضافة إلى أن رباعياته لا تناسب أي ذوق.
ويقال أن الخيام في فترة من حياته ترك البحث في العلم لإحساسه بأن العلم لا يروي ظمأ الروح فاتجه إلى الفلسفة التي ترجمها في الشعر فها هو ذا يقول مختصرا كثيرامن الأشياء ومجيباً على نفسه:
لو أني اكتشفت سر الحياة **** لعلمت حكمة الموتعلم من أمرها شيئا

ليت شعري، إذا كنت اليوم وأنا **** أملك زمام نفسي لا أعلم من أمرها شيئا

ماذا عساي سأعلم غدا **** يوم يستحوذ علي سبات العدم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عمر الخيام Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمر الخيام   عمر الخيام Emptyالثلاثاء 07 مارس 2017, 8:25 am

رباعيات الخيام


سمعت صوتا هاتفا في السحر
نادى من الحان : غفاة البشر
هبوا املئوا كأس الطلى قبل أن
تفعم كأس العمر كف القدر

***
أحس في نفسي دبيب الفناء
ولم أصب في العيش إلا الشقاء
يا حسرتا إن حان حيني ولم
يتح لفكري حل لغز القضاء

***

أفق وهات الكأس أنعم بها
واكشف خفايا النفس من حجبها
وروّ أوصالي بها قبلما
يصاغ دنّ الخمر من تربها

***

تروح أيامي ولا تغتدي
كما تهب الريح في الفدفد
وما طويت النفس هما على
يومين أمس المنقضي والغد

***

غد بظهر الغيب واليوم لي
وكم يخيب الظن في المقبل
ولست بالغافل حتى أرى
جمال دنياي ولا أجتلي
***

سمعت في حلمي صوتا أهاب
ما فتق النوم كمام الشباب
أفق فإن النوم صنو الردى
واشرب فمثواك فراش التراب

***

قد مزق البدر سنار الظلام
فاغنم صفا الوقت وهات المدام
واطرب فإن البدر من بعدنا
يسري علينا في طباق الرغام

***

سأنتحي الموت حثيث الورود
وينمحي اسمي من سجل الوجود
هات اسقنيها يا منى خاطري
فغاية الأيام طول الهجود

***

هات اسقنيها أيهذا النديم
أخضب من الوجه اصفرار الهموم
و إن مت فاجعل غسولي الطلى
وقد نعشي من فروع الكروم

***

إن تقتلع من أصلها سرحتي
وتصبح الأغصان قد جفت
فصغ وعاء الخمر من طينتي
واملأه تسر الروح في جثتي

***
لبست ثوب العيش لم أستشر
وحرت فيه بين شتى الفكر
وسوف أنضو الثوب عني ولم
أدرك لماذا جئت أين المقر

***

نمضي وتبقى العيشة الراضية
وتنمحي أثارنا الماضية
فقبل أن نحيى ومن بعدنا
وهذه الدنيا على ما هيه

***

طوت يد الأقدار سفر الشباب
وصوحت تلك الغصون الرطاب
وقد شدا طير الصبى واختفى
متى أتى يا لهفا أين غاب

***

الدهر لا يعطي الذي نأمل
و في سبيل اليأس ما نعمل
و نحن في الدنيا على همها
يسوقنا حادي الردى المعجل

***

أفق خفيف الظل هذا السحر
وهاتها صرفا وناغ الوتر
فما أطال النوم عمرا ولا
قصر في الأعمار طول السهر

***
اشرب فمثواك التراب المهيل
بلا حبيب مؤنس أو خليل
و انشق عبير العيش في فجره
فليس يزهو الورد بعد الذبول

***

كم آلم الدهر فؤادا طعين
و أسلم الروح ظعين حزين
وليس ممن فاتنا عائد
أسأله عن حالة الراحلين

***

يا دهر أكثرت البلى والخراب
و سمت كل الناس سوء العذاب
ويا ثرى كم فيك من جوهر
يبين لو ينبش هذا التراب

***

وكم توالى الليل بعد النهار
وطال بالأنجم هذا المدار
فامش الهوينا إن هذا الثرى
من أعين ساحرة الإحورار

***

أين النديم السمح أين الصبوح
فقد أمض الهم قلبي الجريح
ثلاثة هن أحب المنى
كأس و أنغام ووجه صبيح

***
نفوسنا ترضى احتكام الشراب
أرواحنا تفدى الثنايا العذاب
و روح هذا الذي نستله
ونستقيه سائغا مستطاب

***

يا نفس ما هذا الأسى والكدر
قد وقع الإثم وضاع الحذر
هل ذاق حلو العفو إلا الذي
أذنب والله عفا واغتفر

***

نلبس بين الناس ثوب الرياء
و نحن في قبضة كف القضاء
وكم سعينا نرتجي مهربا
فكان مسعانا جميعا هباء

***

لم تفتح الأنفس باب الغيوب
حتى ترى كيف تسام القلوب
ما أتعس القلب الذي لم يكد
يلتام حتى أنكأته الخطوب

***
عامل كأهليك الغريب الوفي
واقطع من الأهل الذي لا يفي
و عف زلالا ليس فيه الشفا
واشرب زعاف السم لو تشتفي

***


أحسن الى الأعداء و الأصدقاء
فإنما إنس القلوب الصفاء
و اغفر لأصحابك زلاتهم
وسامح الأعداء تمح العداء

***

عاشر من الناس كبار العقول
وجانب الجهال أهل الفضول
واشرب نقيع السم من عاقل
واسكب على الأرض دواء الجهول

***

يا تارك الخمر لماذا تلوم
دعني الى ربي الغفور الرحيم
ولا تفاخرني بهجر الطلى
فأنت جان في سواها أثيم

***

أطفيء لظى القلب ببرد الشراب
فإنما الأيام مثل السحاب
وعيشنا طيف خيال فنل
حظك منه قبل فوت الشباب

***

بستان أيامك نامي الشجر
فكيف لا تقطف غض الثمر
اشرب فهذا اليوم إن أدبرت
به الليالي لم يعده القدر

***

جادت بساط الروض كف السحاب
فنزه الطرف وهات الشراب
فهذه الخضرة من بعدنا
تنمو على أجسادنا في التراب

***

و إن تواف العشب عند الغدير
وقد كسا الأرض بساط نضير
فامش الهوينا فوقه إنه
غذته أوصال حبيب طرير

***

يا نفس قد آدك حمل الحزن
يا روح مقدور فراق البدن
اقطف أزاهير المنى قبل أن
يجف من عيشك غض الفنن

***

يحلو ارتشاف الخمر عند الربيع
ونشر أزهار الروابي يضوع
وتعذب الشكوى الى فاتن
على شفا الوادي الخصيب الينيع

***

فلا تتب عن حسو هذا الشراب
فإنما تندم بعد المتاب
وكيف تصحو وطيور الربى
صداحة و الروض غض الجناب

***

زخارف الدنيا أساس الألم
وطالب الدنيا نديم الندم
فكن خلي البال من أمرها
فكل ما فيها شقاء وهم

***

و أسعد الخلق قليل الفضول
من يهجر الناس ويرضى القليل
كأنه عنقاء عند السهى
لا بومة تنعب بين الطلول

***

من يحسب المال أحب المنى
و يزرع الأرض يريد الغنى
يفارق الدنيا ولم يختبر
في كده أحوال هذي الدنى

***

سرى بجسمي الغض ماء الفناء
وسار في روحي لهيب الشقاء
وهمت مثل الريح حتى ذرت
تراب جسمي عاصفات القضاء

***

يا من يحار الفهم في قدرتك
وتطلب النفس حمى طاعتك
أسكرني الإثم و لكنني
صحوت بالآمال في رحمتك

***

لم أشرب الخمر ابتغاء الطرب
ولا دعتني قلة في الأدب
لكن إحساسي نزاعا إلى
إطلاق نفسي كان كل السبب

***

أفنيت عمري في اكتناه القضاء
وكشف ما يحجبه في الخفاء
فلم أجد أسراره وانقضى
عمري وأحسست دبيب الفناء

***

أطال أهل الأنفس الباصرة
تفكيرهم في ذاتك القادرة
ولم تزل يا رب أفهامهم
حيرى كهذي الأنجم الحائرة

***

لم يجن شيئا من حياتي الوجود
ولن يضير الكون أني أبيد
واحيرتي ما قال لي قائل
ماذا اشتعال الروح كيف الخمود

***

إذا انطوى عيشي وحان الأجل
وسد في وجهي باب الأمل
قرّ حباب العمر في كأسه
فصبها للموت ساقي الأزل

***

إن لم أكن أخلصت في طاعتك
فإنني أطمع في رحمتك
و إنما يشفع لي أنني
قد عشت لا أشرك في وحدتك

***

يا رب هيئ سبب الرزق لي
ولا تذقني منة المفضل
وأبقني نشوان كيما أرى
روحي نجت من دائها المعضل

***

أفنيت عمري في ارتقاب المنى
ولم أذق في العيش طعم الهنا
وإنني أشفق أن ينقضي
عمري وما فارقت هذا العنا

***

لم يبرح الداء فؤادي العليل
ولم أنل قصدي وحان الرحيل
وفات عمري وأنا جاهل
كتاب هذا الدهر جم الفصول

***

صفا لك اليوم ورقّ النسيم
وجال في الأزهار دمع الغيوم
ورجّع البلبل ألحانه
يقول هيا اطرب وخل الهموم

***
الدرع لا تمنع سهم الأجل
والمال لا يدفعه إن نزل
وكل ما في عيشنا زائل
لا شيء يبقى غير طيب العمل

***

الله يدري كل ما تضمر
يعلم ما تخفي وما تظهر
وإن خدعت الناس لم تستطع
خداع من يطوي ومن ينشر

***

وإنما بالموت كل رهين
فاطرب فما أنت من الخالدين
واشرب ولا تحمل أسى فادحا
وخلّ حمل الهم للاحقين

***

رأيت خزافا رحاه تدور
يجدّ في صوغ دنان الخمور
كأنه يخلط في طينها
جمجمة الشاه بساق الفقير

***

تمتلك الناس الهوى والغرور
وفتنة الغيد وسكنى القصور
ولو تزال الحجب بانت لهم
زخارف الدنيا وعقبى الأمور

***
إن الذي تأنس فيه الوفاء
لا يحفظ الود وعهد الإخاء
فعاشر الناس على ريبة
منهم ولا تكثر من الأصدقاء

***

زاد الندى في الزهر حتى غدا
منحنيا من حمل قطر الندى
والكُم قد جمع أوراقه
فظلّ في زهر الرّبى سيدا

***

وأسعد الخلق الذي يرزق
وبابه دون الورى مغلق
لا سيدٌ فيهم ولا خادم
لهم ولكن وادع مطلق

***

قلبي في صدري أسير سجين
تخجله عشرة ماء وطين
وكم جرى عزمي بتحطيمه
فكان ينهاني نداء اليقين

***

مصباح قلبي يستمدّ الضياء
من طلعة الغيد ذوات البهاء
لكنني مثل الفراش الذي
يسعى الى النور وفيه الفناء

***
طبعي ائتناسي بالوجوه الحسان
وديدني شرب عتاق الدنان
فاجمع شتات الحظ وانعم بها
من قبل أن تطويك كف الزمان

***

عاقب الأيام يدني الأجل
ومرها يطويك طيّ السجل
وسوف تفنى وهي في كرِّها
فقضِّ ما تغنمه في جذل

***

لا تشغل البال بماضي الزمان
ولا بآتي العيش قبل الأوان
واغنم من الحاضر لذّاته
فليس في طبع الليالي الأمان

***

قيل لدى الحشر يكون الحساب
فيغضب الله الشديد العقاب
وما انطوى الرحمن إلا على
إنالة الخير ومنح الثواب

***

كان الذي صورني يعلم
في الغيب ما أجني وما آثم
فكيف يجزيني على أنني
أجرمت والجرم قضا مبرم

***
هات اسقني كأس الطلى السلسل
وغنني لحنا مع البلبل
فإنما الإبريق في صبه
يحكي خرير الماء في الجدول

***

الخمر في الكأس خيال ظريف
وهي بجوف الدنّ روح لطيف
أبعد ثقيل الظّل عن مجلسي
فإنما للخمر ظل خفيف

***

باب نديمي ذو الثنايا الوضاح
وبيننا زهر أنيق وراح
وافتض من لؤلؤ أصدافها
فافترّ في الآفاق ثغر الصباح

***

نار الهوى تمنع طيب المنام
وراحة النفس ولذّ الطعام
وفاتر الحب ضعيف اللظى
منطفئ الشعلة خابي الضرام

***

القلب قد أضناه عشق الجمال
والصدر قد ضاق بما لا يقال
يا ربّ هل يرضيك هذا الضما
والماء ينساب أمامي زلال

***

خلقتني يا ربّ ماء وطين
وصغتني ما شئت عزّا وهون
فما احتيالي والذي قد جرى
كتبته يا ربّ فوق الجبين

***

ويا فؤادي تلك دنيا الخيال
فلا تنؤ تحت الهموم الثقال
وسلم الأمر فمحو الذي
خطت يد المقدار أمر محال

***

وإنما نحن رخاخ القضاء
ينقلنا في اللوح أنى يشاء
وكل من يفرغ من دوره
يلقى به في مستقر الفناء

***

رأيت صفا من دنان سرى
ما بينها همس حديث جرى
كأنها تسأل : أين الذي
قد صاغنا أو باعنا أو شرى

***

سطا البلى فاغتال أهل القبور
حتى غدوا فيها رفاتا نثير
أين الطلى تتركني غائبا
أجهل أمر العيش حتى النشور

***

إذا سقاني الموت كأس الحمام
وضمكم بعدي مجال المدام
فأفردوا لي موضعي واشربوا
في ذكر من أضحى رهين الرجام

***

عن وجنة الأزهار شف النقاب
وفي فؤادي راحة للشراب
فلا تنم فالشمس لمّا يزل
ضياؤها فوق الرّبى والهضاب

***

فكم على ظهر الثرى من نيام
وكم من الثاوين تحت الرغام
وأينما أرمي بعيني أرى
مشيعا أو نهزة للحمام

***

يا ربّ في فهمك حار البشر
وقصر العاجز والمقتدر
تبعث نجواك وتبدو لهم
وهم بلا سمع يعي أو بصر

***

بيني وبين النفس حرب سجال
وأنت يا ربّي شديد المحال
أنتظر العفو ولكنني
خجلان من علمك سوء الفعال

***

شقت يد الفجر ستار الظلام
فانهض وناولني صبوح المدام
فكم تحيينا له طلعة
ونحن لا نملك ردّ السلام

***

معاقرو الكأس وهم سادرون
وقائمو الليل وهم ساجدون
غرقى حيارى في بحار النهى
والله صاح والورى غافلون

***

كنّا فصرنا قطرة في عباب
عشنا وعدنا ذرة في التراب
جئنا إلى الأرض ورحنا كما
دب عليها النمل حينا وغاب

***

لا أفضح السر لعال ودون
ولا أطيل القول حتى يبين
حالي لا أقوى على شرحها
وفي حنايا الصدر سري دفين

***

أولى بهذي الأعين الهاجدة
أن تغتدي في أنسها ساهدة
تنفس الصبح فقم قبل أن
تحرمه أنفاسنا الهامدة

***

هل في مجال السكون شيء بديع
أحلى من الكأس وزهر الربيع
عجبت للخمّار هل يشتري
بماله أحسن مما يبيع

***

هوى فؤادي في الطلى والحباب
وشجو أذني في سماع الرباب
إن يصغ الخزاف من طينتي
كوبا فأترعها ببرد الشراب

***

يا مدعي الزهد أنا أكرم
منك وعقلي ثملا أحكم
تستنزف الخلق وما أستقي
إلا دم الكرم فمن آثم؟

***

الخمر كالورد وكأس الشراب
شفت فكانت مثل ورد مذاب
كأنما البدر نثا ضوءه
فكان حول الشمس منه نقاب

***

لا تحسبوا أني أخاف الزمان
أو أرهب الموت إذا الموت حان
الموت حق لست أخشى الردى
وإنما أخشى فوات الأوان

***

لا طيب في الدنيا بغير الشراب
ولا شجى فيها بغير الرباب
فكرت في أحوالها لم أجد
أمتع فيها من لقاء الصحاب

***

عش راضيا واهجر دواعي الألم
واعدل مع الظالم مهما ظلم
نهاية الدنيا فناء فعش
فيها طليقا واعتبرها عدم

***

لا تأمل الخل المقيم الوفاء
فإنما أنت بدنيا الرياء
تحمل الداء ولا تلتمس
له دواء وانفرد بالشقاء

***

اليوم قد طاب زمان الشباب
وطابت النفس ولذ الشراب
فلا تقل كأس الطلى مرة
فإنما فيها من العيش صاب

***

وليس هذا العيش خلدا مقيم
فما اهتمامي محدث أم قديم
سنترك الدنيا فما بالنا
نضيع منها لحظات النعيم

***

حتام يغري النفس برق الرجاء
ويفزع الخاطر طيف الشقاء
هات اسقنيها لست أدري إذا
صعدت أنفاسي ردت الهواء

***

دنياك ساعات سراع الزوال
وإنما العقبى خلود المآل
فهل تبيع الخلد يا غافلا
وتشتري دنيا المنى والضلال

***

يامن نسيت النار يوم الحساب
وعفت أن تشرب ماء المتاب
أخاف إن هبت رياح الردى
عليك أن يأنف منك التراب

***

يا قلب كم تشقى بهذا الوجود
وكل يوم لك همّ جديد
وأنت يا روحي ماذا جنت
نفسي وأخراك رحيل بعيد

***

تناثرت أيام هذا العمر
تناثر الأوراق حول الشجر
فانعم من الدنيا بلذاتها
من قبل أن تسقيك كف القدر

***
لا توحش النفس بخوف الظنون
وأغنم من الحاضر أمن اليقين
فقد تساوى في الثرى راحل
غدا وماض من ألوف السنين

***

مررت بالخزاف في صحوة
يصوغ كوب الخمر من طينة
أوسعها دعّا فقالت له :
هل أقفرت نفسك من رحمة

***

لو أنني خيرت أو كان لي
مفتاح باب القدر المقفل
لاخترت عن دنيا الأسى أنني
لم أهبط الدنيا ولم أرحل

***

هبطت هذا العيش في الآخرين
وعشت فيه عيشة الخاملين
ولا يوافيني بما أبتغي
فأين مني عاصفات المنون

***

حكمك يا أقدار عين الضلال
فأطلقيني آد نفسي العقال
إن تقصري النعمى على جاهل
فلست من أهل الحجا والكمال

***
إذا سقاك الدهر كأس العذاب
فلا تبن للناس وقع المصاب
واشرب على الأوتار رنانة
من قبل أن تحطم كأس الشراب

***

لا بد للعاشق من نشوة
أو خفة في الطبع أو جنة
والصحو باب الحزن فاشرب تكن
عن حالة الأيام في غفلة

***

أنا الذي عشت صريع العقار
في مجلس تحييه كأس تدار
فعدِّ عن نصحي لقد أصبحت
هذي الطلى كل المنى والاختيار

***

أعلم من أمري الذي قد ظهر
وأستشف الباطن المستتر
عدمت فهي أن تكن نشوتي
وراءها منزلة تنتظر

***

طارت بي الخمر إلى منزل
فوق السماك الشاهق الأعزل
فأصبحت روحي في نجوة
من طين هذا الجسد الأرذل

***
سئمت يا ربي حياة الألم
وزاد همي الفقر لما ألمّ
ربي انتشلني من وجودي فقد
جعلت في الدنيا وجودي عدم

***

لم يخل قلبي من دواعي الهموم
أو ترض نفسي عن وجودي الأليم
وكم تأدبت بأحداثه
ولم أزل في ليل جهل بهيم

***

الله قد قدر رزق العباد
فلا تؤمل نيل كل المراد
ولا تذق نفسك مرّ الأسى
فإنما أعمارنا للنفاد

***

إن الذي يعرف سر القضاء
يرى سواء سعده والشقاء
العيش فان فلندع أمره
أكان داء مسنا أم دواء

***

يا طالب الدنيا وقيت العثار
دع أمل الربح وخوف الخسار
واشرب عتيق الخمر فهي التي
تفك عن نفسك قيد الإسار

***
الكأس جسم روحه الساريه
هذي السلاف المزة الصافية
زجاجها قد شف حتى غدا
ماء حوى نيرانها الجارية

***

قد ردد الروض غناء الهزار
وارتاحت النفس لكأس العقار
تبسم النور فقم هاتها
نثأر من الأيام قبل الدمار

***

بي من جفاء الدهر همّ طويل
ومن شقاء العيش حزن دخيل
قلبي كدنّ الخمر يجري دما
ومقلتي بالدمع كأس تسيل

***

وكلما راقبت حال الزمن
رأيته يحرم أهل الفطن
سبحان ربي كلما لاح لي
نجم طوته ظلمات المحن

***

ماذا جنينا من متاع البقاء
ماذا لقينا في سبيل الفناء
هل تبصر العين دخان الألى
صاروا رمادا في أتون القضاء

***
تلك القصور الشاهقات البناء
منازل العز ومجلى السناء
قد نعب البوم على رسمها
يصيح أين المجد ، أين الثراء

***

هون على النفس احتمال الهموم
واغنم صفا العيش الذي لا يدوم
لو كانت الدنيا وفت للألى
راحوا لما جاءك دور النعيم

***

وإنما الدهر مذيق الكروب
نعيمه رهن بكف الخطوب
ولو درى الهم الذي لم يجيء
دنيا الأسى لاختار دار الغيوب

***

صبت علينا وابلات البلاء
كأننا أعداء هذا القضاء
بينا ترى الإبريق والكأس قد
تبادلا التقبيل حول الدماء

***

تفتح النوار صب المدام
واخلع ثياب الزهد بين الأنام
وهاتها من قبل سطو الردى
في مجلس ضم الطلى والغرام

***
حار الورى ما بين كفر ودين
وأمعنوا في الشك أو في اليقين
وسوف يدعوهم منادي الردى
يقول ليس الحق ما تسلكون

***

نصبت في الدنيا شراك الهوى
وقلت أجزي كل قلب غوى
أتنصب الفخ لصيدي وإن
وقعت فيه قلت عاص هوى

***

أنا الذي أبدعت من قدرتك
فعشت أرعى في حمى نعمتك
دعني الى الآثام حتى أرى
كيف يذوب الإثم في رحمتك

***

إن تفصل القطرة في بحرها
ففي مداه منتهى أمرها
تقاربت يا ربّ ما بيننا
مسافة البعد على قدرها

***

وإنما الدنيا خيال يزول
وأمرنا فيها حديث يطول
مشرقها بحر بعيد المدى
وفي مداه سيكون الأفول

***
جهلت يا نفسي سر الوجود
وغبت في غور القضاء البعيد
فصوري من نشوتي جنة
فربما أحرم دار الخلود

***

يا ورد أشبهت خدود الحسان
ويا طلي حاكيت ذوب الجمان
وأنت يا حظي تنكرت لي
وكنت من قبل الأخ المستعان

***

أولى بك العشق وحسو الشراب
وحنة الناي ونوح الرباب
فأطلق النفس ولا تتصل
بزخرف الدنيا الوشيك الذهاب

***

لا تشغل البال بأمر القدر
واسمع حديثي يا قصير النظر
تنح واجلس وادعا قانعا
وانظر الى لعب القضا بالبشر

***

يا قلب إن ألقيت ثوب العناء
غدوت روحا طاهرا في السماء
مقامك العرش ترى حطّة ً
أنك في الأرض أطلت البقاء

***
إن الذي يذبل زهر الربيع
ينثر أوراق وجود الجميع
والهم مثل السّم ترياقه
في الخمر فاشرب قدر ما تستطيع

***

زجاجة الخمر ونصف الرغيف
وما حوى ديوان شعر طريف
أحب لي إن كنت لي مؤنسا
في بلقع من كل ملك منيف

***

أتسمع الديك أطال الصياح
وقد بدى في الأفق نور الصباح
ما صاح إلا نادبا ليلة
ولّت من العمر السريع الرواح

***

علام تشقى في سبيل الألم
ما دمت تدري أنك ابن العدم
الدهر لا تجري مقاديره
بأمرنا فارض بما قد حكم

***

تحمل الداء كبير الرجاء
أنك يوما تنال الشفاء
واشكر على الفقر الذي إن يُرَدّ
أصبحت موفور الغنى والثراء

***
ليتك يا ربي تبيد الوجود
وتخلق الأكوان خلقا جديد
فتغفل اسمي أو تزيد الذي
قدرت لي في الرزق بين العبيد

***

وصلتني بالنفس منذ القدم
فكيف تفري شملنا الملتئم
وكنت ترعاني فماذا دعا
إلى اطراحي للأسى والألم

***

هات الطلى فالنفس عما قليل
توشك من فرط الأسى أن تسيل
عساي أنسى الهم في نشوتي
من بعد رشفي كأسها السلسبيل

***

يا ساقي الخمر أفق هاتها
ثم اسقني سائل ياقوتها
فإنها تبعث من روحها
نفسي وتحيي ميت لذاتها

***

صب من الإبريق صافي الدماء
واشرب وهات الكأس ذات النقاء
فليس بين الناس من ينطوي
على الذي في صدرها من صفاء

***
أين طهور النفس عفّ اليمين
وكيف كانت عيشة الصالحين
إن كنت لا تغفر ذنبي فما
فضلك يا ربِّ على العالمين

***

أبدعت فينا بينات العِبر
وصُغتنا يا ربي شتى الصور
فهل أطيق اليوم محو الذي
تركته في خلقتي من أثر

***

طبائع الأنفس ركّبتها
فكيف تجزي أنفسا صغتها
وكيف تفنى كاملا أو ترى
نقصا بنفس أنت صورتها

***

تخفي عن الناس سنا طلعتك
وكل ما في الكون من صنعتك
فأنت مُجلاه وأنت الذي
ترى بديع الصنع في آيتك

***

يا رب مهّد لي سبيل الرّشاد
واكتب لي الراحة بعد الجهاد
وأحي في نفسي المنى مثلما
يحيي موات الأرض صوب العهاد

***
لن يرجع المقدار فيما حكم
وحملك الهم يزيد الألم
ولو حزنت العمر لن ينمحي
ما خطه في اللوح مر القلم

***

ولّى الدجى قم هات كأس الشراب
كأنما الياقوت فيها مذاب
واحرق من العود بخورا وخذ
من غصنه المعطار واصنع رباب

***

الخمر توليك نعيم الخلود
ولذّة الدنيا وأنس الوجود
تحرق مثل النار لكنها
تجعل نار الحزن ماء برود

***

عيشي من أجل الطلى مستحيل
فإنها تشفي فؤادي العليل
ما أعذب الساقي إذا قال لي
تناول الكأس ورأسي يميل

***

أولى بهذا القلب أن يخفقا
وفي ضرام الحب أن يحرقا
ما أضيع اليوم الذي مرّ بي
من غير أن أهوى و أن أعشقا

***
سارع الى اللذات قبل المنون
فالعمر يطويه مرور السنين
ولست كالأشجار إن قلمت
فروعها عادت رطاب الغصون

***

إن الألى ذاقوا حياة الرّغد
وأنجز الدهر لهم ما وعد
قد عصف الموت بهم فانطووا
واحتضنوا تحت تراب الأبد

***

نفسي خلت من أنس تلك الصحاب
لما غدوا ثاوين تحت التراب
في مجلس العمر شربنا الطلى
فلم يفق منا صريع الشراب

***

ولست مهما عشت أخشى العدم
وإنما أخشى حياة الألم
أعارني الله حياتي وعن
حقوقه استرداد هذا النسم

***

قالوا امتنع عن شرب بنت الكروم
فإنها تورث نار الجحيم
ولذّتي في شربها ساعة
تعدل في عيني جنان النعيم

***
إن دارت الكأس ولذّ الشراب
فكن رضيّ النفس بين الصحاب
واشرب فما يجديك هجر الطلى
إن كان مقدورا عليك العذاب

***

شيئان في الدّنيا هما أفضل
في كل ما تنوي وما تعمل
لا تتخذ كل الورى صاحبا
ولا تنل من كل ما يؤكل

***

لو كان لي قدرة رب مجيد
خلقت هذا الكون خلقا جديد
يكون فيه غير دنيا الأسى
دنيا يعيش الحر فيها سعيد

***

إذا بلغت المجد قالوا زنيم
وإن لزمت الدار قالوا لئيم
فجانب الناس ولا تلتمس
معرفة تورث حمل الهموم

***

خير لي العشق وكأس المدام
من ادعاء الزهد والإحتشام
لو كانت النار لمثلي خلت
جنات عدن من جميع الأنام

***
عبدك عاص أين منك الرضاء
وقلبه داج فأين الضياء
إن كانت الجنّة مقصورة
على المطيعين فأين العطاء

***

أهل الحجا والفضل هذي العقول
قد حاولوا فهم القضاء الجليل
فحدثونا بعض أوهامهم
ثم احتواهم ليل نوم طويل

***

يا عالم الأسرار علم اليقين
يا كاشف الضر عن البائسين
يا قابل الأعذار فثنا الى
ظلك فاقبل توبة التائبين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عمر الخيام Empty
مُساهمةموضوع: رد: عمر الخيام   عمر الخيام Emptyالثلاثاء 15 يناير 2019, 8:33 pm

الرباعيات


الرباعيات اسمٌ لقصيدة منسوبة إلى عمر الخيّام، وهو شاعر فارسي، وعالم في الفَلَك والرياضيات. ولعلها كُتِبَت في أوائل القرن الثاني عشر الميلادي ويأتي العنوان من صيغة الجمع للكلمة العربية رباعية، والتي تشير إلى قالب من قوالب الشعر الفارسي. والرباعية مقطوعة شعرية من أربعة أبيات تدور حول موضوع معين، وتكوّن فكرة تامة. وفيها إما أن تتفق قافية البيتين الأول والثاني مع الرابع، أو تتفق جميع الأبيات الأربعة في القافية.
وكلمة رباعيات تشير، عامة، إلى أي مجموعة من مثل تلك المقطوعات. وتتألف رباعيات عمر الخيام من رباعيات يُفْتَرض أنه ناظمُها، وبمرور السنين، نُسبت إليه أكثر من 2,000 رباعية. في حين أن من المعروف على وجه اليقين أنه نظم أقل من 200 من هذه الرباعيات.
هناك ترجمات عربية لبعض هذه الرباعيات، أشهرها ما قام به الشاعران أحمد الصافي النجفي، وأحمد رامي.
وأشهر ترجمة للرباعيات إلى اللغات الأجنبية هي الترجمة الإنجليزية التي قام بها الكاتب البريطاني إدوارد فيتسجيرالد. وقد نُشرت ترجمة فيتسجيرالد في أربع طبعات أعوام 1859، 1868، 1872، 1879م. والطبعتان الأخريان تشكل كل منهما قصيدة من 101 رباعية. وتصف القصيدة يومًا بطوله من الفجر حتى المساء، مليئًا بالمتعة والبهجة، وبكثير من الحالات النفسية. وتشكو بعض المقطوعات من قِصر العمر ومن ظُلم الدنيا. بينما تتغنّى مقطوعات أخرى بالزهور أو العشق، أو الربيع، أو الخمر.
ونصف المقطوعات في عمل فيتسجيرالد تقريبًا ترجمات أو إعادة صياغة للرباعيات المنسوبة إلى عمر الخيام. وهناك من يضيف إلى الرباعيات بضع مقطوعات لشعراء فرس آخرين. هذا بالإضافة إلى أن فيتسجيرالد قام بتأليف بضع مقطوعات في الطبعات الأولى من ترجمته.
و قد غنت سيدة الغناء العربي ام كلثوم بعضا من ابياتها .


رباعيات الخيام هي مجموعة من القصائد الشعرية باللغة الفارسية للشاعر الفارسي عمر الخيام .
ولم يفكّر أحد ممن عاصره في جمع الرباعيات. فأوّل ما ظهرت سنة 865 هـ ، أي بعد رحيله بثلاثة قرون ونصف. وأوّل ترجمة للرباعيات كانت للغة الإنجليزية، وظهرت سنة 1859 ، أما الترجمة العربية من الفارسية فقام بها الشاعر المصري أحمد رامي . وهناك ترجمة أخرى للشاعر العراقي أحمد الصافي النجفي .




وصف الكتاب:
ديوان رباعيات عمر الخيام pdf تأليف الخيام، الخيام ذاك الرجل الهاديء، الباسم، يقرأ تارة سورة من الجمال في وجه فتاة جالسة بين يديه، ويقبل أخرى ثغر الكأس التي في يده، ويترنم فيما بين هذا وذاك، بمقطعات شعرية بديعة، يمثل فيها جمال الطبيعة وهدوئها، وسعادة الوحدة وهنائها، ويطير فبأجنة خياله في عالم بديع من عوالم الغيب كأنما يريد أن يمر بنفسه من هذا العالم المملوء بالآلام والأحزان ويحاول أن يطارد كل خاطر من خاطرات الهموم التي تتطاير حول قلبه. 








غنتها نجاة الصغيره كاملة






سيدة الغناء أبدعت في إختيار السمين من القصيدة حين ترنمت بها


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
عمر الخيام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  رلا .. عرب قصورهم الخيام
» شخصيات صنعت لها تاريخ
» رولا .. عرب قصورهم الخيام
» رباعيات الخيام كاملة
» رولا .. عرب قصورهم الخيام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: كتب وروابات مشاهير شخصيات صنعت لها .... :: علماء وادباء-
انتقل الى: