غش يمتد الى غذاء المستهلك.. و«الرقابة» بحاجة الى «رقابة»..!
الدستور- محمود كريشان
بإختصار.. صحة المواطن «خط أحمر» كما يطالعنا المسؤولون في تصريحاتهم «المجانية» المتكررة، المخصصة للإستهلاك الاعلامي، لكن من يدفع الثمن بالمحصلة النهائية دوما هو ايضا المواطن!.. نظرا لتمدد ظاهرة الغش واقتحامها معظم المجالات والاسواق والمنتجات ذلك في ظل ضعف الدور الرقابي لكافة الجهات المعنية، وعدم السعي لإيجاد طرق عملية وسريعة، كفيلة بضبط حالات التلاعب والغش.
ولا شك فإن مؤشرات تظهر ارتفاعا في حالات الغش التي تسللت في وضح النهار الى قطاعات تموينية وغذائية محلية عديدة وأماكن مختلفة، ودون ان تقوم اي جهة بواجبها في ملاحقة ومتابعة حالات الغش والتدليس التي تُعد أولوية في العمل، في لجة بعض ضعاف النفوس للبحث عن المزيد من الارباح الحرام من خلال الغش والتدليس والاستغفال الذي تمارسه على المواطن.
وبالطبع فإن حالات غش ظهرت في البلاد مؤخرا، مع تدفق اللاجئين الهاربين من ويلات ما يسمى بـ»الربيع العربي»، إذْ تتمتع حالات الغش بالجدة أو الطرافة «غير المألوفة أو المعروفة سابقاً» وقد تنوعت صور الغش التي يتم تقديمها للمستهلك في ظل جشع مستند الى غياب ضمير بعض التجار والباعة، عندما تنوعت اساليبهم القذرة في الغش وقد رصدت «الدستور» بعض صور الغش ومنها على سبيل المثال لا الحصر:
] مخابز تقوم بوضع مادة مخصصة لتحنيط الموتى تسمى تشيفون وهذه المادة الكيميائية تجعل الخبز يحتفظ بطراوته ولونه البهي لفترة زمنية أطول.
] بعض مطاعم بيع السناكات والسندويشات تقوم بشراء السنيورة والاجبان الصفراء والبيضاء المغلفة والتي تشارف ممدها الزمنية على الانتهاء القريب باسعار زهيدة، ويقومون باخراجها من علبها وفرمها وتقطيعها ووضعها باطباق خاصة في ثلاجات العرض لاستخدامها في اعداد السندويشات وتكون مدة صلاحيتها منتهية وهذا لا يخطر ببال الزبون ولا فرق التفتيش.. اذا كان هناك فرق تفتيش اصلا..!!
* بعض اصحاب محال الجزارة وبيع اللحوم يقومون بفلق حبة باذنجان نصفين بشكل طولي ويوضع على وجه القسم المفلوق من الداخل احبار بلون اخضر تختم بها ذبائح مستوردة ليتم بيعها على انها لحوم بلدية!..
] صبغ جوز الهند ليصبح فستقاً حلبياً وبرش البازيلاء لتصبح فستقاً حلبياً أيضاً. * وضع بهارات للشاورما لإضاعة مذاقها السيئ والناتج عن فساد اللحم او اعادة تطريتها من التجمد. * تطرية لحوم العجول الهندية المجمدة بواسطة مادة من البودرة يقومون بشرائها من محال بيع العطارة لتصبح طرية جدا مع اضافة الخل فوقها ليصار الى بيعها لبعض المطاعم والفنادق لإعدادها في وجبات الطعام الجاهزة.
] مزج الجبن مع قريشة الحليب الرخيصة لصناعة الفطائر.
] صبغ النخالة بالأحمر لتصبح فليفلة حمراء.
] يصل الغش الى القهوة المعبأة في باكيتات خاصة عندما يقوم البعض بطحن الحمص الناشف والخبز مع حب القهوة ولا يختلف الطعم لدى المستهلك كثيرا!.
] استخدام البعض براميل القطر الجاهز والمستورد «رخيص الثمن» بدلا من اعداد القطر لوضعه فوق الكنافة، وزيادة السكر الصناعي «القطر» في الحلويات المتنوعة.
] صنع لبنة من السبيداج واستخدام النشاء في صناعة الأجبان والألبان والطحينة.
] بعض محال العطارة تقوم بشراء الكعك المكسر من المخابز وطحنه مع بهارات الطعام مناصفة ويتم بيعه مغلفا.
] يقوم بعض مصنعي الحلويات بخلط كمية قليلة جدا من الفستق الحلبي بمادة البازيلا الناشفة ذات اللون الاخضر القريب من لون لب الفستق الحلبي الذي يزين اطباق الكنافة،وبعدها يصارالى رش وجهها بهذا الخليط حتى تكون متلائمة مع ارتفاع السعر الذي يخضع بصورة حصرية الى مزاج وجشع صاحب المتجر!..
] اللجوء الى طحن الفلفل الاسود مع بزر عباد الشمس بواقع 30% فلفل اسود والباقي بزر عباد الشمس لجني ارباح اكثر!.
] طحن النخالة مع الزعتر لزيادة الوزن.
] بعض محال الحلاقة تستخدم عبوات فارغة لماركات شامبو معروفة وتضع فيها شامبوهات رديئة التصنيع ورخيصة الثمن.
] فرم بقايا الحلويات ليُعاد حشوها مرة أخرى مع الجوز.
] رش الماء فوق الملوخية الخضراء وورق العنب «الدوالي» لزيادة الوزن على المستهلك.
] تصنيع معسل مزور من بقايا الأشجار ومخلفات الفواكه وقشورها.
] استخدام فستق عبيد مصبوغ على أنه فستق حلبي.
] ذبح وتجهيز فراريج نافقة وغير صالحة للاستهلاك البشري وشواؤها للبيع في المطاعم.
] خلط كبدة الدجاج وجلده وإضافة البهار وتصنيعه ككباب وشاورما دجاج.
] بيع قطر مغشوش وإضافة أصنصات العسل الصناعي على أنه عسل رغم أن نسبة العسل الطبيعي فيه معدومة.
] صبغ البرغل أو الفريكة القديمة بأصبغة صناعية على أنها فريكة جديدة.
] تصنيع الحلويات العربية الممتازة مرتفعة السعر على اعتبار انها مصنعة من السمن البلدي، عندما يتم تصنيع صينية الحلويات بسمن نباتي مخلوط بسمن بقري، ويتم تذويب كمية بسيطة من السمن البلدي مع سمن نباتي وقليل من مادة سائلة ضمانا لعدم التجمد بالاضافة الى نكهة خفيفة وترش المكونات كلها بهذا الخليط فيكون الطاغي هو رائحة السمن البلدي.
] ولنا كلمة:
مجمل القول.. وبكل اسف فإن المشهد عابق بالفوضى والفلتان، ليكون المستهلك في مواجهة مصيره المحتوم في تناول الغذاء غير الآمن والذي سيفتك في صحته في ظل هذا المشهد الأسود الخطير في ظل غياب الرقابة والتي وان وجدت تكون «خجولة» وعلى استحياء..!!.. لتبقى تصريحات المسؤولين المجانية «غذاء المواطن.. خط احمر».. عبارات كلامية لاتغني ولا تسمن من جوع..!!