ميشع : محرر مؤاب(1)
هو صاحب الحجر الشهير الذي وجد في ذيبان وعرف بـ ( بحجر ميشع )وقد نصبه سنة 842ق.م .اهتم ميشع بالمشاريع العمرانية ،ودامت فترة حكمه حسب المصادر المتوفرة حوالي ( 30) سنة ، منع اليهود من دخول مؤاب ، ومما ورد في الحجر ( أنا ميشع بن كموشيت ملك مؤاب الذيباني ، أبي ملك على مؤاب ثلاثين سنة ، وأنا ملكت ......) .
الصحابي الشهيد زيد بن حارثة(2):
اقترن اسم زيد بمعركة مؤتة الشهيرة ، وقد سماه الرسول صل الله عليه وسلم الأمير الأول لهذه الغزوة بقوله : ( عليكم زيد بن حارثة ، فإن أصيب زيد فجعفر ابن أبي طالب ، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة ).
هو زيد بن حارثه بن شرحبيل وينتهي من جهة الأب الى كلب بن وبرة ، وأمه سعدى بنت ثعلبة وينتهي نسب الأم إلى بني معن من طئ .
في زيارة سعدى والدة زيد لأهلها وكان رضيعا ، هجمت إحدى القبائل على قبيلة أهلها وأسرت وسبت وكان زيد من بين الأسرى ، فعادت سعدى إلى مضارب زوجها وأعلمته بالخبر الفاجع فحزن الأب وراح الأب يطوف الديار والبراري بحثا عن ولده كان يسأل القوافل ومن يصادفه ولكن دوت فائدة ، وقال فيه الشعر الحزين :
بكيت على زيد ولم ادر ما فعل احي فيرجي أم أتى دونه الأجل
فو الله مـا ادري وانـــي لسائل أغالك بعدي السهل ام أغالك الجبل
تذكرنيه الشمس عند طلوعها وتعرض ذكراه إذا غربها أفل
وان هبّت الأرواح هيجن ذكره فيا طول ما حزني عليه ويا وجل
كل ذلك كان قبل الإسلام .
وبيع زيد في سوق عكاظ حيث بيع الأسرى، فاشتراه حكيم بن حزام ثم وهبه لعمته خديجة بنت خويلد .
وكان الرسول قد تزوج خديجة ولم يكن قد أمر بالرسالة بعد ، ووهبت السيدة خديجة زيدا لزوجها محمد فتقبله واعتقه وأكرمه . في احد مواسم الحج التقت جماعة من حي حارثة بزيد في مكة ونقلوا إليه كمد أبيه وحزنه ، فحملهم سلامه وطلب منهم أن ينقلوا إليه انه يعيش مع أكرم والد وهو (محمد).
وجاء حارثة إلى محمد في مكة وطلب من الرسول أن يمنن عليه به ، وكان الرسول متعلقا بزيد، ولكنه قدّر حق أبيه فيه ،لذلك قال لحارثة:" ادع زيدا وخيّره ، فإن اختارك فهو لك بدون فداء ، وان اختارني ، فو الله ما أنا بالذي يختار على من اختارني فداء ". فوافق حارثة ، فدعا محمد زيدا وسأله : هل تعرف هؤلاء ؟ قال زيد: نعم ، هذا أبي وهذا عمي . وأعاد عليه ما قاله لأبيه فقال زيد : ما أنا بالذي يختار عليك أحدا ، أنت الأب وأنت العم . فدمعت عينا الرسول وأخذه إلى فناء الكعبة وأعلن أمام قريش ( اشهدوا أن زيدا ابني يرثني وارثه ). وعاد الأب إلى قومه فرحا مستبشرا لان ابنه عند الأمين الصادق ، وكان زيد أول من اعتنق الإسلام بعد السيدة خديجة ، ورافق الرسول إلى الطائف. وهو الصحابي الوحيد الذي ورد ذكره في القران الكريم ( وإذ تقول للذي انعم الله عليه وأنعمت عليه امسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه ، فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج ادعيائهم إذا قضوا منهن وطرا، وكان أمر الله مفعولا)الأحزاب/37، ومناسبة هذه الآية أن ٍرسول الله زوّج زيدا من ابنة عمته زينب بنت جحش ، وأمها أميمه بنت عبد المطلب بن هاشم ، ولكن هذا الزواج لم يدم طويلا، إذ طلق زيد زينب ثم تزوجها الرسول وكان ذلك لغايات تشريعية وفق ما شرع القران الكريم، قال تعالى ( ما كان محمد أبا احد من رجالكم ، ولكن رسول الله وخاتم النبيين ....) شهد زيد الكثير من الغزوات والمعارك وكان آخرها غزوة مؤتة على ارض الكرك التي كان أميرها الأول .
كان زيد قصيرا شديد الأدمة ( السمرة ) ، ولقبه الرسول بـ ( الحبيب ) ، لذلك حين بكاه بعد استشهاده بمؤتة قال : ( هذا شوق الحبيب إلى حبيبه ) ، ودفن زيد في المزار الجنوبي . أما ابنه " أسامه " فهو من زوجته ( أم أيمن ) واسمها ( بركة الحبشية ) وقد كانت مملوكة لآمنة بنت وهب أم الرسول وهي التي ربت الرسول وحضنته بعد وفاة آمنه والتي قال عنها كثيرا ( هي أمي ، وبقية أهل بيتي ) ... وجاهد أسامه مع أبيه في مؤتة ، وشاهد مصرع أبيه وظل يقاتل تحت لواء جعفر ، ولواء عبدالله بن رواحة ، ثم تحت لواء خالد بن الوليد . الصحابي الشهيد جعفر بن أبي طالب/ أبو المساكين(3):
هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن مناف بن قصي. ابن عم رسول الله واخو علي بن أبي طالب ،وهو جعفر الطيّار وأشبه الناس بالرسول خلقا وخلقا ، ودفن في المزار بعد استشهاده في معركة مؤتة سنة 8هـ . ولد حوالي 590م أي بعد واقعة الفيل بعشرين سنة تقريبا ، وقبل الهجرة النبوية بثلاث وثلاثين سنة ، وهو اكبر من أخيه علي ابن أبي طالب بعشر سنوات .
كفله عمه العباس بن عبد المطلب للتخفيف على أخيه أبي طالب ، فعاش جعفر عند عمه معززا مكرما واكتسب من شخصية عمه الفضائل السامية وحب العلم .
اسلم جعفر مبكرا وقبل أن يتخذ رسول الله دار ابن الأرقم مقرا له ولم يسبقه إلا واحد وثلاثون رجلا وأسلمت معه زوجته أسماء بنت عميس . هاجر الهجرتين : الى الحبشة وكان جعفر اصغر المهاجرين إليها سنا، ولكن الرسول اختاره رئيسا لهؤلاء المهاجرين ، وكان من أمره ما كان حين وقف أمام النجاشي وبيّن ما هو الإسلام بحضور رسولي المشركين ، والموقف الايجابي للنجاشي من المسلمين بعد ذلك . وحينما عاد من الحبشة وتوجه إلى المدينة مهاجرا استقبله الرسول فرحا وهو يقولما ادري بأيهما اسر، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر؟ وأكد الرسول هذه المكانة حين جاءته السيدة أسماء بنت عميس زوجة جعفر تشكي عمر بن الخطاب الذي وصفها بالحبشية وأنها وزوجها ليس لهما هجرة فقال لها ليس عمر بأحق بي منكم، فان له ولأصحابه هجرة واحده،أما انتم أهل السفينة فلكم هجرتان). أما معركة مؤتة فكانت مسك الختام في حياة هذا الصحابي البطل؛ فما إن اطلّ شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة وبعد شهرين من عود جعفر من الحبشة حتى بدأ الاستعداد للمسير إلى مؤتة، ورتّب الرسول أمراء الجيش وكان جعفر الثاني. ونقرأ في المصادر التاريخية سردا مفصلا عن مجريات هذه الغزوة ؛ فحين استلم جعفر الراية من زيد بن حارثة الذي سقط شهيدا صاح برجال المسلمين:
يا حبّذا الجنة واقترابها طيبا وباردا شرابها
والروم روم دنا عذابها كافرة بعيدة أنسابها
عليّ إذ لاقيتها ضرابها
وأصيبت فرس جعفر فيعقرها ،فكان أول فارس يعقر فرسه في الإسلام وراح يحارب جنود العدو راجلا ، فقطعت يمناه فنقل الراية إلى يسراه ، فقطعت أيضا، فاحتضنها بين ذراعيه المبتورين، ثم اخذ الراية عبدالله بن رواحة ليدير دفة المعركة.
بعد استشهاد جعفر قال الرسول مرّبي جعفر البارحة في نفر من الملائكة، له جناحان ، مخضب القوادم من الدم). وكان عمره عند استشهاده إحدى وأربعين سنة. أما أولاده فهم: عبدالله وعون ومحمد، وولدوا في الحبشة ، وأما أسماء زوجته فقد تزوجها بعد وفاته أبو بكر الصديق فولدت له محمدا ، ثم تزوجها علي بن أبي طالب بعد وفاة أبي بكر فولدت له يحيي.
قال عنه الرسول : ( وأما أنت يا جعفر، فأشبهت خلقي وخلقي ، وأنت من عترتي التي أنا منها ). وقال أيضا: ( مـا أدري بأيهما أسر، بفتح خيبر أم بقدوم جعفر). الصحابي الشهيد عبدالله بن رواحة/ شاعر الإسلام(4):
هو عبدالله بن رواحه بن ثعلبة من بني الحارث , وأمه كبشة بنت واقد الخزرجية ويتصل نسبها بمالك الأغر .
كان جد عبدالله قاضيا يحكم بين الناس في الجاهلية, وقضاؤه نافذ , وهو من اشرف رجالات الخزرج , فورث عبدالله هذا المجد وكان أميرا في قومه ثم سيدا في الإسلام.
كان عبدالله احد النقباء ألاثني عشر الذين بايعهم الرسول بيعة العقبة الأولى , ثم بيعة العقبة الثانية . آخى الرسول بينه وبين المقداد بن عمرو بعد الهجرة, وأصبح شاعر النبوة احد أمناء الوحي ,وسأله الرسول ذات مرة وهو مع أصحابه (وكيف تقول الشعر إذا أردت أن تقول؟) ,قال: انظر في ذلك ثم أقول: يا هاشم الخير أن الله فضلكــم على البريــــة فضلا مـــا له غيــر إني تفرست فيك الخير اعرفه فراسة خالفتهم في الذي نظــــــروا فثبت الله ما أتاك مـــن حسن تثبيت موسى ونصرا كالذي نصروا فسرّ منه الرسول ،وقال له: وإياك فثبت الله. شارك في المشاهد معظمها وكان آخرها معركة مؤتة وهو ثالث الأمراء الذين استشهدوا فيها ، وقال شعرا كثيرا حين كان على أهبة الاستعداد للمسير إلى مؤتة , وكان حواره مع نفسه وغلبته عليهاـ لحظة استلامه الراية من جعفرـ مؤثرا جدا: يا نفس إلا تموتــي تقتلــي هذا حمام الموت قد صليت ألا ما تمـــنيت قد أعطيت إن تفعلي فعلهما هديـــــت وان تأخرت فقد شقيـتثم قال : يا نفس مالك تكرهين الجنة اقســم بــالله لتـــزلنه طائعــــة أو لتكرهنـــــــــه فطــالما كنت مطمئنة هل أنت إلا نطفة في شنــة قد أجاب الناس وشدوا الرنة وهجم على الأعداء وصرع بين الصفين وكان يقول مشجعا:(يا معشر المسلمين ، ذبّوا عن لحم أخيكم)، فوصل إليه الناس وهو يجود بنفسه ، ودفن في مدينة المزار . قال عنه رسول الله : ( رحم الله ابن رواحة ، انه كان يحب المجالس التي تتباهى بها الملائكة)، وقال أيضا: ( رحم الله أخي عبدالله بن رواحة، كان أينما أدركته الصلاة أناخ ). وقال عنه الإمام ابن حجر: ( كان عبدالله بن رواحة أول خارج إلى القتال وأخر قافل منه ).زيد بن علي بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب: ويقال له زيد الشهيد وعده الجاحظ من خطباء بني هاشم وذكره أبو حنيفة بقوله : ما رأيت في زمانه افقه ولا أسرع جوابا ولا أبين قولا منه ، اقتبس عن واصل ابن عطاء على الاعتزال ، ضيق عليه هشام بن عبد الملك شهورا خمسه ثم عاد إلى العراق ثم المدينة ، ولاحق به بعض أهل الكوفة يحرضونه على قتال بني أميه وبايعه أربعون ألفا على جهاد الظالمين والدعوة إلى الكتاب والسنة … وقد كان عامل العراق إذ ذاك يوسف بن عمر الثقفي فكتب إلى الحكم بن السلت وهو في الكوفة أن يقاتل زيدا ففعل ودارة معارك انتهت بمقتل زيد في الكوفة وصلب وحرقت جثت زيد وحمل رأسه إلى الشام ونصب على باب دمشق ثم أرسل إلى مصر ودفن هناك (5) . أما مقامه الموجود الآن في بلدة الربه فتؤكد بعض المصادر التاريخية أن زيدا دفن فيه . الملك الناصر داود(6) : داود بن محمد أيوب ابن المعظم عيسى ، ولد بدمشق 1206م وهو مؤسس إمارة الكرك الأيوبية سنة 1229م ، وبدأت الحركة الأدبية منذ ذلك الوقت ، فكانت الكرك قبلة الأدباء والعلماء .
شادي بن ناصر داود(7) : لقب بالملك الظاهر ولد بدمشق سنة 1282م ، عاش في غور الأردن ( غور شادي ) وبقي فيه إلى أن توفي سنة 1282 م، ثم نقل جثمانه إلى القدس. .
الحكيم أبو الفرج بن يعقوب بن اسحق بن القف(: من نصارى الكرك ، ولد بالكرك سنة 1232م ، والده الأديب الكاتب يعقوب ابن اسحق ، وكان صديق يعقوب الطبيب المشهور ابن أبي اصيبعة ، لأبي الفرج كتب كثيرة في الطب مثل : كتاب "الشافي في الطب" ، وكتاب "شرح الكليات من كتاب القانون لابن سيناء" ، وكتاب" شرح الفصول لابقراط" ، وكتاب "العمدة في صناعة الجراح" ، وتوفي في دمشق سنة 1286م. الحكيم الأجل سديد الدين أبو منصور بن يعقوب بن اسحق القف(9) : من نصارى الكرك ، واخذ علم الطب عن أبيه وعن الإمام شمس الدين الخسرو شاهي ، وتوفي في دمشق .
موفق الدين يعقوب بن اسحق بن القف(10): من نصارى الكرك وعميد أسرة آل القف ، وكان صديقا لابن أبي اصيبعة ، كان أديبا ، ومؤرخا وخطاطا من مواليد الكرك لكنه رحل إلى دمشق .
نجم الدين يوسف بن داود بن المعظم عيسى الأيوبي(11) : ولد في الكرك سنة 1230م، اشتهر بالتدين والفضيلة ، درس في الكرك ، وكان محسنا إلى الضعفاء والفقراء ، توفي في القدس سنة 1298م.
عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي العباس احمد بن علي التفزي الكركي الشافعي(12): مقرئ الكرك ، ولد قبل السبعمائة الهجري في الكرك ،كان عالما وله شهرة واسعة، فقصده طلاب العلم ومنهم المؤرخ ابن الجزري ، توفي سنة 1326م .
محمد بن سلام التوزي المغربي الكركي(13) عرف بالكركي لطول إقامته بالكرك ، مهر في الأصول والمعقول والتصوف ، وكان ممن قدم المعونة للملك الظاهر برقوق عندما سجن في الكرك ، فكافأه برقوق ، توفي بالقاهرة سنة 1403م.
احمد الشهاب الكاسي الكركي(14) : شاعر الكرك ، توفي سنة 1422م ، وتولى منصب كاتب سر الكرك ثم التوقيع بالخليل ، ووصفه السخاوي بأنه شاعر جيد له نظم كثير .
علي بن إبراهيم بن محمد بن عبد الرحيم الرباوي الأصل(15): ، نسبة إلى الربه ولد سنة 1370م ، اخذ العلم في بيت لحم ، وولي قضاءها ، ورحل إلى القاهرة وناب في الحكم عن ابن حجر العسقلاني في باب الشعرية ، ثم عاد إلى القدس وتوفي فيها سنة 1437م.
إبراهيم ابن موسى بن بلال بن عمران البرهان الكركي الشافعي(16) : ولد في الكرك ، كان عالما بالقراءات السبع والفقه والعربية ، رحل إلى دمشق وبيت المقدس والخليل الى أن استقر في مصر ، ولازم عددا من العلماء ، وتولى القراءات في المدرسة الظاهرية في القاهرة ، له عدد كبير من الكتب ، توفي سنة 1449م.
عبد اللطيف بن يحيى بن محمد بن حسن بن المزلق( 17 )[size=32]:[/size]
قاضي الكرك ، تولى قضاء الكرك سنة 1582م وباشر الحكم فيها في العصر العثماني ، توفي بدمشق سنة 1584م ودفن عند مسجد الذبان خارج باب الصغير .
المؤرخ سبط بن الجوزي(18)[size=32]:[/size]
أقام في الكرك بصحبة الملك الناصر داود ،وهو مؤلف تاريخ (مرآة الزمان ) ، ويقول ابن الجوزي عن قصة اتصاله بالناصر ( ولما فارقت دمشق بسبب ما جرى في حديث القدس طلعت إلى الكرك وأقمت عند الملك الناصر وكنت أتردد إلى القدس ونابلس ).