واشنطن ترفض تصريحات نتنياهو وعريقات يدعو لملاحقة الاستيطان
الاثنين 12 أيلول / سبتمبر 2016
برهوم جرايسي
القدس المحتلة- انتقدت الإدارة الأميركية تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الذي ساوى فيها بين عصابات المستوطنين في الضفة الفلسطينية المحتلة، وبين فلسطينيي 48، زاعما أن إخلاء المستوطنين من الضفة بمثابة "تطهير عرقي"، فيما دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات العالم الى ملاحقة سياسة إسرائيل الاستيطانية ومحاسبتها.
وكان نتنياهو قد قال في نهاية الاسبوع الماضي، في شريط فيديو باللغة الانجليزية، بثه على صفحاته في شبكات التواصل الاجتماعي، إن المستوطنات الاسرائيلية في الضفة المحتلة، أو حسب تعبيره، "التجمعات السكانية، في يهودا والسامرة"، لا تشكل عقبة أمام تحقيق السلام. وتابع قائلا إن هناك مليوني مواطن عربي يعيشون في إسرائيل، بقصد فلسطينيي 48 ومع فلسطينيي القدس المحتلة، (1,75 مليون نسمة) ولا احد يعتبرهم عقبة أمام تحقيق السلام بل العكس هو الصحيح.
وقال نتنياهو إن القيادة الفلسطينية تطالب بدولة فلسطينية بشرط مسبق واحد وهو انها ستكون خالية من اليهود، وهذا هو شرط شنيع يساوي التطهير العرقي. وقال إن ما يجعل السلام مستحيلا هو عدم قبول الآخرين وأن الادعاء بأن التطهير العرقي يخدم السلام هو ادعاء سخيف ومرفوض.
وقالت الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأميركية اليزابيت توردو "واضح أننا نختلف بشدة مع طبيعة أولئك الذين يعارضون النشاط الاستيطاني، أو أولئك الذين يرون فيه عائقا للسلام، كالأشخاص الذين يدعون إلى تطهير عرقي للضفة الغربية من اليهود". وأضافت، أن "المستوطنات هي موضوع يجب البحث فيه في المحادثات على الوضع النهائي. نحن نشارك الرأي مع كل الإدارات الأميركية السابقة والإجماع الواسع في الأسرة الدولية في أن النشاط الاستيطاني المتواصل هو عائق في وجه السلام. ونواصل دعوة الطرفين إلى الأظهار، بالسياسة وبالخطوات على الأرض بأنهما ملتزمان التزاما صادقا بحل الدولتين للشعبين".
ودعا د.صائب عريقات، المجتمع الدولي إلى بدء المساءلة الحقيقية لنتنياهو وحكومته لوقف سياساتها الاستيطانية الممنهجة ضد أبناء شعبنا الفلسطيني. وأضاف في تصريح للإذاعة الفلسطينية العامة، أن "هذه التصريحات إن دلت على شيء فإنها تدل على أن نتنياهو خرج عن كل الخطوط الحمراء بتصريحات فاضحة صارخة غير أخلاقية، وضرب بعرض الحائط القانون الدولي، وهدم كيان كل العلاقات الدولية، ودمر كل ما قامت عليه مواثيق ومؤسسات الأمم المتحدة من عدالة".
وتابع عريقات، أن "نتنياهو من خلال تلك التصريحات يصف هذا المستوطن والاستيطان الذي يرقى لجريمة حرب بالساكن الأصلي، ويساويه بابن البلد المواطن العربي الفلسطيني الذي يعيش على أرضه وأرض أجداده، فذلك أمر غير مسبوق ومرفوض جملة وتفصيلا ويستحق الإدانة والاستنكار، كما أنه يكشف الوجه الحقيقي لنتنياهو وحكومته، وكما قلنا أكثر من مرة هذه حكومة من المستوطنين وللمستوطنين وبالمستوطنين".
وقال عريقات، إنه "على ضوء أن العالم كله بات يعرف أن من يدمر عملية السلام وخيار الدولتين هو سياسات ومنهجية تلك الحكومة وهذه الحقيقة الواضحة، فعلى العالم الآن أن يبدأ المساءلة والمحاسبة لهذه الحكومة، فلم تعد التصريحات ولا الإدانات تكفي والمطلوب المساءلة الحقيقية وبشكل فوري".
وأشار إلى أن المساءلة الحقيقية تبدأ بقرار في مجلس الأمن حول الاستيطان وبتطبيق مواثيق جنيف الأربعة، وبأن تفتح المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا قضائيا في كل ممارسات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، سواء بالاستيطان، أو تهويد القدس، أو الأسرى، أو العدوان على قطاع غزة. وأعرب عريقات عن استغرابه من استمرار الدول بعلاقاتها مع إسرائيل رغم كل تلك الممارسات وكأن شيئا لم يحدث، "خاصة أن هذا ما يجري في الوقت الحالي، والحقيقة أن ما تقوم به حكومة إسرائيل يدمر ثقافة الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، وهذا هو الخطر الحقيقي".