من يقرأ لاقبال يدرك أنه أمام عقل هضم التراث الصوفي والكلامي والفلسفي الشرقي والغربي على حد سواء، يقول هرمان في مقدمة رسالة الخلود او "جاويد نامه" لإقبال: ينتمي محمد إقبال إلى ثلاثة أحياز روحية، وهذه الأحياز الروحية الثلاثة هي منابع آثاره العظيمة، وهي حيز القارة الهندية، وحيز العالم الإسلامي، وحيز الفكر الغربي، اقبال الذي كتب أغلب قصائده وأشعاره بنفس أسلوب الرومي وعلى وزن "المثنوي" سمي "رومي هذا العصر"، ربما لان اقبال صفي تأثر بالرومي، رغم انه انتقد المنهج الصوفي، لان التصوف السائد لا يهتم بالدنيا وهذه مشكلة اقبال مع التصوف، أسوة بالرسول صل الله عليه وآله وسلم، فالنبي حين ذهب في رحلة الإسراء والمعراج لم يطلب من الله ألا يعود، وإنما عاد لأن وراءه رسالة وهداية للبشر وعمران للكون. كان هذا هو المفهوم الذي انتقد إقبال الصوفية بسببه، وهو نفس المكوِّن الذي أضافه إقبال للتصوف في زمانه.
لكن مثنوي الرومي لم تمر على اقبال مرور الكرام فالتجربة الروحانية للرومي قصها اقبال في كتابه رسالة الخلود.
يقول عن طفولته التي تأثرت بتربية والده الصوفية. بانه كان يقرأ القرآن كل صباح ولمدة ثلاث سنوات وكان والده حين يمر عليه يساله ماذا تفعل؟ فيجيب: أقرأُ القرآن. استمر سؤال والده كل صباح لثلاث سنوات، يسأل محمد والده لماذا يسألهُ نفس السؤال كل صباح؟ فقال له: يا ولدي؛ أردتك أن تقرأ القرآنَ وكأنه أنزِلَ عليكَ في لحظته، أن تفهمه وتعيشه.