منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Empty
مُساهمةموضوع: سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض!   سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Emptyالجمعة 18 نوفمبر 2016, 6:38 am

قلعة باقية من قلاع بلنسية

تعرضت الأندلس لمحن متوالية في القرن السادس الهجري= الثالث عشر الميلادي، ولم تجد من يمد لها يدا أو يصد عنها عدوانا، وزاد من ألم المحنة أن حكام الأندلس تخاذلوا عن القيام بواجبهم، وتخلوا عن مسئوليتهم التاريخية تجاه أعدائهم النصارى الذين تفتحت شهيتهم لالتهام قواعد الأندلس الكبرى واحدة بعد أخرى.
وبدلا من أن توحد المحنة صفوف حكام البلاد وتشحذ همتهم وهم يرون الخطر المحدق بهم من كل جانب فيهبوا للدفاع عن الأندلس وحمايتها من عدوان النصارى -راحوا يهرولون إلى أعدائهم، يمالئونهم ويصانعونهم على حساب الشرف والكرامة، بل على حساب وطنهم وأمتهم ودينهم.
ردة ملك.. خزي وعار
وكانت بلنسية -وهي من حواضر الأندلس العظيمة التي تقع على البحر المتوسط- قد تعرضت لفتنة هائجة وثورة جامحة في مطلع القرن السابع الهجري، ولم تهدأ إلا بتولي أبي جميل زيان بن مدافع مقاليد الحكم فيها، بعد أن انسحب واليها السابق أبو زيد بن أبي عبد الله محمد من المدينة، وبخروجه انتهى حكم دولة الموحدين في شرق الأندلس.
وبعد خروج أبي زيد من بلنسية سنة (626هـ= 1230م) فعل ما لم يكن يخطر على بال مسلم، وذهب إلى ملك أراجون خايمي الأول، وأعلن دخوله في طاعته، وعقد معه معاهدة دنيئة يتعهد فيها بأن يسلمه جزأ من البلاد والحصون التي يستردها بمعاونته.
ولم يتوقف هذا الحاكم الخائن عند هذا الحد من الخزي، بل ارتد عن الإسلام واعتنق النصرانية، واندمج في القوم الذين لجأ إليهم، وأخذ يصحبهم ويعاونهم في حروبهم ضد المسلمين.
ملك أراجون يتطلع إلى بلنسية
وبعد أن أمسك أبو جميل زيان بزمام الأمور في بلنسية عمل على توطيد سلطانه وتثبيت حكمه وتوسيع أملاكه، والثأر من النصارى الذين خربوا بلاده في حملات متتابعة، وساعده على ذلك أن ملك أراجون كان مشغولا بغزوات أخرى، فانتهز أبو جميل هذه الفرصة وقام بعدة حملات موفقة على أراضي أراجون على شاطئ البحر حتى ثغر طرطوشة، وحقق أهدافه في كل حملة يقوم بها.
ولما انتهى ملك أراجون من حملاته وعاد إلى بلاده بدأ يفكر في الاستيلاء على بلنسية والقضاء على خطرها، وكان تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى استعداد عظيم وخطة محكمة، وكان يدرك أن بلنسية لن تقع في يديه إلا بعد أن يعزلها عن جيرانها، ويحرمها من كل وسائل الدعم والعون، حيث إن مواردها المحدودة لن تسمح لها بالاستمرار في المقاومة والدفاع، وكان هذا الملك يعلم أن زعماء المسلمين في شرق الأندلس على خلاف عظيم.
وفي اللحظة المناسبة أخذ ملك أراجون قراره بالغزو بعد أن استعد له، وطلب من البابا أن يبارك حملته، وأن يضفي عليها صفة الصليبية، فاستجاب لطلبه، وهرع إلى مساعدته كثير من الفرسان والسادة.
البداية من بريانة
وفي أواخر سنة (631هـ=1233م) بدأت قوات ملك أراجون وبصحبته والي بلنسية السابق الذي تنصر (أبو زيد) في الزحف إلى أراضي بلنسية الشمالية، وتمكنت من الاستيلاء على بعض المدن والقلاع المهمة في شمال بلنسية، وكانت أول قاعدة مهمة من إقليم بلنسية يقصدها الأراجونيون هي بلدة بريانة الواقعة على البحر المتوسط، وعلى مقربة من شمال بلنسية، وضربوا عليها حصارا شديدا بعد أن خربوا ضياعها وزروعها القريبة.
وعلى الرغم من حصانة بريانة وقوتها فإنها لم تستطع أن تدفع عن نفسها الحصار وتهزم العدو، فسقطت بعد شهرين من الحصار بعد أن نفدت المؤن والأقوات، وذلك في (رمضان 630هـ= يوليو 1233م).
وواصل ملك أراجون حملته ونجح في الاستيلاء على عدد كبير من القلاع المهمة القريبة من بلنسية، ثم عاد إلى بلاده سنة (633هـ=1235م) بعد عامين قضاهما في تنفيذ مخططه، ليتابع شئون دولته الداخلية، وأقام هناك عامين توقفت خلالهما عملياته العسكرية ضد بلنسية، منتظرا الفرصة المناسبة للانقضاض عليها.
وفي الطريق.. أنيشة
ولما عاود ملك أراجون غزواته للاستيلاء على بلنسية تطلع إلى أن يحتل حصن أنيشة المنيع الواقع على سبعة أميال من بلنسية، وكان هذا الحصن يقع على ربوة عالية، ويطل على مزارع بلنسية وحدائقها، ويعد من أهم حصونها الأمامية.
وفطن الأمير زيان إلى أن عدوه يسابق الزمن حتى يضع يده على هذا الحصن المنيع، فقام بهدم الحصن وتسويته بالأرض، غير أن هذا الإجراء لم يثن ملك أراجون عن احتلال الحصن، فاتجه إليه بحشود ضخمة وبصحبته الأمير المرتد، وهاجم أنيشة وهزم المسلمين الذين تصدوا لمقاومته، واحتل المكان وابتنى فوقه حصنا جديدا منيعا، ووضع به حامية قوية، واتخذ منها قاعدة للسلب والإغارة على مختلف نواحي بلنسية.
وشعر الأمير زيان بخطورة القلعة التي أصبحت تهدد سلامة بلاده، فعزم على استعادة هذا الحصن مهما كان الثمن، فجهز جيشا كبيرا تصفه بعض المصادر بأنه بلغ أكثر من 40 ألف مقاتل، وسار نحو تل أنيشة لاسترداده، وهناك نشبت معركة هائلة لم ينجح المسلمون خلالها في تحقيق النصر على الرغم من شجاعتهم وحسن بلائهم، ومنوا بخسارة فادحة، واستشهدت أعداد هائلة من المسلمين.
وكان في مقدمة من استشهدوا في هذه المعركة: أبو الربيع سلميان بن موسى الكلاعي كبير علماء الأندلس ومحدثها يومئذ، وكان إلى جانب علومه وأدبه، وافر الشجاعة كريم الخلق، يشهد المعارك ويتقدم الصفوف ويبث روح الشجاعة والإقدام في نفوس الجند، ويحثهم على الثبات، ويصيح فيهم قائلا: "أعن الجنة تفرون؟!".
لكن كل ذلك لم يكن حائلا دون وقوع الكارثة التي حلت فصولها في (25 من ذي الحجة 634هـ = 14 من أغسطس 1237م)، وكان سقوط هذا الحصن نذيرا بأن مصير بلنسية قد اقترب، وأن نهايتها صارت قاب قوسين أو أدنى لا محالة.
الفصل الأخير
كانت نهاية الفصل الأخير من مأساة بلنسية قد اقتربت، ولاح في الأفق الحزين غروب شمسها، وكان قد سبقها إلى هذا المصير مدينة قرطبة العظيمة التي سقطت في يد فرناندو الثالث ملك قشتالة، وخيم على الناس روح من اليأس والقنوط، وقلت ثقتهم بعد نكبة أنيشة، وتضاءلت مواردهم، وضعف أملهم في نصير يستنجدون به.
وكانت هذه الظروف الحرجة التي تحيط بأهالي بلنسية أسبابا مواتية لملك أراجون تحثه على الإسراع في الإجهاز على فريسته قبل أن تدب فيها روح قوية قد تمنعه من تحقيق حلمه؛ فخرج إلى الجنوب صوب بلنسية، وأثناء سيره كانت تتوالى عليه رسائل من معظم الحصون القريبة من بلنسية تعلن الدخول في طاعته.
وواصل الملك سيره، وكانت الإمدادات تنهال عليه بالرجال والمؤن حتى إذا اقترب من المدينة كان جيشه قد تضخم بما انضم إليه من حشود الحرس الوطني ببرشلونة، والمتطوعين الفرنسيين الذين جاءوا إليها بطريق البحر، وبلغ مجموع هذه الحشود أكثر من 60 ألف جندي، وبدأ الحصار في (5 من رمضان 635هـ = أبريل 1238م) حيث شدد النصارى حصارهم على بلنسية.
أدرك بخيلك خيل الله أندلسا
وأثارت قوات الأرجوانيين حماس أهالي المدينة على الرغم من قلة العدد وضآلة الموارد، فعزموا على الثبات والدفاع عن المدينة حتى آخر رمق. وكان الملك أبو جميل زيان أكثرهم عزما وإصرارا، وبذل محاولات حثيثة لطلب النجدة من البلاد الإسلامية القريبة، لكنها كانت عاجزة عن أداء واجبها؛ فامتد بصره إلى دولة إسلامية فتية تقع في شمال أفريقيا هي دولة الحفصيين، وبعث إليها بسفارة على رأسها وزيره وكاتبه المؤرخ الكبير ابن الأبار القضاعي، يحمل إلى سلطانها أبي زكريا الحفصي بيعته وبيعة أهل بلنسية، ويطلب منه سرعة النجدة والنصرة.
ولما وصل ابن الأبار إلى تونس، ومثل بين يدي سلطانها في حفل مشهود ألقى قصيدته السينية الرائعة التي يستصرخه فيها لنصرة الأندلس، ومطلعها:
أدرك بخيلك خـــيلِ الله أندلــسا ** إنّ السـبيلَ إلى مناجاتها درسـا
وهبْ لها من عزيز النصر ما التمست ** فلم يزل منك عز النصر ملتمسا
وفي بلنــسيةٍ منــها وقرطــبةٍ ** ما ينــسف النفسَ أو ينزف النفسا
مدائــنٌ حلّها الإشــراك مبتـسما ** جــذلانَ وارتحل الإيمانُ مبتئسا
وكان لهذه القصيدة المبكية أثرها في نفس السلطان الحفصي، فبادر إلى نجدة البلدة المحاصرة، وأسرع بتجهيز 12 سفينة حربية محملة بالمؤن والسلاح، وعهد بقيادة هذه النجدة إلى ابن عمه أبي زكريا يحيى بن أبي يحيى الشهيد، وأقلعت هذه السفن على جناح السرعة إلى المحاصرين لنجدتهم، لكنها لم تتمكن من إيصال هذه النجدة إلى أهلها، نظرا للحصار الشديد المفروض على بلنسية من جهة البحر، وانتهى الأمر بأن أفرغت السفن شحنتها في ثغر دانيه الذي يقع بعيدا عن بلنسية المحاصرة، وهكذا فشلت محاولة إنقاذ المدينة وإمدادها بما يقويها على الصمود.
تسليم المدينة.. صلحا
وفي الوقت الذي كان فيه أهالي بلنسية يعانون الضيق والحصار ولا يجدون من يمد لهم يد النجدة كانت تنهال عليهم الضربات من كل جانب، لكنهم كانوا عازمين على المقاومة والدفاع، فكانوا يخرجون لمقاتلة النصارى في شجاعة وبسالة، واستمر الحصار على هذا النحو زهاء 5 أشهر، والبلنسيون يضربون أروع الأمثلة في الثبات والمقاومة، لكن ذلك لم يكن ليستمر بدون إمداد وعون.
وشعر المسلمون في المدينة بحرج موقفهم بعد أن فنيت الأقوات وتأثرت أسوار المدينة وأبراجها، وأدرك الأمير زيان ومن معه من وجهاء المدينة أنه لا مفر من التسليم قبل أن ينجح الأعداء في اقتحام المدينة ويحدث ما لا يحمد عقباه؛ فبعث الأمير زيان ابن أخيه ليفاوض ملك أراجون في شروط التسليم، واتفق الفريقان على أن تسلم المدينة صلحا.
مشهد حزين.. ومتكرر!
وفي يوم الجمعة الموافق (27 من صفر سنة 636هـ= 9 من أكتوبر 1238م) دخل خايمي ملك أراجون بلنسية ومعه زوجه وأكابر الأحبار والأشراف والفرسان، ورفع علم أراجون على المدينة المنكوبة، وحولت المساجد إلى كنائس، وطمست قبور المسلمين، وقضى الملك عدة أيام يقسم دور المدينة وأموالها بين رجاله وقادته ورجال الكنيسة.. وهكذا سقطت بلنسية في أيدي النصارى بعد أن حكمها المسلمون أكثر من 5 قرون
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Empty
مُساهمةموضوع: رد: سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض!   سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Emptyالجمعة 18 نوفمبر 2016, 6:39 am

إشبيلية من الإسلام إلى المسيحية


مئذنة مسجد إشبيلية الأعظم الذي تحول لكنيسة


سقطت قرطبة حاضرة الخلافة الأموية في الأندلس في أيدي ملك قشتالة "فرناندو الثالث" في (23 من شوال 633هـ = 29 من يونيه 1236م)، بعد أن لبثت قرونًا طويلة منارة ساطعة، وحاضرة سامقة، ومثوى للعلوم والآداب. وكان سقوطها نذيرًا بخضوع معظم البلاد والحصون القريبة لسلطان النصارى القشتاليين.
وتابع فرناندو الثالث غزواته في منطقة الأندلس الوسطى، وتوالى سقوط قواعد الأندلس الكبرى التي شملت فيما شملت بلنسية وشاطبة ودانية وبياسة وجيان وغيرها، وتم ذلك في فترة قصيرة لا تتجاوز عقدًا من الزمان، وبدا كيان الأندلس الضخم كمَن نخر السوس في عظامه فانهار من داخله قبل أن يهاجمه أحد.
ولم يبقَ من قواعد الأندلس الشرقية والوسطى سوى إشبيلية المدينة العظمية، وما حولها من المدن والقواعد القريبة منها، ولم تكن إشبيلية بعيدة عن أطماع ملك قشتالة، الذي كان ينتظر الفرصة للانقضاض عليها، ويُمنِّي نفسه بالفوز بها.
أوضاع إشبيلية الداخلية
كانت إشبيلية في ذلك الوقت أعظم حواضر الأندلس، وأمنعها حصونًا، وأكثرها سكانًا، ومركزًا لحكومة الدولة الموحدية في الأندلس. وتوالت عليها حكومات متعددة؛ فتارة تحت طاعة الموحدين، وتارة أخرى تخلع طاعتهم، إلى أن ألقت بمقاليدها عن رضى واختيار إلى الدولة الحفصية، وكانت دولة قوية فتية قامت في تونس، وامتدت إلى المغرب الأوسط، وقلصت نفوذ دولة الموحدين، وبدأت تحل محلهم، وامتاز مؤسسها "أبو زكريا الحفصي" بالقدرة والكفاءة والمروءة والشهامة.
غير أن هذه التبعية الجديدة لم يُكتب لها النجاح؛ فقد قامت ثورة ضد الوالي الجديد ورجاله، وأخرجتهم من إشبيلية، وقتلت الفقيه أبا عمرو بن الجد، زعيم إشبيلية القوي، وصاحب الأمر والنهي فيها.
العلاقة بين إشبيلية وقشتالة
كانت إشبيلية ترتبط بمعاهدة أبرمها أبو عمرو بن الجد مع فرناندو الثالث ملك قشتالة، وكانت معاهدة مخزية تشبه في خذلانها المعاهدة التي عقدها الملك القشتالي مع ابن الأحمر أمير مملكة غرنانطة، وتتلخص بنودها في أن يعترف ابن الجد بطاعة ملك قشتالة، وأن يؤدي له الجزية، وأن يشهد اجتماعات "الكورتيس" باعتباره واحدًا من أتباع الملك القشتالي، وأن يقدم له العون متى طلب إليه ذلك.
ولم تكن هذه المعاهدة مثل المعاهدات تضمن حقًا، أو تدفع ضررًا، أو تجلب أمنًا، أو تحقق سلمًا، لكنها كانت فرصة للملك القشتالي يرتب أوضاعه، ويعد عدته، ويجهز جنده؛ منتظرًا الفرصة المواتية فينتهزها، لا يردعه رادع من خُلق أو وازع من ضمير، أو احترام لعقد، ولكنه ابن المصلحة يدور معها حيثما تدور، وهذا ما كان من أمر الملك القشتالي مع إشبيلية.
سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Pic020a
أسوار قصر إشبيلية والمدخل العام


ولما تولَّى الزعماء الجدد أمر إشبيلية بعد الثورة التي أطاحت بابن الجد أعلنوا بطلان المعاهدة التي عقدها مع النصارى، فغضب الملك فرناندو الثالث لمقتل ابن الجد، وخروج إشبيلية عن طاعته، واتخذ من ذلك ذريعة للتدخل والانتقام، وقد واتته الفرصة للوثوب على إشبيلية للاستيلاء عليها بعد أن أصبحت معزولة، وقطع عنها كل الطرق التي يمكن أن تنجدها وتهب لمساعدتها؛ سواء من جيرانها، أو من دول المغرب الإسلامي.
الاحتشاد لغزو إشبيلية
وكان غزو إشبيلية يحتاج إلى إعداد خاص وتجهيزات كثيرة؛ فلم تكن مدينة صغيرة يسهل فتحها، بل كانت من أكثر مدن الأندلس منعة وحصانة، كثيرة الخصب والنماء، متصلة بالبحر عن طريق نهر الوادي الكبير؛ وهو ما يمكِّنها من تلقِّي الإمدادات والمؤن من المغرب.
اتخذ فرناندو الثالث للأمر أهبته، وعزم على حصار إشبيلية حصارًا شديدًا، برًّا وبحرًّا، وسار في قواته الجرارة صوب إشبيلية سنة (644هـ = 1246م)، وعبر نهر الوادي الكبير تجاه مدينة "قرمونة"؛ ناسفًا ما يقابله من زروع، ومخربًا ما يقع تحت يديه من ضِياع، وعلى مقربة من قرمونة وافاه ابن الأحمر أمير غرناطة في خمسمائة فارس، وسارا معًا جنوبًا نحو قلعة جابر حصن إشبيلية من الجنوب الشرقي، وقام ابن الأحمر بمهمة مخزية، تتنافى مع المروءة والشرف والنجدة والعون، وتتعارض مع ثوابت الشرع من معاضدة الكفار وممالأتهم ومشاركتهم في حرب إخوانه المسلمين؛ فقام بإقناع حامية القلعة المسلمة بضرورة التسليم حقنًا للدماء، وصونًا للأموال والأرزاق، ثم بعث فرناندو الثالث ببعض قواته لتخريب بعض المناطق بإشبيلية، ثم كرَّ راجعًا إلى قرطبة ومنها إلى "جيان"، حيث قضى هناك فترة الشتاء.
عاود فرناندو الثالث حملته مرة أخرى سنة (645هـ = 1247م)، وحاصر قلعة "قرمونة" أمنع حصون إشبيلية الأمامية من ناحية الشمال الشرقي. ولما رأى أهل قرمونة ضخامة الحشود، وأيقنوا بعدم جدوى الدفاع عرضوا تسليم المدينة بعد ستة أشهر إذا لم تصلها خلالها أي نجدة، فقبل ملك قشتالة، وسار في طريقه صوب إشبيلية بحذاء الوادي الكبير، واستولى في طريقه على "لورة" بالأمان، واعترف أهلها بطاعته، ثم اتجه إلى "قنطلانة" الواقعة شمالي إشبيلية على الوادي الكبير، فاقتحمها عَنوة، وأسر منها سبعمائة مسلم، ثم استسلمت له مدينة "غليانة"، وتبعتها "جرينة" القريبة منها، ثم قصد بلدة القلعة التي تطل على نهر الوادي الكبير، فثبتت المدينة، واستبسل أهلها في الدفاع عنها، وأبلوا بلاءً حسنًا في رد النصارى القشتاليين، لكن ذلك لم يُغنِ عنهم شيئًا أمام قوات جرارة تشتد في الحصار، وتخرب الزروع المحيطة بالمدينة، فاتفق أمير المدينة على الانسحاب في جنده –وكانوا ثلاثمائة فارس- إلى إشبيلية، وتسليم المدينة بالأمان. وبسقوط تلك المدينة الحصينة أصبحت سائر الحصون الأمامية لإشبيلية من جهة الشمال والشرق والغرب في أيدي القشتاليين.
حصارالأخ
سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Pic020b
غادر "فرناندو الثالث" مدينة القلعة في قواته الجرارة جنوبًا إلى إشبيلية في (12 من ربيع الآخر 645 هـ = 15 من أغسطس 1247م)، وبدأ في محاصرتها وتطويقها من كل جانب، واحتل الأسطول النصراني مياه مصب الوادي الكبير؛ ليمنع ورود الإمداد والمؤن إلى إشبيلية من طريق البحر، وكان من الأحداث المؤلمة التي تنفطر لها النفس وجود ابن الأحمر بقواته إلى جانب القوات النصرانية المحاصرة، يشترك مع أعداء أمته ودينه في تطويق الحاضرة الإسلامية العريقة، ولذلك لم يكن عجيبًا أن تتساقط مدن الأندلس وقواعدها في أيدي النصارى؛ إذ كان من بين قادة الأندلس وأمرائها مَنْ يطوي نفسًا تخلت عنها أخلاق النجدة والمروءة، وحملت صفات الذل والهوان والضعف والمسكنة، ولم تجد غضاضة في أن تضع يدها في أيدي أعداء أمتها لتصفية إخوانهم المسلمين، وتشريد أهلهم، وإخماد دعوة الإسلام بها.
ومضى على الحصار شهور طويلة، وإشبيلية تزداد إصرارًا على المقاومة والثبات ودفع النصارى وردهم، يخرج من المدينة بعض قواتهم للإيقاع بالنصارى، ثم تعود هذه القوات بعد أن تكون كبَّدتهم بعض الخسائر، وكانت تنشب بين حين وآخر معارك بحرية بين سفن القشتاليين والسفن الإسلامية في نهر الوادي الكبير، وفي الوقت الذي انسالت فيه الإمدادات العسكرية من أنحاء إسبانيا النصرانية كانت المُؤَن والعتاد في إشبيلية يتعرضان للنقص والفناء. وفي الوقت الذي عزز فيه النصارى حصارهم بحشود عسكرية، حُرمت إشبيلية من وصول المجاهدين إليها لنجدتها وعونها، ومن المؤن والأقوات لمواصلة الدفاع.
ولم يبق لإشبيلية طريق للاتصال بالعالم الخارجي سوى قلعة طريانة، بعد أن استحكم الحصار واشتدت وطأته، وشعر أهالي إشبيلية بالضيق، وبدأ شبح الجوع يقترب منهم شيئًا فشيئًا، وبدأت صرخات شعراء إشبيلية تتعالى؛ طلبًا للنجدة والغوث، لكنها لم تجد الاستجابة الكافية من حكام المغرب القريبين.
وكان الاستيلاء على قلعة طريانة هو الذي يشغل تفكير النصارى؛ حتى يقطعوا كل منفذ عن إشبيلية، وتنقطع صلتها بمن حولها؛ فتضطر إلى التسليم، وكان المسلمون على بينة مما يدور في ذهن النصارى، فحشدوا الرجال والسلاح والمؤن في القلعة، ورتبوا مجموعة من الرماة المهرة لإصابة فرسان النصارى حين يهاجمون المدينة، فلما هاجمت القوات القشتالية المدينة نجحت حاميتها في الدفاع عنها، وتكررت محاولات الهجوم الفاشلة في اقتحام القلعة، لكن ذلك كان يزيد النصارى إصرارًا على اقتحام المدينة، وعمدوا إلى محاصرة قلعتها برًا وبحرًا، وقدمت سفنهم إلى النهر أسفل القلعة، ونجحت في تحطيم القنطرة القوية التي كانت تربط "طريانة" بإشبيلية عبر نهر الوادي الكبير، وفقدت بذلك كل صلتها بالعالم الخارجي.
السقوط والنهاية الحزينة
استمر الحصار حول إشبيلية وطريانة، وأخذ يشتد يومًا بعد يوم، والمسلمون المحاصرون يعانون ألم الجوع ومتاعب الحصار، ولم تفلح محاولات العلماء في بثّ الروح وإعادة الثقة إلى النفوس الواهنة والأبدان الناحلة التي هدّها الجوع وعضَّها الحرمان، وأنهكها القتال المستمر طوال خمسة عشر شهرًا، دون أن تأخذ قسطًا من الراحة، ولم تتحرك الدول القريبة لنجدة إشبيلية؛ فالدولة الموحِّدية مشغولة بمحاربة بني مرين، والدولة الحفصية لم تُلقِ بالاً إلى صرخات المحاصَرين، ودولة بني الأحمر الأندلسية مغلولة اليد بمعاهدة فخرية مع القشتاليين، ويشترك أميرها في حصار إخوانه المسلمين؛ لكل هذا غاضت الآمال في النفوس، وامتلك اليأس القلوب، وفقدت إشبيلية أي بارقة للإنجاد تخرجها مما هي فيه من ضيق وشدة.
ولم يجد زعماء إشبيلية مفرًا من التسليم، وحاولوا أن يخففوا من وقع المصيبة، فعرضوا تسليم ثلث المدينة فرفض فرناندو الثالث هذا العرض، فحاولوا مرة أخرى بتسليم نصف المدينة، فأبى فرناندو الثالث إلا أن تسلم المدينة كاملة، فكان له ما أراد. وانتهت المفاوضات بين الفريقين على أن تسلم المدينة كاملة سليمة لا يُهدم من صروحها شيء، وأن يغادرها سكانها، مع السماح لهم بأن يحملوا كل أمتعتهم من مال وسلاح، وأن تُسلَّم مع المدينة سائر الأراضي التابعة لها.
ولما وقع الاتفاق بين الفريقين، سُلِّم قصر الوالي ومقر الحكم في إشبيلية إلى ملك قشتالة، فرفع عليه شعاره الملكي فوق برج القصر العالي في (3 من شعبان 646هـ = 21 من نوفمبر 1248م)، وكان ذلك إيذانًا بسقوط إشبيلية في أيدي النصارى القشتاليين.
وقضى المسلمون شهرًا في إخلاء المدينة، وتصفية حاجاتهم، وبيع ممتلكاتهم قبل أن يغادروها، وتقدر بعض الروايات عدد من خرج بنحو 400 ألف مسلم، هاجروا إلى مختلف نواحي المغرب والأندلس المسلمة.
وفي (5 من رمضان 646هـ = 22 من شهر ديسمبر 1248م) دخل فرناندو الثالث ملك قشتالة مدينة إشبيلية مزهوًا بنفسه، مختالاً بقواته، يحوطه موكب ضخم، يتيه اختيالاً بما حقق من ظفر ونصر، واتجه إلى مسجد المدينة الأعظم الذي تحول إلى كنيسة، وقد وُضع به هيكل مؤقت، وأقيم في المسجد قداس الشكر، ثم اتجه إلى قصر إشبيلية، حيث أدار شئون دولته، وقام بتقسيم دور المسلمين وأراضيهم بين جنوده، ومن ذلك التاريخ أصبحت إشبيلية عاصمة مملكة قشتالة النصرانية بدلاً من طليطلة.
وهكذا سقطت إشبيلية حاضرة الأندلس بعد أن ظلت خمسة قرون وثلث القرن تنعم بالحكم الإسلامي منذ أن فتحها موسى بن نصير سنة (94هـ = 712م)، وظلت منذ ذلك الحين مركزًا للحضارة، ومنارة للعلم، ومأوى للعلماء والشعراء والأدباء، ولا تزال آثارها الباقية شاهدة على ما بلغته المدينة من نمو وازدهار.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Empty
مُساهمةموضوع: رد: سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض!   سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Emptyالجمعة 18 نوفمبر 2016, 6:42 am

معركة أقليش او موقعة الكونتات السبعة


عيب التوقف وعدم المبادرة

هي واحدة من معارك الإسلام الكبرى في الأندلس، ولكنها لم تنل نفس شهرة الزلاقة أو الأرك، وإن كانت لا تقل عنهما روعة، وتبدأ فصولها مع انتشار خبر مرض أمير المسلمين يوسف بن تاشفين وقرب وفاته، وهذا الأمر شجع الإسبان الصليبيين وملكهم العجوز «ألفونسو السادس» على استئناف غاراتهم المخربة ضد أراضي المسلمين، وكان الملك العجوز يضطرم برغبة عارمة للانتقام من هزيمته الثقيلة في الزلاقة قبل عشرين سنة، فهاجم الإسبان أحواز إشبيلية سنة 499هـ، وعاثوا فيها فساداً، واستولوا على كثير من الأسرى والغنائم، وانشغل المسلمون عنهم بوفاة أمير المسلمين بعد ذلك بقليل.

وفاة امير المسلمين
وبعد وفاة الأمير يوسف بن تاشفين سنة 500هـ تولى مكانه ابنه الأمير علي بن يوسف والذي قرر تأديب الإسبان بصورة قوية تردهم عن مثل هذا العدوان السابق، فأصدر أوامره لأخيه الأمير تميم قائد الجيوش المرابطية بالأندلس بالاستعداد لغزو أراضي قشتالة، فصدع الأمير تميم بالأمر، وأعد جيوشاً كبيرة، وضم إليه اثنين من أمهر قادة المرابطين وهما: محمد بن عائشة، ومحمد بن فاطمة، وتم تحديد الهدف الذي سيهاجمه المسلمون وكان مدينة «أقليش» الحصينة، وهي من أمنع معاقل الإسبان في شمال جبال طليطلة، وقد أنشأها في الأصل المسلمون، واستولى عليها الإسبان لما سقطت طليطلة في صفر سنة 478هـ.

التوجه الى اقليش

وتحركت الجيوش المسلمة في أواخر رمضان سنة 501هـ، وتوجهت إلى أقليش لفتحها، وفي نفس الوقت عندما اقتربت هذه الجيوش من المدينة أرسلت حامياتها الإسبانية برسالة استغاثة لألفونسو السادس لنجدتهم، فجهز حملة قوية بقيادة أشهر قادة «ألبرهانس» صاحب التجربة الكبيرة، والخبرة الواسعة في قتال المسلمين، وأرسل معه ولده الوحيد وولي عهده «سانشو»، وكان صبياً في الحادية عشرة وذلك ليثير حفيظة وعزيمة جنوده كنوع من الشحن المعنوي للحملة، وقد أرسل معه سبعة كونتات من أشراف قشتالة لحمايته ومشورته.


فتح اقليش

وصلت القوات المسلمة أولاً قبل الإسبانية إلى أقليش وهاجمتها بمنتهى العنف حتى فتحتها وذلك يوم الخميس 15 شوال 501هـ، وكان في المدينة الكثير من المسلمين المدجّنين «وهم المسلمون الذين ظلوا في المدن التي استولى عليها الإسبان، فبقوا تحت حكم النصارى»، فلما فتحها المسلمون انضم كثير من المدجنين للمعسكر الإسلامي، وشرحوا لإخوانهم المسلمين أوضاع المدينة، وخصوصاً الحامية الإسبانية التي ما زالت موجودة بالقلعة، ومنتظرة وصول نجدة ألفونسو لهم.

التفكير بالتراجع

.
لم تمر سوى ساعات قلائل حتى وصل الجيش الإسباني وكان تعداده أضعاف الجيش الإسلامي، مما جعل قائده الأمير تميم يتردد ويحجم عن الصدام، وربما فكر في الانسحاب، ولكن القائدين الكبيرين محمد بن عائشة ومحمد بن فاطمة نصحوه بالبقاء، وملاقاة العدو، وهونوا عليه الأمر، فقويت عزيمة الأمير تميم، واتفق الجميع على الصدام

المعركة

وفي فجر يوم الجمعة 16 شوال سنة 501هـ اصطدم الجيشان في قتال بالغ العنف حتى اختلفت أعناق الخيول، وصبر كل فريق للآخر صبراً شديداً، ولم تظهر بوادر النصر لأي منهما حتى وقعت حادثة غيرت مجرى القتال، ذلك أن الصبي «سانشو» ولي عهد ألفونسو السادس انفلت من خيمته، ونزل أرض القتال وكان يرتدي زي الفرسان، ووقع وسط ثلة من فرسان المسلمين فقتلوه، وحاول بعض الكونتات إنقاذه فقتل معه، فدب الهرج والمرج في صفوف الإسبان، وانهارت عزائمهم وهم يرون مقتل ولي عهدهم، وقائد جيشهم، فكثر القتل فيهم، وحاول الكونتات السبعة الذين كانوا يؤلفون حاشية الأمير المقتول الفرار لأحد الحصون القريبة فلحق بهم جماعة من المدجنين وقتلوهم جميعاً، وهكذا تمت الهزيمة الساحقة للإسبان، وتوطدت سمعة ومكانة المرابطين في الأندلس، ولقد عرفت هذه المعركة في التاريخ الاسباني باسم «موقعة الكونتات السبعة»، وقد وقع خبر الهزيمة ومقتل الأمير «سانشو» على ألفونسو مثل الصاعقة، حتى أنه استسلم إلى التأوه والنوح بمحضر من حاشيته، ولم يستطع أن يحتمل الصدمة فتوفي مقتولاً بالهم والغم والحزن .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Empty
مُساهمةموضوع: رد: سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض!   سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Emptyالجمعة 18 نوفمبر 2016, 6:45 am

سقوط سرقسطة .... في اول رمضان


كانت مدينة سرقسطة من أعظم حواضر الإسلام في الأندلس، فتحها المسلمون مع حركة الفتح الأولى أيام موسى بن نصير وطارق بن زياد، وقد اشتق اسمها العربي من اسمها الروماني «سيرا أوغسطة»، وهي ذات موقع استراتيجي بالغ الخطورة، فهي تقع في شمال شرق الأندلس وما يعرف بالثغر الأعلى على حدود أملاك نصارى إسبانيا، وكانت المدينة شديدة التحصين مما كان يزين لكثير ممن تولى أمرها أن يخرج عن السلطة المركزية بقرطبة، وفي عهد ملوك الطوائف تولت أسرة بني هود حكم سرقسطة قاعدة الثغر الأعلى، وكانت هذه الأسرة تسير على سياسة مهادنة نصارى إسبانيا ودفع الأموال الطائلة لملوكها من أجل رد عدوانهم عن مملكة سرقسطة، وهذه السياسة الخانعة الذليلة هي التي أطمعت النصارى خاصة ملكهم «ألفونسو الأول» الملقب بالمحارب.
كان دخول المرابطين نجدة كبرى لدولة الإسلام بالأندلس، وتأجيلاً لسقوطها المدوي عدة قرون، وكان من سياسة أمير المرابطين «يوسف بن تاشفين» الإبقاء على بني هود في سرقسطة ليقوموا بواجب الدفاع وكحائط صد عن باقي الأندلس، ولكنه لم يكن يعلم يقينًا حقيقة الأوضاع هناك، لذلك قام ولده وخليفته من بعده «علي بن يوسف» بضم سرقسطة سنة 503هـ، وبعدها شعر المرابطون بمدى خطورة موقع سرقسطة وحجم الأخطار التي تهددها، ذلك أن ألفونسو المحارب لما علم بدخول المرابطين إليها شن حربًا خاطفة عليها ولكن القوات المرابطية ردته بشدة، وظلت سرقسطة آمنة من سنة 504هـ حتى سنة 511هـ حيث انشغل ألفونسو المحارب وقتها بحرب داخلية مع جيرانه القشتاليين.
بعد أن انتهى ألفونسو من حروبه الداخلية اتجه إلى حصار سرقسطة لفتحها في صفر سنة 512هـ، وقد أسبغت على هذه الحرب صفة الصليبية التامة، ذلك أن ألفونسو المحارب قد أرسل بسفارة إلى بابا روما يطلب منه إعلان حرب صليبية على المسلمين وإرسال قوات فرنجية أغلبها من فرنسا للاشتراك معه في الاستيلاء على سرقسطة، فجاءت أعداد ضخمة من أوروبا لنصرة نصارى إسبانيا، وكانت أوروبا وقتها تموج بالحماسة الدينية المفرطة بعد نجاح الحملة الصليبية الأولى على الشام.
حاول أهل سرقسطة بقيادة «عبد الله بن مزدلي» فك الحصار المضروب عليهم، ودخلوا في معارك شرسة مع الصليبيين، انتصر فيها المسلمون عدة مرات، وكادوا أن يردوا الصليبيين على أعقابهم، وكان أمير المرابطين «علي بن يوسف» قد أرسل أخاه الأمير «تميم» على رأس قوات مرابطية كبيرة لنجدة المسلمين بسرقسطة، ولكن تسارعت الأحداث والوقائع بشكل مأساوي، إذ توفي والي سرقسطة ورجلها القوي «عبد الله بن مزدلي» بعد مرض سريع، وأصبحت المدينة بلا والٍ، وشدد الصليبيون من حصارهم للمدينة، ثم تردد الأمير تميم وأحجم عن نجدة المدينة لما رآه من ضخامة الجيش الصليبي، و«تميم» نفسه لم يكن أهلاً للقيادة والحروب، ثم أكمل هذه المهزلة بانسحابه إلى «بلنسية» تاركًا المدينة تواجه مصيرها المظلم وحدها، وقيل إن النجدة المرابطية قد وصلت متأخرة بعد سقوط سرقسطة، المهم أن المدينة أصبحت وحدها قبالة عدو صليبي شديد الحقد، عظيم العداوة.
شدد الصليبيون من حصارهم للمدينة التي فنيت أقواتها وعمها اليأس والفزع والاضطراب بعد وفاة واليها، وقام الرهبان والأساقفة بوضع كنوز الكنائس تحت تصرف الحملة الصليبية لشراء السلاح والمؤن، ومع اشتداد الحصار وعصف الجوع والحرمان والمرض بأهل المدينة اضطروا للتسليم نظير الأمن والسلامة لأنفسهم وأموالهم، وبالفعل دخل الصليبيون بقيادة ألفونسو المحارب سرقسطة يوم الأربعاء 3 رمضان سنة 512هـ ـ 18 ديسمبر سنة 1118م، وتم تحويل الجامع الكبير في المدينة إلى كنيسة، وهو التقليد المتبع لإثبات تفوق النصرانية على الإسلام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Empty
مُساهمةموضوع: رد: سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض!   سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Emptyالجمعة 18 نوفمبر 2016, 6:47 am

سقوط شلب حامية الغرب الاندلسي


تعتبر مدينة شلب من أهم وأخطر المدن في غرب الأندلس، فلقد كانت تعتبر من أمنع وأحصن قواعد الأندلس وحاضرة الغرب الأندلسي بعد سقوط معظم المدن الكبيرة بيد البرتغاليين، حيث أصبحت معقل المقاومة الإسلامية ناحية الغرب، وازدادت أهمية المدينة منذ عهد الموحدين الذين جعلوها شديدة التحصين وشحنوها بالمقاتلين والسلاح للدفاع وللهجوم أيضًا على المدن البرتغالية، وكان أهل مدينة شلب خبراء في مجال الغزو البحري، حتى أطلق عليهم البرتغاليون «لصوص البحر».
كان ألفونسو هنريكز من أشهر ملوك البرتغال والجزيرة عمومًا، فقد حكم من سنة 522هـ حتى 581هـ وهو الذي استقل بمملكة البرتغال عن إسبانيا النصرانية، وخاض معارك ضارية وكثيرة ضد الإسبان والمسلمين على حد السواء، وقد خلفه ولده «سانشو» الذي جعل كل همه فتح مدينة «شلب» ووقف هجمات المسلمين على مملكته.
في هذه الفترة وقعت أحداث خطيرة على الصعيد الدولي، حيث استطاع صلاح الدين الأيوبي تحرير بيت المقدس سنة 583هـ، وما صاحب ذلك من ضجة كبرى في أوروبا وصيحات بابوية إلى ملوك أوروبا لإرسال قوات صليبية لاسترجاع بيت المقدس، وجاءت التلبية الأوروبية سريعة وقوية، حيث أخذت الأساطيل الأوروبية في الانطلاق من غرب أوروبا متجهة إلى الشام، وكان خط سيرها يقتضي أن تكون البرتغال هي المحطة الأولى في طريق هذه الأساطيل الصليبية، وهنا قرر الملك «سانشو» الاستفادة من هذه الأساطيل للقيام بحملة صليبية على غرب الأندلس والاستيلاء على مدينة «شلب».
بدأ «سانشو» التجهيز لهذه الحملة بالاستيلاء على قلعة ألبور الحصينة والتي كانت تمثل خط الدفاع الأمامي لمدينة شلب وبعد معارك عنيفة استولى البرتغاليون على القلعة وذبحوا كل من فيها من الرجال والنساء والأطفال وعددهم ستة آلاف مسلم، وذلك سنة 585هـ.
وفي شهر جمادى الأولى سنة 585هـ تجمعت أعداد كبيرة من صليبي أوروبا في إنجلترا وأبحروا بأسطول مكون من 53 سفينة، حتى وصلوا إلى ميناء لشبونة، فأسرع سانشو لاستقبالهم والاتفاق معهم على الاستيلاء على مدينة شلب في مقابل أن يحصل الصليبيون على ذخائر المدينة، وكانت خطة الهجوم محاصرتها برًا وبحرًا، وفي يوم 4 جمادى الآخرة 585هـ أطبقت الجيوش الصليبية والبرتغالية برًا وبحرًا على المدينة في حصار محكم.
كانت مدينة شلب كما قلنا شديدة التحصين، عالية الأسوار، أهلها شديدو المراس، فقاوموا العدوان البرتغالي الصليبي مقاومة عنيفة وقوية جعلت اليأس يتسرب إلى قلوب الصليبيين، فالمدينة صامدة رغم الهجمات المتواصلة وقذائف المجانيق التي تقذف من البر ومن البحر، وحاول صليبيو أوروبا حفر أنفاق تحت أسوار المدينة ولكنهم فشلوا بسبب اليقظة الإسلامية لأهل المدينة، وبعد حوالي شهر من الهجوم الشديد والدفاع المستميت قرر «سانشو» تغيير إستراتيجية الهجوم وذلك بقطع إمدادات المياه عن المدينة وذلك بالاستيلاء على مصدر المياه الوحيد لها وهو بئر كبير اسمه «القراجه».
مع ذلك ظل المقاومون في صمود كامل رغم انقطاع إمدادات المياه والغذاء عنهم، ولكن مع انتشار الأوبئة داخل المدينة بسبب كثرة القتلى تحت هجمات وقذائف المنجنيق، قرر أهلها التفاوض على الاستسلام والخروج بأقل خسائر، وأرسلوا وفدًا منهم بهذا العرض على «سانشو» الذي وافق على الفور، ولكن صليبيي أوروبا غضبوا من هذا العرض فأعطاهم سانشو مبلغًا كبيرًا من المال مقابل جهودهم.
وفي يوم 19 رجب 585هـ ـ 3 سبتمبر 1189م، فتحت مدينة شلب أبوابها أمام الصليبيين، ولكن الأوروبين لم يحترموا الاتفاق فعاثوا في الأرض فسادًا ونهبًا وسلبًا وتقتيلاً مدفوعين بحقدهم الصليبي المعروف، فغضب الملك البرتغالي «سانشو» من ذلك وأمر جنوده بطرد الصليبيين من المدينة ومن البرتغال، كلها فرحلوا عنها متوجهين إلى الشام وهم يلعنون البرتغاليين وملكهم.
وكان سقوط شلب ضربة قوية للأندلس عمومًا وغربها خصوصًا لأن بسقوطها وهي عاصمة الغرب الأندلسي سقط عدد كبير من القلاع والحصون المجاورة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Empty
مُساهمةموضوع: رد: سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض!   سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Emptyالجمعة 18 نوفمبر 2016, 6:50 am

معركة إلبيرة الأندلسية



الأندلس


20 ربيع الآخر 718 هـ ـ 21 يونية 1318م


هي المعركة العظيمة التي دارت رحاها بين مسلمي غرناطة آخر معاقل الإسلام بالأندلس وبين القشتاليين الإسبان عند هضبة إلبيرة على مقربة من غرناطة، والتي انتهت بنصر كاسح للمسلمين أعادت ذكريات الانتصارات الأندلسية الخالدة مثل الزلاقة وإفراغة والأرك.
وكان بنو الأحمر هم حكام مملكة غرناطة منذ سنة 635هـ، وقد انحصر الإسلام في ربوع الأندلس في هذه المملكة التي انحاز لها المسلمون من كل مكان، واعتمد حكام هذه المملكة على محالفة ومعاونة ملوك المغرب خاصة ملوك بني مرين الذين ورثوا المغرب بعد سقوط دولة الموحدين، وكان بنو مرين محبين للجهاد في سبيل الله، حالهم قريب الشبه بدولة المرابطين العظيمة، لذلك قويت العلائق بين بني مرين وبني الأحمر، وقام سلاطين بني مرين بالعبور عدة مرات لنجدة المسلمين بالأندلس، وأسسوا قاعدة ثابتة بغرناطة أطلقوا عليها مشيخة الغزاة وعهدوا بها للقائد العسكري الفذ «عثمان بن أبي العلاء» وهو القائد الذي سيقود جيش المسلمين في معركة إلبيرة.
بعد أن حقق القشتاليون فوزًا مهمًا على المسلمين في معركة وادي فرتونة سنة 716هـ، فكروا في مهاجمة الجزيرة الخضراء والاستيلاء عليها ليحولوا دون وصول الإمدادات المغربية إلى الأندلس، ثم عدلوا عن ذلك وقرروا مهاجمة الحاضرة الإسلامية نفسها غرناطة، فأعد سلطان غرناطة أبو الوليد إسماعيل بن الأحمر جيشًا صغيرًا ولكنه من صفوة وخيرة المقاتلين، يقدر تعداده بسبعة آلاف على الأكثر يقودهم القائد المغربي «عثمان بن أبي العلاء» وفرقته المغربية.
زحف القشتاليون الإسبان بجيش ضخم تقدره الروايات بثلاثين ألف مقاتل يقودهم الدون بيدرو ولي العهد ومعه العديد من الأمراء، إضافة لفرقة إنجليزية متطوعة جاءت لنصرة الصليب!
وفي 20 ربيع الآخر 718هـ ـ 21 يونية 1318م التقى الجيشان رغم تفاوتهما الكبير، وأبدى المسلمون حماسة وحمية في القتال أنست الرائي الفرق الكبير بين الجيشين وظهرت نوادر البطولة والشجاعة لم ير مثلها منذ عصور بعيدة، وبعد معركة شديدة استمرت ثلاثة أيام أنزل الله عز وجل نصره على المؤمنين، وقتل قائد الجيش الإسباني الدون بيدرو، ووضعت جثته في تابوت على سور الحمراء تنويهًا بالنصر، وتخليدًا لذكرى المعركة وإذلالاً لأعداء الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Empty
مُساهمةموضوع: رد: سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض!   سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Emptyالجمعة 18 نوفمبر 2016, 6:51 am

معركة حصن المقورة




15ربيع أول 674هـ ـ 9 سبتمبر 1275م


منذ أن قامت دولة الإسلام بالأندلس 92هـ، والعلاقة بين بلاد المغرب والشمال الإفريقي وبين بلاد الأندلس علاقة وثيقة ومتينة والشريان الحي ممتد بين البلدين، فأيما حدث يقع في طرف يؤثر في الآخر، وقد قدر للمغرب أن تكون في مواطن كثيرة منقذة للأندلس، وكلما قامت ببلاد المغرب دولة جديدة جعلت أحداث الأندلس في أهم أولوياتها، مثلما حدث مع دولة المرابطين ثم الموحدين، وبعد سقوط هذه الدول، ظهرت الدولة الجديدة دولة بني مرين وسلطانها البطل الشجاع أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق الملقب بالمنصور، وهو رجل من طراز يوسف بن تاشفين وعبد المؤمن بن علي.
وصلت استغاثات مسلمي الأندلس للسلطان المنصور، فجمع العلماء والأعيان واستشارهم فأفتوا جميعًا بوجوب الجهاد والنصرة، فاستعد لعبور البحر إلى الأندلس وذلك سنة 674هـ، وكان للسلطان منافس قوي بالمغرب هو «يغمراسن» حاكم مدينة تلمسان، فاصطلح معه حتى يتفرغ لقتال صليبي إسبانيا، وبالفعل نزل بر الأندلس في صفر سنة 674هـ، واستقبله الأمير محمد بن الأحمر حاكم الأندلس وشرح له الموقف، واستعد المسلمون لمعركة فاصلة مع «قشتالة».
سمع النصارى بقدوم الجيش المغربي، فخرج القشتاليون ونصارى إسبانيا في جيش ضخم يقدر بتسعين ألف مقاتل بقيادة «الكونت دي لارا» قائد إسبانيا الأشهر، والتقى الجيشان عند حصن المقورة جنوب غربي قرطبة في 15 ربيع الأول 674هـ ـ 9سبتمبر 1275م، ونشبت معركة سريعة هائلة، انتصر فيها المسلمون انتصارًا رائعًا وقتل قائد الإسبان ومعه ثمانية عشر ألفًا، وجمعت رؤوس القتلى وأذن عليها المؤذن لصلاة العصر، وأعادت هذه المعركة ذكريات نصر الزلاقة والآرك، ولم يكن المسلمون ذاقوا حلاوة النصر منذ معركة الآرك سنة 591هـ فجاء هذا الانتصار الرائع لينعش آمال المسلمين في الأندلس بالبقاء، ولكن إلى حين.
سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Icon_share
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Empty
مُساهمةموضوع: رد: سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض!   سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض! Emptyالجمعة 18 نوفمبر 2016, 6:52 am

معركة كتندة الأندلسية


كان لظهور شخصية «ألفونسو المحارب» ملك أراجون الإسبانية أثر كبير في تغيير مجرى الأحداث في الأندلس، إذ كان شديد الاهتمام بمحاربة المسلمين واستعادة البلاد منهم، حتى إنه لم يكن يمكث في قصره أبدًا، إنما هو في قتال مستمر يدفعه في ذلك عاطفة دينية جياشة واضطرام صليبـي لا نظير له وقام هذا الملك الصليبـي باستعادة معظم مدن الشمال الأندلسي وعلى رأسها «سرقسطة».
وكانت الدولة المرابطية تحكم الأندلس منذ سقوط دولة الطوائف المشئومة، وقررت هذه الدولة إيقاف تهديدات وطموحات «ألفونسو المحارب» ووضع حد لعدوانه، فأعدت جيشًا قويًا بقيادة والي إشبيلية «إبراهيم بن يوسف» انضم فيه الكثير من المجاهدين المتطوعين والعلماء والفقهاء واستعدوا للقاء مع الصليبيين.
وفي 24 ربيع الأول 514هـ ـ يونيو 1120م وعند قرية كتندة في الشمال الأندلسي نشب القتال بين الجيشين وبقدر الله عز وجل وقعت الهزيمة على المسلمين رغم بسالة القتال وعنفه وكثر القتل فيهم، وكان ذلك بسبب تخاذل الجيش النظامي وتحمل المتطوعين وحدهم عبء القتال, وقد استشهد في هذه المعركة أكبر علماء الأندلس وقتها العلامة أبو علي الصدفي وأبو عبد الله بن الفراء, وكانت هذه الهزيمة نكبة جديدة ساحقة للأندلس ولهيبة الدولة المرابطية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
سقوط بلنسية.. ردة الحاكم والأرض!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مناظره بين السماء والأرض
» تفسير قوله تعالى: (الله نور السموات والأرض .)
» والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها والجبال أرساها
» من هو الحاكم الحقيقي للعرب؟
» أبو جعفر المنصور.. الحاكم الجاد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: الدين والحياة :: معارك اسلاميه-
انتقل الى: