الخيـانة العظمـى التي قضت على وجود الإسـلام في الهنـد
تتمثل في تفاصيل ما حدث في مثـل هذا اليـوم عام 1757 للميلاد حين انتصـرت قوات شركة
الهند الشرقية البريطانية على جيش البنغال المسلم بفعل خيانـة رجل واحد غيرت مجرى
التاريخ و ذلك في معركة بلاسي التاريخية
الخيـانة العظمـى التي قضت على وجود الإسـلام في الهنـد .. تتمثل في تفاصيل ما حدث في
مثـل هذا اليـوم عام 1757 للميلاد .. حين انتصـرت قوات شركة الهند الشرقية البريطانية على
جيش البنغال المسلم بفعل خيانـة رجل واحد غيرت مجرى التاريخ .. و ذلك في معركة بلاسي
التاريخية ..
الهنـد و البنغال و معظم شبه القارة الهندية ... كانت مكونات لكلٍ كبيـر يسمى إمبراطورية
مغـول الهند الإسلامية .. تحكمها سلالة مغولية مسلمة تأسس حكمها في بداية القرن 16 .. و
استمرت في التصاعد لتبلغ ذروة مجدها و ثرائها و تمددها عام 1700 للميلاد .. على يد أفضل
حكامها إطلاقاً .. السلطان أبو المظفر أورنـك زيب رحمه الله ..
الأوربيون و منذ وصول فاسكوا داغاما البرتغالي إلى الهند عام 1498 .. بدأت أطماعهم تظهر
و مصالحهم هناك تتضارب و انطلق سباق جشعهم بشراسة ... فبنوا مراكز تجارية على
سواحل الهند و حصنوها بالقلاع و المدفعية ... و كانت هذه المراكز خلال 200 عام مضبوطة
بسطوة و عظمة إمبراطورية المغول الإسلامية .. و التي لم تكن ترى فيها خطراً يذكر .. و
رأت في هذه المراكز التجارية بوابة من الهند إلى العالم .. تدر الذهب الوفير على الهند و
مسلميها و هذا ما كان فعلاً .. إذ أن نظرة بسيطة على متاحف الدنيا اليوم و ما تحويه من
كثيف جواهر المغول تدل على مقدار الازدهار و الوفرة في الثروة التي كانت متحققة خلال
القرنين 16 و 17 للميلاد ..
استخدم الأوربيون هذه المراكز بدهائهم للتمدد و بسط النفوذ تدريجياً على مدى السنوات ... و
كانوا يتصارعون فيما بينهم للتمدد .. فكان أول الواصلين هم البرتغاليون .. ثم تلاهم البقية
من الهولنديين و الإنكليز و الفرنسيين ... و أقام الجميع مناطق نفوذ لهم على السواحل و
كسبوا بتجارتهم المزدهرة مع الشرق أموالاً عظيمة ساهمت في صعود النهضة الأوربية أكثر
فأكثر ...
و ظلت الأمور على هذا الميزان حتى كانت الساعة المهمة في تاريخ الهند .. و هي ساعة وفاة
الإمبراطور أورنك زيب رحمه الله عام 1707 للميلاد .. ذهب حينها الرجل القوي و حصلت
سنة الدول و الأمم في هذه الإمبراطورية القوية .. فلم يستطع من بعده ملأ الفجوة التي خلفها
و بدأت أحوال الإمبراطورية تهتز و ظهرت الأطماع .. و كانت الأمبراطورية المغولية في ذلك
الوقت مقسمة لمناطق كبرى يحكم كل منها رجل يقال له ( نواب ) .. و كلهم تبع لإمبراطور
المغول في العاصمة .. و حين توفي أورنك زيب و دب الضعف و بدأت الفتن و تناوب عدة
سلاطين جدد في فترة وجيزة .. حصل في الهند ما يشبه فترة ملوك الطوائف في الأندلس تماماً
... حيث استقل كل نواب بنفسه في منطقته .. يحكمها ذاتياً .. و يعلن الولاء للإمبراطور
المغولي بالإسم .. فصار الإمبراطور المغولي مثل خليفة بغداد العباسي زمن الضعف .. يعترف
به الجميع و لكن دون سلطة كبيرة ..
و هنا .. لعبت القوى الأوربية و في مقدمتها بريطانيا .. لعبتها السياسية و العسكرية و
الإقتصادية الخبيثة ... فأصبحت تنسج التحالفات مع هؤلاء النواب وفقاً للمصلحة و تقوية
النفوذ .. و تساهم في زيادة تضاربهم و تدمير قواهم .. توجه بعضهم ضد بعض لإفنائهم أولاً
.. و لتزيد نفوذها ثانياً .. و لتسحق وجود خصمها الأوربي و منافسها ثالثاً .. و بهذه الظروف
و على هذه الطريقة ... تكونت ظروف معركة بلاسي التاريخية التي حدثت في مثـل هذا اليوم
عام 1757 ...