| تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 10:16 pm | |
| تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية مذكرات في تاريخ الكنيسة المسيحية - القمص ميخائيل جريس ميخائيل - اقتباس :
كانت مدينة أنطاكية الواقعة على شاطئ نهر الأورنتس orontes في سهل خصيب، هي المقر القديم لملوك سوريا. وغدت عبر التاريخ أحد معاقل الحضارة الوثنية، ومركزا هاما للثقافة الإغريقية بل كانت إحدى المراكز الكبيرة التي التقى فيها الشرق بالغرب، واختلطت فيها ثقافتهما... كانت مدينة دولية سكانها الأساسيون من السريان، لكن كان فيها كثرة من اليونانيين واليهود... وهكذا أصبحت إنطاكية -بمبانيها الجميلة، وعدد سكانها الكبير، وتجارتها الواسعة، وتفوقها الفني، وثرائها العريض- تعتبر ثالث مدن الإمبراطورية بعد روما والإسكندرية كان تأسيس كنيسة مسيحية في أنطاكية حدثًا هامًا ذا نتائج ضخمة بالنسبة للكنيسة الأولى.. وكان تدبيرا إلهيًا هامًا، بفضل وضع المدينة ومركزها الجغرافي الممتاز.. وهكذا أصبحت الكنيسة الأنطاكية مركز الانطلاق لنشر الأيمان الجديد.. فقد أصبح ممكنا أن ينتقل هذا الأيمان -بعد فصله مما علق به من العادات اليهودية المعقدة- إلى أنحاء الإمبراطورية الأخرى... يضاف إلى ذلك، أن قصر المسافة بينها وبين أورشليم، جعلها قادرة على الاتصال الدائم بالكنيسة الأم فيما يرجع تبشير إنطاكية إلى الذين تشتتوا من أورشليم من جراء الضيق الذي حصل بسبب مقتلاستفانوس، كان بين هؤلاء تلاميذ من قبرص ومن القيروان بشروا اليونانيين أي الوثنيين، فآمن عدد كبير منهم (أع11: 19-21) وهكذا تبدو إنطاكية كالمركز الأول الهام لجماعة وثنية منتصرة... كان لليهود في إنطاكية جالية لا بأس بها، لكن الإرسالية المسيحية لم تحصر ذاتها داخل حدود المجمع اليهودي... كان هؤلاء التلاميذ القبرصيون والقيروانيون يمثلون أكثر أعضاء كنيسة أورشليم تحررا في المفاهيم الإيمانية بالنسبة لليهودية ويرجح أنهم كانوا على صلة بأسطفانوس ومن ثم فقد قصدوا تبشير الوثنيين... لقد قبل كثير منهم الإيمان الجديد.. وهكذا تأسست أول كنيسة مسيحية خارج اليهودية والسامرة. وهكذا فتحت أبوب العالم للإرساليات المسيحية – تلك الأبواب التي احتفظت بها اليهودية مغلقة. ومنذ ذلك الوقت، أخذ الدين الجديد وضعه السليم.. كانوا يدعون اليونانيين كما يدعوا اليهود، وفي كل مكان في العالم وارتفعت الكنيسة -ولأول مرة- لفهم كلمات رب المجد "الحقل هو العالم" (مت 13: 38)، وفي بداية تكوين الجماعة المسيحية في أنطاكية أرسل الرسل من أورشليم برنابا إليها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكانت خدمة برنابا في أنطاكيا مثمرة جدًا "فانضم إلي الرب جمع غفير " (أع11: 22). وإذ وجد برنابا أن الحصاد كثير، سافر إلي طرسوس وأحضر معه شاول (بولس) إلي إنطاكية وظلا يخدمان بها سنة كاملة (أع11: 26) وصارا القائدين الفعليين للخدمة هناك. امتازت كنيسة إنطاكيا في هذه الفترة المبكرة بكثرة مواهبها الفائقة. فوجد فيها أنبياء كثيرون (أع 13: 38).... كما امتازت بتحلل المسيحية فيها من قيودها اليهودية وانطلاقها في كامل حريتها وجمالها. ففيها عرفت المسيحية – ولأول مرة باسمها الحقيقي "ودعي التلاميذ (المؤمنون) مسيحيين في إنطاكية أولًا" (أع11 : 26) لقد خلعت المسيحية علي أتباعها اسمها اليوناني الخاص. وكان مسيحيو فلسطين يسمون (ناصريين) (أع24: 5) وهذه التسمية أما أن الشعب هو الذي أطلقها بعد أن أبصروا تطور المسيحية وتقدمها وأما أنه أسم دمغهم به خصومهم من الأمم.. ومهما يكن من أمر فإن هذه التسمية (مسيحيين) في حد ذاتها برهان على أن الجماعة الجديدة في أنطاكية وقفت في شجاعة متميزة عن اليهودية، وأن الكنيسة لم تعد مجرد شيعة يهودية.. يضاف إلي هذا أن في إنطاكية -وربما للمرة الأولى- عاش الأمم واليهود المتنصِرون جنبًا إلي جنب متجاورين في الوقت الذي ظل اليهود أوفياء لعاداتهم اليهودية وناموسهم الذي كان يمنعهم من الأكل مع غير اليهود، كما مع الوثنيين المتنصرين... كانت هذه هي المشكلة التي واجهت بطرس الرسول في إنطاكية، وبسببها قاومه بولس الرسول واتهمه بالرياء (غلا2: 11-14). مذكرات في تاريخ الكنيسة - القمص ميخائيل جريس ميخائيل - اقتباس :
هذا البحث أعده القمص ميخائيل جريس ميخائيل كاهن كنيسة سيدة العذراء مريم، بيجام، شبرا الخيمة، القاهرة. وهو من الكتب المقررة على طلبة الكليات الإكليريكية القبطية في الصف الثاني. ونشكر قدس أبونا ميخائيل على السماح لنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت بوضع هذا البحث القيم هنا.
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 10:23 pm | |
| - اقتباس :
| St-Takla.org Image: Jesus Christ Pantocrator, a Coptic fresco from St. Bishoy Monastery, El Natroun Valley, Egypt
صورة في موقع الأنبا تكلا: أيقونة فريسكو قبطية للسيد المسيح البانتوكراتور على حائط دير الأنبا بيشوي - وادي النطرون - مصر
|
فالكنيسة تعرف بكثرة قديسيها من بطاركة ورعاة وشعب، قدمت ولا تزال تقدم إلى يومنا هذا.. وتؤمن بالشركة العملية مع الله القدوس قبل إشباع الفكر بدراسات عقلانية جافة..
القمص ميخائيل جريس ميخائيل
- اقتباس :
| St-Takla.org Image: Icon of God the geometer - the goniometer in the 13th century was one of the symbols of God's work in creation صورة في موقع الأنبا تكلا: لقد كان المنقل في القرن الثالث عشر رمزًا لعمل الله في الخلق.. وهذه الأيقونة من أحد المخطوطات تحمل عنوان: الله المهندس |
1 – دراسة ملكوت الله على الأرض وأتساعه من أجل مجد الله وخلاص البشر ويبين تطور هذا الملكوت وهو تفسير مستمر لمثلي: - اقتباس :
مثل حبة الخردل:- يظهر مدى انتشار المسيحيين في العالم. مثل الخميرة:- يظهر فاعلية المسيحيين في تقديس الحياة الداخلية (مت 13: 31-33).
3 – خطة فداء الإنسان، ودائمًا يحرص الله على خلاص الإنسان "يريد أن الجميع يخلصون..." 4 – دراسة كل قوانين ومبادئ المسيحية والطبيعة البشرية تحت سلطانها 5 – إشارات محفورة للتشجيع والتعزية والنصح " سحابة من الشهود القديسين.. " نتعزى بهم ونتشجع بهم وندرس أفكارهم وأعمالهم ونسير حسب خطاهم لننضم إلى صفوفهم. وبدائتنا للتاريخ ندرس أيضًا العصر الرسولي الذي له أهمية خاصة، وبناء الكنيسة الأولى والأشخاص الذين عايشوا رب المجد والتصقوا به كقول القديس يوحنا "الذي كان منذ البدء الذي سمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضًا شركة" (1يو1: 1-4)
- اقتباس :
* أهمية دراسة العصر الرسولي:- 1 – كما كانت حياة رب المجد النبع للديانة المسيحية هكذا العصر الرسولي هو المصدر للكنيسة المسيحية ككنيسة منظمة منفصلة عن المجتمع اليهودي فهو عصرالروح القدس والإلهام والتشريع لكل العصور. - اقتباس :
بعض الأمثلة: + " قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلًا أكثر " (أع15: 28) | St-Takla.org Image: The twelve Apostles, Depiction of Christ enthroned, Monastery of Apollo in Bawit, Egypt - ancient Coptic art صورة في موقع الأنبا تكلا: الـ12 تلميذ - قبه باويط، دير أبوللو، مصر، ويظهر السيد المسيح في العرش محاطًا بالعذراء والتلاميذ الاثني عشر - من الفن القبطي الأثري |
+ " فلما أتوا... حاولوا أن يذهبوا على بيثينية فلم يدعهم الروح " (اع16: 7) + "وظهرت رؤية لبولس.... أعبر إلى مقدونية وأعنا" (أع16: 9)
2 – المسيحية عمل إلهي فائق للطبيعة - اقتباس :
كانت تنمو على الشوك بلا سند أرضي وإنما سند إلهي بالوعد إن أبواب الجحيم لن تقوى عليها وبذلك تثبت أمام اليهود والوثنيين والرومان، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. ليس لنا ذهب ولا فضة.... دين كامل لكل الشعوب فرض نفسه.
3 – صورة المسيحية ونقاوتها وفاعليتها: - اقتباس :
جددت الخليقة الساقطة من يهود ووثنيين بطريقة تدريجية وتفاعل كبير.
4 – النافذة التي نطل منها على المسيحية في مبادئها القوية وإيمانها الأكبر. - اقتباس :
+ أحاديث السيد المسيح التي لم تكتب. + وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ (يو20: 30). + كان يظهر في مدة الأربعين يومًا يكلمهم عن الأمور المختصة بملكوت السموات (أع1 : 3). + التعليم قدم للناس شفويًا.
6 – العصر الرسولي قدم لنا شخصيات عملاقة في ميدان الخدمة.
| St-Takla.org Image: Pseudo-Ezekiel - Dead Sea Scroll Manuscript 4Q386, Courtesy of the Israel Antiquities Authority. Tsila Sagiv, photographer صورة في موقع الأنبا تكلا: صور من مخطوطات البحر الميت تصور جزء من كتاب منسوب باسم حزقيال النبي، من سلطة الآثار الإسرائيلية، تصور تسيلا ساجيف |
* المصادر التاريخية للعصر الرسولي: 1 – أسفار العهد الجديد خاصة سفر أعمال الرسل. 2 – كتابات القوانين المنسوبة للرسل مثل الدسقولية. 3 – كتابات الآباء الرسولين تلاميذ الرسل مثل: 4 – المصادر اليهودية: فيلو الفيلسوف اليهودي – يوسيفوس المؤرخ اليهودي. 5 – كتابات أباء الجيل الثاني قبل يوسيفوس الشهيد وايريانوس.
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 10:30 pm | |
| - اقتباس :
Augusts Caesar هو أول من انشأ النظام الإمبراطوري في روما، وكان أول إمبراطور للدولة الرومانية، وقد اشتهر بعد ذلك باسم أغسطس، ثم أصبح اسمه أغسطس قيصر. وكان أغسطس في الثامنة عشرة من عمره حين ورث سلطان قيصر، وكان نحيف الجسم، سقيم البنية، غير منسق التقاطيع، يشكو من أمراض عديدة، ويتعثر في مشيته بسبب داء في ساقيه. ومع ذلك كان يطلق العنان لشهواته، غائصًا في التهتك والمجون، ويرتكب أبشع الأعمال وأفظع الجرائم في فظاظة بشعة وغلظة لا رحمة فيها ولا وخز ضمير، فكان مثالًا صادقًا وصارخًا للحاكم الروماني، وقد اتصف بكل ما اشتهر به الطغاة الجبابرة في كل عصور التاريخ، فأمكنه بذلك أن يقبض على زمام إمبراطوريته المترامية الأطراف بيد من حديد، وظل زهاء نصف قرن من الزمان هو الحاكم بأمره في العالم كله وقد عاد أغسطس إلى روما عقب انتصاره على انطونيوس في معركة أكتيوم Battle of Actium عام 31 قبل الميلاد، واستيلائه على مصر، فاستقبله الرومان استقبالا منقطع النظر، وقد بهرهم بانتصاريه العظيمة وغنائمه الضخمة التي جاء بها من مصر، وأغدقها على العامة والجنود فلم يسع مجلس الشيوخ إلا الرضوخ له والتخلي عن كل سلطاته إليه، فأصبحت في يديه السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية والعسكرية مجتمعة. وفي عام 27ق. م. أسبغ عليه مجلس الشيوخ لقبا كان قاصرا من قبل على الآلهة، وهو لقب " أغسطس " وإذ كان اسم قيصر قد أصبح لقبا للأباطرة، أضيف إلى لقبه الأول فأصبح يسمي (أغسطس قيصر). وبالرغم من أنه كان يسمي نفسه (زعيمًا) فحسب، فقد أصبح ملكًا بالفعل وإن لم يسبغ على نفسه هذه الصفة، بل أصبح ملك الملوك، بوصفه إمبراطور الدولة الرومانية. ثم لم يلبث مجلس الشيوخ أن أعتبره إلهًا وأضاف اسمه إلى أسماء الآلهة الرسميين لروما، وأصبح يوم ميلاده يومًا مقدسًا تقام فيه الطقوس لعبادته والتوجه إليه بالصلوات والترانيم. وقد بلغ من إيمان بعض الرومان به أنهم وهبوا حياتهم له فقطعوا على أنفسهم عهدًا بأن يقتلوا أنفسهم حين يموت. ويقول سونونوس "إن الناس جميعًا على اختلاف طوائفهم وطبقاتهم كانوا يقدمون له الهدايا والقرابين في عيد رأس السنة". ثم سرعان ما امتدت عبادة أغسطس من روما إلى غيرها من الولايات الرومانية وقد اتخذت بعض ولايات آسيا عبادته ديانة رسمية لها وعينت لخدمة مذبحة طائفة جديدة من الكهنة اسمهم الأغسطيون. بل لقد زعم البعض أنه هو المسيح ابن الله المُنتظر. وهكذا أصبح ذلك الفاسق الزاني، والآثم الظالم، عند الرومان وأتباع الرومان، إلهًا ابن إله، وأصبح في زعمهم هو الذي ينتظره العالم كي يخلص البشر. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد ظلت الدولة الرومانية في عهد أغسطس دولة رأسمالية يسيطر عليها كبار الأغنياء من أعضاء مجلس الشيوخ والفرسان وكان الإمبراطور هو الرأسمالي الأول في الدولة فكان أغنى أغنيائها وقد أعتبر أموال الدولة كلها أمواله، فاختلطت خزانة الدولة بخزانته الخاصة، وأصبح يتصرف في موارد الدولة بنفس الطريقة التي يتصرف بها في موارده الشخصية، وقد ترك هذه وتلك في أيدي عبيده الخصوصيين بغير حسيب ورقيب، ومن ثم سيطر عبيده على كل شئون الدولة، وأصبح بأيديهم الأمر والنهي في طول البلاد وعرضها. وكان أغنى الناس في روما بعد الإمبراطور هم أقاربه، وأصدقائه الذين تربطه بهم أوثق الصلات، إذ كان الإمبراطور هو الوسيلة السحرية إلى الثروة التي لا حدود لها. أما سخطه فكان وسيلة الخراب والهلاك.
وقد تزايد الأثرياء في روما في عهد أغسطس فتزايد الفساد وأشتد انحطاط أخلاق الرجال وانحلال النساء، واضمحلال الروابط بين الزوج وزوجته والوالد وولده، فأنطلق كل منهم في سبيل، وأطلق كل منهم العنان لشهواته لا يردعه رادع ولا يدفعه دافع من عقل ومن ضمير. وقد زهد أغلب الرجال والنساء على السواء في رباط الزوجية فأصبحت العلاقات غير الشرعية هي السائدة، وأصبح الزناهو القاعدة، كما زهد الجميع في إنجاب الأبناء، فأصبحوا يمنعون الحمل ويجهضون الحوامل ويقتلون الأطفال بعد ولادتهم. وقد تفاقم هذا كله حتى أصبح يهدد الرومان بالاندثار وأصبح يهدد الدولة الرومانية بالانهيار، ومن ثم سارع أغسطس قيصر إلى إصدار سلسة من التشريعات محاولًا أن يوقف هذا الطوفان قبل فوات الأوان، فمنع الزنى بقانون، وأعطى الحق للأب في أن يقتل أبنته الزانية مع شريكها، كما أعطى الحق للزوج في أن يقتل زوجته الزانية مع شريكها كذلك، وأوجب على زوج الزانية أن يبلغ عنها وإلا تعرض للعقاب. أما زوجة الزاني فلا يحق لها أن تبلغ عنه لأن القانون يبيح له الاتصال بالعاهرات. وقد أصبح الزواج مفروضًا بحكم القانون على كل الصالحين له من الرجال والنساء، وإلا تعرضوا لعقوبات صارمة، منها الحرمان من الميراث، والحرمان من مشاهدة الحفلات والأعياد العامة، بيد أن هذه القوانين قد أغضبت الرومان جميعًا بغير استثناء، ولا سيما أنهم كانوا يعلمون أن الذي أقترحها هو (مانساس) الذي كان مضرب الأمثال في الفجور والفحشاء، وكانت زوجته عشيقة أغسطس نفسه من أكثر الرومان عهرًا وعارًا، وكانت الفضائح التي تحدث في بيته تزكم أنوف القريبين والبعيدين في كل أنحاء الإمبراطورية، وكانت له أبنه وحيده تدعى جوليا ملأت روما بأخبار زناها وخيانتها لأزواجها المتعاقبين وانتقالها من عشيق لعشيق وعربدتها التي كانت تملأ السوق العامة صخبًا وضجيجًا طول الليل. ولذلك سخر الرومان من أغسطس قائلين: كيف يريد بقوانينه أن يصلح أخلاق الدولة كلها، بينما هو عاجز عن إصلاح الأخلاق في بيته. ومن ثم أضطر أغسطس أن يبعد أبنته جوليا عن روما. ولكن جوليا كان لها ابنه لم تلبث أن بدأت تسلك مسلك أمها وتثير الفضائح كذلك فأضطر كذلك أغسطس أن يبعدها عن روما هي الأخرى. وهكذا فشلت قوانين أغسطس وقد فشل في إصلاح أخلاق بيته وأخلاق دولته، لأنه هو نفسه -ككل الرومان- كان فاسد الأخلاق، وكانت الفضيلة والرذيلة عنده سواء. وحين انتصر أغسطس على انطونيوس وكليوباترا في موقعة أكتيوم عام 31 قبل الميلاد، أصبح الطريق مفتوحًا أمامه للاستيلاء على مصر والقضاء على البطالمة، الذين كان قد زعزع كيانهم وضعضع قوتهم تطاحنهم فيما بينهم وثورة الشعب المصري عليهم، فضلًا عن انحرافهم وانصرافهم إلى حياة التهتك والخلاعة والمجون، ولا سيما كيلوباترا التي جعلت عرشها عش غرام لها، وجعلت من أنوثتها وسيلة لتحقيق مطامعها، فسقطت في هوة عارها، وسقطت مصر معها بين براثن الرومان، فأستولي أغسطس عليها دون مقاومة في أول أغسطس عام 30 قبل الميلاد، وأصبحت ولاية رومانية منذ ذلك التاريخ، ولكنها ولاية ذات مركز خاص نظرًا لأهميتها التاريخية والسياسية والاقتصادية، وموقعها الممتاز وصلابة أهلها الذين لم يستسلموا أبدأ للغاصبين ويستكينوا للغزاة وإنما كانوا على الدوام -رغم وداعتهم- حربًا على الغاصبين وكانت بلادهم مقبرة للغزاة. ولذلك جعلها أغسطس تحت إشرافه المباشر، بل أعتبرها ملكًا خاصًا له، فأبعد عنها كل نفوذ مجلس الشيوخ، بل لقد منع أعضاء ذلك المجلس من زيارتها إلا بعد استئذانه. وقد ظل المبدأ مراعيًا حتى بعد موت أغسطس، فقد حدث أن أرسل الإمبراطور طيباريوس ولي عهده جرمانيكوس إلى الشرق لتنظيم بعض ولاياته فلما سمع أنه أنتهز الفرصة وزار مصر عنفه تعنيفًا شديدًا لأنه فعل ذلك دون استئذانه. وبذلك ضمن الإمبراطور سيطرته الكاملة على مصر، وحال دون تطلع أي حاكم روماني إلى الاستقلال بحكمها كما سبق أن أستقل بطليموس بحكمها عن عرش مقدونيا. وقد عين أغسطس نائبًا عنه في مصر من مصر ووارث عرش الفراعنة. وقد أمر برسم صورته على الآثار مقرونة بالألقاب الإلهية التي كانت مألوفة في الولايات الرومانية كلها، وعقد لواء قيادتها لحاكم مصر الذي كان مسئولًا أمامه عن كل الشئون العسكرية والإدارية والمالية والقضائية في البلاد، وكان أول حاكم عينه أغسطس لمصر هو كورنيليوس جاللوس. ولم يكتف أغسطس بالقوة وحدها للسيطرة على سكان مصر، وإنما لجأ كذلك إلى السياسة والدهاء، فطبق المبدأ الخبيث الذي طالما طبقة الغزاة والمستعمرون في كل العصور، وهو مبدأ (فرق تسد) وإذ كان سكان مصر يتألفون من المصريين ومن عدد كبير من اليونان واليهود. ولما كان أغسطس قد أصبح معدودًا ضمن الآلهة في روما وأصبح يتعين على الرومان وسكان الولايات عبادته مع آلهتهم فقد أقام تماثيله في مصر ليعبدها المصريون. وهكذا ظل أولئك البائسون عبيدًا لكل حاكم يحكمهم وعابدين لكل زاعم أنه إله. وفي عهد أغسطس ولد يسوع المسيح في بيت لحم، وهي إحدى مدن اليهودية بفلسطين، وإذ كانت أمه مريم العذراء من مدينة الناصرة إحدى مدن الجليل، وقد ذهبت مع خطيبها يوسف للاكتتاب فجاءها المخاض وولدت أبنها هناك. وقد جاء في الكتاب المقدس أنه "في تلك الأيام صدر أمر أغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة. وهذا الاكتتاب الأول جري إذ كان كيرينيوس والي سورية، فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد في مدينته، فصعد يوسف أيضًا من الجليل من مدينةالناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التي تدعي بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى، وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد فولدت أبنها البكر" (لوقا 2: 1-7). وحين علم هيرودس ملك اليهودية بميلاد يسوع من بعض المجوس الذين قالوا له إن هذا الطفل سيكون ملكًا لليهود، تملكه الذعر، وأمر بقتل جميع الصبيان الذين في بيت لحم وفي كل تخومها من سنتين فما دون عسى أن يقتل يسوع من بينهم. وحينئذ أخذ يوسف الطفل وأمه وهرب إلي مصر عن طريق صحراء سيناء.
- اقتباس :
+ لما ولد يسوع في بيت لحم اليهودية. وفقًا للنبوات، وفي الوقت السابق توضيحه أشتد انزعاج هيرودس بسبب سؤال المجوس الذين أتوا من المشرق سائلين أين هو المولود ملك اليهود. لأنهم رأوا نجمة. وكان هذا هو الدافع لهم للقيام برحلة طويلة كهذه، إذ كانوا متحمسين للسجود للطفل كإله، توهم هيرودس أن مملكته ستتعرض للخطر، لذلك سأل علماء الناموس في الأمة اليهودية أين توقعوا أن يولد المسيح؟ وعندما علم أن نبوة (ميخا ومتى 2) أعلنت بأن بيت لحم كان يجب أن تكون محل ميلاده أصدر مرسومًا بقتل جميع أطفال بيت لحم وما حولها الذكور من أبن سنتين فما دون بحسب الزمان الذي تحققه من المجوس، ظنًا منه بأن يسوع -كان محتملًا فعلًا- سوف يشترك مع سائر الأطفال الذين في سنة في نفس المصير. + ولكن الطفل نجا من الفخ إذ حمله أبواه إلى مصر بعد أن أعلمهما بما كان مزمعًا أن يحدث، ملاك ظهر لهما، وهذه الأمور سجلها الكتاب المقدس في الإنجيل. + ومما هو جدير بالذكر فضلًا عن هذا أن نلاحظ الجزاء الذي لقيه هيرودس بسبب جريمته التي تجاسر على ارتكابها ضد المسيح وسائر الأطفال من نفس السن. لأن الانتقام الإلهي حل به مباشرة ومن دون أقل إبطاء، بينما كان لا يزال حيًا، وجعله يتذوق مقدمًا ما كان مزمعًا أن يلقاه بعد الموت. + على أن مرض هيرودس ازداد شناعة لأن الله أوقع عليه القصاص بسبب جرائمه. لأن نارًا بطيئة اشتعلت في داخله لم تظهر لمن كان يلمسه بل زادت أحزانه الداخلية. إذ كانت له رغبة ملحة للطعام لم يكن ممكنًا له مقاومتها. وأصيب أيضًا بقروح في الأمعاء وأصيب بصفة خاصة بآلام في القولون كما أصيب بأورام مائية في قدميه. | St-Takla.org Image: No. 21 Scenes from the Life of Christ: 5. Massacre of the Innocents (Murder and killing of the children and babies of Bethlehem) - Giotto Di Bondone - Religious Painting Art - 1304-06 - Fresco, 200 x 185 cm, at the Cappella Scrovegni (Arena Chapel), Padua صورة في موقع الأنبا تكلا: لوحة قتل أطفال بيت لحم (مذبحة الأبرياء)، رسم الفنان جيتو دي بوندوني سنة 1304-1306 تقريبًا، رقم 21 (5) من مشاهد حياة السيد المسيح، وهي لوحة حائطية فريسكو (تصوير جصي)، في كنيسة أرينا (كابيلا سكروفيني)، بادوا |
+ وكان يشكو أيضًا من تعب مماثل قي بطنه، وكان أيضًا يجد صعوبة شديدة في التنفس ، بل كان نفسه كريهًا بسبب الرائحة الكريهة وسرعة التنفس. وأصيب أيضًا بتقلص في كل أطرافه. الأمر الذي أدى إلى عدم تمالك قواه. + وقد قال فعلًا أولئك الذين أعطيت لهم قوة العرافة والحكمة لتفسير مثل هذه الحوادث أن الله أوقع هذا القصاص على الملك بسبب شره المستطير وعدم تقواه. + ورغم صراعه ضد آلام كهذه فأنه تشبث بالحياة، وكان يرجو السلامة ودبر خططًا للشفاء. + وهنا ظن أطباؤه أنهم يستطيعون تدفئة كل جسمه بالزيت الدافئ ولكنهم عندما وضعوه في برميل مملوء بالزيت ضعفت عيناه وارتفعتا إلى فوق كعيني شخص ميت. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وعندما رفع خدامه أصواتهم صارخين أفاق بسبب الصوت. وإذ يئس أخيرًا من الشفاء أمر بتوزيع خمسين درهمًا على الجند وإعطاء مبالغ كبيرة لقواده وأصدقائه. + وبعد ذلك إذ رجع أتى إلى أريحا حيث تملكته حالة نفسية سوداوية، فدبر ارتكاب عمل فاحش كأنه أراد تحدي الموت نفسه. لأنه جمع من كل مدينة أبرز رجال كل اليهودية، وأمر بأن يغلق عليهم في المكان المسمى بسباق الخيل. ثم أستدعى سالومة أخته من الإسكندرية وزوجها وقال: أنا اعلم أن اليهود سيفرحون بموتي. ولكن قد تنحب على الآخرون ويقام لي جناز رائع أن كنتما مستعدين لإتمام أوامري. عندما أموت فأمرا بأن يحوط الجند بأسرع ما يمكن هؤلاء الرجال المحفوظين الآن تحت الحراسة واقتلاهم لكي تبكي على كل اليهودية وكل بيت حتى رغم أرادتهم ويقال أن سالومه أطلقتهم بعد موته. ثم أنه كان معذبًا بسبب طلبه المستمر للطعام، ومن سعال تشنجي، لدرجة أنه إذ يئس من آلامه فكر في التعجيل على مصيره المحتم، وإذ أخذ تفاحة طلب أيضًا سكينًا، لأنه كان متعودًا تقطيع التفاح وأكله. ثم تلفت حوله ليتأكد من عدم وجود شخص يمنعه، ورفع يمينه كأنه يريد أن يطعن نفسه. وعلاوة على هذه الأمور فقد قتل أبنًا أسمه انتيباتر من أبنائه قبل موته. وقتل الثالث بناء على أمره، وبعد ذلك مباشرة لفظ أنفاسه الأخيرة بالآم مبرحة. هكذا كانت نهاية هيرودس الذي نال قصاصًا عادلًا بسبب قتله أطفال بيت لحم.
- اقتباس :
+ حالتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية: تطلع اليهود إلي منقذ سياسي يعيد مملكة داود على مستوي مجد عالمي. وكانت حالتهم سيئة للغاية والأمثلة التي ساقها الرب يسوع -وأن كان قد قصد بها معاني روحية- لكنها تصور لنا هذه الحالة خير تمثيل... فمثل صديق نصف الليل (لو11: 5 – 7) والدرهم المفقود (لو8: 15، 9) ووصفه للفقراء في مثل العشاء والمدعوين (لو14: 21 و23) والعمال البطالين في السوق طوال اليوم في مثل الفعلة وصاحب الكرم (مت20: 1-7) أنما تعكس لنا صورة حية نابضة عن حالة الطبقة الكادحة في المجتمع اليهودي أبان قيام الكنيسة المسيحية.... يقابل هذه الطبقة المعدمة، فئة من كبار الملاك الأثرياء الذين لم يكن لهم هم سوى زيادة ثرواتهم، غير مبالين بالفقراء. وقد صور الرب هذا التناقض الصارخ بين الفريقين في مثل الغني ولعازر المسكين (لو16: 19-31). وكذلك في مثل الغني الذي أخصبت كورته ولم يفكر إلا في ذاته وفي كنز ثروته (لو12: 6: 21).
أضف إلي هذا، الضرائب التي أثقلت كاهل الشعب... فمن ضرائب كانت تُجبى لحساب روما يجمعها القائمون على الأمر بقسوة وإذلال وظلم، إلي ضرائب دينية متنوعة. كان عليهم تقديمها إلى الهيكل وإلا اتهموا بالخروج على الناموس... من أجل ذلك كله ساءت أحوال اليهود الاقتصادية وانتشرت البطالة، وأضطر البعض إلى احتراف السرقةوالأجرام. وكانوا يتخذون من طرق فلسطين الجبلية المفقرة مسرحًا لجرائمهم... ولعل المثل الذي قدمه المسيح عن الإنسان الذي كان مسافرًا من أورشليم إلى أريحا ووقع بين اللصوص فعروه وجرحوه وتركوه بين حي وميت (لو10: 30) أنما يصور هذه الحالة أيضًا.
+ حالتهم الدينية والأدبية: كان اليهود من الناحية الأدبية يفضلون الأميين الوثنيين بكثير... لكنهم تحت مظهر الطاعة الشديدة لناموسهم، كانوا يخفون فسادًا مريعًا. وقد دعوا في العهد الجديد "أولاد الأفاعي" (مت3: 7) "أولاد إبليس" (يو8: 44) " قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان " (أع7: 51) ويوسيفوس مؤرخهم الذي كان يهمه أن يظهر مواطنيه لليونان والرومان في صورة مشرقة، يصفهم في القرن الأول بأنهم شعب فاسد شرير، استحقوا بعدل العقاب المخيف في خراب أورشليم. أما من الناحية الدينية، فقد تمسكوا بحرفية الناموس وبتقاليدهم دون أن يفهموا روح الشريعة ويعرفوا قوتها.... كانوا يتحفظون تحفظ الخوف من الوثنيين. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لذا فقد نالوا احتقارهم كأعداء للجنس البشري... ومع ذلك فقد استطاعوا بكفاحهم وحصافتهم، أن يجمعوا ثروات طائلة، وأن تكون لهم مكانة في بعض المدن الكبيرة في الإمبراطورية الرومانية. وعلي الرغم من تمسكهم بالناموس الذي يمنع من الاتصال بالأمم الأخرى فأنهم تحت ضغط الظروف السياسية التي مروا بها انتشروا في العالم أجمع حتى أنه في خلال العصر الرسولي، كان لا يخلو إقليم في الإمبراطورية الرومانية كلها من وجود جاليات يهودية. وخرج اليهود عن مألوفهم، وتحولت اليهودية من ديانة متحوصلة إلى ديانة كارزة، لها إرساليات تعمل، الأمر الذي أشار إليه السيد المسيح بقوله للكتبة والفريسيين "تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلًا واحدًا" (مت23: 15) وعلي الرغم من هذه الجهود، فقد كان عدد المتهودين ضئيلًا. وفضل الوثنيون -ممن أعجبوا بأدبيات اليهود- أن يظلوا على الهامش (كخائفي الله) لأنهم لم يكونوا مستعدين للخضوع لقيود الناموس الطقسي الشديدة... وكان هؤلاء يحضرون المجامع اليهودية كموعوظين... ولعل مما ساعد على حركة الانضمام، هذه الترجمة السبعينية للعهد القديم من العبرية على اليونانية التي تمت في عهد وبرغبة بطليموس الثاني ملك مصر (285 – 246ق. م) لمنفعة شعبه من اليهود الذين كانوا يجهلون العبرية.
- اقتباس :
+ بين القيامة والصعود: لقد أكدت لهم حقيقة قيامته من بين الأموات بما لا يدع مجال لأي شك (أع1: 3) ورفعت من معنويات الرسل، وملأت قلوبهم فرحًا وعزاء (يو20: 20).... كما أن تلك الفترة كانت بمثابة فترة تمهيدية لأعمال الخدمة والكرازة في المستقبل القريب، لقن فيها السيد المسيح تلاميذه كثيرًا من المعلومات التي ما كانوا يحتملوها قبل ذلك (يو16: 25، أع1: 3).. ويؤكد ذلك أن تلك اللقاءات لم تكن مجرد ظهورات خاطفة، بل امتدت واستطالت. ومن أمثلتها الرحلة التي صحب الرب فيها تلميذي عمواس بعد ظهر يوم أحد القيامة، وقطع المسافة من أورشليم على عمواس؟ وهي ستون غلوه أي نحو سبعة أميال، وتستغرق أكثر من ساعتين مشيًا على الأقدام. وخلال هذه الرحلة "ابتدأ من موسى، ومن جميع الأنبياء، يفسر لهما الأمور المختصة به في جميع الكتب " (لو24: 13 – 27).... وأيضًا الظهور الثالث الذي أظهر فيه ذاته لتلاميذه عند بحر طبرية، ومكث فيه معهم من الصباح حتى ما بعد الغداء (يو21: 4-15).
| St-Takla.org Image: The Ascension of Jesus Christ in front of the disciples |
+ بين الصعود ويوم الخمسين: بعد أن أرتفع السيد المسيح عن تلاميذه عند جبل الزيتون، وصعد إلى السماء، ورجعوا إلى أورشليم بفرح عظيم (لو24: 52).. وكان فرحهم لأنه صعد إلى الآب (يو14: 28) ولأنه سيأتي ثانية (أع1: 11) وفي أورشليم اجتمعوا في العلية التي كانت في بيت أم مارمرقس الكاروز.. هناك كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع نساء مؤمنات، في مقدمتهن مريم العذراء لقد أوصاهم الرب أن يذهبوا إلي العالم أجمع ويكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها، لكنه في نفس الوقت أمرهم بالبقاء في أورشليم، انتظارا لموعد الآب (الروح القدس)... بل لقد حذرهم من مبارحتهم قبل أن يلبسوا قوة من الأعالي (لو24: 49، أع1: 4)... وفي هذه الفترة، كان لابد أن يختاروا تلميذًا خلفًا ليهوذا الخائن.... واشترطوا أن يكون أحد الذين اجتمعوا معهم كل الزمان منذ معمودية يوحنا إلى ذلك الوقت، حتى يشهد معهم بقيامة الرب المجيدة، التي ستصبح حجر الأساس في العمل الكرازي الجديد فصلوا وطلبوا إلي الرب أن يظهر اختياره لأحد أثنين: يسطس أم متياس.. ثم ألقوا فوقعت على متياس (أع1: 15-26) فصار واحدًا من الاثني عشر وهي المرة الوحيدة التي ذكر فيها استخدام القرعة.
+ يوم الخمسين: في اليوم الخمسين لقيامة السيد المسيح، وفي الساعة الثالثة بالتوقيت العبري (التاسعة صباحًا بتوقيتنا) أثناء احتفالات اليهود في أورشليم بأحد أعيادهم الكبرى -وهو عيد الخمسين- حل الروح القدس على الرسل والتلاميذ (جميع الموجودين بالعلية) بينما كانوا مجتمعين بها بنفس واحدة، وإذ صار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة، وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين... وظهرت لهم ألسنة منقسمة كأنها من نار واستقرت على كل واحد منهم، وامتلأ الجميع من الروح القدس (أع2: 1-4). لقد أختار الرب هذه المناسبة عند اليهود موعدًا لمولد كنيسته، حيث تتم رموز وإشارات... لذا يحسن ان نقف قليلًا لنعرف شيئًا عن هذا العيد عند اليهود... كان لهذا العيد اليهودي ثلاث تسميات: عيد الحصاد (خر23: 16)، وعيد أوائل الثمار (عد28: 26). وعيد الأسابيع (تث16: 9، 10، لا 23: 15) وأطلق عليه عيد الخمسين لأنه يقع في اليوم الخمسين بعد الفصح اليهودي... كان هذا العيد من حيث تسميته بعيد الأسابيع، يبدأ مباشرة بعد عيد الفصح، بتقديم أول حزمة من حصاد الشعير، وينتهي في عيد الخمسين بتقديم أول رغيفين من حصاد القمح. وكان يحتفل بعيد الخمسين يومًا واحدًا وهو من أعياد اليهود الثلاثة الكبرى السنوية الفطير والحصاد والمظال التي كان على جميع ذكور بني إسرائيل أن يظهروا فيها أمام الرب إلههم (تث16) كان هذا العيد عند اليهود عيد فرح وبهجة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكان يقع في ألطف فصول السنة. ولذا كان يجذب أعداد ضخمة من اليهود الزائرين من البلاد والأقاليم الأخرى إلى أورشليم ويصف يوسفيوس اليهودي هذا العيد ويتكلم عن عشرات الآلاف الذين كانوا يجتمعون حول الهيكل في هذه المناسبة وكان عدد كبير من اليهود الوافدين من بلاد بعيدة إلى أورشليم لحضور عيد الفصح يبقون فيها حتى يحضروا هذا العيد أيضًا. كان عيد الخمسين إذن -بحسب ما جاء في الكتب المقدسة- هو عيد الحصاد وعيد أوائل الثمار وعيد الأسابيع.... لكنه كان أيضًا -طبقًا لتقليد الربيين في التلمود- هو عيد الاحتفال السنوي بتذكار تسلم الشريعة في سيناء... فقد قيل أن موسى استلم الشريعة فوق جبل سيناء، وفي اليوم الخمسين لخروج بني إسرائيل من مصر. ومن هنا جاءت تسميته بالعبرية (عيد البهجة بالناموس) كانت هناك عادة يهودية قديمة حرص اليهود عليها في العصر الرسولي... كانوا يقضون الليلة السابقة لعيد الخمسين في تقديم الشكر لله من أجل عطية الناموس.
+ العيد التأسيسي للكنيسة: لا شك أن الله الذي يتمم كل أموره بحكمة، أختار مناسبة هذا العيد اليهودي ليجعل منه عيدًا لمولد الكنيسة، فأرسل روحه القدوس بقوة على رسله وتلاميذه وأسس كنيسة على الأرض.... كانت فرصة هذا العيد اليهودي أكثر ملاءمة لتأسيس الكنيسة المسيحية من عدة وجود، بالنظر للمدلولات اليهودية للعيد... لقد كانوا تحتفلون به كعيد لحصاد المزروعات، فأضحى عيدًا لحصاد الزرع الجيد الذي هو بنو الملكوت (مت13: 38)... وكانوا يحتفلون به كعيد لأوائل الثمار الزراعية، فغدا في المسيحية عيدًا لأوائل الثمار الخلاصية، حين أنضم إلي الكنيسة في ذلك اليوم ثلاثة آلاف نفس... هذا بالإضافة إلي ثمار الروح القدس التي تكلم عنها الرسول (غل5: 22)... ثم أنهم كانوا يحتفلون به كتذكار لإعطائهم الشريعة المكتوبة على لوحين من حجر فأصبح عيدًا للروح القدس روح الحياة الذي كتبت به وصايا الله لا هي ألواح حجرية، كما حدث في القديم بل في ألواح قلب لحمية (2كو3: 3). وثمة نظرية أخرى... فالعدد خمسين يشير إلى العفو والصفح... ففي العهد القديم كانت تقدس السنة الخمسون، ويعفى المديونون من ديونهم ويحرر العبيد " وتقدسون السنة الخمسين، وينادون بالعتق في الأرض لجميع سكانها وتكون لهم يوبيلًا ويرجعون كلٍ إلى ملكه، وتعودون كل إلى عشيرته " (لا 25: 10) كانت هذه السنة تبدأ بيوم الكفارة حين يضربون بالبوق إيذانا بسنة اليوبيل... فالعدد 50 إذا كان ينظر إليه كرمز للعفو عن الديون... ثم أن عيد الخمسين اليهودي، كان أكثر ملائمة لتأسيس الكنيسة من جهة الجماهير التي كانت تحضره. فقائمة الشعوب التي أوردها القديس لوقا في (أع2: 8-11) كانت على وجه التقريب تشمل أنحاء الإمبراطورية الرومانية التي كانت بدورها تضم معظم العالم القديم المعروف وقتذاك... والغرباء الذين ذكرهم لوقا كشهود كرازة الرسل.. ومما لا شك فيه أن أولئك الذين آمنوا في يوم الخمسين حملوا إيمانهم الجديد إلى أخوهم قبل أن يصل إليهم الرسل في كرازتهم. وهذا يوضح لنا وجود مسيحيين فيدمشق قبل إيمان بولس (أع9: 2)، ووجود عدد كبير من المؤمنين في روما، قبل أن يكتب لها بولس رسالته بوقت كبير (رو1: . كان إعطاء الشريعة في سيناء مصحوبًا برعود وبروق وسحاب ثقيل على الجبل وصوت بوق شديد جدًا، ارتعد منه كل الشعب الذي كان في المحلة... لذا لا تعجب أن جاءت كنيسة العهد الجديد إلى الوجود أيضًا بعلامات عجيبة ملأت المشاهدين دهشة وحيرة (أع2: 6، 7). لقد صاحب حلول الروح القدس على الرسل والتلاميذ مظاهر ثلاثة: - صوت كما من هبوب ريح عاصفة، وظهور ألسنة منقسمة كأنها من نار استقرت على كل واحد منهم، والتكلم بألسنة أخرى.... والريح في كتاب العهد القديم نراها رمزًا للقوة الروحية الخلاقة، ورمزًا للعمل غير المنظور (يو3: والحرية السامية التي للروح القدس " حيث روح الرب هناك حرية " (2كو3: 17)... والنار كانت معروفة لدى بنى إسرائيل. فقد حل الله على جبل سيناء بالنار (خر19: 18)، وهي تكشف مجد الله (حز1: 4). وهي تشير إلى عمل التطهير الذي للروح القدس (أش6: 6 ،7).... والتكلم بألسنة هو تصويب لما حدث قديمًا عند برج بابل حينما بلبل الرب لسان هؤلاء الأشرار ومهما يكن من أمر فأن حلول الروح القدس علي التلاميذ في ذلك اليوم، وصيرتهم هياكل لله ومساكن لروحه لهو أكبر معجزة في حياة البشر الداخلية، لأنهم به نالوا طبيعة جديدة عوضًا عن الطبيعة القديمة التي أفسدتها الخطية.
+ عظة بطرس: وعظة بطرس التي ألقاها في يوم الخمسين (أع2: 14-36). هي عظة بسيطة لكن روح الله الذي كان يصحب كلماتها، نخس قلوب السامعين... فلما سألوا الرسل عما ينبغي أن يعملوه، أجابوهم "توبوا وليعتمد كل واحد منكم على أسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطية الروح القدس" وهكذا انضم إلي الكنيسة في ذلك اليوم ثلاثة آلاف نفس... أما عن موضوع العظة، فباستثناء الربط الذي ربط به القديس بطرس أحداث تلك الساعة بنبوءة يوئيل النبي، نجد أن هدف العظة الكبير هو إثبات أنيسوع الناصري الذي قتله اليهود ظلمًا وقام من الأموات، هو عينة المسيا الذي تنبأ عنه داود وجاء من نسله حسب الجسد. لكن التركيز الأكبر في العظة كان على قيامة الرب يسوع من بين الأموات (أع2: 24، 27، 31، 32).
+ أثر يوم الخمسين: "وامتلأ الجميع من الروح القدس" (أع2: 4)... هذه هي الأعجوبة الحقيقية الداخلية، ومحور ما حدث في يوم الخمسين... ونلاحظ أن الروح القدس لم يحل على الرسل وحدهم، بل على كل التلاميذ (كل المؤمنين) المجتمعين في العلية منتظرين موعد الآب، وكان عددهم مائة وعشرين (أع1: 15).. كان ما حدث في يوم الخمسين هو الوحي العظيم الذي أعانهم فيما بعد ليصبحوا معلمين ملهمين ذوى سلطان للإنجيل ، سواء باللسان والقلم... وما كان غامضًا صار الآن واضحًا مفهوما لهم... لقد كشف لهم الروح القدس عن حقيقة الفادي وعمله على ضوء قيامته المجيدة، وملك عليهم (عقولهم وقلوبهم).
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 10:42 pm | |
| - اقتباس :
| St-Takla.org Image: Jesus with some youth - Chastity - Our Father - "For where two or three are gathered together in My name, I am there in the midst of them" (Mathew 18:20) صورة: شباب مع المسيح - البتولية - مسيح الشباب - الله أبونا - "حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ" (متى 18: 20) |
ولدت الكنيسة يوم الخمسين بأورشليم، ولذا عدت كنيسة أورشليم هي الكنيسة الأم لليهود المتنصرين، بل للعالم المسيحي كله فيما بعد.... ونستطيع أن نتصور الحياة التي كانت تحياها تلك الجماعة المسيحية الناشئة... كانوا قلة في عددهم ، خصوصا بعد أن عاد شهود يوم الخمسين الذين آمنوا إلى أوطانهم.... كانت الحياة وكل شيء داخل هذه الجماعة الجديدة، يجرى في بساطة، حتى إنالقديس لوقا حينما يصور تلك الفترة المبكرة يقول عن المؤمنين أنهم كانوا "يكسرون الخبز في البيوت ويتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب" (أع2: 46). لكن، ومع ذلك، كانت هذه الكنيسة الناشئة تنمو داخيلًا وخارجيًا على أيدي الرسل وهنا نذكر القديس بطرس الذي كان له بحكم سنة وخبرته وحماسه الفطري – دور قيادي في تلك الفترة المبكرة من حياة الكنيسة ساعد الرسل عدد منالكهنة القسوس وسبعة شمامسة للعناية بالفقراء والمرضى.... وكان روح الله يعمل – لا في الرسل وحدهم بل في جميع التلاميذ أي المؤمنين، فقفز عدد المؤمنين من ثلاثة آلاف إلى خمسة آلاف (أع4 : 4). أما عوامل النمو فكانت الكرازة بالإنجيل وعمل المعجزات باسم الرب يسوع وحياة المؤمنين العجيبة في إيمانها وحبها وكل فضيلة. كان المؤمنين بقيادة الرسل يصعدون إلي الهيكل للعبادة كما كان يفعل معلمهم.. أما اجتماعات العبادة الخاصة فعقدوها في البيوت (أع2: 46 / 5: 42) كما واظبوا علىتناول عشاء الرب وفي كل ذلك كان يجمعهم إحساس بأنهم جماعة واحدة وأعضاء جسد واحد رأسهالمسيح... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد لازموا الهيكل وعبادته، وتمموا الناموس القديم، بقدر ما سمحت لهم حياتهم الجديدة، وإيمانهم الجديد... وعظات القديس بطرس للشعب امتيازات بالبساطة والإقناع. أما خطبته أمامالسنهدريم فلم تكن دفاعية بقدر ما كانت تبشيرية ومفعمة حماسًا وغيرة وقوة وإقناعًا وحكمة ولا شك أن ذلك كله كان من عمل روح الله الذي جعل من التلميذ الرعديد، شاهدًا صنديدًا يشهد أمام مجلس اليهود الأعلى ويقول "أن كان حقًا أمام الله أن نسمع لكم أكثر من الله فاحكما لأننا نحن أن لا نتكلم بما رأينا وسمعنا... ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع4: 19، 20، 5: 29) هكذا كانت يد الله القوية واضحة في الخدمة فكان "مؤمنون ينضمون للرب أكثر جماهير من رجال ونساء " (أع5: 14) وكانت "كلمة الله تنمو وعدد التلاميذ يتكاثر جدًا في أورشليم وجمهور كثير من الكهنة يطيعون الإيمان " (أع6: 7) كان الرب هو العامل فيهم وبهم، وهكذا... "كان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون" (أع2: 47) أما نتيجة هذا التوفيق والنجاح في الخدمة فكانت سلسلة طويلة ومريرة من المؤامرات والاضطهادات مرت بها الكنيسة والمؤمنون.
- اقتباس :
بعد تأسيس الكنيسة المسيحية في يوم الخمسين، اتجهت جهود الرسل الكرازية -كما ذكرنا- إلى تبشير اليهود أولًا، وعلى الأخص في أورشليم... فقد كان لزاما عليهم أن يشهدوا الرب أولًا أمام أخوتهم وفي معقل اليهودية ذاتها ويعملوا فيها علانية.... وبعد تأسيس كنيسة أورشليم تأسست كنائس في اليهودية والجليل والسامرة وعلي شاطئ البحر المتوسط. قد يظن البعض أن الرسل عقب تأسيس الكنيسة مباشرة وما بين عشية وضحاها انطلقوا إلى أقاصي المسكونة ليبشروها.. لكن الواقع غير ذلك فقد ظلت جهود الرسل والتلاميذ محصورة في نطاق بلاد اليهودية لمدة اثني عشرة سنة تقريبًا وكان ذلك إتمام لوصية الرب لهم قبيل صعوده " تكونون لي شهود في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أع1: ... وحكمة الرب واضحة في ذلك... فهو يريدهم أن يسيروا وفق سنن الطبيعة فيبدأون بالخدمة في الحقول الصغيرة كمقدمة لحقل العالم الواسع ويتدرجون من الأسهل إلي الأصعب والأعقد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا فيموقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهكذا، فأنه بفضل هذه الخطة الإلهية الحكيمة استطاعت المسيحية أن تنتشر انتشارًا ملحوظًا في خلال الخمسة عشر عامًا الأولى.... لكن ينبغي ألا نكون مبالغين في تقديرنا لاتساع دائرة الإيمان سواء من ناحية الأماكن التي وصلت إليها الكرازة وناحية أتباع الديانة الجديدة والواقع أن المسيحية شقت طريقها بصعوبة إلي العالم اليهودي خارج أورشليم. ولا شك أن يوسابيوس المؤرخ كان مبالغًا جدًا حينما قال أنه خلال حكم الإمبراطور طيباريوس -أي قبل سنة 37م.- أن تعليم المخلص انتشر في كل العالم بسرعة كأشعة الشمس. وللحال خرج صوت الإنجيليين والرسل الملهمين إلى كل الأرض، والى أقصى المسكونة خرجت كلماتهم وصوت الإنجيليين والرسل الملهمين على كل الأراضي، وإلى أقصى المسكونة بلغت كلماتهم. وسرعان ما تأسست الكنائس في كل مدينة وقرية، وامتلأت بجماهير الشعب كبيدر مليء بالحنطة والآن نستعرض مركزين هامين من مراكز المسيحية خارج أورشليم: دمشق وإنطاكية...
- اقتباس :
كانت مدينة أنطاكية الواقعة على شاطئ نهر الأورنتس orontes في سهل خصيب، هي المقر القديم لملوك سوريا. وغدت عبر التاريخ أحد معاقل الحضارة الوثنية، ومركزا هاما للثقافة الإغريقية بل كانت إحدى المراكز الكبيرة التي التقى فيها الشرق بالغرب، واختلطت فيها ثقافتهما... كانت مدينة دولية سكانها الأساسيون من السريان، لكن كان فيها كثرة من اليونانيين واليهود... وهكذا أصبحت إنطاكية -بمبانيها الجميلة، وعدد سكانها الكبير، وتجارتها الواسعة، وتفوقها الفني، وثرائها العريض- تعتبر ثالث مدن الإمبراطورية بعد روما والإسكندرية كان تأسيس كنيسة مسيحية في أنطاكية حدثًا هامًا ذا نتائج ضخمة بالنسبة للكنيسة الأولى.. وكان تدبيرا إلهيًا هامًا، بفضل وضع المدينة ومركزها الجغرافي الممتاز.. وهكذا أصبحت الكنيسة الأنطاكية مركز الانطلاق لنشر الأيمان الجديد.. فقد أصبح ممكنا أن ينتقل هذا الأيمان -بعد فصله مما علق به من العادات اليهودية المعقدة- إلى أنحاء الإمبراطورية الأخرى... يضاف إلى ذلك، أن قصر المسافة بينها وبين أورشليم، جعلها قادرة على الاتصال الدائم بالكنيسة الأم فيما يرجع تبشير إنطاكية إلى الذين تشتتوا من أورشليم من جراء الضيق الذي حصل بسبب مقتلاستفانوس، كان بين هؤلاء تلاميذ من قبرص ومن القيروان بشروا اليونانيين أي الوثنيين، فآمن عدد كبير منهم (أع11: 19-21) وهكذا تبدو إنطاكية كالمركز الأول الهام لجماعة وثنية منتصرة... كان لليهود في إنطاكية جالية لا بأس بها، لكن الإرسالية المسيحية لم تحصر ذاتها داخل حدود المجمع اليهودي... كان هؤلاء التلاميذ القبرصيون والقيروانيون يمثلون أكثر أعضاء كنيسة أورشليم تحررا في المفاهيم الإيمانية بالنسبة لليهودية ويرجح أنهم كانوا على صلة بأسطفانوس ومن ثم فقد قصدوا تبشير الوثنيين... لقد قبل كثير منهم الإيمان الجديد.. وهكذا تأسست أول كنيسة مسيحية خارج اليهودية والسامرة. وهكذا فتحت أبوب العالم للإرساليات المسيحية – تلك الأبواب التي احتفظت بها اليهودية مغلقة. ومنذ ذلك الوقت، أخذ الدين الجديد وضعه السليم.. كانوا يدعون اليونانيين كما يدعوا اليهود، وفي كل مكان في العالم وارتفعت الكنيسة -ولأول مرة- لفهم كلمات رب المجد "الحقل هو العالم" (مت 13: 38)، وفي بداية تكوين الجماعة المسيحية في أنطاكية أرسل الرسل من أورشليم برنابا إليها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكانت خدمة برنابا في أنطاكيا مثمرة جدًا "فانضم إلي الرب جمع غفير " (أع11: 22). وإذ وجد برنابا أن الحصاد كثير، سافر إلي طرسوس وأحضر معه شاول (بولس) إلي إنطاكية وظلا يخدمان بها سنة كاملة (أع11: 26) وصارا القائدين الفعليين للخدمة هناك. امتازت كنيسة إنطاكيا في هذه الفترة المبكرة بكثرة مواهبها الفائقة. فوجد فيها أنبياء كثيرون (أع 13: 38).... كما امتازت بتحلل المسيحية فيها من قيودها اليهودية وانطلاقها في كامل حريتها وجمالها. ففيها عرفت المسيحية – ولأول مرة باسمها الحقيقي "ودعي التلاميذ (المؤمنون) مسيحيين في إنطاكية أولًا" (أع11 : 26) لقد خلعت المسيحية علي أتباعها اسمها اليوناني الخاص. وكان مسيحيو فلسطين يسمون (ناصريين) (أع24: 5) وهذه التسمية أما أن الشعب هو الذي أطلقها بعد أن أبصروا تطور المسيحية وتقدمها وأما أنه أسم دمغهم به خصومهم من الأمم.. ومهما يكن من أمر فإن هذه التسمية (مسيحيين) في حد ذاتها برهان على أن الجماعة الجديدة في أنطاكية وقفت في شجاعة متميزة عن اليهودية، وأن الكنيسة لم تعد مجرد شيعة يهودية.. يضاف إلي هذا أن في إنطاكية -وربما للمرة الأولى- عاش الأمم واليهود المتنصِرون جنبًا إلي جنب متجاورين في الوقت الذي ظل اليهود أوفياء لعاداتهم اليهودية وناموسهم الذي كان يمنعهم من الأكل مع غير اليهود، كما مع الوثنيين المتنصرين... كانت هذه هي المشكلة التي واجهت بطرس الرسول في إنطاكية، وبسببها قاومه بولس الرسول واتهمه بالرياء (غلا2: 11-14).
- اقتباس :
| St-Takla.org Image: Gustave Dore's Jesus' Apparition to Saul |
ولعل أعظم البركات التي نتجت عن اضطهاد الكنيسة الأولى، هي إيمان شاول الطرسوسي حوالي سنة 37 م... ذلك الرجل الذي كانت الغيرة تعمل في داخله بدوافع ومفاهيم فريسية خاطئة. ومن ثم جند ذاته لاستئصال المسيحية من بدايتها وقوتها، فكان يضطهد كنيسة الله بإفراط ويتلفها (غل1: 13). كان يحبس كثيرين من القديسين في السجون بأمر رؤساء الكهنة، وكان يعاقبهم ويضطرهم إلى التجديف... ولفرط حنقه، كان يطاردهم إلى المدن خارج أورشليم(أع26: 10، 11)... وفي إحدى حملاته الانتقامية التي جردها ضد المؤمنين فيدمشق، التقى بقائد هؤلاء المسيحيين ورئيس خلاصهم عند مشارف دمشق... وكانت معركة، لكنها غير دموية وغير متكافئة سقط فيها شاول مستسلمًا، وغدًا أسيرًا.... أسره الرب يسوع بلطفه وحنوه وحبه حين أبرق حوله نور سماوي، وسمع صوتا يقول له " شاول شاول لماذا تضطهدني "... وحين أعلن له الرب ذاته، قال في استسلام عجيب "يا رب ماذا تريد أن افعل"... وهنا قال له الرب يسوع عما يريده أن يفعل (اع9: 1 – 6) لم ينس بولس هذه المعركة... لم ينس أن الرب يسوع أسره يومًا... ذلك الضعف الذي طالما تغنى به على أنه القوة عينها... ذلك الأسر العجيب الذي عتقه وحرره، الذي كان يحلو له فيما بعد أن يعلنه "بولس... أسير يسوع المسيح" بعد هذا اللقاء الخلاصي، ظل شاول فاقد البصر ثلاثة، طواها صائما في دمشق. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).بواسطة رؤيا أعلنت لتلميذ يقال له حنانيا، وأخرى أعلنت لشاول نفسه، قصد بعدها حنانيا إلى حيث كان شاول نازلًا، ووضع يديه عليه، فللوقت سقط من عينيه شيء كأنه قشور، فأبصر في الحال، وقام واعتمد وامتلأ من الروح القدس (اع9: 10 – 18)... وأمضى في دمشق أيامه مع المؤمنين أما "حنانيا" الذي عمد بولس، فنحن لا نعرف الكثير عنه... يذكره القديس لوقا على أنه "تلميذ أي مؤمن مسيحي" (اع 9: 10)، ويصفه القديس بولس بأنه رحل تقي حسب الناموس ومشهود له من جميع اليهود (اع22: 12).. ويذكره التقليد الكنسي على أنه أحد السبعين رسولًا وأسقف دمشق.
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 10:44 pm | |
| - اقتباس :
عقد هذا المجمع سنة 50 و51 م.... كان أول مجمع كنسي يعقد ويعتبر نواة للمجامع الكنسية التي عقدت بعهده، وإن اختلفت عنها كثيرًا... كانت مهمة المجمع مزدوجة: أولًا:- تقرير العلاقة الشخصية بين رسل الختان والأمم، وتقسيم حقول الكرازة بينهم، وثانيًا:- حسم موضوع الختان، وتقرير العلاقة بين المتنصرين من اليهود والأمم... | St-Takla.org Image: Copy of St. Paul's letter to the Romans c. AD 180-200 Greek text on papyrus صورة في موقع الأنبا تكلا: جزء من رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية، 180-200 ميلادية - النص يوناني مكتوب على ورق بردي |
وقد أحرز المجمع بالنسبة للنقطة الأولى، تقدما كاملًا ونهائيا. أما بالنسبة للنقطة الثانية فقد أحرز استقرارًا جزئيًا ووقتيًا... وإن كان سفر إعمال الرسل لم يسجل لنا كل ما دار من مناقشات فيما يختص بهذا المجمع، لكننا نعتقد أن مناقشات فردية بين الرسل سبقت وصاحبت انعقاد المجمع الرسمي، الذي اشتركت فيه فئات مختلفة من أعضاء الكنيسة... في هذه المناقشات الفردية، حل موضوع قانونية رسولية بولس "وعرضت عليهم الإنجيل الذي أكرز به بين الأمم ولكن بالانفراد على المعتبرين لئلا أكون أسعى وقد سعيت بطلًا (غل2: 2): لم يشيروا عليه بأية تعديلات في منهج خدمته، ولا أعطوه أية توجيهات وتوصيات، بل إذ رأوا التوفيق العجيب الذي أحرزه بولس وبرنابا في حقل الكرازة بين الأمم أعطوهم يمين الشركة ليكونا للأمم، وأما هم فللختان الذي أحرزه بولس وبرنابا في حقل الكرازة بين الأمم أعطوهم يمين الشركة ليكونا للأمم، وأما هم فللختان (غل2: 8، 9)... كل ما هنالك، أنهم طلبوا من بولس أن يظهر حبة الأخوي، ويقوى العلاقات بان يعاون فقراء اليهودية عامة، وأورشليم بوجه خاص، الذين كثيرًا ما كانت تحل بهم والاضطهادات والمجاعات. وكان بولس قد عنى قبل ذلك بخدمة المحبة هذه، وقام بها فعلا بفرح وعن إيمان، بالجمع من كنائس الأمم، وكان يحمل العطاء بنفسه إلى أورشليم (غل2: 7-10) (43)... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). هكذا ظهرت روح الآباء الرسل طيبة نحو بولس وبرنابا، كما ظهر تقديرهم لهما في قرار المجمع النهائي... "حبيبنا برنابا وبولس، رجلين قد بذلا أنفسهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح" (اع15: 25، 26) أما عن الموضوع الرئيسي، الذي انعقد المجمع لأجله وهو موضوع "تهود الأمم" وإلزام الأمم الداخلين إلى الإيمان لحفظ ناموس موسى فبعد مباحثات كثيرة تكلم بطرس وبعده برنابا وبولس، وأخيرًا يعقوب اخو الرب أسقف أورشليم ورئيس المجمع... وانتهى المجمع على القرار الآتي: "لا يوضع على المؤمنين ثقل أكثر غير هذه الأشياء الواجبة، الامتناع عما ذبح للأصنام، وعن الدم المخنوق والزنا " (اع15: 28، 29).
ملاحظات على المجمع وقراراته: (1) رأس هذا المجمع القديس يعقوب أخو الرب أسقف أورشليم، وليس القديس بطرس كما يدعى البعض. ولم يكن بطرس هو أول المتكلمين في المجمع وبعبارة أخرى لم يكن هو الذي افتتح المجمع. فكلمة بطرس جاءت "بعدما حصلت مباحثة كثيرة" (أع15: 7)... وكان كلامه عن خبرته السابقة في موضوع إيمان كرنيليوس الأممي.... أما يعقوب فكان آخر المتكلمين وأكثرهم أهمية، وكان لكلامه وزن كبير أنهى مناقشات المجمع. (2) كانت المناقشات والمباحثات كثيرة (اع15: 7)... لكن الروح القدس كان أيضًا حاضرًا معهم، وقاد هذه المناقشات. وقد صدر قرارًا المجمع أخيرًا باسمه متحدًا معالكنيسة "لأنه قد رأى الروح القدس ونحن...." (اع15: 28) – وليس باسم بطرس.... أنها صورة مشرقة لروحانية الكنيسة الأولى، ولما يجب أن تكون عليه المجامع الكنسية. (3) أحضر القديس بولس معه تيطس اليوناني الأممي.... ويبدو أنه أحضره ليقدم لكنيسة أورشليم عينه حية لما يمكن أن يفعله روح الله في الإنسان بدون الختان (غل2: 1) ويبدو أن فريق الفريسيين السابقين طالبوا بختانه لكن بولس صمد وقاوم بشدة " الذين لم نذعن لهم بالخضوع ولا ساعة ليبقى عندكم حق الإنجيل " (غل2: 5). (4) بخصوص قرار المجمع فإنه لم يلزم الأمم بالتهود، لكنه أوصي أن يمتنع "عما ذبح للأصنام، وعن الدم، والمخنوق، والزنا" (أع15: 29)... وهذه النواهي هي ضمن ما كان يطالب به الأممي الذي يطلب التصريح له بحضور المجمع اليهودي، وما قرره موسى بالنسبة للأمميين إذ أرادوا أن يجعلوا مقامهم في أرض اليهود... فالطعام المقدم للأصنام، سواء ما يؤكل في الهيكل الوثني وخارجه، كان يعتبر شركة مع الشياطين (تث32: 17، 1كو10: 20).... والدم هو عنصر الحياة، ولذا فهو مقدس لله (تث12: 23)، والأشياء المخنوقة مازالت تحتفظ بدمها، فلا يجب أن تؤكل تبعا لذلك... ومن هنا، فان هذه النواهي الثلاثة، تتمشى مع تلك التي وضعت على الغريب الذي يقيم بين بنى إسرائيل (لآ17: 10 – 18 : 18) هذه النواهي الثلاثة السابقة تبدو معقولة، أما النهي عن الزنا فيبدو غريبا. فالزنا أمر غير مشروع لدى المسيحيين والأممين على السواء، من أجل هذا رأى كثيرون أن الزنا المشار إليه في قرار مجمع أورشليم، إنما يقصد به الزيجات المحرمة كالحالة التي أشار إليها بولس في (1كو5: 1).
- اقتباس :
قبل أن نتناول موضوع خراب أورشليم وهيكلها. نرى من المفيد أن نقف قليلًا لنلقي نظرة سريعة عليهما.
على الرغم من الثراء العريض الذي حققه كثير من اليهود خارج اليهودية في الأقطار الأخرى فقد. كانوا يتطلعون دائمًا بشوق إلي أورشليم، وما يحيط بها... كانوا يعتبرون أورشليم وكل سكانها من اليهود – أنها المكان الوحيد في العالم، حيث يشعرون -إلي حد ما- أنهم سادة في بيتهم، وأن منها ستظهر (حسب فهمهم المادي الخاطئ) المملكة اليهودية الكبيرة الموعد بها، وفيها أيضًا سيظهرالمسيا المنتظر... وهكذا كانت أورشليم مركز اليهودية في العالم كله، وقلبها النابض وفي عهد الرسل كانت أورشليم على جانب كبير من الثراء المادي وبلغ عدد سكانها نحو مائتيّ ألف نسمة. لكنها لم تعد -كما كانت في زمان داود وسليمان- تستمد عظمتها وثروتها من قوتها العسكرية، وتجارتها مع شعوب فلسطين. بل من هيكل يهوه وحده... كان على كل ذكر يهودي تجاوز عمره الستين، أينما يعيش، غنيًا كان أم فقيرًا أن يسهم في الحفاظ على الهيكل، بأن يدفع درهمين (2/1 شاقل) سنويًا ضريبة للهيكل ترسل إلى أورشليم. وقد أوفى الرب يسوع هذه الضريبة (مت17 : 24) وإلى جانب ذلك كانت تصل إلي أورشليم تقدمات كثيرة لا تحصى كما كان لزامًا على كل يهودي غيور أن يحج إلي أورشليم – مرة واحدة على الأقل في حياته حيث مسكن إلهه يهوه... ففيه وحده يقبل الله التقدمات هكذا ترنم داود وقال عن هذا المسكن أن الله يسكن فيه إلي الأبد (مز68: 16)... أما المجامع اليهودية المنتشرة في المدن المختلفة خارج أورشليم فكانت أماكن اجتماعات وعبادة ومدارس... لكنها لم تكن بحال ما هياكل تقدم فيها الذبائح. لابد إذن وأن تكون ضرائب الهيكل، والحج، قد أمدتها بأموال طائلة وأنعشت الحالة الاقتصادية، وأتاحت فرصًا للعمل والكسب لكثير من اليهود، وهكذا فإن عبادة يهوه في أورشليم -بصورة مباشرة وغير مباشرة- قد أفادت ليس فقط كهنة الهيكل والكتبة وحدهم بل أيضًا أصحاب المتاجر والحرف والصيارف والفلاحين والرعاة وصيادي اليهودية والجليل الذين وجدوا في أورشليم سوقًا رائجًا لمنتجاتهم... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وإذ كان السيد المسيح قد وجد في الهيكل باعة ومشترين وصيارف فقد كان هذا يتمشى ووضع الهيكل بالنسبة لحياة أورشليم وشعبها. كانت حياة اليهود وآمالهم متعلقة بأورشليم "أن نسيتك يا أورشليم فلتنس يميني، ليلتصق لساني بحنكي إن لم أذكرك أن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحي" (مز137: 5، 6).... من أجل هذا قامت بعض محاولات لبناء أماكن يحج إليها اليهود خارج أورشليم لكن كل هذه المحاولات باءت بالفشل... من أمثلة ذلك المحاولة التي قام بها شخص يدعي أنياس onias وهو ابن لرئيس كهنة يهودي – هذا بني هيكلًا ليهوه في مصر في عهد بطليموس فيلوباتير (173-146 ق. م.) بمعاونة هذا الملك الذي كان يأمل أن يصبح رعاياه من اليهود أكثر ولاء له، حينما يكون لهم هيكل في بلده، لكن هذا الهيكل فشل في فكرته وغرضه... وهكذا ظلت أورشليم وهيكلها قبلة اليهود من كل أنحاء العالم يولون وجوههم شطرها في الصلاة وإليها يرسلون تقدماتهم ويحجون إليها للتبرك وتقديم الذبائح... ويحفظون لها كل ولائهم...
- اقتباس :
سبق خراب أورشليم وهيكلها بشائر مشئومة في أورشليم ذاتها وفي خارجها.... ونستعرض أهمها فيما يلي: | St-Takla.org Image: Fictitious portrait of the Roman historian Gaius Cornelius Tacitus صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة مرسومة غير حقيقة تصور المؤرخ جايوس كورنيليوس تاكيتوس |
1 – يذكر المؤرخون أن الست سنوات الواقعة بين اضطهاد نيرون وخراب أورشليم (64-70 م.) كانت أكثر فترات التاريخ القديم امتلاء بالرذيلة والفساد والكوارث.. لقد بدأ الوصف النبوي الذي قدمه لنا ربنا يسوع عن خراب أورشليم وهيكلها يتحقق. وبدا للمسيحيين، وكأن يوم الدينونة على الأبواب... ولم يكن هذا الإحساس قاصرًا على المسيحيين وحدهم بل شاركهم فيه كثير من الوثنيين أيضًا. حتى أن المؤرخ الوثني تاكيتوس Tacitus حينما أخذ يسجل تاريخ روما بعد موت نيرون بدأه بقوله (أنني مقبل على عمل غني بالكوارث، ملئ بالمعارك الفظيعة والمنازعات والثورات... حتى في زمان السلم لقد قتل أربعة أمراء بالسيف وفي وقت واحد نشبت ثلاثة حروب أهلية وعديد من الحروب الخارجية العنيفة... ايطاليا مثقلة بكوارث جديدة وقديمة متكررة. مدنًا تبتلع وتدفن تحت الحطام لقد أتلفت الحرائق روما. احترقت معابدها القديمة. حتى الكابيتول أضرم المواطنون النيران فيه. انتهكت المقدسات، وتفشى الزنا أيضًا حتى في الأماكن السامية وامتلأت البحار بأماكن النفي وتخضبت الجزر الصخرية بدماء القتلى، وما زال الهياج المرعب يسود المدينة.
2 – أما فلسطين فكانت أكثر بلاد العالم شقاء في تلك الفترة. أن مأساة خراب أورشليم إنما تمثل مقدما وبصورة مصغرة الدينونة الأخيرة كما أنبأ عنها السيد المسيح في حديثه عن نهاية العالم، أخيرًا وصل احتمال الله لشعب اليهود إلى الذروة، بعد أن فاقوا في عنادهم كل تصور، فصلبوا مخلصهم!! وما لبثوا أن رجموا يعقوب البار الذي كان أنسب مَنْ يُصالِح اليهود مع المسيحية. لقد ظهرت وحدثت ظواهر وأحداث عجيبة قبيل خراب أورشليم في السماء وعلى الأرض سجلها لنا يوسيفوس المؤرخ اليهودي المعاصر.. ظهر فوق أورشليم ولمدة سنة كاملة، نجم مذنب يشبه السيف. وحدث أن بقرة وضعت حملًا وسط الهيكل بينما كان رئيس الكهنة سيقدمها ذبيحة. والباب الشرقي الداخلي الضخم المصنوع من النحاس الذي كان يُحكم إغلاقه، ويقوم على غلقهُ عشرون رجلًا بصعوبة، شوهِد ينفتح من تلقاء ذاته أثناء الليل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كما شوهدت مركبات وفرق من الجند مدججين بالسلاح بين السحب فوق المدينة المقدسة.. ويذكر لنا يوسيفوس حادثًا عجيبًا أخر ففي سنة 63 -قبل خراب المدينة بسبع سنوات- ظهر فلاح اسمه يوشيا في مدينة أورشليم في عيد المظال وأخذ يصيح بلهجة نبوية نهارًا وليلًا في الشوارع وبين الناس قائلًا (صوت من الشرق صوت من الغرب صوت من الرياح الأربعة صوت ضد أورشليم والبيت المقدس صوت ضد العرائس والعرسان صوت ضد هذا الشعب جميعه ويل ويل لأورشليم) وإذ أزعج هذا المتنبئ الحكام بولايته قبضوا عليه وجلدوه لأنه تنبأ بالشر عليهم وعلي مدينتهم … أما هو فلم يبد أية مقاومة، بل أستمر يردد ويلاته. ولما قدم لألبينوس Albinus الوالي أمر بجلده حتى ظهرت عظامه ومع كل ذلك ما كان ينطق بكلمة دفاعًا عن نفسه ولا لعن أعداءه ولكن كل ما كان يفعله كان يصدر صوتًا حزينًا مع كل جلده (ويل ويل لأورشليم) لم يجب بشيء على أسئلة الحاكم من هو؟ ومن أين جاء..؟ وأخيرًا أطلقوا سراحه كرجل مجنون لكنه أستمر على هذه الحالة حتى نشبت الحرب لا سيما في الأعياد الثلاثة الكبرى معلنا اقتراب سقوط أورشليم وحدث أثناء حصار المدينة أنه كان يردد مرثاته فوق سور المدينة من قوله هذا حتى أستقر حجر على رأسه ألقاه عليه الرومان فمات.
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 10:52 pm | |
| - اقتباس :
في مدة حكم الولاة الرومان فيلكس وفستوس والبينوس وفلوروس Florus ازداد الفساد الأخلاقي والانحلال الاجتماعي بين يهود فلسطين مع ازدياد ثقل نير الحكم الروماني على الشعب سنة بعد أخرى. وكان من مظهر هذا الانحلال ظهور جماعة من السفاحين في عهد ولاية فيلكس عرفوا باسم (حملة الخناجر) Sicarians من الكلمة sica أي خنجر. كانوا مسلحين بالخناجر وعلى استعداد لارتكاب أي جريمة مقابل أي شيء.. أنتشر هؤلاء في ربوع فلسطين وهددوا الأمن في المدن والريف. وإلى جانب ذلك، وصلت روح التحزب بين اليهود أنفسهم وكراهيتهم لمستعمريهم الوثنيين وتعصبهم السياسي والديني حدًا بالغًا. وقد شجع على هذه الروح وزادها اشتعالًا ظهور الأنبياء والمسحاء الكذبة. وقد استطاع احدهم -بحسب رواية يوسيفوس- أن يجذب وراءه ثلاثين ألف رجل.. وهكذا بدأت تتم كلمات ربنا يسوع النبوية عن ظهور مسحاء كذبة وأنبياء كذبة يضلون كثيرين. وفي شهر مايو سنة 66م -تحت حكم الوالي الروماني فلوروس وكان طاغية شريرًا- قاسيًا اندلعت ثورة يهودية منظمة ضد الرومان. وفي نفس الوقت قامت حرب أهلية بين جماعات الثوار المختلفة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لاسيما بين جماعة الغيورين zealots المتطرفين وفريق المعتدلين، وبين المتطرفين والمحافظين من اليهود.. كان أعضاء جماعة الغيورين مملوءين شراسة وتعصبًا للدين والوطن والقومية اليهودية وكان لهم النفوذ والسيطرة في المجال الحربي. ومن ثم فقد سيطروا بعنفهم على المدينة المقدسة أورشليم وهيكلها. وأشاعوا الذعر بين الأهالي، وعبأوا أفكار الناس ومشاعرهم انتظارًا لظهور المسيا. كما رحبوا بكل خطوة نحو الدمار والخراب، كخطوة التحرر وفسروا ظهور المذنبات والشهب والإنذارات المخيفة والأعاجيب التي صاحبت تلك الفترة على أنها علامات لمجيء المسيا وملكه على الأمم لقد كان تحدي اليهود للدولة الرومانية في ذلك الوقت يعني تحديهم لأكبر قوة مسلحة في العالم وقتذاك. ومع ذلك فقد أعماهم تعصبهم الديني الذي استوحوه من ذكريات بطولات ثورات المكابيين عن الفشل المحقق.
- اقتباس :
عندما بلغ نيرون خبر ثورة اليهود أرسل قائده الذائع الصيت فسبسيان Vespasian على رأس قوة كبيرة إلى فلسطين... بدأت الحملة سنة 67 من ميناء بتولمايس (عكا) وواجهت مقاومة مستميتة في الجليل قوامها ستون ألف مقاتل... لكن ما لبثت الأحداث في روما أن حالت بين فسبسيان واستكمال النصر، واضطرته إلي العودة إليها. بعد أن انتحر نيرون وتعاقب على العرش الإمبراطوري ثلاثة أباطرة في فترة وجيزة، انتهى الأمر بأن أُعْلِن فسبسيان إمبراطورًا سنة 69، فعمل على إعادة الأمن والنظام في ربوع البلاد. وحدث بعد هذه الأحداث بعشر سنوات أن كان جيش تيطس الذي كان قوامه نحو ثمانين ألف مقاتل مدرب، وأقام معسكره على جبل سكوبس وجبل الزيتون. وهي مواقع تمكنه من رؤية مدينة أورشليم والهيكل رؤية واضحة. وكان وادي قدرون يفصل بين الرومان واليهود المحاصرين. بدأ الحصار في أبريل سنة 70 م. عقب عيد الفصح مباشرة. وكانت أورشليم غاصة بالغرباء الذين وفدوا إليها لحضور ذلك العيد العظيم، حاول تيطس في بادئ الأمر التفاهم مع اليهود بالحسنى، لكن جماعة الغيورين رفضوا بكل تحد مقترحات تيطس ومحاولاته المتكررة. وتوسلات يوسيفوس (المؤرخ) الذي صحبه كمترجم ووسيط.. وكانوا في ثورتهم الجنوبية يقتلون كل من يتحدث عن الاستسلام. قام اليهود ببعض الهجمات أسفل وادي قدرون وفوق الجبل، كبدوا فيها الرومان خسائر كبيرة... كان هذا النجاح المبدئي سببا في ازدياد حماس الغيورين على الرغم مما حل بهم من مصائب ومتاعب.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كان تيطس يصلب يوميا من اليهود العصاة نحو خمسمائة يهودي... وما لبثت أن ظهرت المجاعة في أورشليم، نتيجة إحكام الحصار عليها. كانت المجاعة تحصد في كل يوم آلاف اليهود، الأمر الذي أضطر امرأة يهودية أن تشوي طفلها لتأكله.. وعلي الرغم من كل ذلك فان هذا البؤس كله لم يزحزح جماعة الغيورين المسيطرين على الموقف الجنوبي، والواقع أن التاريخ لم يسجل لنا صورا للبؤس أبشع مما شاهدته أورشليم خلال مدة حصارها علي يد تيطس كما أنه لا يسجل لنا مقاومة عنيدة، وشجاعة يائسة واستخفافًا بالموت علي نحو ما أظهره اليهود في تلك الحرب.
- اقتباس :
أخيرًا -في يولية سنة 70 م.- باغت الرومان حصن أنطونيا ليلًا استولوا عليه. وبسقوط هذا الحصن أصبح الطريق ممهدًا لوضع أيديهم على الهيكل في أورشليم، فتوقفت الذبائح اليومية في اليوم السابع عشر من يوليه لأن اليهود كانوا في حاجة إلي كل الأيدي للدفاع في الحرب... ولعل آخر ذبيحة وأغزرها دماء قدمت على مذبح المحرقة كانت آلاف اليهود الذين تم ذبحهم عندما تجمهروا حول هيكلهم للدفاع عنه ضد الرومان، وقد كان تيطس بحسب رواية يوسيفوس ينوي في بادئ الأمر أن يبقي على الهيكل كعمل معماري رائع يحفظ ذكرى انتصاره. وعندما هددت ألسنة النيران قدس الأقداس، شق طريقه بصعوبة بين اللهيب والدخان، فوق جثث القتلى، وتلك التي كانت بين الحياة والموت حتى ما يحصر النيران. لكن جنوده. كانوا في حالة هياج هستيري نتيجة المقاومة العنيدة التي أبداها اليهود والطمع في كنوز الهيكل الذهبية فلك يكن في الإمكان إيقافهم عن أعمال التخريب، كانت الأروقة المحيطة بالهيكل هي أول ما احترق منه. ثم ما لبث أن طرحت كتلة نارية عبر البوابة الذهبية. وعندما تصاعدت ألسنة اللهب أطلق اليهود صرخات هستيرية مفزعة، وحاولوا إخماد النار بينما وجد آخرون عزاءهم وهم يتعلقون بآخِر أمل في خلاص المسيا في أن يعلنوا نبوة نبي كاذب مؤداها أن الله وسط حريق الهيكل وسيعطي علامة الخلاص لشعبه، تنافس الجنود الرومان في تغذية ألسنة النيران، وسرعان ما تحول كل البناء الضخم إلى شعلة نارية أضاءت السماء.. وهكذا أحرق الهيكل في العاشر من أغسطس سنة 70 م. وهو حسب التقليد نفس اليوم الذي خرب فيه الهيكل قديما علي يد نبوخذ نصر ملك بابل يقول يوسيفوس وهو شاهد عيان في وصفة لخراب الهيكل (لا يمكن أن يتصور أحد أصوات أعلى وأكثر فزعا مما حدث من كل ناحية أثناء احتراق الهيكل. صيحات الانتصار والفرح الصادرة من الجنود الرومان، تختلط بصيحات عويل الشعب المحاصر بالنار والسيف فوق الجبل وداخل المدينة. وكان الصدى الواصل من كل الجبال المحيطة يزيد هذا الزئير الذي يصم الآذان. ومع ذلك فالبؤس نفسه كان أفظع من هذا الاضطراب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كان التل المقام عليه الهيكل يغلى من السخونة، وبدا وكأنه ملفوف حتى سفحه بطبقة واحدة من اللهب. كانت الدماء في كميتها أكثر من النار، والمذبوحون أكثر عددا ممن ذبحوهم. ولم تعد الأرض ترى في أي موضع، إذ كانت مغطاة بأكوام من جثث القتلى، سار فوقها الجند وهو يتعقبون الهاربين وما لبث الرومان أن ثبتوا شعاراتهم (النسور الرومانية) فوق الأنقاض في الجهة المقابلة لبوابة أورشليم الشرقية، وقدموا لها القرابين، وهتفوا لقائدهم المظفر تيطس بأعظم تهاليل الفرح هكذا تمت النبوءة الخاصة برجسة الخراب القائمة في الموضع المقدس.
- اقتباس :
لقد هدمت أورشليم تمامًا، ولم يترك بها سوى ثلاثة أبراج من قصر هيرودس مع جزء من الحائط الغربي. وقد أبقي عليها كآثار لقوة المدينة المقهورة، التي كانت يومًا معقلًا لدولة اليهود الدينية، ومهد الكنيسة المسيحية ولقد أحس الجميع واعترفوا بأن كارثة اليهود إنما هي قصاص إلهي. فقد نسب إلى تيطس قوله أن الله بمعونة خاصة ساعد الرومان ومنع اليهود من الإفلات من قبضة يدهم القوية أما يوسيفوس الذي تابع الحرب بنفسه من أولها إلى آخرها. فقد استطاع أن يتبين في تلك المأساة عدل الله، واعترف بذلك وقال " أنني لا أتردد في أن أبوح بما يؤلمني، أني أؤمن أنه لو أجل الرومان عقابهم لهؤلاء الأشرار لابتلعت الأرض المدينة (أورشليم)، وأغرقها طوفان، وأحرقت بنار من السماء كما حدث لسدوم، لأن جيلهم كان أكثر شرًا من أولئك الذين حلت عليهم النقمات في سالف الأزمان. فبسبب جنونهم بادت الأمة كلها. هكذا كان لابد لواحد من أفضل الأباطرة الرومان أن ينفذ قضاء الله.. وآخر من أكثر اليهود ثقافة في زمانه أن يصفه... وهكذا أيضًا، دون أن يعرفا ويريدا – شهدا لصدق النبوة وألوهية يسوع المسيح ربنا، الذي إذ رفضه هؤلاء اليهود الجاحدون، عانوا البؤس والشقاء في ملئ بشاعتهما.
مصير اليهود بعد هزيمتهم:بعد حصار دام خمسة أشهر وقعت المدينة كلها في أيدي الرومان الظافرين. وقد بلغ عدد من لقي حتفه من اليهود خلال مدة الحصار -بحسب رواية يوسفوس- مليونًا ومائة ألف. منهم أحد عشر ألفًا هلكوا جوعًا. أسر منهم سبعة وتسعون ألفًا. بعضهم بيعوا عبيدًا، والبعض أرسلوا للعمل في المناجم، بينما قرب البعض كضحايا في حلبات المصارعة في قيصرية وبيروت وإنطاكية وبلاد أخرى. واحتفظ بأكثرهم قوة بدنية ووجاهة ليسيروا في مواكب النصر في روما، وبينهم أكبر قادة الثورة اليهودية وزعماؤها: سمعان بارجيورا ويوحنا الذي من جيشالا. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). احتفل فسبسيان وتيطس بالنصر معًا احتفالًا عظيمًا في روما سنة 71 م. فركب كل منهما مركبة خاصة متوجًا بأكاليل النصر، ولابسًا ثيابًا أرجوانية، بينما امتطى دومتيان صهوة جواد ممتاز، سار الموكب في تؤدة إلى معبد جوبيتر كابيتولينوس وسط هتافات الجماهير. وكان يتقدم الموكب جنود في ثياب احتفالية، وسبعمائة أسير يهودي... وقد حملت في هذا الموكب بعض صور الآلهة التي يعبدها الرومان، وبعض قطع من أثاث الهيكل اليهودي أودعت معبد السلام الذي كان قد بني منذ وقت قصير... أما كتب الناموس والستائر الأرجوانية الخاصة بالهيكل، فقد احتفظ بها فسبسيان لقصره.. كان يوسيفوس أحد شهود هذا الاحتفال الخاص بإذلال أمته، ووصفه لنا دون أن يبدى أي مشاعر لتأثره. لقد نتج عن فتح فلسطين على يد الرومان، دمار مصالح اليهود وتدهور اقتصادهم... احتفظ الإمبراطور فسبسيان بالأرض كملك خاص له يوزعها على إحصائه. (ولقد وصل الشعب اليهودي بعد حروب دامت خمس سنوات إلى حالة من الفقر المدقع صاروا بلا حاكم منهم، بلا وطن وبلا هيكل).
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 11:02 pm | |
| - اقتباس :
كان أمرًا طبيعيًا أن تحتل كنيسة أورشليم شهرة خاصة في عصر الرسل فأورشليم لها تاريخها الديني الطويل منذ أن كانت مركز الديانة اليهودية في العالم كله وقلبها النابض، وقِبلة أنظار اليهود المشتتين في أنحاء العالم وقد آل إلى كنيسة أورشليم المسيحية الكثير من الشهرة السابقة، بعد أن غدت الوريثة الشرعية الأولى للديانة اليهودية... هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن مدينة أورشليم هي أول مدينة رددت صدى صوت الرب يسوع وذاقت حلاوته قبل العالم كله وتقدس ثراها بدم الفادي الذكي الذي أهرق فيها.. وفي أورشليم ولدت الكنيسة المسيحية، ومنها ذاعت بشرى الخلاص في العالم كله، وحظيت بكرازة الرسل والعجائب التي أجراها الرب على أيديهم وتباركت بدم باكورة شهداء الحمل اسطفانوس رئيس الشمامسة، والرسولين يعقوب بن زبديويعقوب أخي الرب وغيرهم ممن لم يحفظ لنا التاريخ أسماؤهم. كانت أول مركز ديني مسيحي أنشئ وفيها عقد أول مجمع كنسي، وكانت تعتبر بحق الكنيسة الأم في تلك الفترة المبكرة من التاريخ، التي يتطلع إليها المؤمنون... وقد ورد في ليتورجية القديس يعقوب تلقيب كنيسة أورشليم "بآلام" كما أجمع آباء الكنيسة على ذلك ولما تلوث ريح الاضطهاد على الكنيسة الناشئة في أورشليم، واستشهد اسطفانوس "تشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة، ما عدا الرسل" (أع8: 1)... وبقاء الرسل في أورشليم مع تزايد الاضطهاد الدامي، يرينا أنهم كانوا يعتبرون تلك المدينة ولا شك مركزًا ورأسًا للكنيسة الناشئة ومصدرًا للإشعاع المسيحي، وإلا لكانوا تفرقوا هم أيضًا مع بقية المؤمنين، يكرزون بالكلمة حيثما حلوا ومن أورشليم كانت الكنيسة تشرف على النشاط الكرازي الذي يقوم به الكارزون.." ولما سمع الرسل الذين في أورشليم إن السامرة قد قبلت كلمة الله، أرسلوا إليهم بطرس ويوحنا اللذين لما نزلا صليا لأجلهم لكي يقبلوا الروح القدس" (أع8: 1، 15) وكذلك أيضًا بالنسبة إلى أنطاكية (أع11: 22). وثمة ظاهرة واضحة ترينا مكانة كنيسة أورشليم بين كنائس عصر الرسل وإحساس المسيحيين خارج أورشليم بحقها عليهم وواجبهم نحوها... تلك هي: إرسال التقدمات لفقراء أورشليم من الكنائس المختلفة، يهودية وأممية.... لقد اعتنى القديس بولس بهذا الأمر، وكان يجمع التقدمات من كنائس الأمم التي أسسها، ويرسلها إلى كنيسة أورشليم... بل هو بنفسه كان يحمل هذه التقدمات، كما حدث في زيارته الثانية لأورشليم حوالي سنة 44 م.، حينما كان يحمل تقدمات كنيسة إنطاكية (أع11: 30) وقد تولى أمور كنيسة أورشليم القديس يعقوب البار أحد الاثني عشر حتى سنة 62 م. حين استشهد. وقد كان أول أسقف عليها، وحسبما يخبرنا (هيجيسبوس). وخلفه أخوه سمعان بن كلوبا الذي استشهد مصلوبًا على يد أتيكس والى اليهودية سنة 106 م. وله من العمر 120 سنة. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويبدو أن سمعان خلف يعقوب مباشرة عقب استشهاده، وأنه هو الذي انتقل بالمسيحيين من أورشليم إلي بلا Pella قبيل خراب أورشليم، إتمامًا لوصية الرب، ولكن كنيسة أورشليم لم تحتفظ بمركزها الديني المتميز بسبب ما حل بالمدينة من خراب سنة 70 م. ولم يسترد الكرسي الأورشليمي مركزه الديني إلا أوائل القرن الرابع الميلادي، حينما اتجهت أنظار المسيحيين إلى اعتبارها هي الأراضي المقدسة بعد تغير الأحوال السياسية، وزيارة الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين لها. واكتشافها صليب المخلص بها.
- اقتباس :
ويأتي بعد كنيسة أورشليم من جهة الأهمية في تلك الفترة المبكرة من تاريخ المسيحية، كنيسة إنطاكية Antioch... كانت مدينة إنطاكية هي المدينة الثالثة في الإمبراطورية الرومانية بعد روما والإسكندرية بسبب مركزها الجغرافي والسياسي... فقد كانت العاصمة السياسية للإقليم السوري ومركزًا استراتيجيًا هامًا في هذا الجزء من الإمبراطورية... كان سكانها خليطًا من الإغريق النبلاء والأغنياء والسريان وهم عامة الشعب واليهود، كان موقعها بين الشرق والغرب أنسب مكان لنشر الأيمان الزاحف إليها من أورشليم في جهات العالم الأخرى نظرًا لقربها من أورشليم وبذا استطاعت أن تظل على صلة دائمة -وبسهولة- بالكنيسة الأم في أورشليم والحصول على ما تحتاج إليه منها... وفي كلمات أخرى نقول أن إنطاكية كانت هي باب فلسطين المفتوح على العالمين اليوناني والروماني. ومن هنا كانت خير قاعدة لنشر المسيحية فيهما... وكانت هي بدورها تقدم العون للكارزين الذين يخرجون منها. وتعتبر كنيسة إنطاكية هي الكنيسة الأممية الأولى من جهة تاريخ تأسيسها.. وأول ما عرف المؤمنون باسم مسيحيين كان في إنطاكية وقد تعب في الكرازة بها القديسانبرنابا وبولس (أع11: 22 – 26)... ووصل إليها القديس بطرس متأخرًا وبعد مجمع أورشليم (غل2: 11).. وجعلها القديس بولس مركز انطلاقه في رحلاته التبشيرية.. وليس صحيحًا ما يدعيه البابويون والروم والسريان من أن القديس بطرس الرسول هو مؤسس كنيسة إنطاكية وأنه أول أسقف عليها وأنه أسسها بين 36، 37 م. ثم أقام بها سبع سنين، أبحر بعدها إلى رومية. ومهما كانت شهادات الآباء والمؤرخين التي يستندون إليها، فشهادة كتاب الله أولى بالصحة والتصديق. فعقب مقتلاسطفانوس حوالي سنة 37، حدث "اضطهاد عظيم على الكنيسة التي في أورشليم، فتشتت الجميع في كور اليهودية والسامرة ما عدا الرسل" (أع8: 1)... ثم ذهب بطرس مع يوحنا إلى السامرة (أع8: 14).. وفي هذه الأثناء كان بطرس يجتاز في اليهودية وذهب إلي لدة حيث شفي اينياس، ثم ذهب إلى يافا حيث أقام طابيثا، ومكث فيها أيامًا كثيرة (أع9: 32-42).. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وبعد يافا قصد قيصرية بناء على دعوة كرنيليوس (أع10). وبعد هذه الجولة الكرازية، صعد إلى أورشليم حيث خاصمه بعض اليهود المتنصرين بسبب عماد كرنيلوس ومن معه من الأمميين (أع11: 2) وكان ذلك حوالي سنة 40، وفيها تقابل لأول مرة مع بولس في أورشليم (غل1: 18، 19) وبعد قصة كرنيليوس الواردة في ص10، 11 من سفر الأعمال، يتكلم القديس لوقا عن دخول الإيمان إلى إنطاكية على يد الذين تشتتوا بسبب مقتل استفانوس (أع11: 19-21). ولما سمع هذا الخبر عن الأنطاكيين في آذان الكنيسة التي في أورشليم. "أرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى إنطاكية. الذي لما أتي ورأي نعمة الله فرح ووعظ الجميع أن يثبتوا في الرب بعزم القلب" (أع11: 22، 23)، وكان ذلك سنة 43... ثم خرج برنابا إلى طرسوس ليطلب بولس ليعمل معه في الخدمة، فخدما معًا بإنطاكية سنة كاملة حتى نمت كلمة الرب وترعرعت (أع11: 25، 26). ويتضح من كل ما تقدم أنه حتى سنة 43 – وهي السنة التي أرسلت كنيسة أورشليم برنابا إلى أنطاكية ليساعد في الكرازة ونشر الإيمان – لم يكن أحد من الرسل قد ذهب إلي إنطاكية... وفي سنة 44 قبض هيردوس أغريباس على بطرس وسجنه، ولكن ملاك الرب فتح أبواب السجن وأطلقه، ومضي إلى موضع آخر (أع12: 3-17). وبعد ذلك لا نقرأ في سفر الأعمال عن بطرس إلا في مجمع أورشليم حوالي سنة 50... على أنه لا يمكن أن يكون قد خرج عن دائرة اليهودية -لا إلى روما ولا إلى غيرها من الأقاليم النائية- لأن بطرس كان لابد له أن يتمم تأسيس وتثبيت كنائسها. ثابت أن بطرس ذهب إلى إنطاكية عقب مجمع أورشليم، أي حوالي سنة 51 (غل2: 11). ولا يمكن أن يكون قد ذهب قبل ذلك التاريخ، فالقضية التي اجتمع من أجلها مجمع الكنيسة في أورشليم، كانت قضية اليهود المعروضة على المجمع من كنيسة إنطاكية (أع 15: 1، 2). ولما تكلم بطرس أمام المجمع أشار إلى إيمان كرنيليوس ومن معه. ولو كان له سابق خدمة في إنطاكية لكان أشار إلى ذلك باعتباره رئيس الكنيسة هناك وأسقفها. وأن كنيستها هي التي تعرض القضية على المجمع.. لكن شيئًا من ذلك لم يحدث (أع15: 7-11).. ولو كان لبطرس أية علاقة بكنيسة إنطاكية لظهر ذلك في قرار المجمع. لكن كنيسة أورشليم (الرسل والكهنة مع كل الكنيسة) أرسلوا برسابا وسيلا مع بولس وبرنابا على إنطاكية (انظر أع15: 22، 23) أذن -من كل ما تقدم- يتضح جليًا إن وصول بطرس إلى إنطاكية كان حوالي سنة 51 م. وما بعد ذلك.. ووجوده هناك وتصرفه إزاء المسيحيين من اليهود والأمم، والموقف الغريب الذي وقفه بعد وصول جماعة من عند يعقوب... كل ذلك يدل على أنه لم يكن لبطرس أي موقف متميز هناك، فكم برئاسة الكنيسة التي يدعيها البعض (غل2: 11-21) وثمة ملاحظة أخيرة نوردها عن هذا الموضوع... فالأب جان كلسون الذي صنف كتابًا كاملًا عن الأسقف في الكنائس الأولي يجعل برنابا المؤسس لكنيسة إنطاكية.
- اقتباس :
| St-Takla.org Image: Ancient Lighthouse of Alexandria, Egypt, one of the seven wonders of the ancient world صورة في موقع الأنبا تكلا: فنار الإسكندرية في مصر، أحد عجائب الدنيا السبع القديمة |
كانت مدينة الإسكندرية وقت كرازة الرسل تعتبر -من الناحية السياسة- المدينة الثانية في الإمبراطورية الرومانية بعد العاصمة روما. لكنها من جهة شهرها العلمية والثقافية، كانت دون منازع عاصمة العالم الثقافية في ذلك الحين... فمدرستها الشهيرة، كانت أكبر مركز علمي وفلسفي في العالم الوثني، بما توفر لها من مشاهير العلماء والفلاسفة وما زخرت به مكتبتها الشهيرة من الكتبوالمخطوطات القيمة.. كانت الإسكندرية مدينة دولية عامرة بالسكان من مصريين وإغريق ورومان ويهود وبعض أجناس أخرى... وكانت جاليتها اليهودية، أهم الجاليات اليهودية خارج فلسطين. وصل الإيمان المسيحي إلي مصر قبل كرازة مارمرقس بها، نظرًا لقرب مصر من بلاد اليهود... كما كان بين من شاهدوا معجزة يوم الخمسين بعض من سكان "مصر ونواحي ليبيا التي نحو القيروان" (أع2: 10). وليس ما يمنع أن يكون هؤلاء الذين أمنوا بأورشليم يوم الخمسين، قد حملوا الإيمان معهم إلي مواطنهم... وهناك إشارة في سفر الأعمال إلى أبلوس الإسكندري الذي كان يهوديًا وتنصر، مقتدرًا في الكتب وخبيرًا في طريق الرب "وكان وهو حار بالروح يتكلم ويعلم بتدقيق ما يختص بالرب" (أع18: 24، 25).. والقديس لوقا كتب إنجيله إلى أحد وجهاء الإسكندرية المدعو ثاؤفيلس ولم يكنإنجيل لوقا هو الوسيلة الأولى التي حملت الإيمان إلى ذلك الرجل بل أنه كان مؤمنا قبل وصول إنجيل لوقا إليه، إذ يقول له لوقا "لتعرف صحة الكلام الذي علمت به" (لو1: 3، 4)... وقيل إن الرسول سمعان القيروني كرز في جنوبي مصر (منطقة أسوان والنوبة)... وعلى أية الحالات فقد وصل الإيمان المسيحي إلى القطر المصري قبل وصول مار مرقس إليه... لكن تأسيس الكنيسة المصريةالتي تعرف باسم كنيسة الإسكندرية، ينسب إلى القديس مارمرقس. والقديس مارمرقس أحد السبعين رسولًا – أسس هذه الكنيسة حوالي سنة 60 م... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وتميزت بكثرة عدد من آمن، وبسمو روحانيتهم، وبحياة الزهد الفلسفية الفائقة الحد التي عاشها جمهور المؤمنين... ومن فرط إعجابه بهذه الحياة، أشار إليها "فيلو" الفيلسوف اليهودي الإسكندري في القرن الأول الميلادي في كتابه حياة التأمل. كما أسس مارمرقس في الإسكندرية مدرسة لاهوتية، لتثبيت المؤمنين في الدين الجديد، وتقف أمام المدرسة الوثنية الشهيرة تقاوم تيارها وأفكارها وترد عليها... وقد قدر لهذه المدرسة -فيما بعد- بما توفر لها من علماء أن تجذب بعض فلاسفة المدرسة الوثنية وتهديهم إلى الإيمان، بل أن تصبح أكبر مركز دراسي لاهوتي مسيحي في العالم كله شرقًا وغربًا لعدة قرون. وقدمت هذه المدرسة للكنيسة المسيحية في مصر وخارجها علماء وفلاسفة استطاعوا أن يخدموا أجل خدمة، ويذودوا عن إيمانهم بأقلامهم التي فندت ادعاءات الفلاسفة الوثنيين... ولا صحة مطلقًا للادعاء الضعيف القائل بأن بطرس الرسول في جولاته الكرازية عرج على مصر. ومنها -من بابيلون- كتب رسالته الأولى (1بط5: 13) وقد تناولنا هذه النقطة بالرد والتفنيد في موضع أخر.
- اقتباس :
كانت مدينة روما في عصر الرسل هي المدينة الأولى في العالم -من الناحية السياسية- باعتبارها عاصمة الإمبراطورية الرومانية... وكان المعاصرون ينظرون إليها نظرة كلها إجلال وتقدير حتى سموها "روما الخالدة". وارتبطت أفكار الناس بها إلى حد بعيد... سبق لنا أن تناولنا موضوع دخول المسيحية إلى روما وقلنا أن ذلك تم إما بواسطة من حضر معجزة يوم الخمسين من الرومان، وإما بواسطة بعض المتحمسين من فلسطين وسوريا وآسيا الصغرى وبلاد اليونان... لكن تأسيس كنيسة رومية ككنيسة لم يتم إلا على يد بولس الرسول... لكن البابويين يدعون لمار بطرس ما لم يعط له، وما لم يدعيه هو لنفسه وما لم تعرفه الكنيسة الأولى. يقولون أن السيد المسيح أقام بطرس نائبًا عنه على الأرض، ورئيسًا للكنيسة المنظورة. ويقولون أيضًا أن القديس بطرس هو مؤسس كنيسة رومية وأول أسقف عليها، وأنه أقام بها 25 سنة من سنة 42 إلى سنة 67!! وسوف لا نتعرض لدحض الادعاءات الخاصة برئاسة بطرس لأن ذلك يبعد عن جوهر بحثنا في التاريخ الكنسي، وإنما سنناقش فقط تأسيس بطرس لكنيسة رومية، وإقامته الطويلة المزعومة بها... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلافي أقسام المقالات والكتب الأخرى). ولابد أن نشير أولا إلى نقطة هامة ينبغي ألا تغيب عن أذهاننا، وهي أن المراكز الدينية في عصور المسيحية الأولى كانت تُقاس قيمتها وعظمتها بما للمدن الكائنة فيها تلك المراكز من قيمة وعظمة، ولعله مما يفيدنا في هذا المقام، أن نورد شهادة القديس إيرونيموس (القديس جيروم) الذي تعتبرهالكنيسة البابوية أحد قادتها في التعليم.... يقول في كلامه عن الأسقف "حيثما يوجد أسقف، سواء في روما وفي القسطنطينية وفي الإسكندرية، فإن كرامته واحدةوكهنوته واحد، فلا الثروة ولا الفقر يزيده وينقص من قدره عن كونه أسقفًا، فالجميع سواء خلفاء الرسل".
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 11:05 pm | |
| - اقتباس :
(1) بولس رسول الأمم: إن الكنيسة التي تأسست في مدينة رومية عاصمة العالم الوثني، هي كنيسة أممية وليست يهودية (رو1: 5، 13). وكان القديس بولس هو رسول الأمم، بينما القديس بطرس هو رسول الختان "إذ رأوا (يعقوب وبطرس ويوحنا) إني اؤتمنت على إنجيل العزلة (تبشير الوثنيين)، كما بطرس على إنجيل الختان (تبشير اليهود)، أعطونيوبرنابا يمين الشركة لنكون نحن للأمم، وأما هم فللختان" (غل2: 7-9).. نلاحظ التعبير الذي استخدمه القديس بولس "إذ رأوا أنى اؤتمنت"... من الذي ائتمنه؟ الربنفسه منذ البداية أفرز بولس لهذه المهمة، وقال لحنانيا في دمشق عن بولس عقب اهتدائه مباشرة "هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام الأمم والملوك وبنى إسرائيل" (أع9: 15).... ومرة ثانية يسجل القديس لوقا في سفر الأعمال، أن الرب ظهر لبولس في رؤيا في الهيكل بأورشليم وقال له "أسرع واخرج عاجلا من أورشليم... فأنى سأرسلك إلى الأمم بعيدا" (أع22: 18، 21).. هذا عن الأمم بوجه عام، أما عن رومية بوجه خاص، فقد أعلن له الرب ذلك في رؤيا بينما كان مقبوضا عليه، ومودعًا بالمعسكر الروماني في أورشليم... "ثق يا بولس لأنك كما شهدت بما لي في أورشليم هكذا ينبغي أن تشهد في رومية أيضًا" (أع23: 11). ولا حاجة بنا إلى تفنيد الادعاء بأن القديس بطرس -بعماد كرنيليوس قائد المائة الأممي- سار رسول الأمم. فهذه كانت حادثة فردية وقعت حوالي سنة 40.. ولقد تحدد هذا الاختصاص وتأيد فيما بعد بواسطة مجمع الكنيسة في أورشليم الأمر الذي أشار إليه بولس في (غل2: 7 – 9).
(2) مبدأ بولس في الكرازة:
سار بولس في كرازته على مبدأ واضح، وهو أنه لا يكرز في مكان كرز فيه آخر " كنت متحرصًا أن أبشر هكذا. ليس حيث سمي المسيح. لئلا أبنى على أساس لآخر. (رو15 : 20) ومن العجيب أن يذكر بولس هذا المبدأ في رسالته إلي رومية، مما يدل على أن أحدًا من الرسل لم يذهب إلي تلك المدينة ويبشرها. وكان بولس يشتهى تبشير أهل رومية (رو1: 11، 15) وذهب إليها بالفعل وأستأجر بيتًا هناك يكرز فيه ويقبل كل الذين يدخلون إليه لمدة سنتين كاملتين (أع28: 30) وهذا دليل أكيد على أن بطرس لم يكن قد ذهب إلي رومية حتى ذلك الوقت ولم يكن موجودًا بها في تلك الفترة بين سنتي 61، 63.
(3) صلات بولس بمؤمني رومية: الأصحاح السادس عشر من رسالة بولس إلي أهل رومية حافل بعدد كبير من أسماء المسيحيين الرومان -يهود وأمميين- يبعث إليهم بولس بتحياته الحارة وتقديره، الأمر الذي يقطع بأن له صلات وثيقة معهم.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فمنهم من عمل معه في ميدان الخدمة، ووضع عنقه لأجله ومنهم من أحتمل الأسر معه. ومنهم من تعب كثيرًا لأجله ولأجل خدمة الرب (رو16: 3-16)... وهو يشرح لهم في هذه الرسالة كيف أنه كثيرًا ما قصد أن يأتي إليهم لكنه منع وأنه مشتاق أن يراهم لكي يمنحهم هبة روحية لثباتهم.. والرسالة إلي رومية تشعرنا بأنه -حتى وقت كتابتها سنة 58- لم تكن هناك أي كنيسة مؤسسة من هيئة رسولية في روما. فالرسالة يوجهها بولس إلي "جميع الموجودين في رومية أحباء الله مدعوين قديسين" (رو1: 7).
(4) كرازة بولس برومية: لا تحوى أسفار العهد الجديد أية إشارة -ولو من بعيد- لكرازة بطرس في رومية.. لكن ثبت أن بولس وصل إلي رومية وأقام كارزًا بها (أع28: 16، 30، 31).. فبعد ثلاثة أيام من وصوله إلي رومية سنة 61 أستدعي وجوه اليهود وحدثهم عن المسيح رجاء إسرائيل، الذي لأجله كان موثقا وجاءت إجابتهم أنهم لا يعرفون شيئًا عن المسيحية، وبالتالي أن أحدًا لم يبشرهم "لكننا نستحسن أن نسمع منك ماذا ترى، لأنه معلوم عندنا من جهة هذا المذهب أنه يقاوم في كل مكان" (اع28: 20، 22)... كان معنى إجابة اليهود هذه أنه حتى تلك السنة (61)، لم تكن قد تأسست في روما كنيسة ecclesia... فأين أذن كانت كرازة بطرس في رومية، لو كان قد ذهب إليها سنة 42 كما يدعى البابايون؟! أما عن كرازة بولس فيشهد عنها كاتب سفر الأعمال بصراحة "وأقام بولس سنتين كاملتين في بيت استأجره لنفسه. وكان يقبل جميع الذين يدخلون إليه كارزًا بملكوت الله، ومعلما بأمر الرب يسوع المسيح بكل مجاهرة بلا مانع " (أع28 : 30، 31)... وإلى جانب جهوده الكرازية في رومية، فقد كتب فيها رسائله إلى افسس وفيلبي وكولوسى وفليمون.
- اقتباس :
(1) أثبتنا في كلامنا السابق عن كنيسة إنطاكية، والادعاء بأن بطرس هو مؤسسها، أنه حتى انعقاد مجمع أورشليم حوالي سنة 51، كان بطرس ما يزال ببلاد اليهودية، وأنه ذهب إلى إنطاكية سنة 51 وبعدها (غل2: 11)... بعد ذلك نجد كلوديوس قيصر يطرد اليهود من روما حوالي سنة 52، الأمر الذي أشار إليه القديس لوقا في (اع18: 2)... وكانت المسيحية حتى ذلك الوقت، معتبرة شيعة يهودية. فلا يمكن أن يكون بطرس قد ذهب إلى رومية في تلك الفترة – ما بين طرد اليهود من روما وعودتهم إليها.
(2) ولا يمكن أن يكون بطرس قد ذهب إلى رومية قبل سنة 58 م. – تلك السنة التي كتب فيها بولس رسالته إلى أهل رومية من كورنثوس، والتي لم يرد فيها أي تحية أو ذِكْر لبطرس بينما حوت الرسالة تحيات إلى أشخاص عديدين كما سبق أن ذكرنا (عشرين شخصا وأسرتين).. والقديس بولس في هذه الرسالة يقول لأهل رومية أنه مستعد لتبشيرهم (رو1: 15)، مما يقطع بأن أحدًا من الرسل لم يبشرهم حتى ذلك التاريخ، لا بطرس ولا غيره من الرسل.
(3) ويغلب على الظن -كما يعتقد البعض- أن بطرس كان في جوالات تبشيرية مع زوجته حتى سنة 57 م.، وهي السنة التي كتب فيها بولس رسالته الأولى إلى كورنثوس من مدينة أفسس، وقال فيها "ألعلنا ليس لنا سلطان أن نجول بأخت زوجة كباقي الرسل وأخوة الرب وصفا (بطرس)" (1كو9: 5) وغالبًا ما كانت تلك الجولات التي وجه إليها رسالته الأولى (1بط1: 1).
(4) لا أثر لوجود القديس بطرس بروما في فترة وجود بولس بها (61-63)... فالقديس لوقا في سفر الأعمال لا يذكر شيئًا عن بطرس. والقديس بولس -في رسائله الأربع التي أنقذها من روما في تلك الفترة- لم يورد أية إشارة تفيد -ولو من بعيد- إلى وجود القديس بطرس في رومية.
(5) من غير المعقول أن يغفل القديس لوقا كاتب الأعمال، خبر وجود بطرس الرسول برومية لمدة ربع قرن من الزمان، وتأسيسه لكنيسة عاصمة الإمبراطورية، بل عاصمة العالم كله وقتذاك، لو كان ذلك حدث فعلا!! وعلى ذلك، فإن الادعاء بوجود مار بطرس في روما قبل سنة 63 أمر مستحيل كما أثبتنا... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).أما احتمال ذهابه إليها بعد ذلك التاريخ، فليس له ما يؤيده، سوى إشارات عابرة غير واضحة ولا قاطعة لبعض الآباء اللاحقين...
(7) في الاكليمنضيات المزورة، والكتابات المدسوسة الغُفل من أسماء كاتبيها (غير مكتوب مَنْ كتبها)، يربطون بين بطرس الرسول وسيمون الساحر عقب اللقاء الذي حدث بينهما في السامرة حوالي سنة 37 م.، ويصورون بطرس أنه أخذ يتعقبه حتى وصل إلى روما عاصمة الإمبراطورية.
( ذكر بعض آباء القرن الثاني، من أمثال ديونيسيوس الكورنثي وأيريناوس ومن جاء بعدهما، أن بطرس اشترك مع بولس في تأسيس كنيسة رومية.. أما تعليل ذلك. فهو إما أن هؤلاء الآباء أخذوا عن مصدر خاطئ بلا فحص وإما أنهم اعتبروا بطرس – في أشخاص الرومانيين اليهود والخلاء الذين حضروا معجزة يوم الخمسين، وآمنوا بعد سماعهم عظة بطرس ومن ثم حملوا الإيمان إلى وطنهم – أنه أشترك بصورة غير مباشرة في تأسيس كنيسة روما.
(9) وثمة نقطة كانت مثار جدل بين العلماء. وهي بابل المذكورة في رسالة بطرس الأولي والتي منها كتب هذه الرسالة (1بط5: 13) فقد فسرها البابويون على أنها روما (بابل = روما) على أساس أن القديس يوحنا أشار إليها في سفر الرؤيا بهذه التسمية الرمزية... وقصدهم من ذلك أن يثبتوا وجود بطرس في روما وأنه كتب منها هذه الرسالة.. يجمع الآباء والعلماء بلا استثناء على أن بابل المذكورة في سفر الرؤيا هي روما. بناء على الملابسات المذكورة معها.. ذكرها يوحنا خمس مرات وفي كل مرة يذكرها باسم بابل العظيمة أما بابل المذكورة في رسالة بطرس (1بط5: 13) فهي بابل الواقعة على نهر الفرات، ولا يمكن أن يكون المقصود بها التسمية الرمزية أي روما... هذا هو رأي فطاحل العلماء حاليًا أما الأدلة على ذلك فكثيرة منها: - اقتباس :
(أ) حينما أشار يوحنا في رؤياه إلي روما على أنها بابل فإن هذا السفر نبوي ورمزي وتستقيم معه هذه الإشارة لكن ليس ما يدعو بطرس لأن يستخدم الأسلوب الرمزي في رسالته. علمًا أن أسفار الكتاب المقدس كلها لم تشر إلي روما على أنها بابل إلا في سفر الرؤيا فقط. (ب) الأماكن الجغرافية والأقاليم المذكورة في رسالة بطرس الأولي (مقاطعات بنطس وغلاطية وكبادوكية وآسيا وبيثينية) تعنى المعنى الحرفي فلماذا لا يعني بطرس بابل بمعناها الحرفي أيضًا؟؟ (ج) ليس ما يدعونا إلى الافتراض أن المسيحيين -وقت كتابة هذه الرسالة- كانوا يفهمون روما على أنها بابل القديمة.. (د) سفر الرؤيا –وهو الموضع الوحيد في الكتاب المقدس الذي فسرت فيه بابل على أنها رومية– كتب بعد زمان كتابة رسالة بطرس الأولى بنحو ثلاثين سنة فكيف أتبع بطرس نفس أسلوب يوحنا الرمزي؟؟ (هـ) أينما ذكرت مدينة رومية في العهد الجديد ذكرت باسمها باستثناء سفر الرؤيا.. وحتى في الرؤيا ذكرت باسم (بابل العظيمة). (و) هناك أدلة قوية على أنه في وقت كتابة رسالة بطرس كان المسيحيون من اليهود والوثنيون يؤلفون جماعة كبيرة في مدينة بابل على نهر الفرات وما حولها وكانت المدينة على جانب كبير من الأهمية. وقد لعبت مدارس التعليم اليهودي في ذلك الإقليم دورًا هامًا في النهوض باليهودية خاصة بعد خراب أورشليم وهيكلها ولا شك أن هذه النقطة كانت حقلًا هامًا ومتسعًا لأعمال بطرس الرسول الكرازية باعتباره رسول الختان الأول...
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 11:05 pm | |
| - اقتباس :
* الخلاصة حول علاقة بطرس الرسول بكنيسة رومية: يكاد يجمع التقليد الكنسي المعترف به شرقًا وغربًا، على أن الرسول بطرس أستشهد في روما حوالي سنة 67م في عهد نيرون... وكثير من المؤرخين يذكرون أنه قبض عليه في مكان آخر بعيد عن روما باعتباره من قادة المسيحيين، وسيق إلي روما لمحاكمته، علي نحو ما حدث مع القديس أغناطيوس الشهيد أسقف إنطاكية الذي سيق من إنطاكية إلي روما ليلقي للوحوش سنة 107 م. وهذا يتفق مع رواية يوسابيوس -نقلًا عن العلامة أوريجينوس- الذي قال عن بطرس "وإذ أتي أخيرًا إلي روما صلب منكس الرأس". القديس بطرس
هو سمعان بن يونا معني اسمه صخرة وحجر. ولد في قرية بيت صيدا الواقعة على بحر طبرية قبلميلاد السيد المسيح بعده سنوات، قد تصل إلى العشرة وتزيد قليلًا. وكان يشتغل بصيد الأسماك شأنه في ذلك شأن الكثيرين من سكان قريته.... يحتمل أنه كان -مع أخيه اندراوس- تلميذًا ليوحنا المعمدان... كان لقاؤه الأول بالرب يسوع، بعد أن أخبره اندراوس أخوه -بناء على توجيه يوحنا- قد وجدنا المسيا واصطحبه إلى حيث المسيح... وفي ذلك اللقاء قال له الرب "أنت سمعان بن يونا. أنت تدعي صفا " (يو 1: 35- 42)... أما دعوته للتلمذة فكانت عقب معجزة صيد السمك الكثير، حينما طمأنه الرب بقوله "لا تخف. من الآن تكون تصطاد الناس". وحالما وصل بالسفينة إلى البر ترك كل شيء وتبعة هو وأخوه وابنا زبدي (لو 5: 1-11).... وما لبث أن شرفه الرب بدرجة الرسولية ودعاه "بطرس". كان بطرس أحد التلميذين الذين ذهبا ليعدا الفصح الأخير، وأحد الثلاثة الذين عاينوا إقامة ابنة يايروس بعد موتها، وتجلي المسيح علي جبل طابور Mount Tabor، وصلاته في جثسيماني، وأحد الأربعة الذين سمعوا نبوته عن خراب أورشليم والهيكل. كان بطرس ذا حب جم لسيده وغيرة ملتهبة ولكنه كان متسرعًا ومندفعًا.. فهو الأول الذي اعترفبلاهوت المسيح والأول الذي بشر بالمسيح في يوم الخمسين. لكنه في اندفاعه حاول أن يمنع المسيح أن يموت (مر 8: 31: 33) ولما قال له المسيح أنه سينكره ثلاثة قبل أن يصيح الديك مرتين، أجاب في تحد "لو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك"... وفي لحظة القبض على المسيح استل سيفه ليدافع عن ذاك الذي مملكته ليست من هذا العالم!! كان بطرس والحال هذه بحاجة إلى تجربة مره تهزه وتعرفه ضعفه.. فكان أن أنكر سيده ومعلمه بتجديف ولعن وأقسم أمام جارية ولكنه سرعان ما رجع لنفسه وثاب إلى رشده وندم ندمًا شديدًا وبكي بكاءًا شديدًا، وقصد قبر معلمه باكرًا جدا فجر يوم قيامته... وقد قبل الرب توبته واظهر له ذاته على بحر طبرية بعد قيامته وعاقبة في رفق مخاطبا إياه باسمه القديم قائلًا له "يا سمعان بن يونا أتحبني"... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد وجه إليه هذه الكلمات ثلاث مرات وذكّره بإنكاره المثلث ورده إلى رتبته الرسولية ثانية بقوله "أرع غنمي" وعقب تأسيس الكنيسة يوم الخمسين بدأ خدمته بين اليهود من بني جنسه في اليهودية والجليل والسامرة... وكان الرب يتمجد على يديه ببعض المعجزات كشفاء المقعد عند باب الهيكل الجميل (أع 3)، وشفاء إينياس في مدينه اللد وإقامة طابيثا بعد موتها في يافا (أع 9)... وقد فتح الرب باب الأيمان للأمم على يديه في شخص كرنيليوس قائد المائة عقب رؤيا أعلنت له بخصوصه (أع 10)... فلما خاصمة يهود أورشليم المنتصرون من أجل قبول الأمم، شرح لهم الأمر وقال "بالحق أنا أجد أن الله لا يقبل الوجوه. بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده " (أع 10: 34، 35) ومع ذلك فقد ظل ميدان العمل الأساسي لهذا الرسول هو تبشير اليهود (غل 2: 7-9) ليس من ينكر الدور الرئيسي الذي قام به بطرس في الطور الأول لتأسيس الكنيسة، فالرسول بولس يذكره مع الرسولين يعقوب ويوحنا على أنهم معتبرون أعمدة في كنيسة الله.... جال كارزًا بإنجيل الخلاص في جهات متفرقة من العالم القديم.... كرز في إنطاكية – لكنه ليس مؤسس كنيستها – وطاف بلاد بنطس وغلاطية وكبادوكية وبيثينية، وبعض مقطاعات آسيا الصغرى، وهي الأقاليم التي وجه إليها رسالته الأولي... أما الروايات التي تثبت لبطرس الكرازة في بلاد اليونان ومصر وروما وكل جزء هام في العالم، فليست إلا من صنع المسيحيين المتهودين ليجعلوا من بطرس رسول الختان، كارزًا للعالم أجمع ومبشرًا كل الخليقة. ويكاد يكون ثابتا أن القديس بطرس ختم حياته في روما، حين حكم عليه بالموت صلبًا في عهد نيرون الطاغية وان كنا لا نستطيع أن نحدد على وجه الدقة تاريخ استشهاده لكنه على أية الحالات بعد يوليو سنه 64... على أن ذهاب القديس بطرس إلي روما لم يكن إلا قبيل استشهاده مباشرة... وهذا يؤكده أقوال آباء الكنيسة ومعلميها الأوائل، وجداول الأزمنة، والأسفار التي قطعها في رحلاته التبشيرية.. ولا صحة مطلقا لما يدعيه الكاثوليك من أنه أسس كنيسة روما وأنه أسقفها الأول، وأنه أمضي بها خمسًا وعشرين سنة!! وقد يكون ذهابه لها في طريقة إلي استشهاده بعد أن قبض عليه في مكان ما في حدود الإمبراطورية، وسيق إلي روما ليلقي حتفه على نحو ما سيق إليها القديس أغناطيوس الأنطاكي سنة 107 ليلقي للوحوش. فقد كانت هذه هي عادة الحكام الرومان. أن يرسلوا إلي بعض البارزين لعرضهم علي الشعب هناك، كنوع من التحقير، إن كل الأدلة تجمع على أنه لم يذهب إلي روما أواخر حياته. وقد يكون ذهابه إليها بقصد اللحاق بسيمون الساحر الذي كان قد التقي به في السامرة والتصدي له على نحو ما تروي بعض الروايات وبخاصة كتب الأبوكريفا. فيما كان السيد المسيح يسأل تلاميذه عن عقيدة الناس فيه أعترف بطرس بلاهوته "أنت هو المسيح ابن الله الحي"، فطوبه السيد وقال له أنت بطرس وعلي هذه الصخرة أبني كنيستي (مت 16: 13-18).. وهم يقصدون بذلك أن المسيح بني الكنيسة على بطرس كأساس لها.. هل هذا الخلط حدث من تجاور كلمتي "بطرس" و"صخرة"؟! إن "بطرس" هو اللفظ اليوناني، يقابله في الآرامية "كيفا" وفي العربية "صفا"... فهذه الأسماء الثلاثة واحدة ولكن بلغات مختلفة.... وبطرس باليونانية لا تعني "صخرة" فصخرة أسم مؤنث وهو "بترا" أما بطرس فاسم مذكر معناه حجر مقطوع من صخرة... وهذه التفرقة واضحة في اللغات القديمة اليونانية واللاتينية والسريانية والقبطية... هذا والمسيح لم يؤسس كنيسته على بطرس... لكنه أسسها على هذا الأيمان "المسيح ابن الله الحي". وكل من يريد أن يصير مسيحيا يجب أن يعترف أولًا ويبني إيمانه على الصخرة التي هي "أؤمن أن يسوع المسيح هو ابن الله الحي"... أما وضع بطرس في الكنيسة فهو كحجارة في أساسها، شأنه في ذلك شأن باقي الرسل.. هكذا صرح يوحنا في رؤياه "وسور المدينة كان له أثني عشر أساسًا وعليها أسماء رسل الخروف الاثني عشر" ويقول القديس "مبنيين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (أف 2: 20) يجب ألا ننس دائما أن المسيح هو حجر الزاوية، وهو نفسه الصخرة (1كو 10: 4) وهو أساس الكنيسة... هكذا يقول معلمنا بولس "فإنه لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا آخر غير الذي وضع الذي هو يسوع المسيح" (1كو 3: 11).. هذا هو إيمان كل آباء الكنيسة، وكمثال نذكر القديس اوغسطينوس في العظة العاشرة على تفسير يوحنا الأولي.
- اقتباس :
هو شقيق بطرس الرسول (يو 1: 40) معني اسمه "ذو مروءة" كان في بادئ أمره تلميذًا ليوحنا المعمدان ومنه سمع عن الرب يسوع، فقصده ومكث معه يوما كاملًا ليعاين أعماله وأقواله فأيقن أنه المسيا المنتظر.. بعدها بشر أخاه بطرس بأنه وجد المسيا.. وبعد معجزة صيد السمك الكثير دعاه الرب مع أخيه بطرس ليكون صيادا للناس، فترك السفينة والشباك وتبع المسيح ولم يفارقه منذ ذلك الحين.. يذكره الإنجيل في ثلاثة مواضع: في معجزة إشباع الآلاف من خمس خبزات (يو 6: 8 ،9)، وعند مجيء اليونانيين الذين أتوا لكي يروا يسوع تقدم إليه وسأله في ذلك (يو 12: 22).. وعندما تقدم ليسأل الرب مع ثلاثة من التلاميذ عن خراب أورشليم ودمار الهيكل وانقضاء الدهر (مر 13:3). بدأ عمله الكرازي بعد يوم الخمسين... وإن كنا لا نستطيع أن نحدد على وجه الدقة خط سيره الكرازي، لكن يبدو إنه ركز نشاطه التبشيري في مناطق شبه جزيرة البلقان، وبعض مقاطعات آسيا الصغرى.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وبناء على رواية اوريجينوس التي سجلها يوسابيوس فإنه بشر في سكيثيا وهي المنطقة الواقعة شمال بحر قزوين والبحر الأسود.. انتهي به المطاف في مقاطعه أخائية في بلاد اليونان، كما يشهد بذلك جيروم وثيودوريت ونال إكليل الشهادة مصلوبا في مدينة بتراس احدي مدن المقاطعة... وصلب هذا الرسول في بتراس يؤيده إجماع عام من جميع التقاليد القديمة. وقد قيل أن الصليب الذي صلب عليه كان على شكل (×) وهو المعروف باسم crux decussata، وفي رواية أخرى أنه لم يثبت في الصليب بالمسامير بل ربط عليه حتى تستطيل مده عذابه. وأندرواس الرسول هو شفيع كل من الكنيستين الروسية واليونانية. الأولي لأنه كاروزها، والثانية لأنه صلب في إحدى المدن التابعة لها. ويذكر أن ذخائره نقلت إلى القسطنطينية سنة 357. وفي زمن الحملات الصليبية نقلت إلى مدينة Amalpae بإيطاليا حيث مازالت كاتدرائيتها تحتفظ بها حتى الآن.
- اقتباس :
هو ابن زبدي وشقيق يوحنا الحبيب.. ويدعي أيضًا يعقوب الكبير تمييزًا له عن يعقوب الصغير (ابن حلفي). كان من بيت صيدا من مدينة بطرس وأندراوس. دعاه السيد المسيح للتلمذة مع أخيه يوحنا في نفس المرة التي دعا فيها بطرس واندراوس، فتركا السفينة وأباهما وتبعاه (مت 4: 21، 22) ويبدو أن يعقوب كان حاضرًا معجزة الرب يسوع الأولى في قانا الجليل حيث حول الماء خمرًا (يو 2: 2).
أختاره الرب يسوع مع بطرس ويوحنا ليكون شاهدًا لبعض الأحداث الهامة. وقد أحبه المخلص مع أخيه يوحنا محبة خاصة فميزهما بلقب خاص، إذ دعاهما بوانرجس أي "ابنيّ الرعد" (مر 3: 17) تعبيرًا عن حماستهما وغيرتهما. أما عن جهوده الكرازية، فمعلوماتنا عنها ضئيلة لكن التقاليد تجمع على أن ميدانه في التبشير كان اليهودية والسامرة. أما القول بأنه كرز بالإنجيل في أسبانيا فقول ليس له أسانيد تاريخية... وقد كانت غيرته الرسولية سببا في إثارة عداوة اليهود فثاروا ضده، وأحدثوا شغبًا في أورشليم فقبض الجند الرومان واحضروه أمام الملك هيرودس اغريباس فأمر بقطع رأسه بحد السيف (أع 12: 1) وكان ذلك سنة 44... ويعتبر هذا الرسول أول من استشهد من الرسل، وهو الوحيد بين الرسل الذي سجل لنا كتاب العهد الجديد موته وكيفيته. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ويذكر لنا يوسابيوس المؤرخ نقلًا عنكليمنضس الإسكندري أن الجندي الذي قاد هذا الرسول إلى المحاكمة تأثر عندما رأي شجاعته وصلابته، وحركت النعمة قلبه، فاعترف هو الآخر بالإيمان المسيحي، فكان جزاؤه قطع رأسه مع الرسول في وقت واحد ويبدو أن الذي حرك الجندي إلى اعتناق الإيمان معجزة أجراها الرب على يد الرسول وهو مساق بواسطة ذلك الجندي فقد أبرأ مخلعًا كسيحًا.... وقد حفظ لنا التقليد وشهد بذلك ابيفانيوس أن هذا الرسول حافظ على بتوليته طوال حياته. وقيل أن جسده نقل إلى بلده تدعي كومبوستيلاcompostella في أسبانيا.
- اقتباس :
وهو الذي اتكأ على صدره في العشاء الأخير هو الرسول الذي جمع في شخصه بين حب البتولية والعظمة الحقيقية، والبساطة القلبية، مع المحبة الفائقة العجيبة. هو الذي انفرد من بين التلاميذ في سيره بدون خوف وراء المخلص في الوقت العصيب الذي تركه الجميع وانفضوا من حوله... كان هو واسطة إدخال بطرس حيث حكم الرب يسوع نظرا لأنه كان معروفا عند رئيس الكهنة (يو 18: 15، 16) وهو الوحيد الذي رافق الرب إلى الصلب فسلمه أمه العذراء مريم. ومن تلك الساعة عاشت معه (يو 19: 25-27). | St-Takla.org Image: Arabic Coptic art of St. John the Evangelist and the Disciple |
كان أبوه زبدي يحترف مهنه الصيد، ويبدو أنه كان في سعه من العيش، ويغلب الظن أن أسرة يوحنا الإنجيلي كانت تقيم في بيت صيدا. يبدو أنه تتلمذ بعض الوقت ليوحنا المعمدان وكان يتردد عليه (يو1: 35-42) دعاه السيد المسيح للتلمذة مع أخيه يعقوب فتبعه -وقيل- بناء عن رواية القديس جيروم – أن يوحنا في ذلك الوقت كان في الخامسة والعشرين... كانت أمه واحدة من النسوة القديسات اللواتي تبعن وكن يخدمنه (مت 27: 55، مر 10: 40-41) كان يوحنا واحدًا من التلاميذ المقربين من الرب يسوع مع يعقوب أخيه وبطرس. كان هو مع أندرواس أول من تبعه في بشارته (يو 1: 40) وآخر من تركه عشية آلامه من قبل موته... هو الذي سجل لنا خطاب الرب يسوع الرائع عن الافخارستيا (يو 6) وهو الذي انفرد بين الإنجيليين بذكر لقاء الرب مع السامرية (يو 4) وموقفه مع المرأة الزانية التي أمسكت في ذات الفعل (يو وشفاء المولود اعمي (يو 9) وإقامة اليعازر من الموت (يو 11) وصلاته الوداعية (يو 17). ويوحنا هو واحد من التلاميذ الثلاثة الذين صحبوه في إقامة ابنه يايروس من الموت وفي حادث التجلي وفي جثسيماني ليلة آلامه. وبكر مع بطرس وذهب إلى قبر المخلص فجر أحد قيامته وكان حماسه وحبه ظاهرين. حتى أنه سبق بطرس ووصل أولًا إلى القبر وهو الوحيد بين التلاميذ الذي استطاع أن يتعرف على الرب يسوع عندما أظهر ذاته على بحر طبرية عقب قيامته. وقال لبطرس هو الرب (يو 21: 7) والقديس يوحنا لم يكن كما يتصوره البعض شابًا رقيقًا خجولًا بل كان له وضع بارز في الكنيسة الأولي؛ نقرأ عنه في الإصحاحات الأولي من سفر الأعمال ونراه جنبا إلى جنب مع بطرس أكبر الرسل سنا نراهما متلازمين في معجزة شفاء المقعد عند باب الهيكل (أع 3) وأمام محكمة اليهود العليا السنهدرين يشهد المسيح (اع 4) وفي السامرية يضعان أيديهما على أهلها ليقبلا الروح القدس (اع يبدو أن خدمته الكرازية في الفترة الأولى من تأسيس الكنيسة كانت في أورشليم والمناطق القريبة منها. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). فالتقاليد القديمة كلها توضح بقائه في أورشليم حتى نياحة العذراء مريم وبعدها انطلق إلى آسيا ومدنها الشهيرة وجعل إقامته في مدينة أفسس العظيمة متابعًا ومكملًا عمل بولس وأبلوس الكرازي في آسيا الصغرى (أع 18: 24 – 28، 19 : 1-12)... وأخذ يشرف من تلك العاصمة الشهيرة على بلاد آسيا الصغرى ومدنها المعروفة وقت ذاك من أمثال ساردس وفلادلفيا واللاذقية وأزمير وبرغاميس وثياتيرا وغيرها، وهي البلاد التي وردت إشارات عنها في سفر الرؤيا. وبسبب نشاطه الكرازي قبض عليه في حكم الإمبراطور دومتيان (81: 76) وأرسل مقيدًا إلى روما، وهناك ألقي في خلقين (مرجل) زيت مغلي. فلم يؤثر عليه بل خرج منه أكثر نضرة، مما أثار ثائرة الإمبراطور فأمر بنفيه إلى جزيرة بطمس، ومكث بها حوالي سنة ونصف كتب أثناءها رؤيا حوالي سنة 95. ثم أفرج عنه بعد موت دومتيان وعاد إلى أفسس ليمارس نشاطه التبشيري...وكل التقاليد القديمة تؤيد بالإجماع نفي يوحنا إلى جزيرة بطمس في ذلك التاريخ وكتابته رؤياه هناك.... ومن الآباء الذين شهدوا بذلك ايريناوس واكلمنضيس السكندري وارجينوس وترتليانوس. وغيرهم من الألقاب اللاصقة بيوحنا. لقب (الحبيب) فقد ذكر عن نفسه انه كان التلميذ الذي يحبه يسوع.. وقد ظل يوحنا رسول المحبة في كرازته ووعظه ورسائله وإنجيله.. وكتاباته كلها مفعمة بهذه الروح.... روي عنه أنه لما شاخ ولم يعد قادرا على الوعظ، كان يحمل إلى الكنيسة ويقف بين المؤمنين مرددًا عبارة "يا أولادي حبوا بعضكم بعضًا" فلما سأموا تكرار نفس العبارة تساءلوا لماذا يعيد هذه الكلمات ويكررها فكان جوابه لأنها هي وصية الرب وهي وحدها كافية لخلاصنا لو أتممناها... ومن القصص التي تروي عن حبه الشديد لخلاص الخطاة، تلك القصة التي تروي أنه قاد أحد الشبان إلى الإيمان وسلمه إلى أسقف المكان كوديعة وأوصاه به كثيرًا. لكن ذلك ما لبث أن عاد إلى سيرته الأولى وصار رئيسا لعصابة قطاع الطرق.. وعاد يوحنا بعد مده إلى الأسقف وسأله، عن الوديعة واستخبره عن ذلك الشاب... تنهد الأسقف وقال (لقد مات)... ولما استفسر عن كيفية موته روي له خبر ارتداده... حزن يوحنا واستحضر دابة ركبها على الرغم من كبر سنه، وأخذ يجوب الجبل الذي قيل أن هذا الشاب كان يكمن فيه.. وأمسكه اللصوص وقادوه إلى زعيمهم، الذي لم يكن سوي ذلك الشاب.. تعرف عليه الشاب، وللحال فرَّ من وجهه وأسرع يوحنا خلفه وهو يناشده أن يقف ويسمع له رحمة بشيخوخته.. فوقف الشاب وجاء وسجد بين يديه، فأقامه ووعظه فتاب عن إثمه ورجع إلى الله..... لكن على الرغم من محبته الشديدة للخطاة، كان حازمًا مع الهراطقة.. ويظهر هذا الأمر واضحًا في كتاباته المليئة بالتحذير من الهراطقة...... يذكر معلمنا بولس هذا الرسول على أنه أحد أعمدة الكنيسة الأولى، وأنه من رسل الختان (غل 2: 9)..... ويذكر بوليكراتس أسقف أفسس أواخر القرن الثاني أن يوحنا كان يضع على جبهته صفيحه من الذهب كالتي كان يحملها رئيس أحبار اليهود، ليدل بذلك على أن الكهنوت قد انتقل من الهيكل القديم إلى الكنيسة..... لكن مع ذلك، نستدل من مواقفه وكتاباته أنه كان معتدلا وغير متطرف..... وبعد أن دون لنا هذا الرسول إنجيلًا ورؤيا وثلاث رسائل تحمل اسمه، رقد في الرب في شيخوخة وقورة حوالي سنة 100.
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 11:21 pm | |
| - اقتباس :
هو يعقوب بن حلفي أحد الاثني عشر رسولًا، وهو أحد الأعمدة الثلاثة لكنيسة الختان كما دعاه معلمنا بولس (غل 2: 7-9). عرف باسم يعقوب أخا الرب، لأنه ابن خالته بالجسد من مريم زوجه كولوبا. فكلمه حلفا آرامية ويقابلها (كلوبا) في اليونانية وعرف باسم يعقوب الصغير (مر 15: 40) تميزًا له عن يعقوب الكبير بن زبدي. وعرف أيضًا باسم يعقوب البار نظرًا لقداسة سيرته وشده نسكه. كما عرف باسم يعقوب أسقف أورشليم لأنه أول أسقف لها. وقد أثير جدل حول شخصيته. وحول اللقب الذي عرف به (أخ الرب)... وهناك ثلاثة آراء بخصوص أخوة الرب:-
1- رأي يقول أنه ابن ليوسف ومريم بعد ميلاد رب المجد يسوع..... قال بهذا الرأي العلامة ترتليانوس. ويثني هذا الرأي بعده شخص يدعي هلفيدسوس الهرطوقي من روما سنة 380 م.، مما دعي القديس إيرونيموس أن يرد عليه برسالة قوية سنة 383م فند فيها كل هذه الادعاءات الباطلة، ودعا كل من ترتليانوس وهيلفيديوس منشقان على الكنيسة الجامعة... وهذا الرأي هو رأي البروستانت. وهو يتناقض مع روح الكتاب المقدس ونصوصه وعقيدة الكنيسة الجامعة منذ عصرها الرسولي. ونحن نرفض هذا الرأي ونشجبه لأن العذراء مريم ظلت عذراء أيضًا بعد ولادة المسيح، فهي "العذراء كل حين" وهي لم تعرف يوسف خطيبها معرفه الزواج قبل وبعدميلاد المخلص.
2- رأي ثان يقول أن المذكورين في الإنجيل أخوة الرب، هم في الحقيقية أبناء ليوسف النجار من زوجه سابقه توفيت قبل خطبته لمريم العذراء... وقد ظهر هذه النظرية إلى عالم الوجود عن كتابات الأبوكريفا المنسوبة إلى القديس يعقوب أخ الرب ومنها إنجيل يعقوب المعروف باسم protevangelium (ف9). وقد أخذ بهذا الرأي بعض الآباء الشرقيين – وهذا هو رأي الكنيستين اليونانية والسريانية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وهذا الرأي -علي ما فيه من أخطاء وثغرات لا محل للرد عليها هنا- فإن كان هؤلاء المدعوين أخوة الرب أولادًا ليوسف من زوجة سابقة، لكانوا أكبر من الرب يسوع سنًا، وفي هذا هدم لنصوص الكتاب ونبوات العهد القديم. حيث أن الكتاب بعهديه يتحدث عن السيد المسيح كـ"بِكر"، أي الابن الأكبر أو الأول أو الوحيد.. فنرى داود يقول عن المسيا "أَنَا أَيْضًا أَجْعَلُهُ بِكْرًا، أَعْلَى مِنْ مُلُوكِ الأَرْضِ" (سفر المزامير 89: 27)، وبولس الرسول يتحدث عن المسيح "لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 8: 29)، ويقول أيضًا عنه "الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسي 1: 15).. والمثل في (عبرانيين 1: 6؛ 12: 23؛ رؤيا 1: 5).. ويتنبأ زكريا النبي فيقول: "أُفِيضُ عَلَى بَيْتِ دَاوُدَ وَعَلَى سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ رُوحَ النِّعْمَةِ وَالتَّضَرُّعَاتِ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ، وَيَنُوحُونَ عَلَيْهِ كَنَائِحٍ عَلَى وَحِيدٍ لَهُ، وَيَكُونُونَ فِي مَرَارَةٍ عَلَيْهِ كَمَنْ هُوَ فِي مَرَارَةٍ عَلَى بِكْرِهِ" (سفر زكريا 12: 10).
3- الرأي الثالث: وهو رأي كنيستنا القبطية الأرثوذكسية والكنيسة اللاتينية أيضًا بأن يعقوب هذا هو عينه ابن حلفي (كلوبا) وابن خالة السيد المسيح بالجسد من مريم أخرى شقيقة العذراء مريم، وذلك استنادا لما جاء في الإنجيل المقدس – وقد دافع عن هذا الرأي بحماس كبير كل من جيروم واغسطينوس. والغريب أن هذا الرأي الثالث يدافع عنه حاليا كثير من العلماء والبروتستانت..... وفضلًا عن ذلك، فليس أدل علي صحة هذا الرأي من أن التقليد الكنسي القديم في العالم كله، يجعل منهما -يعقوب بن حلفا ويعقوب أخا الرب- شخصًا واحدًا. ويؤكد رسولية هذا القديس وأنه من الاثني عشر. نص صريح ذكره القديس بولس في رسالته إلى أهل غلاطية. يذكر بولس زيارته الأولي لأورشليم بعد إيمانه فيقول "ثم بعد ثلاث سنين صعدت إلى أورشليم لأتعرف على بطرس، فمكثت عنده خمسة عشر يومًا. ولكنني لم أرى غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب" (غل 1: 18 – 19)..
وواضح من هذه الآية أن يعقوب أخا الرب رسول نظير بطرس والآخرين...
وقد رأس كنيسة أورشليم وصار أسقفًا عليها واستمر بها إلى وقت استشهاده. ولا يعرف بالضبط متى صار أسقفًا على أورشليم. لكن هناك رأي يقول أن ذلك كان سنة 34م. وهذا التاريخ يتفق تقريبًا مع شهادة جيروم التي ذكر فيها أنه ظل راعيًا لكنيسة أورشليم نحو ثلاثين سنة وعمله كأسقف على أورشليم يوضح لنا حكمة الكنيسة الأولى في وضع الرجل المناسب في المكان المناسب...
فقد كان هذا الرسول يتمتع بشخصية قويه بحكم صله القرابة الجسدية بالرب، فضلًا عن تقواه الشديدة ونسكياته الصارمة. ومن هنا فقد تمتع بسلطان كبير بين اليهود المتنصرين، بل تمتع بمكانه كبيرة بين اليهود أنفسهم، ولذا وضع في أورشليم معقل اليهودية في العالم كله، وإليها يفد آلاف منهم، ليكون كارزًا لهم.... وبناء على تقليد قديم دونه لنا أبيفانيوس، كان يعقوب يحمل على جبهته صفيحة من الذهب منقوش عليها عبارة (قدس الرب) على مثال رئيس أحبار اليهود. تمتع هذا الرسول بمكانه كبيرة في كنيسة الرسل.. فقد رأس أول مجمع كنسي سنة 50 م. وهو مجمع أورشليم، الذي عرض لموضوع تهود الأمم الراغبين في الدخول إلى الأيمان (أع 15) وكان رأيه فيه فصل الخطاب بالنسبة لموضوع، كان يعتبر موضوع الساعة وقت ذاك. بل يبدو أنه هو الذي كتب بنفسه قرار مجمع، فقد لاحظ العلماء تشابهًا بين أسلوب ذلك القرار وأسلوب الرسالة التي تحمل اسمه (رسالة يعقوب)، مما يدل على أن كاتبهما شخص واحد. والرسول بولس يذكره كأحد أعمدة كنيسة الختان الثلاثة، الذين أعطوه مع برنابا يمين الشركة ليكرز للأمم، بل ويورد اسم يعقوب سابقًا لاسمي بطرس ويوحنا مما يدل علي مكانته (غل 2: 9) ويؤيد هذه المكانة أيضًا الخوف والارتباك اللذان لحقا ببطرس في إنطاكية لمجرد وصول أخوة من عند يعقوب!! الأمر الذي جعله يسلك مسلكًا ريائيًا ووبخه عليه بولس علانية" انظر غل 2: 11-14 " أما عن نسكه فقد أفاض هيجيسبوس في وصفه، وقال أنه كان مقدسا من بطن أمه لم يعل رأسه موس، لم يشرب خمرًا ولا مسكرًا وعاش نباتيًا لم يأكل لحمًا... وكان لباسه دائمًا من الكتان. وكان كثير السجود حتى تكاثف جلد ركبتيه وصارت كركبتي الجمل وبسبب حياته ونسكه ومعرفته الواسعة بالكتب المقدسة وأقوال الأنبياء نال تقديرًا كبيرًا من اليهود وآمن على يديه كثيرون منهم في مدة أسقفيته..
بل أن يوسيفيوس المؤرخ اليهودي الذي عاصر خراب أورشليم، لم يتردد عن الاعتراف بأن ما حل باليهود من نكبات ودمار أثناء حصار أورشليم، لم يكن سوي انتقام إلهي لدماء يعقوب البار... لكن انعكاف اليهود نحو القديس يعقوب أثار حنق رؤساء الكهنة والكتبة والفريسيين عليه فقرروا التخلص منه. وذكر هيجسبوس -وأيده في ذلك كلمنضيس الاسكندري– أن اليهود أوقفوه فوق جناح الهيكل ليشهد أمام الشعب ضد المسيح... فلما خيب ظنهم وشهد عن يسوع أنه المسيا وهتف الشعب أوصنا لابن داود، صعدوا وطرحوه إلى أسفل، أما هو فجثا على ركبتيه يصلي عنهم بينما أخذوا يرجمونه، وكان يطلب لهم المغفرة. وفيما هو يصلي تقدم قصار ملابس وضربه بعصا على رأسه فأجهز عليه ومات لوقته وكان ذلك في سنة 62 وسنه 63 بحسب رواية يوسيفوس وجيروم وفي سنة 69 بحسب رواية هيجيسبوس والرأي الأول هو المرجح وقد خلف لنا هذا الرسول، الرسالة الجامعة التي تحمل اسمه والتي أبرز فيها أهمية أعمال الإنسان الصالح ولزومها لخلاصه إلى جانب الإيمان أما عن تاريخ كتابتها. فهناك رأي يقول أنه كتبها في الأربعينيات قبل مجمع أورشليم ورأي آخر يقول أنه كتبها قبيل استشهاده بوقت قصير..... كما خلف لنا يعقوب الرسول الليتروجيا(صلاة القداس) التي تحمل اسمه والتي انتشرت في سائر الكنائس. أما عن صحة نسبتها إليه، فالتقليد الكنسي لجميع الكنائس الشرقية يجمع على ذلك.
- اقتباس :
ولد في بيت صيدا (يو1: 44) اسم يوناني معناه (محب للخير).. ويبدو أنه عكف منذ صباه على دراسة الكتب المقدسة. فنحن نجده سريعًا لتلبية دعوة الرب حالما قال له اتبعني، ونجد في حديثة إلى (نثنائيل) "وقد وجدنا الذي كتب عنه موسي في الناموس والأنبياء،يسوع.." (يو1: 45)، ما يدل على الانتظار والتوقع. ... لم يرد ذكره كثيرًا في الإنجيل... ذكر اسمه في معجزة إشباع الآلاف بالخمسة خبزات والسمكتين، حينما سأله الرب سؤال امتحان "من أين نبتاع خبزا ليأكل هؤلاء"؟! فأجاب فيلبس "لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئًا يسيرا" (يو 6: 5-7)، وجاء ذكره في يوم الاثنين التالي لأحد الشعانين حينما تقدم إليه بعض اليونانيين الدخلاء وسألوه أن يروا يسوع (يو 12: 20-22)... وجاء ذكره أيضًا في العشاء الأخير في الحديث الذي سجله لنا القديس يوحنا حينما قال للرب يسوع "أرِنا الآب وكفانا" فكان جواب الرب عليه "أنا معكم زمانا هذه مدتها ولم تعرفني يا فيلبس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). الذي رآني فقد رأى الآب فكيف تقول أرنا الآب. ألست تؤمن أني أنا في الآب والآب فيَّ" (يو 14: 8-10). حمل بشري خلاص إلى بلاد فارس وآسيا الصغرى خاصة إقليم فيرجيا، وانتهي به المطاف في مدينة هيرابولس حيث استشهد مصلوبا بعد أن ثار عليه الوثنيون. ونلاحظ الخلط بينه وبين فيلبس المبشر أحد السبعة في بعض الروايات.
- اقتباس :
يكاد يكون هناك إجماع بين العلماء أن برثولماوس هو عينه نثنائيل الذي ذكره يوحنا في إنجيله، أن فيلبس أحضره للمسيح (يو 1: 45)..... والدليل على ذلك أن يوحنا يذكره في أول بشارتهوآخرها بينما البشائر الثلاثة الأخرى تذكر فيلبس وبرثولماوس بين أسماء الرسل استنتجوا من ذلك أن برثولماوس هو نثنائيل. ويرجح أن نثنائيل هو اسم الرسول، وبرثولماوس (ومعناها ابن تلماي) تفيد اللقب ومهما يكن من أمر هذا الرسول، فقد لازم الرب يسوع حياته على الأرض وكان له شرف التمتع برؤيته بعدالقيامة على بحر طبرية مع بعض التلاميذ (يو 21: 2). وقد روي يوسابيوس المؤرخ هذه الرواية لكن ذكر الهند بدلًا من بلاد اليمن..... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). والأرجح أنها اليمن وليست الهند. ففي اليمن كانت توجد جالية يهودية كبيرة، وبطبيعة الحال لا نفع للهنود من كتاب مكتوب بالعبرية!!! ومن المقطوع به أنه بشَّر أيضًا في أرمينيا والكنيسة الأرمنية هناك مازالت تعتبره شفيعها، بعد أن استشهد بها. وقد اختلفت الروايات في طريقه استشهاده، فمنها ما ذكر أنه صلب ومنها ما قال أنه سلخ جلده وقطعت رأسه.
- اقتباس :
كان من الجليل ومعني اسمه التوأم كما ذكر يوحنا الإنجيلي (11: 16: 21: 2) دعاه الرب يسوع إلى شرف التلمذة فلبي الدعوة وتبعه ورافقه مع بقية التلاميذ، ورأي آياته واستمع إلى تعاليمه الإلهية.. والمرات ذكر فيها اسمه في الإنجيل تظهر لنا حبه وغيرته لسيده لما عزم الرب يسوع على الذهاب إلى بيت عنيا ليقيم لعازر، اعترضه الرسل بقولهم "يا معلم الآن كان اليهود يطلبون أن يرجموك وتذهب أيضًا وأما توما فالتفت إليهم وقال بلهجة المحب الوفي لنذهب نحن أيضًا لكي نموت معه " (11: 8-16) ومرة ثانية وفيما كان الرب يسوع يتكلم في ليلة العشاء الأخير عن ارتحاله عنهم فقال له توما "يا سيد نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا فيموقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أجابه الرب أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يو 14: 1-6) واشتهر توما بموقفه من قيامة الرب من بين الأموات. فلما أظهر الرب يسوع ذاته مساء أحد القيامة لم يكن توما معهم ولما أخبره بقية التلاميذ بهذا الظهور قال لهم: "أن لم أبصر في يديه أثر المسامير واضع يدي في جنبه لا أؤمن". وفي الأحد التالي أظهر الرب ذاته إلى تلاميذه في العلية ومعهم توما وعاتبه الرب عتابًا لطيفًا، وألزمه أن يضع إصبعه في أثر المسامير ويضع يده في جنبه فذاب توما خجلًا، ومن فرط اليقين صرخ "ربي والهي" فقال له يسوع "لأنك رأيتني يا توما آمنت. طوبي للذين امنوا ولم يروا" (يو 20 : 26-29) وحينما أظهر الرب ذاته لبعض تلاميذه على شاطئ بحر طبرية بعد قيامته كان توما معهم، بشر أولًا في اليهودية وقيل أنه جال مبشرًا في بلاد ما بين النهرين (العراق)، وقيل أنه عرج على بلاد العرب واجتاز البحر إلى بلاد الحبشة وكرز في بلاد الهند والصين وقد قضي الشطر الأكبر من حياته الكرازية في الهند ومازال توما الرسول حتى الآن هو شفيع المسيحيين الهنود أنهى توما حياته بسفك دمه لأجل الرب يسوع فقد هجم عليه بعض كهنة الأوثان في ملابار وسلخوا جلده وهو حي، ثم أخذوا يطعنونه بالرماح حتى الموت.
- اقتباس :
| St-Takla.org Image: Ancient icon of Saint Mathew the Evangelist |
كان من الجليل ويدعي لاوي كان عشارًا وكان العشارون جباة رسميين يعملون لحساب الرومان المستعمرون لذلك كانوا ممقوتين لدي الشعب ومعتبرين خطاه في نظر عامة الناس دعاه الرب أن يتبعه وكان جالسًا عند مكان الجباية فترك كل شيء وقام وتبعه (مت 9: 9- 24). قيل أنه كرز بالإنجيل في بلاد اليهودية وإثيوبيا وقيل أنه بشر في بلاد الفرس والبارثين وكتب الإنجيل الذي يحمل اسمه.
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 11:23 pm | |
| - اقتباس :
ويدعي أيضًا تداوس ولباوس ويهوذا أخًا يعقوب تمييزًا له عن يهوذا الإسخريوطي الذي أسلم الرب (.. والتقليد القديم يؤكد أنه اخو يعقوب كما ذكر القديس لوقا في إنجيله وفي سفر الأعمال – ليس ابن يعقوب كما في الترجمة السريانية..) هو أحد الأربعة المذكورين في كتاب العهد الجديد أخوة الرب... لا يذكر إنجيل متى دعي هذا الرسول للرسولية، لكن الأناجيل وسفر الأعمال تذكره ضمن جداول الرسل الاثني عشر..... لا يذكره الإنجيل إلا في موضع واحد. فحينما كان الرب يتكلم عقب العشاء الأخير وقال الذي عنده وصاياي ويحفظها فهو الذي يحبني يحبه أبي وأنا أحبه وأظهر له ذاتي. قال يهوذا للرب يا سيد ماذا حدث حتى أنك مزمع أن تظهر ذاتك لنا وليس للعالم (يو14: 21، 22). (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أما عن كرازته، فيذكر التقليد أنه بشر في بلاد ما بين النهرين وبلاد العرب وبلاد فارس ويبدو أنه أنهى حياته شهيدًا في احدي مدن بلاد فارس. وإلى هذا الرسول تنسب الرسالة التي تحمل اسمه (رسالة الرسول يهوذا) وبين الرسائل الجامعة وهي رسالة قصيرة ويذكر في مقدمتها أنه "عبد يسوع المسيح وأخو يعقوب" ولم يتفق العلماء على تاريخ هذه الرسالة ولا مكان كتابتها ولا من أرسلت إليهم وجل غرضها التحذير من المعلمين والمضلين والأخوة الكذبة.
- اقتباس :
ذكره كل من متى ومرقس باسم القانوي (مت 10: 4؛ مر 3: 18) وذكره لوقا في إنجيله وسفر الأعمال باسم الغيور ويقول أن التسمية (الغيور) هي المرادف اليوناني للكلمة العبرية "القانوي". وهذه التسمية تدل على أنه من ضمن جماعة الغيورين الثائرين الذين عرفوا بتمسكهم الشديد بالطقوس الموسوية. يخلط البعض بينه وبين سمعان أحد المدعوين أخوه الرب وأخي يعقوب البارويهوذا الرسول الذي صار أسقفًا لأورشليم حتى سنة 106 خلفا ليعقوب البار لكن هذا خطأ. فسمعان الذي نحن بصدده هو أحد الرسل الاثني عشر ونكاد لا نعرف شيئًا محققًا عن جهود هذا الرسول الكرازية والأماكن التي بشر فيها قيل أنه بشر في سوريا وبلاد ما بين النهرين وبلاد فارس. وختم حياته شهيدًا.
- اقتباس :
كان ضمن السبعين رسولًا الذين عينهم الرب ولازمه منذ البداية وسمع تعاليمه وشاهد آياته. فلما سقط يهوذا الإسخريوطي من رتبته بعد خيانة سيده وانتحاره كان لابد أن يقام آخر عوضًا عنه إتمامًا لنبوه المزمور عن يهوذا "لتصر داره خرابًا وليأخذ وظيفته آخر" فاجتمع التلاميذ ليختاروا آخر بدلا عنه فتكلم بطرس وناشدهم أن يختاروا واحد ممن اجتمعوا معهم كل الزمان الذي فيه دخل إليهم الرب يسوع وخرج منذ معمودية يوحنا إلى وقت صعوده ليشهد معهم بقيامته. فأقام التلاميذ اثنين من السبعين يوسف المدعو بار سابا الملقب يسطس ومتياس وصلوا إلى الرب طالبين إظهار إرادته في أي الاثنين يختاره ثم ألقوا قرعه فوقعت القرعة على متياس فحسب مع الإحدى عشر رسولًا (أع 1: 15-26). امتلأ من الروح القدس يوم الخمسين نظير سائر الرسل، ولا نعرف علي وجه التحقيق حقول كرازته. قيل أنه بشر في اليهودية والسامرة وبعض مقاطعات آسيا الصغرى. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وختم حياته شهيدًا.
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 11:26 pm | |
| - اقتباس :
يهدف أصحاب هذا الاتجاه إلى ربط أنفسهم بالناموس اليهودي القديم، وإدماج المسيحية باليهودية، بحيث يصبح الإنجيل هو الناموس القديم محسنا ومكملا. أنهميعتبرون المسيح مجرد نبي، وموسي الثاني. وهم ينكرون ويغفلون طبيعته الإلهية ووظائفه ككاهن وملك. كان هؤلاء المسيحيون المتهودون في حقيقتهم يهود، وفي ظاهرهم مسيحيين بالاسم.. وقد مارسوا وأتموا ناموس موسي الأدبي والطقسي، واعتبروه ملزما لهم، وأنه لازم للخلاص. ولم يفهموا المسيحية على أنها ديانة عامة مسكونية جديدة، متحررة من الناموس القديم..
ومن الناحية المقابلة، قام بعض الأمميين المتنصرين، وحاولوا الانفصال عن الماضي كليه، وقطع أنفسهم عنه، علي عكس المسيحيين المتهودين ومن هنا يمكن تسمية هذا النوع من الهراطقة (الهراطقة المتأممة) والغنوسية واللفظ اليوناني غنوسيس معناه (معرفه)...... والغنوسية هي محاوله فلسفية دينية، رأت أن تطلق على نفسها هذه التسمية، لتعبر عن أنها لا تؤمن الأيمان الأعمى، بل تعتمد على العقل والمعرفة. لقد وضع الغنوسيون العقل فوق الإيمان والفلسفة فوق الدين وجعلوا الفكر الخالص رقيبا على الوحي، يستطيع أن يرفض منه ما لا يقبله العقل. وإن كانت الغنوسية لم تظهر في الكنيسة تحمل هذا الاسم إلا في القرن الثاني لكن جذورها ومبادئها وتعاليمها وجدت في العصر الرسولي. وهناك إشارات واضحة في رسائل الرسل إليها، وبخاصة رسائل كولوسيوتيموثاوس الأولى وتيطس وبطرس الثانية ويوحنا الأولى ويوحنا الثانية وسفر الرؤيا في الرسائل الموجهة إلى أساقفة السبع كنائس وتتلخص الغنوسية في أنها محاوله فلسفية لتفسير الشر والخلاص منه مع رفض كتاب العهد القديم.. وهي تمجد العلم أكثر من اللازم، وتقلل من شأن الإيمان. وهكذا حول الإيمان إلى معرفة عقلية لله..... وحاولوا تفسير وجود الشر بالقبول بالاثينية، أي وجود أصلين للكائنات، الروح الأعلى والمادة والخير والشر.... أما خلاص روح الإنسان المحبوسة في المادة (الجسد) فيكون حسب تعليمهم أما بالتزام النسكيات الصارمة والابتعاد عن كل ما هو مادي بقدر الإمكان، وأما الانغماس في كل ما هو شهواني، زاعمين الانتصار على الحس بالانغماس فيه..... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). أما عقيدتهم في المسيح، فهي أنه خيال، منكرين ناسوته (وفكرة إنكار الناسوت (الجسد) عند الغنوسيين، مصدرها الاعتقاد القديم أن الجسد هو العنصر المادي الذي فسد بالشر. فكيف للمسيح القدوس الذي غلب الشر أن يأتي في جسد؟) والي هذه النقطة بالذات -إنكار ناسوته- أشار يوحنا الرسول في رسالته الأولى. والثانية "كل روح يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد فهو من الله. وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح أنه قد جاء في الجسد، فليس من الله" (1يو 4: 2، 3). كما وجدت محاولات معاصرة لنشأة الكنيسة المسيحية، لإدماج الديانة اليهودية في الفلسفة الوثنية، وبخاصة فلسفتي فيثاغورس وأفلاطون. وقد قام بهذه المحاولات الفيلسوف اليهودي الإسكندري فيلو في القرن الأول الميلادي وبعض جماعات المتعبدين من الثبرابوت والاسينين وغيرهم، وأخذ هذا الخليط العجيب يظهر في المسيحية بالاسم المسيحي، مكونًا أمة يهودية مختلطة بالوثنية ووثنية متهودة. ومهما يكن الاختلاف بين الأنواع الثلاثة من الهرطقات، فإنها تكاد تصل في النهاية إلى إنكار واضح للحق الجوهري في الإنجيل، وهو تجسد ابن الله من أجل خلاص العالم. إنها تجعل من المسيح إما مجرد إنسان، وشخصية خيالية فائقة للطبيعة. وهي لا تعترف على أية الحالات بأي اتحاد حقيقي دائم بين اللاهوت والناسوت في شخص المسيح، وهذه هي العلامة التي وضعها يوحنا الرسول لضد المسيح أنها تحاول أن تنقض أساس المسيحية بلا منازع. لأنه إذا لم يكن المسيح هو الله المتأنس والوسيط بين الله والناس، فإن المسيحية تختفي غارقة في الوثنية واليهودية.
- اقتباس :
أول ما نلتقي به في سفر الأعمال، حيث نقرأ أنه كان "يستعمل السحر ويدهش شعب السامرة قائلا أنه شيء عظيم. وكان الجميع يتبعونه من الصغير إلى الكبير قائلين: هذا هو قوة الله العظيمة. وكانوا يتبعونه لكونهم قد اندهشوا زمانا طويلا بسحره".... ثم لما أتي الرسولان بطرس ويوحنا إلي السامرة ليمنحا الروح القدس للمعمدين، ورأي سيمون العجائب التي كانت تجري على أيديهما، قدَّم لهم دراهم قائلا "أعطياني أنا أيضًا هذا السلطان، حتى أي من وضعت عليه يدي يقبل الروح القدس" فانتهره بطرس قائلا له "لتكن فضتك معك للهلاك لأنك ظننت أن تقتني موهبة الله بدراهم، ليس لك نصيب ولا قرعه في هذا الأمر. لأن قلبك ليس مستقيمًا أمام الله.." (أع 8:9-21). | St-Takla.org Image: The Apostles Paul and Peter confront Simon Magus before Nero, Filippino Lippi |
هذا كل ما جاء عن سيمون الساحر Simon the Sorcerer في الإنجيل... لكنالتاريخ الكنسي والمعلمين الأوائل يذكرون سيمون على أنه رأس الهراطقة و"منشئ كل بدعة" بحسب تعبير يوسابيوس المؤرخ. وهكذا ذكره يوستينوس الشهيد في دفاعه الأول وذكره هيجيسبوس وايريناوس وغيرهم أول من أمدنا بمعلومات عن هرطقةسيمون هو يوستينوس، الذي كان هو الأخر سامريًا. لذا فأن روايته عنه لها وزن كبير.. يقول يوستينوس "أن معظم السامرين والبعض من البلاد الأخرى، عبدواسيمون كالإله وربطت به امرأة تدعي هيلانة التي ادعي سيمون أن فكرة الأول تجسد منها وكانت هيلانة هذه امرأة عاهرة تتجول معه". وبدأت هرطقة السيمونية Simonians (تُكتَب أحيانًا: السيميونية). ومما قاله ايريناوس أن سيمون قال بإله ذكر أعلى sublimissima vir tus وبفكر ennoia منبثق من هذا الإله الأعلى، أنثى موازية له. وهذه خلقت الملائكة الذين خلقواالعالم. وحبس هؤلاء الملائكة في جسم امرأة، وأوقعوا بها حسدًا أنواعًا من الإهانات. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وان ennoia هذه هي هيلانة التي صارت زانية عاهرة في مدينة صور، وهي ما عبر عنها بالخروف الضال، وأنه فداها وحررها ومما قاله سيمون أيضًا بحسب رواية القديس ايريناوس. أن الإله الأعلى أظهر نفسه بصفه الابن يسوع بين اليهود، وبصفه الأب بين السامريين في شخص سيمون، وفي بلاد أخرى بصفه الروح القدس. السيمونية: نسبة إلى سيمون الساحر، الذي أراد أن يشتري موهبة الرب بدراهِم. وتُعرَف "السيمونية" بأنها المُتاجرة بموهبة الله في الكنيسة، ولاسيّما في الرسامات الكهنوتية.
- اقتباس :
| St-Takla.org Image: Jesus, The Sermon on the Mount painting, by Carl Heinrich Bloch, 1890, details |
الأبيونية Ebionites بدعة نادي بها فريق من المسيحيين المتهودين...... وان كان هذا الاسم الذي عرفوا به لم يظهر إلا في القرن الثاني الميلادي، لكنهم كانوا موجودين بمبادئهم منذ عصر الرسل. فلا شك أنهم خلفاء أولئك "الأخوة الكذبة" الذين أشار إليهم بولس في (2كو 11: 26، غلا 2: 4) والذين اقلقوا سلام الكنيسة وبخاصة في إنطاكية وغلاطية، وقاوموا قانونية رسوليته وتعقبوه من مدينة إلى أخرى ويذكر أبيفانيوس أنهم ظهروا بعد خراب أورشليم سنة 70م، بين جماعه اليهود المتنصرين الذين لجأوا إلى بلاد قبيل خراب أورشليم، وانتشرت أفكارهم في فلسطين والأقطار المجاورة, ومراكز الشتات، بل وبلغت روما أقدم ما وصلنا عنهم ذكره الشهيد يوستينوس في حواره مع تريفو اليهودي حوالي منتصف القرن الثاني.. وان كان يوستينوس ذكر مميزاتهم دون اسمهم (أبيونيين) لكن ايريناوس واريجينوس ويوسابيوس المؤرخ يؤكدون أن تلك المميزات التي ذكرها يوستينوس ليست سوي مميزات الأبيونيين. والاسم "ابيونيون" ومن العبرانية "ابيونم" وتعني فقراء ومساكين. وهذه التسمية إما أطلقها هم على أنفسهم لينالوا الطوبى التي أعطاها السيد المسيح للمساكين بالروح، وإما أطلقها المسيحيون عليهم لأنهم فقراء ومساكين في أفكارهم. ولكنهم كانوا يختلفون في أفكارهم ومبادئهم، فهم فريقان بين متزمت ومعتدل: فالفريق المتزمت يحفظون ناموس موسي حفظًا حرفيًا، ويقدسون السبت، ويعتبرون الختان لازما للخلاص. وأوجبوا على المسيحيين حفظ الناموس القديم كشرط لخلاصهم. ومن جهة إيمانهم في المسيح، فقد أنكروا لاهوته وأزليته، ورفضوا اعتباره اللوغوس وكلمة الله وحكمته. وأنكروا ميلاده المعجزي من العذراء مريم، واعتبروه إنسانًا عاديًا كسائر البشر ولد حسب الطبيعة من يوسف ومريم، وأنه هو النبي الذي تنبأ عنه موسي. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا فيموقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ورفضوا الاعتقاد أن المسيح خضع للموت. كما اعتقدوا في مجيئه الثاني في مجد ملكي وأنه يعد لنفسه ولأتباعه -ولا سيما من أتقياء اليهود- مُلكًا ألفيًا والفريق المعتدل يحفظون ناموس العهد القديم، لكنهم لا يلزمون به الجميع ولا يتعصبون ضد من يرفضون حفظه. وكانوا يحتفلون بيوم الأحد، ولا يعترضون على آلام المسيح وموته، ولا ينكرون ولادة المسيح من العذراء بغير زواج وإن كانوا يشتركون مع المتزمتين في إنكار لاهوت المسيح وأزليته وثمة فريق ثالث من الأبيونيين كان للأسينيين والغنوسيين تأثيرات واضحة على أفكارهم واتجاهاتهم.. وفيما كتبه القديس بولس (كو 2: 8-23) إشارة إلى الميول الغنوسية التي تتمثل في التأملات التصوفية والنسيكات الصارمة.
- اقتباس :
Cerinthus كان يهوديًا متنصرًا، تحكم بحكمه المصريين، قدم لأورشليم في زمان الرسل. أقام فيها بعض الوقت، ثم انتقل إلى قيصرية فلسطين فإنطاكية وعَلَّمَ فيها، وحط رحاله أخيرًا في أفسس التي كانت حقل خدمة يوحنا الرسول. St-Takla.org Image: Jesus with the Evangelists, modern Coptic art صورة في موقع الأنبا تكلا: السيد المسيح مع الإنجيليين الأربعة، أيقونة من الفن القبطي المعاصر |
يخبرنا عنه ايريناوس أنه كان معاصرًا للقديس يوحنا الرسول.... ويخبرنا أبيفانيوس أنه يهودي متنصر تمسك بالختان والسبت، وأنه -بعد قيامة المخلص- انتظر مملكة المسيا الأرضية بصورة مادية خالصة. وقد علم كيرينثوس أن العالم لم يخلقه الله، بل قوة خارجية عن الإله الأعلى. وان إلهًا أخرًا الذي هو إله اليهود، أعطى الشرائع الناموس وأن الرب يسوع ولد من يوسف ومريم -ولم يكن سوي إنسان بارز- حل عليه المسيح في صورة حمامة عند عمادة آتيًا من الإله الأعلى، حتى ما يعلن عن الآب غير المعروف، وأكد ذلك بالمعجزات التي صنعها. وأخيرًا فارق المسيح الإنسان يسوع قبيلالآلام والصلب، وبعد ذلك تألم يسوع وقام ثانية ، والمسيح -والحال هذه- لم يكن في نظر كيرينثوسسوي نبي عظيم حلت عليه قوة الله.... ويقول يوسابيوس المؤرخ -نقلًا عن ديونيسيوس البابا الإسكندري- أن كيرينثوس كان (منغمسًا) في الملذات الجسدية وشهوانيًا جدًا بطبيعته. وتوهم أن الملكوت سوف ينحصر في تلك الأمور التي أحبها- أي في شهوة البطن والشهوة الجنسية.... وينسب له ايريناوس أوصافًا أشد قبحًا، من ذلك ويكفي لإظهار ذلك ما رواه ايريناوس عن يوحنا الرسول، من أنه (يوحنا) دخل ذات مرة حماما ليستحم، وإذ علم بوجود كيرينثوس فيه قفز فزعًا وخرج مسرعًا لأنه لم يطق البقاء معه تحت سقف واحد. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). ونصح مرافقيه أن يقتدوا به قائلًا لهم "لنهرب لئلا يسقط الحمام، لأن كيرينثوس عدو الحق موجود داخله". والي هذا الفريق تنسب بعض المؤلفات المزورة كالاكليمنضيات التي نسبوها للقديس كليمنضس الروماني، وهي مليئة بعبارات للرسولين بطرس ويعقوب أخي الرب.
- اقتباس :
(أو النيقولاويين، النيقولاويون، النقولاويين، النقولاويون) أشار إليهم سفر الرؤيا مرتين.. في الأولى مدح الرب أسقف كنيسة أفسس لأنه يبغض أعمال النيقولاويين Nicolaitanes وفي الثانية تحذير ووعيد لأسقف كنيسة برغامس لأن من بين رعيته من هو متمسك بتعاليمهم. | St-Takla.org Image: Gnostic Symbol (Gnostic Symbol), Circle Cross |
ويؤكد المؤرخون واللاهوتيون القدماء أن هؤلاء النيقولاويين هم اتباع نيقولاوسالدخيل الأنطاكي أحد الشمامسة السبعة (أع 6: 5) ولقد ذهب البعض إلى أن النيقولاويين هم عينهم أتباع بلعام.. استنادا إلى أن نيقولاوس باليونانية وبلعام بالعبرية هما بمعني واحد لكن واضح من سفر الرؤيا أن السيد المسيح يكلم أسقف برغامس عن هرطقتين متميزتين. ومعلوماتنا عن النيقولاويين ضئيلة للغاية فقد قيل أنهم أباحوا أكل ما ذبح للأوثان، وشجعوا العبادة الوثنية كما اتهموا بإنكارهم أن الله هو الذي خلق العالم، ونسبتهم عمل الخلق إلى قوي أخرى. كما نسب إليهم أنهم نادوا بمبدأ الاختلاط بالنساء في غير ارتباط الزوجية، وأنهم كانوا يعيشون حياة خليعة مستهترة. وثمة رواية شائعة عن نيقولاوس رواها لنا أبيفانيوس، وهي أن نيقولاوس كان متزوجًا بامرأة ذات جمال بارع، وكان يهيم بحبها. فلما أصبح مسيحياً أراد أن يسلك حياة العزوبة لأفضليتها. - اقتباس :
| St-Takla.org Image: Gnostic Symbol (Gnostic Symbol), Circle Cross |
يذكر هيجسبوس الميناندريين ضمن الهراطقه.. ويذكر يوستينوس أن ميناندر كان سامريًا وتلميذًا لسيمون الساحر، وأنه أتى إلى انطاكية وخدع كثيرين بسحره..... وفيما ذكره يوستينوس، أن ميناندر مارَس السحر بادئ الأمر وهي ظاهرة مميزة للغنوسيين السامريين. الغنوسية لم تكن لاهوتًا خالصًا، ولكنها كانت أيضًا نوعًا من الشعوذة ويشير يوسابيوس إلى أن ممارسات السحر هذه ساعدت الأوساط الوثنية على أن تفقد ثقتها في المسيحيين.... (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وكان لهذا الأمر أسوأ الأثر، حتى أن لوسيان وكلسوس عدوي المسيحية اللدودين في القرن الثاني، يدعون أن المسيح نفسه كان ساحرا وبناءا على ما أورده يوستينوس، فقد علم ميناندر أن من يتبعه لن يموت... وايريناوس يذكر أن "مينا ندر" ادعى أنه المخلص المرسل من فوق من عالم الأيونات غير المرئية حتى ما يخلص البشر فبواسطة المعمودية التي يمنحها هو، يصير الإنسان أعلي من الملائكة المخلوقين. ويمكن القول أن ميناندر هو الذي أعطى مبادئ وتعاليم سيمون صفه الغنوسية، وقد مارس نشاطه واتسع نفوذه في إنطاكية بين سنتي 70-100 م. وبواسطته انتشرت الغنوسية في غربي سوريا التي أصبحت فيما بعد إحدى مراكزها الرئيسية. "إني أتعجب أنكم تنتقلون هكذا سريعًا عن الذي دعاكم بنعمة المسيح إلى إنجيل آخر" (غلا 1: 7).
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 11:29 pm | |
| - اقتباس :
هو أول وأشهر الشهداء في مصر وهو يوحنا الملقب مرقس وينحدر أصله من اليهود الذين كانوا قاطنين بالخمس المدن الغربية المسماة "بنتابوليس" Pentapolis التي كانت تقع في منطقه برقه بشمال أفريقيا. وقد أنشأ اليونان هذه المدن فيما بين القرنين السابع والخامس الميلادي على حدود مصر الشمالية الغربية. وكان ميلادالقديس مرقس في مدينة القيروان التي تقع في إقليم ليبيا بهذه المنطقة. وكان مرقس منذ ولادته ينعم بما كان لأسرته من ثروة كبيرة وأراضي زراعية شاسعة ولذلك تمكن أبواه من أن يهيئا له أفضل سبل التعليم والثقافة. فأتقن اللغتين اليونانية واللاتينية، كما أتقن اللغة العبرية وتعمق في دراسة كتب التوراة والناموس اليهودي. غير أن بعض القبائل المتبربرة من البدو هجمت على أسرة مرقس في القيروان وهبتها -وكان ذلك في عهد الإمبراطور الروماني أغسطس قيصر- فاضطرت هذه الأسرة الكريمة إلى الهجرة، ومن ثم نزحت إلى فلسطين موطن أجدادها الأولين. وكانت قد استقرت هناك حين بدأ السيد المسيح ينادي ببشارته، وبذلك أتيح للقديس مرقس في حداثته أن يري السيد المسيح ويؤمن به ويصبح من تلاميذه. وكذلك تبعته أم مرقس واستضافته في بيتها. وصارت من النسوة اللاتي يخدمنه، كما كان بيتها هو أولكنيسة مسيحية في العالم، ولذلك كانت لهذه السيدة مكانه عظيمة بين المسيحيين الأوائل. وفي بيتها تناول السيد المسيح عشاءه الأخير مع تلاميذه عشية صلبه. وفيه كان يجتمع التلاميذ بعد قيامه السيد المسيح، حيث دخل عليهم وأظهر لهم نفسه. وفي هذا البيت حل الروح القدس عليهم. وحين خرج بطرس من السجن الذي وضعه فيههيرودس مُزْمِعًا أن يقتله بسبب تبشيره بالمسيحية. ذهب بطرس مباشرة إلى ذلك البيت. والراجح أن مرقس هو الشاب الذي تبع ليلة تسليمه، إذ يقول في الإنجيل الذي يحمل اسمه:" وكان يتبعه شاب يلف جسده العاري بإزار فأمسكوه، فترك الإزار وهرب عاريًا" (مر 14: 51، 52).
وقد بدأ القديس مرقس كرازته مع بطرس الرسول في منطقة اليهودية، وفي جبل لبنان، وفي بيت عنيا، وفي مناطق من سوريا ولا سيما أنطاكيا حتى سنة 45 ميلادية – ثم كرز مع القديس بولس وبرنابا في رحلتهما الأولى في قبرص وفي باخوس، حتى إذا وصلوا إلى "برجه بمفيلية" تركهما هناك وعاد إلى أورشليم سنة 51 ميلادية. ثم ظهر في إنطاكية مرة أخرى بعد مجمع أورشليم واشترك مع القديسين. وبولس في تأسيس كنيسة روما. وبعد ذلك قصد القديس مرقس وحده إلى مسقط رأسه في شمال أفريقيا حيث بشر الخمس مدن الغربية وهي القيروان، وبرينيكي وبرقه وارسينوي وابولونيا. وكانت هذه المدن في ذلك الحين تحت حكم الرومان، وكان شعبها خليطا من اليونايين والليبيين والرومان واليهود وكانت ذات عبادات وثنية وثقافة يونانية. وقد وصل القديس مرقس إلى هذه البلاد في نحو سنة 58 ميلادية. وهناك واظب على التبشير، وكانت تجري على يديه كثير من المعجزات، مما جذب إليه كثيرين من المؤمنين فيقول ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونيين في كتابه "تاريخ البطاركة" فلما عاد القديس مرقس من روما قصد إلى الخمس مدن أولًا، وبشر في جميع أنحاءها بكلام الله، واظهر عجائب كثيرة، حتى أنه أبرأ المرضي وطهر البرص وأخرج الشياطين، بنعمة الله الحالة فيه فآمن بالسيد المسيح كثيرون وكسروا أصنامهم التي كانوا يعبدونها وعمدهم باسم الآب والابن والروح القدس. وبعد أن قضي مرقس الرسول يبشر في الخمس المدن الغربية نحو تسع سنوات واتجه بعد ذلك إلى الإسكندرية سنة 61 ميلادي وكانت هي عاصمة مصر في ذلك الحين، كما كانت العاصمة الثقافية للعالم كله – وكانت مدرسة الإسكندرية الفلسفية الشهيرة هي مركز العلم والفلسفة في كل الإمبراطورية الرومانية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد كانت تزدحم بعدد عظيم من كبار العلماء كما كانت تزدحم مكتبتها الشهيرة بمئات الآلاف من الكتب النادرة والمخطوطات المتعمقة في كل العلوم، وكانت تلك المدينة الضخمة حينذاك تضم نحو مليون شخص من المصريين والرومان واليونان واليهود والفرسوالأحباش وغير ذلك من الأجناس التي تعتنق عددا لا يحصي من ديانات الأمم مختلفة. وقد وقفمرقس وحيدًا أمام كل هذه الديانات والفلسفات يتأهب لأن يصارعها جميعًا وأن ينتصر عليها كلها. وقد كان قدوم مرقس الرسول إلى الإسكندرية في الغالب عن طريق الواحات، ثم الصعيد ثم تقدم شمالًا نحو بابليون ويقال أنه في هذه الفترة كتب إنجيله باللغة اليونانية ثم غادر بابليون إلى الإسكندرية، وهو لا يفتأ يجول مبشرا في الطرقات – وكان حذاؤه قد تمزق فمال علي إسكافي في المدينة يدعي انيانيوس ليصلحه. وفيما الإسكافي يفعل ذلك دخل المِخراز في يده فأدماها، فصرخ قائلًا "ايس ثيئوس" أي "يا الله الواحد" فانتهز القديس مرقس هذه الفرصة واخذ يده فشفاها، ثم راح يبشر ه بذلك الإله الواحد الذي هتف باسمه وهو لا يعرفه، فآمن الإسكافي بكلامه ودعاه إلى بيته، وجمع له أقاربه وأصحابه فبشرهم بالمسيح وعمدهم فكانوا هم باكورة المؤمنين في مصر كلها. فلما رأي الوثنيين بوادر نجاح الرسول في بشارته حنقوا عليه وراحوا يتربصون به الدوائر ليفتكوا به ولكنه واصل أداء رسالته غير عابئ بما يدبرون، فأقام إنيانوس أسقفًا، ورسم معه قسوسًا وشمامسة، وشيد أول كنيسة بالإسكندرية في الجهة الشرقية منها عرفت باسم "بوكاليا" وبذلك ازداد عدد المؤمنين زيادة كبري في وقت وجيز. وفي ذلك يقول المؤرخ السكندري يوسابيوس الشهير "كان جمهور المؤمنين الذين اجتمعوا هناك في البداية من الكثرة حتى أن الفيلسوف اليهودي فيلون وجده أمرًا جديرًا بالاهتمام أن يصف جهادهم واجتماعاتهم وتعزياتهم وكل طرق معيشتهم ويقول الأب شينو في كتابه "قديسو مصر" إن الحياة التي تدعوا إلى الإعجاب في مصر بعد الإيمان جعلت الفيلسوف اليهودي الشهير فيلون يؤكد فيما بعد أن الإسكندرية أعادت إلينا ذكر الأيام الأولى التي كانت لكنيسة أورشليم. كما أن القديس مرقس وضع القداس الإلهي للصلوات الكنسية وهو المعروف بالقداس المرقسي والكيرلسي نظرا لان البابا كيرلس الأول هو الذي دونه بعد أن كان رجال الكنيسة يتسلمونه بعضهم من بعض شفهيًا. فلما رأى الوثنيين بوادر نجاح الرسول في بشارته اشتد حنقهم عليه وراحوا يتربصون به ليقتلوه. ولكنه واصل أداء رسالته غير عابئ بما يدبرون ثم اعتزم أن يترك مصر بعض الوقت ويعود ليفتقد أولاده من المؤمنين في الخمس مدن الغربية ثم مضي منها إلى أفسس حيث تقابل مع القديس تيموثاوس، ثم اتجه إلى روما تلبية لدعوة القديس بولس الرسول، وبقي معه هناك حتى استشهاده في سنة 68م، وبعد ذلك عاد إلى مصر واستأنف فيها عمل الكرازة وقد كان عدد المؤمنين لا يفتأ يتزايد تزايدا عظيما. فلما كثر عدد المؤمنين وتوطدت دعائم الكنيسة التي أسسها تغلغل الحقد في قلوب الوثنيين عليه واضمروا الغدر به، حتى إذا كان عيد القيامة المجيد في 26 ابريل سنة 68م الذي يوافق 30 برمودة بالتقويم المصري القديم وكان المسيحيون يحتفلون بهذا العيد في كنيسة بوكاليا وقد تصادف أن كان ذلك اليوم هو نفسه يوم الاحتفال بعيد الإله الوثني، وقد تدفقت جموع الوثنيين للاحتفال بهذا العيد، فلما علموا أن القديس مرقس يحتفل بعيد القيامة في الكنيسة مع شعبه حتى اندفعوا إلى الكنيسة في جموع ساخطة وهجموا على القديس ووضعوا حبلا في عنقه وألقوه على الأرض وراحوا يسحلونه في طرقات المدينة وساحاتها وهو لا يفتأ يرتطم بالأحجار والصخور حتى تناثر لحمه ونزف دمه واستمروا يفعلون به هكذا طوال النهار، حتى إذا خيم الليل ألقوا به في السجن. وفي ظلام ذلك السجن ظهر له السيد المسيح في نور عظيم وشجعه وقواه وهو يخاطبه قائلًا (يا شهيدي الأمين) واعدا إياه بفردوس النعيم، ولذلك أصبح لقب القديس مرقسالمعروف به في طقوس الكنيسة وصلواتها هو (ثيورديموس) أي (ناظر الإله) ثم في فجر اليوم التالي عاد الوثنيين إلى القديس مرة أخرى، وربطوا عنقه أيضًا بحبل غليظ، ثم راحوا يسحلونه كذلك في كل طرقات الإسكندرية حتى اسلم الروح. على أن موت القديس لم يهدئ من ثائرة الوثنيين وحقدهم فاعتزموا حرق جثته بعد موته إمعانا في التنكيل به والتشفي منه وبالفعل جمعوا كومه عظيمة من الحطب واعدوا نارا للمحرقة، غير أنه حدث في اللحظة التي أوشكوا فيها أن يلقوا الجسد في النار أن هبت عاصفة مصحوبة بمطر غزير فانطفأت النار وتفرق الشعب وعندئذ أسرع جماعة من المؤمنين فأخذوا الجسد وحملوه إلى كنيسة (بوكاليا) ووضعوه في تابوت ثم صلي عليه خليفته القديس إنيانوس مع الإكليروس والشعب ودفنوه في قبر نحتوه في الجانب الشرقي من الكنيسة أطلقوا عليها اسم كنيسة القديس مرقس، وتحتفلالكنيسة القبطية في كل الأنحاء بذكري استشهاد القديس يوم 30 برمودة من كل عام وقد كان استشهاده في الثامنة والخمسون من عمره. وقد ظل جسد القديس مرقس في تابوته حتى سنة 644م في كنيسة بوكاليا بالإسكندرية، وكانت تطل على الميناء الشرقي للمدينة. فلما وقع الانشقاق العقيدي في مجمع خلقدونية سنة 450 م. تعرضت الكنيسة القبطية التي تؤمن بالطبيعة الواحدة والمشيئة الواحدة للسيد المسيح لاضطهاد عنيف من أصحاب بدعه الطبيعتين والمشيئتين الذين أطلق عليهم لقب الملكيين لأنهم اعتنقوا مذهب الملك الروماني واستولي أولئك الملكيون على الكنائس القبطية ومنها كنيسة القديس مرقس بالإسكندرية وبداخلها جسد القديس وظلت تحت سيطرتهم حتى سنة 644 م. وفي هذه السنة التي تم فيها الفتح العربي لمصر بقياده عمرو بن العاص، حاول أحد البحارة سرقة رأس القديس بعد أن فصلها عن الجسد وخبأها في سفينة معتقدًا أنها تخص رجلًا عظيمًا ولكن حين تحرك أسطول عمرو بن العاص وخرج كله من الميناء حدث أن السفينة التي تحمل رأس القديس ثبتت في مكانها ولم تشأ أن تتحرك علي الرغم من كل ما بذله البحارة من المحاولات، فأدركوا أن في الأمر سرا ومن ثم أصدر عمرو بن العاص أمره بتفتيش السفينة. فلما أخرجوا الرأس تحركت السفينة على الفور. فاستحضر عمرو بحار السفينة واستجوبه، فلما علم أنه سرق هذا الرأس من الكنيسة استدعى القديس بطرس بطريرك الأقباط وسلمه الرأس كما وهبه عشرة آلاف دينار لبناء كنيسة لصاحب هذا الرأس الذي له كل هذه الكرامة. وبالفعل تم بناء الكنيسة بالإسكندرية وهي المعروفة بالمعلقة بالقرب من المسلة الأثرية، وقد استقر الرأس فيها حتى القرن السادس، بينما كان جسد القديس مرقس راقدًا في كنيسة بوكاليا التي كانت لا تزال تحت سلطان الرومان الملكيين وقد ظل الجسد في هذه الكنيسة حتى حدث في نحو عام 815 م. وبعدها بسنوات قليلة أن احتال بعض البحارة من أهل البندقية وسرقوه ونقلوه إلى مدينتهم حيث ظل بها واهتم حاكم البندقية جستنيان ببناء هيكل فخم جميل ووضع فيه الجسد، غير أن هذا الهيكل احترق سنة 977م. فجدد عمارته الدوق بطرس أرسيلوا، ثم أقيمت للجسد كنيسة تعتبر من أضخم وأفخم كنائس العالم وهي كنيسة القديس مرقس بالبندقية وقد بدأ في بناءها سنة 1052 م. ولم يتم بناؤها إلا في القرن الثامن عشر للميلاد وقد تباري في بنائها وزخرفتها أعظم واقدر مهندسي وفناني العالم فخرجت تحفه بديعة رائعة. أما رأس القديس مرقس فقد ذكرنا أن البابا بنيامين الثامن والثلاثين بدأ في بناء كنيسة لتوضع فيها الرأس. غير أن الرومان بدأوا يحاولون الاستيلاء على الرأس أيضًا. حتى أخذها الأقباط المؤمنين وخبأها في دير القديس مكاريوس ببريه شيهيت حوالي سنة 1013م. ثم في خلال القرن الحادي عشر وحتى القرن الرابع عشر تتابع نقل رأس القديس إلى كثير من بيوت أغنياء الأقباط لإخفائها عن الولاة العرب الذين كانوا لا يفتأون يفتشون عنها ليقسروا على دفع مبالغ ضخمة لاستعادتها فكانوا لا يعلمون أن رأس القديس موجودة بأحد بيوت سراة الأقباط حتى يقبضوا عليه ويضربوه ويهينوه ويفرضوا عليه مبلغًا فاحشًا من المال فإذا اضطر إلى دفعه تركوا الرأس له وإذا رفض وعجز نكلوا به وأوثقوه والقوة في السجن وقد تكرر هذا مرارًا كثيرة، وحتى تم أخيرًا بناء مدفن خاص لرأس القديس في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية في القرن الثامن عشر ووضع فيه داخل صندوق من الرخام. وذلك منذ أيام البابا بطرس السادس. و قد ظل جسد القديس مرقس راقدًا في كاتدرائيته العظمى في البندقية منذ سنة 828 م. حتى طلب البابا كيرلس السادس بطريرك الأقباط الأرثوذكس من بابا روما إعادة الجسد إلى موطنة الأصلي في مصر وكان ذلك بمناسبة الاحتفال بمرور تسعة عشر قرنًا على استشهاد القديس، وكذلك بمناسبة تأسيس الكاتدرائية المرقسية الكبرى بأرض الأنبا رويس بالعباسية بالقاهرة لتكون مقرًا للجسد المقدس وفي يوم 24 يونيو سنة 1968 ميلادية عاد الوفد الذي أوفده البابا كيرلس السادس لإعادة الجثمان إلى مصر، ومعه أعضاء البعثة التي أوفدها بابا روما يحملون الرفات المقدس. وكانت في هذه الأثناء أجراس الكنائس تدق في القاهرة كلها ابتهاجًا بهذه المناسبة الرائعة. ثم في الساعة السادسة من صباح يوم الأربعاء 26 يونيه سنة 1968م بدأ الاحتفال الديني الطقسي بافتتاح الكاتدرائية المرقسية الجديدة بدير الأنبا رويس بالعباسية بالقاهرة، فجاء قداسة البابا كيرلس السادس بسيارته يحمل صندوق رفات القديس مرقس الرسول من الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية التي ظل موضوعًا بها منذ ثلاثة أيام وتقدم الموكب يحف به المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة إلى أن صعد البابا إلى الكاتدرائية الجديدة، ووضع الصندوق بكل إجلال على مائدة خاصة في شرقيةالهيكل، وبدأت مراسم القداس الحبري الحافل الذي خدمه قداسة البابا كيرلس السادس واشترك معه مار أغناطيوس يعقوب الثالث بطريرك إنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس وعدد من المطارنة الأقباط والأثيوبيين والسريان والهنود الأرمن الأرثوذكس، وحضرة الإمبراطور هيلاسلاسى الأول إمبراطور أثيوبيا ቀዳማዊ ኃይለ ሥላሴ والكاردينال دوفال رئيس البعثة البابوية الرومانية وكثير من رؤساء الأديان والمطارنة والأساقفة ورجال الدين من مختلف بلاد العالم ونحو عشرة آلاف من الشعب وما أن انتهى القداس حتى نزل البابا كيرلس يحمل الرفات ومعه الإمبراطور وبطريرك السريان الأرثوذكس ورؤساء الكنائس في موكب كبير واتجه إلى مزارالقديس مرقس الذي كان قد سبق إعداده تحت المذبح الرئيسى للكاتدرائية وأوضع الصندوق المزخرف في القبر الرخامي وغطس بلوحة رخامية كبيرة وسط الترتيل والأناشيد. وقد اشتهر القديس مرقس الذي أسس كنيسة الإسكندرية بلقب ظل يطلق علية على مدى التاريخ القبطي كله وهذا اللقب هو "كاروز الديار المصرية ورئيس بطاركة كرسي الإسكندرية العظمى". و قد اشتهر أسم القديس مرقس على مدى التاريخ المسيحي والقبطي فأصبح يطلق بعده على كثير من البطاركة والأساقفة والكهنة والرهبان والكنائس باعتباره هو كاروز الديار المصرية ومؤسسها. - اقتباس :
ج- أما الكهنة والرهبان والنساك الذين يحملون اسم القديس مرقس فعددهم عظيم جدًا يصعب حصره. وقد بنيت كنائس كثيرة في أنحاء مصر باسم القديس مرقس فأندثر بعضها وبقيت آثار البعض الآخر.
من أقاصي الأرض خرج منطقهم وإلى أقصى المسكونة بلغت أقوالهم.
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 11:30 pm | |
| - اقتباس :
لما كان القديس العظيم مار مرقس الرسول هو مؤسس الكنيسة القبطية فهو يعد البابا الأول للإسكندرية، وتعاقب من بعده الباباوات على سدته وكانوا خلفاءه واستمروا يتعاقبون الواحد تلو الآخر في سلسلة مترابطة متصلة الحلقات منذ استشهاده إلى يومنا هذا حتى الخليفة المرقسي الآن حضرة صاحب الغبطة والقداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث البابا المائة والسابع عشر وكان إنيانوس الخليفة التالي لمار مرقس وقد نال كرامة رياسة الكهنوت المقدس على يد القديس البشير نفسه.
+ من هو إنيانوس؟ | St-Takla.org Image: Relief of St. Mark baptizing Anianus. - By Tullio Lombardo, 1481, found in the Basilica dei Santi Giovanni e Paolo, Venice |
إن إنيانوس باكورة العمل الكرازي للقديس العظيم مار مرقس. هو البطريرك الثاني من بطاركة الكرسي الإسكندري. وقد كان من أهالي مدينة الإسكندرية، ابنًا لوالدين وثنيين وكان إسكافيًا وحدث عند قدوم العظيم مار مرقس الرسولي إلى الإسكندرية قادمًا من الخمس مدن الغربية بعد قضاء تسع سنوات هناك أنه اتجه إلى الواحات ثم الصعيد ثم تقدم شمالًا نحو نابليون وغادرها إلى الإسكندرية وهو يجول مبشرًا في طرقاتها حتى انقطع حذاؤه وكان ذلك فاتحة خير لأعماله المجيدة إذ دبرت العناية الإلهية أن يمر على إسكافي بالسوق هو إنيانوس وبينما هو يصلح حذاءه دخل المخرز في إصبعه، فصرخ قائلًا (ايس ثيئوس أي يا الله الواحد) فتعجب القديس مرقس عند سماعه هذه الكلمة اليونانية ووجدها فرصة مناسبة ليحدثه عن الله الواحد. وكان لابد أن يشفى يده أولًا ويخلصه من ألمه ثم يتحدث معه بعد ذلك. وهكذا تفل القديس مرقس على تراب من الأرض ودهن به إصبع إنيانوس فبرئ في الحال وتعجب إنيانوس جدًا من هذه المعجزة التي حدثت باسم يسوع المسيح وتفتح قلبه لكلمة الله. و أخذ القديس مرقس يسأل إنيانوس عمن يكون هذا الإله الواحد الذي نطق الإسكافي باسمه. فأجابه إنيانوس أنني لا أعرف ولكني اسمع عنه وهنا بدأ القديس مرقس يحدثه عن ألوهية السيد المسيح وعن سر تجسده وموته وقيامته وعمل الآيات باسمه وما أن انتهى إنيانوس من إصلاح الحذاء وسلمه لمار مرقس، حتى دعاه أن يذهب معه إلى بيته ليكمل له هذا الحديث اللاهوتي الشيق وجمع له أقاربه وأصحابه ولما دخل مار مرقس إلى بيت إنيانوس رسمه بعلامة الصليب المقدس وقال "بركة الرب تحل في هذا البيت" وقد صار البيت فيما بعد كنيسة باسم مار جرجس كما ورد فيcuna[arion سنكسار 20 هاتور وفي تاريخ البطاركة لابن المقفع. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى).وعرف هذا الموضع على مدى تاريخه الطويل بعده أسماء مختلفة منها (بيت إنيانوس) وكان كنيسة تحت الأرض باسم مارمرقص وفيها دفن القديس مرقس في موضع أسفل هذه الكنيسة. أصبحت من بعده عادة أن تدفن الآباء البطاركة الإسكندريين بعد نياحتهم مع جسد مارمرقس في مقبرته. ثم جلس مارمرقس مع إنيانوس ومع أسرته يحدثهم عن السيد المسيح وعما ورد عنه في كتب الأنبياء وما حدث في صلبه العظيم والفداء الذي قدمه للعالم من أجل افتدائنا ومصالحتنا مع الله. فاستضاء عقل إنيانوس وآمن هو أهل بيته وعمدهم مارمرقس فكانوا هم باكورة المؤمنين في مصر كلها والثمرة الأولى لتعب مارمرقس في سبيل نشر الكرازة.
رسامته أسقفًا:
أمام ازدهار الإيمان الكبير في مصر ونجاح مرقس الرسول في بشارته استشاط الوثنيون غيظًا وفكروا في قتل مارمرقس وراحوا يتربصون به الدوائر ليفتكوا به فنصحه المؤمنين أن يبتعد قليلا من أجل سلامة الكنيسة ورعايتها حينئذ قام بسيامة القديس إنيانوس أسقفاً على الإسكندرية حوالي عام 64م سام معه ثلاثة من الكهنة هم ميليوس وسابينوس وسردنوس وأيضًا سبعه من الشمامسة. كانت سيامته في مده حكم وسبانيوس قيصر في شهر بشنس. ثم ذهب مارمرقس ليفتقد الشعب الذي بشره في الخمس مدن الغربية بليبيا والذين حملوا رسالة الكرازة إلى مواطنهم أثناء غياب القديس العظيم مارمرقس ومكث هناك سنتين يبشر ويرسم كهنه بعد استشهاد الرسولين العظيمين القديس بطرس والقديس بولس رجع مارمرقس إلى الإسكندرية فواجد أن تعبه لم يذهب هباءًا وان غرسه قد نما وازدهر وكان عمل القديس إنيانوس الأسقف في الكرازة واضحًا لدرجة أن عدد المؤمنين قد تزايد جدًا وقد بنوا لهم كنيسة في المنطقة الشرقية من الإسكندرية عرفت باسم "بوكاليا" (كلمة بوكاليا معناها دار البقر وقيل أنها سميت كذلك لأنها كانت حظيرة للبقر ولأنه كانت تنبت في ذلك المكان حشائش وأعشاب برية فكانوا يرعون فيها البقر وموضعها الآن الكنيسة المرقسية بالإسكندرية) كما بنوا إلى جوارها عددًا من المساكن جعلوها بيوت ضيافة للغرباء والفقراء ثم لما نال الكاروز العظيم إكليل الشهادة في 30 برمودة في السنة الرابعة عشرة لحكم نيرون الظالم في 26 ابريل سنة 68 م. أتى القديس إنيانوس ومعه جماعه من المؤمنين الباسلين فأخذوا جسد أبيهم في الأيمان وحملوه إلى كنيسة بوكاليا ووضعوه في تابوت حيث صلي عليه خليفته القديس انيانوس مع الإكليروس وكل الشعب وتبارك الجميع منه وتسلم إنيانوس رعاية الشعب المسيحي مباشرة لأنه قد نال كرامة الأسقفية من يد القديس مرقس نفسه عام 64 م. أي قبل استشهاده بأربع سنوات. فأصبح إنيانوس بذلك البابا الإسكندري الثاني وأول السلسلة التي تتألف من تعاقب خلفاء القديس مرقس واحدًا بعد الآخر على السدة المرقسية الجليلة. وقد كان البابا إنيانوس من الحكماء الصالحين الساهرين علي رعيتهم يعلم الشعب ويثبته على الإيمان القويم بإخلاص متناه وبهمة لا تعرف الملل وكان فوق كل هذا على جانب عظيم من البساطة والتواضع فاستطاع بجهاده الحسن أن يكسب عددًا كبيرًا من الشعب إلى المسيحية كما استطاع أن ينشر الإيمان المستقيم في ربوع مصر وان يثبت قلوب المصريين على هذا الإيمان فقام الكثيرون من أرباب المناصب العالمية والأكابر والأعيان وبعض رجال الدولة بالالتفاف حوله بعد اعتناقهم الديانة المسيحية وكثر المؤمنين فرسم منهم كهنة وخدامًا. وقد شهد المؤرخون للبابا إنيانوس بالصلاح والتقوى وقال عنه أوسابيوس المؤرخ "أنه كان محبوبًا من الله مقبولا عنده" وقال آخر "كان قلبه ينظر قلب الله ويعرف مشيئته ويتممها".
نياحته: تنيح في 20 هاتور من عام 86 م. وهي السنة الثانية من ملك دوميتيانوس إمبراطور الرومان وكان قد تولي أثناء جلوس البابا إنيانوس على كرسي مارمرقس سبعة قياصرة هم نيرون وجلبا وواثون وفيتليوس وسباسيان، وتيطس، ودومتيان. بهذا يكون البابا إنيانوس قد سيم أسقفًا عام 64م بيد القديس مرقس نفسه وجلس على كرسي مارمرقس كخليفة له في عام 68 م. واستمر في خلافته المرقسية حتى 20 هاتور 86 م. تاريخ نياحته بسلام أي نحو اثنين وعشرون سنة من رسامته أسقفًا فيكون بهذا قد استمر مسئولًا عن شعب السيد المسيح كبطريرك مده ثماني عشرة سنة وكانت أيام رئاسته كلها هدوءًا واستقرارًا. ما نصه: صلوا من أجل أبينا الأنبا (فلان) بابا وبطريرك وسيد ورئيس أساقفة مدينة الإسكندرية العظمي. فلتكن روح القديس البابا إنيانوس والبطريرك الثاني معنا وليعطينا الرب أن نسير معه على الطريق فلا نفتخر باطلًا بأننا أبناء القديسين دون أن نعمل عملهم مكملين رسالتهم.
- اقتباس :
يعتبر البابا ميليوس ثالث بطاركة الإسكندرية وقد انتخب للبطريركية بعد نياحة البابا انيانوس في شهر كيهك سنة 86 م. في السنة الخامسة عشرة من ملك دوميتيانوس قيصر ابن اسباسيانوس ملك رومية وقد انتخب بإجماع آراء الشعب. وكان هذا البابا مشهورًا بالعفاف، مُتَّصِفًا بالتقوى والغيرة على رعية المسيح، فحذا حذو سلفه في بث الدعوة إلى الإيمان وقد نال الكرامة الكهنوتية العليا بعد صعود ربنا يسوع المسيح بخمس وخمسين سنة فرعي رعية الله أحسن رعاية أقام على الكرسي المرقسي اثنتي عشر سنة وتنيح في أول توت 98 م.
- اقتباس :
اجتمع الأساقفة والكهنة والشعب وتشاورا حول من يجلس خلفا للبابا ميليوس فألقوا قرعة لكي يعرفوا من يستحق الجلوس على كرسي الإسكندرية فأتفق رأيهم بتأييدروح الله القدوس على انتخاب رجل فاضل اسمه كردنوس قيل أنه ممن عمدهم الشهيد مرقس الرسول فرسم بطريركًا في 7 توت 98 م. في عهد تراجان قيصر وكان عفيفًا متصفًا بكل الصفات الصالحة فرعى الكنيسة باجتهاد وأمانة فكان أشهر وأتقى وأعلم وأفضل رجال الدين في عصره، وقبض عليه واستشهد في الاضطهاد الذي أثاره تراجان قيصر Trajan في 21 بؤونة 108 م. وكانت خدمته للكنيسة مدة 10 سنين و9 شهور و10 أيام وقد خلا الكرسي بعدة ثلاث سنوات -وتزيد- نظرًا لشدة الاضطهاد وعدم تمكن الشعب المسيحي من انتخاب خليفة له.
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 11:34 pm | |
| - اقتباس :
نشأة هذه المدرسة وشهرتها: عندما حضر مارمرقس إلى مصر كانت الإسكندرية مركزًا هامًا للثقافة الوثنية، وفي مدرستها الوثنية ومكتبتها الشهيرة (مكتبة الإسكندرية) تخرَّج كثير من الفلاسفة والعلماء، فكان لابد أن يقيم مدرسة لاهوتية لتثبيت الناس في الدين وترد على أفكار الوثنيين. وكان مارمرقس نفسه يعرف اللغات العبرية واللاتينية واليونانية وحسب ثقافته هذه أدرك مقدار خطر الفكر الوثني، وهكذا أنشأ مدرسة لاهوتية مسيحية في الإسكندرية عين لرئاستها العلامة يسطس. المدرسة الوثنية والمدرسة المسيحية ومدى العلاقة بينهما:
المدرسة الوثنية هي التي أنشأها بطليموس الأول ملك مصر وقد بلغت ذروتها في العلوم والفلسفة في القرن الأول للمسيحية ولم توجد مدرسة تعادلها في دراستها الطبيعية والعلمية في الطب والتشريح والرياضة والفلك من أجل هذا كانت هذه المدرسة منافسا للمدرسة المسيحية. ومع ذلك عاشت المدرستان جنبًا إلي جنب لكل منها طابعه الجامعي الخاص. ولكن هدف التعليم في المدرستين يختلف: - اقتباس :
أولًا: هدف الدراسة في المدرسة الوثنية هو الوصول إلى مركز مرموق في الدولة بينما في المدرسة المسيحية لم يكن هدفًا على الرغم من أن خريجي هذه المدرسة يصلحون لذلك. ثانيًا: كان مستوى طلبة المدرسة الوثنية الأخلاقي وكذلك الأساتذة منحطًا بعكس المدرسة المسيحية فالأخلاق كانت من أبرز خواص المدرسة أساتذة وطلبة. ثالثًا: أن الفلسفة والعلوم كانت تدرس في المدرسة الوثنية بقصد الثقافة بينما كانت تدرس في المدرسة المسيحية لغرض ديني. رابعًا: كان طلبة المدرسة الوثنية من مستوى ثقافي واجتماعي معين والطلبة كانوا ذكروا فقط عكس المدرسة اللاهوتية كان التعليم عامًا للجميع لا تمييز بين السيد والعبد والذكر والأنثى الجميع واحد في المسيح يسوع بالإضافة إلي أن سنوات الدراسة في المدرسة الوثنية كانت محدودة عكس المدرسة اللاهوتية فكانت غير محدودة.
المدرسة اللاهوتية (سماتها ومنهجهًا وخطة الدراسة فيها): كان فلاسفة الوثنيون يدرسون الكتاب المقدس لكي ينقضوه ويشككوا الناس فيه ولذلك وقفت المدرسة اللاهوتية تناهض الوثنية بكل طاقتها وأصبح لها دور هام في المنافسة الفكرية حتى إنها أدخلت في برامجها الفلسفة الوثنية بشتى فروعها على يد القديس إكليمنضس الإسكندري Clement of Alexandria (حتى تستطيع أن ترد على هجمات الوثنيين) كما نادى القديس إكليمنضس بأن الفلسفة خادمة امونيوس السقا زعيم فلاسفة الوثنين. أما عن خطة الدراسة ونظامها في الدراسة اللاهوتية: * لم تكن الدراسة بالمدرسة اللاهوتية دراسة عقلانية كما توهم البعض لكن كانت هناك رياضيات روحية فكانوا يصلون ويقرأون ويصومون. * وقد كانت الإكليريكية في عهدها الأول مدرسة دينية مسيحية تعنتي بشرح التعليم المسيحي وتبسيطه بطريقة السؤال والجواب وكان طلابها من ثلاثة أنواع: - اقتباس :
1 – فريق كان وثنيًا يريد أن يعرف الحقيقة، فيفتش عليها بالدراسة في هذه المدرسة. 2 – الفريق الثاني من كان وثنيًا وآمن بالمسيحية ولكنه لم يكن قد حصل على سر المعمودية (أي كان في صفوف الموعوظين) وما زال يدرس ويؤدى امتحانات حتى إذا جاز الامتحان النهائي يسمح له بالعماد. 3 – الفريق الثالث والأخير وهم المسيحيين، فلكي يدخلوا للعمق أكثر ولكي يزداد رسوخًا وأيمانًا يدرس في هذه المدرسة ولكي يتمكن من الخدمة في الكنيسة والعمل على نشر المسيحية.
و لقد تناظر أساتذة وعلماء المدرستين الوثنية واللاهوتية وكان نتيجة لذلك أن اهتمت المدرسة اللاهوتية بدراسة العلوم والثقافات المختلفة فقد أدخلت فيها علوم الطب والكيمياء والطبيعة والحساب والهندسة والفلك والجغرافيا والتاريخ والموسيقى واللغات. | St-Takla.org Image: Icon of Saint Clement of Alexandria, Eklemondos El Sakandary |
ولم يكن للمدرسة الإكليريكية اللاهوتية في عهودها الأولى مبنى خاص أنما كانت مركزة في علمائها. وحيثما يوجد أستاذها كانت توجد المدرسة – وكان الأستاذ يأخذ تلاميذه في بيته الخاص. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد ذكر عنالعلامة أوريجانوس أشهر أساتذتها أنه كان يستأجر قاعات ليعظ فيها في أيام الاضطهاد والاستشهاد فلما كانت تلك القاعات تحطم بسببه كان يستأجر غيرها ويعلم في أي مكان. وقد كان الأستاذ له الحرية أن يعلم طلبته كما يتهيأ له الظروف وكما توصى إليه طبيعته الخاصة وحاجة الطلاب وظروفهم ولكن بعد ذلك بدأت الإكليريكية تعد منهج خاص للدارسين ينقسم إلى ثلاث مراحل:- - اقتباس :
المرحلة الأولى:- مرحلة العلوم فيها يدرسون الهندسة والفسيولوجيا والفلك (هذه الدراسة لتنمية ملكات الاستدلال والملاحظة والنظام). المرحلة الثانية:- دراسة الفلسفة وأقوال الفلاسفة وتفسيرها. المرحلة الثالثة:- مرحلة دراسة العلوم اللاهوتية وكان المنهج الجدلي هو المنهج المتبع في دراسة اللاهوت. هكذا كان لمدرسة الإسكندرية اللاهوتية أهمية خاصة حتى أن الإمبراطور ثيؤدسيوس قال مرة "أن الذي يهرب من هذه المدرسة يعد كافرًا"!
مدرسة الإسكندرية والتفسير الرمزي:- كان عمل المدرسة الرئيسي هو شرح كلمة الله بطريقة روحية وإعلان ما تحمله من أعماق داخلية وراء الرموز. و كانت مدرسة الإسكندرية التعليمية أشهر معهد في العالم المسيحي الأول وكان اهتمامًا مُنصبًا على دراسة الكتاب المقدس وقد ارتبط اسمها بالتفسير الكتابي.
دور المدرسة في حياة الكنيسة وآثارها على طلبتها وخريجيها وأساتذتها:- كانت المدرسة جزءًا لا يتجزأ من الحياة الكنسية وقدمت ضوءًا على أهمية العلم والتعليم بوجه عام كما خلقت قادة في الفكر وفي العمل الكنسي الرعوي على المستوى المحلي والمسكوني. - اقتباس :
1- اهتمام المدرسة بالفلسفة اليونانية تنزع عنها أي نظرة ضيقة نحو المسيحية كتراث إقليمي يرتبط بجماعة محلية وثقافية خاصة وبهذا ربحت الكنيسة نفوس كثيرة للسيد المسيح من عينات مختلفة على كافة المستويات الفلسفية والفكرية ووصف "شان" قدرة المدرسة على الكرازة بين الفئات المتباينة خلال اتساع نظريتها قائلًا "كانت من جهة حصنًا للكنيسة ضد الأشرار... ومن جهة أخرى كانت جسر للعبور من العالم إلى الكنيسة". 3- استطاعت المدرسة أن تروى ظمأ المسيحيين بالإسكندرية نحو المعرفة الدينية وتحثهم على الدراسة والبحث وبهذا ساهمت في إنشاء أول نظام للدراسات اللاهوتية في العالم وكانت بحق مهد اللاهوت المسيحي منها خرج رجال قادرون على الرد على أمثال اكليمنضس وأوريجانوس والدفاع ضد الأريوسية مثلالقديس أثناسيوس وضد نسطور مثل القديس كيرلس الكبير. 4- قيام هذه المدرسة أعطى إمكانية للحصول على التعليم الذي تقدمه المدرسة الوثنية العظمي لكن بواسطة معلمين مسيحيين.
- اقتباس :
عندما أنشأ القديس مارمرقس المدرسة الإكليريكية كان قد آمن برسالتها وأنه لا يمكن أن تعيش الكنيسة بدونها لأن الكنيسة لا تعيش بدون اللاهوت لذلك انشأ هذه المدرسة وعين القديس انيانوس أول أسقف لإدارتها وبعد ذلك تولي إدارتها في أواخر حياة مارمرقس أساتذة ومديرون اشتهروا بالعلم والتقوى والغيرة الكبيرة على خدمة كلمة الرب كما شهد لهم يوسابيوس.
واختير منهم الكثيرون للكرسي المرقسي وبخاصة أن الرهبنة لم تكن قد ازدهرت ولا حتى قد ظهرت في ذلك الزمان. وأول مدير لهذه المدرسة اللاهوتية القديس العلامة يسطس الذي جلس على كرسي مارمرقس وصار السادس في عداد البطاركة. وعين القديس أمونيوس مديرًا للمدرسة – ولما جلس أمونيوس "السابع" على الكرسي المرقسي عين مركيانوس لإدارة المدرسة وصار مركيانوس الثامن في عدد البطاركة. وكان البابا يوليانوس (11) من تلاميذ هذه المدرسة اللاهوتية وفي عهد البابا ديمتريوس (12) تعين ياروكلاس مديرًا للمدرسة بعد العلامة أوريجانوس Origen Adamantius وصار البابا الثالث عشر وفي عهده عين القديس ديونسيوس للتدريس في المدرسة اللاهوتية وصار هو أيضًا البابا الرابع عشر وكان ياروكلاس وديونسيوس من تلاميذ أوريجانوس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وتخرج من هذه المدرسة أيضًا البابا بطرس (17) خاتم الشهداء والبابا أرشيلاوس (18) والبابا أثناسيوس (20) والبابا تيموثاوس (22)فقد كان التقليد الجميل المتبع أن مدير الإكليريكية يعين بطريركًا لعمق روحانياته ولسعة دراساته اللاهوتية.. أي أن مدير الإكليريكية يعتبر الرجل الثاني بعد البطريرك. وعن طريق هذه المدرسة حفظت التعاليم اللاهوتية المسلمة بالتسليم الرسولي والتقليد دون حذف وزيادة ولذلك كان باباوات هذه الكنيسة هم الذين يرأسون المجامع المسكونية لأن هذه الكنيسة بفضل مدرستها اللاهوتية كانت معلمة المسكونة كلها في اللاهوت الأرثوذكسي. لذلك فقد نجحت مدرسة الإسكندرية اللاهوتية في قيادة الكنيسة الجامعة إذ أن أبطالها في المجامع المقدسة من خريجي هذه المدرسة الذين درسوا اللاهوت الأرثوذكسي دراسة خالية من الهرطقات لذلك كان الاتجاه الفكري في الإسكندرية مطبوعًا بنظرة تصوفية كما كان الاتجاه في تفسير الكتاب المقدس بالإضافة إلى المعني الحرفي كان هناك معنيين آخرين وهما المعني الرمزي والمعني الروحي.
- اقتباس :
لم يقف عمل المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية على حد تخريج البطاركة وأبطال المجامع المسكونية، ولكن عملها امتد خارج الكرازة المرقسية. فقد تخرج من هذه المدرسة كثير من الأساقفة المشهورين لإيبارشيات خارج الكرازة المرقسية، ومن أمثلتهم: ومن هؤلاء القديسون: - اقتباس :
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 11:35 pm | |
| - اقتباس :
| St-Takla.org Image: His Holiness Pope Athanasius of Alexandria, # 20 |
وخلف هذين العالمين القديسين العلامة أوريجينوس أشهر فلاسفة المسيحية وكُتّابها في شتى العصور وهو يعد من علماء المدرسة الرمزية في التفسير وسار على منهجه فيما بعد القديس اوغسطينوس. ومن علماء المدرسة أيضًا البابا ديونيسيوس (14) وقد اعتبر حجة في اللاهوت. ومن العلماء الإفراز الذين تخرجوا منها البابا القديس أثناسيوس الرسولي (20) الذي يعتبر أبًا لجميع علماء اللاهوت والذي وضع قانون الإيمان المسيحي وتزعم الدفاع عن لاهوت الابن في مجمع نيقية وباقي أيام حياته ووضع كتبًا كثيرة، أشهرها الرد على الأريوسيون وتجسد الله الكلمة والرسالة ضد الوثنيين ورسائل عن الروح القدس وحياة القديس أنطونيوس وقد نقل هذه الكتب الأربعة الأخيرة إلى اللغة العربية الآب الموقر القمص مرقس داود. وفي عهد القديس أثناسيوس الرسولي تولي قيادة هذه المدرسة اللاهوتية العالم الكبيرالقديس ديديموس الضرير Didymus the Blind - وقد اشتهر بعلمه الكبير حتى أتى القديس جيروم ليدرس على يديه بالإسكندرية وترجم له كتابه عن (الروح القدس) إلى اللاتينية كما امتدحه القديس انطونيوس الكبير وقال له: "لا تحزن يا ديديموسلفقدك بصرًا جسديًا يوجد لدي الحيوانات والحشرات لكن ينبغي أن تفرح أن لك عينان روحانيتان تستطيع أن تنظر بهما نور اللاهوت". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). وقد امتاز ديديموس بقوة إقناعه وبأدبه الجم في مناقشاته اللاهوتية حتى درس عليه كثير من فلاسفة الوثنيين وخلف لنا كتبا كثيرة في اللاهوت والعقيدة والتفسير. - اقتباس :
| St-Takla.org Image: Coptic Orthodox Monastery of St. Bishoi at Wadi El Natroun, Egypt صورة في موقع الأنبا تكلا: صورة دير قبطي، وهو دير القديس بيشوي في وادي النطرون، مصر |
وبالحقيقة كانت الكنيسة مزدهرة ونامية طوال العصور التي ازدهرت فيها مدرسة الإسكندرية؛ إذ كانت مصدرًا للنور والمعرفة اللاهوتية والدينية لا يمكن الاستغناء عنها، وكانت أيضًا سر القوة الخفية وراء كنيسة الإسكندرية في القرون الخمسة الأولى – إذ هو سر شهرة باباواتها وبطاركتها؛ إذ كانوا يُحْسَبون كَحُرّاس للإيمان الأرثوذكسي. وبسبب اتساع سلطتهم كانوا شغوفين بالمعرفة، فَحُسِبوا "معلمي المسكونة"، وكانت لهم الكلمة الأخيرة الفاصلة. وفي أواخر القرن الخامس الميلادي ضعف الإقبال على المدرسة اللاهوتية وأصابها الذبول والانحلال. وقد رأينا العلامة رودون وهو آخر مدير للمدرسة نقلها من الإسكندرية إلى صيدا. وهكذا تخلفت المدرسة وانتقل التراث العلمي واللاهوتي إلى الأديرة في وادي النطرون.
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 11:36 pm | |
| - اقتباس :
هكذا بعد أن خمد ضياء هذه المدرسة وانطفأ نورها، أصيبت الكنيسة المصرية بالذبول والضعف، فلم يعد لباباواتها ما كان لهم في العصور المسيحية الأولى من الثقافة اللاهوتية التي تمكنهم من قيادة الكنيسة القيادة الحكمية. وأخيرًا لم يصح القبط لأهمية هذه المدرسة إلا بعد أن جاء البابا كيرلس الرابع المعروف بأبو الإصلاح إذ مهد لإنشاء مدرسة إكليريكية لتعليم رجال الدين في الفجالة سنة 1862 ثم بعد ذلك فتح مدرسة إكليريكية سنة 1874 وما أن جاء البابا كيرلس الخامس ففتح الإكليريكية الجديدة التي لم يستطع سلفه أن يكمل العمل فيها وقد عهد بإدارتها إلى القمص فيلوثيئوس إبراهيم علم الدين الذي كان عالمًا لاهوتيًا شهيرًا ولكن هذه النبتة لم تستمر كثيرًا إلا بضعة شهور، ولكن شاء الرب الإله أن تفتح الإكليريكية من جديد سنه 1892 ويديرها المرحوم يوسف بك منقريوس. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). الذي بعد نياحته عين الأستاذ الارشيدياكون حبيب جرجس أستاذًا ثم مديرًا لها ثم بعد نياحته صار القمص إبراهيم عطية مديرًا لها حتى 30 سبتمبر سنة 1962 حيث رسم قداسة البابا كيرلس السادس القمص انطونيوس السرياني أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية باسم "نيافة الأنبا شنوده" وصار للإكليريكية أسقفاً ودخلت بذلك المجمع المقدسوأخيرًا رجعت الكنيسة إلى عصورها الأولى حيث مدير الإكليريكية يصير بطريركًا كتقليدها القديم في 14 نوفمبر 1971 جلس نيافة الأنبا شنوده أسقف الإكليريكية على السدة المرقسية باسم (قداسة البابا شنودة الثالث) وأصبح أبو الآباء وراعي الرعاة وراعي الإكليريكية الأكبر .
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 11:37 pm | |
| - اقتباس :
شخصية نيرون: يعتبر الاضطهاد الذي أثاره نيرون Nero على المسيحيين أول كالاضطهادات الإمبراطورية، الذي يرتبط به استشهاد عمودين عظيمين من أعمدة الكنيسة، هما الرسولانبطرس وبولس حسب التقليد الكنسي يبدأ هذا الاضطهاد سنة 64م، وفي السنة العاشرة لحكم ذلك الطاغية بأمره وتحريضه. وهو نفس الإمبراطور الذي تظلم لديه بولس الرسول -كمواطن روماني- من المحاكمة اليهودية وقال ّ(إليَّ قيصر أنا رافع دعواي) على أن هذا الاضطهاد لم يكن اضطهادا دينيا خالصا، كالاضطهادات التي أثارها الأباطرة الذين أتوا بعد نيرون، لكنه بدأ ضمن كارثة عامة اتهم بها المسيحيون الأبرياء..... كانت السنوات الخمس الأولى من حكم نيرون فترة مجيدة بفضل القيادة الحكيمة لمعلمه سينكا لكن الفترة الباقية من حكمة حتى سنة 68 كانت شنيعة. أننا نقرأ عن حياته بمشاعر تمتزج فيها السخرية من جنونه والفزع من شره كان العالم بالنسبة له رواية هزيلة، ومأساة يقوم هو فيها بدور الممثل الأول. كان ذا شهوة جنونية لتهليل الجماهير. كان يضرب على القيثارة، وينشد أغانيه وقت العشاء، ويقود بنفسه عرباته في السيرك. كما يظهر فوق المسرح كممثل، وكان يرغم رجالا من ذوي المراتب العالية في الدولة، أن يمثلوا في تمثيليات الدراما، وفي أقذر وأقبح تمثيليات الخرافات والأساطير الإغريقية وأكثرها فحشاء. ولم يقف عند هذا الحد، بل أن المآسي الواقعية أعقبت المآسي التمثيلية. فأخذت جرائمه تتراكم الواحدة فوق الأخرى، حتى أصبح مضرب الأمثال في الشر. قتل أخاه بريتانيكوس وأمه أجربينا وزوجته أوكتافيا وبوبايا وأستاذه ومعلمه سينكا، وعديدًا من الشخصيات الرومانية البارزة. وأخيرًا ختم هذه المأساة الطويلة بانتحاره وهو في الثانية والثلاثين من عمره. وبموته انقرضت أسرة يوليوس قيصر وغدت الإمبراطورية مغنمًا للقادة العسكريين والمغامرين الناجحين..
ومن ثم فقد قتل جمهرة المسيحيين الأبرياء بيد هذا الشيطان المتأنس كنوع من الرياضة الممتعة بالنسبة له. أما بالنسبة للتاريخ فقد كان حريق روما هو المشهد الجهنمي الذي لم يشهد له مثيل. حريق روما بدأ الحريق ليلًا، في ليله 18/19 يولية سنة 64، في الأكشاك الخشبية في الطرف الجنوبي الشرقي للسيرك الكبير، قرب تل بلاتين وسرعان ما امتدت ألسنة النار بواسطة الريح وظلت تلتهم كل ما يصادفها في طريقها لمدة ستة أيام وسبع ليال. وذلك بعد أن فشل الجنود ورجال الإطفاء في إخمادها وحصرها.. ثم ما لبثت أن اندلعت ثانية في جزء ثاني من المدينة قرب ساحة مارس وفي خلال ثلاث أخرى دمرت قسمين آخرين من المدينة. كانت الكارثة فادحة ولا تقدر، إذ لم يسلم من الحريق المدمر سوي أربع أقسام من الأربعة عشر قسمًا التي كانت تنقسم إليها المدينة العظيمة واتي الحريق على كثير من الآثار والأبنية والمعابد التي ترجع إلى عصور الملكية والجمهورية والإمبراطورية. وتحولت أثمن آثار الفن الإغريقي -التي ظلت تجمع لعده قرون من الزمان- إلى تراب ورماد. كما التهمت السنة النيران كثيرًا من الناس والبهائم... وهكذا تحولت المدينة الأولى في العالم إلى جبانة عظيمة تضم مليونًا من النائحين ينوحون الخسارات التي لا تعوض...
من هو الفاعل؟ أما أسباب هذا الحريق الجبار، فلم يعط التاريخ فيها حكما قاطعا. لكن كل الشائعات التي ترددت والشهادات وكتابات المؤرخين القدامى تشير إلى نيرون على أنه الفاعل، وأنه أراد أن يستمتع بمنظر طروادة أخرى تحترق ويشبع طموحه وجنونه في أعاده بناء روما على نسق أضخم ويدعوها نيروبوليس أي مدينة نيرون. وحينما اندلعت ألسنة النيران كان هو على شاطئ البحر في أنتيوم مسقط رأسه. ولم تلبث أن امتدت النيران إلى قصره الخاص. حتى يبعد الشبهة عن نفسه في جريمة الحريق وفي الوقت نفسه يستمتع بقسوة شيطانية جديدة ألصق التهمة بالمسيحيين المنبوذين، الذين أضحوا في تلك الآونة -خاصة بعد خدمة بولس الناجحة في روما- مميزين عن اليهود. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كان المسيحيون بلا ريب يحتقرون الآلهة الرومانية، واتهموا زورا بارتكاب جرائم سرية كانت الشرطة والناس -تحت سيطرة الفزع الناشئ من الكارثة المروعة- على استعداد لأن يصدقوا أشر الافتراءات. ومن ثم طالبوا بالضحايا. وماذا كان ممكن أن ننتظره من الجموع الجاهلة إذ كان بعض الرومان المثقفين من أمثال تاسيتوس وسيوتونيوس وبليني وصموا المسيحية بالعار، كخرافة مفسدة دنيئة. لقد نظروا إليها على أنها أشرّ من اليهودية. ويقول تاسيتوس المؤرخ المعاصر -بعد أن ذكر خبر القبض على بعض المسيحيين واعترافهم بإيمانهم- (ولم يستذنبوا كثيرًا بتهمة الحريق، بقدر اتهامهم بتهمة كراهية الجنس البشري) وموضوع اتهام المسيحيين الأبرياء بحرق روما يعيد إلى أذهاننا حادثًا مماثلًا حدث في روما أيضًا لكن قبل حريقها بسنين طويلة. واتهم فيه قوم أبرياء ليس لثبوت التهمة ضدهم بل لمجرد اعتبارهم أعداء، علي نحو ما فعل بالمسيحيين... كاد معبد فستا بروما أن يحترق يوما، باندلاع نار شبت في المنازل المجاورة، فروعت روما إذ شعرت أن مستقبلها في خطر. فلما انقضي الخطر حث مجلس الشيوخ القنصل على البحث عن مدبري الحريق وسرعان ما اتهم القنصل بعض أهالي كابوا الذين كانوا وقتئذ في روما لا لأنه كان لديه أي دليل على إدانتهم، بل لأنه قدر التقدير الآتي (هدد الحريق معبدنا، وليس من الممكن أن يوقد هذا الحريق الذي كاد يؤدي إلى تحطيم عظمتنا ووقف مصائرنا، إلا يد أشد أعدائنا قسوة. وحيث أنه ليس لنا أعداء ألد من أهالي كابوا -تلك المدينة التي هي في الوقت الحاضر حليفه هانيبال عدونا الأول والتي تتطلع إلى أن تكون في مكاننا عاصمة لإيطاليا- إذن فهؤلاء الناس هم الذين أرادوا أن يقضوا على معبد فستا Temple of Vesta.. ويبدو أن هذه هي الطريقة التي ألفها ودرج عليها حكام روما.
مشاهد الوحشية في تعذيب المسيحيين:- ترتب على تهمة الحريق -مؤيدة بتهمة كراهية الجنس البشري- بدء كرنفال من الدماء لم تشهد له روما الوثنية مثيلًا. حتى أن البعض قالوا أن ما حدث كان إجابة قوات الجحيم لحركة التبشير المثمرة التي قام بها الرسولان بولس وبطرس، والتي زعزعت أعماق الوثنية من أهم معاقلها. حكم بالموت على أعداد ضخمة من المسيحيين بأبشع الوسائل. صلب بعضهم إمعانًا في السخرية بعقوبة المسيح ولف البعض الآخر في جلود الحيوانات الضارية وألقوا للكلاب المسعورة في مسرح الألعاب الرياضية. وبلغت المأساة الشيطانية ذروتها ليلا في الحدائق الإمبراطورية، عندما أشعلت النار في المسيحيين والمسيحيات، بعد أن دهنوا بالقار والزيت والراتنج (صمغ الصنوبر) وسمروا في أعمدة الصنوبر يضيئون كالمشاعل لتسليه الجماهير بينما شوهد نيرون في ثياب غريبة الشكل مرسوم عليها جواد سباق متباهيا بفنه في عربته.. كان حرق الإنسان حيا هي عقوبة من يحرق عمدا لكن قسوة ووحشية هذا الإمبراطور المعتوه أملت عليه أن يجعلهم وسيله للإنارة، على أن ما انزله نيرون من ضروب الوحشية بالمسيحيين لم تكن عقابًا على ديانتهم بل على التكتل الجماعي في إحراق روما عمدا أن ما أوردناه عن هذا الموضوع استقيناه من شهادة تاسيتوس أكبر المؤرخين الوثنيين المعاصرين الذي رسم صورة كاملة لدقائق حريق روما وكان له من العمر وقتئذ ثمان سنوات وكتب تاريخية بعد ذلك بخمسين سنة يضاف إلى شهادة تاسيتوس، ما سجله المؤرخ اكليمنضس الروماني في أواخر القرن الأول الميلادي والعلامة ترتليانوس في القرن الثاني.
أهمية اضطهاد نيرون ونتائجه: كان هذا العمل بمثابة تعبئة لشعور جماهير الوثنيين ضد المسيحيين. كان هو الشرارة الأولى التي اضطرمت نيران سلسلة حروب طويلة ضد الديانة الجديدة. ومن هول ما ذاقه المسيحيون على يدي هذا الطاغية، اعتقدوا أنه سيظهر ثانية كالمسيح الدجال الذي أشار إليه العهد الجديد. تمتع نيرون بنوع من الشعبية بين السوقة والدهماء.... هؤلاء الدهماء أعجبوا بشبابه وجماله الجسدي وشورة، التي ربما حسبوها نوع من البطولة كالتي ذخرت بها الأساطير القديمة. ومن هنا فقد راجت شائعة بين الوثنيين عقب انتحاره، مؤداها أنه لم يمت، لكن هرب إلى البارئثين parathions ، وأنه سيعود إلى روما على رأس جيش كبير ويبيدها. قام بالفعل ثلاثة مدعين كل منهم يحمل اسم هذا الطاغية، واستغلوا هذا الاعتقاد السائد، ووجدوا من ينضم إليهم، وكان ذلك في حكم الأباطرة أوتو، وتيطس، ودومتيان. ومما يؤثر عن دومتيان أنه كان يرتعد هلعًا من اسم نيرون!! أما بين المسيحيين فقد آخذت شائعة المجيء الثاني لنيرون صورة مُغايرة ويذكر لكتانتيوس lactantius في كتابة "موت المضطهدين" عبارة قالتها سبله الحكيمة مؤداها أنه كما أن نيرون كان هو أول المضطهدين، فسيكون أيضًا هو الأخير، ويسبق مجيء المسيح الدجال. ويذكر أغسطينوس في كتابه "مدينة الله" أنه في زمانه كان ما يزال هناك رأيان سائدان بخصوص نيرون. إحداهما رأي المسيحيين، ومؤداه أن نيرون سيبعث من الموت كضد للمسيح، والآخر رأى الوثنيين وخلاصته أن نيرون لم يمت لكنه مخفى وسيحيا إلى أن يكشف ويعود إلي مملكته... وقد رفض أغسطينوس، بطبيعة الحال الرأيين. ولعل مصدر الرأي الذي شاع بين المسيحيين هو التفسير الخاطئ بما جاء في (رؤ17: عن الوحش "الوحش الذي رأيت، كان وليس الآن وهو عتيد أن يصعد من الهاوية ويمضى إلى الهلاك، وسيتعجب الساكنون على الأرض... حينما يرون الوحش أنه كان وليس الآن مع أنه كائن"، بالمقابلة مع ما ورد في (رؤ13: 3) "ورأيت واحد من رؤوسه (الوحش) كأنه مذبوح للموت وجرحه الميت قد شفي، وتعجبت كل الأرض وراء الوحش".. لكن نسى هؤلاء أغن هذه الأقوال قيلت عن الوحش -وان صح هذا التفسير- فهي ترمز إلي الإمبراطورية الرومانية، بينما ترمز الرؤوس التي لذلك الوحش إلى الأباطرة. وكان في مقدمة من استشهدوا من أثار هذا الطاغية الرسولان بطرس وبولس. صلب الأول منكس الرأس، وقطعت هامة الثاني كمواطن روماني.
- اقتباس :
كان دوميتيان (81-96 م.) طاغية مرتاب متكبر، كان يدعو ذاته "ربًا وإلهًا". اعتبر اعتناق المسيحية جريمة ضد الدولة. حكم على كثير من المسيحيين بالموت، ومن بينهم أقرب أقربائه، القنصل فلافيوس كليمنس flaviu Clemens كما نفى البعض الآخر، وصادر ممتلكاتهم كما حدث مع دومتيلا domitilla زوجه كليمنس. ويذكر التقليد الكنسي ويؤكده القديسان ايريناوس من الجبل الثاني وإيرويمنوس والمؤرخ الكنسي يوسابيوس من الجيل الرابع أن هذا الإمبراطور أثار اضطهادا على كنائس آسيا الصغرى، الأمر الذي أشير إليه في سفر الرؤيا في الكلام الموجه إلى ملاك كنيسة سميرنا: "أنا أعرف أعمالك وضيقتك وفقرك... لا تخف البتة مما أنت عتيد أن تتألم به. هوذا إبليس مزمع أن يلقى بعضا منكم في السجن لكي تجربوا ويكون لكم ضيق عشرة أيام وفي الكلام الموجه إلى ملاك كنيسة برغامس "أنا عارف أعمالك وأين تسكن حيث كرسي الشيطان وأنت متمسك باسمي ولم تنكر إيماني حتى في الأيام التي فيها كان انتيباس شهيدي الأمين الذي قتل عندكم حيث الشيطان يسكن". (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). - اقتباس :
ترجع أهمية تراجان Trajan بالنسبة لموضوعنا إلي أنه: - اقتباس :
1 – أول إمبراطور يعلن أن المسيحية ديانة محرمة.
- اقتباس :
2 – أحياء التشريعات الصارمة ضد جميع الهيئات والجماعات السرية. وقد اعتبرت اجتماعات المسيحيين الدينية من هذا النوع.
وقد ظلت الدولة تسير في تعاملها مع رعاياها المسيحيين، على هدى هذه القوانين التي استنها تراجان لأكثر من قرن من الزمان. وتظهر روحه العدائية تجاه المسيحيين من رسالة له ردًا على رسالة أرسلها له بليني حاكم ولايةبيثينية بآسيا الصغرى بين سنتي (109-111) كان بليني هذا يرى المسيحية خرافة دنيئة متطرفة، وبالجهد يتحدث عن إقبال الجماهير عليها. لقد أرسل للإمبراطور تراجان يخبره بأن هذه الخرافة تزداد انتشارًا باستمرار – ليس فقط في مدن آسيا بل حتى في قراها أيضًا... وأنه أصبح له سلطان على الناس من كل سن ومركز وجنس حتى المعابد الوثنية هجرت، وكسدت تجارة الأشياء التي تقدم قرابين للآلهة. ولكي يضع حدًا لهذا الانتشار المضطرد، حكم على كثير من المسيحيين بالموت، وأرسل بعضًا آخر ممن كانوا يتمتعون بحقوق المواطنة الرومانية إلي المحكمة الإمبراطورية بروما. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). لكنه سأل الإمبراطور مزيدًا من التعليمات بخصوص طريقة معاملة المسيحيين وهل يراعي كبر السن، أم يعتبر مجدر حمل اسم (مسيحي) جريمة. وقد أجاب تراجان على هذه الاستفسارات برسالة جاء فيها (لقد سلكت يا صديقي الطريق السوي فيما يختص بالمسيحيين، لذا لا يمكن وضع قاعدة عامة تطبق على كل الحالات في هذا الصدد. لا ينبغي السعي في طلبهم، لكن إذا أشتكي عليهم أحد وجدوا مذنبين فلابد من معاقبتهم. ومع ذلك. فإذا أنكر أحد أنه مسيحي وبرهن على ذلك عمليًا بالتضحية لآلهتنا فليصفح عنه بنًاء على توبته...) وبناء على قرار الدولة هذا تعرض المسيحيين لاضطهادات عنيفة. وقد أصاب سوريا وفلسطين ومصر على وجه الخصوص الكثير منها., فلقد وجه اليهود المتعصبون اتهامًا لسمعان أسقف أورشليم، وحكم عليه بالموت صلبًا سنة 107، وهو في سن المائة والعشرين. وفي نفس هذه السنة تقريبًا حكم على القديس أغناطيوس أسقف إنطاكية بالموت، وأرسل إلي روما، وألقي للوحوش الضارية في الكالسيوم.
|
|
| |
ابراهيم الشنطي Admin
عدد المساهمات : 75477 تاريخ التسجيل : 28/01/2013 العمر : 78 الموقع : الاردن
| موضوع: رد: تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الجمعة 25 نوفمبر 2016, 11:39 pm | |
| - اقتباس :
-
* أصل كلمة "أجبية":
كلمة "اجبية" ajpia هي كلمة قبطية (القبطية هي اللغة المصرية القديمة)، والكلمة تعني "كتاب السواعي" أو "كتاب الساعات". وهي كلمه ذات أصل قبطي مبنية على كلمة ; ajp أو تي أجب التي تعني "ساعات". وستجد في هذه الصفحة هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت معلومات عن صلوات الأجبية ونصها الكامل.
* كتاب السواعي: - اقتباس :
4) ويتبع تلك المقدمة الثلاثية، تلاوة مجموعة من المزامير، 6) ثم قطع الابتهالات. 9) ثم ختام كل ساعة
متى نقرأ الأجبية؟ يتم الصلاة بالأجبية على مدار اليوم. وتبدأ الصلوات من الفجر وحتى الغروب. [list=rtl] [*]صلاة باكر: توافق الساعة السادسة صباحًا، وهي تُقال بعد الاستيقاظ، أو بعد تسبحة نصف الليل في اليوم السابق. [*][*]صلاة الساعة السادسة: تُصلى الساعة الثانية عشر ظهرًا (وهي تصلى مع صلاة الساعة الثالثة قبل كل قداس إلهي في رفع البخور). [*][*]صلاة الغروب (أو صلاة الساعة الحادية عشر): وموعدها في الخامسة بعد الظهر (قبل حلول الليل). [*][*][*][/list]
- اقتباس :
- 1) صلاة باكر
هذه الصلاة مُصممة لتُصلى عند ظهور النور الحقيقي، أي السيد المسيح. وهي تتحدث عن لانهائية الله، وتجسده، وقيامته من الأموات. وهي تعني بتقديمنا الشكر لله لأنه أقامنا من سبات النوم، متضرعين أن يشرق علينا، وينير حياتنا، ويُعطينا قوة قيامته.
تعني هذه الصلاة بتذكيرنا بثلاثة أحداث رئيسية: محاكمة الرب يسوع عن طريق بيلاطس البنطي، وصعود السيد المسيح إلى السماوات، وحلول الروح القدس الذي يُطهر قلوبنا ويُجدد حياتنا.
تُذكرنا هذه الساعة بصلب السيد المسيح وآلامه، طالبين أنه من خلال آلامه المقدسة، يُنقذ عقولنا من الشهوات، ويحول أفكارنا لتذكُر وصاياه، ويجعلنا نورًا للعالم وملحًا للأرض.
هذه الصلاة تُذكرنا بموت المسيح الخلاصي بالجسد على الصليب، وقبوله توبة اللص اليمين. ونطلب منه أن يميت شهواتنا الجسدية، ويجعلنا شركاء لمجده، وأن يقبل صلواتنا عندما نقول مع اللص: "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك." (لو42:23).
صلاة الغروب أو الساعة الحادية عشر تتحدث عن إنزال جسد السيد المسيح من على الصليب. وفي نهاية اليوم نعطي الشكر على عناية الله، ونقر بخطايانا (لو15)، حتى نُدعى ضمن الأُجراء الذين جاءوا في الساعة الحادية عشر (متى1:20-16).
أما صلاة نوم فنتذكر فيها دفن السيد المسيح، والعالم الفاني والحساب الأخير، مُتَيَقظين لقدوم الله الوشيك والوقوف قدامه، ونطلب الصفح عن خطايانا، والحماية خلال الليل.
وأخيرًا، فصلاة نصف الليل تتحدث عن المجيء الثاني لإلهنا ومخلصنا السيد المسيح، وتنقسم تلك الصلاة لثلاث خدمات، مثل صلاة السيد المسيح في بُستان جثسيماني (متى 1:25-13)
- اقتباس :
صلاة ساعة المساء التي تُدْعَى ساعة حجاب الظلمة أو سِتار الظلمة (ستار بكسر السين) وميعادها أول دخول عتمة الليل وهي خاصة بالآباء الرهبان.
- اقتباس :
|
|
| |
| تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية | |
|