منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 عدنان ابو عوده

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عدنان ابو عوده Empty
مُساهمةموضوع: عدنان ابو عوده   عدنان ابو عوده Emptyالخميس 08 ديسمبر 2016, 1:08 am

من ذاكرة أبو عودة السياسية

عدنان أبو عودة؛ السياسي الأردني المخضرم، تحدث بصراحة إلى قناة "العربية"، على امتداد أربع حلقات من برنامج "الذاكرة السياسية"، والتي تابعها ملايين المشاهدين على امتداد الوطن العربي الكبير، عن بعض القضايا التي لم يتجرأ أحد من قبله على الخوض فيها.
وما يهمني في هذا المقال أن أشير إلى بعض المسائل المهمة التي ورد ذكرها في تلك الحلقات؛ منها تحويل الرأي العام الدولي بشأن الضفة الغربية من "أرض محتلة" إلى "أرض متنازع عليها". فهذه مسألة غاية في الأهمية والخطورة، ونتائجها ملموسة في الواقع حاليا. وهي في الأصل فكرة وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، الذي سوقها لوزير الخارجية المصري الأسبق إسماعيل فهمي، وهذا بدوره قام بتسويقها للرئيس أنور السادات. والتقطها للأسف ياسر عرفات (أبو عمار).
كما أن جيمس بيكر الذي تولى حقيبة الخارجية الأميركية خلال حرب تحرير الكويت عقب الغزو العراقي، يقول إنه لن تقوم دولة فلسطينية، بل كيان أقل من دولة، وأعلى درجة من حكم ذاتي، حسب عدنان أبو عودة.
وفي أحد لقاءات أبو عودة مع جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه، أثناء عمله مستشارا سياسيا لجلالته، سأل أبو عودة الملك، ما إذا لمس من خلال لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين نيتهم الانسحاب من القدس. فأجاب الحسين: لا. وكذلك ما إذا كانت لديهم الرغبة في إعادة الضفة الغربية كاملة للأردن. فأجاب جلالته أيضا: لا.
وبشأن الغزو العراقي للكويت، فإن جلالة الحسين كان يدرك جيدا الأخطار التي سوف تعقب هذه الأزمة. لذلك عمل جاهدا على عدم تدويلها، وإبقاء الحل ضمن البيت العربي. لكن حدث ما حدث من دمار وخراب.
من خلال هذه الومضات في حديث ضابط المخابرات ثم وزير الإعلام، فرئيس الديوان الملكي وعضو مجلس الأعيان، وأخيرا كان مستشارا سياسيا لجلالة الملك، يبدو جليا أن الرجل كان قريبا من رأس هرم الدولة وصناع القرارات. وقد أشار بوضوح إلى حنكة جلالة الملك الحسين ووعيه السياسي ونظرته الثاقبة، ما أنقذ الأردن من كثير من المخططات الصهيونية من جهة، وجنبه كوارث كانت تنتظر كل الدول التي لم تبعث جيشا لمحاربة صدام، من جهة ثانية، وعلى رأس القائمة الأردن. فالقيادة الأردنية الرشيدة حرصت كل الحرص على سلامة العراق وشعبه ووحدة أراضيه، كعمق عربي استراتيجي.
لو استمع القادة العرب لصوت الحكمة التي تحلى بها المغفور له الملك الحسين، لما كانت هذه حال العرب والعروبة اليوم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عدنان ابو عوده Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان ابو عوده   عدنان ابو عوده Emptyالخميس 08 ديسمبر 2016, 1:10 am

مناقشة لأفكار عدنان أبو عودة (1 من 2)

وصفها الروائي اللبناني المشهور أمين المعلوف بـ" الهويات القاتلة "، فالملايين على مستوى العالم وعشرات الألوف في العالم العربي قضوا في صراعات "الهوية" صاعق الحروب الأهلية ووقودها. والدخول في سجال "الهوية" يشبه الدخول في الحروب الأهلية التي تكون نتيجتها خسارة مضمونة لجميع الأطراف. هنا أمني النفس بأني لن أدخل في سجال بل سأحاول تفكيك لغم الهوية من خلال مناقشة، محاولة فرص نجاحها محدودة وربما معدومة لكن يكفي شرف المحاولة.
ابتداء في مناقشة كهذه أخشى ما أخشاه أن أصنف تلقائيا في الصف المقابل للأستاذ عدنان أبو عودة، بمعنى أن أكون عنصريا معاديا للأردنيين من أصل فلسطيني. فأنا لا أعترف بقسمة سايكس بيكو، وهويتي فضاؤها أمة العرب والإسلام، وفوق ذلك أنا إنسان يعنيني الاحتباس الحراري والتصحر وتلوث البيئة ومظالم الناس في العالم أجمع.
غير أن واقع سايكس بيكو شكل هويات قطرية لم تتمكن الحركات العابرة للحدود إسلامية أم قومية أم ماركسية من تذويبها. بل غدا الحفاظ على الهويات القطرية صعبا في ظل تشظي كثير من الدول على أساس طائفي أو إثني، والحاصل في العراق ولبنان شاهد يومي على غياب مفهوم الدولة القطرية الوطنية وما خفي في بلدان أخرى أعظم. والتحدي المفروض على المؤمنين بالأفكار العابرة للحدود هو كيف يحافظون على وحدة مجتمعاتهم وجماعاتهم أولا وكيف يرتقون بها نحو هوية حضارية جامعة ثانيا.
أحسب أني وضعت درعا يحميني حتى لو انفجر اللغم!
ما ورد في كلام عدنان أبو عودة في برنامج "زيارة خاصة" يحتاج لوقفات تفصيلية، وهذا دور من زاملوه وعاصروه، فمن حقه أن يقدم روايته وأفكاره ومن حق الآخرين أن يقدموا رواياتهم ولا يجوز أن نسكت عن رواية التاريخ بحجة وجود قضايا ومسائل حساسة. هنا أناقش محاور رئيسية بعيدا عن تلك التفاصيل.
فالرجل اختير في مواقعه لكفاءته بمعزل عن أصوله، وبحسب الباشا نذير رشيد فإنه رشحه لمنصب وزارة الإعلام في أحداث أيلول ليس لأنه فلسطيني، كان يتقدم عليه من أصول فلسطينية أديب طهبوب الذي كان نائب مدير الدائرة، وكذلك فايز جابر وسعد الزعتري وغيرهم. وفي السبعين عندما كان يقاتل من يشتمون أبو عودة في صفوف الثورة الفلسطينية كان هو كاتب بيانات الحاكم العسكري حابس المجالي.
أبدأ من النهاية إذ خلص أبو عودة إلى أن الأردنيين من أصل فلسطيني غير ممثلين بحجمهم الحقيقي في مجلس النواب  وفي دوائر الدولة. وعندما سأله المذيع أنك كنت في موقع المسؤولية عندما أقر قانون الانتخاب "الجائر" بنظر أبو عودة، قال إنه كان قد غادر موقع المسؤولية.
هذا غير دقيق ويحتاج لتصحيح! وقد اتصلت بأبو عودة وسألته: عندما أقر قانون انتخابات 89، الذي ألغى تمثيل الضفة الغربية، كنت رجل القصر القوي والذي ألغى تمثيل الضفة هل اعترضت عليه وهل جرى نقاش حوله؟ فأجاب أنه اتصل ببعض الوزراء وسألهم كيف يقرون قانونا كهذا فردوا عليه ردا يمسك عن ذكره الآن.
الدوائر الانتخابية التي "تغبن" الديموغرافيا الفلسطينية في عمان والزرقاء لم تقر في آخر قانون انتخابي مؤقت في ظل غياب أبو عودة بل أقرت في انتخابات عام 89 حينها كان أبو عودة رجل القصر القوي. يومها للتذكير أثار رجل القصر القوي نقاشا حول موضوع أقل أهمية من الدوائر الانتخابية. وجمع أبو عودة لفيفا من الكتاب والمثقفين مع الملك حسين رحمه الله، دعما للمرشحة توجان فيصل بعد أن رفعت عليها قضية في المحكمة. وكان بإمكانه أن يناقش مع أولئك الكتاب موضوعا كموضوع الدوائر الانتخابية لكنه لم يفعل. وبعد الانتخابات كان لأبو عودة دور حاسم في تشكيل لجنة الميثاق الوطني واعتبر في حينها "دينمو" اللجنة، وبحث في اللجنة كل شيء ولم يبحث موضوع الديموغرافيا  الفلسطينية.
ويوم كان أبو عودة رجل القصر القوي وصل طاهر المصري، وهو من أصول فلسطينية لموقع رئيس الوزراء، ولم يطرح موضوع الديموغرافيا، لا في البيان والوزاري ولا في كتاب التكليف الملكي الذي كتبه عدنان أبو عودة. يومها لو طرح الموضوع لكن في سياق إصلاح سياسي حقيقي. وللعلم كان الوحيد الذي طرحه نائب الإخوان المسلمين الشيخ عبدالمنعم أبو زنط. وفي سياق سياسي آخر كان نواب الإخوان قد جاءوا من الدوائر الانتخابية المدنية التي تضم العدد الأكبر من الديموغرافيا، فالدكتور أحمد الكوفحي حصل على ثلاثين ألف صوت وأبو زنط على اثني عشر ألف صوت وهي أرقام لم يحصلها نواب محافظة كمحافظة معان. لم تكن يومها حكاية الحقوق المنقوصة مؤرقة كما اليوم. كان مضر بدران قد تعهد في خطاب الثقة أنه لن يتخلى عن ذرة من تراب فلسطين ردا على مطلب الإخوان بعدم التخلي عن شبر من أرض فلسطين.
يقول أبو عودة أن نسبة الأردنيين من أصل فلسطيني ستين في المائة ويرفض النسبة التي تعلنها الدولة وهي 43 في المائة. سألته على أي إحصائية استند فأجاب أنه في الكتاب ذكر نسبة خمسين في المائة، ولم يوضح من أين جاءت نسبة الستين في المائة. الأهم أنه رفض اعتبار تفسير كلامه بأنه يريد أن تكون أكثرية مجلس النواب فلسطينية. وأن ما يريده هو إلغاء الإقصاء السياسي للأردنيين من أصل فلسطيني.
المشكلة بحسب أبو عودة أنه في 98 في المائة من البرنامج قدم سيرته الشخصية وفي 2 في المائة قدم أفكاره ولم يكن الوقت كافيا لتوضيحها. وهذا صحيح ولا بد أن تناقش أفكاره لا أن يرد عليه بالردح والشتم. والنقاش هو ما يكشف المعلومة الأدق والفكرة الأصح.
الدوائر الانتخابية التي أقرت يوم كان أبو عودة مشاركا في صنع القرار، جاءت ثمرة تطبيق حرفي لفك الارتباط. فصلت دوائر الضفة الغربية بما تمثله من ثقل ديموغرافي فلسطيني. وهذا خلافا لما كانت عليه الحال منذ الوحدة. حتى عام 84 في عهد حكومة أحمد عبيدات عندما انعقد مجلس النواب انعقد بضفتيه وكان نصفه فلسطينيا، وكان نواب القدس والخليل وغيرهم من نواب الضفة يقطعون الجسر تحت حراب الاحتلال ليجتمعوا تحت قبة مجلس النواب الأردني. وفي الانتخابات التكميلية التي فاز فيها في الضفة الشرقية ليث شبيلات ورياض الصرايرة وأحمد الكوفحي كان من الممكن أن ينتخب بها أردنيون من أصل فلسطيني خصوصا في عمان وإربد.
يقول أبو عودة أردني من أصل فلسطيني مثل الأردني من أصل شركسي أو سوري؟ هل يمكن أن يصبح الأردن دولة شركسية؟ أو دولة سورية؟
الوحدة فرضت على الفلسطينين وعلى الأردنيين، ولم يجر استفتاء حقيقي عليها لكنها بالمحصلة لم تجد اعتراضات جدية. لكنها رفضت بإجماع عربي في قمة الرباط، ونفذ القرار رسميا بوجود أبو عودة عام 88 فما تبقى من هذه الوحدة! الوحدة من طرفين وتضم الجغرافيا والديموغرافيا. وعندما يقرر طرف الانشقاق بإجماع عربي ودولي ما العمل؟
كيف تقسم مقاعد مجلس نواب الضفتين عندما قررت ضفة الانفصال دولة فلسطينية؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عدنان ابو عوده Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان ابو عوده   عدنان ابو عوده Emptyالخميس 08 ديسمبر 2016, 1:27 am

عدنان ابو عودة ..ورحلته من حزب التحرير الى المخابرات فالديوان الملكي
عدنان ابو عوده %D8%B9%D8%AF%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D8%A8%D9%88-%D8%B9%D9%88%D8%AF%D8%A91-600x360


رجل بحجم عدنان ابو عودة لديه الكثير ليقوله خاصة في هذه الاوقات التي بدت فيها الرؤية غير واضحة .. تحدث عن علاقته وملازمته للحسين بن طلال رحمه وعن العلاقة الاردنية الفلسطينية وعن رؤيته لافاق المستقبل .

• هل أنت على خلاف مع النظام ؟

– لا لا أنا لست على خلاف مع النظام . أنا متقاعد ولست عضوا بأي شركة أو مؤسسة . أخذ راتبي التقاعدي وسعيد بما قدمت. قابلت الملك قبل الإنتخابات النيابية بخمسة أيام في بيت مروان القاسم . قلت الكثير ضمن إطار حماسه – أي الملك –  بإنشاء حكومة برلمانية . ولكن كان من الصعب البدء بها . قلت لجلالته لا بد من التشديد على وجود أحزاب سياسية ” غير أيدولوجية “  .  الأحزاب المؤدلجة جربناها منذ الخمسينات ومشكلتها بأن كل حزب يعتقد بأنه يحتكر الحقيقة . وكانوا يجيشون في السابق للوصول للحكم . فيصبح الحزب الواحد المسيطر على الحكم إمتدادا  للديكتاتورية بين الناس . ليست أحزاب وطنية تتنافس على تداول السلطة ضمن برنامج . لانتخاب برامج وليس أيدولوجية وحقائق مطلقة . والشعب يكون هو الحكم في النهاية وقد يجرب غيرك من خلال الإنتخابات . علينا أن نبدأ من جديد بتأسيس أحزاب سياسية وطنية تتنافس على الحكم  .  لدي الكثير حول هذا الأمر .

• هات ما عندك .. ما هي هذه الأفكار ؟

– دعونا نكلف جهة معينة بتأليف “برلمان موازي ” من أصحاب الخبرة والتجربة السياسية المتميزة ..سمه ما شئت ” مجلس حكماء ” مثلا  . تأتيه مشاريع البرلمان . لتذهب نسخة مما يقدم لمجلس الأمة . ويعطى هذا المجلس وقتا في التلفزيون الأردني والإعلام الرسمي  بحضور مثقفين وصحفيين . قد يستفيد مما يقال عبر وسائل الإعلام لاحقا بعض النواب حديثي التجربة والخبرة وبعض الناس. العملية التثقيفية يؤتى ثمارها حين تكون تراكمية .لا بد من طرح أفكار للعودة الى الأحزاب الوطنية .

• أليس هذا دور مجلس الأعيان ؟!

– لا … لمجلس الأعيان دور مختلف .. مجلس الحكماء دوره يكون تثقيفي ويعكس تجاربه العملية وطروحاته للجميع بما فيهم النواب والسياسيين والمثقفين والعامة .

• هل أنت راض عن مجلس النواب الحالي ؟

– لا طبعا … ولكن يتوجب علينا التعامل معه فهو خيار الناس بالمحصلة ودستوري حسب القوانين المرعية  ..بالمناسبة لا زال البعض ينصحني بتشكيل حزب سياسي

• ولكنك أسست حزبا بداية التسعينات..

– نعم صحيح ومن عطله في حينه  هو  جهاز ” المخابرات ” .. وقد أخبرت جلالة المغفور له الملك حسين بذلك في حينه . الملك عبدالله الثاني صادق مع نفسه ومع الأخرين و يطالب بالأحزاب .. لنتذكر أن خوف الستين عاما لا زال مزروعا في الناس . قال لي أحدهم إفترض يا أبا السعيد بأننا إنضممنا لحزب . وغيرت الحكومة رأيها . سيضعوننا في السجن ؟!!

• ما هو الحل ؟

– أنا برأيي أن الحل يكمن بإعادة الأمور الى نصابها الصحيح ..نعود الى الديمقراطية بمقوماتها الحقيقية . النظام نفسه مع الإصلاح .. هذا ما قاله الملك  بلقائه مع ” الأتلانتك “  بأن هناك قوى داخلية تعمل ضدي . بعد الضجة غير المبررة إياها شرحت لهم ماذا يقصد الملك ب  “الديناصورات” كمفهوم لغوي غربي . كان الملك في لقائه الجريء يخاطب العقلية الأمريكية .

• هل تتم إستشارتك حاليا من قبل الديوان أو الحكومات المتعاقبة ؟

– لا أبدا أنا متقاعد ولا أتصل بأحد إن لم يتصلوا بي …

•ما هو تقييمك للحكومة الحالية ؟

– أبا زهير شاب ذكي وقمت بتدريسه درسته لعامين شاب وطني حقيقي ويريد الإصلاح . خلفيته لا تسمح له إلا أن يكون إصلاحيا . لكن هل سيسمح له فريقه و”السيستيم” بذلك . بعد الثقة سيكون أكثر على الحركة الآن . أكثر رئيس وزراء في عهد الملك عبدالله قادر على محاكاة عقول الناس . برأيي هو أحسن من خاطب الناس حتى الآن … المرحلة صعبة بالنسبة له . بمعرفتي له فأنه من أهم من يصلح لهذه المرحلة . ويظل الأهم هو كيف ستتحرك من إدراك الواقع. وماذا تريد .. وكيف ستصل لذلك . لا أشك بمقدرته على إدراك الواقع .

•ما حكاية قصيدتك التي ” حرفتها ” عن “الأي باد” كما سمعنا من مقربين منك ..

بعد علاقتي غير العادية حاليا مع جهاز الأي باد قمت بتحريف بيت الشعر المعروف ليصبح كالتالي :
وخير مكان في الدنى سرج سابح 
وخير جليس في الزمان ” إيباد “

• كيف تنظر لهذه الثورة التكنلوجية والمعلوماتية الحالية ؟

– هناك من قرر أن يخترع ألة الآحتراق الداخلي فقرر إحتلالنا لمدة 100 عام . يا سلام كم أحترم هذا العقل البشري .
طبعا لا يخلوا الأمر من قراءة كتاب بين الفينة والأخرى . لا أتوقف عن ذلك .

• لطالما تحدثت في مقابلات إعلامية سابقة عن “الظلم” كمفهوم  .. من الذي ظلمك وقد وصلت لكل هذه ” المناصب ” يا أبا السعيد ؟!!

– كان لأبي قصة مع الظلم .. ولأمي قصة أخرى . أبي كما أسلفت كان يعمل عاملا في مصنع صابون . كانت الظروف قد بدأت تصعب بعد الإحتلال حيث كان توزيع الصابون للدول العربية ولكن الحدود أغلقت . وأغلقت المدارس لاستقبال اللاجئين من الساحل . كان أبي يشكو – طوال الوقت – بأن أخاه الكبير قد حرمه من الميراث وكنت أستمع له كطفل صغير وشاب يافع في مقتبل العمر  .. ووالدتي كانت لها قصة ظلم أيضا بعد أن تزوج جدي بعد وفاة جدتي وكانت والدتي صغيرة فحولها جدي الى ” جارية ” فكرهت الظلم . 

أما قصتي أنا مع الظلم فقد تمحورت بالتالي : أخذت السادس على المملكة في ” المترك ” .. كانوا يقولون لوالدي بأن إبنك “شاطر” وبأن الحكومة البريطانية سترسله الى لندن . لم أكن أعرف ماذا يقولون . لم ترسلني الحكومة الأردنية في بعثه في حينه فأحسست بالظلم . حضرت على عمان وكان وكيل الوزارة في حينه “أديب العامري” وأخبرته بأن تحصيلي هو السادس على الممكلة ولم أحصل على بعثة . قال لي أنت لا لا تستحق هذه البعثة. قلت له : لماذا .. هل لأنني من “نابلس” ؟!! .. غضب ورد :” إسمع يا ولد إن لم تخرج من مكتبي سأطلب لك الشرطة “.

• يوجه لك رفاقك الشيوعيين اتهامات بانك كنت اختراقا مخابراتيا للحزب خلال عملك في الكويت ما هو تعليقكم على هذا الاتهام ؟

– لك أن تتخيل .. شخص كان في الحزب الشيوعي وبعد خمس سنوات يصبح في المخابرات … لفقوا لي هذه التهمة بأني كنت مزروعا . المشكلة أيضا بأن المغفور له الحسين حين علم بأني أعمل مع المخابرات و بعد أن علم بأني كنت شيوعيا خشي أن أكون من المزروعين  في جهاز المخابرات فطلب مقابلتي . 

كنت قد تركت الشيوعية في اواخر ال58 ودخلت المخابرات بعد 6 سنوات . إكتشفت بأني لا أصلح أن أكون حزبيا . لا أريد لأحد أن يفكر عني . أنا أول من دخل حزب التحرير في مدينتي نابلس قبل أن أذهب للشيوعية التي قضيت بها 4 سنوات فقط . لا أصلح أن يفكر لي أحدهم . كنت أول من دخل حزب التحرير في نابلس وأصغر المنتسبين لهذا الحزب . 

• كيف إنتسبت لحزب التحرير ؟

– كنت في الثانوية بأخر عام 51 جاءنا طالب منقول من محكمة القدس وسكن حارتنا . هذا الشاب أصبح صديقي إسمه شريف ولاحظ بأني أتحدث كثيرا في التاريخ وأناقش المعلمين . يبدو أنه كان يتحدث لوالده عني . وكان الشيخ “تقي الدين النبهاني” قد بدأ بتأسيس الحزب في حينه . قال لي شريف بأن والده يرغب بالتعرف علي . ذهبت معه وتعرفت على والده وكان هناك شخص أخر يجلس معنا صامتا عرفت بنهاية الجلسة بأنه “داوود حمدان” وهو محامي شرعي في القدس . كانوا يتحدثون معي عن فلسطين . شاهدوا حماسي للموضوع الفلسطيني فقالوا لي بأننا نشكل حزبا إسلاميا لتحرير فلسطين , فأصبحت اذهب كل يوم خميس لبيت جارنا ويأتي المحامي لاعطائي الدرس فانتشر الحزب في نابلس وبعض المدن الفلسطينية قبل إمتداده للوطن العربي . 

• وماذا بعد ذلك وكيف إنعكس عليك هذا النضوج السياسي المبكر ؟!

– حين دخلت دار المعلمين ببعثة حكومية لسنتين .  كان معظم الطلاب تحريريين . بعضهم بعثيين . كان هذا التوجه في حينه الكل منظم سياسيا . كان التحريريين أغلبهم . كان الشيخ عبد العزيز الخياط يدرسنا في دار المعلمين وكان تحريريا أيضا . تخرجت فوظفوني معلما للغة الإنجليزية رغم أن تخصصي هو الرياضيات والعلوم … كانت مخالفة ثانية بعد أن منعوا عني بعثة بريطانيا . قلت لجلالة المغفور بناء على تلك الحادثة بأن هذا الشاب الصغير إن ظلم سيكون أي شيء … كنت أنا ضد الدولة وقمت بالإنتماء لتلك الأحزاب بسبب هذا الظلم .

بقيت تحريريا حتى عام 1955 فتم إنشاء حلف بغداد . وإذاعة “صوت العرب” كان لها سلطة غير عادية في تهييج مشاعر العرب . حزب التحرير كان في حينه ضد هذه المظاهرات لانها من وجهة نظره تنفس الثورة . خرجت المظاهرات وقاموا بقمعها أيام كلوب باشا وتم قتل مجموعة من أصدقائي الطلبة المتظاهرين . سقط حلف بغداد ولكني لم أعد مقتنعا بتوجه حزب التحرير . فتركتهم والتحقت بالحزب الشيوعي . 

إنقلاب العراق في ال 58 وكان معضلة كبرى في الأردن على الحزبيين . فهرب بعضهم الى سوريا والعراق وغيرها من الدول . كنت قد إنتقلت عام 57 الى طولكرم للتدريس في ” الفاضلية “  . فقام الحزب الشيوعي بترفيع كوادرهم بسبب هرب وسجن واختباء القياديين الكبار . فتم ترفيعي في الحزب من عضو خلية لعضو لجنة منطقة . كان رئيسنا في نابلس شخص يدعى ” جورج قواس ” قلت له بعد إنقلاب العراق بأن الحزب كان يشير لثورة العراق ب ” ثورتنا ” قلت له ما دمنا قد نجحنا فلماذا لا تزال الثورة تقتل الناس  ؟!!.

 لم يعجبه نقاشي . قال لي ليس لدي جواب وسأحضره لك في المرة القادمة . اجتمعنا بعد 3 أسابيع قلت له أريد الإجابة على سؤالي . قال لي : هل جبنت يا رفيق . 

غضبت وقلت له ” طز عليك وعلى هيك حزب ” لا أصلح أن أكون تابعا .. هذا هو تكويني الشخصي … وتركتهم الى غير رجعة  . 

ذهبت الى الكويت فجاء لزيارتي في الأحمدي صديق قديم عام 65 وكنت متزوجا وعندي 3 أطفال . أخبرني بأن الحزب يزجيني السلام ويرغب بعودتي . فاعتذرت بأدب .

• التحرير .. الشيوعية .. المخابرات .. ما سر هذه القلبات .. حدثنا عن إلتحاقك بالمخابرات الأردنية  ؟!!.

– كنت لا زلت في الكويت .. أبلغوني بأن والدتي مريضة وبالمناسبة أنا وحيدها وكنت أزورها في الصيف وأزور أهل زوجتي في عمان . أبلغني الطبيب بأن والدتي مريضة بمرض السرطان وهي لا تعلم . فأصبحت أقضي معها وقتا أطول . قالت لي يوما – كما الأمهات جميعا –  بأنني قد أموت وأنت لست بجانبي ..ولأنني أعرف تشخيص مرضها وظروف عملي في الكويت هزتني جملتها الأخيرة .  بعد زيارة نابلس تلك زرت أنسبائي في عمان ” د. هاني شموط ” بيته في شارع المهاجرين . كان يخرج لعمله في الصباح وكنت أنا أخرج لأجلس في مقهى ” السنترال ” .. 

كنت أسير أمام البنك العربي ناداني أحدهم من سيارته بصوت : عدنان … عدنان

نظرت للسيارة فكان صديقي الذي درس معي “محمد رسول الكيلاني” . وكان قد عين في فترة سابقة مدعيا عاما للمحاكم العسكرية وكان من مؤسسي ما يسمي بدائرة المباحث في حينه أو المخابرات الآن . وهو معروف جدا في البلد .. لا أخفيكم من حرجي أن يشاهدني الناس أحادث شخصية أمنية معروفة ركضت للسيارة وركبت بها  . ضحك وأخذني الى مكتبه في الدائرة . وكأي أصدقاء سألني عن أحوالي وظروفي . قال لي بأنه يقوم بتشكيل دائرة جديدة في الدائرة وأضاف : أريدك أن تعمل معي . 

رفضت في البداية . 

قال مستطردا : إسمع يا عدنان أريدك أن تكون بقسم التجسس الإسرائيلي بسبب إتقانك غير العادي للغة الإنجليزية ؟

 لحظات .. فكرت بوالدتي التي تموت في نابلس … ” أم عدنان ” التي كانت تقول لي حين كنت طفلا أنا لا أستطيع القراءة أريدك أن تتعلم حتى تقرأ لي الفاتحة على قبري … وهو ما قمت به بزيارتي الأخيرة بداية الألفية الثالثة لفلسطين ذهبت لقبرها لأبكي . 
أخبرني بأنهم سيقومون بتدريبي 
قلت له مستغربا أنا سألبس الزي العسكري
قال نعم 
قلت له لا أنفع .. أنا كنت شيوعيا .. جن جنونه وقال لي كيف ومتى ؟!!
أجبته:  أتذكر حين كنت تزورني في نابلس حين كنت مدعيا عاما … كنت في حينه شيوعيا .. إحترمت اختيارك أن تكون “رجل مخابرات” عليك أن تحترم خياراتي .
طلب مني أسماء الشيوعيين أصدقائي فرفضت إعطائهم له … 
قال لي أنا الآن أكثر إصرارا على تعيينك  . و سأعينك ملازما أولا بسبب خبرتك . 
قبلت لسببين : أمي لاكون قريبا منها والتجسس لصالح الدولة على إسرائيل .

• كيف كانت سنتك الأولى في المخابرات ؟!!

– عشت في عمان وكنت أزور نابلس نهاية الاسبوع . حتى معركة السموع في 14 – 11 . دخلت الدورة العسكرية التدريبية كأي مرشح جديد  وكنت أكبرهم سنا في حينه . وكتب المدرب لأبي رسول بأنني كنت كثير النقاش ومحلل سياسي من الطراز الرفيع . فغير مدير المخابرات رأيه وعينني في دائرة التحليلات السياسية والتقارير الصحفية ومن هذه التقارير كان لدي القدرة لقراءة الميول والإتجاهات . بعد التقرير الثالث قال الملك لأبي رسول : التقارير تغيرت وأصبح مضمونها مختلفا .. فظن مدير المخابرات ” مديري ” بأن التقارير الجديدة لا تعجب الملك . ولكن الملك أخبره بأن التقارير فيها تحليلات مختلفة للأفضل وبأنها أكثر موضوعية ما سابقاتها . أخبره الجنرال الكيلاني عني فطلب جلالته لقائي . فكانت أول مقابلة . ونحن بثقافتنا الفلسطينية قد نختلف بتكويننا عن الكثير من الدول العربية إذ لم يحكمنا حاكما من قبل وإنما الإنجليز بعد “سايكس بيكو”  . لذلك فإن مقابلة المسؤولين لا تخيفنا وترعبنا كما البعض .. فكنت أتحدث معه باحترام كملك وكنت أتحدث بأدب وأريحية تامة ولكن دون خوف فأحس كما أخبرني لاحقا بأني مختلف  . فأصبحنا أصدقاء . 

بعد ال 67 كثرت تلك اللقاءات وكنت أكتب بتقاريري الميول , وكان الملك يرى بأن توقعاتي قد تحققت . فأصبح كلما زار الدائرة يجتمع مع الجميع ومن ثم يطلب من المدير أن يدعوني لوحدي فاجتمع به بمكتب المدير  . وكنا نحادثه بالإتجاهات ووجهات النظر المستقبلية وتصوري الخاص لما ستكون عليه الأوضاع . 

• معلوماتنا بأنك قدمت إستقالتك من المخابرات بعد حرب الكرامة ؟

حدث هذا في عام 68 كان جلالته  سعيدا بانجازات “حرب الكرامة ” . وحين طلب رأيي قلت له في حينه بأني لاحظت في العشرة أيام الماضية بأن “إعلام أبو عمار” يعمل على تجيير النصر له وللفصائل الفلسطينية دون ذكر لدور الجيش الأردني . ويبدو أن الحكومة الأردنية غير واعية لما يجري . لا تصريحات ولا ردود على هذه الإدعاءات . وأضفت في حينه: ” إن بقي الوضع كذلك سيهتز عرشك خلال عامين” . 

غادر جلالته المكتب شبه غاضب ولحق به محمد رسول الكيلاني ليوصله لسيارته . ثم عاد لمكتبي وعاتبني كجنرال كبير صائحا هل يعقل أن تقول للملك بأن عرشه سيهتز ؟!! . 

بعد أن أنهى غضبه قمت وبهدوء بلملمة بعض حاجاتي الشخصية من المكتب و قدمت إستقالتي . 

قال لي .. ولم تقدم إستقالتك؟!!

قلت له بأني كنت أعتقد حتى اللحظة بأني ضابط مخابرات ولكنكم تبحثون عن مهرجين . وأنا لست مهرجا … ليست مهمتي على اية حال أن أضحك الناس أو اغضبهم . قمت بدوري الحقيقي أمام الملك . صراخك في وجهي لا يعجبني وأنا رجل ذو كرامة ولن إقبل إهاناتك لذلك أقدم إستقالتي.

ظروف البلد ذهبت بالطريق الذي حددته وكعادته الملك كان يراقب ما يجري . فعاد الى الدائرة وطلبني بعد أسبوعين . وقال لي بأن الأمور تسير بالطريقة التي تحدثت عنها . 

في تلك الفترة تقاعد أبو رسول وجاء مضر بدران مديرا جديدا للدائرة الذي أخبرني بأن جلالته يرغب بإرسالي في دورة حرب نفسية متخصصة الى بريطانيا . تم إستقبالي في الكلية الحربية وتم إستضافتي في قاعة محاضرات وكنت لوحدي في الدورة وقاموا بعرض فيلمين على ” البروجيكتر ” سألني المحاضر عما كان الفيلمين . قلت له عن حرب السويس أحدهم لبريطانيا والأخر من إنتاج مصر . قال لي ما رأيك في الفيلمين . قلت له الإنتاج المصري كان أفضل من البريطاني . قال لي لماذا هل لك أن تكتب لنا الأسباب . حين قرأها قال لي هل تعلم لم أنت هنا . أنت هنا لتعلم هذه الأسباب . أنت لست بحاجة لتلك الدورة . ستتناول معنا وجبة الغذاء وستعود للأردن . 

• يقال بأنك أكثر من قضى مع جلالة المغفور له ساعات عمل بين أقرانك . 

– مجموع ما قضيت مع جلالته 8 سنوات و3 اشهر دون إنقطاع , وهي أطول مدة لشخص يخدم في معيته دون إنقطاع . وهو ما جعل البعض يشعر بالغيرة والخوف من هذه العلاقة . إسمع يا محمد أنا عمري الآن 80 عاما وأدعي بأن لدي الكثير من الحكمة . كان البعض يخشى جلالته ولكنه كان يحترمني وقريب مني لاني لم أطلب منه شيئا . وكنت ولا زلت أعتقد بأنه كان رحمه الله لا يخيف مستشاريه . لا يضطرك بأن تنافق وإسماعه ما يحب سماعه . كان يطلب من الجميع أن يقولوا كل ما بالهم . ولكن بعضهم كان يخشى الحقيقة . كنت أقول له بأنك صاحب القرار أنا فقط أقول ما لدي بلا خوف ولا رغبة بإرضائه وكنت أقول ما أعتقد بأنه مصلحة للوطن .

• بدايتك كانت في حكومة عسكرية اول مرة. وفي ظروف ايلول الشهير. واحداث الشعب الداخلي حينها. وكنت جزءا من غرفة عمليات الدولة ضد التنظيمات. اليوم.، أين يقف ابو السعيد من الدولة وغرفة عملياتها في التعاطي مع ذوي الاصول الفلسطينية؟

– أنا دافعت عن الدولة عام 1970 … ونجحنا بحمد الله … التطورات التي حصلت في المنطقة تبرر موقفنا في حرب أيلول . إنقاذ الدولة كان شيئا مهما . معظم الفصائل تشكلت من الأحزاب الأيدولوجية وليست من فتح وهو الحزب الوطني . القانون وحفظ النظام أمر أساسي في أي دولة . من يمتلك بأنه يملك الحقيقة فهو لا يسكت حتى يتم القضاء على النظام . ولو عاد التاريخ سافعل نفس الشيء

• الانطباع السائد انك كنت الاكثر تشددا تجاه العلاقة مع منظمة التحرير خلال توليك وزارة الاعلام !!

– هذا كلام غير دقيق . كنت وزير الإعلام وكان هذا عملي ولم يكن متشددا . كانوا هم وسوريا والجزائر ومصر وحتى الكويت . وكانت المعركة السائدة في المنطقة العربية هي المنطقة الإعلامية بين الأردن المتهم بما سمي بالمجازر والجرائم التي أخرجت الفدائيين . من سيقود المعركة الإعلامية .. وزارة الإعلام التي كنت أرأسها . فطلب مني بعدها أن أكون وزيرا مدنيا .

• هل من ذكريات عن تلك الحقبة ؟

– عند إلقاء القبض على أبي جهاد وأبي إياد وإبراهيم بكر وشخص أخر لا أذكر إسمه … أخذني مدير المخابرات في حينه لزيارتهم في مكتب وضعوا لهم فيه بعض الأسرة ولم يتم سجنهم .. قال لهم المدير هذا هو خبيرنا الأمريكي الذين تتحدثون عنه – كان إعلامهم يتهم الأردن في حينه بجلب خبراء أمريكيين لادارة الأزمة – كان موقف أبو جهاد وإبراهيم بكر عاديا لكن أبو إياد ويبدو بحكم – غزاويته – قال لي أعرف عنك منذ أيام الكويت وأنت وطني ومحترم وهذا بحكم علاقة أهل غزة بالعلاقة مع مصر الحاكم والمحكوم  . 

• قلت في تبرير موافقتك على المشاركة في الحكومة انه ” إذا تغير النظام بالأردن فستنتهى فلسطين لأنه حينئذ ستقول إسرائيل أن الأردن أصبحت فلسطين ” هل توقف اليمين الاسرائيلي عن هذا الطرح ؟؟..وهل تعتقد بان هذا الخطر بات بعيدا عن الاردن بعد 40 عاما من قبولك بالمشاركة ؟؟

– لو خسرنا المعركة في عام 70 لكانت الحجة أمام إسرائيل هائلة بأن الخطورة ستصبح بتجمع العراق والدول العربية في الأردن وستخرج الفلسطيين من الضفة للأردن  . نحن ندرك بأن تصرف إسرائيل في الضفة لم يكن تصرف بأنها دولة محتلة وإنما دولة قامت بتحرير أراضيها من الأردن . كان لديها خطة جاهزة لحكم ذاتي مؤقت بعيدا عن الأردنيين . فالتقت بأعيان فلسطين بعد 3 أيام على إحتلال 67 ضمن عقلية بأن ما يفعلون هو ” تنازل ” ا من قبلها بترك الفلسطينيين ليعيشوا على أراضيها . الكلمات مهمة جدا في صياغة العقود .. خصيصا تلك السياسية منها. 

• ذهبت الى ياسر عرفات وابو جهاد لتوقيع اتفاق ثنائي خلال الثمانينيات ولكن ولكن الزعيمين الفلسطينيين رفضا الاتفاق وكان ابو جهاد الاكثر تشددا في رفضه باعتقادك لماذا وضعت منظمة التحرير حدا للتنسيق مع الاردن في ذلك الوقت ؟

– لم يكن لي علاقة شخصية مع المنظمة وإنما علاقتي الرسمية . كنت في حينه في الديوان الملكي . وحين فشل أبو عمار في بيروت وبعيد ذهابه لتونس أحس بالغربة لبعده عن فلسطين . فساعدناه أن يقيم المؤتمر الوطني الفلسطيني في 84 في عمان . وأذكر بأني من كتب لقاء الملك في هذا المؤتمر . كان أبو عمار يعلم باتصالات الملك السرية مع الإسرائيليين واكتشف المغفور له بأنهم لن يتنازلوا عن الأرض . وحججهم الكبرى كانت الأمن وبأنهم لا يثقوا بعرفات . كان الحل أن نؤجل هذه الحجة لديهم خصيصا بعد إزدياد الحركة الإستيطانية وكنا نحس بخطورة مرور الوقت وازدياد المستوطنات . والملك كان أيضا يخاف من عامل الوقت . إعتقدنا في حينه إن تمكنا أن نصبح شركاء في إسترداد فلسطين منهم عبر مفاوضات سليم وتقديمها للمنظمة ضمن كونفدرالية لسحب حجة الأمن من إسرائيل وكلفت أنا من الملك وخالد الحسن من قبل أبو عمار فأنجزنا ما سمي باتفاق شباط عام 85 وقلنا لاعطاء هذه الإتفاقية البعد الواقعي والعاملة تشكيل وفود مشتركة تذهب للدول الخمس في مجلس الأمن . قبل وصول هذه المرحلة كان أبو عمار يغير الإتفاقية وقمنا بتعديلها … وقمنا بطباعتها حسب التعديلات الأخيرة وكلفني الملك أن أزوره في بيت الضيافة لتوقيعها بعد توقيع الملك عليها .. طلبت منه أن يوقع .. دخل ابو جهاد للغرفة وأومأ لأبي عمار فقال الأخير لا أستطيع أن أوقع الأن ولا بد من أخذ رأي زملائنا في الكويت .. قلت له ” إسمع يا أبا عمار … أنا لن أنقل الرسالة عليك أن تتصل أنت مع الملك ” ففعل ذلك وخرج ولم يعد.

كان يهمنا في حينه أن يلتقي الجانب الأمريكي مع قيادة المنظمة .. نسقنا اللقاءات مع ريتشارد ميرفي … ولم يتوصلوا لنتيجة . عندها أعلن المغفور له في خطاب عام 1985 بأنه لا فائدة من كل هذه المحاولات واللقاءات .
لاستيعاب الوضع الفلسطيني تاريخيا . سنتحدث عن حقبة ما بين 67 الى 93 .

الأمم المتحدة في حينه عينت الوسيط الدولي ولكن إسرائيل كعاداتها حاولت ” شراء الوقت ” ..في 72 وبعد أن خرجت المنظمة وأصبح لدينا إستقرار أمني في الداخل . كان الملك يعلم بأن اسرائيل ستبدأ بإخراج الفلسطينيين الى الأردن . فقدم الملك الإقتراح التالي . قام بتشكيل لجنة لدراسة مقترح ما سمي في حينه ” المملكة العربية المتحدة ” لتشكيل “فيدرالية” بين الأردن وفلسطين . كنا نفكر هنا في الأردن إيجاد حل وسط لأن أبو عمار كان يريد الضفة بالكامل . تم رفض الاقتراح من 3 أشخاص هم أبو عمار وجولدمائير والسادات . رفضه السادات تقربا للمنظمة ..رفضته إسرائيل لقناعتهم بأن الأردن تريد الأرض لاعطائها للفلسطينيين . أما أبو عمار رفضها لقناعته بأنه يستطيع تحريرها .. وأعتقد شخصيا بأن سبب هذا الموقف هو ثقافته عن الصهيونية ” ثقافة ضئيلة ” …

وهنا بدأ الأردن يفكر بطريقة مختلفة .. حل المعضلة عن طريق فلسطينيين من الداخل ” البلديات ” وإحضار احد خصوم أبو عمار لادخاله كإسم فتم إختيار ” أبو الزعيم ” الذي سكن في حينه داخل عمان .. وبدأ بزيارة المخيمات . دخلنا للتعامل معهم عبر خطة تنمية إقتصادية لمساعدتهم . كل هذا حصل بعد عناد وتصلب ومراوغة مواقف المنظمة في حينه .. أثناء هذا الوقت حصل ما لا نتوقعه .. الإنتفاضة الأولى وهي ما أوصلتنا ل ” فك الإرتباط القانوني والإداري ” عام 1988 .


مشاجرة ساخنة بين الامير الحسن وعدنان ابو عودة حول الموقف من القدس

اندلع خلاف حاد ونقاش متوتر بين الامير الحسن، وعدنان ابو عودة، رئيس الديوان الملكي الاسبق، اديا الى انسحاب ابو عودة من ندوة دراسية عقدها منتدى الفكر العربي في عمان، وترأسها الامير الحسن، وحضرها جمع من الباحثين والسياسيين ورجال الدين الاردنيين والفلسطينيين.


وقد نشب هذا الخلاف الساخن بين الطرفين على خلفية الموقف من القدس والمقدسات التي انعقدت الندوة الدراسية في المنتدى العربي، لغرض بحث واستعراض المخاطر التهويدية التي تحيق بها، وتهدد عروبتها واسلاميتها ومسيحيتها.


وفي التفاصيل ان الباحث الفلسطيني الدكتور مهدي عبد الهادي الذي قدم خلال الندوة، ورقة بحثية متميزة، قد كشف في ورقته عن حجم الاهمال العربي للقدس والمقدسات، وكثرة الاخطار المحدقة بها، ثم قال ان الرئيس الامريكي اوباما سيزور الاماكن المقدسة لدى وصوله الى اسرائيل في شهر نيسان المقبل، حيث يكون المسؤولون الاسرائيليون في استقباله عند زيارته لحائط البراق، ويكون نفر من رجال الدين المسيحي العربي والاجنبي في استقباله عند زيارته لكنيسة القيامة، ولكن احداً لا يعرف حتى الآن من الذي سيكون في استقباله عند زيارته للمسجد الاقصى.


واقترح عبد الهادي ان يتولى مسؤولون اردنيون يتقدمهم الامير الحسن مهمة استقبال الرئيس الامريكي لدى زيارته للمسجد الاقصى، نظراً لان معاهدة وادي عربة قد اعطت للاردن حق الولاية الدينية على المقدسات الاسلامية في القدس.


غير ان عدنان ابو عودة الذي كان يشارك في الندوة قد اعرب خلال مداخلة قصيرة عن خشيته من ان بند الولاية الدينية الاردنية على المقدسات الذي ورد في معاهدة وادي عربة ليس كافياً لحماية الاقصى وباقي المقدسات الاسلامية بالقدس من اخطار الهدم والتهويد، وقال انه قد اعترض مبكراً على الصياغة الواردة في المعاهدة بشأن الولاية الدينية الاردنية، وحذر منذ ذلك الحين من ضعف هذه الصياغة بما قد يتيح للمحتلين النفاذ منها والالتفاف عليها.


ولم يكد ابو عودة يكمل هذه العبارة حتى ثار الامير الحسن واستشاط غضباً وهو يردد بصوت عالٍ انه لن يسمح لاحد بالتطاول على اخيه الملك حسين، ويشوه مواقفه ومواقف الهاشميين من القدس والمقدسات في فلسطين، وهو ما ادى الى رد غاضب ايضاً من ابو عودة، استنكر فيه سوء فهم الامير لاقواله ومداخلته التي انتقد فيها نصوص المعاهدة وليس جهود ومواقف الملك حسين.


غير ان وتيرة الجدل والصراخ ارتفعت واشتدت بين الطرفين، ما حدا بالامير الى الوقوف ومحاولة مغادرة الندوة غاضباً، ولكن ابو عودة نهض من فوره وقال.. بل انا الذي ساغادر هذه الندوة.


ومع ذهول الحضور ودهشتهم مما حصل، الا ان كلاً من البطريرك فؤاد الطوال، وطاهر المصري وآخرين قد سارعوا، بعد مغادرة ابو عودة، لتهدئة الامير واقناعه بمواصلة رئاسة الندوة.



الجدير بالذكر ان اقتراح الدكتور مهدي عبدالهادي بخصوص زيارة اوباما المنتظرة للقدس، قد فتح عيون كبار المسؤولين الاردنيين على هذا الموضوع، ودفعهم للعمل جدياً على انتداب فريق رفيع المستوى ليكون في استقبال الزائر الامريكي امام المسجد الاقصى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عدنان ابو عوده Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان ابو عوده   عدنان ابو عوده Emptyالخميس 08 ديسمبر 2016, 1:30 am

عدنان أبو عودة.. من النظام إلى التمرد عليه
سامي كليب: مرحباً بكم أعزائي المشاهدين إلى حلقة جديدة من برنامج زيارة خاصة، كان يمكن لضيفنا أن يصبح عاملاً في معمل صابون كحرفة والده في نابلس الفلسطينية أو يصبح ميكانيكيا لتصليح السيارات كما بدأ في بداية حياته، لكنه صار رئيساً للديوان الملكي الأردني ووزيراً للإعلام خصوصاً في فترة المواجهات الفلسطينية الأردنية، رحلة عُمر مع وزير الإعلام الأردني السابق ورئيس الديوان الملكي السابق في الأردن عدنان أبو عودة.
عدنان أبو عودة: أنا ابن الدولة الأردنية، يعني أنا لي تاريخ في الأردن وإسهام في مسار الأردن لمدة لا تقل عن ثلاثين عاماً وفي فترة من الفترات كنت ضمن الدائرة الداخلية في اتخاذ القرار وكانت فترة صعبة وفيها اتخذت قرارات صعبة وهامة لذلك يهمني ماذا يجري في البلد.
سامي كليب: من الصعب تصنيف عدنان أبو عودة في موقع محدد بين موال أو معارض للعرش الأردني اليوم فالمستشار الملكي السابق ورئيس الديوان الملكي لسنوات طويلة أمضى الجزء الأكبر من حياته هنا في الأردن وترعرع في كنف العاهل الأردني الراحل الملك حسين وبرعايته، لكنه لم يعد يتوانى منذ فترة عن توجيه انتقادات تطال صوب التركيبة الديمغرافية المعقدة للأردن أي العلاقة الفلسطينية الأردنية ولعل ذلك بالضبط ما دفع الملك عبد الله الثاني لوضع حد لخدماته وهذا ما دفعني في مستهل حديث الذكريات هذا لأسأله عما إذا كان يُصنف نفسه بالمُعارض وهل يتعمد الإزعاج في مواقفه الأخيرة بشأن ما يصفها بسياسة التمييز حيال الفلسطينيين؟
من ورشة الميكانيكا إلى الديوان الملكي
عدنان أبو عودة: التعبير عنها هو الذي يزعج لكن الآراء هاي معروفة ومنتشرة لكن وعدد كبير من الناس يُعبِّرون عنها كل بطريقته، حينما أعبّر عنها أنا شخصياً قد تكون مزعجة لأنه يُأخذ كلامي مأخذاً آخر لأسباب لها علاقة في موقف سابق يتعلق بالكتاب اللي كتبته عن الأردن فخلقت نوعا من الحساسية عند المستمع لي أو القارئ ليأخذني مأخذ آخر غير الذي يتحدث بنفس الطريقة عن نفس الموضوع، طبعاً الحديث الأساسي في الأردن هو عن الإصلاح..
سامي كليب: على كل حال يعني أمضيت الجزء الأكبر من حياتك في الأردن يعني فقط 17 عاماً في فلسطين حيث وُلدت عام 1933 في نابلس ثم فيما بعد إلى الأردن.. يعني في عام 1951 تقريباً حاصل على الجنسية الأردنية.
عدنان أبو عودة: عام الـ 1950 صرت أردني سنة الـ 1951.
سامي كليب: يعني 56 عام وأنت تحمل هذه الجنسية وثلاثين عام تقريباً.. ثلاثون عاماً في العمل في السياسة الأردنية إذا ما حسبنا ضابط المخابرات ثم الوزير وما بعد وصولاً إلى رئاسة الديوان الملكي، هذا يقودنا طبعاً إلى التصنيف بين أردني وفلسطيني في الواقع، هناك تصنيفات عديدة سمعناها حضرتك عبَّرت عن بعضها في الكثير من المناسبات ولكن لو صنفناك اليوم هل أنت فلسطيني نازح إلى الأردن؟ هل أنت لاجئ للأردن؟ هل أنت أردني 100%؟ أم فلسطيني منتقل من مكان إلى آخر داخل فلسطين؟
عدنان أبو عودة: لا أنا أردني منذ عام 1950 وسأبقى أردنياً حتى نهاية حياتي، لكني لست نازحاً ولست لاجئا.. أنا من تلك الفئة الثالثة من الأردنيين من أصل فلسطيني وهي التي تحركت بين الضفة الغربية والضفة الشرقية كما يتحرك أي مواطن في أي بلد ثاني مثلاً من طرابلس إلى بيروت أو من حلب إلى دمشق أو من فلادلفيا إلى واشنطن دي سي أو من نيويوركشير للندن سيتي.. يعني في ضمن بلده، فإحنا هذه الفئة الثالثة اللي تحركت من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية إما بحكم الوظيفة أو بحكم العسكرية بالجيش أو بحكم التجارة والفرص التجارية، الانتقال من بلد إلى بلد ثانية فيها فرص أفضل من البلد الأولى، هذه الفئة هي الأهم في التكوين الأردني لأنها كانت نتاج الاندماج الذي تم بين الضفتين وكان التعبير عن هذا الاندماج هو أن أصبح الجزء من البنية بتاعة المملكة الأردنية الهاشمية.
سامي كليب: يعني عملياً تعتبر نفسك انتقلت من منطقة فلسطينية إلى منطقة فلسطينية أخرى والتي أصبحت فيما بعد..
عدنان أبو عودة: لا أنا لما انتقلت كانت اسمها الضفة الغربية من الأردن إلى الضفة الشرقية من الأردن.. فأنا بالأردن، لما ضُمت الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية كان اسمها الضفة الغربية من الأردن إلى الضفة الشرقية والاثنين مع بعض اسمهم المملكة الأردنية الهاشمية.
سامي كليب: يعني باختصار حضرتك أردني؟
عدنان أبو عودة: أنا أردني طبعاً.
سامي كليب: لا من أصل فلسطيني ولا نازح؟
عدنان أبو عودة: لا أردني إذا أردت أن تبحث عن الأصول فأنا أردني من أصل فلسطيني مثل ما في أردني ثاني من أصل شركسي.
سامي كليب: عدنان أبو عودة من مواليد نابلس عام 1933 ودخل المدرسة تقريباً بالتزامن مع الحرب العالمية الثانية وكان في طريقه إلى المدرسة يلتقي بالمستعمر الإنجليزي أو يمر بمقابر الشهداء فكانت بداية الأسئلة عن الاستعمار والاحتلال.
عدنان أبو عودة: هي بداية ما هو الشهيد، ثم بالمدرسة قصص كان يرويها الأطفال عن الشهيد اللي من حارتهم أو الشهيد فلان أو كيف وقف والإنجليز ضربوه والجواسيس وصلوه إلى الإنجليز وإلى آخره.. قصص من هذا النوع، فبدأ وعي على الموضوع الوعي هذا اتسع شوي، في المنطقة اللي كنت ساكن فيها دخل جيش بريطاني وأخذوا الضباط يستأجرون بيوتاً هناك، فكنت في طريقي إلى المدرسة أو آتياً منها أمر عن هذه الأماكن عليها حرس وكان الوالد حرصاً منه علي علمني كلمتين أو جملتين في الصباح قل وأنت مار (Good morning) وفي المساء (Good evening) فأدركت إنه يعني بداية إدراك إنه في شيء غريب له سلطة وعليك أن تتقي شره هذا الغريب ذو السلطة، تدريجياً صرنا نفهم معنى إنجليز واحتلال كان هذا بتفكير الطفولة أولاد مدارس.
سامي كليب: على ذكر الوالد من يقرأ سيترك في الواقع يفاجئ بهذا الانتقال من عائلة متواضعة فقيرة عمليا يعني إلى رئاسة الديوان الملكي إلى مستشار للملك في الأردن، فهمت إنه والدك كان عاملاً في معمل للصابون.
عدنان أبو عودة: كان عامل فني يعني حتى لا نخلط الأمور يعني لأنه حرفته كانت هي حرفة تورث بالعائلة وهو وارثها ليس من عائلتي نحن لسنا صناع صابون من عائلة أخواله وأخواله كانوا متفضلين عليه إنهم علموه تلك الصنعة.
سامي كليب: شو كانت حرفة عائلتك الأساسية؟
عدنان أبو عودة: عائلتي كانوا معظمهم بقالين وتجار صغار، إنما الحرف.. لأنه أصلنا فلاحين، في الأساس إحنا أصلنا قرويين.
سامي كليب: عشت الفقر في طفولتك؟
عدنان أبو عودة: لا أسميه فقر لأنه.. لا أسميه بمعنى فقر يعني لأنه معظم الناس كنا مثل بعض.
سامي كليب: والوالد كان مسيَّس؟ كان يتعاطى السياسة؟
عدنان أبو عودة: الوالد لا كان عنده فكرة يتكلم عن الإنجليز وعن اليهود إنه ها دول أعداؤنا يعني وأكثر من هيك ما عنده يعني، بالمناسبات يتكلموا فيها، طبعاً المناسبات هاي المناسبة هاي اتسعت أثناء الحرب العالمية الثانية لأنه الإنجليز فرضوا على الناس أن ضمن التذكية دهن الزجاج في البيوت باللون الأسود بالصباغ الأسود لأنه حدثت بعض الغارات الألمانية على حيفا فكل فلسطيني هما دول الفلسطينيين صاروا يحطوا اللون الأسود، طبعاً هذا الكلام بحد ذاته أنشأ جو معين فكان الجار لنا وهو خال والدتي هو الوحيد اللي بالحارة عنده راديو تبع بطارية كبيرة فكل أهل الحارة كانوا يروحوا وكنت أذهب مع والدي نسمع الأخبار بالراديو، من حديثهم كنت ألتقط أخبار شيء اسمه ألماني وشيء اسمه إنجلترا وشيء اسمه اليهود كلام عام لكن كنت قادر على التقسيم.
سامي كليب: بس كان الدك يجنبك الكلام السياسي وأنت صغير؟
عدنان أبو عودة: لا لم يحدث هذا أبداً الوالد وأنا صغير ما كانش يتابع إنه ماذا كنت أسمع ولا أسمع ما كان يعرف شو اللي بيترسب عندي..
سامي كليب: طبعاً حرفة الوالد التي تعلمها كانت إذاً فني في معمل صابون، كان من المفترض أن تصبح أنت أيضاً فنياً في معمل صابون على إعادة توارث الحرف ولكن ذهبت باتجاه ميكانيكي السيارات ولا يزال حتى اليوم وفق ما فهمت أثر البرغة السيارة التي كنت تصلحها فيها.
عدنان أبو عودة: هو الحقيقة هذه كانت صدفة قطعت المسار اللي هي 1948.. 1948 أنا كنت بالأول ثانوي يعني صرت شاب.
سامي كليب: 15 سنة.
عدنان أبو عودة: أه 15 سنة شاب صرنا ندرس علوم وفيزياء وكيمياء وكلام من ها النوع، أُغلقت المدارس لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين القادمين من الساحل فأُغلقت مدرستنا، لما أغلقت في عادة نابلسية قديمة مثل المدن العربية الأخرى في تاريخنا العربي ما يسمى بالإنجليزي (Scholarship) أو ما يسمى باللغة العربية حطه عند المعلم، مافيش ها ديك الأيام ملاعب (Football) ولا بولينج ولا وفي هوايات الهوايات غالية وخاصة بهذه الأيام، فالولد بينضب عند أبوه يعني إذا عند أبوه عنده نجار بيروح على نجارة خياط بيروح على خياط وهكذا إذا بقال بيروح عند أبوه بيخدموا بيجيب له أغراض بينقل إلى آخره.
سامي كليب: طبيعي شو آخذك عند ميكانيكي السيارات.
عدنان أبو عودة: فأنا قدمت قال لي باعتباري وحيده كان يصعب عليه مهنته صعبة وشاقة تحتاج إلى دقة وقوة عضلية فهي متعبة، فقال لي لا أنا ما راح من بابا الحرص علي إنه لا أعلمك هذه المهنة لأنها شاقة ومتعبة فاختار أنت أي مهنة، فأنا كنت أعتقد إنه أنا ما يليق بي من أول ثانوي بأدرس فيزياء ليس المهن القديمة التقليدية لابد أن أبحث (Suffocated) فقلت ميكانيكي.
سامي كليب: إنه ميكانيكي السيارات مهنة مهمة؟
عدنان أبو عودة: ميكانيكي سيارات آه لأنك بتتكلم عن آلة، بتتكلم عن طاقة، بتتكلم عن آلة يعني بداية فهمنا للأمور إحنا كطالب، فاعتقد أنا إنها تليق بي أكثر بمستواي العلمي، فذهبت إلى أن أصبح ميكانيكي فذهبت إلى جراج.
سامي كليب: طبعا يعني فقط للتعرف على بدايتك المهم الكلام حول هذا الموضوع لأنه يطيل فيه هناك مواضيع أهم ولكن فيما بعد كنت تنوي أن تستمر في العمل، الوالدة في الواقع رغم أنها غير متعلمة هي التي دفعتك نحو وقف عمل ميكانيكي السيارات وإكمال علمك.



الدراسة وتفتح الوعي واتساعه
عدنان أبو عودة: أيضا ذاك جاء بالصدفة أيضا، كنا في يوم من الأيام نتناول العشاء على الطبلية الوالد والوالدة وأنا وأثناء تناول الطعام التفت إلي وقال رحمه الله يا بني بلغت اليوم من المعارف أي دائرة المعارف أو وزارة التربية والتعليم كان اسمها دائرة المعارف بُلغت أن المدرسة ستفتح بعد أسبوع فماذا أنت فاعل؟ هل ستعود إلى المدرسة أم ستبقى ميكانيكي؟ فأجبت بسرعة سأبقى ميكانيكي، فصرخت الوالدة وكانت أمية رحمها الله.. صرخت باكية في وجهي وفي وجهه، في وجهه تلومه لماذا يسألني وفي وجهي أيها الأبله هذه شو بدك من هذه القصة هذه وأنت ولد شاطر، شو بدك وللوالد عاطفيا باعتباري وحيده إن هذه المهن للي عندها خمس أولاد وست أولاد يعني بمعنى تذكره إن أنا وحيد، فدافع عن نفسه بأنه أنا الحقيقة لم أفرض عليه إنما سألته سؤال وهو الذي أجاب، فأنا حقيقة حرصا على رد فعلها العاطفي واللي اختلط بالبكاء قلت لها لا سأعود إلى المدرسة.
سامي كليب: وعدت؟
عدنان أبو عودة: وهكذا عدت إلى المدرسة بالصدفة كانت عبارة عن صدفة ولم يقل لي لو لم يقل في تلك الفترة لفتحت المدرسة وعلمنا فيما بعد أنها فتحت وربما لم أعود إليها لأنه سيقول لقد تأخرت.
سامي كليب: والدة عدنان أبو عودة التي كان لها الفضل الأكبر في حثه على التعلم ومتابعة الدراسة بدلاً من حرفة الصابون أو ميكانيكي السيارات تُوفيت في فلسطين ولم يستطع زيارة قبرها إلا بعد 29 عاماً التي.. قرأ الفاتحة على قبر أمه وبكى كان هناك من ينظر إلى بكائه ويعتبر أن فيه شيء من الندم على ابتعاده جغرافياً وسياسياً عن أرض الوطن ولاقترابه إلى حد الاندماج من الوطن الثاني الأردن.
عدنان أبو عودة: من أسوأ الأمور اللي مرت علي بحياتي هو هذا التعبير إنه هل.. يصل الحد عند بعض الناس أن يعتبروا البكاء له جنسية لأن.
سامي كليب: فقط لتفسير المسألة إنه البعض اعتبر إنك تبكي..
عدنان أبو عودة: أكيد ده كشف عن وجهه الفلسطيني.
سامي كليب: أه بالضبط.
عدنان أبو عودة: هل تبكي على قبر أمك في فلسطين كشفت عن وجهك يعني..
سامي كليب: وكأنك نادم على أردنيتك.
عدنان أبو عودة: تخيل أن يفسر البكاء على قبر والده لها هذه الظروف..
سامي كليب: فكرت إنه كان يجب أن أبقى هنا إلى جانب شعبي مباشرة وليس في دولة أخرى حتى لو أصبحت جزء من هذه الدولة الأخرى..
عدنان أبو عودة: لا حلمت إن تصير فلسطين أخرى وربما حلمت إنه في التقاعد..
سامي كليب: في فلسطين؟
عدنان أبو عودة: في فلسطين أتقاعد في بيتي لكن هذا لم يحدث طبعا، يعني أملنا الكبير اللي نشأ بعد 1993 و1994 بعد أوسلو وبعد معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية كان أمل جارف، يعني كنا مجروفين كثير مننا بما فيهم أنا انجرفنا بالأمل بأن الحل أصبح وشيكا والعودة أصبحت وشيكة لمن يريد أن يعود، فعشنا بهذه الفترة العاطفية اللي المخلوطة بالمخاوف والمسارات يعني بالأمل وبالخوف الخوف ألا يتحقق الأمل.
سامي كليب: شو كنت تشتاق أكثر شيء يعني في خلال غيابك عن فلسطين.. عن أرض الأهل والأجداد؟
عدنان أبو عودة: كنت أشتاق للشوارع اللي كنت أمشي فيها، للمقهى اللي كنت أجلس فيه، لملعب البلدية اللي كنت أروح أشهد فيه مباريات كرة القدم، يعني لعادات معينة، لأكلات معينة نابلسية محضة بيعملوها بطريقتهم، يعني لأشياء فلكورية خلينا نسميها.
سامي كليب: حين زرت قبر الوالدة شعرت إنه تستطيع أن تقول لها حققت لها حلمها مثلا؟
عدنان أبو عودة: أه لا يعني الحقيقة رحت أنا كإنسان يريد أن يفي.. أن يكون وفيا لبعض توقعاتها التي لم استطع اللي هي أن أقرأ لها القرآن على قبرها، يعني هكذا كانت مسيطرة علي أن اقرأ لها القرآن على قبرها وكنت أظن أنها عمالة بتسمعني يعني كنت هكذا.. يعني أصابني حالة إنه كنت أعتقد إنها الآن هي بتسمعني وهي الآن مسرورة إن أنا وفيت يعني أنا ما أتخلى عنها وكانت ظروف صعبة منعتني أني أروح لها، يعني هذه الحالة هي اللي أصابتني إنه عمالة بتسمعني إنه عمالة بتسمعني.
سامي كليب: علاقتك بالدين قوية.. بالقرآن الكريم؟ هل تمارس طقوس الدين؟
عدنان أبو عودة: سؤال محرج، أنا أمارس أحيانا لكن علاقتي بالدين بمعنى ثقافتي وإيماني الحمد لله إيماني جيد وأنا مؤمن وثقافتي الإسلامية جيدة لا بأس بها؟
سامي كليب: يقلقك تطور أو تنامي التيار الإسلامي في الأردن؟
"لا يقلقني تنامي أي تيار إسلامي في الأردن نظرا لتشكيلته الاجتماعية والتاريخية منذ الأيام الأولى لنشأة الدولة وهو ما يتمثل في مزيج بين أردنيين وفلسطينيين وخلطة من أرضيات اجتماعية اقتصادية مختلفة متنوعة بين البدوي وهم قلة إلى الفلاح إلى الموظف"
عدنان أبو عودة: لا.. لا، الأردن لا يقلقني تنامي أي تيار إسلامي فيه، الأردن تشكيله الاجتماعي وتاريخه الاجتماعي منذ أصبح دولة وانحشر هذا المجتمع بما هو عليه الآن هو خلطة من أردنيين وفلسطينيين وخلطة أيضا من أرضيات اجتماعية اقتصادية مختلفة متنوعة ما بين البدوي وهم قلة إلى الفلاح إلى الموظف تغلب عليه صفة الموظفين وصفة الموظفين لما بتغلب على شعب بالأزمات ما بتقلقك، يعني ما بتقلق..
سامي كليب: طيب سنعود على كل حال إلى مسألة الشرق أردنيين والتي أثارت الكثير من ردود الفعل ولكن خلينا نكفي لو سمحت بالمراحل التاريخية في بدايتك تفوقت في الدراسة يعني في أول امتحان حسب ما فهمت بين الضفتين الغربية والشرقية حللت سادسا في ترتيب الامتحان ولكن رغم ذلك كنت تحلم بمنحة للدراسة في الخارج لم تحصل على المنحة الأمر الذي دفعك باتجاهات متمردة أو بالشعور بانعدام العدالة إذا صح التعبير أدى بك الأمر فيما بعد إلى الدخول إلي التيار الشيوعي بعد مرور على الإسلاميين لفترة أيضا قصيرة، هل كنت تشعر منذ البداية أن هناك تمييز بين أردني وفلسطيني مثلا في هذا الشأن؟
عدنان أبو عودة: أه الحقيقة إن القصة هي يعني لها خلفية أعمق شوية من البداية اللي بدأتها، في المدرسة أنا كنت متفوق من الابتدائي إلى الثانوي وكان النظام البريطاني.. التعليم البريطاني اللي يُسمى الآن بين قوسين نظام تعليم النخب كان يعني اللي يدخل المدرسة.. إحنا آخر جيل من الفلسطينيين تقريبا ويمكن وراءنا كمان دفعة أو دفعتين من اللي دخلوا تعلموا في ظل تدريس النخب، يعني فكان الإدارة أردنية ما عدا المستشارين والقيادة العليا كانت إنجليزية، إنما من فلسطين كل إنجليزي لأن الفلسطينيين كان متروك الشرطة شركاء مع الشرطة اليهودية والشرطة البريطانية والتعليم لهم هذه مدارسهم والبقية ما في وظائف، لذلك ما كانت الوظيفة في الدولة في فلسطين هي إحدى المهن المنتشرة.. ما كانت الأردن كانت منتشرة هذا الفرق بين الاثنين.
سامي كليب: الغريبة آنذاك إنك تذكر ما حصل في مكتب أديب العامري في وزارة التربية تقول قلت له لن تختاروني بمنحة لأني من نابلس.
عدنان أبو عودة: أيوه.
سامي كليب: فطردك من المكتب.
عدنان أبو عودة: قلت له هل ذنبي أنني ولدت في نابلس فلا أخذ منحة.. ما هم قالوا لي هذا السبب الأول والثاني والثالث قالوه، فقال إذا لم تخرج أنده على الشرطي يطلعك فخرجت.
سامي كليب: شعرت آنذاك بالتمييز؟
عدنان أبو عودة: كان ساعتها..
سامي كليب: لا شعرت بالتمييز بين فلسطيني وأردني؟
عدنان أبو عودة: شعرت بالتمييز وشعرت بعنفوان السلطة القصة هي أقدم من هذا، يعني أنا نشأت في عائلة الوالد له قصته في الظلم والوالدة لها قصتها في الظلم فلجأت عندي أنا قصتي في الظلم، كان قصة الوالد وأنا صغير يتكلم عن أخوه الذي آكل ماله وأمي تتكلم عن أبيها الذي تزوج على أمها..
سامي كليب: لأنه تيتم باكرا الوالد.
عدنان أبو عودة: تيتم باكرا وعمي الكبير استولى على ما ورثه كان لجدي كان تاجر أقمشة فورث المكان ووالدي كان صغير فراح عامل يتعلم عمل حرفة أخواله اللي هي الصابون.
سامي كليب: وجدك لأمك كان تزوج مرتين؟
عدنان أبو عودة: تزوج مرة ثانية على جدتي فكانت أمي دائما تبكي حظ أمها التي تزوج أبوها عليها وحوَّلها إلى شبه جارية للزوجة الجديدة، هكذا كانت تستخدم التعبير فكنت أحس لوالدتي عندها قصة ظلم ووالدي عنده قصة ظلم..
سامي كليب: وأنت تعيش قصة ظلم أيضا؟
عدنان أبو عودة: لما كبرت أنا نشأت قصة ظلمي مع الدولة، إذا كان الأخ الكبير سلطة والأب سلطة والآن السلطة الحقيقية سلطة.
[فاصل إعلاني]
سامي كليب: هذه السلطة التي شكا منها عدنان أبو عودة سرعان ما وجد نفسه في كنفها لا بل ومن بين مسؤوليها ولكن قبل الدخول إلى معترك الأمن والسياسة في الأردن انتمي عدنان أبو عودة في بداية الخمسينيات إلى حزب التحرير الإسلامي الذي لم يكن قد اتخذ اسمه هذا بعد وإنما كان مجرد حركة إسلامية.



من الحركة الإسلامية إلى الحركة الشيوعية إلى النظام الحاكم
عدنان أبو عودة: لا هو كان بالصدفة أول من قاربوني للعمل من أجل التحضير للعودة لفلسطين، يعني هديك الفترة كانت بمفهوم وطني، هو أول من قاربوني هؤلاء ولو قاربني واحد غيرهم قبلت..
سامي كليب: بس كان في الإخوان المسلمين كمان؟
عدنان أبو عودة: بس ما قاربوني، يعني هؤلاء اتصلوا في وقالوا لي إنه إحنا بنحب أنك تيجي معنا تجمع بنبني تجمع لسه ما صارش حزب زي الناس..
سامي كليب: وأتنظمت معهم؟
عدنان أبو عودة: وأتنظمت طبعا..
سامي كليب: شو عملت شيء معين مثلا في تلك الفترة؟
عدنان أبو عودة: لا كنت أحضر الحلقات تبعهم وكنت أذهب إلى منتديات مثل نادي الكشافة على سبيل المثال أحاول أجند شباب في الحركة وكانوا يستخدموني أيضا للجدل.. كنت مجادل جيد كما يبدو كنت مجادلا جيدا فكانوا يستخدموني..
سامي كليب: ولازالت مجادلا ومثيرا للجدل..
عدنان أبو عودة: كانوا يأخذوني لم يعجز التحريري عن معالجة أخر واحد ثاني بده يناقشه بالحزب يجيبوني أنا على أساس أعالج الثاني بأستخدم منطق الكلام تبعه، فدخلت لهذا السبب لكن بـ1955 حدث بالأردن أنا صرت مدرس وأدرس بثانوية السلط في جنب عمان وحدث عندنا حدث سياسي كبير اللي هي الحكومة البريطانية أرادت أن توسع نطاق حلف (Central) حلف الدفاع المركزي اللي كان يمتد من تركيا للعراق لإيران لباكستان وكانوا بدهم يدخلوه الأردن وجاء تمبلر وخرجت مظاهرات في الأردن.. كانت مصر (Already) صار فيها ثورة ووقفت مصر ضد الانضمام إلى الأحلاف، فالشارع الأردني وقف ضد الأحلاف أنا كحزبي بهديك الأيام كان رأيي أن نخرج إلى الشارع لنشارك الناس..
سامي كليب: بس هذا ما كان رأي الحزب؟
عدنان أبو عودة: كان الحزب يكره وينتقد من يخرج ويعتقد أنه المظاهرات تنفس الغضب الشعبي، فلم جُربت في الشارع الأردني.. الشارع الأردني أوقف الحلف وجُربت وأثبت أنه لا تنفس قادرة على أن تنجز بالنسبة لي..
سامي كليب: كان سبب ابتعادك عنهم؟
عدنان أبو عودة: انتهى الموضوع هؤلاء لا.. طبعا كان صار عندي قصة الحقد على الدولة التي حرمتني من الدراسة التي كنت أعتقد أنني أستحقها فوجدت في هؤلاء ضعاف مش هم شغلي يعني فذهبت إلى الحركة الشيوعية ودخلت بالحزب الشيوعي.
سامي كليب: طب كنت تفكر بانقلاب على الدولة مثلا أو قلب نظام؟
عدنان أبو عودة: كنت لا.. لا مش انقلاب مع أنه اللي كان سائد في تلك الفترة بالأدبيات السياسية العربية في كل المنطقة أبسط الطرق هو الانقلاب العسكري للتغيير.
سامي كليب: من ناقم على السلطة إلى ابن هذه السلطة، فعدنان أبو عودة الذي أصبح ضابط استعلامات ثم وزيرا للإعلام فرئيسا للديوان الملكي في الأردن كان قبل ذلك قد انتمى إلى الحزب الشيوعي عام 1955 وعمل بين الأردن ونابلس معتقدا بأن الشيوعيين أقدر من الإسلاميين على تغيير الأنظمة.
عدنان أبو عودة: هؤلاء أقدر على التغيير أصلب، يعني يقفون أمام السلطة بصلابة مش بيهربوا ويتحججوا أنه ما يقدروش يطلعوا مظاهرة، الفكرة هيك بالأساس بذلك السن، طبعا بدك تتثقف داخل الحزب تصير تقرأ وإلى آخره، إنما تركت بالـ1958 بعد ثورة أو انقلاب قاسم في العراق لأنه بدأت الأخبار تأتي كما يذكر جيلنا جيدا الكلام هذا قبل خمسين سنة تقريبا أو أربعين سنة السحل الذي كان يحدث بالشوارع والقتل والقسوة والدماء اللي نزلت سالت بشوارع بغداد بين الجدد الانقلابيين وما بين النظام السابق وكنت أشعر بأنه ظلما ما عمال يقع هناك لأنه الناس لا تقدم إلى المحاكمات.
سامي كليب: طيب الغريب أنه هل يمكن لإنسان عنده كل هذه القناعات أنه يدخل إلى التيار الإسلامي يخرج منه لسبب أنه ما عم يواجه مليح السلطة ثم يدخل إلى الشيوعيين يخرج لأنه لم يقدم له جوابا يعني وكأن بك أنه قناعتك آنذاك لم تكن في الواقع متأصلة وماكنة..
عدنان أبو عودة: أو يمكن أن تقول أيضا أنني لست من النوع الذي يأتمر..
سامي كليب: طيب فيما بعد بجهاز المخابرات كنت ضابطا كنت تطيع؟
عدنان أبو عودة: مطيع للسلطة، الآن أنا جزء من السلطة.. ما أنا تغيرت يعني أنت بدك تأخذ الفترة الزمنية بين 1958 إلى 1965 في سبع سنوات شو حصل بالسبع سنوات؟
سامي كليب: راح نأخذها بس فقط عام 1959 كنت بسوريا على ما أعتقد وحصلت على إجازة في..
عدنان أبو عودة: الآداب..
سامي كليب: في الآداب آنذاك طبعا 1959 يعني من يتذكر هذا العام يذكر أنه والله في فترة بين الوحدة وبين الاستعداد أيضا للانفصال بين سوريا ومصر كيف عشت..
عدنان أبو عودة: كانت الوحدة بعزها..
سامي كليب: كيف عشت هذه التجربة؟
عدنان أبو عودة: عشتها مع الوحدة.. يعني مع تيار الوحدة مع تيار..
سامي كليب: يعني أعجبت بعبد الناصر مثلا؟
عدنان أبو عودة: كان لي مآخذ يعني بتلك الفترة..
سامي كليب: بالبداية ولا بعدين؟
عدنان أبو عودة: لا.. لا بالبداية بتلك الفترة كان لي مآخذ كنت..
سامي كليب: بسبب خلفيتك الشيوعية؟
عدنان أبو عودة: ربما وربما بسبب ثقافتي، يعني أنا أما أقول لك لما كنت معلم مدرسة.. يقرأ فيها بهديك الأيام يعني بالإضافة إلى الآداب والثقافة وروز اليوسف كنت أقرأ، لكن كنت أقرأ لأني كنت مدرس إنجليزي كنت أشترى ال(Time magazine) فكان عندي دائما اختلف عن اللي معي تقريبا بأنه أنا عندي بعد عالمي، كنت أفهم مما أقرأه بالصحافة الأجنبية.
سامي كليب: منذ سوريا ذهب عدنان أبو عودة إلى الكويت حيث عاود الشيوعيون الاتصال به فقال لهم إن عدنان الذي تعرفونه قد تغير وبات عنده عائلة ووظيفة جيدة وسيارة أميركية الصنع فخمة ولكن هل فعلا أن الشيوعيين طلبوا منه في حينه اغتيال محمد رسول الكيلاني الذي كان أقنع أبو عودة لاحقا بالدخول إلى المخابرات الأردنية وصار رئيسه؟
عدنان أبو عودة: نعم كان ذلك في نابلس محمد رسول كان أيامها المدعي العام العسكري صارت حالة طوارئ في البلد أعلنت بعد ما سمي بالتاريخ انقلاب أبو نوار وصار بطش بالأحزاب كلها بما فيها الحزب الشيوعي وعُقدت محاكم عسكرية في المحافظات المختلفة أو في الألوية المختلفة وكان منها نابلس وكان محمد رسول وهو زميلي مدرس كنا زملاء مع بعض في السلط مدرسين لكن هو خلص حقوق من دمشق ودخل سلك الأمن العام ثم دخل سلك المخابرات.
سامي كليب: لذلك صار رئيسك فيما بعد بالمخابرات؟
عدنان أبو عودة: صار رئيسي في المخابرات بعدين فيما بعد، هو اللي جابني إلى المخابرات الحقيقة، إحنا كنا أصدقاء وإحنا بالمدرسة كمدرسين وكان يعرف عائلته في الأصل في عائلة في الكيلاني في نابلس وكان يعرفني أنا، فكان يزورني أحيانا في بيتي، أنا الحقيقة كنت أدرس بالنهار بطولكرم وبالليل أنام في نابلس أنا أتحرك يوميا لطولكرم وعودة ففي يوم من الأيام قالوا لي إنه أعمل له عشاء وخلي الشوفير يطلع له على الشي بدنا نحط في خلالها قنبلة في داخل السيارة، قلت لهم قنبلة لمين؟ قالوا لمحمد رسول، قلت لهم أنتم بتمزحوا لا جادين يعني، قال لا أنا جاد قلت له أنت مجنون هذا الرجل بيني وبينه عيش وملح بعشيه في البيت وبقتله بعد على العشاء مجانين أنتم يعني وأخذتها في منتهى الجدية والغضب قلت لهم اسمعوا إذا قتل وأنا موجود بهذا البلد سأشير إليكم أو تعدوني أن الموضوع كله سيُنسى قالوا لا إحنا كنا نمزح وبطلنا.
سامي كليب: ورحت أخبرته؟
عدنان أبو عودة: لا ما أخبرته..
سامي كليب: بيصير؟
عدنان أبو عودة: طبعا أنا بالحزب ما بيصير، أخبرته بعد ما تركت الحزب وبعد ما دخلت المخابرات..
سامي كليب: محمد رسول الكيلاني نجا من محاولة الاغتيال هذه وكان قد أصبح لواء ومديرا للاستخبارات لكن ضيفنا عدنان أبو عودة لم ينج من إغراءاته فهو الذي جذبه إلى جهاز الاستخبارات الأردني حيث انتقل عدنان أبو عودة من التعليم في الكويت إلى قلب المؤسسة الاستخباراتية والعسكرية الأردنية كمحلل للمعلومات الاستخبارتية، كان الملك حسين آنذاك يدرك تماما حجم الكارثة التي قد تحل بالأردن في حال لم يستطع السيطرة على التنظيمات الفلسطينية، فالديمغرافيا لا تخدمه والجغرافيا ثقيلة الوطأة في جوار مضطرب لألف سبب وسبب فكان لابد له من أن يختار شخصيات فلسطينية لتكون في الواجهة، استقبل ضابط الاستخبارات عدنان أبو عودة الذي كان يحمل له تقريرا يؤكد له فيه أن العصيان المدني الذي قد تدعو إليه منظمة التحرير سوف يُلبى على الأرجح.
عدنان أبو عودة: لم يقرأه تماما لأنه الفترة اللي أخذته كانت قصيرة فأدركت أنه ما قرأه كان هو جايبني لغرض ثاني اللي هو أنا اللي باسميه الآن تاريخيا.. الحقيقة ما حدث بأيلول هو انقلاب قصر، يعني انقلب الملك على حكومته في 15 أيلول 1970 لتصويب الأمور لأنه كان تارك الأمور للحكومة والحكومة فشلت، ما كنش من السهل أنك تغير حكومة بحكومة لأنه الحكومات تغيرت كذا حكومة وراء بعض ولم تغير شيئا.
سامي كليب: في بعض الحكومات كانت تتحداه يعني..
عدنان أبو عودة: وتتحداه فكان انقلاب (كلمة بلغة أجنبية) يعني التعبير الأدق في الموضوع..
سامي كليب: انقلاب القصر..
عدنان أبو عودة: انقلاب القصر كان انقلاب قصر وبالتالي كان يتميز بالسرية، يعني أنا لما مدير المخابرات أعطاني التقرير قلت له أنا لماذا أحمل تقرير إلى جلالة الملك؟ فقال لي أنا مشغول، هو كان يعلم هو كان جزء من التخطيط..
سامي كليب: قرأت وأطلعت كثيرا وتشارك في العديد من مراكز الدراسات خصوصا في الولايات المتحدة الأميركية، لا شك أصبحت تنظر إلى ما حدث عام 1970 من مواجهات فلسطينية أردنية بعين أخرى، هل اليوم تُحمِّل المسؤولية الكاملة للجانب الفلسطيني فيما حصل أم تعتقد أنه كان مطلوب تصفية الفلسطينيين في الأردن لأسباب أخرى التمهيد لعملية سلام مع إسرائيل؟



المواجهة الفلسطينية الأردنية ودوره في الأحداث
عدنان أبو عودة: لا.. لا هو الأردن طوَّر مواقفه في مراحل مختلفة، الأردن بعد 1967 غير أردن 1970..
سامي كليب: طبعا..
عدنان أبو عودة: وأردن 1970 غير أردن 1974 وأردن 1974 غير أردن 1984..
سامي كليب: لا ولكن مسألة 1970 يعني بعد كل هذا..
"في ستينيات القرن الماضي كان هناك توافق كبير بين الأردن ومصر على المستوى السياسي والعسكري خاصة فيما يتعلق بإسرائيل ولذلك شهدت تلك الفترة تعاونا بين الجيش الأردني والفدائيين المصريين لتنفيذ أعمال فدائية"
عدنان أبو عودة: لا وبأحكي بدقة عمال أنا.. أنا بأتكلم بدقة عمال، أردن 1970 غير أردن 1967، الـ1967 تفكير الأردن كان أولا مثل ما بالأردن كان المرحوم الملك حسين شأنه شأن العرب كلهم يعتقدون أن مثال الـ1956 على مصر سيتكرر ما هو مثال الـ1956 إنه دخلت في عدوان ثلاثي بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر وبعدين وقف الاتحاد السوفييتي ضدهم.. حتى أميركا وقفت ضدهم وأمروهم بالانسحاب فانسحبوا، فكان الكل يظن أن هذا السيناريو سيتكرر وبخاصة الآن يعني الظروف أفضل من الـ1956 أن تتكرر بسلطة القانون الدولي والتوازن الدولي بين الاتحاد السوفييتي والعرب وكانوا مخطئين، بداية التفكير الأردني كان إنه مقارنة ما بين الأردن ومصر وليس مع سوريا، الأردن كان يقارن نفسه كثير مع مصر، عبد الناصر لديه قناة السويس المغلقة فهي بذاتها عامل ضاغط على الغرب تنفيذ القرار الدولي 242، بداية الأردن ليس لديه شيء يضغط به على إسرائيل آه فليكن العمل الفدائي هذه بالبدايات ولذلك الحكومة الأردنية والجيش الأردني تعاون مع الفدائيين في أولها ليشكلوا عنصر ضغط أو ما نسميه ضغط كبير محتمل في المستقبل..
سامي كليب: هذه في أي سنة؟
عدنان أبو عودة: احتلال 1967.
سامي كليب: 1967.
عدنان أبو عودة: بعد الحرب مباشرة و1968.
سامي كليب: يعني كنت ضابط؟
عدنان أبو عودة: آه أنا كنت أيامها بالمخابرات هذا التفكير الأردني.
سامي كليب: اشتغلتم يعني حضرتك اشتغلت على تجنيد فلسطينيين في هذا الإطار؟
عدنان أبو عودة: في إطار إيه؟
سامي كليب: يعني الإعداد لعمليات ضد إسرائيل؟
عدنان أبو عودة: لا أنا ما كنتش ضابط عمليات، أنا لم أقل ضابط عمليات أنا محلل من الأول للغة من اليوم الأول ليوم الاثنين إذاً هذا هو التفكير هذه مرحلة ثانية لما دخلوا الشركاء اللي نشكلهم عامل ضغط على إسرائيل تحولوا تدريجيا إلى عامل ضغط على الحكومة الأردنية فنشأت تفكير التمييز واللي استخدمته كثير أنا بإعلام الـ1970 التعبير الفدائي الشريف والفدائي الأيديولوجي وغير الشريف..
سامي كليب: خلينا منشان ما نبعد كثير عن السؤال يعني بأرجع لسؤالي يعني بأفهم منك أيضا إنه الجزء الأساسي يتحملوه هؤلاء الذين وصفتهم كما وصفهم وصفي التل شوائب العمل الفلسطيني بما حدث عام 1970، الأردن يتحمل جزءا من المسؤولية؟
عدنان أبو عودة: طبعا الأردن يتحمل أولا لم يستطع الأردن أن يضبط نفاذ هذه الشوائب إلى الجسم الفدائي.. يعني كان بإمكانه يضبطهم مثل ما ضبطوهم في بلاد عربية ثانية مثل سوريا ومثل مصر ومثل أي بلد ثاني، الشغلة الثانية الفدائيين طبعا هذا غلط الأردن، بس الفدائيين غلطوا غلطات كبيرة يعني حولوا القضية مع الأردن إلى قضية من سيرى في الضفة الغربية تماما مثل ما هو الآن يذكرني في داخل السلطة الآن حرب فصائل، إحنا كنا فصيل بالنسبة لهم عملنا بننافسهم على الضفة الغربية، ما قدروا يستوعبوا أبعاد الاحتلال اللي كان مستوعبها وصفي واللي كنت أنا مستوعبها وكمان واحد مستوعبها يعني كنا في الحكومة الأردنية.
سامي كليب: على ذكر الضفة أستاذ عدنان أبو عودة يعني لك طبعا آراء كثيرة حضرتك بالضفة بالفلسطينيين في الأردن في القدس، يقول الملك حسين في كتاب المذكرات أو بالأحرى المقابلات الطويلة معه مهنتي كملك إنه بعد حرب فلسطين انضم إلى الأردن بموافقة الشعب الفلسطيني وهنا كلمة شعب مهمة يعني، الجزء الفلسطيني الذي أنقذته القوات الأردنية وفي الواقع عندما ارتقيت العرش كان عدد السكان قد ازداد فبلغ مليونا ونصف مليون، هل فعلا الانضمام حصل بموافقة الشعب الفلسطيني؟
عدنان أبو عودة: شكلا لا، شكلا صار مؤتمر في رام الله ومؤتمر في نابلس ومؤتمر بأريحا نظموا الحكام العسكريين الأردنيين لأنه كان عنده حكام عسكريين لما دخل الجيش العربي مع العائلات الفلسطينية الموالية للمرحوم الملك عبد الله من قبل الـ1948.
سامي كليب: طيب يعني كانت تسوية بين بعض البرجوازيين الفلسطينيين والملك عبد الله؟
عدنان أبو عودة: نعم بعض لكن ليس الأغلبية الفلسطينية الحقيقة، مش هي مش ما بدأتش في فلسطين هي بدأت في لندن في 7 و8 شباط 1948 ذهب رئيس الوزراء البريطاني توفيق أبو الهدى ومع غلوب كمترجم..
سامي كليب: غلوب باشا اللي كان مؤسس الجيش..
عدنان أبو عودة: غلوب جنرال ليجلورد كان رئيس أركان الجيش الأردني.
سامي كليب: نعم الجيش الأردني وكان أيرلندي وفي الجيش البريطاني..
عدنان أبو عودة: ونحن والأردن قد استقل منذ عامين، الأردن استقل 25 أيار 1946 وأنا بأتكلم عن مالي شباط 1948، أي ثلاثة أشهر بعد قرار التقسيم نوفمبر 1947 وثلاثة أشهر قبل دخول الجيش العربي إلى فلسطين أي 15 أيار 1948، في منتصف المدة ذهب توفيق أبو الهدى بحجة أنهم سيعدلوا المعاهدة البريطانية الأردنية، يعملوا تعديلات عليها وفي لندن استقبلوا طلب مقابلة بيفين وزير الخارجية البريطاني على انفراد فقط وكان معه غلوب كمترجم وفي تلك المقابلة تم الاتفاق بناء على طلب أبو الهدى على أن تسمح بريطانيا باعتبارها في معاهدة بينه وبينها وهي اللي بتزود الجيش بالذخيرة وبالمعدات وبتدفع لنا فلوس، فطلب منه أن يسمح للجيش العربي أن يدخل إلى الأراضي المخصصة للعرب بالتقسيم وفق قرار التقسيم ويبقى فيها بعد أن يمنع إسرائيل من احتلالها وتنتهي الحرب وتصبح جزءا من الأردن وهكذا كان.
سامي كليب: يعني بأفهم من كلامك أستاذ عدنان أبو عودة لكي نسهل الأمر على المشاهدين إنه حصلت صفقة بين الملك عبد الله وبين وزير الخارجية البريطاني على حساب الفلسطينيين.
عدنان أبو عودة: نعم هي حصلت صفقة لكن إخراج الكلام ده لجأ الأردن إلى الأصدقاء الفلسطينيين اللي هم أعداء الحاج أمين الحسيني الله يرحمه، خصومه سياسيين عداءهم بمعنى خصومه سياسيين ولجأت هم اللي رتبوا مع طبعا مع الحكام العسكريين الأردنيين مؤتمرات كانت تنادي بانضمام الضفتين فتم ضم الضفتين جرت انتخابات والانتخابات جرت في الضفتين وذهب النواب إلى البرلمان وقرروا في 24 أبريل على ما أعتقد 1950 حدة الضفتين الغربية والشرقية فهكذا كان.
سامي كليب: طيب هذا أمر مهم ولكن خليني فقط ننهي موضوع 1970 والمواجهات التي حصلت، في الواقع كانت ردة الفعل الفلسطينية عليك طبعا ردة عنيفة واتهموك اتهامات عديدة، لفت نظري إنه 1970 حين توسط مندوب الجامعة العربية الباهي الأدغم بين المنظمة والأردن كنت تمثل طبعا الأردن آنذاك وأحد رفاقك القدامى رفض مصافحتك، مين اللي كان؟
عدنان أبو عودة: اسمه الله يعطيه الصحة تيسير شوكت النابلسي ويقيم في دبي محامي، كان هو بالجانب الفلسطيني.
سامي كليب: ويبدو وجه لك كلام قاسي؟
عدنان أبو عودة: لا لم يوجه كلام قاسي إنما رفض أن يسلم علي وكنا أولاد صف يعني إحنا كنا أصدقاء وكنا زملاء بحزب التحرير وكنا أولاد صف ثم تشعبنا وذهب إلى المنظمة أنا ذهبت إلى الأردن أنا تطورت في العمل السياسي الأردني هو تطور في العمل هذا والتقينا كفريقين متفاوضين في السفارة التونسية وهكذا كان.
سامي كليب: ما شعرت بالضبط ألم..
عدنان أبو عودة: آلمتني كثير بس المهم.. هو آلمتني يعني الظاهرة تؤلم إنه صديقك لم يسلم عليك.
سامي كليب: طيب كمان خالد الحسن الله يرحمه قال لك مرة في لندن في حفل استقبال لن أصافح يدا ملوثة بدم شعبي..
عدنان أبو عودة: بدم شعبي نعم كنا كنت أيامها بمجلس العيان الأردني وكان في مؤتمر برلماني دولي عقد في لندن فذهبت عليه كنت أنا ضمن الوفد الأردني كنت في مجلس العيان والسفارة اللبنانية كانت أقامت حفل استقبال لوفدها ودعت كل الوفود العربية وكنت منهم وكان خالد الحسن من المدعوين أيضا كان مع الفلسطينيين وسلمت عليه وقال لي هذا الكلام، لكن الفرق الآن أنا وخالد الحسن سنة الـ1985 من صاغ اتفاقية شباط؟
سامي كليب: صحيح.
عدنان أبو عودة: لفلسطين..
سامي كليب: في هذا اللقاء رديت عليه؟
عدنان أبو عودة: لا.
سامي كليب: طيب هل تشعر اليوم إنه فعلا يدك ملوثة بدم شعبك؟
عدنان أبو عودة: لا بالعكس أنا بأشعر إني إذا كان هذا البعد المرئى للأخلاق أنا بأشعر إلى جانبي لأنه أثبتت الأيام لو كانت الرؤية تبعتي صحيحة ورؤيتهم كانت غلط من البداية، يعني ما كان اللي عاوز يعمل بالضفة الغربية دولة فلسطينية ما كنت بحاجة إنك تقاتل الأردن ولا كنت بحاجة إلى أنك تذهب إلى الأمم المتحدة تترجاهم وليس تترجاهم يعطوك دولة كان بحاجة إنك تعملها مع الأردن وتعمل ضغط عربي على الأردن مش ضغط دولي وتوسل الإسرائيليين كما يحدث الآن.

سامي كليب: حديثي عن الأخطاء الفلسطينية ختمنا مع عدنان أبو عودة رئيس الديوان الملكي الأردني السابق هذه الحلقة واتفقنا على أن نكمل الحوار في الأسبوع المقبل حيث سيقول لنا أين أخطأ الفلسطينيون وهل إنه بات يشعر فعلا بالتمييز في الأردن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عدنان ابو عوده Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان ابو عوده   عدنان ابو عوده Emptyالخميس 08 ديسمبر 2016, 1:32 am

عدنان أبو عودة.. الدور السياسي للفلسطينيين بالأردن 
هل فعلا هناك مشكلة أردنية فلسطينية في الأردن؟ ولماذا يثار هذا الكلام الآن؟ هل فعلا هناك نية لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في المملكة الهاشمية؟ أطرح هذه الأسئلة على الرجل الذي أثار جدلا كبيرا حول هذا الموضوع لنشره كتابا يتحدث عنه.. إنه رئيس الديوان الملكي السابق في الأردن ووزير الإعلام الأردني السابق السيد عدنان أبو عودة.
الخلافات مع القيادات الفلسطينية
سامي كليب: عدنان أبو عودة رئيس الديوان الملكي الأردني سابقا والمستشار الملكي والذي كان وزيرا للإعلام الأردني في خلال مواجهات أيلول الأسود الشهيرة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الأردني عام 1970 يعتبر أن القيادات الفلسطينية أخطأت التقدير في خلال تلك المواجهة وهو لا يزال حتى اليوم يعيب على القيادات الفلسطينية خياراتها في الحرب والسلم ولا يستثني من انتقاداته الرئيس ياسر عرفات.
عدنان أبو عودة- رئيس الديوان الملكي الأردني السابق: أبو عمار ما قدر يستوعب أوسلو، أوسلو وقف الناس ضدها بس ما قدر يستوعبها أيضا أوسلو فكرها تعطيه دفعتين دفعة أولى بتجيبه يحكم رئيس سلطة ودفعة بتاعة خمس سنين بيصير رئيس جمهورية، لم يفهم أنها صيرورة وفي الصيرورة تتغير أمور وتتبدل أمور كثيرة وبالتالي عليه أن يحذر وأن يعرف ماذا يفعل وأن يتخذ احتياطاته مهما..
سامي كليب: طيب سيد عدنان أبو عودة يعني لو كان مواطن عربي اليوم يستمع إليك يعني سيقول كنت وزيرا كنت مسؤولا في المخابرات كنت رئيسا للديوان الملكي في الأردن يعني كنت جزء من الدولة الأردنية جزء أساسي وأصلك فلسطيني، أبو عمار كان مناضلا كل تاريخه ويعني توفي في ظروف من الحصار حين تخلى عنه كل العرب، يعني سيقارنون بينه وبينك سيعطوه له.. سيعطون الحق له وليس لك..
عدنان أبو عودة: لا أنا لو..
سامي كليب: في المعادلة الشعبية، كيف يمكن أن تقول إنه أخطأ أبو عمار في هكذا وضع مثلا أو المنظمة أخطأت؟ يعني هل أخطأت في طريقة نضالها؟
عدنان أبو عودة: شوف هذه يعني أنا لا تهمني كي يقولوا من أخطأ ومن.. أنا بأقول ما أخطأ، أما هو قائد هو قائد هو دخل التاريخ هو دخل التاريخ، أنا ما بأدخل التاريخ هو بيدخل التاريخ.. هو دخله، مش مهم الحكي بالنسبة لي أنت بتسألني أنا عن مالك وهذا الكلام اللي بأتكلمه هو للمؤرخين والدارسين..
سامي كليب: تخشى إنه التاريخ يظلمك؟
عدنان أبو عودة: قد يظلمني وقد لا يظلمني، أنا بأقول في ناس قد يتفقوا معك ناس لا يتفقوا معك.. هذه الدنيا، بيظلمني شو أنا لا أنا راح أركض (Run for elections) لا بدي أروح أنتخب ولا بدي أبدأ حياة سياسية جديدة ولا بأطمع لشيء، كشخص الآن بهذا السن بيهمني عندي حس بالتاريخ من يأتي بعدي أن يقرأ وأن يقارن ويقارن اللي بأقوله مع.. دي قراءات ثانية مش أنا المصدر الوحيد للتاريخ ولا المنظمة هي المصدر الوحيد للتاريخ في مصادر أخرى، في مصادر كثيرة.. ويقارن أنا أحد هذه المصادر، أنا الآن أتكلم كواحد من هذه المصادر أحيانا بأحكي معلومات وأحيانا بأعطي أحكام، أحكامي هي ذاتية إنما معلوماتي معروفة ممكن يجيبها الواحد من مصادر أخرى، حر الواحد كيف سيحكم ليس هذا موضوعا بالنسبة لي، إذا قد يكون موضوع لأتباع أبو عمار وأنا كنت يعني أحترمه وترحمت عليه أبو عمار.. مش بأقول إنه أخطأ.
سامي كليب: طيب أنتم كمان أخطأتم كثير.
عدنان أبو عودة: ديغول نفس الشيء صار معه.
سامي كليب: طيب خلينا نحكي ببعض الأخطاء..
عدنان أبو عودة: لا طبعا كل الناس بيخطؤوا.
سامي كليب: طيب يعني حضرتك مثلا كنت..
عدنان أبو عودة: أن تعمل سياسة..
سامي كليب: اسمع لي شوي لو سمحت أستاذ عدنان منشان يكون في سؤال وجواب، حضرتك كنت من بداية الداعين في طليعة الداعين للسلام تقول كل ما عجلنا بالسلام كل ما يكون الأمر أفضل وطبعا يعني من أيام الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة رحمه الله كان يقول يعني عجلوا بالسلام سنربح أرضا وكان بعض هذه الدعوات طبعا على حق للأسف بسبب الضعف العربي، في البداية رفضتم اتفاقية كامب ديفد المصرية الإسرائيلية ثم عدتم يعني تدعون لأكثر من اتفاقية كامب ديفد و..
عدنان أبو عودة: الحقيقة كامب ديفد..
سامي كليب: اسمح لي شوي، فحضرتك قلت في حديث للقبس.. يعني هذه من الأحاديث الكثيرة لصحيفة القبس بـ26 نيسان في 1979 لو دخل الأردن في الاتفاقية فإن مقولة الحل المنفرد ستُنسف وسيقال إن من يعملون لهذا الحل الشامل هم ضد هذا الحل وبالتالي تكون سوريا التي ترفض هي الطرف المنفرد بالرفض.. طيب فيما بعد دخلتم يعني حتى لا أقول إجماعا عربيا الإجماع لم يجري في تاريخ العرب كلهم ولكن دخلتم أيضا بطريقة شبه منفردة في السلام مع إسرائيل.
عدنان أبو عودة: نعم، الحقيقة أنا شخصيا وكان عندي محاضرة قبل شيء ثمان تسع أشهر على المرحوم عبد الحميد شرف وقلت فيها كنت أختلف معه في هذا الموضوع.. كنت أنا مع الدخول بكامب ديفد، الوحيد..
سامي كليب: رغم إنك كنت تصرح العكس؟
عدنان أبو عودة: الآن بدك تنتبه لإيش؟
سامي كليب: إنه كمسؤول..
"كنت مع انضمام مصر مع الأردن وذلك لأن مصر ستحمي الأردن وستقيه، والأردن كان خائفا من ردود الفعل السورية"
عدنان أبو عودة: أنا وزير بالحكومة الأردنية ضمن استشارات والكلام الحوار اللي بيدور بيننا أنا كنت مع الانضمام لأنه مصر ستحمي الأردن وستقيه، من اللي كان يخوف الأردن؟ هو ردود الفعل السورية ومن في سوريا، إحنا ومصر مع بعض نقدر نوقف أمام هذا الكلام والسبب مش محبة بالموضوع.. السبب ألا نطيل الزمن، كنت أنا أخاف من الزمن.
سامي كليب: بس الغريب هذه القدرة اللي كانت عندك للتعبير على موقف مخالف، يعني بكل تصريحاتك الإعلامية ضد انضمام الأردن وتدافع وتعطي الحجج والبراهين.
عدنان أبو عودة: طبعا صحيح طبعا، ما هو إما أنا بأبقى بالحكومة وما بأبقى بالحكومة، إذا بقيت بالحكومة علي أن ألتزم بأدب البقاء بالحكومة، هل موقف الحكومة علي أن أدافع عنها وأنا وزير إعلام؟ كيف ده يكون وزير إعلام وبيحكي عكسها؟ كلام مش معقول.
سامي كليب: بس تركت الحزب الشيوعي لما اختلفت مع القيادة.
عدنان أبو عودة: اختلفت لاحظ تركت..
سامي كليب: ليش ما تركت الحكومة حين اختلفت معها؟
عدنان أبو عودة: ما كانت تحتاج إنه أترك لأنه اجتهاد في هيك وفي هيك.. أنا كنت مع الاجتهاد هذا.
سامي كليب: الاجتهادات على كل حال كانت كثيرة في بلد عرف الكثير من الخضات ولجأ إلى لعبة التوازنات تارة أو الاتصالات السرية تارة أخرى خصوصا تلك التي ربطته بإسرائيل، فمتى عرف عدنان أبو عودة من الملك حسين عن تلك الاتصالات؟
عدنان أبو عودة: سألته مرة بالـ1977 وكنت أظن.. كانت علاقاتنا مش كويسة مع عدد كبير من العرب وكان في مؤتمر وزارة إعلام العرب أظن كان بتونس وقبل أن أسافر قابلته كالعادة، قلت له أنا عاوز أسألك سؤال، هل تقابل الإسرائيليين؟ فأجابني.. هو بحياته لم يكذب علي، إذا سألت منه سؤال لازم يجاوبني ولم يراوغ، قال لي عدنان أنا لم أتنازل ولن أتنازل عن أي شيء لا أرضا ولا موقفا فأدركت إنه بيشوفهم.


حقيقة انتماء أبو عودة للمخابرات الأميركية
سامي كليب: شو سبب اتهام البعض لك أنك كنت على علاقة بال(CIA) بالأردن؟
عدنان أبو عودة: قصة طويلة ما بديش أحكيها هلا أولا شوف هو..
سامي كليب: كنت على علاقة بالـ (CIA)؟
عدنان أبو عودة: خلينا نحكيها منهجيا، منهجيا طبيعتي أنا من أين أتيت لا تتفق ولا توائم ما تعارف الناس عليه وعرفوه عبر خمسين سنة من سيصبح وزيرا في الأردن، فأنا لست من عشيرة ولست من عائلات فلسطين التي اتفقت على الملك عبد الله هل الضم وكوفئت في المراكز الوزارية..
سامي كليب: مين هي يعني المصري؟ النشاشيبي؟
عدنان أبو عودة: آه والجعبري وعائلات ثانية من يافا ومن أماكن ثانية.. يعني من كل فلسطين ولم أكن من عائلة غنية ولم أكن من أصحاب النفوذ ولم أكن (Professional) صاحب مهنة كبيرة يعني مهندس أو محامي أو كذا.. أنا عبارة عن معلم مدرسة، أنا عبارة عن معلم مدرسة، هذا المعلم المدرسة كيف بيصير وزير؟ لابد أن هنالك سرا، فعلى الناس أن يجتهدوا، قصة المخابرات ساعدتهم قالوا إذا هو مخابرات وربما هو مخابرات عند ناس أكبر حطوه بالمخابرات وهكذا لكن الذي ثبت الموضوع في أذهانهم قصة لا أود أن أقولها سأكتبها في كتابي تمت في مجلس الوزارة الأردني دي سنة الـ1976 تتعلق بالقدس ووزير وكذا وماذا قلت له وماذا قال لي وأتوقع إنه..
سامي كليب: شو سبب ما بدك تذكرها طالما ستكتبها في الكتاب؟
عدنان أبو عودة: لا لأنه لا أريد أن أضيع قيمتها يعني قيمتها التاريخية.
سامي كليب: نعمل لك دعاية للكتاب.
عدنان أبو عودة: لا هي أنا كنت بالـ1976 كنت راجع من أميركا ممضي سنة في مركز الأبحاث العلاقات الدولية في هارفارد، بذاته هذا الخبر إنه راجع من أميركا ومقضي سنة تسع أشهر في معهد أبحاث..
سامي كليب: يعني (CIA).
عدنان أبو عودة: معناها (CIA) بذاته رجعت وزير إعلام لكن كان وظيفة ثانية عندي مسؤول عن الأرض المحتلة اللي هي عرفتني بأبو مازن بتلك الفترة بـ1979، بحكم وظيفتي في الأرض المحتلة كنت أتابع ماذا يجري في الأرض المحتلة ولم تكن الأرض المحتلة كدائرة لها بند في الموازنة فكنا ننفق عليها من بند عام في الموازنة العامة اسمه النفقات الطارئة اللي هي عادة بتحطها الحكومات للأوبئة لما بتصير أوبئة لا سمح الله والفيضانات أو جفاف أو إلى آخره، فكانوا هذه المادة لا ينفق منها مالا إلا على أساس قرار بمجلس الوزراء فأنا بأحول..
سامي كليب: تقدمت بطلب.
عدنان أبو عودة: بأحول طلب من عندي بناء على طلب المرحوم روح الخطيب كان محافظ القدس بتعمير شيء في المدينة المقدسة في الجو مكلف مش متذكر الرقم يا 18 يا 22 ألف دينار يعني..
سامي كليب: عشرين ألف دينار.
عدنان أبو عودة: يمكن شبيه له وحطوا الأمين عام مجلس الوزراء الله يسهل عليه سعد الدين جمعة على قمة الأجندة في ذلك اليوم في الاجتماع نصف الأسبوع وبدأ قرأ يقول كتب معالي الفلان كذا يطلب هذا المبلغ فخرج صوت بتعبير الرسالة يقول بلا قدس بلا بلوط.
سامي كليب: من؟ وزير؟
عدنان أبو عودة: وزير.
سامي كليب: ما بدك تذكر اسمه؟
عدنان أبو عودة: لا الله يرحمه ميت هو الآن فأنا جن جنوني..
سامي كليب: أي سنة مات؟
عدنان أبو عودة: فجن جنوني، طلعت عصبيتي بشكل غير معقول لم أسيطر على نفسي فقلت له ما بيطلع لك ورق هيك يعني بصياح غاضب واضح يعني أنت أنا كنت فاقد عقلي فاقد أعصابي ولا ما حد بيطلع بيقول بلا قدس بلا بلوط إلا بعد ما يرجعها ملكك مثل ما ضيعها وصُدم بكلمه ملكك.
سامي كليب: إلا بعد ما يرجعها ملكك مثل ما ضيعها.
عدنان أبو عودة: مثل ما ضيعها.
سامي كليب: كنت تعني الملك حسين؟
عدنان أبو عودة: طبعاً كلام من ها النوع ما يتحكيش.
سامي كليب: يعين لازم يكون الوزير إما مسنود فعلاً أو جريء أو انتحاري.
عدنان أبو عودة: أو انتحاري، فرئيس الوزراء الحقيقة ارتبك وألغى الجلسة.
سامي كليب: وصل الكلام للملك حسين؟
عدنان أبو عودة: طبعاً بتقديري وصل الكلام للملك حسين.. في هناك مش الملك لا أخو الملك وقرايب الملك بنفس الليلة يعني وصل الأمر، بعد أسبوع يتصادف وجودهم بعمان عدد من زعماء فلسطين وأصدقاء للنظام الله يرحمهم كلهم رشاد الشوى وأكرم زيتر وأظن أنور الخطيب، فالأمير حسن الله يسهل عليه عمل لهم غداء، فأنا بحكم وظيفتي دعيت للغداء، لما صار وقت الغداء في بيته ترك رأس الطاولة اللي كان يجلس عليه قال هنا سيأتي سيدنا، بعد لحظات جاء جلالة الملك وقعد فتكلم معهم وحكوا عن فلسطين.. كل واحد حكى بالآخر بطريقته وهو حكى بكل أريحيته وبكل عاطفته والحرارة تبعته.. العاطفة تبعه أضفى على فلسطين وعلى القدس بالذات وإلى آخره، خلاص الغداء روحوا الناس ودعوا وأنا الأمير حسن قال لي تأخر تأخرت وبعدين قال لأحد الويترز حضرت الطاولة فإذ وجدت خارج غرفة الأكل في برندة بتطل على الحديقة موجود طاولة وكرسيين فقال لي سيدنا بده يشوفك هناك وعمل هيك، هو فكر إنه سيدنا بده يبادلني، أنا طبعاً رحت أنا وياه قعد ما سألني الله يرحمه وهذه من عظمته يعني.
سامي كليب: كنت متخيل إنه خلاص راح يقيلك من..
عدنان أبو عودة: لا مش سائل على الموضوع مش سائل أبداً ما الدنيا مواقف بالنهاية ليش طلعت لأني سبيت على واحد بيقول شتمت واحد أو بهدلت واحد بيقول بلا قدس بلا بلوط وبأحلف يمين هذا أمام الملك حسين وإحنا مش معقول.
سامي كليب: طيب ماذا قال لك الملك؟
عدنان أبو عودة: قال لي كيف الحال، كيف حال أبو السعيد، قلت له والله يا سيدي مش تمام، قال لي خير إن شاء الله، حكيت له القصة كما رويتها الآن بكلماتها بكل صدق، فأجابني رحمه الله لو كنت مكانك لما قلت غير الذي قلته.
سامي كليب: عظيم الموقف.
عدنان أبو عودة: لو كنت مكانك ما قلت..
سامي كليب: وأبقاك في الحكم؟
عدنان أبو عودة: فبقيت، الوزراء توقعوا إنه أنا ثاني يوم أطلع.. أدي أسبوع وما طلعت، بعد شهر طلع الوزير مش أنا اللي طلعت.
سامي كليب: طيب طلع الوزير بعد شهرين بعد شهر وتوفي لو قلتها راح نعرف اسمه.
عدنان أبو عودة: توفي قريباً، بس يعني طلع من شهرين بعد شهرين أو شهر وبقيت أنا فكيف تفسر هذا لابد أن هنالك قوة أقوى من الدولة أبقت هذا الرجل الذي قال ما قال.
سامي كليب: سيد عدنان..
عدنان أبو عودة: إذاً هذه القوة ما في قوة طبعاً.,
سامي كليب: إلا (CIA).
عدنان أبو عودة: إلا (CIA) أعتقد هذه من الأسباب الرئيسية.
سامي كليب: أسألك للتاريخ هل حاولوا الـ (CIA) أو المخابرات البريطانية أو المخابرات الإسرائيلية الاتصال بك مباشرة؟
عدنان أبو عودة: لا (Never)، أنا وزير إعلام كل الناس كانت تشوفني، ما في حد يتصل فيا بنحكي علناً وبنوقف وبأتكلم مع الناس الصحفي بيأتي الله أعلم شو هو الصحفي الصحفي بأعمل معه مقابلة.
سامي كليب: ذكرت منذ قليل الأمير حسن ولي العهد السابق، هل كنت تؤيد وصوله إلى رأس السلطة وتعتقد أنه لو وصل إلى رأس السلطة كان ممكن تغير الوضع؟
عدنان أبو عودة: لا هذا موقف لا أستطيع التحدث به يعني أنا بأعتبره ضمن الأسرة الهاشمية هم الذين قرروا ونحن علينا أن نقبل ما يقرر بهذا الموضوع.
سامي كليب: تحترمه؟ تقدره؟
عدنان أبو عودة: أقدره وأحترمه أنا عضو معه في منتدى الفكر العربي وبنعرف بعضنا من الـ 1965 يعني من زمان.


أسباب إقالته وموقفه من توطين الفلسطينيين
سامي كليب: لا يرغب عدنان أبو عودة رئيس الديوان الملكي ووزير الإعلام الأردني السابق الحديث عن الخلافة في الأردن لإدراكه قبل غيره بحساسية هذه القضية ولكن القضية الأخرى التي أثارها وأثارت جدلاً كبيراً ومواقف رسمية أو إعلامية معارضة له فتعلقت بكتاب باللغة الإنجليزية نشره قبل فترة في الولايات المتحدة الأميركية وحمل عنوان أردنيون فلسطينيون ومملكة هاشمية في الشرق الأوسط ومسيرة السلام، الكتاب نشره مركز السلام العالمي في الولايات المتحدة الأميركية وطالب فيه باعتراف الأردن بالأردنيين من أصل فلسطيني كركيزة فعلية في الدولة الأردنية.
عدنان أبو عودة: عملية الـ(Integration) الاندماج التكاملي تمت من 1950 إلى 1967، اللي عملته 1967 فصلت الأرضين ومع فصل الأرضين نشوء الوطنية الفلسطينية على أرض الأردن باسم الفدائيين، فنشأ هوية أخرى، نشأت الهوية الشرق أردنية لمكافحة الأولى خوفاً منها فصارت الهوية تعرف الواحدة منها بالأخرى، الفلسطيني يعرف هويته بإسرائيل.
سامي كليب: الهوية الشرق أردنية بدعم النظام قامت؟
عدنان أبو عودة: النظام نعم دعمها بهدوء.. نماها بهدوء، طبعاً ما في خطأ بتنمية الهوية إذا كان العدو خارجي وحذرت منه الحقيقة بعدة مراحل.
سامي كليب: متى أول مرة حذرت منه؟
عدنان أبو عودة: حذرت منه بعد الـ 1974.
سامي كليب: ليش شو كان عم بيصير؟
عدنان أبو عودة: لأنه بدأت التغيير بعد 1974 بعد قرار الرباط فقيل لي لا اطمأن فاطمأننت..
سامي كليب: من قال لك؟ الملك؟
"الوطنية الأردنية نشأت أولاً بمفهوم دفاعي من الغول الفلسطيني والإسرائيلي الذي كان يقول إن الأردن هو فلسطين، وظهرت هذه المشكلة عندما ضم المرحوم الملك عبد الله الضفة الغربية إلى الأردن "
عدنان أبو عودة: نعم، ثم مشيت الأمور صار عندنا هذه القصة بتاعة القدس بلا قدس بلا بلوط وهاي الكلام لا يجرأ عليه أحد إلا معبئ بمفهوم آخر لأنه بدأ يشوف في الفلسطيني خطر أو العلاقة مع فلسطين خطر خليني أكون دقيق، الوطنية الأردنية نشأت أولاً بمفهوم دفاعي من الغول الفلسطيني والإسرائيلي الذي كان يقول إن الأردن هي فلسطين وهذا أمر مفهوم ونشأت عن تحليل سياسي للماضي إنه هذه المشكلة ما كانت لتكون لو أن المرحوم الملك عبد الله ما ضم الضفة الغربية إلى الأردن، يعني لذلك هؤلاء أصحاب القول هذا كانوا كثر وكانوا بالقيادات السياسية المعارضة بالأردن وبالتالي وجدوا هون عند القومية الوطنية الفلسطينية يعني أبو عمار وجماعته، فكان هنالك توافق ما بين الاثنين، أبو عمار لا يريد الأردن وهم لا يريدوا الأردن أن يتورط بالضفة الغربية.. كل لسببه، الفلسطيني الوطن الفلسطيني أو أبو عمار وجماعته لا يريدون الأردن لأنهم يريدون دولة فلسطينية والأردني الوطن الأردني لا يريد الأردن لا يريد الفلسطيني لأن الفلسطيني هو سبب مشكلته.
سامي كليب: قد إيه نسبة الفلسطينيين في الأردن بالضبط؟ كم هي النسبة؟
عدنان أبو عودة: الحكومة.. الرقم المعتمد ن الحكومة 44%.
سامي كليب: حضرتك تحدثت عن 65%.
عدنان أبو عودة: أنا بأعتقد إنه 60% أو أكثر شوية بس الحكومة..
سامي كليب: من 60 إلى 65% مثلاً؟
عدنان أبو عودة: بأعتقد..
سامي كليب: شو نسبة تمثيلهم في الدولة؟
عدنان أبو عودة: بالبرلمان الهم إنه أهم شيء هو قانون الانتخاب، هلا في الإصلاح الأردني في عندنا حركة إصلاح طبعاً بترتفع وبتموت دائماً تصطدم بموضوع قانون الانتخاب، ما هو قانون الانتخاب هو الذي يكشف الموضوع.
سامي كليب: شو الخلل اللي فيه؟
عدنان أبو عودة: قانون الانتخاب يعطي لمناطق حيث يوجد فيها تركيز فلسطيني سكاني مثل عمان والزرقة بيطلع لـ 118.. من 110 إلى 120 ألف مقعد بالبرلمان، بينما المناطق اللي ما فيهاش فلسطينيين بين عشرة آلاف و15 ألف اللي هما بالبرلمان إذاً لا يوجد تمثيل نسبي للشعب..
سامي كليب: طيب هذا للبرلمان في..
عدنان أبو عودة: خلاص ما هو لما تقول البرلمان صار كل شيء براه.
سامي كليب: في وظائف الدولة؟
عدنان أبو عودة: نفس الشيء بوظائف الدولة، يعني المطالعة الخارجية كم سفير فلسطيني الآن يمكن بين خمسين سفير..
سامي كليب: كم؟
عدنان أبو عودة: من بين خمسين سفير كان في أربعة أو خمسة يعني.
سامي كليب: طيب لو كان.. لنقل الأمور بصراحة هناك تمييز كبير.
عدنان أبو عودة: لا هو عدم مشاركة، أنا بأسميها عدم مشاركة.
سامي كليب: بس عم مشاركة مقصودة.
عدنان أبو عودة: أه..
سامي كليب: عدم إشراك بالأحرى مش عدم مشاركة.
عدنان أبو عودة: عدم إشراك اللي هي بالإنجليزي بنستعمل المعنى الإنجليزي أسهل (Exclusion).
سامي كليب: طيب قلت في كتابك أيضاً سيد عدنان أبو عودة وهذا ما صدم على كما يبدو أكثر من غيري إنه إن قابلية الشرق أردنيين لرؤية الأردن يستوعب أعداداً كبيرة من اللاجئين سوف تعتمد كثيراً على ما إذا كان دمجهم سيتسبب في خلق صعوبات اقتصادية وحتى تمضي عملية الدمج بيسر يجب أن تتاح مكاسب السلام الاقتصادية للمواطنين العاديين في الأردن، فُهم الكلام وكأنك تدعو إلى توطين فلسطينيين في الأردن.
عدنان أبو عودة: الفلسطينيين موطنين (Already) بالأردن.
سامي كليب: مش الموجودين في الأردن.. القادمون.
عدنان أبو عودة: لا.. لا ليس لنا علاقة باللي برة، لا أتكلم عن اللي برة ما الكل ما في أحد اللي لما بيتكلم على موضوع التوطين ما بيعتبر الأردن ما عندوش مياه يكفي شعبه، مش يعني يجيب ناس من برة ويسكنهم يعني كلام غير معقول يعني، مواردهم ضئيلة يعني ما في كلام، نتكلم عن الموجودين اللي أصبحوا أردنيين من 1950، بأتكلم عن اللي أصبحوا أردنيين من 1950.
سامي كليب: مثلك يعني.
عدنان أبو عودة: مش بس مثلي واللاجئين ما هو ما كان ممكن تضم الضفة الغربية بدون أن تضم سكانها وما كان ممكن أن تضم سكان الضفة الغربية بدون أن تضم من عليها من فلسطينيين اللاجئين فأصبح لاجئين وغير لاجئين أردنيين من عام 1950، فالأردن هو وطن (Already) للفلسطينيين وقال أحد رؤساء وزرائهم مرة في البرلمان إن قال إنه الفلسطينيين.. ما بتقدر تحكم وطن، ما الفلسطينيين خالصين.
[فاصل إعلاني]
سامي كليب: بس يعني فقط لأوضح مسألة بسيطة.. حين تقول إن قابلية الشرق أردنية لرؤية الأردن يستوعب أعداد كبيرة من اللاجئين.. يعني من اللاجئين القدامى إذا؟
عدنان أبو عودة: القدامي طبعا.
سامي كليب: مش لاجئين جدد؟
عدنان أبو عودة: نعم.. نعم من القدامى.
سامي كليب: يعني فقط للتوضيح لأن هذا عمل مشكلة كبيرة بالأردن.
عدنان أبو عودة: لا.. لا طبعا.
سامي كليب: طيب رد عليك عدد من النواب وأنا أقرأ بين يدي يعني الخبر الذي ورد آنذاك يقول إن وجه عدد من أعضاء مجلس النواب الأردني انتقادات حادة إلى عدنان أبو عودة المستشار السياسي للعاهل الأردني.. كنت لا تزال مستشارا، بسبب الأطروحات التي تتضمنها كتابه الأخير الذي تتطرق فيه إلى العلاقة بين الأردنيين والفلسطينيين وذلك في إشارة منهم إلى رفضهم الكونفدرالية في بلادهم ووصف النواب خلال جلسة المجلس التي عُقدت يوم الاثنين في 7/2/2000 الكتاب الذي يحمل عنوان الأردنيون والفلسطينيون والمملكة الأردنية بأنه يثير النعرات الإقليمية جراء أطروحته حول الدعوة لإقامة الكونفدرالية وأن ذلك الطرح يخدم الإسرائيليين ولا يخدم الدولة الفلسطينية.
عدنان أبو عودة: بالضبط ..بالضبط، إذا حجة، إذاً نحن كثير نتكلم هذا كثير واضحة الكلمات وبتستطيع أن تكشف كيف يفكر هؤلاء، إذاً عندي أنا بالنسبة لهؤلاء فيما ما نسميه الأمر الواقع (Status quo) هو لصالحهم.. لصالح المتحدثين هؤلاء اللي هم النواب أو.. تبعهم أو أقاربهم أو عشائرهم أو.. أو إلى آخره لصالحهم، إن هم ما دام هم المسؤولين هم عبارة عن واسطة (Middleman) بين موارد الدولة وبين.. تبعهم بين الدائرة الانتخابية، موارد الدولة اللي هي الوظيفة بالدرجة الأولى والخدمة وهذا ولذلك هم مستفيدين من الأمر الواقع، أي واحد يريد (To rock the boat) يحرك هذا الأمر الواقع عدوهم، أنا بالنسبة لهم من جاء ليحرك ذلك القارب، ليعيد تركيب الـ (Status quo) ولذلك أنا ضدهم إذا أنا بالتقسيم الفكري أنا أطالب بالتغيير للأفضل نحو المشاركة أو الإشراك وهم يطالبون نحو إبقاء الأمر الواقع لأنهم مستفيدون..
سامي كليب: والذي قد يؤدي إلى مواجهة مجددا؟
عدنان أبو عودة: هذا الكلام قد يؤدي في يوم من الأيام، يعني الناس ساكتة الآن لأسباب كثيرة لسنا بصددها هذه بدها كتاب يكتب عنها ما هو موقف الناس وإلى آخره لها كتاب.. يعني لها بحث طويل عريض، إنما هذا هو الوضع الآن، أنا..
سامي كليب: قد ينفجر الوضع يوما ما؟
عدنان أبو عودة: قد يسوء الوضع، لكن دائما لدى الحكومة المراقبة والرصينة والحصيفة أنها تستبق الأمور وهذا ما حاولت أن أعمله إن أنا أساعد الحكومة تستبق الأمور ودخلوا في عملية (Reintegration).
سامي كليب: هذا ما تفعله الحكومة الحالية تستبق الأمور؟
عدنان أبو عودة: لا.. لا..
سامي كليب: شو مأخذها يعني؟
عدنان أبو عودة: هذا الموضوع (Taboo) محرم يعني كل الكلام عن الإصلاحات واللجان اللي تشكلت تقف وتصدم كلها حينما يتحدث المتحدثون عن قانون لانتخاب موقوف ممنوع لأن قانون الانتخاب تعديله يعني تغيير (Status quo).
سامي كليب: يعني هيمنة فلسطينية على الأردن؟
عدنان أبو عودة: لا مش بالضرورة لأنه الفرضية غلط لماذا إحنا مش طوائف ما أنا أخشى إنها تصير طائفية، ما أنا ده كل الكتابة تبعي أنا مع جماعة المواطنة.
سامي كليب: طب بس سيد عدنان أبو عودة تناقض نفسك، من جهة مع مسألة المواطنة إن كل الناس أردنيين ومن جهة ثانية لا تفرق بين فلسطيني من أصل أردني لاجئ فلسطيني وأردني وشرق أردني وما إلى ذلك.
عدنان أبو عودة: نعم، لا أفرق، أنا اللي بألاحظ أنه الغريب إن مجلس النواب إن بيتشكل من جهة من الناس لا يمثل جهة ثانية، ماذا تسميها؟ إذا أثرتها هل أنت صاحب فتنة أم صاحب الفتنة من جعلها بالقانون؟
سامي كليب: طب بس الأمر قائم منذ كنت مسؤولا كبيرا في الدولة.
عدنان أبو عودة: لا لم يكن هذا الكلام بهذا الشكل لما كنت مسؤول بالدولة.
سامي كليب: القانون الانتخابي كان.
عدنان أبو عودة: لا مش هذا القانون، القانون تغير عدة مرات.
سامي كليب: متى وضع آخر قانون؟
عدنان أبو عودة: آخر قانون يمكن 1999 إلى آخره.
سامي كليب: طب 1999 كنت مستشارا.
عدنان أبو عودة: لا ما كنتش أنا تركت الديوان الملكي بـ 1992 تركت..
سامي كليب: بس كنت مستشارا مسميا مستشارا عند الملك؟
عدنان أبو عودة: بال 2000 سميت مستشار ولم أستشر وبعدين قصة ثانية هذه سأكتبها بكتابي، كيف جئت وكيف خرجت من عند جلالة الملك وتحدثت بنفس الموضوع هذا معه، لما أجئ أنا أحب أنا أعمل أنا بشرف وبوضوح وبشفافية، لما قال أنا أريدك قلت له جبت له معي الكتاب لسه ما انتشر بس معي الكتالوج تبع الكتاب شو بيحكي وجعلته يقرؤوه..
سامي كليب: هذا الكتاب ما غيره اللي أثار ضجة؟
عدنان أبو عودة: نعم.. نعم.
سامي كليب: وافق عليه؟
عدنان أبو عودة: قرأ الكتالوج وقال لي أصبحت أكثر حرصا على أني أضعك معي بعد ما قرأت هذا الكتاب.. غير..
سامي كليب: لماذا انتقدك بعدين؟
عدنان أبو عودة: ما بأعرف..
سامي كليب: حصلت عليه ضغوط؟
عدنان أبو عودة: ما بأعرف لا أدري ما سألته..
سامي كليب: لا بأخبرك يعني شو قال دفع الملك عبد الله موقفك إلى توجيه نقد واضح لمستشاره عنك طبعا في خطاب له قبل أسبوع.. هذا الكلام نحن عم نحكي بشهر شباط عام 2000، حيث أكد الملك عبد الله الثاني أن الكونفدرالية ليست في القاموس السياسي الأردني لأنها تشوش على عملية السلام الجارية.
عدنان أبو عودة: مش انتقاد، هو لما قرأ اللي قرأه قال أنا معك غير رأيه وغيرني.. غير رأيه وغيرني قال لي أستقيل يعني أنا استقلت بناء على طلبه..
سامي كليب: هو طلب منك الاستقالة؟
عدنان أبو عودة: نعم.
سامي كليب: بسبب موقفك هذا من موضوع الفلسطيني الأردني؟
عدنان أبو عودة: بسبب هذا الموقف طبعا.
سامي كليب: فيك تخبرنا شو جرى باللقاء؟
عدنان أبو عودة: لا يعني مش للنشر إنما هو هذا يعني أنا كل ما أستطيع القول إن طلب مني الاستقالة بسبب هذا الموضوع.
سامي كليب: هل قال لك مثلا ممنوع الكلام عن الموضوع الفلسطيني الأردني؟
عدنان أبو عودة: هو كان يحبذ ألا يتكلم عنه أحد أن يبقى خامدا مثل البركان الخامد يعني..
سامي كليب: طب قدمت رسالة استقالة؟
عدنان أبو عودة: أه نعم.
سامي كليب: شو كتبت فيها؟
عدنان أبو عودة: لا هذه نسيت شو كتبت بس استقلت.
سامي كليب: لا أصدق.
عدنان أبو عودة: لا نسيت أكيد يعني..
سامي كليب: مش ممكن إنسان ينسى حدث كبير.
عدنان أبو عودة: لا.. لا حاولت إني أسجل فيها سبب عشان أتركها هو بناء على طلبه وليست بناء على طلبي.
سامي كليب: لأنه كان يمكن يصور الأمر إن نظرا لعدم كفاءتك إلى جانب الموضوع.
عدنان أبو عودة: لا.. لا أنا كتبتها بشكل صادق تماما كما حدث أن هذه استقالتي تقدم بناء على طلبه وليس بناء على رغبتي.
سامي كليب: كتبت بسبب موقفك الفلسطيني؟
عدنان أبو عودة: لا هو السبب اللي قال هو ذكره لخصته له إياه وأنا تارك بسبب يعني أنا أستجيب لطلبك أنت.
سامي كليب: ما طلب منك تغيير نص الاستقالة.
عدنان أبو عودة: لا..لا كانت في يوم عطلة رأس السنة الهجرية وكل ما في الأمر طابع في الديوان الملكي طبع لي وتركت له هذا وأخذت نسختي ودرت رايح..
سامي كليب: شو رأيك باللي بيتهموك بإقامة الرغبة بإقامة الوطن البديل للفلسطينيين في الأردن؟
عدنان أبو عودة: يا سلام، يعني واحد مثلي يبغي الوطن البديل بالأردن؟ أنا أردني، أنا وطني البديل الأردن الآن وسيبقى كذلك إلى أن أموت، أنا عملته وطني البديل من زمان وإلا كيف أِشارك في الحكم وأدافع عن الحكم وأدافع عن الدولة، إن شاء كنت مرتزقة؟ أنا كنت مواطن يا حبيبي.
سامي كليب: وطنك البديل ولا الأصيل صار؟
عدنان أبو عودة: وطني البديل عن الأصيل يعني أنا هذا اللي صار معي.


أسباب إثارة موضوع توطين الفلسطينيين
سامي كليب: سيقول قائلون سيد عدنان أبو عودة أنه لماذا الآن أصبح جريئا وبدأ يتحدث عن كل ذلك وحين كان بالسلطة لم يقل أي شيء من كل هذا الكلام.
عدنان أبو عودة: ما كانش هذا الحكي أيام ما كنت بالسلطة، هذا لم يكن..
سامي كليب: يعني أيام الملك حسين كانت على عكس أيام الملك عبد الله الثاني هكذا بدك تقول؟
عدنان أبو عودة: أه لا كانت الآن زادت.
سامي كليب: زادت كيف؟
عدنان أبو عودة: الأمر الواقع تأسس في عملية الإقصاء للفلسطينيين يعني الآن في (Exclusion) واضح إقصاء..
سامي كليب: شو السبب برأيك؟ في مؤامرة جديدة أردنية غربية؟
عدنان أبو عودة: لا مش مؤامرة استمرار بالنهج في مكاسب حصله عنه كما يراها البعض اللي هم قادة الأمر الواقع في الداخل قادة (Status quo)..
سامي كليب: بس زوجة الملك فلسطينية شو بدك أحلى من هيك؟
عدنان أبو عودة: أه يا حبيبي طب يعني طبعا هي لا شك أنه يعني هذا شرف للفلسطينيين إن تكون زوجته فلسطينية، لكن ما لها علاقة بالموضوع، زوجة الملك ليست مؤسسة ليست برلمان.
سامي كليب: ومن يتحدثون عن الملك طبعا بالخير يقولون إنه يدافع أكثر مما كان يدافع أبوه أو أجداده عن القضية الفلسطينية.
عدنان أبو عودة: ما بأعرف كيف أنا..
سامي كليب: هيك سمعت..
عدنان أبو عودة: ما بأعرف كيف بيدافع، يعني ما معنى الدفاع هو يدافع كل الناس بتدافع بالكلام من إندونيسيا حتى توصل موريتانيا والسنغال يعني بيدافعوا حتى في ناس بيدافعوا أحسن من كل هذه المنطقة.
سامي كليب: كان للملك عبد الله الثاني تصريحات لافتة بالنسبة لدول الجوار أو أسألك لأنك أيضا عضوا أساسيا في العديد من مراكز الدراسات تراقب الوضع ليس في الأردن وإنما في معظم الدول المجاورة، يتحدث عن الهلال الشيعي ويوجه طبعا انتقادات مباشرة لإيران، أعتقد إن لم أكن مخطئا أنت أيدت أخر خطاب له؟ هل تؤيد هذه النظرة عن الهلال الشيعي؟ هل هناك خوف من الهلال الشيعي؟
عدنان أبو عودة: أنا ما بأعرفش وين الهلال الشيعي أولا يعني تقدر ترسم لي الهلال الشيعي أنت؟
سامي كليب: هو طبعا بيعتبر أنه من إيران للعراق وصولا إلى لبنان شيعة لبنان وما إلى ذلك إلى بعض دول الشيعة الموجودين في دول الخليج يعني يمكن أن يقوم هذا الخط يعني خوف واضح..
عدنان أبو عودة: وسوريا ما هي فاصل.
سامي كليب: لا ما إحنا معتبرين أنه سوريا هي جزء من التحالف الإيراني، طبعا هذا كلام الملك هذا مش كلامي أنا..
عدنان أبو عودة: لا ما أنا بدي أفهم الأول هو فيه (Frontline) خلينا نقول هيك فيه (Frontline) أنا هيك (I would put it this way) وأنا بحطها بهذه الطريقة، إحنا فيه عندنا ما يسمى صدع (Frontline) زي التكوين الجيولوجي للكرة الأرضية صدع (Frontline) شق مذهبي شيعي سني في المنطقة تمتد من بيروت إلى بومبيه، مش يعني في الهلال الشيعي من بيروت إلى بومبيه، فيه عندك أيضا أنت شيعة وسنة في الهند شيعة وسنة بأفغانستان شيعة وسنة بباكستان شيعة وسنة في كل مكان ما عدى هذه المناطق، فهذا بنسميه إذا ما أنعش ومشط (Frontline) بتشغلوا عمالك مثل الزلزال، أنا ضد أن تفعل هذا الـ (Frontline)..
سامي كليب: بتصريحات؟
عدنان أبو عودة: ضد تفعيله بأي طريقة من الطرق..
سامي كليب: يعني مثلا كلام الملك يفعل ولا يهدئ ولا احترازي؟
عدنان أبو عودة: حذر أذن، أذن جلالة الملك حذر من تفعليه يمكن ما بأعرف كيف حطه، أنت بتقول لي الهلال الشيعي بس أعتقد هذا اللي بالذهن.
سامي كليب: رئيس الديوان الملكي الأردني السابق وزير الإعلام السابق أيضا عدنان أبو عودة صرح وكتب الكثير عن مشاكل المنطقة وكتب خصوصا عن مستقبل القدس بحيث تكون المدينة المقدسة بقعة روحية في مدينة مفتوحة غير مجزئة ولكن نشاطه وصل أيضا إلى العراق قبيل الحرب العالمية الأولى حيث ذهب للقاء الرئيس جورج بوش الأب الذي فاجأ الوفد الأردني الذي كان برئاسة الملك حسين بكلامه عن أهمية النفط ومحوريته بالنسبة للحياة الأميركية.
عدنان أبو عودة: ولما بدأنا رسميا الحديث جلست على الطاولة كنت مع جلالة المرحوم بدأ هو الكلام باعتباره (Host) المضيف بالجملة التالية قال يا جلالة الملك إن النفط هو أساس (Our way of life)..
سامي كليب: طريقنا للحياة..
عدنان أبو عودة: طريقة حياتنا يعني أساس طريقة ولن نسمح لأحد بأن يعبث بهذه المادة مهما كان.
سامي كليب: شو رد الملك؟
عدنان أبو عودة: طبعا الملك بعدين تكلم هو كل اللي بده إياه وبعدين الملك رد على أساس أنه يشوفوا كيف ممكن يحلوا مشكلة الكويت مع العراق.
سامي كليب: حضرتك كنت مؤيد موقف الأردن الرسمي من جهة الكويت؟ يعني دعم العراق رغم كل شيء؟
عدنان أبو عودة: الحقيقة أنا كنت أنا والمرحوم الشريف زيد بن شاكر ضد فتور الموقف تبع جلالة الملك من احتلال العراق للكويت..
سامي كليب: وتريد موقفا واضحا..
"كنت أنا والمرحوم الشريف زيد بن شاكر ضد فتور موقف جلالة الملك من احتلال العراق للكويت، فبعد شهر ونصف أرسل لصدام رسالة يطلب منه الانسحاب من الكويت "
عدنان أبو عودة: نريد موقف واضح وصلب يعني أنه حتى يروح لعقل صدام بشكل وضوح أنه لن نكون معك ونرفض تماما ما فعلته وهذا الموقف ما قاله جلالة الملك.. استعاض عنه بوقت متأخر بسبتمبر بعد شهر ونص تقريبا وبعدين أرسل له رسالة كتبتها أنا وموجودة في ضمن وثائق الكتاب الأبيض اللي أصدره الديوان الملكي يطلب منه أنه الانسحاب من الكويت..
سامي كليب: وكان الموقف متأخر.
عدنان أبو عودة: كان بسبتمبر صار متأخر.
سامي كليب: شو نادم عليه في تجربتك؟ شو اللي بتندم؟
عدنان أبو عودة: اللي نادم عليه أني ما قرأت التاريخ كفاية قبل ما أبلش بالسياسة، كان لازم كنت أقرأ التاريخ أكثر.
سامي كليب: شو أكثر قرار أخطأت فيه أو بتندم عليه؟
عدنان أبو عودة: بالسياسة طبعا؟ ما بأعرف والله بأحاول عمال أستعيد المحطات كلها، كنت ممكن بشكل عام لم أرع.. لم أحاول جادا في رعاية الخوض في السياسة بشكل عام، أنا كشخص سياسي ظلتني أقرب إلى المعلم اللي هو التدريب الأساسي والأكاديمي مني إلى السياسة الممتهن فلم أكتسب ولم أتعمد أن أكتسب ذلك الخبث.
سامي كليب: بعد عمر طويل لو توفيت أين تحب أن تدفن في الأردن أم في فلسطين؟
عدنان أبو عودة: كنت أنا موصي أني أدفن في نابلس، لكن بعد وفاة والدي ودفنه في عندنا بعمان في قبر والدي يعني مع والدي.
سامي كليب: مش مع الوالدة.
عدنان أبو عودة: الوالدة في لا يجوز مع الوالدة وبعدين هي في نابلس وأنا موصي أولادي أخذت أولاد أولادي قبل عيدين على صلاة العيد.. الاثنين واحد عمره 11 سنة وواحد تسع سنين أو واحد 10 سنين والثاني ثمان سنين أخذتهم عشان يتعلموا التكبيرات وال(Adaptation) لهم تكبيرات العيد والحكي هذا لأنه الأطفال بيحبوها والمقبرة بتاعة الوالد بجنب الجامع فطلعت أنا وأحفادي الاثنين وأبوهم وعمهم رحنا على المقبرة نزور الوالد نقرأ له الفاتحة وسورة يس والحكاية.. وبعدين وإحنا قاعدين بأقول لأبني الكبير بأقول له يا بني أنا بدي أذكرك أنه أنا أدفن هنا فيه عند جدك، بعدين طلعنا من المقبرة إحنا طالعين منها ببالي أنا أسأل الأحفاد أن هم زاروا قبر سيدهم فبأقول له واحد أسمه هادي بأقول له يا هادي إحنا وين كنا؟ بدي يقول لي عند قبر جدو هيك كنت متوقع قال لي كنا عند قبرك.
سامي كليب: تهتم بالشعر بالأدب؟ تحفظ شعر؟
عدنان أبو عودة: أه طبعا كنت أحفظ شعر.
سامي كليب: لمين مثلا؟
عدنان أبو عودة: كنت أحفظ للكل للمتنبي الشعر الحديث.
سامي كليب: لا شو فيه شي بيت مثلا بيشغلك بتحبه؟
عدنان أبو عودة: الشعر الذكي اللي فيه (Tricks) يعني لأحمد عبد المعطي حجازي كنت أحب له قصيدة كان لي قلب.
سامي كليب: تتذكر شو بتقول؟ راح يفرح فيه الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي إذا عرف سياسي مثلك حافظ له أشعاره يعني.
عدنان أبو عودة: لا هو بيعرف، كنت ديوانه عندي، أنا عندي دواوين شعر كثيرة.
سامي كليب: شو هواياتك الشخصية؟
عدنان أبو عودة: أنا أطالع.
سامي كليب: القراءة؟ الكتب؟
عدنان أبو عودة: الراحة النفسية قراءة الشعر يعني عندي دواوين شعر لما بدي أرتاح أشوف في الغربي بأرتاح.. الموسيقى أحيانا لكن الفن تبعنا هي الكلمة الجميلة الموسيقية الشعر.
سامي كليب: شو أخر كتاب عم تقرأه؟
عدنان أبو عودة: عمالي بأقرأ هلا كتاب بالإنجليزي لفوكو ياما آخر كتاب له (America at the crossroads) أميركا على مفترق الطرق (Democracy, power) بأقرأ فيه.
سامي كليب: لم يبتعد عدنان أبو عودة عن السياسة إلا من الناحية الرسمية فهو لم يعد مستشار للملك ولا رئيس للديوان الملكي ولا وزيرا للإعلام وإنما لا يزال في قلب السياسة محاضرا أو مؤلفا أو متابعا وهو عضوا في منتدى الفكر العربي برئاسة الأمير حسن وهو عضوا في مراكز دراسات ومراكز أبحاث عديدة في الولايات المتحدة الأميركية ويشارك في مركز السلام الأميركي ويحب الفلسفة والأدب والشعر ناهيك عن متابعاته ومقالاته الصحفية التي ذكرتني بأن أسأله ونحن في مقهى الريش بالقاهرة حيث يلتقي الأدباء والمثقفين عن حقيقة منهجه لبعض الصحف الأردنية حين كان وزيرا للإعلام.
عدنان أبو عودة: أغلقنا مرة صوت الشعب وأغلقنا مجلة أسبوعية..
سامي كليب: بقرار منك؟
عدنان أبو عودة: بقرار من رئيس الوزراء حسب قانون المطبوعات.
سامي كليب: أنت كنت موافق عليه؟
عدنان أبو عودة: أه طبعا.
سامي كليب: معقول تقمع صحافة وأنت رجل فكر؟
عدنان أبو عودة: هذه الأيام طالما بتكون بالكرسي وشايف الموضوع..
سامي كليب: بتندم اليوم؟

عدنان أبو عودة: أه طبعا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عدنان ابو عوده Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان ابو عوده   عدنان ابو عوده Emptyالثلاثاء 28 فبراير 2017, 4:28 am

عدنان أبو عودة من الإقلاع الى الاقتلاع


بقليل من السخونة اللفظية، يطرح السياسي العتيق عدنان ابو عودة اكثر المواضيع حرارة في الحياة السياسية الاردنية والعربية، فالكهل المُتقدة ذاكرته شبابا، يستحضر ما ينفع المراجعات السياسية في ظرف صعب تعيشه اللحظة الاردنية والفلسطينية على وجه الحصر، فالرجل يكشف نهاية مفاوضات السلام قبل ان تبدأ، أقل من دولة واعلى من حكم ذاتي، هكذا دون مواربة ينقل ابو السعيد النتيجة التي سمعها من شخصية امريكية رفيعة قبل الاعلان اساسا عن المفاوضات وانطلاقتها، اي ان الجميع دخل اللعبة التفاوضية بنتيجة محسومة سلفا، والوقت المُستهلك بعد ذلك هو لتمرير الحل النهائي على قياس البروفايل الامريكي – الاسرائيلي وما بعد ذلك تفاصيل تتطلبها السيرورة السياسية لانتاج قبول شعبي للحل النهائي .
جمعية الرواد الكبار استحضرت مخزون ذاكرة عدنان ابو عودة بداية الاسبوع مع تعليق من نصوح المجالي الذي زامل ابوعودة في المخابرات العامة والاعلام وقليلا من الوقت في الديوان، وقدّم المجالي مرافعة عن السياسي العتيق، فيها من الوصف اكثر ما فيها من التحليل الذي تستلزمه اللحظة الراهنة حيث يجب محاكمة الذاكرة السياسية التي يتمتع عدنان ابو عودة بجرأة طرحها على عكس كثيرين من الساسة الذين اختاروا الصمت او الكتابة المواربة والاسترضائية، تارة للجمهور المستمع اذا ما كان الغضب على السُلطة حاضرا او ما يشبع غرور السُلطة اذا ما كان الرضى عليها حاضرا .
ابو السعيد يكتب الآن مذكراته الشخصية تحت عنوان مثير - من الاقلاع الى الاقتلاع – والعنوان وحده كافيا لاثارة الاسئلة الحرجة لشخصية سياسية بقيت على سرج السلطة ثلاثة عقود، ظلّ فيها لاعبا رئيسا وصانعا للقرار، فهل كانت مكافأة نهاية الخدمة في الدولة اقالة على شكل اقتلاع ام اقلاع لراحة تتطلبها اللحظة السياسية التي باتت اكثر شبابا من كهولة السياسي ؟ هي اسئلة مطلوب من ابي السعيد الاجابة عليها او تحليل موجباتها، فهل فرغت جعبة شاعر القبيلة – كما وصف نفسه ذات حوار -  من ابيات الشعر الملائمة ام ان هذه الذائقة الشعرية اختارت صورا لا تحتملها اللحظة ؟
في الحوارات مع السياسيين تحضر حالة التذاكر في العادة ولا نستحضر جميعنا ضرورة المذاكرة، فالتاريخ جغرافيا متحركة والجغرافيا تاريخ ساكن، والمجاملة صارت اقرب الى الخيانة، ولعل الاجابة على سؤال منهجي وفقا للنتيجة السابقة التي قالها ابو السعيد عن نهاية التفاوض باتت واجبة من شخصية بحجم وعقل عدنان ابو عودة، هل كانت مدريد ومفاوضاتها نتيجة لغزو الكويت وحصار العراق ام ان غزو العراق واحتلال الكويت كانتا سببا او ضرورة لدخولنا مدريد بالاشتراطات المحسومة سلفا، اقل من دولة واعلى من حكم ذاتي؛  والاجابة ليست اختيارية، فعلى ضوئها نستطيع فهم اللحظة المتصلة من سقوط بغداد الى سقوط انظمة وانهيار دول في مرحلة الربيع الخريفي الذي بدأ مع الشرق الاوسط الجديد ومشاريع الدمقرطة الامريكية .
نحتاج الى ان يمتلك ساسة آخرون جرأة عدنان ابو عودة في كشف اسرار التاريخ والية صنع القرار والظروف المصاحبة للقرار والتي ادت الى اتخاذه، فنحن حتى اللحظة نعاني من فقر مزمن في المعرفة نتيجة لغياب المعلومة ونتيجة لامساك كل سياسي على معلوماته لغايات تحسين شروط التفاوض مع السلطة، حتى باتت المعلومة هي رصيد السياسي الوحيد الذي يستند إليه وعليه في لحظات الضيق السياسي او الافول المناصبي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عدنان ابو عوده Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان ابو عوده   عدنان ابو عوده Emptyالثلاثاء 26 سبتمبر 2017, 2:21 pm

يوميات عدنان أبو عودة

ستكون بين يديّ القارئ الأردني، والعربي عموماً، خلال الأيام القادمة، يوميات عدنان أبوعودة،  الوزير والمستشار السابق في الديوان الملكي، التي تتناول الفترة ما بين 1970-1987، وسيقام حفل توقيع للكتاب في عمّان، في بداية الشهر القادم.
اليوميات ستصدر عن المركز العربي للدراسات في الدوحة، مع مقدمة طويلة، وهي حوار معمّق أجراه الزميلان معين الطاهر ومعن البياري معه، يتناول قصة حياته وتحولاتها وتطوراتها، ودوره في النظام  السياسي ورؤيته السياسية.
 إذا تجاوزنا المقدمة - الحوار، وهي بالمناسبة غنية بالمعلومات المهمة والتحليل التاريخي والسياسي لفترات طويلة من تاريخ الأردن (ربما نعود إلى ذلك في مقالات لاحقة)، فإنّ اليوميات بحدّ ذاتها "وثيقة تاريخية وسياسية" على درجة كبيرة من الأهمية، وإن كانت بدايتها الحقيقية عام 1972 (الإشارة إلى الـ1970، بسبب أنّها تحتوي على وثائق بخط اليد تعود لتلك الفترة، ومرتبطة برئيس الوزراء الأسبق وصفي التل، ودوره في تلك الأحداث).
 اليوميات هي ما كان يخطّه عدنان أبو عودة (وشغل حينها العديد من المناصب، منها وزير إعلام) من توثيق للعديد من الأحداث والتطورات والنقاشات الداخلية في أروقة مجلس الوزراء ومؤسسات الدولة تجاه ما يجري والقرارات التي تتم، وهي المرّة الأولى في تاريخ الأردن، التي يتاح فيها لقارئ أردني وعربي، الاطلاع على ما وراء الأحداث وخلفيتها، بعيداً عن الخطاب الرسمي.
وإذا عدنا إلى تلك الفترة فإنّها تتناول تطورات مهمة مثل قمة الرباط وقرار فك الارتباط، وقبل ذلك حرب الـ73، والعديد من الأحداث المحلية الداخلية، والعلاقة الأردنية- الفلسطينية في بعدها الإقليمي، والعلاقة بين النخب السياسية الأردنية، وأسرار مرتبطة برؤساء وزراء معروفين مرّوا على تلك المرحلة، بخاصة زيد رفاعي ومضر بدران.
 الأجمل في اليوميات التاريخية المهمة، أنّها لا تقف عند حدود توثيق الأحداث، أو رصدها، ووضعنا في كواليس المسرح لنفهم ما يجري في مجلس الوزراء خلال تلك الفترة، وفي مؤسسات الدولة، ونعاين كيفية صناعة السياسات في كثير من الأوقات، والصراعات غير المعلنة، إذ يتجاوز أبو عودة ذلك كله إلى إعمال التحليل السياسي، في تلك المرحلة، وتسجيل انطباعاته ورؤيته لما يحدث!
 إذاً، هنالك قيم إضافية أخرى، على اليوميات، تتجاوز القيمة التوثيقية، وتتمثل في وجود مثقف سياسي، ضمن النخبة الرسمية، خلفيته تعود لحزب التحرير وللحزب الشيوعي، ويمتلك عقلية نقدية، تظهر في تعليقاته الساخرة في اليوميات على ما يجري وبعض التطورات، وتكشف الحوار الداخلي الجريء والصريح الذي كان يبديه خلال تلك المرحلة!
 قد ينزعج بعض السياسيين، وربما أبناؤهم حالياً، مما ورد في اليوميات من وقائع وآراء لعدنان أبوعودة، والرجل متصالح مع نفسه، وأمين لتحليله السياسي ورؤيته، ومن الضروري هنا التفريق بين آرائه الشخصية وانطباعاته التي يقدّمها في اليوميات، كأي شخص ينقل منظوره هو لما يحدث معه، خلال تسجيله ليومياته من جهة، والوقائع والنقاشات التي توثق لصناعة السياسات في الأردن خلال حقب معينة.
 اليوميات – التي ستكون بين أيديكم- قريباً، ليست هي مذكرات عدنان أبو عودة، فالمذكرات هي سردية تحليلية لحياته وتطوراته، أمّا اليوميات (المذكرات) فهي أشبه بمادة توثيقية لمراحل معينة من تاريخ الأردن، لكنّها – أي اليوميات- برأيي الشخصي تتجاوز كثيراً أهمية كتب تاريخية عديدة، لأنّها مقدمة من شاهد عيان على كواليس وتفاصيل ستكون متاحة للمرة الأولى للقارئين العربي والأردني، وتمثّل مادة مهمة للأبحاث والكتب التي من الممكن أن تستفيد كثيراً، ولأساتذة العلوم السياسية والتاريخ، الذين يدرسون السياسات الأردنية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عدنان ابو عوده Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان ابو عوده   عدنان ابو عوده Emptyالأربعاء 11 أكتوبر 2017, 4:56 am

يوميات عدنان أبو عودة



مروان المعشر
احتُفل يوم أمس في مركز الحسين الثقافي في أمانة عمان بنشر يوميات السياسي الاردني المخضرم عدنان ابوعودة. ولا بد من شكر معالي ابي السعيد لإتاحة هذه اليوميات بين أيدينا، وهو بذلك يخالف عرفا سياسيا اردنيا راسخا، مفاده ان السياسي، او السياسية، يلتزم الصمت بعد خروجه من الحكم، إما لرغبته بالرجوع، او لأن البلد صغير ولا يريد إحراج احد، او لأن ليس لديه ما يقوله، وكأن الحياة العامة ملك فردي لا يحق للعامة الاطلاع على حيثياتها، او ان  الاستفادة من تجربة من مارس الحكم ليست مطلوبة او مرغوبة.  وتبعا لذلك، لم يشأ اغلب السياسيين الاردنيين الولوج في ما بقوا يعتقدون انه مستنقع، وللاسف فقد عانى تأريخ الحياة السياسية الاردنية الكثير جراء ذلك.  
يمثل عدنان ابوعودة طبقة آخذة في الانقراض من شخوص فرادى جاءوا للحكم في حقبات متعددة وبأفكار مختلفة، جمعهم اطار واحد أن كانت لديهم مشاريع فكرية لتطوير الاردن، فلم تكن السياسة لديهم مجرد منصب او جاه، بل وسيلة لبناء دولة عصرية، ولو انهم لم يشكلوا يوما كتلة حرجة متماسكة في وجه من لا يريد التغيير.  
وقد تجلت القاعدة الفكرية التي انطلق منها ابو عودة  كصاحب تيار تغييري  في فكرة الاتحاد الوطني وفي فكرة الميثاق الوطني وقرار فك الارتباط كمنطلق لتحرير المواطن الاردني من العوائق الاجتماعية والإقليمية وممارسة الديمقراطية تدرجا الى الخلاص من التخلف الاقتصادي والثقافي والوصول الى الوطن المثال. وكالعادة، اتهم بانه تنظيري ورُمي بالإقليمية، وقالوا فيه ما لا يعلمون، ولكنه نجح في كسب ثقة جلالة المغفور له الحسين رحمه الله حين فشل كثيرون، وكان يعتبره موسوعة فكرية مشدودة الى التجديد والعصرنة.  
يبدو ان هذه المرحلة، والتي بدت واضحة في اليوميات، قد أفلت، وتم استبدالها بشخوص تنفيذيين ليس لهم آراء سياسية خارج الصندوق. يبدو واضحا من اليوميات انه كان هناك مطبخ سياسي حول جلالة الملك- وأركز على سياسي وليس تنفيذيا- وان هذا المطبخ كان يجتمع باستمرار وبما لا يقل عن غداء اسبوعي لأركان الدولة مع جلالة الملك. ويبدو جليا ايضا حجم النقاش السياسي الذي كان يدور بين الحضور، وحجم الاختلاف ايضا، وكانت تعرض مختلف الآراء بحرية قبل الوصول الى قرار. وبمرور العقود، يبدو ان هذا النوع من النقاشات انحسر لصالح النقاشات التنفيذية التي لا تتناول القرارات السياسية بذات الدرجة من التمحيص.
ترفع عدنان ابو عودة عن الصغائر وثرثرات الصالونات وتفاهات المؤامرات والاصطفافات،  ولم يحمل في صدره ضغينة ولم تتجاوز رغبته اعطاء النصيحة الصادقة المخلصة وبغض  النظر عن اتفاق او اختلاف الناس معه سياسيا، لا شك في نظافة يده. وكل من يزور ابا السعيد في منزله يدرك انه ذات المنزل الذي يقطنه في صويلح منذ السبعينيات، ولا يفوته ملاحظة  دفء المنزل وتواضعه في نفس الوقت، ولا يستطيع صادق ان  ينكر ان احدا من ابنائه لم يعمل يوما واحدا في الدولة.      
نشر اليوميات والمذكرات سُنة حميدة ينبغي ان يتبعها كل من عمل في القطاع العام، يعرض تجربته ويترك للناس الحكم عليها. ويبقى ابوالسعيد رجل دولة حيثما كان.













يوميات عدنان أبو عودة.. من تحت الأضواء إلى خيار الانزواء



رنا الصباغ


لنرفع القبّعة للمفكر العربي الحصيف والسياسي الأردني الإشكالي عدنان أبو عودة، الذي يؤرّخ في "يومياته" تفاصيل العمل السياسي في الأردن بين عامي 1970 و1988، فيفتح كوّة غير مسبوقة على كواليس مسرح الأحداث في فترة حرجة من عمر الوطن. 
في ثنايا توثيق "ابن الدولة" المتصالح مع نفسه ومع الآخرين، يسرد أبو عودة قصّة صعوده السياسي على مدى نصف قرن؛ مذ دخل معترك الحياة العامّة عبر بوابة دائرة المخابرات وصولا إلى ترجلّه عن المواقع السياسية مطلع الألفية الثالثة. 
يستذكر أبو عودة بدايات انضمامه إلى نادي "المعالي" حين عيّن وزيرا للثقافة والإعلام (برتبة رائد) زمن الحكومة العسكرية أيلول (سبتمبر) 1970، بعد أربع سنوات على انضمامه للمخابرات، محلّلا للمعلومات الاستخبارية، في دولة تقبع وسط برميل بارود وزلازل سياسية. ومن هناك  إلى عضوية مجلس الأعيان ثم الوطني الاستشاري فوزير للبلاط، ومستشار سياسيا للراحل الملك الحسين بن طلال. ويتحرك في المناصب إلى رئاسة الديوان الملكي، مندوب الأردن الدائم لدى الأمم المتحدة وصولا إلى اختياره مستشارا سياسيا للملك عبدالله الثاني ثم العودة إلى الأعيان. 
لا تقتصر سيرة "شيخ السياسيين" على إنجازاته الوطنية وامتداداتها العربية. إذ كان عضو مجلس أمناء مجموعة الأزمات الدولية/ بروكسل (2004-2012)، وهو زميل محاضر في جامعة هارفرد الأميركية وباحث زائر في معهدي السلام  الأميركي وودرو ولسون. 
بعد نصف قرن من الاشتباك اليومي، غادر أبو عودة المشهد السياسي بعد أن برِّئت ساحته من تهمة إثارة النعرات الطائفية العام 2007، بسبب كتاب أضاء فيه على التركيبة الديمغرافية المعقدة للأردن. 
تقع "يوميات عدنان أبو عودة" في 1066 صفحة موزعة على 15 فصلا، تؤرخ يوما بيوم لأحداث عاصفة، كانت حبيسة مذكّرات هذا المنظر السياسي المثقف، الجريء، الصريح وصاحب العقلية الناقدة.   
بين دفتي "اليوميات" كنوز من المواقف، القرارات والأحداث التي مرّت على حياتنا السياسية المغلقة، بما هي أرشفة لتقلّبات داخلية وكذلك العلاقات الأردنية–الفلسطينية–العربية، والدولية المتغيرة دوما. 
شهادات مثيرة جمعها أبو عودة، 84 عاما، في هذا الكتاب الذي أطلقة مساء أمس بمشاركة ثلاثة قامات فكرية وسياسية: المؤرخ والأكاديمي المخضرم د. علي محافظة، نائب رئيس الوزراء والسفير الأسبق د. مروان المعشر، والزميل الباحث والكاتب د. محمد أبو رمان. وحضر حفل التوقيع حشد من الأهل، الأصدقاء والمسؤولين السابقين؛ منهم من اختلف معه ومنهم من لازمه في السرّاء والضرّاء. 
وهي المرّة الأولى في تاريخ الأردن الحديث يتاح فيها للقارئ المحلي والباحث العربي الإطلاع على كواليس الأحداث وخلفيتها، بعيدا عن الخطاب الرسمي الموجّه والمنمّق وثقافتنا الشفهية القائمة على "قال وقلنا".
مقدمّة الكتاب جاءت على شكل حوار إنساني صريح وشفاف يتناول قصّة حياة المؤلف، منعطفاتها ودوره في النظام السياسي ورؤيته السياسية والفكرية. لكنّها أيضا ثريّة بالمعلومات المهمة، التحليل المعمّق والتوثيق السياسي لمحطّات مفصلية أسهم أبو عودة في صناعة أحداثها؛ وهو الذي تأرجحت مقاربة الناس حيال عمله بين العداء والمودة. إذ طالما اتهم من بعض أقربائه وأصدقائه بـ"العمالة والخيانة" لأنه انضم لمؤسسة الأمن في غمرة التوتر المتصاعد بين تنظيمات فلسطينية اصطدمت مع الدولة قبل أن تندلع أحداث 1970. في المقابل، نظر إليه زملاء ومسؤولون على أنه دخيل من الخندق الآخر.  
ولد وتربّى في كنف عائلة متواضعة في نابلس، حيث كان والده يعمل في مصنع صابون خلال الانتداب البريطاني. كاد ان ينخرط في مهنة ميكانيك السيارات عندما أغلقت المدارس لمدة عام لاستضافة اللاجئين العام 1948. لكن إصرار أمّه المحبّة أعاده إلى مقاعد الدراسة. مطلع خمسينيات القرن الماضي، انضم الفتى اليافع إلى حزب التحرير الإسلامي، قبل أن يتخذ اسمه هذا. ثم قفز إلى النقيض بانضمامه لخلايا الحزب الشيوعي كردّة فعل ناقمة بسبب حرمانه حينذاك من منحة دراسية في الخارج، بعدما حل سادسا على مستوى المملكة (الضفتان الشرقية والغربية) في ما كان يعرف بامتحان المترك (الثانوية). ثم من ناقم على السلطة إلى أحد مسنناتها.
بعد المقدمة يعطينا أبو عودة وثيقة تاريخية وسياسية بالغة الأهمية، وإن كانت بداياتها الحقيقية العام 1972. ولكنها تغطّي أحداثا سبقت تلك الفترة وعلاقته الوثيقة برئيس الوزراء الأسبق الشهيد وصفي التل، وكذا دوره في تلك المرحلة وقصّة انخراطه في سلك المخابرات على يد صديقه، أول مدير لهذا الجهاز المرحوم محمد رسول الكيلاني.
كما يحتوى الكتاب وثائق بخط اليد استغرق تصويرها، تجميعها وأرشفتها الكترونيا ما يقارب العامين، ذلك أنها لم تكتب أصلا من أجل النشر، حسبما يقول أبو عودة لكاتبة المقال. وهي تستعيد وقائع داخلية في أروقة مجلس الوزراء ومؤسسات الدولة وآليات اتخاذ القرارات، فضلا عن الصراعات الداخلية غير المعلنة بين أقطاب الدولة. 
صورة المشهد الداخلي لا تختلف كثيرا عن واقع اليوم
نزولا عند رغبة المؤلف، حذف من "اليوميات" تدوينات قليلة تتناول حوادث شخصية، مسلكية أو اتهامات وشكوكا وحكايات، تبتعد في جوهرها، عن السياق السياسي والهدف من النشر. لكنّه يوثّق شبكة العلاقات بين النخب السياسية، ويكشف أسرارا مرتبطة برؤساء حكومات.
المحطات الخارجية شملت قمّة الرباط وحرب 1973 ثم عودة مصر إلى الحظيرة العربية من بوابة الأردن. وكذلك الحرب العراقية-الإيرانية (1980-1988)، الاجتياح الإسرائيلي للبنان وإخراج منظمة التحرير من أراضيه، وقرار فك الارتباط القانوني والإداري الضفة الغربية، الذي شكّل نقطة تحول رئيسة في علاقة عمّان بالقضية الفلسطينية. 
لن أخوض كثيرا في ما وثقه أبو عودة لكي أترك للقارئ فرصة للاستمتاع بمطالعته. 
وسأتوقف عند مفاصل تعكس رؤية المؤلف التي سبقت زمنها وأيضا تحليلاته الرصينة بما هي تنطبق اليوم على شؤون عديدة في وسطنا ومحيطنا.
عندما ذكر الأسباب الموجبة (ص 87) لاقتراحه هو والوزير الأسبق إبراهيم الحباشنة على الشهيد وصفي التل فكرة إعلان الاتحاد الوطني في الأردن العام 1972 كصيغة للعلاقة مع الفلسطينيين، ولامتصاص تداعيات أيلول على الوضع الداخلي، من خلال إنشاء كيان أو شبه حزب يضم فلسطينيين وأردنيين كشعب واحد. 
وعندما حلّل الموقف السياسي السوري العام 1980 (ص 613)؛ "كل من يصل  إلى الحكم على ظهر دبابة يغدو بقاؤه الشخصي في الحكم ليس همّه الرئيس فحسب، بل ومحور تفكيره السياسي على الصعيدين الداخلي والخارجي. والرئيس السوري (وقتها) حافظ الأسد ليس استثناء عن هذه القاعدة". لم يتغير الكثير في سورية، باستثناء حرب أهلية شرّدت ستة ملايين مواطن وقتلت 200 ألف، قبل تكشّف خيوط مؤامرة شارك فيها الحاكم وطيف المعارضة، التي خاضت حربا بالوكالة.
خلال حواري في منزله مساء الأحد، أجاب أبو عودة عن سؤال ماذا تغيّر على الأردن منذ أن غادر المشهد السياسي؟:
انتهى الصراع الأردني – الفلسطيني ولم يعد هذا المحور جزءا من ديناميكية السياسة الخارجية بعد ان كان ينظر دائما للأردن، وبجديّة تامة في أوساط الأميركيين وغيرهم، على أنه الشريك المحتمل لحل القضية الفلسطينية. وغابت القضية الفلسطينية عن الواجهة منذ 2011.
كان العراق عمقنا الاستراتيجي. اليوم لم يعد لنا عمق وبتنا نعتمد على حالنا وآخرين. 
علاقاتنا مع سورية كانت تتذبذب دائما وما تزال.
وختم قائلا: "نمر اليوم بمرحلة إعادة تشكيل إقليمية لا يعرف أحد كيف ستكون. الأمور غير محسومة بالنسبة لنا لأننا لا نعرف كيف ستؤثر علينا هذه العملية". ففي هذا الجو الرجّاج، دخلت ثلاث دول مؤثرة على الخط: إسرائيل،  تركيا وإيران فيما غابت الدول العربية كقوة مؤثرة. وحينما ننظر إلى الوضع اليوم نجده أسوأ مما كان عليه عشية حرب حزيران 1967.
ينبغي التمعن في مضامين هذا الكتاب، الذي يضيف أجزاء جديدة لصور غير مكتملة الملامح ويقدّم عرضا مستقلا بزوايا مغايرة لقضايا شائكة وموضع جدل، تاركا للقارئ مهمة المقارنة، التحليل، الربط وإعادة البناء، لكي يفهم المطالع جزءا غامضا من تاريخ بلده والمنطقة. 
والأمل في أن يلهم هذا الكتاب مزيدا من المسؤولين - ممن كانوا ضمن الدائرة الداخلية- ما بين 1988 واليوم وغدا على توثيق مشاهداتهم وأفكارهم من أجل الأجيال القادمة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عدنان ابو عوده Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان ابو عوده   عدنان ابو عوده Emptyالخميس 12 أكتوبر 2017, 3:49 am

OCTOBER 11, 2017
عدنان أبو عودة يَكشف “السّبب الحقيقي” الذي دَفعه لكتابة وتوثيق “اليوميّات” بعد أحداث عام 1970 في الأردن: رسالةٌ “مَلغومةٌ” من الكويت بعد اغتيال وصفي التل وبُكاء شَقيقته المدرسة.. و”أردت تَرك حقائق ووثائق ليُدافع أطفالي عن أنفسهم بعد اتهامي بـ”الخيانة”

عدنان ابو عوده Abu-odeh-400x280


عمان – “رأي اليوم” ـ جهاد حسني:


كشف السياسي الأردني البارز ، ووزير البلاط الأسبق في عهد الملك الراحل حسين بن طلال عن “السبب الحقيقي” الذي دفعه إعتبارًا من عام 1971 للبِدء بكتابة كلما يحصل معه يوميًّا حتى انتهى الأمر بالكتاب الذي صَدر مُؤخّرًا بطبعة عملاقة بعنوان” يوميات عدنان أبو عودة ..1972- 1988″.


وقال أبو عودة خلال ندوة في عمان على هامش إشهار مؤلفه الجديد، بأن الإتهامات التي كانت توجه له في سبعينيات القرن الماضي، ومن بينها “خائن وعميل” بسبب اضطرابات الأردن الداخلية، هي التي دفعته لكتابة وتوثيق يومياته ولأسباب عائلية محضة حيث لا يريد لأطفاله وعائلته البقاء بعده أو في حال مقتله بدون أدلة وقرائن ووثائق ترد على هذه الإتهامات.


وشدد أبو عودة خلال الندوة نفسها على أنه حرص على تدوين يومياته لأسباب عائلية وشخصية، وبعدما اجتاح الأسف مشاعره إثر إغتيال الشهيد وصفي التل الذي كان حسب وصف أبو عوده “أبرز وأهم صديق عربي وأردني للقضية الفلسطينية ومن البارزين جدًّا في فهم الصهيونية”.


حسب أبو عودة توقّع شخصيًّا اغتياله بعد التل، لأنه كان وزيرًا للإعلام في حكومته، ووصلت فعلاً رسالة ملغومة من الكويت كانت تستهدفه وتم ضبطها، ولم يتم الإعلان عنها لأن شعوره بأنه قد يقتل آنذاك هو الذي دفعه لكتابة يوميات، وبالتالي تركها لأطفاله لرد الاتهامات عن أنفسهم ووالدهم .


وقال أبو عودة أمام جمهرة من كبار السياسيين والمثقفين الأردنيين: سأكون وقتها بالقبر وما فكرت به عمليًّا هو تمكين “أطفالي” من الدفاع عن أنفسهم وليس عني في حال التعرّض لهم على أساس التهمة التي روّجت بكثافة في ذلك الوقت.


وهي تهمة شرح أبو عودة أنها أشعرته بالقلق، لأن معلمة زميلة لشقيقتة في إحدى مدارس وكالة الغوث ردّدتها على مسامع الشقيقة التي بَكت وقتها .


وكان أبو عودة قد أقام حفلاً لتوقيع كتابة الجديد بصفته يوميات في مرحلة حسّاسة من تاريخ الأردن، وسط حضور كبير لنخبة من رجال الدولة، وبعد مُداخلات وكلمات لعدد من الباحثين والمفكرين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عدنان ابو عوده Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان ابو عوده   عدنان ابو عوده Emptyالأحد 25 أغسطس 2019, 9:47 am

«يوميات عدنان أبو عودة 1970-1980»



عدنان ابو عوده %D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%81%D8%B4%D9%8A%D9%88%D8%B9%D9%8A



[rtl]إسلامي فشيوعي فمخابرات فوزير: «الظاهرة الأردنية»![/rtl]
[rtl]ما الذي دفع شخصا ولد عام 1933 لأب هو عامل صابون من نابلس، يمرّ بمنحنيات السياسة العجيبة: من حزب «التحرير»، ثم «الحزب الشيوعي»، وكيف انتقل بعد ذلك إلى العمل في جهاز المخابرات الأردني، وارتقى في سلك المؤسسة إلى أعلى المناصب، ولماذا يمكن أن يفسّر هذا الصعود ما يمكن أن نسميه بـ»الظاهرة الأردنية»؟
لا تقدم «يوميات عدنان أبو عودة 1970-1980» سيرة شخص عادي، ولكن رغم خصوصيتها فإنها يمكن أن تعتبر ملخصا معبّرا عن الأردن وشخصية هذا البلد بكل تناقضاته ومفارقاته، كما طاقته الفذة التي مكنته منذ تأسيسه على استيعاب الاهتزازات الزلزالية العربية، من دون أن تجرّه إلى ثقوبها السوداء.
كانت النكبة طبعا مبتدأ الطريق في السياسة، فانتسب وهو طالب في الثانوية إلى حزب «التحرير الإسلامي» وكان في طور التشكيل، وتركه بعد 5 أعوام لينتمي للحزب الشيوعي عام 1955. لم يكن الأمر بالنسبة لأبو عودة أيديولوجيا، كما يقول، فكل ما في الأمر أن حزب «التحرير» لم يتفاعل مع السبب الذي دخل لأجله في الحزب فكانوا، على حد قوله «رخوين» و»لا يعملون من أجل فلسطين».
وكما قانون الفيزياء في الفعل وردّ الفعل فقد اتجه إلى الشيوعيين، الذين كانوا «حركيين». أما افتراقه عنهم فسيفسّر اتجاها سيتنامى لدى أبو عودة، من موقف أخلاقي إلى سياسي، وكان الدافع هو موقفهم المؤيد لقتل خصومهم في العراق.
من المفارقات الكبيرة في سيرة أبو عودة أن الشيوعيين حاولوا استخدامه كطعم لاستدراج مدير المخابرات العامة الأردنية، محمد رسول الكيلاني، لقتله، وكان هذا أيضاً أحد أسباب الخلاف معهم، وكانت معرفة أبو عودة بالكيلاني من أيام المدرسة، حيث كان معلما، وسيمنح إعجاب الكيلاني، الذي لم يعرف بقصة «الشيوعي» أو محاولة اغتياله، نقلة كبيرة في حياة أبو عودة، حين يطلبه للعمل معه في جهاز الأمن، وكان الدافع مجددا يتعلق بفلسطين، فكان المطلوب منه تحليل التقارير التي تأتي بالإنكليزية حول إسرائيل وأجهزة أمنها وتسليحها.
يتشابه أبو عودة مع بلده الأردن، في خاصيّة كبرى سنحاول ألا نعطيها اسما، ولكننا سندرس «شواخصها» (كلمة يحب أبو عودة استخدامها) عبر بعض الحوادث التي يوردها في كتابه. من هذه الشواخص، على ما أعتقد، الطابع العاطفي الذي يربط الأردنيين بملكهم، وقدرة الملك الهائلة، مقارنة بالزعماء العرب الآخرين، على التسامح مع خصومه، وهو أمر يبدو أنه طبع الأردنيين أنفسهم ورفع لديهم القــدرة على التسامح وتقبل الخصوم، وهناك أمثلة كبيرة عن العفو عن انقلابيين وتعيينهم في مناصب كبرى، وكذلك في حوادث أخرى مثل حضور الملك خطبة صلاة العيد، وقيام الخطيب نوح القضاة بنسف موقف الأردن السياسي، وإعلان التعاطف مع إيران، ووقوف طالب عام 1975 أمام الملك في الجامعة ليقول إنه اعتقل وأطلق سراحه، لكنه لن يتخلى عن مبادئه فيصفق الطلبة والأساتذة والملكة إلخ.
[/rtl]
[rtl]خديعة مصر وتمثيل الفلسطينيين و»الإقليمية»[/rtl]
[rtl]يقدم كتاب أبو عودة تفاصيل مهمة لفهم الدوائر الكبيرة التي تصوغ حياة الأردن والأردنيين، التي تدور طبعا حول بلدان ومحن: فلسطين، سوريا، العراق، مصر، السعودية ودول الخليج، ولبنان وباقي الدول العربية، أي دوائر الجغرافيا التي كوّنت الأردن وأحاطت به وبسكانه.
أحد المرتكزات المهمة في الكتاب، تحليل أبو عودة لتداعيات حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 التي استبعد المصريون والسوريون فيها الأردن، ثم قرارات قمة الرباط 1974 التي اعتبرت منظمة التحرير الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني، واعتبار ذلك إعلانا عن تخلي العرب عن فلسطين، كقضية قومية وإلقاء مسؤوليتها على الفلسطينيين وحدهم، واستهدافا خطرا لمفهوم الأردن عن نفسه (باعتباره ممثلا للأردنيين والفلسطينيين)، وإبعادا لإمكانية استرجاع الضفة الغربية، أو حل القضية الفلسطينية، وهو يعتبر أن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري كيسنجر، هو الذي أوحى للمصريين بالفكرة، وكان تبني إدارة الرئيس أنور السادات لها هي طريقتها المخادعة للتخلي عن القضية الفلسطينية.
على المستوى الداخلي، تراكبت أحداث احتلال فلسطين للضفة وحرب تشرين وقمة الرباط، حسب أبو عودة، لتغذي توترا متصاعدا، ضمن المكونين الرئيسيين للشعب الأردني، أبناء الضفة الغربية، وأبناء شرق الأردن، الذي يطلق عليه الفلسطينيون اسما تخفيفيا: «الإقليمية»، والواضح أن اللعب على هذه الظاهرة لم يكن منوطا بالشرق أردنيين وحسب، فقد ساهمت فيه منظمة التحرير أحيانا، كما لعبت عليه الأنظمة العربية، وخصوصا النظام السوري.
[/rtl]
[rtl]نايف حواتمة: عمّان الطريق للقدس![/rtl]
[rtl]يتحول أبو عودة نفسه إلى نموذج لهذا التوتر، فقد أصبح ابن المؤسسة الأردنية، وكان حاضرا في لحظات الاصطدام القصوى بين المكونين، فكان وزيرا في الحكومة العسكرية خلال أحداث سبتمبر/أيلول 1970، وكان فاعلا أيضا في أغلب اللقاءات ومحاولات التقارب مع المنظمة، وكان مكان ولادته وموقعه المهم في الدولة واستكناهه للأحداث، تجعله من أكثر المتفهمين لهذا التوتر والمتأثرين به، وهو يذكر في كتابه أنه نبه الحسين إلى أن عرشه سيهتز قبل سنتين من أحداث 1970، وأن ذلك جلب عليه غضب مدير المخابرات، كما أنه كان مستهدفا من المنظمات الفلسطينية التي حاولت اغتياله، والغريب أنه يعتبر نايف حواتمة، الشرق أردني وأمين عام «الجبهة الديمقراطية» (صاحب شعار «عمان الطريق للقدس») أحد كبار المتسببين بالصدام بين الجيش الأردني والفصائل الفلسطينية..
من جهة أخرى فإن أبو عودة يعتبر نفسه أحد المسؤولين عن سياسة فك الارتباط بين المملكة والفلسطينيين، ولكن صاحب اليوميات ينتبه لاحقا إلى أن هذه السياسة تم استغلالها من قبل البعض، لما يسميه «تعزيز الاتجاه الإقليمي» لشرق الأردنيين ضد الفلسطينيين.
ستحضر هذه المسألة كثيرا، وعدة مرات في سيرة أبو عودة، ويشعر بسببها بالاغتراب، ويطلب مرة إرساله سفيرا (سيصبح لاحقا ممثل الأردن في الأمم المتحدة)، ويقول مرات إنه يشعر بأنه أجير ومرتزق وأنه يعمل من أجل المال، وفي إحدى الحفلات التي دعا إليها عبد المجيد شومان، رجل الأعمال الشهير، كانت أغلبية الحضور من الفلسطينيين، فشعر أبو عودة بالضيق والغربة، ورغم ملاحظاته وتذمره فإن أبو عودة لا يماري في خطه السياسي الممثل للدولة الأردنية، ولا في مشاعره كفلسطيني أيضا.
يعرض الكتاب عددا من هذه القصص المعبرة، كما حصل حين اختفت صور تظهر احتفال جماهير أردنية بالرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون من عرض التلفزيون، ليكتشف أن من يحمض الصور، وهو فلسطيني من مخيم الوحدات، قام بإخفاء تلك الصور، أو حين يزور بيت مسؤول، فيجد عنده ضباط أمن «من الذين يحركون قضية فلسطين للفلسطينيين»، أي أن الأردنيين لا علاقة لهم بها، وحين يسأل أحد الضباط الملك: ما مصير الفلسطينيين في الجيش والحكومة، وحين يذكر أن ضباط القادة والفرق في الجيش كلهم من شرق الأردن، وحين تطرح جلسة للحكومة التريث في موضوع منح الفلسطينيين جواز السفر، وبالمقابل فإن وفد منظمة التحرير، يحتج على وجود أبو عودة في اجتماعات الاتحاد البرلماني العربي لأنه فلسطيني، ويجب أن لا يمثل الأردن، إلخ.
يحفل الكتاب بالكثير من التفاصيل التي تبدو غير واقعية حاليا، من قبيل مباحثات الوحدة بين الأردن وسوريا، وكذلك الحكايات الطريفة، كما حصل حين زار المؤلف ضمن وفد من اللجنة الأردنية الفلسطينية المشتركة الملك السعودي خالد بن عبد العزيز، فأخذ يحدثهم عن الجوزاء والثريا، فيما ولي عهده الأمير فهد يحكي عن ابن حنبل، وحين حاولوا شرح مهمتهم دب النعاس في الملك وكان الأمير فهد لا ينصت، ثم يقاطعهم الملك قائلا: أظنك قابلت وزير المالية، بمعنى أنكم تأتون هنا من أجل المال وحسب.
يذكر الكتاب أيضا تفاصيل عن كره الرئيس الراحل حافظ الأسد الشديد للزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، ومطالبة الأردن بإيجاد بديل عنه مرارا وتكرارا، كما يذكر أن النظام السوري زود إيران بضباط ليقاتلوا مع جيشها ضد العراق، ومحاولات دمشق المتعددة لاغتيال مسؤولين أردنيين وقلقلة الأمن فيه.
يعتبر الكتاب مرجعا مفيدا لدراسة تاريخ الأردن الحديث، ولكنه أيضا، وكما قلت سابقا، مرجع لدراسة «الظاهرة الأردنية».
[/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عدنان ابو عوده Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان ابو عوده   عدنان ابو عوده Emptyالخميس 03 فبراير 2022, 1:36 pm

عدنان ابو عوده %D8%B5%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D9%81%D8%A7%D9%8A%D8%A8%D8%B1_2022-02-02_14-34-38-490-730x438


 نعي شعبي ونخبوي للمفكر الراحل عدنان أبو عودة

“ابن صانع الصابون” الذي اقتحم “الدولة الأردنية”..

رحيل المفكر السياسي الأردني عدنان أبو عودة المباغت في العاصمة عمان فجر الأربعاء لم يترك فراغا فكريا وسياسيا فقط بل تجاوز باتجاه “الفراغ الإستراتيجي” خصوصا وأن الفقيد الراحل من الرعيل الأول ومن أهم رموز تأسيس وبناء الدولة الأردنية الحديثة في مئويتها الأولى.

في آخر زيارة دورية له لمكتب “القدس العربي” وقبل أسابيع قليلة جدا من وفاته كان أبو عودة مصرا على قناعته بأن “من تسمى النخبة في الأردن وفلسطين لا تقرأ التاريخ”، ومهتما بالتذكير بأن المشكلة الأساسية في “الطبقة الأردنية” وفي رموز العمل الفلسطيني حاليا تتمثل في عدم وجود “من يفهم بالصهيونية.. كيف تخطط ثم تزحف؟”.

في عمان صباح الأربعاء أعلنت عائلة الراحل عن وفاته وخلال دقائق كانت منصات التواصل ووسائل الإعلام تنعى الراحل بكل الأدبيات واللغات وسط حالة سباق بين السياسيين والنشطاء والمثقفين لنشر مقتطفات من سجالات أو نقاشات أو مسارات صدفة ارتبطت باسم الراحل أبو عودة.

أبو عودة رحل عن أقل بقليل من 90 عاما وكان بعد تاريخ طويل من الألقاب والوظائف العليا في عهد الملك الراحل الحسين بن طلال تماما المستشار السياسي الأول والوحيد والأخير حتى الآن في بدايات عهد الملك عبد الله الثاني حيث استقال أو أقيل من منصبه آنذاك في حادثة شهيرة ولها ملابساتها وبعد صدور كتابه ومؤلفه الأول بين عامي 1999 و2000.

قبل ذلك تقلد الراحل عدة مناصب رفيعة بينها وزارة البلاط ورئاسة الديوان الملكي ووزارة الإعلام وبقي حتى يوم وفاته أبرز مؤشرات الذاكرة السياسية الأردنية لأكثر من نصف قرن فقط متميزا بقدرته على المشاركة بندوات ونقاشات حتى أصبح مرجعا لكبار المحللين والضيوف والمفكرين الزائرين لعمان.

لوحظ بوضوح بأن المؤسسات الرسمية الأردنية وخلافا للعادة “تأخرت” في نعي “أبو السعيد” كما يعرف الجميع اسمه لكن على المستوى النخبوي والشعبي نعته عشرات المؤسسات ومئات الأشخاص خصوصا في الوسطين الثقافي والإعلامي إضافة لمركز الدراسات الإستراتيجية التابع للجامعة الأردنية.

لدى الراحل 3 مؤلفات فكرية وإستراتيجية وكان يجمع فصول مؤلفه الرابع الذي تحدث عنه بإسهاب في عدة زيارات وسجالات مع “القدس العربي” تحديدا ولديه العشرات من أوراق الأعمال التي حفرت بأعماق الصراع العربي الإسرائيلي أشهرها بحث أممي بخصوص “مستقبل القدس” وتقرير نوعي مؤخرا له علاقة بـ”واقعية حل الدولتين”.

أبو عودة في سيرته الذاتية المنشورة من مواليد 1933 في نابلس وهو سياسي ووزير وكاتب أردني، شغل منصب وزير الثقافة والإعلام في عدة حقائب وزارية منذ سنة 1970 إلى سنة 1984 على فترات متقطعة، وهو عضو مجلس الأعيان الأردني سابقاً وألف كتاباً سنة 2017 عن مسيرته السياسية خلال الفترة التي كان فيها وزيراً، ومن خلال الكتاب وضع الكثير من الملفات الغامضة أمام القراء.

ولد “أبو السعيد” لأسرة بسيطة، كان والده يعمل “صانع صابون” ووالدته ربة منزل، أصرت على إكمال ابنها دراسته، ورفضت أن تجعله صبيا في محل لتصليح السيارات.

 انتمى خلال فترة شبابه الأولى لحزب التحرير وذلك بعد صداقةٍ مع ابن مؤسس الحزب تقي الدين النبهاني، لكنه تركه سنة 1955 بعد أحداث حلف بغداد.

 ثم سافر إلى بريطانيا لإكمال دراسته والتحق بالحزب الشيوعي وآمن بمبادئه، لكن سرعان ما ترك الحزب بسبب ثورة 14 تموز في العراق. وقرر أخيراً عدم الالتحاق بأي حزب لاحقا إلى أن التحق بالكويت معلما، ولاحقا أصبح ضابطا متخصصا بالتحليل في المخابرات الأردنية التي كان ألمع رموزها في بداية السبعينيات إلى أن قرر الملك حسين بن طلال تعيينه وزيرا للإعلام وهو ضابط صغير السن في مرحلة لها أسرارها وألغازها وتابعتها “القدس العربي” مع الراحل في العديد من المحطات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عدنان ابو عوده Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان ابو عوده   عدنان ابو عوده Emptyالجمعة 04 فبراير 2022, 8:12 am

عدنان ابو عوده والوجه الأخر للنظام

فؤاد البطاينة
لقد قضيت ما يقارب الثلاثين عاما في السلك الدبلوماسي تعرفت خلالها على كل رجالات النظام الذي كنت جزءا منه بصفتي الدبلوماسية . وكان لي صدفة التعرف على ابو عوده عن قرب عندما أصبح المندوب الدائم لبلادي لدى الأمم المتحدة وكنت نائباً له . وكان انطباعي عن الرجل فبل حضوره لمركز عمله الجديد مستمداً مما يقال عنه في الشارع الأردني – الفلسطيني، انطباعا غير جيد . ولم أستبشر خيرا بقدومه . لكن الصدمة الإيجابية كانت رهيبة على نفسي من أول جلسة لي معه على غداء في منزل أحد زملائنا في المندوبية الدائمة. وأتذكر تماما أني بعد سماعي لحديثه قلت له ( يا رجل والله كنت أعتقد بأنك عميل موساد أو cia ) . وتلقى كلامي بهدوء وكأنه شيء طبيعي، وبدأنا نتحدث عن زيف وعهر وتضليل الحركة الوطنية وحربها على الأشجار المثمرة في بلاد العرب .
كان الرجل أقرب الناس الشخصيين في النظام الى الملك حسين وكان بموقع المحلل والناصح للملك والمعين على تثقيف أبناء الملك . وهذا القرب سبب له متاعب مع كل أو معظم كبار سياسيي النظام المتنافسين ومع أفراد العائلة . وهذا أيضا ما جعله أكثر انفتاحاً وجرأة في نصح الملك مما جعل الملك يتأكد بأن فكر الرجل ومنظوره السياسي لا يتطابق معه . لقد كان ابو عوده من وجهة نظري يمثل الوجه الأخر للنظام دون أن يعرف ذلك . ولم أسمع له تقييميا إيجابيا لأي رئيس حكومة باستثناء وصفي التل حيث كان يعتبره صاحب مدرسة سياسية فكرية وطنية . وكان في ختام مهمته الى جانب المك قد قال يوماً بأنه قد استخدم، رابطا هذا في عدم أخذ فرصته كرئيس للوزراء، وهذا ما عزز تأكدي من عدم معرفته بسرية المنظور السياسي للملك .
لم يكن منظوري السياسي للقضية الفلسطينية يتطابق مع منظور الرجل في كثير من الأساسيات التي أومن بها ولا مع منظوري للسياسة الغربية . لكني لم التق ولم أعرف شخصية سياسية أردنية في النظام من يصل أو يقترب وطنياً أو قوميا أو إخلاصا للقضية الفلسطينية وللأردن وترابه من عدنان ابو عوده . وأنا أقارنه هنا بشخصيات النظام فقط . وما كنت أتصور بأنه إنسان في منتهى نظافة اليد والفرج والقناعة . ولم يكن في أي فترة من فترات حياته صاحب صالو سياسي ولا متسلقا أو منافقا ولا هاوي كولسات او استقطابات ً . ولا اتوقع أن هناك في النظام من هو أكبر ثقة بالنفس من هذا الرجل العصامي الوحيد لأبويه من الذكور .
 ولعلم الملك حسين بأنه يمثل الوجه الأخر للنظام، فلم يختاره الملك ليكون جزءا من مفاوضات عملية السلام ووادي عربه . ولم يكن يطلعه على لقاءاته السرية والتفاوضية مع الاسرائيليين رغم أنه في حضن الديوان الملكي . وأتذكر في بدايات التسعينيات عندما كشفت الصحف الأمريكية عن تاريخ تلك المفاوضات السرية جاء لي وقال بالحرف( لقد حولني ما أقرأه ) وكيف كان دون معرفتي . وكان ناقداً ورافضا لوادي عربة في الجلسات الخاصة ولكنه كان حريصا على أن لا يُغضب صديقه الملك والذي تعرف عليه عندما قيل له أننا استقطبنا شيوعيا في وظيفة محلل في المخابرات، حيث أراد التأكد منه وأعجب بطريقة تفكيره وعمق تحليله . وأتذكر تماما كيف اتصل من مكتبه في نيويورك هاتفيا مع الملك وكان في العقبة وقال له ( سيدي مشان الله تترك نص رعاية المقدسات ) ورفض الملك ذلك .
وأطرح أمام الشعب الأردني بعض مواقف عدنان ابو عوده التي لا يجرؤ عليها أي سياسي أردني وربما عربي . ففي جلسة لمجلس الأمن على مستوى وزراء الخارجية قال بمداخلته أمامهم عليكم أن تعرفوا بأن الأمر عندما يتعلق بالقدس فكلنا حماس . وهذا كلام خطير لمندوب أردني مرموق . وفي أخرى تعرض لمفاعل ديمونة الإسرائيلي ووضح تأثيره الصحي الخطير على سكان جنوب الأردن، دون طلب من الحكومة . وفي أخرى بالجمعية العامة حين رافقني في جلسة التصويتات على القرارات في ذاك اليوم وجلس لجانبي وكنت أنا من يصوت لمتابعتي للقرارات بحكم وظيفتي . وعندما نودي للتصويت على القرار الكوبي الذي يدين الحصار الأمريكي عليها طلب مني أخذ مقعد التصويت وصوت بالأخضر لصالح القرار الكوبي ضد الولايات المتحدة، فاعتقدت بأنه أخطأ وقلت له بأن التعليمات تقتضي بالتصويت بالإمتناع . قال أدري ذلك . وبعد انتهاء الجلسة سألته لماذا فعلت ذلك، قال كيف لي أن أقبل بمزايدة الأردن على الدول الأوروبية في القانون الدولي وكيف تنظر تلك الدول للأردن .
 كان رحمه الله كبير الثقة بنفسه وطلب مني أكثر من مرة للكتابة والقاء كلمة الأردن في مجلس الأمن وهو ما لا يفعله مندوب عربي . ولا أنسى موقفاً له حين كان في اجازة في الأردن، وحدثت مذبحة الحرم الابراهيمي في الخليل وكنت قائما بالأعمال وخاطبت مجلس الأمن بكلمة ساخنة وكان منها أن طالبت باسم بلادي توفير الحماية الدولية لشعبنا الفلسطيني من الإحتلال وقطعان المستوطنين وكان ما كان من جهالة وزرائنا، لكن أبو عوده وقف لجانبي في كل كلمة قلتها وبرجولة . رحم الله الرجل برحمته الواسعة ووفق أبناءه وبناته الذين عاشوا حياتهم البسيطة جداً بعيدا عن وظائف الدولة وخزينتها . ولم يتوقف عن تكرار عبارة أنه ابن عامل في معمل صابون في نابلس ويعرف بأحاسيس الناس البسطاء وهمومهم .
كاتب وباحث عربي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عدنان ابو عوده Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان ابو عوده   عدنان ابو عوده Emptyالجمعة 04 فبراير 2022, 6:38 pm

عدنان النابلسي .. اخر السيوف وعتبة الوعي الاولى


أحمد سلامة

الى جنة الخلد يا ابو السعيد فلن يخذلني سمعي وسيبقى ذاك الصوت المحلجل الامر منك يغزو القلب حتى اللحاق بك.. ايها العم العزيز كان يحلو لي دوما ان اناديه بالعم لمكانته في القلب.. ايها النابلسي المجيد، ارثيك اليوم وكأن هذه اللحظة ما خطرت على بالي في المطلق فكانت الحياة بك فيها ونس وامان..

اليوم اكتب اول مرة في الحياة من زاوية جغرافية كاملة اباهي بها بتشرف الانتساب لنابلس فدو لعيون ابو السعيد..

انا لست نابلسيا بالمعنى المديني بل ان مسقط رأسي يباعدني عنها في (بديا) ٢٧ كم بالتمام والكمال وهي ذات المسافة التي تبعد بلدتنا عن يافا لكننا نابلسيون اهل جبل تركنا الساحل ثقافة وانتماء لاهله فنحن من اهل الجبال..

اليوم في محاولة تخليد وتمجيد دور الافراد الذين يستحقون.. سانحاز بالكامل لنابلس هذه المدينة الدهرية الابدية التي ترمي غمامها عند الصبح على كتفيك وانت تمشي الهوينة من الجبل الشمالي خلف المستشفى الوطني الى السوق العتيق ويتجاور البرد بالدفء بين (عيبال وجرزيم) ليحضن اتباع الديانات الثلاث فتهبك تلك المدينة التنوع وقبول الاخر.. ونابلس فيها اول العلم المنظم في (الصلاحية والنجاح) وزمت المسافة بين الطربوش وسينما ريفولي ليكون وعيها بالتقدم حتميا وضروريا ليكون هوية الدخول لها من اتباعها (الفلاحين)

ونابلس هي اول من صنع فكرة (التعشيق الوحدوي) بدون اي حاجة لاستعمال اي مسمار لربط السلط بنابلس كانت نابلس تصنع فكرة الوحدة مع الشرق قبل اخواتها الفاضلات وان حفظ التاريخ لنا فكرة اندماج الناس ببعضهم في مؤتمر اريحا فان الحقيقة ان مؤتمرا في نابلس سبق اريحا وكان هو بوابة الحب الاولى…

ميز نابلس انكباب رجالتها على المعنى الوحدوي وليعذرني من يقرأ هذه السطور اذ ليس عندي استعلاء لا سمح الله على احد في التشبث بالمعنى الوحدوي فالخليل والجليل والقدس وجنين لها ذات الوهج لكني اتحدث عن مدينة هي صحن الوعي عندي هي منطلق حبي للشرق وهي مهوى فؤادي الدائم …

نابلس جادت بنماذج من الرجال نأمل من الله تكرار نماذجهم ودورهم

نابلس قدمت نموذجا للعلم وللسياسة فكان قدري طوقان اول العلوم النافعة قدري الجسور الذي قال ذات ندوة في مجمع النقابات
لقيادي فلسطيني في فترة الفوضى وكثرة البنادق على هامش مبادرة روحرز (اسمع يا بوفلان، اذا بتحرروها بهالكلشن هاد فمبروكة عليكن، اما اذا القصة قصة توقيع فان اقلامنا شيفرز من ذهب واقلام غيرنا بعدها من فصيلة (البيك))

ولقد كان احمد طوقان العالم السياسي الجسور ابو العبد من تصدى لخوار محمد داود واكمل السير نحو اعادة الهدوء الى المدن في حرب استرداد هيبة الدولة وسلم الامانة للكبير وصفي بكل إباء وشمم عند اواخر اكتوبر من عام السبعين ولأن كانت المدن الكبرى لها ثقافتها للتمهيد للاشياء والبدء بها.. فان نابلس هي من فتحت درب الاستشهاد لرجال الدولة استبسالا في الدفاع عن الوطن لقد اضاءت الشعلتان النابلسيتان درب البطولة لهزاع الكركي ولوصفي ابن السبع خرزات

بعد حين فلقد كان استاذ القانون الجليل ابراهيم هاشم ورجل الدولة القوي سليمان طوقان رحمهما الله.. اول الدم فداء للعرش الهاشمي حين تلقى الشهيد ابراهيم هاشم طوبة انزلت على رأسه وهو على باب وزارة الدفاع العراقية في تموز القهر وتموز الشر…

ناداه ابو غالب (سليمان طوقان) نزل راسك ياباشا تجنبا لطوب الغوغاء رد اخر الكلمات التي هي وصية خالدة (يا سليمان موش احني اللي منوطي رووسنا امام الموت ويقال ان من يعمل في معية الهاشم قد خاف الموت) اووووف.. يا للشهامة ونبل الاستشهاد

وتمضي المسيرة وتحط الرحال على شاعر القبيلة واسد الصد عدنان ابو عودة

عدنان ابو عودة نموذج ليس له مثيل في تاريخ الدولة الاردنية فهو عدنان الذي ترك لنا مدرسة مفادها ان الدولة حين يتهلهل اعلامها فانها تفقد روحها ورسالتها والدولة تنتصر بسنابك الاقلام والاقلام ورجالاتها مثل القاصف من مدفع الدبابة ولقد اشرق عدنان ابو عودة
قمرا في نجمة بابعاد ثلاث ليصنعوا حدثا تاريخيا زلزل الارض من تحت اعداء هذا الوطن كان نذير رشيد اول الامن وكان عدنان ابو عودة اول الاعلام وكان وصفي التل اول الارادة ولقد رافقت هذه النجمة حركة القمر الهاشمي الوضاء مثل الزهرة حين ساروا في ركب الحسين..

عدنان لا يكون الرثاء فيه الا مباهاة وفخرا كان هو من حمل وحده امانة الحفاظ والوفاء لدور ابراهيم هاشم الشهيد وسليمان طوقان المريد وكان هو الوحدوي الذي جعل من خؤولة اولاده السلطيين مبرر السماح لكل الاجتهادات اللاحقة التي ربما انها ادهشت الكثير منا

لو سألني احد في ندوة عامة ما هو مفتاح شخصية عدنان ابو عودة لقلت بدون تفكير الشجاعة كان عدنان اشجع الرجال ففي الوقت الذي اضحت فيه الشجاعة من دون ثمن ظهر الكثير من المجعجعبن وصارت الثرثرة والشجاعة متداخلة لكن عدنان تقدم للدور الذي كان يبحث عن بطل وصنع اعلاما وطنيا قادرا متحكما وذات رسالة خالدة..

إن اول الشجاعة في الجيش كان حابس حابس الحنون الطيب النبيل الشجاع حابس الذي رحل عن الدنيا مكتفيا بحب الناس وترك نقطة من دم طهور وصية للاردنيين في القدس لن يمحو اثرها لا زمن ولا ضعف امة وكان دور عدنان ووقع خطاه وصوته الرخيم اول مجنزرات الاعلام التي كانت قد اختفت من حياتنا حين اختفى صوت صلاح ابو زيد بموامرة دنيئة لسنين خلت لقد صنع في جيلنا رغم اختلاف المنهج والتفكير ثلاثة رجال الاعلام الوطني الذي كان لنا من خلاله صوتا كان صلاح ابو زيد اول السحر واول الغناء الوطني واول الصد الرادع لتطاول الكبار علينا فكبر صلاح حجره والقاه عليهم فتصاغروا وكبرنا وكان الثاني عدنان ابو عودة الذي بنى للاردن سبيلا للحوريات مغر وفاتن وقوي وجليل

عدنان بنى قلعة الاعلام حين فتح الباب لجورج حداد ان يهندس اخبار التلفزيون ولمحمد امين ليقول ببسالة الرسالة ومنح لرافع شاهين رخصة ان يعيد البسمة للاردنيين..

وهو من هندس الرأي على هواه واطلق يد آل الشريف في الدستور

كان عدنان استاذا في صورة وزير ومقاتلا في لباس اعلامي ومنظرا في كنف حاكم تاريخي..

اما ثالثهم … فكان هاني الخصاونة الذي جعل من الاعلام قطارا يركبه الناس كل يوم ليتمتعوا بمناظره ومحتوياته الخلابة لقد وقع على عاتق هذا الديبلوماسي القومي تنفيذ اصعب مهمة واشقها على نفسه فك الارتباط والصمود بالدينار بما تبقى منه بعد مذبحة المنحط الوضيع احمد الجلبي ومدرسته الاقتصادية التي لم يزل بعض اتباعه فينا وكذلك الوقوف في وجه عاصفة هبة نيسان

عدنان ابو عودة كان حكيم العرش وجسور الدولة على الاعلام وكان قراره بسحب امتياز صحيفة اساءت للملك او للوطن تأخذ منه لحظة التوقيع فقط لقد ناوءت مدرسة واسعة وعريضة مدرسة عدنان ابو عودة ومدرسة عدنان كان هو استاذها وكاتب منهاجها وباني جدرانها وزارع خضرتها وحده لم يكن يؤمن بشيء في حياته اكثر من قدرته على الابداع واجمل من ايمانه بالملك بولاء لا يتزعزع من اجمل مزايا عدنان انه لا يعرف الحقد كان هو ونسة نابلس في عمان وليس من احد سواه استطاع الى ذلك سبيلا….

هل يستقيم القول في عدنان العم الغالي ابو السعيد دون المرور على خروجه عن اطارات الدولة وتفكيره مرتين خلاف ما يريده الناس او بعض الناس ؟!

اعني بحثه الذائع صيته (القدس غير المقسمة ؟) وهو بحث نشر له في مجلة امريكية سنة 1992.. الفورن افيرز ونال من تربص ظننت انه مسبق ومدروس اما كتابه الذي تطرق فيه الى موضوع حقوق المواطنة كتبت رأيي فيه وهو حي يرزق انه لا يشبه ابو السعيد ولا يشبهنا لكن خاتمته الوطنية كانت عرفانية وبرهانية واشراقية ووطنية حميدة فقد طوف في افاق الاردن حاملا راية الاردن ومنافحا باخلاص المؤمن بوصفي التل ودوره الوطني

وانتقد خصوم الاردن نقدا لا هوادة فيه وثبت على موقفه الوطني الخالد

ثمة اسرار في حياتنا نحن الاردنيين تذهب معنا الى القبور وربما ان واحدة منها تشبه المؤامرة حاكها ابطال في الخفاء دفعوا ابو السعيد الى الذهاب لقصة الحقوق والمواطنة

لقد رافقت ابو السعيد المفكر وتلقيت منه توجيهات ككاتب وازر حضوري في الكثير من المواقف وخالفته في قضايا مفتاحية مثل الميثاق الوطني والخطاب والمواطنة وحقوقها وزاملته في الديوان الملكي الهاشمي وكان في كل تلك المحطات نورا ساطعا وعالما عميقا ومفكرا عبر الحدود والموانع وفكر في حضرة الحسين بحرية

ذات جلسة فكرية برعاية سيدي حسن لمجموعة من المفكرين ائتلفت في المجلس الاعلى للعلوم والتكنولوجيا وكانت الجلسة على مستوى قومي ولعدنان ابو عودة كلمة فيها…

لقد بهر الحضور حد نسيانهم ان الحسين قد مضى الى رحاب ربه كتبت له يومها (من اين تأتي بكل هذه الروح الشبابية المتدفقة) كتب الي الحقني ندخن سيجارة…

على باب الندوة قال الذ جملة سمعتها منه في الحياة قال لي ابو السعيد (بتعرف احمد ، الملك حسين هو المسؤول عن كل ما رأيت وسمعت هذا اليوم لقد تعلمت منه معنى الامل والتفاؤل، ومعنى الارادة والصبر، الحسين من صنع فينا هذا الجمال)

رحمك الله ايها العم الغالي كنت حكيما بترو واردنيا من غير صخب وعربيا من دون ادعاء وكان مستغرقا في التأمل بالمطبخ العالمي
واحسب انه فعل ذلك من دون تبعية رحمك الله عشت حرا قنوعا مستورا دون تبجح الدابوقيين والعبدونيين وظللت وفيا في حياتك لثلاث
للحسين والاردن ولام السعيد يرحمها الله اخذها الموت منك مبكرا ولم يهمس احد في الحياة انك رفعت عينك في امراة غيرها ولبيتك في صويلح الذي ابيت مغادرته وكذلك استدرك لسيجارتك التي لم تغب عن شفتيك تداعبها كانها سنبلة رحمك الله يا عزيز القوم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75523
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

عدنان ابو عوده Empty
مُساهمةموضوع: رد: عدنان ابو عوده   عدنان ابو عوده Emptyالجمعة 04 فبراير 2022, 6:39 pm

في رثاء عدنان ابو عودة والتعددية


د. مروان المعشر

هاتفني يوما رئيس الوزراء وانا وزير للخارجية، معاتبا كيف اسمي عدنان ابو عودة ضمن مجلس استشاري قمت بتشكيله لتقديم المشورة لوزير الخارجية حول قضايا الساعة. حينذاك، قال لي الرئيس ان لعدنان ابو عودة اراء قد تختلف مع الموقف الرسمي الاردني، و لذا لا يجوز ان يكون ضمن هذا المجلس. اذكر جوابي تماما لدولته: "اعرف الموقف الاردني الرسمي تماما ولست بحاجة لمجلس استشاري يدلني عليه. انا بحاجة لسماع اراء اخرى وبالاخص تلك التي لا تتفق مع الموقف الرسمي".

لقد اشار جلالة الملك عبدالله الثاني بوضوح الى هذا القصور في تقبل الاراء المختلفة، و ذلك في ورقته النقاشية الاولى حين قال ان "الاختلاف ليس شكلا لانعدام الولاء، بل ان الاختلاف المستند الى الاحترام هو دافع للحوار، و الحوار فيما بين اصحاب الاراء المختلفة هو جوهر الديمقراطية"، ومن البديهي لدى كافة المجتمعات الحية ان تختلف الاراء حول اي قضية، فالاختلاف يغني الموقف و يقويه بعد ان يتم النظر اليه من كافة زواياه، كما ان غياب الاختلاف هو عنوان الجمود والتقوقع. و هناك مثل يقول انه ان تطابق اثنان في الفكر في كافة الامور والقضايا، فان احدهما لا ضرورة لوجوده.

عدنان ابو عودة كان مثالا للمسؤول الذي يرفض التقوقع، او وضع نفسه ضمن اطار جامد يحد من تفكيره. خدم الدولة الاردنية بكل اخلاص، واعطى رأيه المستند دائما للتحليل والنظرة الاستراتيجية. اصاب واخطأ، كما فعل كل من عمل في القطاع العام، ولكن احدا لا يحق له اتهامه بانعدام الولاء لطرحه اراء تختلف عن النمط السائد الذي يتشبث باحادية الفكر ويخون كل من لا يسير على سكة محددة.

عمل ابو السعيد في القطاع العام لاكثر من خمسة وثلاثين عاما، تبوأ فيها اعلى المناصب، كان باستطاعته ان يستغل منصبه بكل سهولة، ليس بالضرورة للاثراء المادي، ولكن للحصول على بعض الامتيازات التي تمكنه من تحسين وضعه المالي. ولكنه لم يفعل. عاش في منزله المتواضع قرابة الخمسين عاما، ولم يعين احدا من ابنائه او بناته في القطاع العام، وكان يستطيع ذلك بكل سهولة. دخل الخدمة العامة نظيف اليد، و تركها كذلك.

لم تشفع له نظافة يده، ولا فكره الثاقب، ولا خدمته المتفانية للدولة الاردنية، ولا وقوفه معها في احلك الظروف، فغضب منه الكثيرون للكتاب الذي اصدره و ابدى فيه اراء تتعلق بالهوية الوطنية الاردنية، فتمت مهاجمته بطريقة غير لائقة، وعاش السنوات العشرين الاخيرة من حياته شبه مغيب في الاوساط الرسمية، و لو انه كان يتمتع باحترام شديد في اوساط المثقفين، حتى اولئك الذين اتخذوا منه موقفا سلبيا في الماضي. اليوم، تتذكره الاوساط الرسمية بالخير لدى رحيله، و ليتها فعلت ذلك في حياته.

ما الذي يحدث في مجتمعنا؟ و كيف ضاقت مساحة الحرية لدينا بحيث عدنا لا نحتمل تعددية الاراء؟ هل كنا دوما كذلك ام اننا، كما اشعر، ننحدر تدريجيا نحو احادية الفكر وانغلاق العقل؟

لا يسع اي قاريء ليوميات ابو السعيد، و بخاصة توثيقها للمباحثات الاردنية الفلسطينية والعلاقة مع الولايات المتحدة في الثمانينات الا ان يدرك حقائق عدة، منها انه كان هناك مطبخ سياسي حول جلالة الملك يعاونه، ويختلف معه، و في بعض الاحيان يختلف اركانه مع بعضهم البعض، ضمن اطار عام يقبل هذا الاختلاف وينظر اليه كحالة اعتيادية وصحية تماما. و لعل من اهم واجبات المسؤول تقديم رأيه بصراحة في اي قضية تناقش، حتى تكون عملية صناعة القرار متكاملة تأخذ بعين الاعتبار كافة الزوايا والاراء.

لا استطيع اليوم ان ازعم ان حرية الفكر وتعددية الاراء قطعت شوطا ايجابيا منذ ذلك الزمن، بل لعل العكس هو الصحيح. نشهد اليوم و بشكل متزايد ثقافة مجتمعية يضيق صدرها بكل رأي وكل تصرف وكل ممارسة لا تتفق مع قالب جامد متقوقع يحدد وحده ما هو مقبول وما هو ليس مقبولا، وما هو خطأ او صواب.

ارثي اليوم ليس عدنان ابو عودة فحسب، و انما الثقافة التي كان يمثلها، و التي تؤمن بضرورة طرح مختلف الاراء وصولا الى القرار الصائب والمتوازن. ان كان عدنان ابو عودة قد مات، فلا يجوز ان نسمح لتعددية الاراء ان تموت ايضا، ففي ذلك تراجع للمجتمع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
عدنان ابو عوده
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عدنان أبو عودة
» مقالات عدنان الروسان
»  الشهيد الأسير خضر عدنان؟
»  عدنان مجلي هل يصبح العالم الفلسطيني رئيسا للحكومة الفلسطينية!
»  محمد يحيى ( عدنان ) الغول (أبو يحيى)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: اردننا الغالي :: شخصيات اردنيه-
انتقل الى: