أكلات شعبية ترتبط بـــ «الذاكرة الشتوية»
بالاضافة الى مالأجواء فصل الشتاء من حميمية خاصة وعادات وطقوس عائلية واجتماعية مختلفة، فإن هذا الفصل البارد جد في بلدنا يدفع الغالبية العظمى من الناس لتغيير أنماطهم الغذائية لاسيما وأن احتيجات أجسادهم تختلف أثناء البرد وتذهب باتجاه كل ما يحمل قدر أكبر من السعرات الحرارية التي تمد الجسم بالنشاط والدفء والحيوية، وعليه فقد ارتبطت بعض الأطعمة لدى الأردنيين بفصل الشتاء حيث يزداد استهلاكها بصورة كبيرة وللأمر فوائده وفي كثيرمن الأحيان مضاره التي نستعرضها في ذلك التقرير
الشتاء ..ومرض السمنة
ويتعرض أغلب الأشخاص لزيادة الوزن بعض الكيلوجرامات أثناء فصل الشتاء، بسبب تناول الأطعمة الدسمة للشعور بالتدفئة، وفى المقابل تكون الحركة قليلة، مما يجعل كمية السعرات الحرارية التى يكتسبها الجسم أكثر من المفقودة وبذلك يزيد الوزن. ويقدم الأخصائيون نصائح صحية لتجنب زيادة الوزن أهمها:الحرص على تناول وجبة الإفطار بشكل يومى، فهى مسئولة عن حرق السعرات الحرارية وتزيد من الشعور بالشبع طوال اليوم، تناول الوجبات فى مواعيد ثابتة حتى يساعد على تنظيم عملية الحرق بشكل مستمر، الإكثار من تناول الخضراوات والفاكهة فهى تحتوى على نسبة كبيرة من الألياف التى تزيد من الشعور بالشبع، والبعد عن الأكلات الدسمة التى يكثر إعدادها فى الشتاء، تناول وجبات صغيرة بين الوجبات الرئيسية حتى تعمل على رفع معدل الشعور بالشبع، وتساهم فى تقليل حجم الوجبة الرئيسية، وبالتالى تعمل على رفع معدل الحرق،الإكثار من شرب الماء حتى نصل إلى 8 أكواب يوميا، ويزيد من نشاط خلايا الجسم فتؤدى إلى تنقية الجسم من السموم، تناول المشروبات الحارقة مثل الشاى الأخضر، القرفة، الجنزبيل، خاصة على الريق لمساعدة الجسم على حرق الدهون.
أكلات الأردنيين في الشتاء
يقبل الأردنيون على مجموعة من الأكلات والأطعمة في ذلك الفصل بصورة خاصة،وقد ارتبطت «ذاكرتهم الشتوية» -اذا صح التعبير- بتلك الأكلات التي تجمع العائلة والضيوف في أجواء حميمية وقرب وسائل التدفئة المختلفة،وأهمها :
المكسرات والتسالي بأنواعها المختلفة:
المكسرات لها العديد من الفوائد ، حيث أن أكلها يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية. هناك الكثير من أنواع المكسرات بما في ذلك الجوز، الكاجو، البقان، الجوز البرازيلي، والكستناء والبندق والتي تحتوي على الدهون الأحادية الغير مشبعة والمركبات الأخرى التي تؤثر على مستويات الكوليسترول في الدم. ومن المكسرات : الفول السوداني، المكسرات البرازيل واللوز والبندق الذي يمكن أن تسبب ردود فعل تحسسية حادة لدى بعض الناس.
الاكثار من تناول المسكرات يؤدي الى السمنه ويضاعف من مشاكل الحساسية، لذا ينصح تناولها بإعتدال بحسب أخصائيي التغذية.
الحلويات الشرقية:
يقبل الأردنيون على تناول الحلويات الشرقية المشبعه بالدسم والكربوهيدرات، وهي تمد الجسم بالطاقة وتمنح الشخص شعورا بالدفء، الا أن الاكثار منها يؤدي للاصابة بالسكري والسمنه وارتفاع الضغط وحرقة المعده والتلبك المعوي، عدى عن مشاكل تسوس الأسنان، لذا ينصح الأطباء بتناول القليل منها كل أسبوع وليس كل ليلة كما هو عند الكثير من الأردنيين.
وأهم تلك الحلويات: الكنافة، الكعك، فطائر الجبنة والقشطه، الوربات، الكلاج، الشعبيات، كرابيج الحلب، وغيرها.
مشروب السحلب:
يعد السحلب من الحليب والنشا والسكر والماء ويضاف له منكهات كالمستكه وماء الزهر، ويعتبر السحلب أحد أغنى العناصر الطبيعيّة بالعديد من العناصر المعدنيّة التي يحتاجها الجسم بكميّات معيّنة بشكل يومي ومستمر، على رأسها عنصر الكالسيوم، الذي يعدّ أساساً للحفاظ على صحة وقوة العظام والمفاصل والعضلات، ويقي من الأمراض المتعلّقة بها وبضعفها على رأسها هشاشة العظام، والروماتيزم، وضعف بنية ونمو الجسم، ومشاكل العمود الفقري بما فيها التقوس وغيرهانالا أن الأطباء وأخصائيي التغذية يحذرون من اضافة كميات كبيرة من السكر والنشا للسحلب لما في ذلك من مخاطر صحيه هي ذاتها مخاطر الحلويات.
شوربة العدس
عرفت شوربة العدس منذ عشرات السنين عند الأردنيين كوجبة غذائية أو كمقبل اضافي للوجيات، الا أن الكثير من الأ{دنيين لاسيما فئة الشباب باتوا يشربونها بصورة مستمرة حيث تباع في الكاسات تماما كالقهوة والشاي.
شوربة العدس غنية بالبروتين والألياف وهو بذلك يمنح شعورا بالشبع ويمنع امتصاص الدهون الضارة ويمنع ارتفاع ضغط الدم، وتنخفض نسب سرطان القولون والثدي والبروستاتا في الشعوب المستهلكة للعدس، وفي دراسة جمعت 90,630 سيدة، وجد أن استهلاك العدس يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، وفي تركيا وجد أن العدس هو أحد الأغذية الواقية من العديد من أنواع السرطان، كما وجدت دراسة تضمنت 186 شخص أن استهلاك البقوليات، ومنها العدس، يرتبط عكسياً بالإصابة بسرطان القولون والمستقيم، وقد وجد للعديد من مكونات العدس تأثيرات مضادة للسرطان.
الا أن الكثير من أخصائي التغذية يحذرون من المبالغه في تناول شوربة العدس كون ذلك يبعد الشخص في كثيرمن الأحيان عن باقي الوجبات المهمة للجسم لاسيما في فصل الشتاء.
الحمضيات
لايستطيع أي نوع من أنواع الفواكه والخضار منافسة الحمضيات في الأسواق خلال فصل الشتاء، البرتقال واليوسف أفندي والجريب فروت والبوملي تعرض بكميات ضخمة جدا في كل مكان، ذلك أن الأردنيين يقبلون عليها في فصل الشتاء بصورة كبيرة، وتعتبر الحمضيات من الفواكه ذات الفوائد العديدة بداية من فائدتها كفاكهة ذات قيمة غذائية جيدة لتوفر الفيتامينات والألياف بها، ومروراً بفوائدها في التصنيع الغذائي حيث تصنع منها العصائر، ويستخرج من قشورها الزيوت العطرية الطيارة، ويستخرج من بقايا القشور مادة البكثين (ألياف غذائية ذائبة) التي تستخدم في عمل المربى والحلويات. ولا تقتصر الاستفادة من الزيوت الطيارة في التصنيع الغذائي لاستخلاص النكهات وإنما تتعدى ذلك إلى صناعة العطورات.
الحمضيات ضرورية جدا للتخلص من الوزن الزائد، كما أنها مهمة جدا في الحفاظ على نضارة البشرة وحيوتها حين يؤدي البرد الى جفافها وتقشرها.ولكن لابد من التنبيه الى أن الاسراف في تناول الحمضيات يسهم في حرقة المعدة وكثرة التبول، كما أن تناول الحمضيات بصورة مبالغ فيها يؤدي الى خلل في عملية توزيع الكالسيوم في الجسم.