"داعش" يخطط لسرقة القضية الفلسطينية
11/02/2017
عباس ظاهر
مرّت اكثر من عشر سنوات على ترسيخ المجموعات الاسلامية المتطرفة وجودها في سيناء المصرية. مناصرو تنظيم "داعش" الآن، هم الذين قادوا "القاعدة" في الصحراء المصرية، وخرّجوا من مدرستها قيادات ارهابية غذّت جبهات القتال في العراق وسوريا.
يخطط "الدواعش" لإجتياح متدرّج للساحة الفلسطينية. تعرف حركة "حماس" نوايا "ولاية سيناء" في رغبتها التمدد عبر رفح نحو القطاع. سبق وان قامت الحركة بحملة اعتقالات واسعة، وراقبت وسائل التواصل والاتصالات والتحركات داخل غزه وحققت مع مشتبه بإنتمائهم لتنظيم "داعش" واعتقلت متورطين.
اللافت ان متطرفي "القاعدة" ثم "داعش" في سيناء لم يستفزوا الإسرائيليين يوماً، ولم يوجهوا قذيفة ولا عياراً نارياً بإتجاههم. في الأيام الماضية أطلقوا صواريخ متواضعة نحو إيلات في عمل خجول لا يرتقي لمستوى عملياتهم التي تنفذها "ولاية سيناء" نفسها ضد الجيش المصري.
يبدو هنا ان "داعش" خطا نحو حمل الراية الفلسطينية لتشريع تنظيمه حركة مقاومة ضد اسرائيل. يستفيد "داعش" من الخطاب السياسي الاسرائيلي الذي يتهم المقاومين بأنهم دواعش، وخصوصا حملة السكاكين والمهاجمين بالسيارات في تل ابيب والقدس.
تل ابيب تترقب مستجدات سيناء وغزه. هي هاجمت بشكل مكثف القطاع في الأيام الماضية. تروِّج لمفهوم "حفظ الردع". صحافتها تتحدث عن بناء العوائق الجديدة على الحدود وسط تجول آلياتها العسكرية كل يوم قرب الجدار. عملياً هي تختبر "حماس" او تستفزها لجرها الى هجمات وأعمال عسكرية "لفحص القدرات وتدمير الأهداف".
تحليلات الصحافة العبريّة تركّز على ان سلوك "حماس" يثبت أنها في موقف انتظار وتردد بشأن الاستراتيجية الصحيحة لتحقيق اهدافها.
يعتقد الاسرائيليون ان قدرات المقاومة في غزه ليس فيها ما يهز اسرائيل ويجبرها على قبول الاملاءات التي تخدم الفلسطينين وخصوصاً التيار الاسلامي.
يراهن الاسرائيليون على تقدم "داعش" وتراجع "حماس" وضرب "فتح". عندها ستستغل تل ابيب الفرصة لصبغ المقاومة الفلسطينية باللون الداعشي.
الظروف القاسية التي تمر بها المنطقة نتيجة الأزمات المفتوحة، وضعت "حماس" عند مفترق طرق: امّا العودة الى الحضن "الممانع" وإعادة تنشيط دورها الطبيعي في المقاومة وإجهاض المشروع الداعشي، وأما الرضوخ امام داعش وبالتالي اسرائيل.
تل ابيب تعتبر -بحسب صحافتها- ان "حماس" تختار المبادرة السياسية، وتشير الى الاستعداد لصدّ اي مشروع "داعشي".
يبني الاسرائيليون توقعاتهم على أساس تقارب القاهرة وحماس بعد جفاء وقطيعة بسبب محاربة مصر للإخوان. لكن ما يقلق الإسرائيلي هو عودة السخاء الإيراني على حماس. يقولون: "بعد الاتفاق النووي وتسريح الاموال في طهران، اصبحوا اكثر سخاء. هذه السنة منحوا الذراع العسكري لحماس 150 مليون دولار-مبلغ مضاعف لما منحوه في الماضي. كما أن فترة الانتظار الحالية جيدة لحماس لاسباب داخلية، إذ أنها تستعد لانتخاب مؤسساتها، العملية التي ستستغرق ثلاثة اشهر على الاقل، حتى انتخاب قيادة جديدة يترأسها اغلب الظن اسماعيل هنية".
في الذراع العسكري لحماس يعتقدون بأن إسرائيل تخطط لاستغلال الضعف الموقّت للحركة في الفترة الانتقالية ومهاجمة غزة. يقدرون بأن اسرائيل تسعى الى جر حماس الى مواجهة شاملة من خلال استفزاز عسكري، ولهذا فإنهم يبذلون جهدا لقمع كل محاولة من محافل المعارضة لدهورة الوضع.
لفلسطين حركاتها التي لا تتخلى عن القضية، ولن تسمح بترك داعش يتمدد اليها. لكن التنظيم الاٍرهابي سيحاول مدّ اليد لسرقة اليافطة الفلسطينية لتشريع نفسه انسانياً وعربياً. وهو امر مستحيل. اول من يساعد على دفع خطوات داعش عملياً الى الامام، هم الاسرائيليون الذين يسعون "لدَعْوَشَة" المقاومة الفلسطينية.
عن النشرة اللبنانية