صحيفة عبرية: مطاردة حماس لـ"سلفيى غزة" وراء الهجمات الصاروخية على إسرائيل
تل أبيب: ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية، أن موجة الهجمات الصاروخية الأخيرة ضد إسرائيل من قطاع غزة ناتجة عن تصعيد التوتر بين "حماس" والجماعات السلفية المتطرفة فى القطاع، حيث اعتقلت حماس مئات السلفيين فى الأشهر الأخيرة.
وأوضح التقرير الذي نشرته الصحيفة اليوم الخميس، أن الجماعات السلفية تقصف إسرائيل من أجل الضغط على حماس لإطلاق سراح المعتقلين السلفيين لديها، حيث تقوم مجموعات سلفية موالية لتنظيم "داعش" وتسعى لضم غزة إلى ما يدعى باسم دولة الخلافة بإطلاق صواريخ ضد إسرائيل، التى ترد بقصف أهداف تابعة لحماس.
ووقالت الصحيفة العبرية إن إسرائيل دائما تلقى اللوم على حركة حماس، باعتبارها هى التى تحكم غزة، وتحملها مسئولية جميع الهجمات الصادرة من القطاع.
وأشارت الصحيفة، إلى أن السلفيين المسجونين فى سجون حماس اضربوا عن الطعام قبل بضعة أيام، وشهدت الفترة الأخيرة أكثر من 3 هجمات صاروخية من غزة ضد إسرائيل، ولم تؤد أى من الهجمات إلى إصابات فى إسرائيل، ولم تتبن أى مجموعة مسئوليتها، وبعد سقوط الصواريخ فى إسرائيل فى 6 فبراير و27 فبراير، قام سلاح الجو والمشاة الإسرائيلى بقصف اهداف عسكرية تابعة لحماس، ولكن لم ترد إسرائيل على الصواريخ الاخيرة، التى أطلقت مساء الأربعاء الماضى.
وكان قد أصيب 6 من سكان غزة فى الهجمات الإسرائيلية، وفقا لوزارة الصحة فى غزة، وكلفت الأضرار الناتجة عن رد الجيش الإسرائيلى حركة حماس مئات آلاف الدولارات.
وكانت قد أطلقت "حماس" عملية اعتقال السلفيين فى شهر ديسمبر الماضى فى محاولة للحد من تدفق المقاتلين من غزة للانضمام إلى صفوف تنظيم "داعش" فى شبه جزيرة سيناء المجاورة، وتقوم "حماس بهذه الحملة وفقا للصحيفة العبرية بطلب من مصر، التى تشن حربا ضد التنظيم الإرهابى منذ سنوات.
وتم اعتقال حوالى 550 شخصا لعلاقته بتنظيم "داعش" فى سيناء، وتمت محاكمتهم فى المحاكم العسكرية التابعة لحماس فى الأيام الأخيرة، واتهامهم بإطلاق صواريخ ضد إسرائيل أو تصنيع الأسلحة، ولا تزال قوات الأمن التابعة لحماس تبحث عن الرجل الذى يفترض أنه المسئول عن الهجوم الصاروخى الأخير ضد إسرائيل، والذى يدعى "نور عيسى"، قائد مجموعة "أحفاد الصحابة" الموالية لداعش فى غزة، وتبنت مجموعته مسئولية عدة هجمات صاروخية ضد إسرائيل منذ عام 2014، وقد ظهر فى فيديو صدر مؤخرا ينتقد حماس بسبب حملتها ضد السلفيين.
ولفتت "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن الهجمات الصاروخية الأخيرة ضد اسرائيل ليست المرة الأولى فيها يؤثر النزاع بين حماس والسلفيين على إسرائيل، حيث أدت حملة مشابهة لحماس ضد السلفيين عام 2015 إلى ضغط الحركات المتطرفة على حماس بواسطة اطلاق صواريخ ضد إسرائيل، وتحطيم الهدوء الجارى منذ انتهاء حرب عام 2014 بين إسرائيل وحماس.
وتثير المجموعات السلفية المشاكل لحركة حماس فى السنوات الأخيرة، وتتهمها بأنها متراخية مع إسرائيل وأنها لا تطبق الشريعة الإسلامية بشكل صحيح فى القطاع، فيما يعتقد خبراء إسرائيليون أن هناك حوالى 1000 سلفى فى القطاع، مشيرين إلى أن هذا ليس عددا كافيا لتهديد سيطرة حماس، ولكنه كاف للتسبب لمشاكل.
وكانت قد قتلت حماس فى عام 2009، قائد سلفى أعلن عن إمارة إسلامية فى مدينة رفح الجنوبية، وتعمل الحركة على تفكيك هذه المجموعات منذ ذلك الوقت.