الملفات النهائية ليست نهائية

الملفات النهائية ليست نهائية

د. ناصر اللحامفي كثير من الأحيان يلزم القادة أنفسهم بردة فعل على ما يفعله الاسرائيليون ، ولا يوجد اية استراتيجية عملياتية أو اعلامية لرسم خطة عمل فلسطينية , ومعظم القادة من مختلف القوى حصروا أنفسهم في مهمتين فقط ، فاما يزحفون لاسترضاء الجمهور وحصد لايكات على الفيس بوك واما يهرولون لاسترضاء الرئيس دون وعي .
الملفات النهائيةهي القضايا الست التي رفض رابين حسمها خلال المفاوضات مع الزعيم عرفات وطالب بتأجيلها لخمس سنوات حتى العام 1998 . وللاسف فقد تنصل الاسرائيليون منها وبدلا من بقائها قضايا جرى تحويلها الى ملفات مؤبدة . فيما التصق الفلسطينيون بالتسمية بشكل سطحي وصارت احدى مصطلحات دائرة المفاوضات وانتشرت لتصبح دارجة في الوعي السياسي والاعلامي الفلسطيني والعربي . ملف الحدود ملف حق العودة واللاجئين ملف القدسملف المياهملف المستوطنات ملف الاسرى وفي حال واصلنا التفكير بهذه الطريقة فإن النتيجة محتومة لصالح اسرائيل ، ولا داعي لشرح ذلك . ففي قوانين الفيزياء ان العمل يساوي القوة ضرب المسافة . ومهما امتلكنا من قوة فان المسافة صفر وبالتالي النتيجة تساوي صفر .ولو سألنا سؤال المختبرات العلمية : ما هي القضايا ( الملفات )  التي نحتاجها الان بالتوازي مع " النهائية " لوجدنا ملفات عاجلة كثيرة منها :العلوم التطبيقية \ والهاي تيك \ والسايبر \ المناطق الصناعية \ الجنسية بالتوازي مع حق العودة \ القدس \ والاستثمار المؤسساتي وليس الفردي \ النانو \ والكهرباء والطاقة الشمسية ... الخامّا مصادر القوة ( التي تعتقد القيادات ) انها لدينا الان فهي: العرب \السلطة \ وحدة الشعب \ الفصائل \ الامم المتحدة \ روسيا \ المال \ الوحدة الوطنية ...الخ. بينما مصادر الضعف ( التي تعتقد القيادات ) أنها ضدنا هي : أمريكا \ إسرائيل \ أوروبا \ الاسرى \ المال \ الوحدة الوطنية \ غزة المحاصرة \ حماس المسيطرة \ الوقت \ الجغرافيا \ الديموغرافيا .. الخ ماذا لو كان الامر مجرد اعتقاد ؟؟ واننا تحولنا في العشرين سنة الماضية الى ادارة أزمة،  دون ان نملك خطة للخروج من الملفات المؤجلة التي صارت ملفات نهائية عند الاحتلال ولصالح الاحتلال، وان عوامل القوة لدينا تحوّلت الى عوامل ضعف والعكس ممكن . 
من اجل ان نقود ، علينا ان نعرف ما هي المركبة التي نقودها. وما هي الملفات التي نحملها والى أين نحملها .هل السلطة سيارة ؟ اين المكابح ؟ واين المقود ؟ وما هو نوع الموتور ومن اين البنزين واين يخرج العادم ؟؟؟هل السلطة طائرة ؟ هل هي سفينة ؟ كيف تمشي ، الى اين تمضي ؟اليوم يصل مبعوث الرئيس الامريكي ترامب ، ويدعى جيسون غرينبلاط الى تل ابيب ورام الله . وتقول الاذاعة العبرية عنه انه محامي وخبير بورصة ولا يفقه في السياسة ولا في تاريخ الشرق الاوسط شيئا . فاي نتيجة يمكن ان يعطيها هذا المبعوث ؟والاهم ماذا نملك من خطط لملفات نهائية؟

نتنياهو يجتمع مع موفد ترامب

اجتمع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاثنين، مع موفد الرئيس الامريكي للشرق الاوسط "جينسون غرينبلت" .
وقالت المصادر الاسرائيلية أن نتنياهو بحث مع موفد ترامب امكانية استئناف المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين - حسب تعبير المصادر .


هل تستقبل اسرائيل ممثل ترامب بضم "معاليه ادوميم"؟

قرر رئيس ما يسمى برابطة ارض اسرائيل عصو الكنيست عن حزب الليكود "يوأف كش" وعضو الكنيست عن حزب البيت اليهودي "بتسلال سموتريتش" طرح مشروع قانون لضم مستوطنة "معاليه ادوميم" شرق القدس المحتلة وفرض "السيادة" الاسرائيلي عليها على طاولة اللجنة الوزارية للتشريع للتصويت عليه وإقراره وعدم السماح بتأجيله عدة اسابيع اخرى بل سيطلبون من اعضاء اللجنة المذكورة التصويت عليه والشروع باتخاذ الاجراءات "التشريعية" الخاصة بهذا الامر وفقا لما كشفه يوم الاثنين الموقع الالكتروني للقناة الثانية العبرية.
وقال مقدم المشروع - سموتريتش- "من ناحيتي بات مشروع القانون على الطاولة اعتقد انه سيمر فور عرضه للتصويت لانه لا يوجد احد يمكنه ان يصوت ضده في حال طرح للتصويت". وأضاف " ادرك حجم وطبيعة الضغوط الممارسة لذلك لست متأكدا من طرح المشروع للتصويت يوم غد لكنني اطرح هذه القضية كل اسبوع وندرك حاجتنا للوقت حتى تنطلق مثل هذه الخطوات الى الامام لكنني مصمم على طلبنا طرح المشروع للتصويت يوم غد".وبالمقابل هناك جهات سياسية اسرائيلية تحفظت على توقيت التصويت على هذا المشروع وتزامنه مع الزيارة المتوقعة "غرينبلت" ممثل الرئيس الامريكي ترامب للمنطقة الامر الذي قد يرسل اشارات سلبية تحلق الضرر بالعلاقات الامريكية الاسرائيلية بعد ان اتفق الطرفان على تشكلي "طاقم" مشترك لدراسة قضية المستوطنات ما يعني امكانية تفسير هذه الخطوة كمحاولة لفرض وقائع على الارض وفقا لتعبير الجهات المذكورة.

صفقة ترامب والخيار الاردني



وبعد الانتخابات الامريكية وفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب ونزوله من عالم الشعارات الى عالم الواقع، حيث زاره الملك عبدالله الثاني ملك الاْردن وبعد هذه الزيارة تراجع عن نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى القدس، وتباحثا حول إيجاد حل للصراع العربي الاسرائيلي يلبي حاجة جميع الأطراف، ومن المحتمل ان الملك عبدالله عرض على ترامب الدمج بين الحل الإقليمي الذي صاغه كيري بالاتفاق معه ومع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والمشروع الذي طرحه الراحل الملك حسين في العام 1972 والذي سمي آنذاك بمشروع "المملكة العربية المتحدة" حيث تضمن هذا المشرع 12 نقطة من أهمها تشكيل قطرين الاول يسمى فلسطين (الضفة الغربية) والثاني أردني (الضفة الشرقية) ويتم تسمية القطرين "بالمملكة العربية المتحدة" بدلاً من المملكة الاردنية الهاشمية. وتكون عمان هي العاصمة للمملكة المتحدة والقدس عاصمة القطر الفلسطيني، والرئيس هو الملك للمملكة الجديدة ويتولى السلطة التنفيذية المركزية ومعه مجلس وزراء مركزي، ويتم انتخاب سلطة تنفيذية في كل قطر يتولى جميع شؤون القطر باستثناء ما يحدده الدستور.
اما السلطة التشريعية المركزية فتناط بالملك وبمجلس يعرف باسم مجلس الأمة يتم انتخاب أعضائه من القطرين بشكل متساوٍ، ويتم انتخاب مجلس شعب في كل قطر وينتخب هذا المجلس الحاكم العام للقطر. وتناط السلطة القضائية بمحكمة قضائية مركزية، ولا سلطان لأحد عليها. اما القوات المسلحة تكون تحت قيادة الملك لوحده.

وعند مقارنة وثيقة العقبة والمشروع الاردني بما تتطلع اليه القيادة الاسرائيلية نجد ان اسرائيل من الممكن ان تقبل بهذا الحل كون الحل الاقليمي المطروح في وثيقة العقبة يلبي ما تطلبه اسرائيل من حيث الاعتراف العربي ان اسرائيل دولة الشعب اليهودي من جانب، ومن جانب آخر ان مشروع المملكة المتحدة ووثيقة العقبة يشملان الضفة الغربية دون قطاع غزة الذي على الاغلب سيكون تحت المظلة المصرية، وهذا ما تصبو اليه اسرائيل منذ العام 1967 بفصل الضفة عن غزة، وقد بدأها شارون في العام 2005 من خلال الانسحاب الاحادي الجانب، وفي الوقت الحالي تقوم اسرائيل بدعم تأسيس البنية التحتية لانشاء كيان في قطاع غزة حيث ان الجناح الاكثر يمينية في حكومة اسرائيل موافق على منح غزة ميناء بحري حسب خطة وزير المواصلات السابق اسرائيل كاتس، بالاضافة الى ان مشروع المملكة المتحدة يحسّن مكانة اسرائيل الاستراتيجية سياسيا واقتصاديا، كما انه لا يتعرض لحل قضية الاجئين الفلسطينيين.

من الواضح ان هناك ربط ما بين اتصال ترامب بالرئيس الفلسطيني ووثيقة العقبة ومشروع المملكة العربية المتحدة في العام 1972 وبين ما تتطلع اليه اسرائيل بما يحقق اهدافها ورؤيتها لانهاء الصراع العربي الفسطيني. فهل ستكون صفقة ترامب مزيج بين المملكة العربية المتحدة ووثيقة العقبة خاصة وان الرئيس الفلسطيني هاتف ملك الاردن مرتين بعد اتصال الرئيس الامريكي؟

والسؤال الذي يطرح نفسه في خضم هذه المشاريع والمبادرات هل القيادة الفلسطينية ستوافق على هذه الطروحات؟ ام انها سترفضها كونها لا تلبي الحد الادنى للمطالب الفلسطينية؟ ام انها ستقول نعم ولكن؟ هذا ما ستجيب عليه الاشهر القليلة القادمة.

امجد الاحمد

باحث في الشؤون الاسرائيلية