«أبو عيون زايغة».. نظرات عابرة؟ أم مؤشر للخيانة؟
تجتهد الزوجة وتفعل كل ما بوسعها من أجل الحفاظ على صورتها الجميلة والمشرقة في عيني زوجها، ليس بالغريب أحياناً أن تجد مشاهد في الشارع ( شجار، مشادة) بين زوجين، بسبب أن الرجل (عينه زايغة)، كثير من النساء يشتكين من أن أزواجهم قد يقترفون النظر للآخريات، ويطيلون النظر في أي امرأة يلمحونها سواء أكانت جميلة أم لا، ولا يتوانى أحدهم عن النظر وعن عدم احترام وجود زوجته التي معه، وقد تم وصف هذا الرجل في مجتماعتنا العربية بصفات كثيرة منها: ( الرجل البصباص، عينه زايغة، نفسه خضرا، عينه بيضا)، يهمش كل من حوله ولو كانت شريكة حياته، التي تشتعل غضبا وغيرة، فترى أن تصرف زوجها هو بمثابة إهانة لها واستفزاز لكرامتها ومشاعرها، بينما قد ترى بعض النساء أن لا مفر من عيون زوجها الزايغة وقد تأقلمن مع هذه الحالة، ومنهن من يجدن أنه من الصعب القبول بالأمر الواقع.
بعض الرجال قد يتجاوز مرحلة النظرات إلى المغازلة والتعليق والتحدث. لكن هل سألت الزوجة نفسها ما الذي دفع زوجها إلى سلوك « البصبصة « وهي بجانبه، هل هي عادة عند الرجال من قبل الزواج ، أم أن الزوجة هي التي دفعت زوجها إلى سلوك البصبصة لغيرها بتعاملها معه وعدم اهتمامها به كما ينبغي ؟
تقبلت الوضع
تقول حسناء محمد: « على الرغم من الاهانات التي أتعرض لها بسبب نظرات زوجي للنساء والفتيات، وأنا متوسطة الجمال وأهتم بنفسي جداً وبمظهري العام إلا أنه يحب ( البصبصة)، فهذه هي طبيعته حسب ما صرح لي أكثر من مرة، يحب الجمال ويردد هذه المقولة لي دائماً ليستفزني أكثر « الله جميل يحب الجمال»، ومع كل هذا لم أفكر أبداً أن أنفصل عنه، خصوصاً أنه لا يتجاوز النظر، ولا يجرؤ على الحديث مع الأخريات، علي أن أتحمله فهو لا عيب فيه إلا هذه الخصلة مع أنها تثير غيرتي.
أما كوثر مصطفى تقول: زوجي عينه لبرا دائماً، ويسبب لي الاحراج أمام الناس، حتى إنه يحتفظ بمجموعة من صور الفتيات الجميلات على صفحته في «الفيس بوك»، مضيفة : حينما عاتبته بأن هذا السلوك غير مناسب لا في قيمنا ولا عاداتنا ولا ديننا لرجل متزوج ولديه أولاد، كان يرد بأن هذه مجرد نظرات عابرة، وصديقات لديه يتبادل معهن التعليقات ، ولا يرتكب جريمة يحاسب عليها، وأن هذا عصر الانفتاح والثقافة.
آراء آدم
يقول الشاب العشريني أحمد عمير «باعتقادي الرجل عيونه زايغة لسببين، الأول أنه بعض الرجال لا يضعون مخافة الله بين عيونهم، وقلة الوازع الديني من ناحية النظر على غير المحارم. حتى لو كانت هناك ثقة بين الزوجة لكن طبيعة النفس البشرية أمارة بالسوء، والنساء زينة من زينة الحياة ومنهن من تكون فتنة، أما السبب الثاني فيكون بالفتاة نفسها؛ بغض النظر عن الحرية الشخصية لها لكن طبيعة لباسها ومشيها وحركاتها وكلامها يلفت النظر، ولو احتشمت الفتاة في لباسها وتصرفها من المستحيل على أحد أن ينظر إليها».
يقول الثلاثيني رائد أبو طه – يعمل بالتجارة والتوزيع – يحددها بنقاط : « أسباب كثيرة أولها انه شرعاً يحل للرجل أربع وليس بقدرته أن يتزوج الثانية، فيصبح عنده حافز أن ينظر للآخريات وطبعاً هذا بسبب الابتعاد عن الدين، وثانيا كل ممنوع مرغوب، ثالثاً عنده قلة القناعة بمن هي معه، رابعاً يحاول الرجل أن يثبت لنفسه أنه لا يزال في مرحلة الاعجاب وأنه يتم الاعجاب به من قبل النساء بكافة أعمارهن القريبات لعمره.
مبيناً أبو طه خامسها؛ يعود السبب للمرأة التي معه إن كانت زوجته ،صديقته، أو حتى حبيبته، فهي لم تستطع أن تمتلك أوتاره الخاصة به، ولم تستطع أن تجعل نفسها في ملكوته وأن تكون هي أول وآخر أنثى يراها، سادساً طبيعة ارضاء غروره بأنه مرغوب به، وأخيراً الانتقام من اللاشيء الموجود في داخله، وكل النقاط تنطبق على الغالبية ولا أعممها على الكل.
نوع حساس
تقول دلال – متزوجة من شهرين - : «عندما ذهبنا لقضاء شهر العسل في العقبة استغربت من ارتدائه النظارة الشمسية السوداء واستعماله لها؛ لأن الجو ليس بحاجة لها، والشمس غير حامية ، فتحجج أنه يشعر بحساسية في عينيه سكت رغم أنني لم أكن مقتنعة لتبريره، وبعد أيام اكتشفت أنه يحب أن ينظر للفتيات، ويخفي عينيه وراء نظارة سوداء». وبعد العودة لا حظت أنه يتابع كثيراً البرامج التي تظهر فيها فتيات، خصوصاً صاحبات تمثيل (المياصة) والحركات المثيرة، والتي تهدف إلى إغراء الرجال لمتابعتها، ولو يرجع فيّ الزمن لشهرين لم أقبل به زوجاً.
تقول المرشدة الاجتماعية سناء محلم :» أن الحياة الزوجية ليست دائمة السعادة والهناء، ولا يمكن أن تمتد سنوات طويلة بدون مشكلات، وكل زوج عنده بعض الصفات الحسنة والأخلاق الحميدة، وفي المقابل يوجد في بعض الأزواج بعض الصفات والأخلاق غير الجميلة وغير الحسنة، وترغب كل زوجة من منطلق حبها لزوجها وأولادها ومستقبلهم أن يترك هذه الصفات والأخلاق ويبتعد عنها، ومن تلك الصفات غير الحسنة الموجودة في بعض الأزواج وهي النظر إلى النساء غير المحارم، ويكون النظر مباشرة أو النظر من خلال الوسائل الأخرى كالتلفاز والانترنت.
تنوه : « أن على الزوجة لا تتوتر كثيراً أو تدع القلق والهم يسيطر عليها، ثم تتصرف في لحظة توتر وتنفعل ، حينها تتأزم الأمور بينها وبين زوجها.
أوصي الزوجة أن تطلب النصيحة من الآخرين لزوجها ولكن بشكل غير مباشر، فمثلاً: عندما تكون عند والدها وزوجها موجود، أن يفتحوا حديث مشابه.
وأن تستر على ما يعانيه منه من خطأ، وهي كزوجة عاقلة لم تخبر أحدا بما يقع فيه زوجها. والاستمرار في نصحها الصادق لزوجها، وعندما يشعر الإنسان بصدق النصيحة من الناصح فإنه في غالب الأحوال يتقبل النصح، فكيف عندما يكون الناصح الصادق هو شريكته الغالية عليه. فاستمرارها في النصح باستخدام الوسائل المباشرة أو غير المباشرة أمر جيد.
مضيفة: أن على الزوجة أن تشغل نفسها داخل بيتها بشؤون أولادها وبالبرامج النافعة. ومشاركته في أعماله وهوياته واهتماماته، فعندما يكون يشاهد التلفاز أن تتابع معه ما يشاهده، أو عندما يكون ينجز أعمالا، تعرض عليه المساعدة أو التعاون في الانجاز .
مرحلة مؤقتة
يقول الستيني أبو بسام القيسي : الرجال ليسوا متشابهين في السلوك والطباع، ولكل شخص طبيعته وما يتميز به من صفات البعض، منهم لديه الشجاعة أن يعبر عن هذه الصفات سواء كانت سلبية أم ايجابية، بشكل مباشر أو بصورة عفوية، وهناك من يعبر عن ذلك بطريقة مخفية ومبهمة، بمعنى ليس لديه الشجاعة أن يراه الآخرون في تلك الحالة فيخفيها عن الآخرين، مبين القيسي: أن هذا الأمر يعود على الأزواج، بعضهم يكشف نفسه ويبدي إعجابه بجمال امرأة ما مباشرة دون خوف وبشجاعة وقد يكون هذا السلوك مؤلما لزوجته لو كانت بجانبه حينها، ومنهم من يمارس ذلك بكلمة أو مجرد مغازلة. وتكون مرحلة مؤقتة، فالزوج عندما تمضي به الأيام تختفي منه كثير من الصفات التي كان يمارسها فيما مضى من زمن.