نشاة وتطور القيم في الحضاره الانسانيه
فهرس الكتاب
--------
المقدمه / عوامل الحضاره
---------
الباب الاول / العناصر الاقتصاديه في الحضاره
- من الصيد الى الحرث
- اسس الصناعه
- التنظيم الاقتصادي
-------------
الباب الثاني / العناصر السياسيه في الحضاره
- اصول الحكومه
-
الدوله
-
القانون
- الاسره
------
الباب الثالث / العناصر الخلقيه في المدنيه
- الزواج
- اخلاق الجنس
- الاخلاق الاجتماعيه
- الدين / مصادره - المعبودات الدينيه - طرائق الدين
--------------------------------
الباب الرابع / العناصر الخلقيه في المدنيه
- الاداب
- العلوم
- الفن
- ----
الباب الخامس / بدايات المدنيه فيما قبل التاريخ
- ثقافة العصر الحجري القديم
- اهل العصر الحجري القديم
- الفنون في العصر الحجري القديم
- ثقافة العصر الحجري الحديث
- مرحلة الانتقال الى العصور التاريخيه والتي اتسمت بظهور المعادن والكتاه والمدنيات المفقوده والتمهيد لظهور مدنيه واضحة الملامح
العناصر الاقتصاديه في الحضاره
حيث تطورت دورة الحياة الانتاجيه من الصيد الى الحرث ثم بدات في ارساء اسس الصناعه للدخول الى مفاهيم التنظيم الاقتصادي
ولم يكن الانسان مبتكرا حين اصطنع الصيد وسيلة لعيشه وبدات انسانيته حين تطورت حياته القلقه سعيا وراء الفريسه الى حياة اكثر امنا واستقرارا في ممارسة مهنة الرعي التي اقتضت استئناس الحيوانات وتربية الماشيه والاستفاده من البانها واصوافها
وفي استراليا كان الرجل يذهب الى الصيد في حين تنشغل المراه بالارض بحثا عن شيء يؤكل فتقلب التربه ودون ان تدري تكون احيت الارض فكشفت عن خصوبة الارض
وبدا الانسان يلاحظ النحل وهي تخزن العسل في خلايا والطيور النقاره تخزن البندق في الشجر
وكثير من قبائل الهنود الحمر الامريكيين جعلوا مهنة الرجال في الصيد ومهنة النساء في حرث الارض
ان قائمة الطعام عند القبائل الدنيا كانت لا تختلف كثيرا عن قائمة طعام القردة
حتى جاء الكشف عن النار فتعاونت النار مع الزراعه على تذوق الطعام وتمييزه وما لبث الانسان ان زاد اعتماده على الغلال والخضروات وجعلها غذاءه الرئيسي
وقد مر الانسان مرحله كان ياكل فيها لحم الانسان البشري ولطالما شرب البدائيون دماء الانسان
وهكذا كان التطور البشري ينقذ الانسان من اكل اخيه الانسان
وينتقل مرحله مرحله من تعلم النطق والكلام بدلا من الاشارات الى مرحلة الصيد ثم مرحلة الزراعه
فكان راضيا بثمار الارض طعاما وجلود الحيوان لباسا والكهوف ماوى ومساكن
لينتقل الى مرحلة الاسس الصناعيه
بدا باستخدام النباتات الات وادوات للصناعه مثل الخيزران في صنع السهام والسكاكين والملاقط والابر والقوارير والعصي التي كانت مركز قوة وهيبه مثل عصاة الساحره وعصاة موسى عليه السلام
وصنع من العصا الفاس والرمح وصولجان الحاكم والقاضي
واهتدى الانسان البدائي الى طريقة للنسيج مسترشدا بخيوط العنكبوت
وانتقل الى صناعة الفخار ومنها الى الخزف من استخدام الطين شيئا فشيئا
ولم يبق امام الانسان البدائي سوى ثلاث خطوات في طريق التطور لتتم له ضرورات المدنيه الاقتصاديه وهي
الات النقل ووسائل التبادل المعيشي وعمليات التجاره فاستخدم الحمار وربة الحمار ثم الحصان وعربة الحصان ودا يصنع الزوارق ليعبر البحار والانهار
وكانت درجات الحاره متفاوته بين شعب وشعب حسب درجة التماسه الصناعه
ومنها الى التجاره بالزوارق وعرات الحمير والاحصنه
لينتقل بعدها الى مرحلة التاسيس للتنظيم الاقتصادي
العناصر السياسيه في الحضاره
----------------------
اصول الحكومه
-----------
الغريزه الاجتماعيه
لو نظرت الى ابسط المجتمعات تكوينا لا ترى فيها اية صوره حكوميه
وكانت القبيله اول صور للنظام الاجتماعي الدائم
فالهنود من قبائل اراكوا ودلاوير لم يعترفوا بشي من القوانين والضوابط خارج نطاق النظام الطبيعي الذي تقضي به العشيره
وكان اقزام افريقيا واهل استراليا يعيشون في عائلات منعزله لا يقبلون التنظيم الحكومي
وكان هنود اوماها - يشكلون في مابين القبائل مجلس رئاسي اسموه مجلس السبعه يتشاور اعضاؤه في الامور المهمه حتى يصلوا الى راي محدد ويتفقوا
على عهود لحفظ السلام بينهم
وفي حالة الحرب يكون عادة اقوى الرجال هو رئيس القبيله
وفي اوقات السلم يكون رجال الدين او الكهان هم اصحاب الكلمه النافذه
ومع التطور الانساني
باتت هناك حاجه لوجود تنظيم سياسي يدعم وجود رئيس او ملك خاصة ع استمرار الحروب بين البائل
وقد كانت تلك الحروب عاملا للقضاء على القبائل الضعيفه لكنها مع ظلمها كانت ترفع مستوى الانسان الذهني وتحفزه على الاختراع وصنع الالات التي تكون بداية اداة في فنون الحرب ثم تستخدم ادوات لفنون السلم
---------------------------------------------
اصول الدوله
---------
هنا نن نتحدث عن الاصول وليس عن وجود الدوله وقبلها عن الحكومه
باعتبار الدوله تنظيم للقوه وتشكيل للمجتمع القروي يؤسس لاركان الدوله
ويقول نيتشه
ان جماعه من الوحوش الكواسر شقر البشره من الغزاة بكل ما لديها من باس تنقض على طائفه كبيره من الناس تفوقها عددا عشرات المرات لكن ينقصها
التنظيم للقوه وامتلاك ادوات القتال فتستطيع القوه القليلة العدد التنظيم والعتاد ان تنتصر على الاكثر عددا من غير المنظمين
على ان الدوله التي تعتمد على القوه وحدها لاتستمر وتنهار
ويجب ان يكون للتنظيم القوي ادوات اخرى للاستمراريه اهمها
الكنيسه والمدرسه والاسره والدواء والاسواق
ويجب ان تحمي هذا التنظيم بمجموعه من القوانين بدلا من حمايته بالقوة وحدها
وهنا ياتي الحديث عن القانون مكملا للحديث عن الحكومه والدوله
----------------------------------------------
القانون
-------
مابين انعدامه ووجوده كعرف او عادات
واحكام الثار المنتشره بين القبائل والحاجه الى قانون متعارف عليه لحلها
ثم اللجوؤ الى الغرامات وتطورا الى وجود محاكم فيكون الثواب والعقاب
حيث كانت المبارزه احيانا وسيله قانونيه لرد الشرف بين النبلاء
وكانت الحريه المسموح بها للضعفاء هو الهروب بعيدا عن القانون الذي بات يتدخل في اقامة الاسر بتقنين عقود الزواج ايضا
---------------------------------------
الاسره
------
ونتابع عن تشكيل الاسره ككيان اولي لتاسيس الدوله
حيث تكون لها الوظيفه الاساسيه في التكوين الاجتماعي وتنطلق كجزء من القبيله التي تكون جزء من الدوله
وما يعني هذا من اهمية لدور الاسره في العنايه الابويه بالابناء ومنزلة المراه ومكانتها وقوامة الرجل عليها كمصدر للدخل والانفاق
وفي اسيا وافريقيا كانت النساء تعامل كا الرقيق حتى كانت القوانين المنظمه لوجود الاسره كتنظيم اجتماعي يخلق اساسا لوجود التنظيم الحكومي
عناصر الخلق المدني
-------------
الزواج
-------
معناه تنظيم العلاقه بين الجنسين وكان من ابتكار الطير والحيوان ويمنع الفوضى في التناسل
وكانت تلك اصوله البيولوجيه بعيدا عن الشيوعيه الجنسيه ورفضا لزواج التجارب او الزواج الجماعي ليصل الى الزواج الفردي المقنن المنظم لتحسين النسل وما يرتبط ذلك من الزواج المحصور داخل القبيله الى سواها
والسبايا والجواري وما يرتبط بذلك من زواج مقابل الخدمه او بالاسر او بالشراء وما يرتبط بتلك الظواهر من قهر للنساء بات الان نادر
------------------------------------
اخلاق الجنس
وما يرتبط في بحثه من العلاقات قبل الزواج والدعاره والعفه وما يتعلق بغشاء البكاره والنسبيه الاخلاقيه في العلاقات العاطفيه والخفر والدور الذي يلعبه من الوجهه البيولوجيه وما يشمل من الحديث عن الزنا والاجهاض وواد الاطفال
ولما تطورت البشريه بات الزنا من الكبائر
ويمكن القول بصفه عامه
ان الرجال عبر التاريخ احبوا كثرة الاطفال وجعلوا الامومه مقدسه بينما النساء اللاتي يقاسين عدم الانجاب اضطربت في انفسهن ثورة ونقمه واضحه
-----------------------
وهنا يكون الحديث عن الاخلاق الاجتماعيه
عن طبيعة الفضيله والرذيله
وعن الجشع والطمع باشكاله المفسده للاخلاق الانسانيه
وما يجلب معه من جرائم القتل والخيانه ولعنف والانتحار
وما يتعلق به من انخراط الفرد في الجماعه والايثار والكرم
ووضع السلوكيات المثاليه وتحديد كل قبيله للاخلاق على مر التاريخ
وعلاقة الاديان بالاخلاق كان لها تاثيرها في تطور القيم الاجتماعيه عموما
الدين
-----
الملاحده البدائيون على نهج كونفوشيوس يقولون ان سكان الارض الاوائل لم يكن يعنيهم سوى الارض التي يعيشون فوقها ولا يهتمون بالقوى الغير مرئيه فلا يرجون سوى ان ينبت لهم السهل كلأ ويفجر لهم ماء لتطعم جيادهم ولم يشغلوا انفسهم بخالق الكون وحاكمها و كان اقزام افريقيا او اهل الاسكيمو الاوائل يسالون من صنع الارض والسماء فكانت اجابتهم انهم لا يعلمون
----------
مصادر الدين
الخوف من الموت هو اول باعث للسؤال عن الاله والحياة بعد الموت
والدهشه من الاحداث القدريه مثل الامل في المعونه والشكر على سعة الرزق
والاحلام في المنام حيث يري النائم اناسا قد فارقوا الحياة فكيف حلم بهم
والنفس التي هي الروح المنفصله عن الجسد الفاني ولكل شيء روحه الباقيه
وبعباره اخرى فان الفلسفه سبقت ظهور الاديان
----------------------------
المعبودات الدينيه
وفي راي الشعراء منذ بدء ظهور الحكمه في اليونان ان ظواهر الطبيعه لها قدسيتها المرئيه لقوة خلقتها غير مرئيه
فكان القدماء اليونانيين يجعلوا من السماء اله والقمر والارض والبحر من الالهه
فكانت المعبودات الدينيه قبل ظهور الرسالات السماويه تشمل :-
الشمس والنجوم والارض والجنس والحيوان والاشباح والاسلاف وبعض البشر
مثل فرعون الذي طغى فابتلعه اليم بقدرة الخالق الواحد الاحد
-----------------------------------
طرائق الاديان
وطرائق الاديان الوثنية الاولى شملت
السحر واعياد الاباحه واساطير الاله المبعوث والخرافات والكهنه والعلماء وطقوس الزراعه للدعاء باخصاب التربه
ومهمة الدين تبقى اخلاقيه ثم تشريعيه
فالاساطير تخلق العقيده وتؤسس لسلوك قائم وثابت وتعنون للمحرمات الجنسيه
فيكون الكهان لهم الراي الاول والاخير في شكل الحكم وتحريم المحرمات الى ماقبل ظهور الاديان السماويه مع رسالة سيدنا موسى عليه الصلاة وازكى السلام
العناصر العقليه في المدنيه
-------------------
الاداب
يمكن تعريف الادب بانه لغة الكلام على اجناس
واللغه هي اتصال عن طريق الرموز بالكلام
وقد سبق الكلام الاشارات وربما كانت اول الالفاظ الانسانيه صيحات تعبر عن الانفعالات فرحا وحزنا وكل لغه من لغات الارض تحتوي على اصولها اللفظيه
واعظم المزايا التي اثمرت عنها تبادل الالفاظ هي التربيه
جيث كان الاباء يهتمون بالتربيه الجسمانيه لابنائهم بدلا من العقليه في زماننا
ولم تكن الكتابه مهمه كثيرا للشعوب البدائيه حيث كانت شيئا غامضا ومقدسا
والادب في اول مراحله كان كلمات تقال اكثر منه حروفا تكتب ونشا في الترانيم الدينيه ولغة السحره والتي تنتقل كروايه سرديه من ذاكره الى ذاكره
والكلمه عند اليونان معناها نشيد وفي الاصل هي الطلاسم السحريه والتراتيل الكهنوتيه واوزان الشعر في الالمانيه والانجليزيه
ثم تطور امر الكلام الى اجناس وانواع فكان المؤرخ وظهر الخطيب بجانب الراوي والشاعر والفنان المسرحي
وكانت اغلب الكتابات عن امجاد الشعوب في الحروب ولم تقترب من الحب الا بعد ازمان طويله ونورد هنا مقطعا من قصيده قديمه يقول فيها الشاعر مخاطبا ابنته التي ابعدته عنها الحروب المستمره الطويله
هل يمكن لاحزاني ان يقل سعيرها
بينما يفصلني عن ابنتي خضم البحار
اواه يا ابنتي اواه يا ابنتي
انه لطريق مائي فسيح
ذلك الذي امد بصري خلاله اتجاه الافق
اواه يا ابنتي اواه يا ابنتي
بدايات الاحساس بالفن
-------------
الجمال هواي شيء يكون شكله ممتعا مبهجاويشبع رغبه من الرغبات الانساتيه
ولماذا نفتن به ونحاول ان نبدعه / لانه يحقق لنا السعاده
والفن هو ابداع الجمال بالتعبير عن الفكر او الشعور في صوره تبدو فخمة جميله فتثير فينا هزة الفرح الفطري كما هو الحب بين المراة والرجل او بمثابة الوزن الموسيقي للاشعار- او مايثير الانتباه في ارتداء الثياب وما تخلقه داخلنا الالوان - وكنت هذه الاحاسيس معدومه لدى الانسان البدائي وان كانت المره البدينه هي رمز الانوثه في الزمن القديم وما قبله لم يكن هناك تفريقا بين امراة واخرى من حيث الامتاع - وتلك النظره البدائيه لاشباع الغريزه البدائيه
وبدات الفنون تتطور الى استخدامات الوشم واستعمالات الاصباغ وكيفية اختيار الثياب والتزين بخرق الاذان واطالة الشعر عند الرجال
ولم يكن هناك اهتمام بالملابس عند الانسان البدائي وكان الانسان البدائي يفضل العري على ارتداء الملابس
اذن فاول مصادر الفن هو اعجاب الانسان بذاته وتزيين نفسه بالاصباغ والثياب في مايشبه التعبير الذاتي عن الاحساس بالجمال الذي اخذ في التطور من الاعجاب بالذات الى الاعجاب بالقبيله الى الاعجاب بالطبيعه
وكانت صنعة الخزف والزخرفه على الاواني هي بداية الطريق الى الفن
ثم بدا التحول الى النحت بصناعة التماثيل التي كان يرتفع بعضها لعشرين قدم
ومن الخزف والزخرفه كانت فنون العماره تتطور من ساكني الكهوف الى بناء البيوت الطوب وبناء المقابر وشيئا فشيئا كان يبدع في فن العماره
اما فن الغناء فقد بدا بتطوير صياح الحيوانات والطيور حتى جعل منه الغناء
وكانت لكل قبيله رقصاتها الجماعيه في الليالي الساهره
وكانت للحروب اناشيدها الحماسيه بجانب ما كان من تراتيل دينيه
وبدات تعرف الحفلات الكبرى بمزيج من الرقص والغناء والتمثيل المسرحي
وصنع هذا الخليط العبثي تمازجا تطور عبر التاريخ بالعزف على الالات لكي تصاحب الحفلات الراقصه في المناسبات العامه والفرديه
فاذا ما نظرنا الى اليونانيين قبل عصر الحضاره وجدنا كل عناصر المدنيه ما عدا الكتابه وتنظيم الدوله الحاكمه للجميع
ولكن التطور التاريخي هو الذي ابدع الاحساس بالجمال وبالتالي ابدع الفنون
نشاة القيم الانسانيه
الطريق الى المعرفه العلميه
----------------
خلق الانسان البدائي اسس وعناصر الحضاره التي تطورت حيث وضع اصول الحياة الاقتصاديه من الصيد والزواعه والرعي والنقل والبناء والصناعه والتجاره وابتدع وسائل لتثمين المشاريات والمبيعات وبد بحدد طريقه للنظام
ويتعرف الى السلوك والاخلاق وتلقين الشرف والحشمه والاطر الدينيه وتطور الكلام الى لغات معقده كما ظهرت الجراحه والطب وبدت بوادر الاصول العلميه في علوم الرياضيات والطب والفلك والجراحه بجانب تطور الاهتمام بالفنون والاداب - وغني عن التعريف اصول الفلسفه اليونانيه القديمه
وهكذا كانت مسيرة الانسان الهمجي البدائي تسير قدما لتعبيد الطرق خلال مائة الف عام من الحياة في ظل ثقافة ما قبل العصر الحجري القديم وزهو العصر الذي يعرف بانه عصر ما قبل التاريخ الذي سبق ميلاد الرسل والانبياء
وهو ما سوف نتبينه في متابعتنا لفصول الباب السادس عن:-
بداية المدنيه ما قبل التاريخ -
وسمات الحضاره القيميه للانسان ماقبل التاريخ
ولا زلنا نقرا ابواب الجزء الاول من كتاب نشاة الحضاره