باحث فرنسي: حرب وشيكة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة
باريس: أوضح باحث فرنسي أن حربا جديدة على وشك الوقوع في قطاع غزة في ظل تصاعد التوترات بين حركة حماس وإسرائيل.
وأوضح رولاند لومباردي، في حوار مع صحيفة "أتلانتيكو" الفرنسية، أن إسرائيل باتت تتعرض بشكل متزايد لصواريخ من جماعات سلفية من قطاع غزة، وتقوم بالرد على هذه الصواريخ بضرب أهداف لحركة حماس في القطاع.
وبين الباحث، أنه على الرغم من أن حماس هي التي لا تطلق الصواريخ بل تحاول أن تسيطر وتطارد الجماعات التي تطلقها، إلا أن إسرائيل ترى حماس هي السبب عن كل ما يحدث في القطاع وأنها المسئولة عن تأمينه.
ولفت لومباردي إلى أنه منذ الحرب التي وقعت في صيف 2014، فإن إسرائيل وحماس يعيشان وقف إطلاق نار مؤقت على جانبي الحائط الأمني الإسرائيلي، غير أن الصواريخ التي تطلق بشكل متزايد ومتكرر على الدولة العبرية قد تضع نهاية لوقف إطلاق النار.
ويشير الباحث، إلى أن حماس تعمل خلال الشهور الأخيرة على قمع أي حركات سلفية أو موالية لتنظيم داعش تحاول أن تنافسها في القطاع أو تطلق صواريخ على إسرائيل.
وتابع الباحث بالقول، أن التوترات بين حماس وإسرائيل قد زادت بشكل قوي مؤخرا بعد اغتيا ل قائد عسكري كبير لحركة حماس في 24 مارس في غزة، وحماس ترجح أن إسرائيل هي من قامت باغتياله نظرا للطريقة الاحترافية التي تمت بها تصفيته.
ونتيجة لهذه التوترات أعلنت قيادة الجيش الإسرائيلي بالاستعداد القصوى لقوات خوفا من وقوع أعمال انتقامية محتملة، لاسيما في الضفة الغربية، خاصة وأن المسئول العسكري الحماسي المغتال كان مسئولا عن ملف الهجمات في الضفة الغربية ضد إسرائيل.
جانب آخر، قد يدفع حماس إلى الحرب، هو ارتفاع السخط ضدها في داخل قطاع غزة، إذ أن قطاع كبير من الفلسطينيين بات يحمل حماس نتيجة فقرهم والبطالة التي يعيشون فيا، بل ويرون الحركة فاسدة وتعتمد على المحسوبية.
تقرير: هل تشهد غزة حرباً جديدة مع إسرائيل بعد اغتيال الفقهاء؟
غزة - أ ف ب: بعدما توعدت حماس برد قوي على اغتيال أحد قادتها حديثاً، يتحدث خبراء عن احتمال حصول مواجهة جديدة بين الحركة والجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، لكن المسألة تكمن في معرفة نوعية الرد وزمانه.
واغتيل مازن فقهاء على أيدي مجهولين بأربع رصاصات قرب منزله في مدينة غزة في 24 مارس (آذار)، واتهمت حركة حماس إسرائيل بتنفيذ العملية، وتوعدت كتائب القسام - الجناح العسكري لحماس بالثأر.
وكانت إسرائيل أفرجت عن فقهاء ضمن صفقة تبادل في 2011، وأبعدته إلى غزة.
ويعني أي رد لحماس من قطاع غزة تعريض القطاع إلى تصعيد جديد، في وقت لم ينته بعد من تضميد آلام الحرب الأخيرة في 2014 التي خلفت فيه دماراً هائلاً وزادته بؤساً.
وقد تعرض القطاع منذ سيطرة حركة حماس عليه قبل أكثر من 10 سنوات، لثلاث حروب إسرائيلية، لذلك قد تلجأ الحركة إلى التحرك انطلاقاً من الضفة الغربية.
ويرجح الخبير في شؤون الفصائل الفلسطينية حمزة أبو شنب، أن تسعى حماس إلى "استهداف عسكري ينطلق من الضفة الغربية إلى داخل اراضي 1948 المحتلة، كونها ساحات مفتوحة للمعركة"، مشيراً إلى ان هذا الفعل "سيجنب" قطاع غزة المواجهة.
ويعيش حوإلى 400 ألف إسرائيلي في الضفة الغربية، بينما لا يوجد أي إسرائيلي في قطاع غزة.
ولكن إذا خرج الرد عن هذا الاطار، وفق أبو شنب، فإن الوضع "سيتدحرج لتصعيد أو حرب رغم أن حماس وإسرائيل لا يريدان حرباً".
ويؤكد استاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة من جهته، أن "الأمور تتجه نحو مزيد من التصعيد، وانطلاق رد حماس المتوقع من الضفة او حصوله في الخارج لن يمنع حدوث مواجهة عسكرية وحرب في غزة".
ورفضت إسرائيل التعليق رسمياً على مقتل فقهاء الذي تتهمه بأنه العقل المدبر لعدد من العمليات الانتحارية خلال الانتفاضة الثانية (2000-2005).
وتفرض إسرائيل منذ عشر سنوات حصاراً جوياً وبرياً وبحرياً على القطاع الذي يبلغ عدد سكانه أكثر من مليوني شخص.
وبحسب مسؤول في حماس، فإن الحركة "لن تكون انفعالية" في تعاملها مع تداعيات الاغتيال، لكنها "ترفض بقوة اي تغيير في قواعد اللعبة: كل عدوان إسرائيلي سيواجه برد بالمثل سواء مباشر او غير مباشر".
ووضعت القسام لافتة ضخمة على طريق صلاح الدين الرئيسي في وسط القطاع كتب عليها "الجزاء من جنس العمل"، بجانب صورة لفقهاء وهو يحمل مسدساً، ولافتة أخرى عليها صورة رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل كتب عليها بالعربية والعبرية والإنجليزية "قبلنا التحدي".
واعتبر مشعل في كلمة عبر الفيديو ألقاها خلال مهرجان تأبين لفقهاء في غزة الإثنين، الاغتيال "تحدياً كبيراً ودَيناً في أعناقنا يضاف إلى ديون سابقة".
وقال: "إذا كان العدو يغيّر قواعد الصراع، فإن قيادة الحركة بكل مكوّناتها العسكرية والسياسية قبلت التحدي مع الاحتلال، والجواب ما سيرى الاحتلال، لا ما سيسمع".
إلا أن أبو شنب يلفت إلى أن الفكر العسكري لحماس "تطور كثيراً، وباتت الحركة تدرك أن أي معركة يجب إلا تبنى على ردات الفعل أو العواطف، لا سيما أنها تعتبر نفسها في مواجهة مفتوحة مع الاحتلال".
ويعتقد أبو سعدة أن "نموذج حزب الله في الرد على إسرائيل سيكون حاضراً في رد حماس"، مضيفاً أن الرد سيتمثل في "عمل عسكري في الوقت المناسب والمكان المناسب، وليس كما حصل رداً على اغتيال أحمد الجعبري" القائد العسكري لحماس في 2012.
وأدى مقتل الجعبري في غارة إسرائيلية على مدينة غزة إلى اندلاع حرب، إذ ردت حماس بإطلاق عشرات الصواريخ على المدن الإسرائيلية.
وسبق لإسرائيل أن استهدفت قياديين آخرين في حركة حماس، أبرزهم مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين، بالاضافة إلى يحيى عياش وعبد العزيز الرنتيسي.
وغالباً ما ترد حماس على الهجمات التي تستهدفها بإطلاق قذائف أو صواريخ على البلدات الإسرائيلية، لكنها هذه المرة تتريث، ما يثير قلق إسرائيل، بحسب المحلل مصطفى صواف الذي يقول "إن حماس تركت الأمور في منتهى الغموض والحيرة للعدو كي لا يفهم ماذا تريد حماس وكيف يمكن أن تنفذ ردها".
ويتحدث الصواف عن احتمال عودة حماس إلى اسلوب "العمليات الاستشهادية أو اغتيال شخصية عسكرية أو سياسية إسرائيلية، وهذه تساؤلات مشروعة للاحتلال".
ويشكل الاغتيال اختباراً للقيادي البارز يحيى السنوار الذي انتخب رئيساً للمكتب السياسي لحماس في القطاع، والذي يؤشر وصوله إلى صعود نجم العسكريين في الحركة.
في الجانب الإسرائيلي، يتحدث المحلل في صحيفة "معاريف" يوسي ميلمان عن "تغيير في النهج" اذا صح "الافتراض ان إسرائيل تقف وراء العملية".
ويقول: "إذا نجحت إسرائيل بالفعل في اغتيال قادة أو خبراء في حماس دون أن تترك بصمات، سواء في غزة أو في الخارج، فهذا يعني إن إسرائيل قررت اتخاذ نهج اكثر عدوانية".
ويرى أبو سعدة من جهته أن أسلوب إسرائيل "جديد قديم، لكنها المرة الأولى التي تضرب بهذه الطريقة في غزة، ساحة حماس القوية، وهذا ما صدم حماس".
ويتوقع أبو سعدة: "مرحلة جديدة من المواجهة الاستخباراتية الهادئة وغير العلنية" بين حماس وإسرائيل.