سياسيون: الأردن لن يقف مكتوف الأيدي أمام التطاول الإيراني
التاريخ:10/4/2017
عمان – ربى كراسنة
أثارت التصريحات الصادرة عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي بحق الأردن استياء الأوساط الرسمية والسياسية واصفتها بغير المسؤولة التي تعكس السياسة الإيرانية القائمة على عدم الاحترام المتبادل.
ولقيت التصريحات الإيرانية بحسب مراقبين استهجان الرسميين والسياسيين في الأردن كونها لم تحترم الموقف الأردني المتوازن في القمة العربية تجاه إيران عبر عدم الإشارة بشكل صريح إلى إليها في البيان الختامي للقمة.
إلا أن إيران وفق المراقبين لم تحترم كعادتها المواقف الأردنية المتزنة السابقة إزاء الإساءات المتكررة عن الجانب الإيراني وهو الأمر الذي دفع الأردن سابقا إلى استدعاء سفيره في طهران للتشاور ولم يعد حتى الآن واستدعاء السفير الإيراني في الأردن مؤخرا ومخاطبته بلهجة قوية احتجاجا على تصريحات مسيئة بحق الأردن وقيادته.
ومن هنا يجزم سياسيون أردنيون على رأسهم الوزير الأسبق وسفير الأردن في طهران سابقا بسام العموش في حديثه إلى "البوصلة" أن الأردن لن يقف مكتوف اليدين وخياراته مفتوحة بناء على فهمه للخريطة السياسية الداخلية لإيران.
العلاقات الأردنية الإيرانية
ويقول سفير الأردن في طهران سابقا بسام العموش: "لم تكن العلاقات الأردنية الإيرانية بخير إلا في عهد الشاه . ومع ذلك حرص الأردن على العلاقة بنظام خميني رغم إدراكه للنوايا الخمينية من أول يوم حيث أعلن عن تصدير الثورة ". وهو شعار لم يعد النظام الإيراني يتحدث عنه، لكنه انتقل إلى مرحلة الفعل. ولهذا رأيناه يسعى لإنشاء الخلايا النائمة في العالم ونجح في لبنان حيث كان نصرالله تلميذا "عندهم في قم" .
وأضاف العموش: "واستطاعوا استقطاب الحوثيين وجندوهم بل حولوهم من المذهب الزيدي إلى المذهب الإثنين عشري!! وحركوا أتباع المذهب في البحرين ودخلوا مع الاحتلال الأمريكي للعراق وصار لهم الأمر عبر حلفائهم. وبدأوا في الاشتباك السياسي مع العربية السعودية. وحاولوا دخول الأردن ومصر وتوترت علاقتهم بالمغرب والجزائر والسودان هذا بالإضافة على التدخل الفاضح في سوريا مع الروس!! بقي الأردن محافظا على العلاقة معهم رغم علمه بنواياهم".
التطاول الإيراني على الأردن
لكن مع الاعتداء على المقار الدبلوماسية السعودية بحسب العموش استدعى الأردن سفيره في طهران للتشاور ولم يعد حتى الآن. واليوم وبعد التطاول الإيراني على الأردن الذي يعني رسالة تهديد باعتبار الإيرانيين على الحدود في سوريا والعراق كان لا بد من الرد فكانت البداية استدعاء السفير الإيراني ومخاطبته بلهجة قوية.
ويقول العموش:"فالأردن ليس هو من يحرك السياسة الأمريكية أو غيرها لكنه لاعب مؤثر ومن حقه بل يجب عليه أن يكون لاعبا إذ المراقبة في هذه الظروف لا تعني إلا تلقي الضربات!! وهذا ما لا يقبله الأردن وكما قال الراحل الحسين: الهاشميون ليسوا حكام مباريات بل لاعبون وخير وسيلة للدفاع هي الهجوم".
خيارات الأردن مفتوحة
وختم العموش حديثه بالقول: "وإذا كانت إيران تريد اللعب بالأمن الأردني فلتعلم أن الأردن له حلفاء وأصدقاء وأشقاء وأنه لن يقف مكتوف اليدين وخياراته مفتوحة حيث يفهم الخريطة السياسية الداخلية لإيران ويعرف عنوان مجاهدي خلق ورجالات العرب الأحواز والأكراد الإيرانيين المظلومين والأقليات الإيرانية المضطهدة".
تصريحات غير مسؤولة
من جهته، وصف الخبير في الِشأن الإيراني الدكتور نبيل العتوم في حديثه إلى "البوصلة" التصريحات الإيرانية الأخيرة بحق الأردن بغير المسؤولة وتعبر عن السياسة الإيرانية غير الملتزمة بالشفافية والصراحة والوضوح، وأنها قائمة على عدم الاحترام المتبادل والتدخل في شؤون الآخرين.
نوايا خبيثة
وردا على التصريحات الإيرانية المسيئة قال العتوم: "الملك تحدث بلسان العالم العربي أجمع حول الموقف من السياسة الإيرانية وحاول الأردن اتخاذ موقف متوازن من الشأن الإيراني وبدا ذلك واضحا في البيان الختامي للقمة العربية عندما حرص الأردن على عدم التصعيد وإصدار موقف متوازن غير أن إيران للأسف لم تحترم هذا الأمر".
ومن الواضح بحسب العتوم أن إيران تحاول توظيف أجندتها في محاولة للتأثر على الأمن الأردني واصفها بالنوايا الخبيثة.
الموقف الأردني
وأشار العتوم إلى أن الأردن كان قد سحب السفير الأردني سابقا في إيران والآن استدعى السفير الإيراني في الأردن احتجاجا على التصريحات الإيرانية المسيئة وغير المسؤولة تجاه الأردن الذي التزم بالخط العربي إزاء إيران.
ومع استمرار التطاول الإيراني على الأردن أكد الخبير العتوم على ضرورة أن تكون هناك حلول عربية قابلة للتطبيق تقف أمام التغول الإيراني في المنطقة.
التصريحات الإيرانية المسيئة
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قال إن الملك عبد الله الثاني "ارتكب خطأ استراتيجيا وأساسيا في تعريف الإرهاب"، ووصف تصريحات الملك بـ"السخيفة وغير المدروسة".
وأضاف قاسمي -وفق وكالة الأنباء الألمانية- أن جزءا مهما من الأوضاع الراهنة في المنطقة "نتيجة للرؤى الخاطئة لسياسيي بعض الدول العربية تجاه العمليات السياسية واتخاذ سياسات تخريبية وخاطئة يمكنها في النهاية جر المنطقة كلها إلى ورطة".
وجاءت تصريحات قاسمي ردا على ما قاله الملك في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست الأميركية من أن "هناك مشكلات استراتيجية في منطقتنا، ولإيران علاقة بها، وهناك محاولة لإيجاد تواصل جغرافي بين إيران والعراق وسوريا وحزب الله في لبنان".
وأكد من جهته رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة أمس في تغريدة له عبر صفحته الخاصة على 'تويتر': 'أن مزاودة طهران على دور الأردن العروبي والإسلامي تجارة خاسرة'.
وأضاف: 'الملك يعبر عن وجدان الأردنيين جميعاً وما يقوله يمثل مؤسساتنا الرسمية، وعلى طهران الإدراك أن المزاودة على دورنا العروبي والإسلامي تجارة خاسرة'.
احتجاج شديد اللهجة
وكانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين قد استدعت اليوم، السفير الإيراني لدى المملكة وأبلغته احتجاجا شديد اللهجة على التصريحات المرفوضة والمدانة للناطق باسم وزارة الخارجية الإيراني بحق المملكة وقيادتها، والتي تعكس محاولة فاشلة لتشويه الدور المحوري الذي تقوم بها المملكة في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين ومحاربة الاٍرهاب وضلاليته والتصدي لمحاولة بث الفتنة ورفض المتاجرة بالقضايا العربية وبمعاناة الشعوب العربية.
وأكدت الوزارة ضرورة التزام إيران علاقة حسن الجوار مع الدول العربية وعدم التدخل في شؤونها واحترام المواثيق والأعراف الدولية في تصرفاتها وتوجهاتها إزاء الدول العربية.