السودان يطمئن مصر: تركيا لن تقيم قاعدة عسكرية في «سواكن»
الغندور: سفيرنا سيعود في أي وقت.. وعلى الإعلام وقف التراشق
تامر هنداوي
Feb 09, 2018
القاهرة ـ «القدس العربي»: في محاولة لحل الأزمات والملفات العالقة بين القاهرة
والخرطوم منذ أكثر من 3 سنوات، والتي وصلت حد سحب السودان سفيره لدى مصر،
عقد وزيرا الخارجية المصري سامح شكري، والسوداني إبراهيم الغندور، والفريق أول
محمد عطار عباس رئيس جهاز الأمن والمخابرات السوداني، واللواء عباس كامل
رئيس جهاز المخابرات المصري، اجتماعا رباعياً، أمس الخميس، لمناقشة الملفات
العالقة بين البلدين.
وخلال مؤتمر صحافي، أعقب اجتماعين أحدهما جمع الوزيرين، وآخر رباعي بحضور
رئيسي جهازي المخابرات في البلدين، نفى الغندور أي تعاون عسكري بين بلاده مع
تركيا فى جزيرة «سواكن» السودانية أو غيرها، مؤكدًا أن المنطقة فيها عدد من
المباني يبلغ 400 منزل، وغير متاح وجود أي شخص آخر غير السودانيين.
وأضاف «لم يكن هناك أي حديث حول قاعدة عسكرية تركية في المدينة ولا في غيرها
في أي مكان في السودان».
وأضاف أن: «الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عرض إعادة ترميم وبناء المنازل
القديمة، وعرض أن تستخدم كجزيرة سياحية للمنفعة المشتركة بين السودان
ومصر».
تركيا، كانت حاضرة أيضاً في حديث شكري، الذي رد على تصريحات وزير الخارجية
التركي، مولود تشاويش أوغلو، التي أعرب فيها عن عدم اعتراف بلاده باتفاقية ترسيم
الحدود البحرية الموقعة بين مصر وقبرص عام 2013.
وقال شكري إن الاتفاق بين مصر وقبرص يتسق مع قانون البحار والقانون الدولي،
مؤكداً أن الاتفاقية تخضع لكل الإجراءات.
وأضاف: مصر تدافع دائما عن حقوقها بما يحقق مصلحة شعبها، مؤكدا أن «مصر
تسير وفق إطار قانوني وشفاف».
عودة السفير
وفي شأن عودة السفير السوداني لدى القاهرة الذي استدعته الخرطوم في بداية يناير/
كانون الثاني الماضي على خلفية تصاعد التوتر بين البلدين بشأن قضية مثلث حلايب
وشلاتين المتنازع عليها بين البلدين، أوضح الغندور إن «على وسائل الإعلام ألا
تنشغل بموعد عودة السفير السوداني إلى القاهرة».
وبين أن «السفير ممكن أن يعود إلى القاهرة في أي وقت، واتفقنا على تعزيز التعاون
المشترك بين البلدين في مجالات الزراعة والصناعة والاستثمار».
وعقبت صحافية على كلام الغندور حول عودة السفير بالقول: «هل نفهم من مطالبتك
لنا بعدم الانشغال بموعد عودة السفير أنه مرتبط بحل بعض القضايا العالقة بين البلدين،
أو أنني فهمت غلطا»، فرد عليها وزير الخارجية السوداني، قائلا: «لا فهمتي
غلطا».
التراشق الإعلامي
وكانت الشهور الماضية شهدت تراشقا بين إعلام البلدين، ما دعا الغندور لتوجيه رسالة
للإعلام المصري قائلا «العلاقة بين البلدين أمانة في أعناقكم، وأرجو أن ترعوها كما
ترعون أقدس ما لديكم من علاقات أسرية داخلية؛ لأن ما بين البلدين كبير وعظيم،
فأقلامكم وكاميراتكم وأصواتكم يجب أن يكون لها دور فعال يخدم هذه العلاقة
المقدسة».
وشدد على أن «لقاءه بوزير الخارجية المصري نقطة تاريخية مضيئة فى علاقات
البلدين»، موضحاً أن «توجيهات الرئيسين عبد الفتاح السيسي وعمر البشير واضحة،
ومجملها العمل كلجنة رباعية فريدة تؤكد عزم القيادة في البلدين على حل كل
الإشكالات القائمة ووضع العلاقة بين السودان ومصر في مسارها الصحيح».
وبين أن «التشاور تم في كافة الملفات بين مصر والسودان»، مؤكداً «الاتفاق على
المضي قدما فى تعزيز العلاقات المشتركة بين القاهرة والخرطوم».
سد النهضة
وتلا شكري البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الرباعي الذي انعقد في القاهرة،
قائلاً: «انطلاقا من علاقات الأخوة الأزلية والمصالح المشتركة ووحدة المصير بين
شعبي وادي النيل، وإدراكا لأهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين على أساس المنفعة
المتبادلة والمصالح المشتركة وتأكيدا للرغبة الحقيقية في ترسيخ التعاون المشترك بما
يليق بحجم البلدين، يجمعها تاريخ مشترك وما بينهما من روابط، وتنفيذا لنتائج القمة
التي عقدت يوم 28 يناير/ كانون الثاني الماضي، بين السيسي والبشير في أديس أبابا،
وانعكاسا للروح الإيجابية وحرص البلدين لتعزيز التعاون المشترك، عقد هذا الاجتماع
في القاهرة 8 فبراير/ شباط الجاري».
وتابع: «جرى التأكيد على عزم البلدين تعزيز التعاون في مجال الطاقة والربط
الكهربائي والنقل البري والاستفادة من الخبرات الاستشارية لدى البلدين، وأهمية
تطوير التعاون في مجال مياه النيل في إطار الالتزامات الموقعة بينهم بما فيها 1959،
والعمل على تنفيذ نتائج قمة النهضة التي عقدت في أديس أبابا في إطار تنفيذ اتفاق
إعلان المبادىء في 2015».
إضافة إلى «التأكيد على أهمية تصحيح التناول الإعلامي ومنع التراشق ونقل الصورة
الصحيحة للعلاقات الازلية بين البلدين، والاتفاق على تعزيز التشاور في القضايا
الاقليمية ذات الاهتمام المشترك لتقريب وجهات النظر بما في ذلك القضايا الاقليمية بما
في ذلك تنفيذ التوجيه الرئاسي لتعزيز المشاريع في البلدين».
وأشار إلى «الاتفاق على مواصلة تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين وعقد
اللجنة العسكرية والامنية في اقرب فرصه، مع الاتفاق على دوريه السياسي والأمني
بما يعزز الاتفاق بين القضايا المشتركة ذات الاهتمام المشترك، والإعداد لعقد اللجنة
المشتركة برئاسة رئيسي البلدين خلال العام الجاري في الخرطوم، حيث عقدت اللجنة
الأخيرة 2016».
ملفات عالقة
وكانت الشهور الماضية شهدت تصاعدا في توتر العلاقات بين البلدين، على خلفية أزمة
سد النهضة الإثيوبي، حيث اتهمت القاهرة، الخرطوم بالانحياز لأديس أبابا على حساب
حقوق مصر التاريخية من مياه النيل.
كما خرجت تصريحات تتهم مصر باستغلال حصة السودان من النيل لسنوات، إضافة
إلى أزمة مثلث حلايب وشلاتين المتنازع عليه بين البلدين وصلت لحد تقديم الخارجية
السودانية شكوى للأمم المتحدة بشأن اتفاقية إعادة ترسيم البحرية بين مصر والسعودية
باعتبار أن الاتفاق أقر بمصرية المثلث.
الخرطوم كذلك، اتهمت القاهرة، بدعم متمردين ومعارضين لنظام البشير، وكانت آخر
الأزمات تتعلق بما تردد عن عزم تركيا إقامة قاعدة عسكرية في جزيرة سواكن، ما
اعتبرته مصر يضر بمصالحها الأمنية في البحر الأحمر.