وقد قدم امير اشعراء احمد شوقي قصيدته نهج البرده عارض بها قصيدة البرده للبصيري
نهــــــــــــــــــــــــج البــــــــــــــــــــــــــــــرده
احمد شوقي
ريمٌ عَلـى القـاعِ بَيـنَ البـانِ وَالعَلَـمِ
أَحَلَّ سَفكَ دَمـي فـي الأَشهُـر الحُـرُمِ
رَمـى القَضـاءُ بِعَينَـي جُـؤذَرٍ أَسَـداً
يـا ساكِـنَ القـاعِ أَدرِك ساكِـنَ الأَجَـمِ
لَمّـا رَنـا حَدَّثَتنـي النَـفـسُ قائِـلَـةً
يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهـمِ المُصيـبِ رُمـي
جَحَدتُهـا وَكَتَمـتُ السَهـمَ فـي كَبِـدي
جُـرحُ الأَحِبَّـةِ عِنـدي غَيـرُ ذي أَلَـمِ
رُزِقتَ أَسمَحَ ما في النـاسِ مِـن خُلُـقٍ
إِذا رُزِقتَ اِلتِمـاسَ العُـذرِ فـي الشِيَـمِ
يـا لائِمـي فـي هَـواهُ وَالهَـوى قَـدَرٌ
لَو شَفَّـكَ الوَجـدُ لَـم تَعـذِل وَلَـم تَلُـم
ِلَقَـد أَنَلتُـكَ أُذنــاً غَـيـرَ واعِـيَـةٍ
وَرُبَّ مُنتَصِـتٍ وَالقَلـبُ فـي صَـمَـمِ
يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقـتَ الهَـوى أَبَـداً
أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفـظِ الهَـوى فَنَـمِ
أَفديـكَ إِلفـاً وَلا آلـو الخَيـالَ فِــدىً
أَغـراكَ باِلبُخـلِ مَـن أَغـراهُ بِالكَـرَمِ
سَـرى فَصـادَفَ جُرحـاً دامِيـاً فَأَسـا
وَرُبَّ فَضـلٍ عَلـى العُـشّـاقِ لِلحُـلُـمِ
مَـنِ المَوائِـسُ بانـاً بِالرُبـى وَقَـنـاً
اللاعِبـاتُ بِروحـي السافِحـاتُ دَمــي
السافِـراتُ كَأَمثـالِ الـبُـدورِ ضُـحـىً
يُغِرنَ شَمسَ الضُحـى بِالحَلـيِ وَالعِصَـمِ
القـاتِـلاتُ بِأَجـفـانٍ بِـهـا سَـقَــمٌ
وَلِلمَنِـيَّـةِ أَسـبـابٌ مِــنَ السَـقَـمِ
العاثِـراتُ بِأَلـبـابِ الـرِجـالِ وَمــا
أُقِلنَ مِـن عَثَـراتِ الـدَلِّ فـي الرَسَـمِ
المُضرِمـاتُ خُـدوداً أَسفَـرَت وَجَـلَـت
عَـن فِتنَـةٍ تُسلِـمُ الأَكـبـادَ لِلـضَـرَمِ
الحامِـلاتُ لِـواءَ الحُـسـنِ مُختَلِـفـاً
أَشكالُـهُ وَهـوَ فَـردٌ غَـيـرُ مُنقَـسِـمِ
مِـن كُـلِّ بَيضـاءَ أَو سَمـراءَ زُيِّنَـتـا
لِلعَيـنِ وَالحُسـنُ فـي الآرامِ كَالعُصُـمِ
يُرَعنَ لِلبَصَـرِ السامـي وَمِـن عَجَـبٍ
إِذا أَشَـرنَ أَسَــرنَ اللَـيـثَ بِالغَـنَـمِ
وَضَعتُ خَـدّي وَقَسَّمـتُ الفُـؤادَ رُبـيً
يَرتَعـنَ فـي كُنُـسٍ مِنـهُ وَفـي أَكَـمِ
يـا بِنـتَ ذي اللَبَـدِ المُحَمّـى جانِـبُـهُ
أَلقاكِ في الغـابِ أَم أَلقـاكِ فـي الأُطُـمِ
مـا كُنـتُ أَعلَـمُ حَتّـى عَـنَّ مَسكَنُـهُ
أَنَّ المُنـى وَالمَنايـا مَضـرِبُ الخِـيَـمِ
مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِـن صَمصامَـةٍ ذَكَـر
وَأَخـرَجَ الريـمَ مِـن ضِرغامَـةٍ قَـرِمِ
بَيني وَبَينُـكِ مِـن سُمـرِ القَنـا حُجُـبٌ
وَمِثلُـهـا عِـفَّـةٌ عُـذرِيَّـةُ العِـصَـمِ
لَم أَغشَ مَغناكِ إِلّا فـي غُضـونِ كِـرىً
مَغنـاكَ أَبـعَـدُ لِلمُشـتـاقِ مِــن إِرَمِ
يـا نَفـسُ دُنيـاكِ تُخفـى كُـلَّ مُبكِيَـةٍ
وَإِن بَـدا لَـكِ مِنهـا حُسـنُ مُبتَـسَـمِ
فُضّـي بِتَقـواكِ فاهـاً كُلَّمـا ضَحِـكَـت
كَمـا يَفُـضُّ أَذى الرَقـشـاءِ بِالـثَـرَمِ
مَخطوبَـةٌ مُنـذُ كـانَ النـاسُ خاطِـبَـةٌ
مِن أَوَّلِ الدَهـرِ لَـم تُرمِـل وَلَـم تَئَـمِ
يَفنـى الزَمـانُ وَيَبقـى مِـن إِساءَتِهـا
جُـرحٌ بِـآدَمَ يَبكـي مِنـهُ فــي الأَدَمِ
لا تَحفَـلـي بِجَنـاهـا أَو جِنايَـتِـهـا
المَـوتُ بِالزَهـرِ مِثـلُ المَـوتِ بِالفَحَـمِ
كَـم نائِـمٍ لا يَراهـا وَهــيَ سـاهِـرَةٌ
لَـولا الأَمانِـيُّ وَالأَحـلامُ لَــم يَـنَـمِ
طَـوراً تَمُـدُّكَ فـي نُعـمـى وَعافِـيَـةٍ
وَتـارَةً فـي قَـرارِ البُـؤسِ وَالوَصَـمِ
كَـم ضَلَّلَتـكَ وَمَـن تُحجَـب بَصيرَتُـهُ
إِن يَلـقَ صابـا يَـرِد أَو عَلقَمـاً يَسُـمُ
يـا وَيلَتـاهُ لِنَفسـي راعَـهـا وَدَهــا
مُسـوَدَّةُ الصُحـفِ فـي مُبيَضَّـةِ اللَمَـمِ
رَكَضتُها فـي مَريـعِ المَعصِيـاتِ وَمـا
أَخَـذتُ مِـن حِميَـةِ الطاعـاتِ لِلتُخَـمِ
هامَـت عَلـى أَثَـرِ اللَـذّاتِ تَطلُبُـهـا
وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعـي الصِبـا تَهِـمِ
صَـلاحُ أَمــرِكَ لِـلأَخـلاقِ مَرجِـعُـهُ
فَقَـوِّمِ النَـفـسَ بِـالأَخـلاقِ تَستَـقِـمِ
وَالنَفسُ مِن خَيرِهـا فـي خَيـرِ عافِيَـةٍ
وَالنَفسُ مِن شَرِّهـا فـي مَرتَـعٍ وَخِـمِ
تَطغـى إِذا مُكِّنَـت مِـن لَـذَّةٍ وَهَــوىً
طَغيَ الجِيـادِ إِذا عَضَّـت عَلـى الشُكُـمِ
إِن جَلَّ ذَنبي عَـنِ الغُفـرانِ لـي أَمَـلٌ
في اللَـهِ يَجعَلُنـي فـي خَيـرِ مُعتَصِـمِ
أَلقـى رَجائـي إِذا عَـزَّ المُجيـرُ عَلـى
مُفَـرِّجِ الكَـرَبِ فـي الدارَيـنِ وَالغَمَـمِ
إِذا خَفَضـتُ جَـنـاحَ الــذُلِّ أَسـأَلُـهُ
عِزَّ الشَفاعَـةِ لَـم أَسـأَل سِـوى أُمَـمِ
وَإِن تَـقَـدَّمَ ذو تَـقـوى بِصـالِـحَـةٍ
قَدَّمـتُ بَيـنَ يَـدَيـهِ عَـبـرَةَ الـنَـدَمِ
لَزِمـتُ بـابَ أَميـرِ الأَنبِيـاءِ وَمَــن
يُمسِـك بِمِفتـاحِ بـابِ الـلَـهِ يَغتَـنِـمِ
فَـكُـلُّ فَـضـلٍ وَإِحـسـانٍ وَعـارِفَـةٍ
مـا بَيـنَ مُستَـلِـمٍ مِـنـهُ وَمُلـتَـزِمِ
عَلَّقـتُ مِـن مَدحِـهِ حَبـلاً أُعَـزُّ بِـهِ
فـي يَـومِ لا عِـزَّ بِالأَنسـابِ وَاللُحَـمِ
يُزري قَريضـي زُهَيـراً حيـنَ أَمدَحُـهُ
وَلا يُقـاسُ إِلـى جـودي لَـدى هَـرِمِ
مُحَمَّـدٌ صَـفـوَةُ الـبـاري وَرَحمَـتُـهُ
وَبُغيَـةُ اللَـهِ مِـن خَلـقٍ وَمِـن نَسَـمِ
وَصاحِبُ الحَوضِ يَـومَ الرُسـلِ سائِلَـةٌ
مَتى الـوُرودُ وَجِبريـلُ الأَميـنُ ظَمـي
سَنـاؤُهُ وَسَـنـاهُ الشَـمـسُ طالِـعَـةً
فَالجِرمُ فـي فَلَـكٍ وَالضَـوءُ فـي عَلَـمِ
قَـد أَخطَـأَ النَجـمَ مـا نالَـت أُبُـوَّتُـهُ
مِـن سُـؤدُدٍ بـاذِخٍ فـي مَظهَـرٍ سَنِـمِ
نُموا إِلَيهِ فَـزادوا فـي الـوَرى شَرَفـاً
وَرُبَّ أَصـلٍ لِفَـرعٍ فـي الفَخـارِ نُمـي
حَـواهُ فـي سُبُحـاتِ الطُهـرِ قَبلَـهُـمُ
نـورانِ قامـا مَقـامَ الصُلـبِ وَالرَحِـمِ
لَـمّـا رَآهُ بَحـيـرا قــالَ نَـعـرِفُـهُ
بِمـا حَفِظنـا مِـنَ الأَسمـاءِ وَالسِـيَـمِ
سائِل حِراءَ وَروحَ القُـدسِ هَـل عَلِمـا
مَصـونَ سِـرٍّ عَــنِ الإِدراكِ مُنكَـتِـمِ
كَـم جيئَـةٍ وَذَهـابٍ شُـرِّفَـت بِهِـمـا
بَطحـاءُ مَكَّـةَ فـي الإِصبـاحِ وَالغَسَـمِ
وَوَحشَـةٍ لِاِبـنِ عَبـدِ اللَـهِ بينَهُـمـا
أَشهى مِنَ الأُنـسِ بِالأَحسـابِ وَالحَشَـمِ
يُسامِـرُ الوَحـيَ فيهـا قَبـلَ مَهبِـطِـهِ
وَمَـن يُبَشِّـر بِسيمـى الخَيـرِ يَتَّـسِـمِ
لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقـونَ مِـن ظَمَـإٍ
فاضَـت يَـداهُ مِـنَ التَسنيـمِ بِالسَـنَـمِ
وَظَلَّلَـتـهُ فَـصـارَت تَستَـظِـلُّ بِــهِ
غَمـامَـةٌ جَذَبَتـهـا خـيـرَةُ الـدِيَـمِ
مَحَـبَّـةٌ لِـرَسـولِ الـلَـهِ أُشرِبَـهـا
قَعائِـدُ الدَيـرِ وَالرُهبـانُ فـي القِـمَـمِ
إِنَّ الشَمائِـلَ إِن رَقَّـت يَـكـادُ بِـهـا
يُغـرى المـادُ وَيُغـرى كُـلُّ ذي نَسَـمِ
وَنـودِيَ اِقـرَأ تَعالـى الـلَـهُ قائِلُـهـا
لَم تَتَّصِـل قَبـلَ مَـن قيلَـت لَـهُ بِفَـمِ
هُـنـاكَ أَذَّنَ لِلـرَحَـمَـنِ فَـاِمـتَـلَأَت
أَسمـاعُ مَكَّـةَ مِـن قُدسِـيَّـةِ النَـغَـمِ
فَلا تَسَل عَـن قُرَيـشٍ كَيـفَ حَيرَتُهـا
وَكَيـفَ نُفرَتُهـا فـي السَهـلِ وَالعَلَـمِ
تَساءَلواعَـن عَظيـمٍ قَـد أَلَــمَّ بِـهِـم
رَمـى المَشايِـخَ وَالـوِلـدانِ بِاللَـمَـمِ
ياجاهِليـنَ عَلـى الـهـادي وَدَعـوَتِـهِ
هَـل تَجهَلـونَ مَكـانَ الصـادِقِ العَلَـمِ
لَقَّبتُمـوهُ أَميـنَ القَـومِ فــي صِـغَـرٍ
وَمـا الأَميـنُ عَلـى قَــولٍ بِمُتَّـهَـمِ
فـاقَ البُـدورَ وَفـاقَ الأَنبِيـاءَ فَـكَـم
بِالخُلقِ وَالخَلقِ مِن حُسـنٍ وَمِـن عِظَـمِ
جـاءَ النبِيّـونَ بِالآيـاتِ فَاِنصَـرَمَـت
وَجِئتَـنـا بِحَكـيـمٍ غَـيـرِ مُنـصَـرِمِ
آياتُـهُ كُلَّمـا طــالَ الـمَـدى جُــدُدٌ
يَزينُـهُـنَّ جَــلالُ العِـتـقِ وَالـقِـدَمِ
يَكـادُ فـي لَفـظَـةٍ مِـنـهُ مُشَـرَّفَـةٍ
يوصيـكَ بِالحَـقِّ وَالتَقـوى وَبِالـرَحِـمِ
يــا أَفـصَـحَ الناطِقـيـنَ الـضــادَ
قاطِبَةً=حَديثُكَ الشَهدُ عِندَ الذائِـقِ الفَهِـمِ
حَلَّيـتَ مِـن عَطَـلٍ جيـدَ البَيـانِ بِـهِ
فـي كُـلِّ مُنتَثِـرٍ فـي حُسـنِ مُنتَظِـمِ
بِكُـلِّ قَــولٍ كَـريـمٍ أَنــتَ قائِـلُـهُ
تُحـيِ القُلـوبَ وَتُحـيِ مَيِّـتَ الهِـمَـمِ
سَـرَت بَشائِـرُ باِلـهـادي وَمَـولِـدِهِ
في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ
تَخَطَّفَـت مُهَـجَ الطاغيـنَ مِـن عَـرَبٍ
وَطَيَّـرَت أَنفُـسَ الباغيـنَ مِـن عُجُـمِ
ريعَت لَها شَـرَفُ الإيـوانِ فَاِنصَدَعَـت
مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِـن صَدمَـةِ القُـدُمِ
أَتَيـتَ وَالنـاسُ فَوضـى لا تَمُـرُّ بِهِـم
إِلّا عَلـى صَنَـمٍ قَـد هـامَ فـي صَنَـمِ
وَالأَرضُ مَملـوءَةٌ جَــوراً مُسَـخَّـرَةٌ
لِكُـلِّ طاغِيَـةٍ فـي الخَـلـقِ مُحتَـكِـمِ
مُسَيطِرُالفُـرسِ يَبغـي فــي رَعِيَّـتِـهِ
وَقَيصَرُالـرومِ مِـن كِبـرٍأَصَـمُّ عَــمِ
يُعَذِّبـانِ عِبـادَ الـلَـهِ فــي شُـبَـهٍ
وَيَذبَـحـانِ كَـمـا ضَحَّـيـتَ بِالغَـنَـمِ
وَالخَلـقُ يَفتِـكُ أَقـواهُـم بِأَضعَفِـهِـم
كَاللَيـثِ بِالبَهـمِ أَو كَالـحـوتِ بِالبَـلَـمِ
أَسـرى بِـكَ اللَـهُ لَـيـلاً إِذ مَلائِـكُـهُ
وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلـى قَـدَمِ
لَمّـا خَطَـرتَ بِـهِ اِلتَـفّـوا بِسَيِّـدِهِـم
كَالشُهـبِ بِالبَـدرِ أَو كَالجُنـدِ بِالعَـلَـمِ
صَلّـى وَراءَكَ مِنهُـم كُـلُّ ذي خَـطَـرٍ
وَمَـن يَفُـز بِحَبـيـبِ الـلَـهِ يَأتَـمِـمِ
جُبتَ السَمـاواتِ أَو مـا فَوقَهُـنَّ بِهِـم
عَـلـى مُـنَـوَّرَةٍ دُرِّيَّـــةِ الـلُـجُـمِ
رَكوبَـةً لَـكَ مِـن عِـزٍّ وَمِـن شَـرَفٍ
لا في الجِيـادِ وَلا فـي الأَينُـقِ الرُسُـمِ
مَشيئَـةُ الخالِـقِ البـاري وَصَنعَتُـهُ
وَقُدرَةُ اللَـهِ فَـوقَ الشَـكِّ وَالتُهَـمِ
حَتّى بَلَغـتَ سَمـاءً لا يُطـارُ لَهـا
عَلى جَناحٍ وَلا يُسعـى عَلـى قَـدَمِ
وَقيـلَ كُـلُّ نَبِـيٍّ عِـنـدَ رُتبَـتِـهِ
وَيا مُحَمَّـدُ هَـذا العَـرشُ فَاِستَلِـمِ
خَطَطـتَ لِلديـنِ وَالدُنيـا عُلومَهُمـا
يا قارِئَ اللَوحِ بَل يـا لامِـسَ القَلَـمِ
أَحَطـتَ بَينَهُمـا بِالسِـرِّ وَاِنكَشَفَـت
لَكَ الخَزائِنُ مِـن عِلـمٍ وَمِـن حِكَـمِ
وَضاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِـن مِنَـنٍ
بِلا عِـدادٍ وَمـا طُوِّقـتَ مِـن نِعَـمِ
سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً
لَـولا مُطـارَدَةُ المُختـارِ لَـم تُسَـمَ
هَل أَبصَروا الأَثَرَ الوَضّاءَ أَم سَمِعـوا
هَمسَ التَسابيحِ وَالقُـرآنِ مِـن أُمَـمِ
وَهَل تَمَثَّـلَ نَسـجُ العَنكَبـوتِ لَهُـم
كَالغابِ وَالحائِماتُ وَالزُغبُ كَالرُخَـمِ
فَأَدبَـروا وَوُجـوهُ الأَرضِ تَلعَنُـهُـم
كَباطِلٍ مِـن جَـلالِ الحَـقِّ مُنهَـزِمِ
لَولا يَدُ اللَـهِ بِالجارَيـنَ مـا سَلِمـا
وَعَينُهُ حَولَ رُكـنِ الديـنِ لَـم يَقُـمِ
تَوارَيـا بِجَنـاحِ الـلَـهِ وَاِستَـتَـرا
وَمَن يَضُـمُّ جَنـاحُ اللَـهِ لا يُضَـمِ
يا أَحمَدَ الخَيرِ لـي جـاهٌ بِتَسمِيَتـي
وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسـولِ سَمـي
المادِحـونَ وَأَربـابُ الهَـوى تَبَـعٌ
لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحـاءِ ذي القَـدَمِ
مَديحُهُ فيـكَ حُـبٌّ خالِـصٌ وَهَـوىً
وَصادِقُ الحُبِّ يُملـي صـادِقَ الكَلَـمِ
اللَـهُ يَشهَـدُ أَنّــي لا أُعـارِضُـهُ
من ذا يُعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ
وَإِنَّما أَنـا بَعـضُ الغابِطيـنَ وَمَـن
يَغبِـط وَلِيَّـكَ لا يُـذمَـم وَلا يُـلَـمِ
هَذا مَقـامٌ مِـنَ الرَحمَـنِ مُقتَبَـسٌ
تَرمـي مَهابَتُـهُ سَحبـانَ بِالبَـكَـمِ
البَدرُ دونَكَ في حُسنٍ وَفـي شَـرَفٍ
وَالبَحرُ دونَكَ في خَيـرٍ وَفـي كَـرَمِ
شُمُّ الجِبـالِ إِذا طاوَلتَهـا اِنخَفَضَـت
وَالأَنجُمُ الزُهرُ مـا واسَمتَهـا تَسِـمِ
وَاللَيثُ دونَـكَ بَأسـاً عِنـدَ وَثبَتِـهِ
إِذا مَشَيتَ إِلى شاكي السِـلاحِ كَمـي
تَهفـو إِلَيـكَ وَإِن أَدمَيـتَ حَبَّتَهـا
في الحَربِ أَفئِـدَةُ الأَبطـالِ وَالبُهَـمِ
مَحَبَّـةُ الـلَـهِ أَلقـاهـا وَهَيبَـتُـهُ
عَلى اِبنِ آمِنَـةٍ فـي كُـلِّ مُصطَـدَمِ
كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقـعِ بَـدرُ دُجـىً
يُضـيءُ مُلتَثِمـاً أَو غَيـرَ مُلتَـثِـمِ
بَـدرٌ تَطَلَّـعَ فـي بَــدرٍ فَغُـرَّتُـهُ
كَغُرَّةِ النَصـرِ تَجلـو داجِـيَ الظُلَـمِ
ذُكِرتَ بِاليُتـمِ فـي القُـرآنِ تَكرِمَـةً
وَقيمَةُ اللُؤلُـؤِ المَكنـونِ فـي اليُتُـمِ
اللَـهُ قَسَّـمَ بَيـنَ النـاسِ رِزقَهُـمُ
وَأَنتَ خُيِّرتَ فـي الأَرزاقِ وَالقِسَـمِ
إِن قُلتَ في الأَمرِ لا أَو قُلتَ فيهِ نَعَـم
فَخيرَةُ اللَـهِ فـي لا مِنـكَ أَو نَعَـمِ
أَخوكَ عيسى دَعـا مَيتـاً فَقـامَ لَـهُ
وَأَنتَ أَحيَيـتَ أَجيـالاً مِـنَ الزِمَـمِ
وَالجَهلُ مَوتٌ فَـإِن أوتيـتَ مُعجِـزَةً
فَاِبعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَاِبعَث مِنَ الرَجَمِ
قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ مـا بُعِثـوا
لِقَتـلِ نَفـسٍ وَلاجـاؤوا لِسَفـكِ دَمِ
جَهـلٌ وَتَضليـلُ أَحـلامٍ وَسَفسَطَـةٌ
فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعـدَ الفَتـحِ بِالقَلَـمِ
لَمّا أَتى لَكَ عَفـواً كُـلُّ ذي حَسَـبٍ
تَكَفَّـلَ السَيـفُ بِالجُهّـالِ وَالعَـمَـم
ِوَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيـرِ ضِقـتَ بِـهِ
ذَرعـاً وَإِن تَلقَـهُ بِالشَـرِّ يَنحَسِـمِ
سَلِ المَسيحِيَّةَ الغَـرّاءَ كَـم شَرِبَـت
بِالصابِ مِن شَهَـواتِ الظالِـمِ الغَلِـمِ
طَريدَةُ الشِـركِ يُؤذيهـا وَيوسِعُهـا
في كُلِّ حيـنٍ قِتـالاً ساطِـعَ الحَـدَمِ
لَـولا حُمـاةٌ لَهـا هَبّـوا لِنُصرَتِهـا
بِالسَيفِ ما اِنتَفَعَت بِالرِفـقِ وَالرُحَـمِ
لَولا مَكـانٌ لِعيسـى عِنـدَ مُرسِلِـهِ
وَحُرمَةٌ وَجَبَت لِلـروحِ فـي القِـدَمِ
لَسُمِّرَ البَدَنُ الطُهرُ الشَريـفُ عَلـى
لَوحَينِ لَم يَخشَ مُؤذيـهِ وَلَـم يَجِـمِ
جَلَّ المَسيـحُ وَذاقَ الصَلـبَ شانِئُـهُ
إِنَّ العِقـابَ بِقَـدرِ الذَنـبِ وَالجُـرُمِ
أَخو النَبِـيِّ وَروحُ اللَـهِ فـي نُـزُلٍ
فَوقَ السَماءِ وَدونَ العَـرشِ مُحتَـرَمِ
عَلَّمتَهُم كُـلَّ شَـيءٍ يَجهَلـونَ بِـهِ
حَتّى القِتالَ وَمـا فيـهِ مِـنَ الذِمَـمِ
دَعَوتَهُـم لِجِهـادٍ فيـهِ سُـؤدُدُهُـم
وَالحَربُ أُسُّ نِظـامِ الكَـونِ وَالأُمَـمِ
لَولاهُ لَم نَـرَ لِلـدَولاتِ فـي زَمَـنٍ
ما طالَ مِن عُمُدٍ أَو قَـرَّ مِـن دُهُـمِ
تِلـكَ الشَواهِـدُ تَتـرى كُـلَّ آوِنَـةٍ
في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ
بِالأَمسِ مالَت عُروشٌ وَاِعتَلَت سُـرُرٌ
لَولا القَذائِفُ لَـم تَثلَـم وَلَـم تَصُـمِ
أَشياعُ عيسى أَعَـدّوا كُـلَّ قاصِمَـةٍ
وَلَم نُعِـدُّ سِـوى حـالاتِ مُنقَصِـمِ
مَهما دُعيتَ إِلى الهَيجاءِ قُمـتَ لَهـا
تَرمي بِأُسدٍ وَيَرمـي اللَـهُ بِالرُجُـمِ
عَلـى لِوائِـكَ مِنهُـم كُـلُّ مُنتَـقِـمٍ
لِلَّـهِ مُستَقتِـلٍ فـي اللَـهِ مُعـتَـزِمِ
مُسَبِّـحٍ لِلِقـاءِ الـلَـهِ مُضـطَـرِمٍ
شَوقاً عَلى سابِخٍ كَالبَـرقِ مُضطَـرِمِ
لَوصادَفَ الدَهرَ يَبغـي نَقلَـةً فَرَمـى
بِعَزمِهِ في رِحـالِ الدَهـرِ لَـم يَـرِمِ
بيضٌ مَفاليلُ مِن فِعلِ الحُـروبِ بِهِـم
مِن أَسيُفِ اللَـهِ لا الهِندِيَّـةُ الخُـذُمُ
كَم في التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَـن رَجُـلٍ
مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَن ماتَ بِالقَسَـمِ
لَولا مَواهِبُ في بَعـضِ الأَنـامِ لَمـا
تَفاوَتَ الناسُ فـي الأَقـدارِ وَالقِيَـمِ
شَريعَةٌ لَـكَ فَجَّـرتَ العُقـولَ بِهـا
عَن زاخِرٍ بِصُنـوفِ العِلـمِ مُلتَطِـمِ
يَلوحُ حَولَ سَنـا التَوحيـدِ جَوهَرُهـا
كَالحَليِ لِلسَيـفِ أَو كَالوَشـيِ لِلعَلَـمِ
غَرّاءُ حامَت عَلَيهـا أَنفُـسٌ وَنُهـىً
وَمَن يَجِد سَلسَلاً مِـن حِكمَـةٍ يَحُـمِ
نورُ السَبيلِ يُسـاسُ العالِمـونَ بِهـا
تَكَفَّلَـت بِشَبـابِ الدَهـرِ وَالـهَـرَمِ
يَجري الزَمانُ وَأَحكامُ الزَمـانِ عَلـى
حُكمٍ لَها نافِـذٍ فـي الخَلـقِ مُرتَسِـمِ
لَمّا اِعتَلَت دَولَةُ الإِسـلامِ وَاِتَّسَعَـت
مَشَت مَمالِكُـهُ فـي نورِهـا التَمَـمِ
وَعَلَّمَـت أُمَّــةً بِالقَـفـرِ نـازِلَـةً
رَعيَ القَياصِرِ بَعـدَ الشـاءِ وَالنَعَـمِ
كَم شَيَّدَ المُصلِحـونَ العامِلـونَ بِهـا
في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكاً باذِخَ العِظَـمِ
لِلعِلمِ وَالعَدلِ وَالتَمديـنِ مـا عَزَمـوا
مِنَ الأُمورِ وَما شَـدّوا مِـنَ الحُـزُمِ
سُرعانَ مـا فَتَحـوا الدُنيـا لِمِلَّتِهِـم
وَأَنهَلوا الناسَ مِن سَلسالِهـا الشَبِـمِ
ساروا عَلَيها هُداةَ الناسِ فَهيَ بِهِـم
إِلى الفَلاحِ طَريـقٌ واضِـحُ العَظَـمِ
لا يَهدِمُ الدَهرُ رُكنـاً شـادَ عَدلَهُـمُ
وَحائِـطُ البَغـيِ إِن تَلمَسـهُ يَنهَـدِمِ
نالوا السَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعـوا
عَلى عَميمٍ مِـنَ الرُضـوانِ مُقتَسَـمِ
دَع عَنكَ روما وَآثينـا وَمـا حَوَتـا
كُلُّ اليَواقيـتِ فـي بَغـدادَ وَالتُـوَمِ
وَخَـلِّ كِسـرى وَإيوانـاً يَـدِلُّ بِـهِ
هَوىً عَلـى أَثَـرِ النيـرانِ وَالأَيُـمِ
وَاِترُك رَعمَسيسَ إِنَّ المُلكَ مَظهَـرُهُ
في نَهضَةِ العَدلِ لا في نَهضَةِ الهَـرَمِ
دارُ الشَرائِـعِ رومـا كُلَّمـا ذُكِـرَت
دارُ السَلامِ لَهـا أَلقَـت يَـدَ السَلَـمِ
مـا ضارَعَتهـا بَيانـاً عِنـدَ مُلتَـأَمٍ
وَلا حَكَتهـا قَضـاءً عِنـدَ مُختَصَـمِ
وَلا اِحتَوَت في طِرازٍ مِن قَياصِرِهـا
عَلـى رَشيـدٍ وَمَأمـونٍ وَمُعتَصِـمِ
مَـنِ الَّذيـنَ إِذا سـارَت كَتائِبُـهُـم
تَصَرَّفـوا بِحُـدودِ الأَرضِ وَالتُخَـمِ
وَيَجلِسـونَ إِلـى عِلـمٍ وَمَعـرِفَـةٍ
فَـلا يُدانَـونَ فـي عَقـلٍ وَلا فَهَـمِ
يُطَأطِـئُ العُلَمـاءُ الهـامَ إِن نَبَسـوا
مِن هَيبَةِ العِلمِ لا مِن هَيبَـةِ iiالحُكُـمِ
وَيُمطِرونَ فَما بِـالأَرضِ مِـن مَحَـلٍ
وَلا بِمَن باتَ فَوقَ الأَرضِ مِن عُـدُمِ
خَلائِفُ اللَـهِ جَلّـوا عَـن مُوازَنَـةٍ
فَلا تَقيسَـنَّ أَمـلاكَ الـوَرى بِهِـمِ
مَن فـي البَرِيَّـةِ كَالفـاروقِ مَعدَلَـةً
وَكَاِبنِ عَبدِ العَزيزِ الخاشِـعِ الحَشِـمِ
وَكَالإِمـامِ إِذا مـا فَـضَّ مُزدَحِـمـاً
بِمَدمَعٍ فـي مَآقـي القَـومِ مُزدَحِـمِ
الزاخِرُ العَذبُ فـي عِلـمٍ وَفـي أَدَبٍ
وَالناصِرُالنَدبِ في حَربٍ وَفـي سَلَـمِ
أَو كَاِبنِ عَفّانَ وَالقُـرآنُ فـي يَـدِهِ
يَحنوعَلَيهِ كَما تَحنـو عَلـى الفُطُـمِ
وَيَجمَـعُ الآيَ تَرتيـبـاً وَيَنظُمُـهـا
عِقداً بِجيـدِ اللَيالـي غَيـرَ مُنفَصِـمِ
جُرحانِ في كَبِدِ الإِسـلامِ مـا اِلتَأَمـا
جُرحُ الشَهيدِ وَجُرحٌ بِالكِتـابِ دَمـي
وَمـا بَـلاءُ أَبـي بَـكـرٍ بِمُتَّـهَـمٍ
بَعدَ الجَلائِـلِ فـي الأَفعـالِ وَالخِـدَمِ
بِالحَزمِ وَالعَزمِ حاطَ الدينَ في مِحَـنٍ
أَضَلَّتِ الحُلـمَ مِـن كَهـلٍ وَمُحتَلِـمِ
وَحِدنَ بِالراشِدِ الفاروقِ عَـن رُشـدٍ
في المَوتِ وَهوَ يَقينٌ غَيـرُ مُنبَهِـمِ
يُجـادِلُ القَـومَ مُسـتَـلّاً مُهَـنَّـدَهُ
في أَعظَمِ الرُسلِ قَدراً كَيفَ لَـم يَـدُمِ
لا تَعذُلـوهُ إِذا طـافَ الذُهـولُ بِـهِ
ماتَ الحَبيبُ فَضَلَّ الصَبُّ عَن رَغَـمِ
يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّـم مـا أَرَدتَ عَلـى
نَزيلِ عَرشِـكَ خَيـرِ الرُسـلِ كُلِّهِـمِ
مُحـيِ اللَيالـي صَـلاةً لا يُقَطِّعُهـا
إِلا بِدَمـعٍ مِـنَ الإِشفـاقِ مُنسَجِـمِ
مُسَبِّحاً لَـكَ جُنـحَ اللَيـلِ مُحتَمِـلاً
ضُرّاً مِنَ السُهدِ أَو ضُرّاً مِنَ الـوَرَمِ
رَضِيَّـةٌ نَفسُـهُ لا تَشتَكـي سَـأَمـاً
وَما مَعَ الحُبِّ إِن أَخلَصتَ مِن سَـأَمِ
وَصَـلِّ رَبّـي عَلـى آلٍ لَـهُ نُخَـبٍ
جَعَلتَ فيهِم لِـواءَ البَيـتِ وَالحَـرَمِ
بيضُ الوُجوهِ وَوَجهُ الدَهرِ ذو حَلَـكٍ
شُمُّ الأُنوفِ وَأَنفُ الحادِثـاتِ حَمـى
وَأَهـدِ خَيـرَ صَـلاةٍ مِنـكَ أَربَعَـةً
في الصَحبِ صُحبَتُهُم مَرعِيَّةُ الحُـرَمِ
الراكِبيـنَ إِذا نـادى النَبِـيُّ بِـهِـم
ماهالَ مِن جَلَلٍ وَاِشتَـدَّ مِـن عَمَـم
الصابِريـنَ وَنَفـسُ الأَرضِ واجِفَـةٌ
الضاحِكينَ إِلـى الأَخطـارِ وَالقُحَـمِ
يارَبِّ هَبَّـت شُعـوبٌ مِـن مَنِيَّتِهـا
وَاِستَيقَظَت أُمَـمٌ مِـن رَقـدَةِ العَـدَمِ
سَعدٌ وَنَحـسٌ وَمُلـكٌ أَنـتَ مالِكُـهُ
تُديـلُ مِـن نِعَـمٍ فيـهِ وَمِـن نِقَـمِ
رَأى قَضـاؤُكَ فينـا رَأيَ حِكمَـتِـهِ
أَكرِم بِوَجهِـكَ مِـن قـاضٍ وَمُنتَقِـمِ
فَاِلطُف لِأَجلِ رَسـولِ العالَميـنَ بِنـا
وَلا تَـزِد قَومَـهُ خَسفـاً وَلا تُسِـمِ
يا رَبِّ أَحسَنتَ بَدءَ المُسلِميـنَ بِـهِ
فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَـح حُسـنَ مُختَتَـمِ