أيام تميم - بحث شامل ومفصّل
أيام تميم - بحث شامل ومفصّل - 194 يوم , كان لتميم دور فيها 4
(16)
يوم طخفة
كانت الردافة ، ردافة الملك ، لعتاب بن هرمي بن رياح ، ثم كانت لقيس بن عتاب ، فسأل حاجب بن زرارة النعمان أن يجعلها للحارث بن قرط بن سفيان بن مجاشع ، فسألها النعمان بن يربوع ، وقال : أعقبوا إخوتكم في الردافة . قالوا : إنهم لا حاجة لهم فيها ، وإنما سألها حاجب حسدا لنا ، وأبوا عليه ، فقال الحارث بن شهاب ، وهو عند النعمان : إن بني يربوع لا يسلمون ردافتهم إلى غيرهم . وقال حاجب : إن بعث إليهم الملك جيشا لم يمنعوه ولم يمتنعوا ، فبعث إليهم النعمان قابوس ابنه ، وحسان بن المنذر . فكان قابوس على الناس وكان حسان على المقدمة ، وبعث معهم الصنائع والوضائع - فالصنائع : من كان يأتيه من العرب ، والوضائع : المقيمون بالحيرة - فالتقوا بطخفة ، فانهزم قابوس ومن معه ، وضرب طارق بن عميرة فرس قابوس فعقره ، وأخذه ليجز ناصيته . فقال قابوس : إن الملوك لا تجز نواصيها ، فجهزه وأرسله إلى أبيه وأما حسان بن المنذر ، فأسره بشر بن عمرو الرياحي ، ثم من عليه وأرسله . فقال مالك بن نويرة :
* * *
(17)
يوم غول الأول
فيه قتل طريف بن شراحيل وعمرو بن مرثد المحلي . غزا طريف بن تميم في بني العنبر وطوائف من بني عمرو بن تميم ، فأغار على بني بكر بن وائل بغول فاقتتلوا . ثم إن بكرا انهزمت ، فقتل طريف بن شراحيل ، أحد بني أبي ربيعة ، وقتل أيضا عمرو بن مرثد المحلمي وقتل المحسر . فقال في ذلك ربيعة بن طريف :
وقال نضلة السلمي في يوم غول ، وكان حقيرا دميما ، وكان ذا نجدة وبأس :
* * *
(1
يوم غول الثاني
هو يوم كنهل
قال أبو عبيدة : أقبل ابنا هجيمة ، وهما من بنى غسان ، في جيش ، فنزلا في بني يربوع فجاورا طارق بن عوف بن عاصم بن ثعلبة بن يربوع ، فنزلا معه على ماء يقال له كنهل ، فأغار عليهما أناس من ثعلبة بن يربوع ، فاستاقوا نعمهما وأسروا من كان في النعم ، فركب قيس بن هجيمة بخيله حتى أدرك بني ثعلبة ، فكر عليه عتيبة بن الحارث . فقال له قيس : هل لك يا عتيبة إلى البراز ؟ فقال : ما كنت لأسأله وادعه . فبارزه . قال عتيبة : فما رأيت فارسا أملأ لعيني منه يوم رأيته فرماني بقوسه ؟ فما رأيت شيئا كان أكره إلي منه . فطعنني . فأصاب قربوس سرجي ، حتى وجدت مس السنان في باطن فخذي ، فتجنبت . قال : ثم أرسل الرمح وقبض بيدي ، وهو يرى أن قد أثبتني ، وانصرف . فأتبعته الفرس . فلما سمع زجلها رجع جانحا على قربوس سرجه ، وبدا لي فرج الدرع ، ومعي رمح معلب بالقد والعصب كنا نصطاد به الوحش ، فرميته بالقوس وطعنته بالرمح ، فقتلته وانصرفت ، فلحقت النعم . وأقبل الهرماس بن هجيمة فوقف على أخيه قتيلا ثم أتبعني ، وقال : هل لك في البراز ؟ فقلت لعل الرجعة لك خير . قال : أبعد قيس ؟ ثم شد علي فضربني على البيضة ، فخلص السيف إلى رأسي . وضربته فقتلته . فقال سحيم بن وثيل يعير طاردا بقتل جاريه
وقال جرير:
قال أبو عبيدة : خرج بنو ثعلبة بن يربوع فمروا بناس من طوائف بني بكر بن وائل بالجبات ، خرجوا سفارا ، فنزلوا وسرحوا إبلهم ترعى ، وفيها نفر منهم يرعونها ، منهم سوادة بن يزيد بن بجير العجلي ، ورجل من بني شيبان ، وكان محموما ، فمرت بنو ثعلبة بن يربوع بالإبل فأطردوها ، وأخذوا الرجلين فسألوهما : من معكما ؟ فقالا : معنا شيخ بن يزيد بن بجير العجلي في عصابة من بني بكر بن وائل خرجوا سفارا يريدون البحرين . فقال الربيع ودعموص ابنا عتيبة بن الحارث بن شهاب : لن نذهب بهذين الرجلين وبهذه الإبل ولم يعلموا من أخذها ، ارجعوا بنا حتى يعلموا من أخذ إبلهم وصاحبيهم ليعنيهم ذلك . فقال لهما عميرة : ما وراءكما إلا شيخ ابن يزيد قد أخذتما أخاه وأطردتما ماله ، دعاه . فأبيا ورجعا ، فوقفا عليهم وأخبراهم وتسميا لهم ، فركب شيخ بن يزيد فأتبعهما وقد وليا ، فلحق دعموصا فأسره . ومضى ربيع حتى أتى عميرة فأخبره أن أخاه قد قتل . فرجع عميرة على فرس يقال له الخنساء ، حتى لحق القوم فافتك دعموصا على أن يرد عليهم أخاهم وإبلهم . فردها عليهم . فكفر ابنا عتيبة ولم يشكرا عميرة . فقال :
غزا الهذيل بن هبيرة بن حسان التغلبي فأغار على بني يربوع بإراب ، فقتل فيهم قتيلا ذريعا وأصاب نعما كثيرة وسبى سبيا كثيرا ، فيهم زينب بنت حمير بن الحارث بن همام بن رياح بن يربوع وهي يومئذ عقيلة نساء بني تميم . وكان الهذيل يسمى مجدعا ، وكان بنو تميم يفزعون به أولادهم وسبى أيضا طابية بنت جزء بن سعد الرياحي ، ففداها أبوها وركب عتيبة بن الحارث في أسراهم ففكهم أجمعين .
(21)
يوم ذات الشقوق
يوم ذات الشقوق أتى بعد يوم النسار والفجار التي غلبت فيها ضبة وحلفائها تميم وبني عامر فحلف ضمرة بن ضمرة النهشلي فقال : الخمر علي حرام حتى يكون له يوم يكافئه . فأغار عليهم ضمرة يوم ذات الشقوق فقتلهم ، وقال في ذلك :
* * *
(22)
يوم ذي بهدى (
لبني سعد على تغلب
أغار الهذيل على ضبة فأصاب نعمهم فركبت بنو ضبة وأتى الصريخ بني سعد بن زيد مناة بن تميم فركبوا مع بني ضبة يحثون الطلب وراء تغلب فتداركت بنو سعد وضبة بنو تغلب في الضحى عند مكان يقال له ذي بهدى فاقتتلوا في هذا المكان أشد قتالٍ وأنهزمت نبو تغلب هزيمة نكراء ولحق عامر بن شقيق الضبي الهذيل فطعنة وأفلت الهذيل وشد عليه يزيد بن حذيفة السعدي التميمي فأسره .
يقول سلامة بن جندل السعدي التميمي :
ويقول سلامة بن جندل أيضاً :
وهذه رواية أخرى لا تذكر عامر بن شقيق ولا تذكر أنه طعن الهذيل :
والهذيل بن هبيرة يلقب بـ أبو حسان التغلبي ، وكان قد غزا بقومه بني سعد ، ومعهم غيرهم من بني تميم ، وكان بنو تميم يفزعون صبيانهم به فاقتتلوا قتالاً شديداً بذي بهدي ، فهزمت تغلب واسر الأعيسر ، وهو حذيفة بن يزيد السعدي ويقال يزيد بن حذيفة ، الهذيل بن هبيرة ، وأسر ابنا ناشرة النهشليان :
شبيباً ومشولاً ابني الهذيل .
فقال الهذيل لبعض من أطاعه :
أنت ابن الغزيزة النهشلي ، والغزيزة تغلبية
فقل له تخلص أسيرك شبيباً ومشولاً
فلم يمكن ابن الغريزة ذلك
فقال الهذيل
فاشترى خالد ابنيه من ابني ناشرة النهشليين بستين بعيراً ، كل واحد بثلاثين بعيراً ، وبعث بهما إلى أبيهما ، فوردا عليه وهو أسير بعد ، ثم أتاه فداؤه مائة ناقة فدفعها إلى الأعيسر فقبضها وجز ناصيته وخلى سبيله فانطلق الهذيل وابناه ، فناصية الهذيل في جونة عند ولد الأعيسر ، فإذا كان لهم مأتم ومناحة بالبصرة نصبوها على عود عند بني العضباء ، وهم من ولد الأعيسر ، ثم أبنوا ميتهم ، وقالوا : يا بن جزاز النواصي .
قال جرير للأخطل :
يقصد جرير خزيمة بن طارق التغلبي وهو من رؤساء تغلب أسرته بنو تميم
وقال أبو اليقظان :
كان الهذيل بن هبيرة التغلبي أسر كثير بن الغريزة النهشلي التميمي فمنَّ الهذيل عليه , فأسرت بنو سعد الهذيل بن هبيرة فاشتراه خالد بن مالك النهشلي , فمنَّ عليه مكافأة له بما صنع والخبر الأول أثبت وأصح .
وقال الأسود بن يعفر النهشلي يمدحه :
هذا الرواية نسبت الفضل في أسر الهذيل ليزيد السعدي فقط والصحيح أن اول من طعنه هو شقيق ثم أكمل عليه يزيد عموماً هذه الرويه صحيحه ومطابقة برغم إختصارها ولكن الروايات الأشمل والأدق تقول إن عامر بن شقيق الضبي ممن طعن الهذيل بن هبيرة التغلبي يوم ذي بهدى قبل أن يؤسر وتجز ناصيته ويخلى سبيله والدليل قول الهذيل:
الهذيل هنا يتمنى لقاء عامر بن شقيق وإصابته وكفى بهذا دليل , ويزيد بن حذيفة وعمار بن حذيفة من بني مرة بن عبيد من بني سعد تميم , وهم أخوال جرير الشاعر قال فيهم جرير في معرض رده على الأخطل :
والشطار وابن شريق فارسان من بني جشم من بني تغلب .
(23)
يوم الوتدة (9)
ويقال " الوتدات " على الجمع ويقال أيضا " ليلة الوتدة " لبني تميم على عامر بن صعصعة
يوم ملزق وهو أيضا يوم السوبان كان لبني تميم على عبس وعامر بعد أن قاتلت تميم جميع من أتى بلادها من القبائل ، وهم إياد ، وبلحارث بن كعب ، وكلب وطيئ ، وبكر ، وتغلب ، وأسد ، كانوا يأتونهم حيا حيا فتقتلهم تميم وتنفيهم عن البلد ، وآخر من أتاهم بنو عبس وبنو عامر .
وأورد محمد بن سلام الجمحي في طبقات فحول الشعراء قول العجاج
وشؤبوب وخندق رجلان والحمس يعنى قريشا ..
وأورد البكري في معجم ما استعجم ما نصّه :
ملزق بضم أوله مفعل بفتح العين من الإلزاق موضع مذكور في رسم الفروقين قال العجاج والحمس قد تعلم يوم ملزق
وهو يوم لبني سعد على بني عامر بن صعصعة وهو موضع التقوا فيه
وإنما صارت بنو عامر من الحمس لأن أمهم مجد بنت تيم بن غالب
كما أورد الحموي في معجم البلدان ما نصّه :
ملزق بالفتح والزاي والقاف والأكثر على كسر الميم موضع كان فيه يوم من أيامهم قال سلامة بن جندل :
كما قال ايضاً :
وقال الفرزدق :
وقال أوس بن مغراء السعدي :