هل لنا من عودة الي الجاهلية
12/29/2014 10:12:00 AM
هرمنا ونحن ندعو الامة الى تحكيم شرع الله و لا تزال ترن في اذني كلمات الشعراوي رحمه الله وهو يقول نحن لا نريد ان نحكمكم بالاسلام نريد ان تحكمونا بالاسلام.
ولكن كما يبدو ذهبت صرخته في واد سحيق وما نتائج انتخابات تونس الا انعكاس لهذا الواقع .
في جاهليتنا حيث خطب دريد بن الصمة الخنساء وعمره ثمانون عاما فقط وزكاه والدها بقوله هذا شاعر العرب وفارس ثقيف وسيدها ولكنها بفراسة البداوة كانت اول طبيبة في العالم تشخص تضخم البروستاتا عند الشيخوخة عندما طلبت من والدها ان يأخذه ليبول في الصحراء قائلة فان خرق الرمل فقد تزوجنا وان كان غير ذلك فما انا بتاركة ابناء عمي عوالي وغني عن القول انها لم تقبل به زوجا لها ووليا.
اكثر الشعوب العربية حاليا في الانتخابات والحكم بالوراثه تفشل في اختبار طشت الرمل وقد يقول البعض ومااهمية ذلك وامثال الجاهلية تقول لا رأي لحاصب ولا عاصب ولاحازق والحاصب هو من يحبس بوله والحازق يحبس الغائط والعاصب هو من استبد به الغضب ويتساوون في عدم سداد الرأي.
بعد هذه المقدمة الطبية مستعينين بالخنساء فان تضخم البروستات يبدا بعد الستين واهم اعراضه الحزق المستمر والرغبة المستمرة في التبول وهذا ادي الی ان يخترع احد طغاة العرب مااطلق عليه هنري كيسنجر دبلوماسية البروستات.
وكان هذا الطاغية يقضي حاجته قبل الاجتماعات ثم يكيل لضيوفه اقداح القهوة والشاي المدرة للبول دون ان يشرب هو واخر عشر سنوات كان يشرب مع ضيوفه لانه يخفي كيس البول الدائم في ملابسه وفي النهاية يجمع ضيوفه الحازقون انه ملك الحرية وبلده واحة الديمقراطية.
ولننتقل من الطب البولي واختيارات الشعوب الي العقود الاجتماعية في الجاهلية التي صنعت حلف الفضول الذي قال فيه سيد الخلق لو ادركته لساهمت فيه واما احلافنا اليوم فهي كسر ارادة الشعوب وقتل وتعذيب وسجن دعاتها وخيارها.
واما نخوة الجاهلية فقد كسرت ومزقت حصار شعب ابي طالب وحصار غزة لا كاسر له ولم نسمع ان ابا لهب قد راقص زوجة ابي جهل او ان زعيم الغساسنة قد سمح لملك الروم ان يقبل زوجته.
و هذا غيض من فيض ورغبة في العودة الي محاسن الجاهلية وان ظن البعض ان هناك نبرة يأس فانني احيي الدكتور عبد الله معروف الذي نوه بالامس ان ام الثورات الثورة اافرنسية احتاجت 81 عاما لتنتصر تخللتها ردتان سبسيتان وسبسيتان بعودة البلاد الى الملكية علی يد نابليونان الاول والثالث.
من نافلة القول ان معظم الدساتير تنص علی الفحص الطبي المسبق لمرشحي الانتخابات البرلمانية فما فوقها و حينها لن نحتاج الی طشت الرمل ولن نحتاج الی ان تقعد هند.
اوعدونا تفحصوا وقفي ياهند
ويا امتي انجزينا ماتعدي واشف انفسنا مما نجد
واستبدي مرة واحدة انما العاجز من لايستبد
مرة واحدة لوجه الله وليس مئات المرات
*نقيب الاطباء الاردنيين الاسبق.
(البوصلة)