منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 العلاقات التركية الخليجية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75872
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العلاقات التركية الخليجية Empty
مُساهمةموضوع: العلاقات التركية الخليجية   العلاقات التركية الخليجية Emptyالجمعة 23 يونيو 2017 - 0:20

العلاقات التركية الخليجية


بكر محمد البدور - خاص ترك برس
اهتمت تركيا بتطوير علاقتها بدول مجلس التعاون الخليجي، خاصة بعد تولي حزب العدالة والتنمية الحكم في تركيا منذ العام 2002. وجاء هذا الاهتمام في إطار السياسية الخارجية التركية التي انتهجها الحزب في الانفتاح على المحيط الإقليم الذي تربطه بتركيا روابط تاريخية وثقافية مختلفة، بالإضافة إلى الجوانب الاقتصادية كحاجة تركيا لتأمين الطلب المحلي المتزايد من المشتقات النفطية التي تستورد ما يزيد على 90% منها من الخارج. وتستحوذ منطقة الخليج العربي على نحو 60% من احتياطي النفط العالمي و23% من الاحتياطي العالمي من الغاز الطبيعي، كما تستحوذ هذه الدول على ما يزيد على 23% من حجم الإنتاج العالمي اليومي من النفط ونحو 8% من الإنتاج اليومي العالمي من الغاز.
هذا إلى جانب الرغبة في استقطاب الاستثمارات الخليجية إلى تركيا وكذلك تمكين الشركات التركية من بعض الفرص الاستثمارية في دول الخليج العربية بالإضافة إلى إيجاد أسواق جديدة للمنتجات التركية خاصة منتجات صفائح الزجاج والأسمنت ومواد البناء والملابس الجاهزة كما ان هنالك رغبة  تركية في لعب دور أمني في الخليج إذ ترى تركيا أن الآلية المثلى لتحقيق الأمن في منطقة الخليج تكمن في بناء توازن إقليمي بمساعدة القوى الكبرى.
وقد انضمت دول الخليج العربي إلى مبادرة إسطنبول التي طرحها حلف الناتو عام 2004. وتتضمن هذه المبادرة تصور الحلف وتركيا لحفظ الأمن في منطقة الخليج العربي، ويتمثل جوهرها في عقد اتفاقيات ثنائية بين الحلف والدول الخليجية الست لتحقيق جملة من الأهداف المعلنة أبرزها مكافحة الإرهاب ومكافحة ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل. وقد وقعت الدول الخليجية عدا السعودية وعمان على الانضمام للمبادرة رغم إقرارهما بوجود جوانب إيجابية فيها، كما أن المبادرة تتضمن في مراحلها اللاحقة دعوة كافة دول الشرق الأوسط التي ترغب بالتعاون مع الحلف في هذا المجال هذا على الصعيد التركي أما على الصعيد الخليجي  فهنالك جملة من الأسباب جعلت دول الخليج العربي أكثر قبولًا لدور تركي متنامٍ على الساحة الإقليمية، من أبرزها حالة الفراغ التي خلفها احتلال العراق وسقوط نظامه السياسي عام 2003 مما أحدث اختلالًا في التوازنات الإقليمية يصب لصالح النفوذ الإيراني مما جعل  دول الخليج تعزز علاقتها بتركيا لتحجيم الصعود الإيراني وإحداث توازن معه إلى جانب حالة النمو الاقتصادي التي شهدتها تركيا منذ العام 2002، مما جعل من البيئة الاستثمارية في تركيا جاذبة للمستثمرين الخليجيين وكذلك الحاجة الخليجية لتأمين حاجاتها الغذائية من المنتجات التركية ذات الفائض الإنتاجي الكبير.
ويعد العام 2008 نقطة تحول بارزة في العلاقات التركية الخليجية نتيجة توقيع الجانبين مذكرة تفاهم للشراكة الاستراتيجية على هامش اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في دورته رقم 108 الذي عقد بمدينة جدة السعودية، فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي من 1.5 مليار دولار عام 2002 إلى 12.5 مليار عام 2011، ووصل هذا الرقم إلى 17.5 مليار دولار نهاية العام الماضي 2016. ومع كل هذا فإن العلاقات التركية الخليجية لم تصل إلى حالة من التعاون الاستراتيجي نتيجة لتباين مواقف الجانبين إزاء العديد من القضايا الإقليمية، خاصة ثورات الربيع العربي وتداعياتها كالانقلاب العسكري في مصر وتصنيف جماعة الإخوان المسلمين في دول الخليج كمنظمة إرهابية، الأمر الذي رفضته تركيا.
إن تحول الحالة القائمة بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا إلى تحالف استراتيجي سياسي اقتصادي عسكري سينعكس إيجابيًا على مجمل الحالة الإقليمية، ويخلق نوعًا من التوازن في مواجهة النفوذ الإيراني بالإضافة إلى التكامل الاقتصادي بين الجانبين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75872
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العلاقات التركية الخليجية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات التركية الخليجية   العلاقات التركية الخليجية Emptyالجمعة 23 يونيو 2017 - 0:21

ابراهيم الشنطي كتب:

العلاقات التركية الخليجية


العلاقات التركية الخليجية Bkr-mhmd-lbdwr_0

بكر محمد البدور - خاص ترك برس
اهتمت تركيا بتطوير علاقتها بدول مجلس التعاون الخليجي، خاصة بعد تولي حزب العدالة والتنمية الحكم في تركيا منذ العام 2002. وجاء هذا الاهتمام في إطار السياسية الخارجية التركية التي انتهجها الحزب في الانفتاح على المحيط الإقليم الذي تربطه بتركيا روابط تاريخية وثقافية مختلفة، بالإضافة إلى الجوانب الاقتصادية كحاجة تركيا لتأمين الطلب المحلي المتزايد من المشتقات النفطية التي تستورد ما يزيد على 90% منها من الخارج. وتستحوذ منطقة الخليج العربي على نحو 60% من احتياطي النفط العالمي و23% من الاحتياطي العالمي من الغاز الطبيعي، كما تستحوذ هذه الدول على ما يزيد على 23% من حجم الإنتاج العالمي اليومي من النفط ونحو 8% من الإنتاج اليومي العالمي من الغاز.
هذا إلى جانب الرغبة في استقطاب الاستثمارات الخليجية إلى تركيا وكذلك تمكين الشركات التركية من بعض الفرص الاستثمارية في دول الخليج العربية بالإضافة إلى إيجاد أسواق جديدة للمنتجات التركية خاصة منتجات صفائح الزجاج والأسمنت ومواد البناء والملابس الجاهزة كما ان هنالك رغبة  تركية في لعب دور أمني في الخليج إذ ترى تركيا أن الآلية المثلى لتحقيق الأمن في منطقة الخليج تكمن في بناء توازن إقليمي بمساعدة القوى الكبرى.
وقد انضمت دول الخليج العربي إلى مبادرة إسطنبول التي طرحها حلف الناتو عام 2004. وتتضمن هذه المبادرة تصور الحلف وتركيا لحفظ الأمن في منطقة الخليج العربي، ويتمثل جوهرها في عقد اتفاقيات ثنائية بين الحلف والدول الخليجية الست لتحقيق جملة من الأهداف المعلنة أبرزها مكافحة الإرهاب ومكافحة ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل. وقد وقعت الدول الخليجية عدا السعودية وعمان على الانضمام للمبادرة رغم إقرارهما بوجود جوانب إيجابية فيها، كما أن المبادرة تتضمن في مراحلها اللاحقة دعوة كافة دول الشرق الأوسط التي ترغب بالتعاون مع الحلف في هذا المجال هذا على الصعيد التركي أما على الصعيد الخليجي  فهنالك جملة من الأسباب جعلت دول الخليج العربي أكثر قبولًا لدور تركي متنامٍ على الساحة الإقليمية، من أبرزها حالة الفراغ التي خلفها احتلال العراق وسقوط نظامه السياسي عام 2003 مما أحدث اختلالًا في التوازنات الإقليمية يصب لصالح النفوذ الإيراني مما جعل  دول الخليج تعزز علاقتها بتركيا لتحجيم الصعود الإيراني وإحداث توازن معه إلى جانب حالة النمو الاقتصادي التي شهدتها تركيا منذ العام 2002، مما جعل من البيئة الاستثمارية في تركيا جاذبة للمستثمرين الخليجيين وكذلك الحاجة الخليجية لتأمين حاجاتها الغذائية من المنتجات التركية ذات الفائض الإنتاجي الكبير.
ويعد العام 2008 نقطة تحول بارزة في العلاقات التركية الخليجية نتيجة توقيع الجانبين مذكرة تفاهم للشراكة الاستراتيجية على هامش اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في دورته رقم 108 الذي عقد بمدينة جدة السعودية، فقد ارتفع حجم التبادل التجاري بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي من 1.5 مليار دولار عام 2002 إلى 12.5 مليار عام 2011، ووصل هذا الرقم إلى 17.5 مليار دولار نهاية العام الماضي 2016. ومع كل هذا فإن العلاقات التركية الخليجية لم تصل إلى حالة من التعاون الاستراتيجي نتيجة لتباين مواقف الجانبين إزاء العديد من القضايا الإقليمية، خاصة ثورات الربيع العربي وتداعياتها كالانقلاب العسكري في مصر وتصنيف جماعة الإخوان المسلمين في دول الخليج كمنظمة إرهابية، الأمر الذي رفضته تركيا.
إن تحول الحالة القائمة بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا إلى تحالف استراتيجي سياسي اقتصادي عسكري سينعكس إيجابيًا على مجمل الحالة الإقليمية، ويخلق نوعًا من التوازن في مواجهة النفوذ الإيراني بالإضافة إلى التكامل الاقتصادي بين الجانبين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75872
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العلاقات التركية الخليجية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات التركية الخليجية   العلاقات التركية الخليجية Emptyالجمعة 23 يونيو 2017 - 0:29

تركيا تبني مبنى ركاب جديد لمطار الكويت

وقع وزير الأشغال الكويتي علي العمير عقد مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت مع شركة ليماك التركية ووكيلها الخرافي ناشيونال بتكلفة إجمالية قدرها 1.312 مليار دينار (4.3 مليارات دولار).

وأوضح العمير في مؤتمر صحفي عقب توقيع العقد أن مدة تنفيذ المشروع تبلغ ست سنوات، وأن المبنى الجديد سيرفع قدرة مطار الكويت الدولي لاستقبال الركاب إلى 25 مليون راكب سنويا.

وتبلغ طاقة استيعاب المطار حاليا نحو خمسة ملايين راكب سنويا، لكنه يستوعب إجباريا نحو ضعف هذا الرقم.



شركة تركية تتولى تطوير مطار الكويت بقيمة 4.4 مليار دولار


العلاقات التركية الخليجية N_87126_1

وقع وزير الأشغال الكويتي علي العمير يوم الاثنين عقدا بقيمة 4.4 مليار دولار (تعادل 3.9 مليار يورو) مع شركة "ليماك" (Limak) التركية للإنشاءات لبناء محطة طيران جديدة لمطار الكويت الدولي ستضاعف قدرته الاستيعابية 3 مرات.
ومن المقرر أن يكتمل بناء المبنى الجديد الذي سيزيد القدرة الاستيعابية للمطار من 7 ملايين إلى 25 مليون مسافر سنويا، خلال ست سنوات، حسبما صرح الوزير العمير.
وأضاف الوزير أن المطار سيتمكن بعد انتهاء المبنى الجديد من استضافة الطائرات من كل الأنواع في بواباته البالغ عددها 51 بوابة، كما سيتمكن من خدمة 21 طائرة إيرباص من طراز "380 سوبرجامبو" (380 superjumbos) في آن واحد.
وكان المشروع قد تأخر عدة مرات في وقت سابق بسبب مزاعم حول التكاليف المتضخمة، وبعد اعتراضات مالية وتقنية من قبل ديوان المحاسبة.
وتدخلت الحكومة الكويتية لحل الخلاف بين وزارة الأشغال العامة وديوان المحاسبة قبل أسبوعين، لتعلن مواصلة العمل في المشروع.
وستوفر شركة ليماك خدمات الصيانة والتصليح للمبنى الجديد للمطار لسنتين بعد الانتهاء من بنائه.
ويعد هذا المشروع أكبر مناقصة تفوز فيها شركة مقاولات تركية في الخارج في حزمة واحدة.
وكانت شركة إملاك قد بنت وشغلت المبنى الجديد في مطار صبيحة غوكتشين بإسطنبول، والبناء الجديد في مطار كوسوفو بريستينا. وحاليا تعمل ببناء المبنى الثاني في مطار القاهرة الدولي.
إضافة إلى ذلك، كسبت الشركة مناقصة لتشييد مبنى جديد في مطار روستوف الروسي، كما تشارك في اتحاد الشركات القائمة على بناء وتشغيل مطار إسطنبول الثالث، الذي ينتظر أن يكون أكبر مطار في العالم.
وتم تصميم المطار من قبل شركة البناء البريطانية فوستر أند بارتنر (Foster & Partner)، ويتوقع أن يشغل المشروع 5,000 شخص خلال عملية البناء.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75872
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

العلاقات التركية الخليجية Empty
مُساهمةموضوع: رد: العلاقات التركية الخليجية   العلاقات التركية الخليجية Emptyالثلاثاء 1 أغسطس 2017 - 1:31

جولة أردوغان والعلاقات التركية الخليجية

يوليو 2017 | الكاتب:سعيد الحاج



العلاقات التركية الخليجية X20170723_2_24900779_24384005_Web-1stbvj78xt6qhkr9s5ag3f18yrnmddxkbt9bbfenu4d8.jpg.pagespeed.ic.U4E-TGj3Fc

قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -في 23 و24 من يوليو/تموز الجاري- بجولة في منطقة الخليج العربي
شملت كلاً من قطر والسعودية والكويت، ضمن مساعيه لحل الأزمة الخليجية وفي توقيت فارق الدلالة.
الموقف التركي
منذ الساعات الأولى للأزمة الخليجية بلورت تركيا موقفاً واضحاً ومتقدماً إلى جانب قطر تبلور في عدة مسارات. فقد سارعت -في الساعات الأولى- إلى فتح جسر جوي يحمل المواد الغذائية للدوحة، كسراً للحصار الاقتصادي وتخفيفاً للضغوط عليها.
ودعت أنقرة إلى التعامل مع الأزمة بحكمة وعقلانية وعبر الحوار للوصول إلى حل سياسي سلمي، في وقت كانت هناك مخاوف حقيقية من سيناريوهات مجنونة وكارثية، مثل محاولة ترتيب انقلاب داخلي أو تدخل عسكري ضد قطر.

كما أكد أردوغان وقوف بلاده إلى جانب قطر بتصريحات كثيرة وحاسمة في نفي تهمة الإرهاب عنها، بل وتأكيد أن كلا البلدين يعملان معاً لمواجهة المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
ورغم موقفها الواضح إلى جانب حليفها القطري؛ لم تستعْدِ تركيا دول الحصار خصوصا السعودية، وحافظت على مساحة مقبولة من الحياد والتأكيد على الحل السلمي، مما سمح لها بهامش للعب دور في الأزمة.
نشطت الدبلوماسية التركية، فتواصل أردوغان هاتفياً مع عدد من الرؤساء والزعماء ذوي العلاقة بالأزمة، في مقدمتهم أمير قطر وأمير الكويت وملك السعودية، إضافة للرؤساء دونالد ترمب وفلاديمير بوتين وإيمانويل ماكرون.
وزار وزير الخارجية التركي مولود شاويش أوغلو المنطقة في 14 يونيو/حزيران الماضي، دون أن يحقق نتائج كبيرة في حينه. ومع هذا كله، لم تطرح تركيا مبادرة مستقلة ولا جعلت نفسها بديلا عن الوساطة الكويتية، بل دعمتها وشجعتها وأكدت أن جهدها مكمل لجهود أمير الكويت.
بيد أن الخطوة التركية الأهم والأجرأ تمثلت في موافقة البرلمان التركي على إرسال جنود إلى قطر، وفق اتفاقية التعاون العسكري المبرمة بين الطرفين في 2015، وهو التصويت الذي سرّعه حزب العدالة والتنمية الحاكم في رسالة سياسية بارزة الدلالة والتأثير.
نزع تصويت البرلمان التركي -مع عوامل أخرى- فتيل الأزمة وقلل من حظوظ السيناريوهات الكارثية، لا سيما مع دفعات الجنود الأتراك الذين وصلوا إلى قطر تباعاً منذ يوم التصويت، والمناورات العسكرية المشتركة بين الطرفين.
سياق الزيارة
خمسة أسابيع مرت بين جولة وزير الخارجية التركي وجولة أردوغان في المنطقة، تغير فيها الكثير على صعيد الأزمة وأطرافها وسقف مطالبها والحلول المطروحة لها.
فقد أتت جولة أوغلو في ظل تصلب دول الحصار وضغوطها الشديدة على قطر، والتي دعمتها -في أيامها الأولى- تصريحات ترمب، فماطلت الرياض في الموافقة على الزيارة التي تخللها توقيف صحفيين تركيين، ولم تخرج الجولة بشيء يذكر.
واليوم، تأتي جولة أردوغان وقطر أفضل موقفاً في الأزمة، بعد تراجع دول الحصار عن “الشروط” وطرحها ستة “مبادئ” للحل، وبعد إثبات مسؤولية الإمارات عن قرصنة وكالة الأنباء القطرية.
كما أن مطلب دول الحصار بقطع العلاقات العسكرية مع أنقرة وإغلاق القاعدة العسكرية التركية (قاعدة الريان) في قطر لم يعد مطروحاً، وهو ما يعني ضمناً قبولاً للدور التركي.
أكثر من ذلك، يبدو أن هنالك ضوءاً أخضر -إن لم يكن طلباً- سعودياً لدور تركي فاعل في حل الأزمة، بعد إدانة الإمارات بالقرصنة وفبركة تصريحات أمير قطر، الأمر الذي أحرج دول الحصار خصوصاً الرياض، مما يعني أن زيارة الرئيس التركي قد تقدم سلماً لها للنزول عن الشجرة.
ومما يدل على رغبة الرياض في دور تركي ما -أو على الأقل عدم معارضته- تراجع حملة الإعلام السعودي ضد أنقرة، التي وصلت ذروتها خلال الأيام الأولى للأزمة بالدعوة إلى دعم حزب العمال الكردستاني، وإقامة دولة كردية في جنوب تركيا، والاحتفاء بقيادات حزب الاتحاد الديمقراطي (الامتداد السوري للحزب الكردستاني التركي) المصنف على قوائم الإرهاب التركية.

تبدُّل الموقف الدولي -وتحديداً الأميركي- من الأزمة انعكس على موقف دول الحصار، وزاد حرجها بعد أن تحولت من أزمة خليجية إلى أزمة دولية بامتياز، مما رفع من فرص الحل السياسي التفاوضي الذي يحتاج لجهد العديد من الأطراف.
جولة أردوغان الخليجية تضعه في سياق التوسط وطرح المبادرات، إذ هو أول رئيس يزور المنطقة من خارجها بعد اندلاع الأزمة. وقد زار قطر الدولة المحاصَرة، والسعودية أهم دول الحصار، والكويت صاحبة المبادرة والوساطة، واستثنى كلاً من الإمارات والبحرين.
اعتبر البعض ذلك موقفاً تركياً من أبوظبي تحديداً لدورها التصعيدي في الأزمة، ولدورها السابق في الانقلاب الفاشل في تركيا على أردوغان، بينما تخوف آخرون من أن يؤثر ذلك على فرص نجاح الجولة في تحقيق أهدافها.
بيد أن الجولة تأتي في سياقات مشجعة كما سبق ذكره، وبعد ضوء أخضر سعودي معلن أو ضمني، وفي ظل قناعة كل الأطراف -وفي مقدمتها دول الحصار- بأن الطريق الوحيد للحل هو الحوار. بهذا المعنى، يمكن لأنقرة أن تلعب دوراً محورياً، لعلاقاتها المتميزة مع الدوحة والجيدة مع الرياض، ولتكاملها مع الوساطة الكويتية والجهود الدولية.
ليس من المنطقي توقع نتائج إيجابية كبيرة ومباشرة لجولة، إلا أنها ستكون خطوة أولية لإمكانية فتح مسار للحوار المباشر بين أطراف الأزمة وتحديداً قطر والسعودية، بعد إجراءات أولية لبناء الثقة وتجاوز الأزمة، وهو أمر قد يستغرق وقتاً لكن لا مفر منه. وفي الحد الأدنى، ستكون جولة أردوغان بداية لمسار يتخطى مرحلة فرض الشروط إلى مرحلة سماع الرأي الآخر، وتهيئة الأجواء لبدء الحوار.
من يعرف الرئيس التركي يدرك أنه ما كان ليبدأ جولته الخليجية إلا وهو مطمئن إلى عدم فشلها في الحد الأدنى، وما كان ليعرّض نفسه لحرج كبير. وبالنظر للأهمية التي تحملها زيارته كرئيس دولة؛ ثمة فرصة لطرح مسار للحل، أو مبادرة تقترحها تركيا بالتعاون والتنسيق مع الكويت أو بالتكامل مع وساطتها.
مستقبل العلاقات
رفعت هذه الأزمة العلاقات التركية/القطرية إلى مستوى إستراتيجي وفتحت لها آفاقاً وأبعاداً جديدة، وبلورت حضوراً تركياً فاعلاً ومؤثراً في المنطقة سيزداد عمقاً ورسوخاً مع الوقت.
فقد كان موقف تركيا من الأزمة نوعاً من رد الجميل لقطر على موقفها ليلة الانقلاب الفاشل، كما أن الحصار الاقتصادي عليها فتح لها أبواباً إضافية للتعاون مع أنقرة، فضلاً عن أهمية ودلالات “قاعدة الريان” العسكرية، وما سيفتحه اتفاق التعاون العسكري بين البلدين من آفاق مستقبلية إستراتيجية.
كان واضحاً -منذ أيام الأزمة الأولى- حرص أنقرة البالغ على العلاقات مع الرياض رغم اختلاف الرؤى والمواقف، وهو ما أمّن لها إمكانية لعب دور الوسيط أو المقرِّب لوجهات النظر.

وستستمر العلاقات التركية/السعودية بشكلها الحالي دون هزات كبيرة في المستقبل القريب، لكن الأزمة قد ألقت بظلالها فعلياً عليها، وأكدت خطأ الانطباع الذي ساد فترة عن “حلف” أو “محور” سعودي/تركي.
وهو ما يعني أن الطرفين سيحتاجان إلى جهد كبير لترميم ما أصاب العلاقة من تذبذب وانتكاسة إذا ما توفرت الإرادة لذلك، لا سيما في الجانب السعودي بعد المتغيرات الأخيرة في العائلة الحاكمة. ويعني أيضاً أن مستقبل العلاقات على خط أنقرة/الرياض سيحدده الجانب السعودي أكثر من التركي.
بالنسبة للإمارات، ولرغبة تركيا في عدم التصعيد والتوتير مع أي دولة أخرى؛ فمن المرجح أن تبقى العلاقات فاترة جداً وبمستواها الأدنى، بلا علاقات طبيعية، لكن أيضاً بلا قطيعة.
فلم تنس أنقرة بعدُ دور الإمارات في دعم المحاولة الانقلابية الفاشلة التي أحيت ذكراها الأولى قبل أيام فقط، ولا يمكنها غض النظر عن الأدوار التي تلعبها أبو ظبي في دول عديدة في المنطقة، لكنها تفضل في كل الأحوال عدم التصعيد.
وفي الخلاصة، رسّخت الأزمة الأخيرة العلاقات الوطيدة بين أنقرة والدوحة أكثر فأكثر، وجعلت منهما ثنائياً أقرب للمحور لما لهما من رؤية ومواقف مشتركة أو متقاربة من مختلف القضايا، فضلاً عن شعورهما بالاستهداف المشترك والمصير الواحد إلى حد بعيد.
أما إذا ما تصلبت دول الحصار في موقفها الرافض حتى الآن للحوار والحل، واستطالت الأزمة كثيراً أو تفاقمت؛ فإن ذلك قد يساهم في إعادة تموضع في المنطقة قد تنشأ عنها اصطفافات وتحالفات أعمق وأقوى وأطول مدى من الحاصلة حالياً، ويمكن أن تتخطى الثنائي التركي/القطري لتصل إلى إيران وغيرها. وذلك موضوع أكثر تعقيداً وأبعد مساحة من عجالة هذا المقال في كل الأحوال.
المصدر:الجزيرة نت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
العلاقات التركية الخليجية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  إلى أين تسير العلاقات التركية الإسرائيلية؟
» محطات في العلاقات التركية الاسرائيلية
» جولة في العلاقات التركية الإيرانية
» أساس توتر العلاقات التركية الأمريكية
» ثلاثة ملفات خلف هدوء العلاقات المصرية التركية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: التاريخ :: عبر التاريخ :: خط الزمن-
انتقل الى: