اخر فرصة لليهود لينتصروا علينا . اهزمونا حتى تنتهي المسخرة
لم استخدم طوال حياتي مصطلح يهود، ودائما كنت اكتب "اسرائيل" أو الصهاينة. وهذه أول مرة اكتب فيها يهود لانني بت على قناعة ان الصراع يدخل نفق الحرب الدينية بين اليهود من جهة والعرب من جهة اخرى. وسواء شئنا ام أبينا فقد نجحت حكومة المستوطنين في تحويل الصراع الى ديني. فهناك شوارع لا يستخدمها الا اليهود وأماكن عمل لا يدخل اليها الا اليهود، ومطاعم وفنادق لا يدخل اليها الا اليهود، على شكل ابارتهايد متكامل لا يخفى على اي احد.
- في حال اندلعت انتفاضة فلسطينية جديدة، فان اسرائيل ستنجح في قمع الشعب الفلسطيني وقتل الاف من المدنيين، ولديها الغواصات الالمانية والطائرات الامريكية والمفاعلات الفرنسية والدروع البريطانية وكل ما يلزم لهزيمة العرب. ولكن هذه الهزيمة القادمة والتي ستحققها اسرائيل بسهولة. سوف تخلق جيلا جديدا من العرب لا يعترفون بأي سلام مع الصهاينة أبدا، ومن نتائج هزيمتنا القادمة المتوقعة أن الجيل القادم سيكره اسرائيل الى الابد، يكره وجوههم ولغتهم الغريبة، يكره أولادهم وسياراتهم واشكالهم، ويكره نساءهم. وينبش قبورهم بعد مئة عام ليحاسب عظام هيرتسل وبن غوريون وديان وشامير وبيغن وشارون. وهذه لن تكون كراهية اعتيادية. بل ستكون كراهية استثنائية في التاريخ وستنتشر في انحاء المعمورة كلها، ومن البديهي أن ينشأ جيل جديد يبحث عن عظام اليهود في فلسطين ليخرجها ويحاكمها. وحينها لن ينفع نفتالي بينيت ولا زئيف ايلكين ولا ميري ريجيف ولا اردان واسرائيل كاتس وامثالهم.
- الجيوش العربية أسخف من أن تحارب اسرائيل، هي فرق كشافة بميزانيات هائلة تنتج الأغاني المليئة بالصراخ والتخوين ضد المعارضة وتوزع الرتب على الضباط الساذجين لتنويم الشعوب والاعلام، جيوش مسكينة من الضروري ان نشفق عليها لا أن نشتمها. وقد قام الانتداب البريطاني والفرنسي بتشكيل هذه الجيوش في منتصف القرن الماضي لتصبح شركات حراسة للمصالح الاجنبية، وقد استولت هذه الجيوش على 5% من خيرة ابناء الامة ومن ذوي اللياقة البدنية والعقلية، واستنفذت 35% من ميزانية الامة، ولا مهمة ولا وظيفية لها سوى ان تحرس مصالح الاستعمار وتستنزف موارد الامة وطاقاتها البشرية، وممنوع عليها ان تنتصر على اسرائيل أو على اي عدو طامع. ومهمتها الثابتة انتاج الاغاني المضحكة وحراسة مقر التلفزيون الرسمي ومنع تهريب الكحول والسجائر والهجوم على جيرانها العرب. وبالتالي فان اعلان حل هذه الجيوش وتسريحها وتحويل ميزانياتها للجامعات والبحث العلمي سيكون أفضل خبر لشعوب الامة.
- اذا هزمتنا اسرائيل مرة اخرى، ستكون فرصة ذهبية للاجيال ان تتخلص من الاحزاب القومية الغبيّة التي احتلت عقولنا 60 عاما ومثلها مع الاحزاب الاسلامية التي مسحت عقول الاجيال قبل أن نكتشف انها تعمل لخدمة عواصم المال والتخلّف، بل اتضح لاحقا ان هذه الاحزاب العربية والاسلامية أسوأ من الانظمة الرجعية وأكثر لؤما وفسادا.
- اذا هزمتنا اسرائيل هزيمة كاسحة مرة اخرى، ستكون فرصة لكي نتخلص من الليبرليين والتكنوقراط الذين أفقدونا صوابنا وهم يتحدثون اللغة الانجليزية عن حقوق الانسان وحقوق الحيوان وحقوق الكنغر، وهم عبارة عن مصاصي دماء ونفعيين لا يريدون ان يحاربوا الاحتلال ولا يريدون من احد ان يحارب الاحتلال. مع فارق وحيد ان رواتبهم العالية بالدولار.
- اذا اندلعت الانتفاضة الكبيرة القادمة، وانهارت السلطة الفلسطينية. سنتخلص والحمد لله عن كل شئ من تجار السياسة الذين احترفوا الخطابات ولغة الجسد لدرجة أننا نكاد نصدقهم وهم يتحدثون عن المخيمات والشهداء قبل ان نكتشف أن جميع اولادهم يدرسون في عواصم الغرب، هم الذين احتلوا الشاشات واطلّوا علينا ليل نهار يشرحون لنا اهمية المشروع الوطني. قبل ان نعرف انهم يقصدون ( مشروعهم الوطني ) وليش مشروع فلسطين الوطني. ولا يعود هناك شيء اسمه مناطق الف ومناطق جيم. ونبدأ من جديد.
- اذا قام الاحتلال بقمع الارض المحتلة مرة اخرى، لن يكون هناك شيء اسمه الوسيط الامريكي، بل سيعود اسمه العدو الامريكي. ولن يعود هناك شيء اسمه الجامعة العربية ولا الامم المتحدة. بل ستتشكل هيئات جديدة مختلفة تماما. تبدا مع الاحتلال الاسرائيلي من جديد وبطريقة جديدة.
- اذا قام الاحتلال الصهيوني بأي خطوة اخرى ضد الاقصى سوف يطرد السفير الاسرائيلي من العواصم العربية رغم انف الحكومات العربية كلها، ولن ينفع الحكام العرب لغة التخوين و"السبهللة" التي يمارسونها على شعوبهم. وسوف تعود اسرائيل الى حجمها الطبيعي (مجرد عصابة لها دولة) .كما قال عنها الراحل المناضل جورج حبش.
لن تجرؤ اسرائيل على هزيمتنا مرة أخرى ... نتحداها أن تهزمنا ... نتحداها أن تقتلنا ...
اذا انهزمنا هذه المرة. ستكون هذه هي المرة الاخيرة التي ينهزم فيها العرب. وسنسلم الراية لجيل جديد لا يهزم أبدا .... ولا يعرف شيء اسمه المفاوضات ولا يريد ان يعرف اللغة العبرية.
ولا يعرف سوى لغة واحدة فقط. لغة الانتقام.