بوادر استعدادات سعودية للتقارب مع إيران بعد الحج
موسكو لرعاية المصالحة وظريف يعلن تبادل الزيارات الدبلوماسية قريبا
Aug 24, 2017
لندن ـ «القدس العربي» من محمد المذحجي: أكد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، أن الدبلوماسيين الإيرانيين والسعوديين سيزورون الرياض وطهران بعد انتهاء موسم الحج، فيما وجهّت وزارة الخارجية الروسية دعوة رسمية إلى السعودية وإيران لعقد اجتماع مشترك برعاية موسكو.
وخلال حديثه الخاص مع وكالة «إسنا» للأنباء الطلابية التابعة لوزارة العلوم والأبحاث الإيرانية، رفض محمد جواد ظريف التصريحات التي تحدثت عن أن الكرة في ملعب إيران في ما يتعلق بتحسين العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية، وقال إن دبلوماسيين من البلدين سيقومون بزيارة مباني السفارتين الإيرانية والسعودية في الرياض وطهران، مضيفا أن ذلك سيتم بعد انتهاء موسم الحج الحالي.
وعلى صعيد متصل أعلنت بعض وسائل إعلام روسية أن وزارة الخارجية الروسية وجهت دعوة رسمية إلى المملكة العربية السعودية والجمهورية الإٍسلامية الإيرانية لعقد اجتماع مشترك برعاية ووساطة موسكو.
وأفادت صحيفة «البرافدا»، التي كانت من أكبر صحف العالم توزيعا خلال الفترة السوفييتية وتأسست عام 1912 في مدينة سان بطرسبورغ، أن وزارة الخارجية الروسية أعلنت استعداد موسكو للوساطة بين الرياض وطهران بهدف إنهاء حالة الصراع المهيمنة على العلاقات بين البلدين.
وأضافت أن الخارجية الروسية وجهت دعوة رسمية للعاصمتين لعقد اجتماع مشترك برعاية ووساطة موسكو.
وكتبت «البرافدا» أن التصالح بين إيران والسعودية ليس أمنية بعيدة المنال، وأن الشعبين السعودي والإيراني يفضلان التصالح ولو كان غير جيد بشكل أو بآخر، على حرب مستمرة بينهما.
وفي السياق، أشار السفير الإيراني في بغداد ومستشار قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، العميد إيرج مسجدي، خلال حديثه الخاص مع وكالة «إسنا» للأنباء إلى مطالب بعض الأحزاب الشيعية العراقية لتحسين العلاقات بين طهران والرياض. وقال إنه ليست لديهم مشكلة في ذلك، وإنهم يرحبون في أي خطوة في هذا الاتجاه.
وفي الوقت ذاته نفى وجود ما أسماها أي «وساطة ممنهجة» من الجانب العراقي بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية.
وأكد أن انفتاح بعض الأحزاب الشيعية العراقية على السعودية والولايات المتحدة ليس لديه تأثير سلبي على العلاقات الوطيدة بين طهران وهذه الأحزاب، وأن أي تحليل حول ابتعاد هذه الأحزاب عن إيران هو تحليل خاطئ من الأساس.
وفي 18 حزيران/ يونيو الماضي، كان نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، حسين جابري أنصاري، قد أعلن أن طهران والرياض اتفقتا على زيارة دبلوماسيي البلدين مباني السفارتين في الرياض وطهران.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، قد أعلن أن الجهات المعنية الإيرانية قد أصدرت تأشيرات خاصة بالمسؤولين السعوديين الذين من المقرر أن يقوموا بزيارة الأماكن الدبلوماسية للسعودية في إيران، وأن بإمكانهم زيارة إيران في أي وقت يرونه مناسبا. وأضاف أن الجانب الإيراني أيضا على وشك أن يحصل على تأشيرات لدخول المملكة العربية السعودية وذلك من أجل زيارة وتفقد المواقع الدبلوماسية لإيران في الرياض، مؤكدا أن تلك الزيارة ستتم قريبا.
وكان وزير الخارجية الإيراني قد أعلن أن العمل لتأسيس منظمات إقليمية خاصة كمنتدى للحوار الإقليمي في منطقة الخليج، وإيجاد جبهة إقليمية واحدة لمكافحة التطرف والإرهاب، يشكلان أهم فقرتين في جدول أعمال السياسة الخارجية لبلاده، مؤكدا أن الدول الجارة لإيران هي أفضل وأهم شركائهم الاقتصاديين، وأن حضور القطاع الخاص في هذه الدول بدعم من الحكومة يعد أداة فاعلة لتقوية الثقة المتبادلة وأفضل إمكانية لزيادة الإنتاج وفرص العمل في داخل البلاد.