ندوةٌ سياسيّةٌ حول ظاهرة “العُزوف الانتخابي” تُثير عاصفة جَدلٍ في الأردن: انتقادات بسبب التّركيز على المُكوّن الفِلسطيني والروابدة غَضب وكاد يَنسحب بسبب عبارة لأحد الحِراكيين وهُجوم حاد على مُنظّم النشاط عُضو البرلمان طارق خوري
أثارت ندوة سياسية رتبها مكتب عضو البرلمان الأردني المثير للجدل طارق خوري ردود فعل عاصفة حتى قبل انعقادها فعلا ظهر السبت بسبب حساسية موضوعها الذي يحاول تحليل اسباب ظاهرة العزوف الإنتخابي.
الجدل اثارته بطاقة الدعوة الأولى التي وجهت لنشطاء على فيسبوك للإعلان عن الندوة والتي تضمنت مشاركة شخصيات سياسية كبيرة في ندوة بعنوان” اسباب عزوف الأردنيين من اصل فلسطيني”.
الجهة المنظمة للندوة أخطأت في إختيار العنوان فأثار جدلا كبيرا وساهم في إشهار اول نشاط بإسم مكتب عضو البرلمان خوري الذي سبق ان ترأس إدارة نادي الوحدات الشهير لكرة القدم.
عند عقد الندوة قال الناشط رائد حراسيس ان اللافتة التي وضعت على قاعة الإجتماع تتحدث عن اسباب العزوف الإنتخابي دون الإشارة لأي مكون إجتماعي.
لاحقا اشارت تقارير صحفية لإن العضو البرلماني المشارك في الندوة صالح العرموطي عبر عن إستغرابه لإنه دعي إلى ندوة بموضوع يختلف عن الموضوع الذي تضمنته بطاقات الدعوة الإلكترونية.
عشرات الاراء استنكرت عقد ندوة بهذا العنوان على اساس ان ظاهرة العزوف الإنتخابي لا تطال الأردنيين من اصل فلسطيني فقط بل جميع المكونات الأردنية.
وجه اللوم لضيوف الندوة ومن بينهم رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري ونظيره عبد الرؤوف الروابده الذي كاد حسب صحيفة عمون ان يعلن الإنسحاب من الندوة بسبب تعبير إستعمله الناشط السياسي الحراكي سعد علاوين عندما تحدث عن وجود عصابة تحكم.
عبارة علاوين اغضبت الروابده الذي وجه اللوم لرئيس الجلسة وهو خوري لإنه لم يتصدى لعبارة العلاوين فيما أشار الحراسيس لإن عدد الحضور لا يزيد عن 50 شخصا عدد كبير منهم لم يتحدث اصلا.
حجم الجدل الذي اثارته الندوة كبير وخطف الأضواء من مضمون الفكرة وعن المتحدثين الرئيسين.
"قصة عزوف الأردنيين من أصول فلسطينية عن الانتخابات" .. عنزة ولو طارت
وكالة عمون الاخبارية : عمون – لقمان إسكندر -انفجر على شبكات التواصل الاجتماعي جدل مواز للجدل الذي دار على طاولة ندوة (عزوف الأردنيين من أصول فلسطينية عن المشاركة في الانتخابات .. لماذا؟) التي نظمها النائب طارق خوري السبت.
اللافت، لم ينتظر أحد وهو يسمع عنوان الندوة شرح ما إذا كان هناك عزوف أم لا ولماذا، فما ذهبت إليه النقاشات تشي بالحساسية البالغة التي يجري تعاطيها مع 'العنوان'، ومن هنا كان التركيز على: هل كان عنوان الندوة في محلّه؟
لم يخف الصحافي سهم العبادي امتعاضه من العنوان. وكتب في صفحته على الفيسبوك: لو قمت بالدعوة الى ندوة عنوانها 'دور العشائر الاردنية من أصول أردنية في مواجهة التحديات القادمة' ... . بالله عليكم ماذا ستقولون عني بكل صراحة؟
يعبّر ما كتبه الزميل العبادي عن حساسية التعامل مع 'العنوان'.. حساسية ورثتها أنا وورثها صديقي سهم، وورثناها جميعا، رغم عدم وجود جرح أصلا، ولا ظروف موضوعية تعبر عنه. إنها ببساطة – حساسية بالوراثة تشبه الحمل الكاذب، وانطباع عام.
ما يجري أن بعضا منا يقفز عبر فرض 'الاتاوة' السياسية عن التحولات الضخمة التي جرت في المجتمع الاردني منذ خمسين عاما، فهي 'عنزة ولو طارت'.
حاولت في نقاشي مع الصحافي شاكر الجوهري ان لا نخضع لاشتراطات العنوان. فقلت له: لو كنتُ 'حميدي'، وقد عشت منذ صغري في عمان، ولم اعرف ذيبان الا يسيرا، هل سأخضع للظروف نفسها التي يخضع لها الحميدي في ذيبان؟
يقول الجوهري: 'الظروف الموضوعية للمكونات الاجتماعية من شتى الأصول والمنابت تفرض شروطها على الفرد، سواء من حيث قراره بالتصويت من عدمه او من حيث الاسم الذي سيصوت له'.
الرؤية واضحة عن الجوهري فنحن 'لا نستطيع الحديث عن عزوف جزئي عن التوجه لصناديق الاقتراع، حين تكون نسبة المقترعين من كل الاصول والمنابت 17 في المئة فقط'.
العزوف الكلي بالنسبة الى الجوهري يتعلق بعدم الثقة في مخرجات الانتخابات في ضوء تجارب عقود لم يتمكن فيها الأردني من ايصال صوته الحقيقي، وعجز عن تحقيق مطالبه سواء السياسية او الخدمة في مجلس النواب أو البلديات.
'هذا يعني أننا أمام عزوف جماعي لا يتعلق بمكون دون آخر'، يقول الصحافي شاكر الجوهري. فلماذا إذن عنوان الندوة؟الروابدة و المصري في ورطة بعد ان وقعا بفخ خوري
عمان1: ردّ النائب طارق خوري على معارضيه بعد الندوة التي أقيمت في فندق لاند مارك بعمان السبت والتي كانت بعنوان "عزوف الاردنيين من اصل فلسطيني عن المشاركة في الانتخابات".
وقال النائب خوري في منشور له عبر صفحته الخاصة على موقع التواصل الإجتماعي ""فيسبوك" الإثنين، إن الندوة كشفت ضحالة مستوى بعض النخب السياسية والأكاديمية والاعلامية.
وأضاف: "سواء فهمونا او أساءوا فهمنا فإننا نعمل للحياة ولن نتخلى عنها".
شهدت الايام الماضية موجة من الانتقادات اللاذعة بحق النائب طارق خوري ، و ذلك بسبب الندوة المثيرة للجدل التي نظمها بعنوان : 'اسباب عزوف الأردنيين من اصول فلسطينية عن المشاركة بالإنتخابات' ، فما كان ذلك العنوان إلا بداية شرارة بوجه خوري لما نبشه في عش الدبابير و التوجه لإثارة مواقع التواصل و الكيل الكبير من الإتهامات.
الفعاليات الشعبية والقوى الوطنية في مخيم الوحدات هاجمت و انتقدت ما تقدم به النائب طارق خوري في ندوته ، حيث قالوا في بيان صادر عنهم يوم امس الاحد ان عنوان الندوة يدعوا الى تقزيم وتقسيم الدولة الاردنية وبث الفتنة بين ابناء الشعب الواحد .
رئيس الوزراء الاسبق عبد الرؤوف الروابدة بدا و كأنه قد تورط بطريقة مُحرجة في الندوة و كان كلامه بمحور عدم التفرقة بين اردني و فلسطيني و الحديث عن الاخوة في الدم و العرق ، و أبدى إنزعاجه من مصطلح العصابة الحاكمة الذي استخدم اثناء تلك الندوة ، فما كان من الصالونات السياسية إلا ان انهالت عليه بالانتقاد و اتهامه بالإنجرار في ضحل مستنقع هو بغنى عنه ، خصوصاً ان الروابدة في الفترة الأخيرة بدت تصريحاته هجومية ، بعد اقصاءه عن رئاسة مجلس الاعيان وتقديم استقالته و رفضه البقاء في المجلس ، مما اغضب جهات عليا من تلك التصرفات و اعتبار تصرف الروابدة غير مُرحب به .
بداية القصة مع الروابدة حينما هاجم قانون الانتخاب واصفاً أياه بأنه : ' ليس له أب أو أم كون الحكومة ألقت به إلى مجلس النواب للتدارس والفحص'، و أن القانون لا يتضمن أي إيجابية، مطالبا بنظام انتخابي مختلط يعتمد على النسبية المغلقة والمقاعد الفردية مناصفة مع التأكيد على عدم العبث بالإرادة الانتخابية من مختلف الأطراف ، تلك التصريحات زادت من الشرخ الحاصل بين الروابدة و الحكومة و القصر و بدت الاتصالات بينه وبين الجهات الرسمية شبه مقطوعة وسط محاولات لإبعاده عن كل الملفات و إقصاءه عنها ، فما كان بالروابدة إلا ان اتجه للملفات الجدلية و الحديث عنها و كان اخرها في تلك الندوة ، لكنه وجد نفسه في خطأ كبير نتيجة ردة الفعل على تلك الندوة الجدلية و عدم تقبل الرأي العام لها بعد الحديث عن التقسيمات الاقليمية و الأصولية التي تزيد من النعرات في المجتمع.
رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري و المحسوب ظاهرياً على المكون الفلسطيني في الاردن ، كان دوماً مدافعاً عن حقوق الاردنيين من اصول فلسطينية و متابع للشأن الفلسطيني و القضايا العربية ، لكن الندوة التي شارك فيها مؤخراً شغلت الصالونات السياسية و تحدثت عن إعادة النظر بالاشخاص الممثلين للمكون الفلسطيني بعد إقحام قضية الاصول و المنابت في معظم الاحاديث السياسية ، و ان هنالك انتقاص من الحقوق و التفرقة بين ابناء الوطن الواحد .
مواقع التواصل الاجتماعي وجهت اللوم بشكل كبير على المصري و الروابدة كونهما رئيسا وزراء سابقين ، و ان خوري غرر بهما في الحديث عن مواضيع حساسة و الدخول في ازمة عرقية ، فالوضع الحالي بغنى عن تلك الأزمات خصوصاً ان هنالك عدو اسرائيلي يتربص بالأردن و يحاول استغلال كافة الانقسامات الداخلية لتجييرها لصالحه و زراعة الشرخ بين الاردنيين ، فقد اكد سياسيون ان المصري سيراجع نفسه في ايام وسيجد انه اخطىء في المشاركة بتلك الندوة الجدلية و هو بغنى عن التورط فيها ، كذلك الحال للروابدة ، فهما شخصياتان سياسيتان لهما وزنهما في الاردن و لهما تاريخ عريق في الحياة السياسية .
صفحات السوشل ميديا الأردنية لم تتوقف منذ مساء السبت الماضي عن التراشق في موضوع ندوة النائب طارق خوري
في غياب الأحزاب واتساع فجوات الثقة تجاه البرلمان والحكومة، تعمل ندوات المشاكسة والتحرش بالوحدة الوطنية لقياس عمق المياه الراكدة.
لليوم الثالث على التوالي يتواصل في العاصمة الأردنية ازدحام شبكات التواصل الاجتماعي وأيضًا المواقع الإخبارية الإلكترونية بالجدل المتوتر الذي أطلقته ندوة نقاشية مُجهّزة سلفًا ؛لتكون مناسبة للتراشق الكلامي في موضوع قديم حساس هو الوحدة الوطنية التي يصفها الحريصون عليها بأنها “مشوبة بالكثير من الشيزوفرينيا السياسية والاجتماعية”.
ففي الوقت الذي تشهد فيه العاصمة الأردنية هدوء الاستراحة من انتخابات بلدية ،جرت الأسبوع الماضي، واستهلت مرحلة جديدة في العمل السياسي على مبدأ اللامركزية، وفي الوقت نفسه الذي تتراخى فيه الهواجس الأمنية التي كانت تحملها رياح الحرب الإرهابية في سوريا والعراق، جرى كسر هذا الهدوء العام بدعوة غريبة في عنوانها، لكنها ليست غريبة عن مطلقها وهو النائب البرلماني الموصوف بالمشاكسة المستأنسة طارق خوري.
الندوة جرى الإعلان عنها والدعوة العامة لها، تحت عنوان لافح هو “عزوف الأردنيين من أصول فلسطينية عن المشاركة في الانتخابات”. لكن العنوان الذي وضع على باب قاعة الندوة التي انعقدت في أحد الفنادق المرفهة، جاء كالتالي: “العزوف عن المشاركة في الانتخابات: لماذا وإلى متى؟”.
المعارضة المستأنسة
النائب خوري الذي ارتبط اسمه بالعمل العام وفي النجاح الانتخابي، بأحد الأندية الرياضية المحسوبة على الأردنيين من أصول فلسطينية، اكتسب طوال السنوات الماضية صفة يسار الوسط في المعارضة المستأنسة ،التي كانت أحيانًا تصل المحاكم.
لم يُخفِ النائب خوري أن ندوته الشخصية (وهو بالمناسبة يتمتع بوضع مالي أكثر من مريح) حققت نجاحها في قوة إثارة عنوانها المعروف مسبقًا أنه عنوان سيتعرض للاتهام بالمساس بالوحدة الوطنية.
مشاركة رؤساء وزارات سابقين
وبقدر ما كانت مفاجئة للبعض أن يجري الآن الترخيص الرسمي للحديث في موضوع يتحرش بحساسيات الوحدة الوطنية، كذلك كانت المفاجأة بأن يشارك بالندوة رئيسا وزراء سابقين، عبد الرؤوف الروابدة من أصول شرق أردنية، وطاهر المصري، من أصول غرب أردنية (فلسطينية).
محتوى حديثهما كان عاديًا تقليديًا يشدد على الوحدة الوطنية ،وعن فجوة الثقة بين الشارع وكل من البرلمان والحكومة ،ويدعو لعدم التكرار والعودة بين الحين والآخر إلى موضوع “الأردني والفلسطيني”، وهو ما يثير لدى الكثيرين ذكريات مؤلمة من أحداث مطالع سبعينيات القرن الماضي ،عندما كان العمل الفدائي يسيطر على الأردن وينافس الحكومة ويهدد بالانقلاب على النظام.
ومع أن حضور الندوة التي دامت عدة ساعات وتخللها غداء، لم يتجاوز سبعين شخصًا، حسب الذين حضروها، إلا أنها شهدت مداخلات دعت الرئيس الروابدة إلى الانسحاب قبل أن يجري استرضاؤه وتهدئته ثم عودته ،التي استثارت ناشطين عتبوا عليه لأنه لم يتخذ موقفًا أشد قسوة في انتقاد من وصفوا بأنهم ” تجاوزوا على الوحدة الوطنية ومسوا المكون الشرق أردني في البلد”.
الذئب والواوي
رئيس مجلس إدارة جريدة الدستور الأردنية محمد داودية كتب على فيسبوك منتقدًا الروابدة الموصوف بالحياة السياسية الأردنية بأنه “البلدوزر”، بقوله: نعتب على الذئب ولا نعتب على الواوي (والواوي هو الحيوان البري الذي يتلصص على الدجاج في الحدائق الخلفية لمنازل القرويين).
صفحات السوشل ميديا الأردنية لم تتوقف منذ مساء السبت الماضي عن التراشق في موضوع ندوة النائب طارق خوري.
لكن صالونات سياسية من الذين يحترفون التحليل والنميمة في الجلسات الخاصة المنزوية، لم تتردد في وصف هذه الندوة بأنها جزء من حرفة إدارة الهدوء السياسي في بلد مستقر أمنيًا وراكد سياسيًا إلى درجة أنه يحتاج بين الحين والآخر إلى تحريك صاخب مستأنس، حسب توصيف وزير خارجية أسبق للشؤون السياسية والبرلمانية.
يشار إلى أن الملك عبدالله الثاني كان وجه قبل فترة قصيرة انتقادًا للنخب السياسية بسبب عزوفها عن المشاركة في القضايا العامة وفي إدارة الرأي العام أثناء الأزمات.