منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة
منتدى الشنطي
سيغلق هذا المنتدى بسبب قانون الجرائم الاردني
حيث دخل حيز التنفيذ اعتبارا من 12/9/2023
ارجو ان تكونوا قد استفدتم من بعض المعلومات المدرجة

منتدى الشنطي

ابراهيم محمد نمر يوسف يحيى الاغا الشنطي
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  الأحداثالأحداث  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تطورات الكيانية السياسية الفلسطينية على كف قياداتها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75853
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

تطورات الكيانية السياسية الفلسطينية على كف قياداتها  Empty
مُساهمةموضوع: تطورات الكيانية السياسية الفلسطينية على كف قياداتها    تطورات الكيانية السياسية الفلسطينية على كف قياداتها  Emptyالإثنين 04 سبتمبر 2017, 9:04 am

تطورات الكيانية السياسية الفلسطينية على كف قياداتها ح1


صالح عوض
قراءة في تطور المشروع الوطني الفلسطيني عبر قرن والتحديات الذاتية والموضوعية التي تواجهه عبر مراحل الصراع ضد الكيان الصهيوني.
من حين الى آخر وعقب كل إحباط جراء مسيرة العملية السياسية المتعثرة او ارهاق بسبب انشطارات سياسية وتشظيات تنظيمية في الساحة الفلسطينية يصرح هذا المسئول الفلسطيني أو ذاك عن احتمال حل السلطة الفلسطينية فهل يعني ذلك انهيار الكيان السياسي الفلسطيني او انهيار احد أدواته ؟ أم تجدده لشكل آخر بمواصفات إضافية ؟؟ ويكبر السؤال الان في ظل الجمود السياسي وتدمير الحكومة الصهيونية اتفاقية اوسلو وملاحقها وتكرس الانفصال بين غزة والسلطة.. هذا السؤال كبير ومقلق للشارع الفلسطيني لاسيما بعد أن شعر الفلسطينيون أن قيام سلطة فلسطينية رغم كل ما فيها من فوضى إدارية وما يثار حولها من نقد ورغم ما يكبلها من قيود ورغم انها ترعى عملية سياسية عبثية تم بموجبها التنازل عن معظم الحق الفلسطيني إلا أنها تمثل منجزا استراتيجيا لكفاح الشعب الفلسطيني بعد ان تلظى الفلسطينيون في غياب من يمثلهم سياسيا واداريا وكانوا عرضة للمهانة والاذلال والضياع طيلة سنوات مارستها بعض انظمة الطوق عليهم باجراءات قاسية استهدفت احيانا هويتهم الوطنية ووجودهم الانساني.
في محاولة الإجابة على هذا السؤال الكبير لابد من مراجعة تجربة الكفاح الفلسطيني في مجال السعي لتشكيل كيانية سياسية منذ بداية استشعار الخطر الذي ترافق مع الانتداب البريطاني على فلسطين في أعقاب الحرب العالمية الأولى وكأحد أهم نتائجها الخطيرة حيث تم الاتفاق الدولي على إزالة فلسطين وإقامة كيان غريب عن المنطقة يكون قاعدة غربية متقدمة ضد المنطقة كلها ويسير ضمن سياقات الصراع الكوني بين الأقطاب الدولية وذلك كله لاستخلاص العبر و الأفكار الحية التي تقينا شر الضياع المحتمل.
لقد كان تجلي القضية الفلسطينية الأوضح حول عنصر الكيانية السياسية وتمثيل الشعب هذه الكيانية التي استهدفها المخطط العدواني منذ اللحظات الأولى لتنفيذ المشروع الصهيوني ولقد أدركت طلائع الشعب الفلسطيني جوهر المؤامرة الغربية الصهيونية التي جعلت شعارا لها " شعب بلا ارض لأرض بلا شعب" ومن هنا انصبت جهود الفلسطينيين على تشكيل كيانية سياسية تمثل الشعب الفلسطيني وتبرز وجوده السياسي والثقافي وكانت هذه ولازالت المعركة الأكثر ضراوة بين الفلسطينيين والمستعمرين ولقد نجح الفلسطينيون نجاحا كبيرا بفعل تضحياتهم وجهودهم الدءوبة لتكريس الشعب الفلسطيني على الخارطة السياسية في المنطقة حيث أصبح رقما أساسيا فيها لا يمكن تجاوزه ..ويمكن تسجيل الاعتزاز بمواقف اصدقاء الشعب الفلسطيني الذين استبسلوا في تثبيت التمثيل السياسي للشعب الفلسطيني.
التمثيل السياسي للفلسطينيين:
اللجنة العربية العليا
لقد كان التشكيل السياسي الأول الذي رأى النور هو "اللجنة العربية العليا" والتي مثلت الشعب الفلسطيني طوال الفترة الممتدة من عام 1922-1948 وتتكون هذه اللجنة من أعضاء منتخبين من المؤتمر العربي الفلسطيني الذي عقد اجتماعه الأول في 3فبراير- شباط 1919، وقد أرسلوا ببرقية احتجاج إلى مؤتمر السلم العام ضد جعل فلسطين وطناً قومياً لليهود جاء فيها" نحن المسلمين والمسيحيين بصفتنا مندوبين لأمه عربية حية، جئنا بهذا رافضين رفضا باتا كل قرار يتخذ بهذا الشأن قبل أخذ رأينا". هذا وقد كان المفتي الحاج أمين الحسيني يترأس اللجنة، أما أعضاء اللجنة فكانوا: جمال الحسيني نائبا للرئيس، والدكتور حسين الخالد أمينا عاما للسر، وأحمد حلمي عبد الباقي وأميل الغوري عضوين، ثم اختير أعضاء جدد في فترات لاحقة وهم: محمد عزة دروزة ، ورفيق التميمي والشيخ حسن أبو السعود وإسحاق درويش ومعين الماضي.
وبمراجعة الوثائق وقراءة ردود الأفعال آنذاك يمكن القول بأن معظم شرائح الشعب الفلسطيني رحبت بتشكيل الهيئة -اللجنة العربية العليا- واعتبرتها ممثلة للشعب، وتم الاعتراف بها عربيا بهذه الصفة السياسية، كما شاركت اللجنة الحكومات العربية في مفاوضاتها مع الحكومة البريطانية وكانت تحضر جلسات جامعة الدول العربية بعد تأسيسها عام1945 ولجنته في مؤتمر لندن الذي عقد عام 1947، ومثلت الشعب الفلسطيني في جميع دورات هيئة الأمم المتحدة وجلساتها ولجانها وفروعها أثناء نظر القضية وقبل صدور قرار التقسيم، وعندما أعلنت الحكومة البريطانية في آب -أغسطس 1947 قرارها بانتهاء الانتداب على فلسطين وانسحابها من أراضيها في منتصف عام 1948، طالبت الهيئة الدول العربية تحقيق قيام حكومة عربية في فلسطين، وقدمت إليها مشروعا لإقامة مثل تلك الحكومة، غير أن الدول العربية تأخرت في البت بشأن هذه الحكومة، ولما حيل بين الفلسطينيين وبين إنشاء أي نوع من الحكومة أصدرت الهيئة بيانا إلى جميع الموظفين الفلسطينيين تدعوهم فيه إلى الاستمرار في أعمالهم بعد انسحاب البريطانيين، وأن يتحمل أكبر مسئول عربي فلسطيني في أية دائرة أو مصلحة مسؤولية أعمال دائرته.. واستجاب الفلسطينيون لنداء الهيئة ، ولكن الجامعة العربية لم تعتمد هذه الخطوة ولم تقرها ..ودخلت الجيوش العربية فلسطين قبل الموافقة على إقامة حكومة فلسطينية تتعاون و الجيوش لإدارة البلاد، وأخذ جيش كل دولة عربية يدير المنطقة التي احتلها إدارة مباشرة على الشكل الذي يراه مستعينا بموظفين من بلاده أو من فلسطينيين.
رغم ملاحظات البعض على عمل اللجنة أو الهيئة العليا الفلسطينية إلا أننا نستطيع الاعتراف بأنهم كانوا ممثلي الشعب الفلسطيني خلال الفترة الأولى من القضية وأنهم أدوا دورهم في حدود ما يستطيعون عمله حيث خاضوا العمل السياسي وساهموا في الثورات الشعبية في فلسطين، صحيح أنها لم تكن الإطار التنظيمي الوحيد للفلسطينيين فهناك الحزب الشيوعي الفلسطيني وجمعية الفدائية، وتنظيمات الجهاد المقدس والجهادية وغيرها من العناوين العسكرية والسياسية ولكن اللجنة كانت هي الوحيدة التي تمثل غالبية الطيف السياسي الفلسطيني، بمن فيهم الشهيد عز الدين القسام الذي عرض على الحاج أمين الحسيني إشعال الثورة المسلحة، ورغم رفض الحسيني إلا أن تقديره للقسام كان عاليا، كما أن اجتماع اللجنة العربية العليا عام1936 أفرز لجانا ثورية في كل المدن والقرى الفلسطينية، وهو ما أدى إلى الإضراب العام في 8 أيار-مايو من العام نفسه، الذي لم ينته إلا بعد حوالي ستة أشهر وبعد تدخل ملوك السعودية والعراق واليمن وشرق الأردن الذين ناشدوا الجماهير الإخلاد إلى السكنية" معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية".
إن فكرة إقامة الدولة الفلسطينية تعود إلى ثلاثينيات القرن المنصرم حيث نشط الفلسطينيون من خلال أحزابهم وجمعياتهم للتأكيد على فكرة تكوين دولة ثنائية القومية في فلسطين تضم كلاً من العرب واليهود إلا أن الكيان الفلسطيني السياسي المستقل عن بلاد الشام لم يكن واضحاً في أذهان العرب الفلسطينيين آنذاك .. ، ولقد كان التعبير عن هذه المنطقة يعرف بمتصرفية القدس و أحيانا كان يطلق عليها سوريا الجنوبية.






تطورات الكيانية السياسية الفلسطينية وتحدي النظام العربي ح2
نواصل في هذه الحلقة قراءتنا لتطور الكيانية السياسية الفلسطينية وكيف شقت طريقها في حقل الالغام والتحديات العربية الرسمية؟ وكيف تم اغتيال المجلس الفلسطيني الاول وحكومة عموم فلسطين، وكيف تم انشاء م ت ف؟ أي تناقض واي توافق بين الحدثين؟ الكيانية الفلسطينية تئن تحت الضغط السمي العربي؟ فكيف واجه الفلسطينيون التحدي الوجودي لهم كشعب صاحب الحق الوحيد بفلسطين؟
إن ظهور الحركة الوطنية الفلسطينية المرتكزة على الكفاح المسلح - أداة أساسية – وتعبئة الجماهير الفلسطينية من اجل انجاح الكفاح الوطني أخذ منحى جديد وخاصة بعد سنة 1947.. ولقد استمر العمل في هذا الاتجاه تعزيزا لصمود الشعب الفلسطيني وتأكيدا على عدم شرعية المشروع الصهيوني وتأكيدا على بطلان دعاويه واستطاعت تحقيق منجزات سياسية ومادية ملموسة على طريق بعث الكيان الفلسطيني بمنظماته ومؤسساته المختلفة وفي إطار المعركة الطويلة والشاقة التي خاضتها المؤسسة الفلسطينية لنيل مشروعية وجودها العلني وأهلية مركزها التمثيلي على قاعدة حق تقرير المصير وهدف الاستقلال الوطني، ومنذ ذلك الوقت اخذ مفهوم الكيان الفلسطيني مدلولاً قانونياً محدداً وتعبيراً د ولياً شائع الاستخدام وهو «صيغة الدولة الفلسطينية المستقلة»
حكومة عموم فلسطين:
المجلس الفلسطيني الاول
لقد بدأت الهيئة العربية العليا بقيادة الحاج أمين الحسيني تفكر في تقديم اقتراح بإنشاء حكومة فلسطينية فعقد المجلس الفلسطيني الذي انتخب الحاج رئيسا له ، واتفق على أن يتكون المجلس من مائة وخمسين شخصية فلسطينية رؤي أنها تمثل فلسطين. وكان تشكيل المجلس يتكون من أعضاء الهيئة العربية العليا، رؤساء البلديات، رؤساء المجالس المحلية والقروية، مندوبي اللجان القومية وأعضاء الوفود السياسية ورؤساء القبائل والعشائر والهيئات والجمعيات ومن له صفة تمثيلية في فلسطين بالإضافة إلى أعضاء الوزارة.
وانعقد المجلس الوطني الأول لفلسطين في مدينة غزة في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر سنة 1948 برئاسة مفتى فلسطين الحاج أمين الحسيني رئيس الهيئة العربية العليا وحضره سبعة وتسعون عضوا من مائة وواحد وخمسين واعتذر عن الحضور ثمانية وعشرون عضوا. كان عدد الحضور في الجلسة الأولى خمسة وثمانين عضوا وازداد عددهم في الجلسة الثانية ليصبح سبعة وتسعين. وقد اتخذ المجلس القرار التالي: بناء على الحق الطبيعي والتاريخي للشعب العربي الفلسطيني في الحرية والاستقلال، هذا الحق المقدس الذي بذل في سبيله أزكى الدماء وكافح دونه قوى الاستعمار والصهيونية التي تألبت عليه وحالت بينه وبين التمتع به فإننا أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني المنعقد في مدينة غزة نعلن هذا اليوم الثامن والعشرين من ذي القعدة لعام 1367 هجري والموافق 1 تشرين الأول لسنة 1948 استقلال فلسطين كلها التي يحدها شمالا سورية ولبنان وشرقا سوريا والأردن وغربا البحر الأبيض وجنوبا مصر استقلالا تاما وإقامة دولة حرة ديمقراطية ذات سيادة يتمتع فيها المواطنون بحرياتهم وحقوقهم وتسير هي وشقيقاتها الدول العربية متآخية في بناء المجد العربي وخدمة الحضارة الإنسانية مستلهمين في ذلك روح الأمة وتاريخها المجيد ومصممين على صيانة استقلالنا والذود عنه والله على ما نقول وكيل. ووافق المجلس على قيام حكومة عموم فلسطين وتشكيلها.. وقد تشكلت من كل من: (احمد حلمي عبد الباقي رئيسا، جمال الحسيني وزيرا للخارجية، رجائي الحسيني وزيرا للدفاع، عوني عبد الهادي وزيرا للشئون الاجتماعية)..أكرم زعيتر وزيرا للمعارف، د. حسين الخالد وزيرا للداخلية، علي حسنة وزيرا للعدل، ميشيل الكاريوس وزيرا للمالية، يوسف صهيون وزيرا للدعاية والنشر، أمين عقل وزيرا للزراعة.
وألقى رئيس الحكومة في المؤتمر بيان حكومته أعلن فيه عن الخطط التي تعتزم الحكومة تنفيذها وفى مقدمتها بذل الجهود مع الدول العربية من اجل تحرير فلسطين. ومنحها المجلس ثقته على أساس هذا البيان كما اتخذ المجلس عدة قرارات على رأسها اعتبار إقامة اليهود الدخلاء الطارئين دولة لهم في فلسطين عملا عدوانيا ضد العرب أجمعين تهدف اليهودية العالمية من ورائه إلى تقويض السلام والإخلال بالأمن.. وأقر المجلس كذلك أن يكون علم فلسطين هو علم الثورة العربية الأصلي , واقر كذلك دستورا مؤقتا.
وانتقل رئيس الحكومة وأفرادها إلى غزة مقر مؤقت للحكومة وبدأ الحاج أمين الحسيني في تنظيم المجاهدين، وذلك لبدأ مرحلة جديدة من الجهاد، وقد تقدمت الحكومة بإعلان إلى كافة الدول العربية والإسلامية وجامعة الدول العربية، فسارعت الجامعة وأغلب دولها بالاعتراف بحكومة عموم فلسطين، ولكن مصر لم تعترف بها، ولم يتوقف الأمر عند حد عدم الاعتراف، فقد قامت باستدعاء الحاج أمين الحسيني للقاهرة ورفض المفتي تحت ضغوط الأوضاع القائمة في فلسطين، وتكرر الاستدعاء وتكرر الرفض، فأصدرت الحكومة المصرية وقائد الجيش المصري حيدر باشا قرارا، وأمرًا عسكريا للواء حسين سر قائد منطقة غزة بأن ينتقل الحاج أمين الحسيني إلى القاهرة في قافلة عسكرية، وكذلك جميع أعضاء حكومة عموم فلسطين، ووصل الحاج أمين الحسيني وحكومة فلسطين إلى القاهرة، ووضع الجميع تحت رقابة شديدة وحيل بينهم وبين الاتصال بفلسطين أو أي جهة في مصر أو خارجها، وحتى بعد توقيع اتفاقية الهدنة (رودس) بين مصر وإسرائيل وانتهى بموجبها العمل والأوضاع الحربية بين الطرفين في فبراير 1949 رفضت الحكومة المصرية السماح لهم بالعودة إلى غزة أو زيارة معسكرات اللاجئين ولم يقتصر الأمر في هذه المرحلة على مصر، فقد تكررت الصورة في كافة الدول العربية المواجهة لإسرائيل وذلك تجاه أعضاء الهيئة العربية العليا وهي الهيئة التي كانت تنسق الجهود العربية للقضية الفلسطينية وأغلقت جميع وسائل الإعلام الأبواب في وجه أي نداء أو استغاثة من أجل فلسطين.
أما أهم عوامل فشل تلك الحكومة فتكمن خاصة في عدم وجود رؤية واقعية عملية وعدم وجود امكانات مادية حقيقية وكافية تستند اليها الحكومة كما مثل ظهور التناقضات بين مواقفها ومواقف بعض الحكومات العربية الذي عززه ضغط بريطانيا في هذا الاتجاه سببا موضوعيا في افشال الحكومة ، كما انه لابد من النظر الى الظرف الذي ولدت فيه الحكومة حيث كانت المعارك لاتزال محتدمة على ارض فلسطين وأرادت الحكومة الفلسطينية من الحرب الدائرة أن تكون حرباً حقيقية مستمرة حتى إزالة الوجود الصهيوني وتحرير ارض فلسطين كلها وإعادة اللاجئين الذين شردتهم المجازر الصهيونية إلى ديارهم ، فيما كانت بعض الحكومات العربية تعمل في فلسطين بغير قناعة تامة وبغير اعداد حقيقي ودخل البعض من تلك الحكومات المعركة ونصب عينيه الخوف على ما تحت سيطرته من أراض على حساب ارض فلسطين بل ان بعض الجيوش العربية كانت تتحرك بقيادة بريطانية او بقيادات مرتبطة مباشرة بعجلة الاستعمار البريطاني الامر الذي الحق بالجيوش العربية عارا تاريخيا بما لحقها من هزائم نكراء امام عصابات صهيونية لم تتخيل أن تكون الجولة بمثل ما حصل ... لم تكن لدى جيوش العرب العدة أو العدد المكافئ لما لدى الصهاينة كما لم تكن الجيوش مزودة بإستراتيجية تحرير، فاصطدمت إرادة الحكومة الفلسطينية وما هي مقتنعة به بإرادة الدول العربية وارتباطاتها وعدم جاهزيتها لدخول حرب دفاعا عن فلسطين فكان السقوط مصيرها.. وبعد فشل تلك التجربة الكيانية لحكومة عموم فلسطين أسدل الستار على أول محاولة سياسية فلسطينية في التاريخ الحديث من أجل قيام تعبير كياني مستقل وسط تعقيدات سياسية وعربية وخارجية.
المجلس الوطني الفلسطيني:
منظمة التحرير الفلسطينية
تعود نشأة المجلس الوطني الفلسطيني إلى عام 1948، حين قام الحاج "أمين الحسيني" بالعمل على عقد مجلس وطني فلسطيني في غزة، مثل أول سلطة تشريعية فلسطينية تقام على أرض الدولة العربية الفلسطينية التي نص عليها قرار الأمم المتحدة رقم 181 لعام 1947، حيث قام المجلس حينذاك بتشكيل حكومة عموم فلسطين برئاسة "أحمد حلمي عبد الباقي" الذي مثل فلسطين في جامعة الدول العربية.
وقد أعيد تجديد المجلس الوطني الفلسطيني عام 1964، وذلك بعد أن قرر الملوك والرؤساء العرب في مؤتمر القمة العربي الأول تكليف أحمد الشقيري ممثل فلسطين لدى جامعة الدول العربية آنذاك بالاتصال بالشعب الفلسطيني والدول العربية لإقامة القواعد السليمة لإنشاء الكيان الفلسطيني، حيث قام الشقيري بجولات زار خلالها الدول العربية واتصل بأبناء الشعب العربي الفلسطيني في مختلف أماكن تجمعهم، وفي ربيع عام 1964 قامت لجان تحضيرية بإعداد قوائم بأسماء المرشحين لعضوية المؤتمر الذي سوف يعقد لهذا الغرض وقد عين الدكتور "عزت طنوس" مديراً لمكتب المؤتمر، وقد تم توجيه دعوة إلى 397 شخصاً ليكونوا أعضاء في المؤتمر الفلسطيني الأول ..
ولقد تواصل عمل المجلس الوطني الفلسطيني منذ ذلك الحين كإطار وحيد رسمي للكيانية السياسية الفلسطينية وما ينبثق عنه من مؤسسات اللجنة التنفيذية والصندوق القومي والمجلس المركزي وجيش التحرير الوطني حتى هذه اللحظة ويعتبر في العمل السياسي الفلسطيني صاحب المرجعية العليا التي لا خلاف عليها.
المجلس الوطني الفلسطيني هو الهيئة التمثيلية التشريعية العليا للشعب الفلسطيني بأسره داخل فلسطين وخارجها والذي يعتبر حسب نص المادة 7-أ من النظام الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية "هو السلطة العليا لمنظمة التحرير، وهو الذي يضع سياسة المنظمة ومخططاتها".


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
ابراهيم الشنطي
Admin
ابراهيم الشنطي


عدد المساهمات : 75853
تاريخ التسجيل : 28/01/2013
العمر : 78
الموقع : الاردن

تطورات الكيانية السياسية الفلسطينية على كف قياداتها  Empty
مُساهمةموضوع: رد: تطورات الكيانية السياسية الفلسطينية على كف قياداتها    تطورات الكيانية السياسية الفلسطينية على كف قياداتها  Emptyالإثنين 04 سبتمبر 2017, 9:06 am

الكيانية السياسية الفلسطينية من معارك الخارج الى التحدي الداخلي


هل يحافظ الفلسطينيون على كيانيتهم السياسية؟ هل يصمدون في معركة الاقتلاع من اليقين؟ الى أي حد ستكون الحملة على التمثيل السياسي الفلسطيني والكيانية السياسية قادرة على انشاء معطيات جديدة؟ هل يمتلك الفلسطينون بدائل تنقذهم من التحدي؟
الحالة الان بلاشك هي ذروة التحدي التي فتحها الاستعمار الغربي على فلسطين بكل عناوينها ويقوم الكيان الصهيوني مستفيدا من انحدار الوضع الاقليمي.. والتحدي بلغ الفصل الاخير..هنا نعود للخلف قليلا لكي نتزود بالكاشف على جملة فصول الصراع.
وعلينا تتبع الاحداث وربطها ببعضها في سياق الصرعات الاقليمية بين الدول العربية ذات التوجهات السياسية والفكرية المختلفة وكذا في سياق الحرب الباردة ومحاولة ايجاد بؤر تحاك دولية ومناطق نفوذ.. وفي هذا المناخ لابد من ابداء التساؤل عن اسباب توجه النظام العربي لايجاد منظمة تحرير فلسطينية في عام 1964 بعد ان كان موقف دول عربية وازنة ان لا اعتراف باي تشكيل فلسطيني سياسي يتفرد بالموضوع الفلسطيني.. وحتى لانذهب بعيدا في المسألة لابد من التذكير ان منظمة التحرير الفلسطينية التي بذل المرحوم احمد الشقيري وتلة من رجال فلسطين الجهد من اجل انطلاقها كانت خاضعة لتوجهات النظام الرسمي العربي لاسيما المصري.. ولابد من استنباط حقيقة الموقف العربي المؤيد لانبعاث منظمة التحرير الفلسطينية انه يتمحور حول فكرة ترك قضية فلسطين للفلسطينيين والتملص رويدا رويدا من جبهة الصراع ضد العدو الصهيوني..
الا ان هناك قفزة بعيدة شهدها التمثيل السياسي الفلسطيني بعد نكبة 1967 حيث انهزم النظام العربي وانكسرت الجيوش العربية في مواقعة لاتجد تفسيرا لها.. وكان الذهول والتردد سمة وصمت المرحلة كلها فجاء العمل الفدائي الفلسطيني سريعا ليغير معادلة التعامل مع القضية الفلسطينية وقدم الفدائيون الفلسطينيون بقيادة حركة فتح الريادية نموذجا استثنائيا في الاستبسال والمقاومة اثبت خلال اشهر قليلة قدرته الفائقة ان ينتزع المبادرة في حين واجه منذ البداية توجسات النظام العربي وقلقه.. هنا تحرك النظام العربي لادخال العمل الفدائي داخل م ت ف وكان واضحا ان هناك محاولة لتحجيم العمل الفدائي الفلسطيني ليسير ضمن سياقات تحرك النظام العربي.. الا ان المقاومة الفلسطينية وبعد ان دخلت مؤسسات م ت ف حولتها الى هيكل ثوري وكيان سياسي استمر في نضاله على صعيد الاستقلالية والتمدد ليكون رقما صعبا في المنطقة.. واستطاع هذا الكيان السياسي ان يصمد امام محاولات القضاء عليه في الاردن ولبنان واستطاع ان ينتزع اعترافا عربيا اقليميا بان م ت ف هي الممثل لاشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.. وكان هذا الانجاز الكبير خطوة استراتجية في الصراع مع الدعاية الصهيونية والمؤيدة لها والقائمة على فرضية ارض بلاشعب لشعب بلا ارض.. واذا بالعالم يكتشف بان هناك شعب فلسطيني وله قيادة سياسية وكيان سياسي فلسطيني وتمثيل سياسي في كل مكان وان هذا الشعب من ارقى شعوب الارض علما وثقافة وكفاحا وانه شعب انساني يحتضن في قلبه حب الانبياء جميعا وذكريات التواصل الانساني الراقي بين اهل الديانات الثلاث.
ودخل هذا الكيان السياسي معارك شرسة قصدت تفريغه او احتوائه او لجمه وقدم الفلسطينيون عشرات الاف الشهداء لاستمرار استقلاليتهم ووحدة كيانهم وفلسطينية قرارهم.. ولم يكن الفلسطينيون في حل من الدفاع المستميث عن كيانهم السياسي لانهم يدركون ان وجودهم كله مهدد ان فقدوا الكيان السياسي والقيادة السياسية.
وكانت السبعينيات والثمانينيات هي معركة التمثيل السياسي الفلسطيني حيث لم يعد مسموحا ان يتصرف النظام العربي باسم فلسطين وعدم السماح برهن فلسطين مع اية قضية اقليمية اومع توجه نظام بعينه.. وتواصلت المعركة الفلسطينية الكبيرة ضد محاولات طمس الكيان السياسي الفلسطيني او القفز عنه.
شكل المجلس الوطني المرجعية العليا لكل هيئات ومؤسسات "م.ت.ف" ويختص بكافة المسائل الدستورية والقانونية والسياسية العامة المتعلقة بالقضايا المصيرية للشعب الفلسطيني وكل ما يتعلق بمصالحه الحيوية العليا..
وضم المجلس الوطني إلى صفوفه كل فصائل العمل الوطني الفلسطيني والنقابات والشخصيات الوطنية والمراجع الدينية العليا وكان إلى حد كبير يمثل الشعب تمثيلا واسعا...وبالإضافة إلى مجالات عمل لجانه العديدة على صعيد التعليم والثقافة ورعاية المقاومة ودعم صمود شعبنا حيث كان وجوده فانه كذلك مثل ساحة تطور حقيقي للوعي السياسي الفلسطيني والمشاريع الفلسطينية لحل القضية الفلسطينية .. ولكن يجب تسجيل نقطة خلل كبيرة تتمثل في ابتعاد المشروع الوطني الفلسطيني وتواصلا معه الحركات الاسلامية عن التفكير بالواقع الفلسطيني داخل العمق الفلسطيني "1948" كاستجابة لشروط مرحلية فقدنا معها تفاعل جزء مهم من ابناء شعبنا في مشروع التحرير الوطني والتمثيل السياسي.. وقبل توجيه مجموعة انتقادات جوهرية لابد من الالتفات بعين الاستغراب بخصوص عدم التواصل الطبيعي بين اجزاء الوطن لاسيما المرابطين في ارضهم والصامدين والذين يشكلون عنوانا جميلا لكل المكافحين.
الى حد كبير كان المجلس الوطني الفلسطيني يظهر حقيقة الكيانية الفلسطينية ومؤسساتها و يتوجه بها الى حلول وينتزع القرار الفلسطيني من مكاتب وزارات الخارجية العرب.. ويمنح الفلسطينيين بيتهم المعنوي وحيزهم في فضاء الخريطة السياسية في المنطقة.
السلطة الوطنية
المجلس التشريعي الفلسطيني:
لقد انبثق المجلس التشريعي الفلسطيني المعاصر بناء على اتفاقية أوسلو الموقعة بين م ت ف الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني والحكومة الإسرائيلية في البيت الأبيض الأمريكي بحضور دولي وذلك في 13 سبتمبر 1993.. ومع أن المجلس التشريعي الفلسطيني يقتصر على أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة أي أن المجموع الفلسطيني غير ممثل فيه بشكل كامل أي انه لم يمثل سوى ثلث الشعب الفلسطيني إلا انه بلاشك مثل انعطافة سياسية مهمة في اتجاه بناء النظام السياسي الفلسطيني وتكريس الكيانية السياسية الفلسطينية على الارض... فكانت المرحلة 1994- 2006هي مرحلة التأسيس التشريعي الواسع للنظام السياسي الفلسطيني.. ولابد هنا من التأكيد أن تلك الدورة الانتخابية باشتراطاتها كانت لمرة واحدة حسب الاتفاقيات المبرمة على اعتبار أنها تمت من اجل مجلس تشريعي مؤقت كان من المفترض إن تنتهي ولايته في 1999 ذهابا إلى استفتاء تقرير المصير كما ورد في اتفاقية أوسلو. نحو قيام دولة فلسطينية على اراض الضفة وقطاع غزة.
ويمكن النظر إلى إن المجلس التشريعي سحب الأنظار بعيدا بشكل عملي إلى حد ما عن المجلس الوطني والمؤسسات المنبثقة عنه فبدلا من المجلس الوطني المرجعية الحاضرة الفاعلة أصبح المجلس التشريعي برقابته وسطوته و بصلاحياته وامتيازات أعضائه وبدلا من اللجنة التنفيذية أصبحت حكومة السلطة الوطنية وبدلا من جيش التحرير الوطني تضخمت الأجهزة الأمنية ..والحقيقة إن الاستبدال لم يكن فقط يمس الأسماء والعناوين بل والمهمات والخطاب السياسي.. وفي هذه المرحلة عاش الشتات الفلسطيني في شبه حالة فراغ سياسي مع إن هناك اهتمام لابد من ذكره من قبل الرئيس عرفات بالمخيمات الفلسطينية على الصعيد الإنساني.. وانكب التنافس الفصائلي على ساحة قطاع غزة والضفة الغربية الممثلين في المجلس التشريعي والخاضعين لمشاريع تنمية من قبل الأموال التي تنفق على السلطة ..وتكون الصلة أصبحت واهية بين الوجود الفلسطيني خارج فلسطين وهو الأكثر عددا بمؤسسات السلطة الفلسطينية المنشغلة بالأوضاع في داخل قطاع غزة والضفة الغربية.
بلاشك كانت قوة الدفع لمؤسسات السلطة الفلسطينية بما فيها المجلس التشريعي والحكومة بوزرائها المتنفذين وبقادة أجهزتها الأمنية قادرة على فرض وقائع جديدة وصياغة الوعي السياسي لقطاعات من الشعب الفلسطيني في داخل قطاع غزة والضفة الغربية بعيدا عن ما يتم تبلوره داخل القطاع الأكبر من أبناء الشعب الفلسطيني خارج الوطن.. لاسيما وكل الحلول المطروحة والتي يتم تداولها تستثني الخارج الفلسطيني بشكل أو بأخر.. ومن هنا يكون التمثيل الفلسطيني قد تلقى ضربة في الصميم.







الكيانية السياسية في خطر التبعثر ح4


أنهى المجلس التشريعي دورته الاولى بسلام وكان لحضوره على الاصعدة كلها دورا فاعلا ومؤثرا حيث انشغل بسن القوانين والمصادقة على المشاريع ومناقشة الوزراء فكان دروه التشريعي والرقابي متميزا أرخى بظلاله في الحياة السياسية بشكل أساسي ومن المحتمل أن مرجع قوة الأداء كان بسبب وجود الكتلة الكبيرة في التشريعي بلون سياسي معين "حركة فتح" التي كانت أيضا مشرفة على الاجهزة الامنية وتسير الحكومة في الوقت نفسه.
أما في الدورة الثانية مع الانتخابات التشريعية في 2006 أصبح التشريعي بثقله الكبير بيد حركة حماس في حين لازالت الاجهزة الامنية وكبار موظفي السلطة كلهم من حركة فتح ولم يحسن الفلسطينيون التصرف مع الاداء الانتخابي الديمقراطي وفهموه على انه عملية انقلابية وكان لبعض الاجهزة الامنية دورا تفجيريا بدون مواربة لافشال التشريعي الجديد وافشال الحكومة المنبثقة عنه والتي سيكون لحماس فيها الثقل البالغ.. كان قصر النظر وضيق الصدر يتحكمان في اساليب الاجهزة الامنية الفلسطينية تجاه نتيجة الانتخابات مما زاد المشهد المعقد تأزيما فحركة حماس غير مستعدة ان تراعي قوة فتح المتحكم التاريخي في القرار الفلسطيني ولا ان تتنازل قليلا او كثيرا لشركائهم في التجربة بتقديم ضمانات عدم التفرد بالسلطة وفي المقابل عملت الاجهزة ما تستطيع لاسيما الامن الوقائي بتسميم الاجواء والانخراط في حملة تصعيدية في مواجهة التشريعي الجديد.. اعتقدت حماس ان الانتخابات كافية بان تمنحهم الهيمنة والسيطرة بمجرد حصولها على اصوات اكثر لم تدرك قيادة حماس ان صندوق الانتخابات في بلد تحت الاحتلال لا يحدد شيئا حقيقيا ولم تدرك ان نتائج الانتخابات مضللة ولم تكن عميقة بحيث ان فتح ذهبت للانتخابات موزعة مشتتة بعد موت زعيمها ياسر عرفات فتشتت اصوات الناخبين المؤيدين لفتح التي حصلت على مجموع اصوات اكثر من حماس لكن انضباط حماس جعلها تحصد من المقاعد الاكثر..أيا كان الامر لم تتعامل حماس مع القوة العميقة الممثلة بحركة فتح بمراعاة بل ذهبت لتشكيل حكومة بالكامل قد يكون الاخرون ورطوها في هذا الخيار لكنها كانت متسرعة لتشكيل الحكومة رغم نصائح مفكرين اسلاميين كبار على راسهم عبدالله النفيسي.. فكانت تجربة التشريعي المضطرب تؤسس لفقدان الفلسطينيين أهمية مؤسسة تشريعية يمكن ان تكون قوة مرجعية للكيانية الفلسطينية.. وكان هناك عاملان سرعا من انهيار التشريعي احدهما موضوعي والاخر ذاتي اماالاول فهو عملي خطف الجندي الصهيوني في حدود منطقة رفح والذي اعقبته القوات الصهيونية باعتقال كل اعضاء التشريعي في الضفة الامر الذي اربط التشريعي وبعدها جاءت عملية انقلاب حماس ضد الاجهزة الامنية وضد رئاسة السلطة لتنهي مهمة التشريعي ففقد الفلسطينيون على مدار عشر سنوات مؤسسة تشريعية ورقابية كان يمكن لها ان تفعل على تكريس الكيانية السياسية الفلسطينية..
أن ما نعيشه اليوم هو حالة تصدع كبيرة في التمثيل السياسي الفلسطيني حيث يدور النقاش على المرجعيات والأبجديات وهنا يكون الاختلاف قاتلا ، كما انه في حالة تصدع لا احد ينتبه اليها وهي التي تكبر يوما بعد يوم بين الداخل الفلسطيني والخارج الفلسطيني ونحن ندرك قيمة الخارج الفلسطيني حيث يبلغ عدد الفلسطينيين في الشتات اكثر من 7 ملايين نسمة في حين لا يزيد عدد سكان الضفة الغربية وقطاع غزة المشمولين بالمجلس التشريعي والحكومة اكثر من 4.7 مليون نسمة في حين يقف مايقارب 2 مليون فلسطيني في العمق الفلسطيني بلا رابط موضوع بالكيانية السياسية الفلسطينية.. لذا فان الخلل الحاصل بموجب تعطل المجلس التشريعي عن العمل ترتب عليه خل اخر على صعيد الحكومة بالاضافة للخلل الكبير الذي نتج عن انقلاب حماس بالقوة في قطاع غزة.
لم تدرك حماس خطورة الذهاب الى التشريعي والذي هو صيغة مؤقتة ضمن المشروع المؤقت المعروف باتفاقية اوسلو حيث كان مفترض ان ينتهي التشريعي بمجرد انقضاء خمس سنوات على اعلان اتفاقية اوسلو.. وان اي استئناف لانتخابات على صعيد التشريعي هو في حقيقته تمديد لاجل اوسلو وتحويله الى مكرس في واقع الفلسطينيين السياسي.. وهذا الخطأ الكبير غاب عن المتحمسين للانتخابات والحصول على المقاعد فيما هم في حقيقة الامر يؤبدون المؤقت ويشرعون للاحتلال ويمنحونه فرصة جديدة.. لقد كان الاولى بحماس وحركة فتح ايقاف المسار الانتخابي والمطالبة بانهاء الاحتلال وانتهاء المرحلة الزمنية لاتفاقية اوسلو والذهاب الى تقرير المصير.
ان هذا الخلل بالإضافة لما حصل من انخراط العمل السياسي الفلسطيني في الداخل على حساب الخارج الفلسطيني يعني بوضوح أن الكيانية السياسية الفلسطينية في خطر ولا يمكن استبعاد دور المؤسسات الاستعمارية التي تخطط وتنفذ مشروعها نحو تفتيت الكيانية السياسية الفلسطينية بوسائل عديدة ليتم لها على أرضية ذلك التفرغ من القضية الفلسطينية.
وهكذا يمكن تسجيل ثلاث نقاط على الدورة الثانية للمجلس التشريعي الفلسطيني الأولى انه عمل على تمديد فترة الانتقالي وحول المؤقت الى دائم وهذا خلل سياسي كبير ما كان ينبغي ان يحدث وكان من المفترض ان يستمر المجلس الأول لحين تقرير المصير.. والنقطة الثانية انه أصبح ساحة للتصارع والتناقض والتنافر الفلسطيني الخطير والثالثة انه كرس مع الحكومة الفلسطينية الابتعاد عن الهم الفلسطيني العام الى الانهماك بوضع الضفة وغزة حيث ان ما ينفق من اموال وجهود فيهما يستوعب الغالبية العظمى من الموارد المالية.
إن يقظة الفلسطينيين تدعوهم أن لا يفرطوا بالمجلس التشريعي هذا صحيح ولكن مع ضرورة تفعيله وتوسيعه ليشمل القوى الفلسطينية الجديدة المتمثلة بفصائل الحركة الإسلامية والوطنية والمستقلين والفعاليات والتي أصبحت ذات حضور واسع من العبث تجاوزه مع انخراط المجلس انخراطا حقيقيا وفعالا في إطار اكبر هو إطار المجلس الوطني الفلسطيني الذي يجب أن يظل هو المرجعية العليا وان تكون مؤسساته هي المؤسسات الأم التي لا ينبغي التفريط فيها أو تهميش فعلها ودورها، وان يشمل هذا المجلس كل تواجد الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج وذلك بطريقة الانتخاب ما استطاع الفلسطينيون إلى ذلك سبيلا وبذل الجهد لتفعيله وقيامه بما يملي عليه النظام الاساسي كونه المرجع التمثيلي المستقر والحقيقي للشعب الفلسطيني.
ان الحس التاريخي يقود إلى هاجس تاريخي من خوف ان ننتهي إلى الضياع على مستوى التمثيل السياسي مرة أخرى كما حصل في فترات متعددة في القرن الفائت.. وان واقع الانقسام الحاصل الآن واستمراره يقود واقعيا إلى انشطار في التمثيل السياسي وضياع الكيانية السياسية الفلسطينية ما لم يتم تدارك الأمر سريعا وإنهاء حالة الانقسام بشكل حاسم وان يتم ترسيخ واقع اكبر من احتمال ان يكون عرضة للانشطار او الانتهاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://shanti.jordanforum.net
 
تطورات الكيانية السياسية الفلسطينية على كف قياداتها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» "وصفة بلينكن السياسية" لتدمير الكيانية الفلسطينية عبر قطاع غزة
» منظمة التحرير الفلسطينية ... الأحزاب والفصائل الفلسطينية
» تطورات بمضيق باب المندب
» تطورات ما قبل الحرب الطاحنة
» طوفان الاقصى تطورات اليوم 11

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الشنطي :: فلسطين الحبيبة :: احداث ما بعد النكبة :: حركات التحرر والمنظمات والفرق العسكريه-
انتقل الى: